رواية احببت العاصي عز الدين وعاصي للكاتبة ايه ناصر هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية احببت العاصي، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.
رواية احببت العاصي من الفصل الاول للاخير بقلم ايه ناصر
المطر يأتي دائماً بالخير ذهب يهبط من السماء مُحمل برسالة فرحة لجميع المخلوقات ويستقبله الجميع باشتياق ويكون المشهد كالآتي تعانق مُحمل بالقبلات بين حبات المطر وفتات الحصي ويتراقص النبات .
و من بين كل هذا نري فرحة العاصي نعم هي عاصي تضحك وتتراقص وتستقبل المطر بضحكات عالية لا تستطيع أن تفرق بينها و بين غزير المطر و كأنه لحن مُتكامل والجميع في هذا المكان يعلم فرحة العاصي بالمطر فرحة لا يستطيع أحد تخيلها ولا تتعجب من هذا فإن العاصي اليوم تودع فصل المطر لتستقبل فصل آخر فرحة اخرى يسعد بها قلبها وشعارها كأن هو كل ما يخص الأرض يفرحها..
فالأرض منها وإليها نعود ، خلقنا جميعاً من طين ، وإلي الطين سنعود يوماً ، والعلاقة بين الإنسان والأرض علاقة ولاء، حنينه إليها، وكأنها تُشبه علاقة حنين الابن إلى أمه ، فإنه منها قد جاء ومن خيرها يأكل ويشرب وفي أحضانها يُدفن ،
و الأرض عند العاصي يا سادة لها مَفهوم آخر الأرض عندها تعني عرضها الأرض عندها تعني شغفها الأرض عندها تعني حياة .
وفي وسط الدلتا حيث البيئة الزراعية وجمال الطبيعة وسحرها كانت تدور تلك الفتاة بفرحة وتتراقص تحت حبات المطر تبتسم وهي تُغني بصوتها العذب الذي يعشقه الجميع في هذا المكان، وعلي بعد أمتار تشعر بالاضطراب كلما تتقدم إلي ذلك القصر الكبير ولكنه قديم تشعر وكأنك تري متحف آثري فتصميم القصر كان ساحر وكيف لا وهو قصر آل مهران وعندم تخطوا قدميك إلي الداخل أول خطوة تستنبط أن القصر بلا حياة وكأنه هجره سكانه كل شيئاً ساكن مكانه بلا روح فالقصر مُغلق منذ زمن بعيد واليوم يهرول الجميع حتي يقوموا بتنظيفه فالجد سيعود..
مصطفي مهران سيعود إلي بلدته و مزرعته بعد غياب دام كثيراً لقد ذهب الجد إلي خارج البلاد ليجري جراحة خطيرة بالقلب و أخيراً سيعود بعد طول غياب عن أرضه، لقد توقف المطر بعد مدة قصيرة ومع توقفه أسرعَ الجميع لاستكمال عملهم بعد أن استمعوا إلي صوتها العذب الذي يشبه صوت الطيور، فهي رقيقة تحت المطر كالفراشة ولكن قاسية كالحجر في العمل ، طفلة تلعب مع الأطفال في وقت فراغها ، أما في وقت توترها وحزنها لها عادة غريبة بات الجميع يعرفها تسلق الأشجار نعم تتسلق الأشجار وتجلس علي أغصانها حتي تهدأ، تلك هي العاصي وردة مُتفتحة نَبتت داخل أرض مصطفي مهران نعم نَبتة قد نَبتتْ في أرض ليست ملكها و من هي العاصي يا تُري !؟
عاصي و رُبما ستتوقف أمام اسمها تارة مُتعجباً وتارة ساخراً كيف أن يكون هذا اسم فتاة ! ولكن هذا من وجهة نظري أنا و أنتم و لكن اسمها يعني لها الكثير والكثير فهو من اختيار أمها أرادت أن يكون لاسم ابنتها خارج عن المألوف فأسمتها عاصي فيما معنه المخالف للأمور، الفصيل إذا لم يُتْبع ، العرق الذي لا يُقطع دمه. لتكون فتاتها مُختلفة عن الأخرين وقد صدقت، عاصي هي الابنة الثانية للمرحوم " منصور سالم غنيم " يكبرها أخ يدعي آدم ،يكبرها بخمس سنوات ويعمل طبيب جراح بعد أنْ أكمل دراسته بمستشفى العاصمة حتي يكون قريب من أختيه و لديها أخت تدعي هند وهي أصغرهما تدرس في كلية الطب البيطري، أما عن عاصي فهي مهندسة زراعية تخرجت من كلية الزراعة حديثاً و ها هي تعمل في نفس المكان التي كانت تعمل فيه عبر مراحل دراستها ، فهي تحب العمل بالأرض حيث الطبيعة و الجمال كما أنها تهتم بكل شيء في هذا المكان لعلها توفَّى للجد مصطفي حقه فهو من رباها هي وأخويها بعد موت أهلها فالجد مصطفي كان صديق مقرب لجد عاصي كما كانت تجمعهم شراكة أيضاً فقد كانت بدايتهما معاً في التجارة وبعد فترة من الزمن أصبح لديهم تلك المزرعة الكبيرة و بعض الشركات والمصانع في العاصمة تولي العمل بالمزرعة سالم غنيم وولده منصور وتولي العمل في المصانع والشركات مصطفي مهران وولده كامل إلي أنْ أخذ الله أمانته فقد توفي سالم وولده في حادث ، كان الخبر مُحزنا للجميع و لقد فقد مصطفي أحب الناس إلي قلبة و أخذ عهد أمام الله أن يرعي أحفاد صديقة وزوجة ابنة الراحل و لكن توفت زوجة ابنه هي الأخرى أثناء وضعها لطفلتها الصغرى هند وتركت الأطفال الثلاثة بدون رعاية ولكن وفر لهم مصطفي كل شيء ليعيشوا حياة هنيئة ودائماً كان يراعيهم إلي أن ترك العمل في العاصمة و جاء إلي المزرعة ليسكن بها تاركاً أعماله لولده كامل وليرعي هو الصغار اليتامى وعاصي هي التي تربعت علي قلب مصطفي مهران و علي الرغم ان لديه أحفادا من صلبه ولكن تبقي للعاصي مكانة مخصصة داخل قلبة فهي مزيج مشترك بين طيبة قلب سالم غنيم وذكاء عقلية مصطفي مهران وهكذا هي العاصي حقاً .
وعلي بعد أمتار من قصر مصطفي مهران يوجد قصر أخر بنفس تصميم قصر مهران ولكن ذلك القصر مختلف يوجد به ضحكات وهتافات و أصوات توجد به حياة وفتاتان تجلسنا في صالة المنزل الواسعة حيث في المنتصف منضدة دائرية الشكل و علي الجانب أنتريه مدهب كلاسيكي و في الطرف الأخر صالون كلاسيكي بجانب الحائط شاشة عَرض كبيرة وفي أخر الصالة سلم مُتفرع إلي اتجاهين ، تجلس الفتاتان تتابعين أحد المسلسلات التركية علي اللاب توب ويضحكان بشدة وعندما ننظر إليهم نجد أنهما يشبهان الأطفال الصغار فكانت أحداهما ترتدي منامة قطنية باللون الوردي وعليها رُسومات كرتونية مُضحكة و جمعت شعرها إلي أعلي بطريقة مُضحكة أيضا و ترتدي نظارة طبية علي عينيها العسلية أما عن بشرتها فهي شديدة البياض و تلك هي هند و الأخرى ترتدي منامة بلون كحلي و خالية من أي رسوم و شعرها منسدل علي ظهرها و بعض خصلاته تهبط علي جانب وجهها انها ذات العين البنية و البشر الخمرية إنها عائشة ، أخت في الرضاعة فلقد توفت والدة هند أثناء ولادتها فأحضر الجد مصطفي الخالة حنان والدة عائشة لترضع الصغيرة و تسكن مع الأطفال لترعاهم فحنان وزوجها العم (علي) يعملان في المزرعة منذ زمن وهما من قاموا بتربية اليتامى بمساعدة الجد مصطفي و يقال ما من بذرة صالحة تنبت في أرض صالح إلا وكان طرحها صالح ولقد صدقوا فالخير لا يُجازى إلا بالخير و عائشة بهيام : هو البطل ده حقيقي ولا هزار
هند بتسبيل : ما قدامك آه حقيقي وبعدين تركي عوزه يعمل إيه عائشة بتنهيده : هما الفرعنة ليه بس ما أنتجوش النوعية دي
هند بنظرات حالمة : يا ريت علي الأقل كانت نسبة الطلاق والعنوسة تخف وتبقي الحياة كلها تفاؤل علي الآخر
وعلي بعد خطوتان كان كانت تقف تلك السيدة التي من مظهرها نعرف أنها سيدة في العقد الخامس من عمرها ترتدي جلباب فضفاض من اللون الأسود و تضع علي رأسها وشاحاً يغطي نصف جسدها و أما عن ملامحها فهي ذات ملامح محببة بداية من عينية الكحيلة شديدة السواد و بشرتها القمحية و أنفها الصغير المدبب إنها السيدة حنان من قامت بتربية الصغار منذ وفاة والدتهم ، كانت حنان تنظرت إلي الفتاتان بنظرات مُحتقنه ثم تقدمت ووقفت أمامهم مباشرتاً فانتبهت عائشة لوالدتها فنظرت إلي هند
عائشة بذعر : أأ أنا بقول يله نقوم نذاكر يا هند
هند بمرح ومازالت تنظر لشاشة الحاسوب : نذاكر مين والناس نائمين لما نخلص المسلسل عائشة بترقب و أخذت تحرك هند بعشوائية : لا لا نذاكر عشان الامتحانات علي الأبواب
هند وهي تهتف ثم توقفت عندما وجدت حنان تنظر لها بغضب : امتحانات إيه و...... ، ماما حنان منورة يا غالية خليكٍ شاهدة من الصبح بقولها يله يا عائشة نذاكر مش راضيه
عائشة وهي تفتح ثغرها متفاجئة : أنا والله أبداً يا ماما دي هي اللي قعدة تقولي بصي البطل ده بصي الموز ده بصي
صاحت حنان بِهما بغضب : قدامي علي المطبخ بدام مفيش مذاكرة تتعلموا حاجة تنفعكم عشان لما يجي البطل اللي بجد تشرفونا قدامه و بلاها مضيعةٌ للوقت
هند بخفوت : مضيعةٌ وقت إيه ده حب للإيجار هو ده في مضيعةٌ وقت ثم رفعت من نبرة صوتها و طيب سماح المرة دي يا ماما حنان
عائشة بتوسل : آه يا ماما سماح المرة دي
حنان بتصميم : قدامي منك ليها
وقاطع حديثهم دخول فتاة آخر من باب القصر ولكن الشيء الغريب أن ملابسها وحجابها يتساقط منهما الماء كأنها كانت تسبح أو ما شابة نظرت السيدة حنان لها بتدقيق ومن ثم الفتاتان و
حنان بغضب : ربي يصبرني عليكم اجده يا عاصي مش ناوية تغيري عادتك دي إلا لما تمرضي صح
هند بمرح : أنتِ بتكلمي عاصي يا حنون يعني ولا حياة لمن تنادي
عائشة بضحكة عالية : عاصي و عادتها في مُوسم المطر
عاصي وهي تنظر لهم بتحذير ثم نظرت إلي السيدة حنان التي
أسرعت إليها بالمنشفة : خلاص يا خالة أنا هغير هدومي علي طول مش هيحصل حاجة
حنان بنبرة هادئة: طيب يله غيري هدومك علي ما أعملك حاجة سخنة تشربيها
عاصي برفض : لاء مش هينفع أنا هغير وأروح أشوف البنات خلصوا تنظيف القصر ولا لاء عشان جدي هيوصل بكرة و أنا سبتلك موضوع الأكل يا خالة عاوز كل حاجة بيحبها جدي وآدم ، ثم نظرت إلي عائشة و هتفت بطريقة عملية عملتوا إيه يا عائشة وزعتي المُبيدات علي الأنفار عشان يبدأٌ برشة بكره
عائشة بموافقة : كله تمام يا عاصي
عاصي بتأكيد : الكميات أهم حاجه عشان مش عوزه مشاكل بعد كدة ثم نظرت أختها التي تبتسم علي بلاهة عائشة أمام عاصي و هتفت ، وأنتِ يا أنسة هند عملتي اللي قولتلك علية للخيل ولا لاء
هند باضطراب : أحم أحم بصي بأمانة أنا قولت لعم حسن كل حاجه وهو يظبط أصل بخاف أدخل الإسطبل
عاصي وهي ترفع أحد حاجبيها : أول مره أشوف دكتورة بيطرية وبتخف من الحيوانات بيعلموكم إيه في الكلية دي هند بمرح : لا دي شهادة هاكل بها عيش بس
عاصي بحزم : والله ! لازم يا أنسة تتغلبي علي خوفك وده أحسن ليكي يا هند.
حنان بعطف : يا بنتي ارحمي نفسك يا عاصي وارتاحي شوية عشان خطري
عاصي بعزم : هخلص اللي ورايا وأرتاح بعدها
وكيف لا وهي عاصي سعادتها في عملها و تفوقها فبفضل تعبها في تلك المزرعة التي أصبحت من أشهر مزارع المحافظة في إنتاجها وجودته والجميع يعلم من هي المهندسة عاصي منصور سالم غنيم فيكفي ذكرها في سوق الفاكهة والخضروات أو في سوق المواشي بين أكبر التجار وأكثر وأكثر والجدير بالذكر الكل يخاف دهاء وذكاء تلك الفتاة وخاصة في مجالها و مصطفي مهران يفتخر بها كأنها حفيدة لهُ ومن صُلبةٌ ، فتاة في العقد الثاني من عمرها و عمرها بالضبط هو أربعة وعشرون عاماً تخرجت حديثاً كما ذكرت من كلية الزراعة و أكملت عملها بداخل تلك المزرعةٌ التي تعرف كل مكان بها أما عن جمالها فالعاصي ذات جمال هدأ فجسدها عامر بقليل من الوزن أما عن عينيها فهي أخذت من لون أوراق الشجر نصيب كبير خضار عينيها ليس بالخضار المعتاد لا فهو أخذ منحدراً أخر أنه خضار شديد تستعجب لقدرة الله علي الأرض عندما تراها وبشرتها بيضاء ولكن يكسو وجهها طبقة أخري من اللون البني لاستمرار وقفها تحت أشعة الشمس ترتدي حجاباً لكي يتوج وجهها وتضع عليه دائماً وشاحاً أخر تلفه علي رأسها كعمامة ليحميها من أشعة الشمس ولبسها دائما مندرج صيحته تحت أشهر المصممين و لكن من وجهة نظرها هي أي الخالة سعاد التي تجلب لها ما تريد دون أن تخرج من باب المزرعة وملابسها دائماً عبارة عن قطعة طويلة من الثياب تصل إلي ركبتيها و من تحتهما بنطالاً فضفاض ليسهل حركتها ويختلف ألون ردائها دائماً وهكذا هو التغير من وجهة نظر العاصي
( ومن وضع الجمال في خانة ملامح أو ملابس أو وزن زائد والعكس صحيح ومن وضع في معتقداتكم أن المرأة لا تكون إلا بثياب تكشف أكثر مما تستر وإذا كان الجمال هو الرداء !! فكيف يكون رداء العفة في أذهانكم ؟ و لو تمثل الجمال في ملامح فتاة تنظر هنا وهناك لتظهر ملامحها للجميع ، بالله عليكم تقولون لي، كيف تكون ملامح الخجل والاستحياء في أذهانكم ؟ وإذا كان الجمال بالوزن كثُر أم قل، هل تقولون لي كيف تقاس الروح في أذهانكم؟ فلا تضعوا الجمال حبيساً في خانة محددة فهو له صور كثير تتضح أمام المبصر لهُ)
- وعلي بعد كيلومترات سفر يستغرق ساعاتٍ وفي العاصمةٌ " القاهرة " تحديداً في ڤيلا كامل مصطفي مهران فيلا ذات تصميم عصري من هيئتها بالطبع ستكون هكذا فالسيدة " إيمان " زوجة السيد كامل تهتم بالمظاهر كثيراً وتحب أن تكون الأولي والمبهرة في كل شيء حتي في تصميم ڤيلتها التي صممها أحد أشهر مصممين فرنسا فأبهرت الجميع بتصميمها وأثاثها ، كانت تجلس علي رأس مائدة كبيرة الحجم و أمامها عددت أصناف من الطعام وخلفا كان يقف أحد الرجال الذي يرتدي بدلة سوداء ويفرغ لها من بعض
الأصناف أمامها وسيدة مُسنة تقف بجانبها من الجهة الأخرى ، أما عن السيدة " السيدة إيمان " ومن هيئتها يتبين أنها سيدة في أول العقد السادس و من مظهرها تعتقد انها مازالت في العقد الرابع محجبة جسدها ممشوق و لون عينيها أسود شديد السواد وبشرة خمرية تكاد تقول أن ملامحها جامدة بعض الشيء و ترتدي درلاً واسعاً بلوناً بنيً ذات أكمام ، فهكذا كانت السيدة و هتفت بجمود أجش إيمان : سلمي فين يا أم السعد
أم السعد بفتور : الست سلمي إسمله عليها نزلة حالاً كانت بتذاكر إيمان بغضب : ازاي تتأخر عن معاد العشاء؟
سلمي من بعيد بمرح : جيت آه يا أمي كل الحكاية خمس دقائق
والفكرة هنا أن كلمات سلمي قد أثارت غضبها وبشدة كيف تكون سلمي مهران أبنة إيمان المرشدي بهذا الإهمال فصاحت بسخط
- إيمان غاضبة : أنتِ ازاي مُستهترة كده ، أنا مش عارفة ألحقها منك ولا من أبوك ولا من إخوتك أنا خلاص تعبت
وهذه هي عادة السيدة إيمان وكما يقال في مُجتمعاتنا شكاية وباكيه دائماً تنقد من حولها وأما عن سلمي تلك الفتاة التي سنعرفها عن قرب عما قريب ولكن دعوني أنقل لكم نبذة مختصرة عن تلك الفتاة سلمي كامل مهران فتاة مرحة تحب الجميع مُتواضعة إلي حد كبير تختلف دائماً مع أمها ف سلمي وجه مختلف كلياً عن إيمان المرشدي وهذا ما يزيد من سخط إيمان ف أولادها يتسللون من بين يديها فكل واحد منهم يسير في طريق مختلف عن الأخر ، وهنا أرادت سلمي أن تمتص غضب إيمان ف
سلمي باهتمام : لية بس يا ست الكل إحنا عملنا إيه عشان تزعلي كدة
إيمان ومازالت غاضبة : مش عارفة عملتم إيه، أنتِ وعيشة في وادي لوحدك وأخوك الكبير إلي مش عاوز يرجع من الغُربة و لا الأستاذ التأني إلي بشوفة بالصدفة ولا أبوك أعرف أنه راجع بكرة مع جدك بالصدفة والله تعبت منكم
سلمي بتعجب : ليه هو جدي راجع بكرة والنبي صحيح يا ماما
إيمان بغل : أنتِ لا تطاقي
ثم رحلت بخطوات متسرعة تاركة ابنتها تُهلل من الفرحة لعودة جدها الحبيب سالماً ، غير عابئة بغضب أمها الذي اعتادت عليه سلمي بفرحة : بقول إيه يا داده عوزه عصير لمون
وفي باريس عاصمة فرنسا وفي أحد الأبراج العالية حيث منزل الحفيد الأكبر لمصطفي مهران وعندما نذكر الحفيد الأكبر نذكر كابتن طيار عز الدين الكامل الذي يستضيف في هذا الوقت جده مصطفي مهران و أبوه و آدم دبة عصا الجد مصطفي علي الأرض الصلبة هاتفاً بحزم
مصطفي بصوت حازم : كفاية كلام في الموضوع ده أنت تعاود معانه و مش هسيبك في البلد دي ولا لحظة بعد كده
عز الدين بغضب ظاهر علي قسمات وجهه:
- يا جدي الكلام ده مش هينفع أنا مش صغير وهنا حياتي وشغلي
مصطفي وهو ينظر اليه بحنان و نبرة واثقة :
- حياتك في أرضك وبلدك يا ولدي والبلد دي أنت فيها نَبتة من غير جزر ومسيرك هتعاود فالوقت أحسن من بعدين
حين تكلم كامل بصوت صلب :
- اسمع كلام جدك يا عز ، ولا أنت عاوز تفضل صايع هنا وإحنا ما نعرفش عنك حاجه
عز الدين بحنق وهو يجز علي أسنانه بغضب :
- بابا أنا مش صغير و لا أنا صايع أنا ناضج وكبير بما فيه الكفاية عشان أحدد مُستقبلي ومش هسمح لحد يفرض عليا رأيه
غضب والدع عند سماعه تلك الكلمات من ابنه فهتف له بغضب :
- ولد أنت اتهبلت ولا إيه أنت مهما كبرت مش هتكبر علينا أنت فاهم وأعقل أحسن لك والله يا عز ما أعقلك بطرقتي
كان آدم يراقب الوضع لا يريد أن يتدخل فعلي الرغم أنه هو وعز الدين أصدقاء منذ زمن إلا أنه كان رافضاً لأسلوبه مع أبيه وجده فيجب علي عز الدين أن يكون عقلانياً أكثر من ذلك ولكن مع انحدار الحديث علي النحو التالي فما كان علية إلا أن يتدخل ف
آدم بنظرة راجية رغم توتره :
-إهداء يا عمي ، و أنت يا عز الدين تعالى معايا عوزك ، بعد إذنك يا جدي أنت وعمي
نظر مصطفي إلي آدم بتقدير إلي ذلك الشاب المتفهم علي عكس حفيده المتهور و هز رأسه بالموافقة في حين ظل عز ينقل نظرات الغضب بينهم ثم أنسحب مع أدم إلي غرفتهم دلف كل من آدم وعز الدين إلي الغرفة، كان عز الدين غاضباً جداً فهو ليس بالشخص الذي يخضع إلي ما يقوله الآخرون هو شخص يفعل ما يريد وقتما يريد ولا يحب تدخل أحد بقرارتهٌ، كان آدم يعلم هذا جيداً وأراد أن يتحدث مع عز الدين بهدوء ويبتعد كلياً عن أسلوب الأمر والنهي الذي اتبعه جد مصطفي والعم كامل فجلس علي أحد الكراسي التي تتوسط الغرفة بينما جلس عز الدين علي فراشه ، مُستندا برأسه علي ظهر الفراش الخشبي فكانت الغرفة متوسطة المساحة حيث تحتوي علي غرفة نوم كاملة علي الطراز الحديث من اللون الأسود وتحتوي أيضاً علي كرسيين و أريكة باللون الأسود أيضاً في وسط الغرفة، و علي أحد الجوانب مكتب صغير محمل بكثير من الكتب و الخرائط و مجسم لطائرة كبيرة و لاب توب أما طلاء الغرفة فكان باللون الأبيض كانت الغرفة مميزه حقاً ونافذتها تطل علي برج إيفيل الذي كان أيضاً أحد أضخم لوحات غرفة عز الدين ، نظر آدم إلي عز الدين نظرة مُطولة ثم هتف
آدم بنبرة هادئة : ها يا عز هنفضل ساكتين كده ولا إيه
عز الدين بغضب : و أنت عاوز أقول إيه يا آدم
آدم بمرح : أه احكي أي حاجه أنا عاوز أسمع
عز الدين في ضيق : آدم من الأخر أنا مش راجع مصر وعرفهم الكلام ده
آدم برزانة : عز أسلوبك معهم غلط ومينفعش دول أهلك مش غرب عنك و ممكن بأسلوب أحسن من ده توصل لهم رأيك
عز الدين بجدية : وهما يقبلوا ده ببساطة كدة ، ثم ضحك ساخراً دول أهلي يا آدم وأنا أعرفهم أكتر من أي حد نظر آدم إلي عز الدين هو يعلم أنه عنيد جداً ويعلم أنه لا يستمع إلا لصوت عقله فقط ف
آدم بهدوء معهود :
- عز الدين جدك لسه تعبان وخارج من عملية صعبة و مش ينفع يتعرض لأي ضغط ولا توتر ولا عصبية يا ريت يا عز تقدر ده وتحاول تفكر علي أساسه نظر عز الدين إلي آدم بتفهم وأخذ يفكر في حل لهذا الموقف الصعب الذي وضعَ فيه
- في القاهرة في مصنع لحوم آل مهران وفي مكتب رئيس مجلس الإدارة كان يجلس يتوسط مِنضدة الإجتماعات وحوله بعض الموظفين بالمصنع يستمعون له بإنصات في حين اخذ هو يعطي لهم أوامره
ماجد بجدية شديدة وهو ينظر إلي الرجل الواقف امامه:
- الصفقة دي مهم جداً للمصنع لازم تبقي لينا بأي طريقة أنتم فهمين
استمع الرجل الي ما يقول ثم قال بنبرة مرتبكة :
أكيد يا فندم بس في مشكلة وحده هتقبلنا
نظر له ماجد وهو يعقد حاجه ثم هتف بغضب :
- مشكلة إيه بقي أن شاء الله
تردد الرجل بخوف وهو يقول :
- يا باشا مش القصد بس أنا موظف التوريدات والمسؤول عن المواشي اللي بتدخل المصنع و لأسف المهندسة عاصي مش بترضي تود لينا الكميات الكبيرة ، وعمرها ما ترضى علي الكمية دي وخصوصاً من البتلوا وهتحصل مشاكل كتير
تعالي نبرة صوت ماجد وهو يهتف :
- عاصي دي إيه دي كمان اللي تضيع علينا صفقة زي دي أحنا لازم نأخذ الصفقة أما بخصوص عاصي بتعتك تقولها دي أوامر ماجد باشا
الوظف بخفوت : ماجد باشا ربنا يستر ، حاضر يا باشا أنا هبعت فاكس للمزرعة أنهارده
* كانت تقف بين العمال و تصيح بيهم وهم يعملون في سرعة حتي يتحاشوا غضبها و
عاصي : الحوض ده يا عم علي تكتر ليه المبيدات أنا حسه أن هو أكتر حوض متأثر بالندوة
علي : حاضر يا بنتي
عاصي : لو الجو سعدنا يبقي فضل من الله عشان نخلص شغلنا
علي : يا رب أه نلحق نخلص الحوض ده علي الأقل
عاصي : فكرني يا عم علي بعد ما نخلص أعدي علي العمل في مزارع الفاكهة الناس بتشكي من التأخير و مدير المصنع بردك بيشتكي إحنا مش بنلعب هنا
علي : حاضر يا بنتي بس أنتٍ لازم ترتاحي حرام عليكٍ نفسك
عاصي : معلش يا عم علي لما يخلص الشغل هرتاح
علي : ربنا يقويكٍ يا بنتي
- جلس مصطفي مهران بصحبة ابنه كامل يتكلمان في مواضيع عدة حين دلف عز الدين ووقف أمام جده وتنحنح قائل بحزم عز الدين : أنا موافق يا جدي إن أرجع مصر
الجد مصطفي بفرحة : ربنا يريح قلبك يا ولدي
عز الدين : بس عندي شرط يا جدي .......؟
↚
جلس مصطفي مهران بصحبة ابنه كامل يتكلمان في مواضيع عدة حين دلف عز الدين ووقف أمام جده وتنحنح قائلا بحزم :
- جدي أنا موافق إن أرجع مصر
نظر إليه الجد مصطفي بفرحة ثم تبسم وقال :
- ربنا يريح قلبك يا ولدي
نظر عز الدين إلي جده وأبيه ثم تردد قبل ان يقول :
- بس عندي شرط يا جدي
تفاجئ مصطفي مهران هو وابنه فما هذا الشرط الذي يشطرته عز فهتف كامل بغضب :
- أنت هتتشرط علينا يا عز ولا إيه
احس عز الدين انه يسير في الطريق الخاطئ فهو يجب أن يكون تعقلا وهي يتكلم مع أبيه وجده لكي يصل إلي غايته فهتف بسرعة :
- هو مش شرط يا بابا هو طلب
نظر الجد مصطفي إلي حفيدة لعله يستشف منه ماذا يريد وهتف بنبره هادئة :
- قول يا ولدي !
كان متردداً في البدايه ولكن نظرات جده شجعته أن يتكلم فهتفه صائحاً :
- عاوز أفضل هنا أشوف هعمل إيه في موضوع شغلي و أخلص كذا حاجه قبل نزولي مصر
استمع الجد لحفيدة وهو يعرف أن عز الدين لا يتقبل ذلك الأمر فيجب أن يمنحه الفرص ليحدد وجهته فحفيده عنيد وبنبرة متفهمه هتف :
- يلزمك وقت قد إيه يا عز الدين
- شهر يا جدي علي الأقل
أجبه بسرعه تدل علي أنه فكر في الأمر كثير عز الدين يريد المراوغة لعل بعد ذلك الوقت ينسو الأمر ويظل هو في المكان الذي أختاره ولكن صوت أبيه الساخر أخرة من تلك الفكر حين هتف :
- شهر متطول شويه كمان
- بابا من فضلك دي أقل فترة ممكن أعرف أخد فيها أجازه
أبيه كامل مهران لم يتقبل أبدا عمل عز الدين دائمًا يريد منه أن يتخلص من ذلك العمل فهتف صائحاً :
- وتأخذ أجازه ليه أصلاً استقيل من الشغلانه اللي عاملة لينا تعب أعصاب دي
- بس ده شغلي اللي بحبه
تكلم بحدة وهو يوجه أبيه فعملة خط أحمر لا يقبل المجادله و لكن لم يلين كامل بعد سماع كلام ابنه فهتف هو الاخر بغضب عارم :
- شغلك ده اللي مغربك في بلد غير بلدك
عز الدين : يا بابا....
قطع الجد مصطفي حديثهم وهو يخبط بعصاه الأرض وينظر لهم ليقطع ذلك الحديث :
- والله عال أنا معدش ليا احترام خالص وسطيكم
- العفو يا بابا
اعتز كامل بخفوت في حين نظر الجد إلي عز الدين وقال بنبرة حاسمة :
- معك شهر يا ولدي تخلص كل شغلك فيه شهر ويوم وقسم بالله يا عز لهتكون عندي بردك بس بطريقتي أنا
ثم قام من مجلسه و تقدم أمام حفيده بخطوات واثقة و
وقال بثقه :
- حذاري يا ولدي كلمتي متتسمعش عشان ساعتها هتشوفني واحد تاني خالص غير اللي قدامك يا ولد ولدي
وبين أحلام وأماني واقع مسلم به و ما بين أريد ومفروض قرار وقرار مصطفي مهران هو الحكم والحكم هنا نهائي غير قابل للاستئناف
.....................................
و مع شروق الشّمس علي أرض أل مهران تدب روح العمل والنشاط و مع نسمات الصباح تفتح عاصي عينيها الخضراء بخمول و دعونا نلقي الضوء علي تلك السلاسل المكبلة فشعر العاصي طويل جداً أسود كسواد الليل و أخذ من ملمس الحرير قدر كبير ، كانت ترتدي بجامة من اللون الزيتي الغامق فقامت علي الفور و بعد أن إغتسلت و أدت فريضتها ثم ارتدت ملابسها و توجهت إلي الطابق السفلي كانت السيدة حنان تضع الطعام علي المنضدة المخصصة له فتوجهت عاصي إليها بسرعة و جلست لكي تأكل طعامها
حنان بعطف: صباح الخير يا بنتي
عاصي بحب : صباح الخير يا خاله
حنان باهتمام: هما هيوصلوا علي الساعة كام
عاصي : أن شاء الله علي الساعة ستة يا خالة عاوزه كل حاجه تكون جاهزة
- أن شاء الله يا حبيبتي ويوصلوا بالسلامة
هتفت بها حنان بحماس في حين قالت عاصي بنبرة جاده
- هند وعائشة لسه نايمين لحد الوقت
- أيون يا عاصي أنتِ عارفة أنهما مش بيصحوا الوقت
هتفت بها الخاله حنان بتردد فهي أكثر الناس علم بالبنات و عاداتهم . في حين قالت عاصي بنبرة حازمة :
- معلش يا خالة تصحيهم عندنا شغل كتير عاوزين نخلص كل حاجة قبل موسم الحصاد وهما ولا هنا
حنان : معلش يا بنتي لسه صغيرين بردك
عاصي وهي تقوم من مكانها بسرعة : للأسف مش صغيرين يا خالة بيدلعوا و أنا مش هرحمهم لو حصل تقصير في شغلهم ثم أسرعت الخطي إلي الخارج وهي تقوم بربط الوشاح الذي تضعه كعمامة علي رأسها وسارت بخطي سريعة إلي الخارج
............... ..
وفي مطار العاصمة باريس وقف عز الدين يودع آدم وجده وأبيه المكان ممتلئ بالمسافرين من جميع دول العالم وتلك الأجواء التي إعتاد عليها عز الدين ويعشقها، وبعد أن رحلت عائلته أخرج هاتفه من جيب بنطاله الجنز قام بمهاتفة أحدهم و
عز الدين : أنت فين يا زفت
الشخص :
عز الدين : طيب خليك عندك أنا جيلك
الشخص :
عز الدين بغضب : كب كيك إيه اللي أجيبه أنت ديماً همك علي بطنك
الشخص :
عز الدين : طيب أقفل يا زفت علي أما اجيلك
.................. ...........
في المزرعة دلفت هند إلي المكتب الخاص بالأطباء البيطريين وأخذت تتفقد بعض الأشياء حين لمحت عائشة وهي تسير مسرعة وعلي وجهها معالم الغضب وتحمل بيديها ورقه بيضاء وتنظر لها بغضب، فأسرعت إليها وأخذت تهتف باسمها حتي تسمعها و
هند : عائشة... عائشة أنتِ يا بنت
عائشة بمعالم منزعجة وهي تنظر إلي هند: عوزه إيه يا هند ؟؟
هند بتعجب : في إيه مالك وبتتكلمي كده ليه !!
عائشة بضيق : مهو اليوم بيبان من أوله ، والنهار ده شكله هيبقي جميل
هند : ليه كل ده بس
عائشة وهي تعطي لها الورقة: أتفضلي شوفي النصيبة اللي اتحدفت عليا من الصبح
هند وهي تقرأ تلك الورقة، ثم أتسعت حدقت عينيها ونظرت إلي عائشة و
هند : يا خبر إيه ده دول مجنين ولا إيه عاصي عِرفت
عائشة وهي تهز رأسها برفض : لا مهي دي النصيبة ربنا يستر هند ما تعملي فيا صواب وتوديه انتِ
هند بسرعة: أأنا أنا دا أنا ورايه شغل كتير جداً الدكتور جابر بينادي آه سلام يا عائشة
عائشة : أه يا و.......
حين لمحت عائشة عاصي تسير مع والدها باتجاهها فأسرعه عائشة و اختبأت خلف شجرة ضخمة كانت بجانبها حتي مرت عاصي ووالدها فخرجت و
عائشة وهي تفكر : وبعدين بقي في الرعب ده أعمل إيه، أيون لقتها وإبتسمت بشدة ثم قالت هو واحد بس اللي بلجئ ليه في الموقف اللي شكل دي
.....................................
في القاهرة وفي ڤيلا كامل مهران كانت السيدة إيمان تقرأ أحد أشهر المجلات في اهتمام حين رأت ابنتها سلمي وهي تسرع إلي الخارج فرفعت حاجبها و صاحت غاضبه
إيمان : سلمي استني، أنتٍ راحه فين
سلمي : راحه المطار يا ماما عشان أستني جدي وبابا
إيمان : والله كده ومن نفسك ، ومن غير ما تقوليلي
سلمي : هو في إيه يا ماما هو أنا مسافرة ولا إيه
إيمان وهي ترفع صوتها : هو أنا معدش ليا أي لازمة في البيت ده ولا إيه
سلمي : يا ماما و..
إيمان : إخرسي وإتفصلي علي فوق مفيش مرواح في حتة
سلمي : يا ماما بليز
إيمان : إتفضلي علي فوق
أخذت الدموع تتساقط من عيني سلمي فهي لا تعلم ماذا تفعل مع والدتها التي تحب التحكم في كل من حولها و بالطبع يستطيع الكل الهرب من تلك التحكمات إلا هي ، صعدت سلمي إلي غرفتها ثم جلست علي فراشها تبكي بشدة هي لا تستطيع أن تتعامل مع والدتها استخدمت كل الأساليب وللأسف تفشل ، هي الأن وحيدة وهي تعيش في كَنف أسرتها فالأمر مرير حين تقف مُكبل الأيدي وسط أقرب الناس لك وهي لا تستطيع الهروب كعز و لا الاختباء كماجد وانشغال كوالدها هي ما عليها غير تنفيذ أحكام إيمان المرشدي التي تصدرها
( الإنسان هو الإنسان صغير كان أو كبير يحب أن يعطي رأيه في شئونه يحب أن يكون هو ، يسعي من صغره ليكون نفسه ويحاول في كبره أن يثبت نفسه فهي طبيعة إنسانية ولكي نصنع جيلاً صاعداً يتسم بالنجاح أتركه ليأخذ قراره في أبسط أموره وراقب أنت من بعيد و تتدخل لتوجيهه في الوقت المناسب ، لا تفرض علي الأخرين رأيك بالتسلط وأترك الخلق للخالق )
...............
......
هبطت الطائرة علي أرض القاهرة ونزل مصطفي مهران بصحبة ابنه و آدم كان ماجد في استقبالهم وحين لمحهم أسرع وأخذ يُسلم عليهم باشتياق وقام بتقبيل يد جده وأبيه وعانق آدم بحب فماجد مصطفي مهران شابً محبوباً من الجميع يتميز بروح الفكاهية و تقلب المزاج ماجد مهران !كم أخاف هذا الاسم الكثير و الكثير فهو يحب عمله جداً وهو المسؤول عن مصانع اللحوم الخاصة بهم وعلي الرغم من حداثة سنه فهو في الرابعة والعشرين من عمره إلا أنه أثبت نجاحاً باهراً في هذا المجال أما عن الجاذبية ف ماجد مهران لا داعي عن التحدث عن وسامته وجاذبيته فأبناء مهران معروفون بالتفوق في كل شيء كان ماجد صاحب جسد رياضي حيث يتناسب جسده مع طوله أما عن عينية فهي بلون حبات القهوة فهو صاحب عينين بنيتين و بشرة بيضاء وشارب خفيف يتناسب مع لحيته المهذبة ، اصطحب ماجد جده وأباه و آدم إلي الخارج و
ماجد : الحمد للّه علي سلامتك يا جدي
الجد : الله يسلمك يا ولدي كيفك
ماجد : الحمد لله تمام يا جدي
كامل : سلمي فين يا ماجد مش قالت أنها هتيجي معاك المطار
ماجد : معرفش يا بابا أتصلت تانى و قالت مش هينفع تيجي و بعدين إحنا خمس دقايق ونبقي في الڤيلا إبقي إسالها
الجد : أنا عاوز أعاود المزرعة يا ماجد اطلع علي المزرعة
كامل : إزاي يا بابا مش هينفع لازم نروح الڤيلا الأول عشان تستريح
الجد: لا يا ولدي أنا عاوز أرچع علي المزرعه أتوحشت بيتي
و أهلي
ماجد : مش هينفع يا جدي لازم تعدي علي البيت الأول علي أقل ترتاح شويا ثم نظر إلي آدم و هتف ولا إيه يا آدم
آدم : اللي يشوفه جدي طبعاً
كامل : طبعاً هيجي معانه إطلع يا ماجد علي الڨيلا
في باريس وقف عز الدين يدق باب منزل أحد الشقق بعصبية حين فتح له أحد الشباب نظر عز الدين إلي الشاب بتأفف ثم دلف إلي الداخل بسرعة وهو يتكلم بكلمات غير مفهومة
عز الدين : أنت لسه نايم يا عمرو أنا متصل بيك بقالي ساعة
عمرو : إيه يا عم ما براحة دا لسه بدري حتي علي معاد الرحلة ثم دقق النظر إلي يده و
عمرو : الله أمال فين الكب كيك أفطر أنا ايه الوقت
عز الدين : هو أنا كنت، خلفتك ونسيتك ولا إيه وبعدين مالك كده محسسني أن إحنا هنروح نِتفسح
عمرو بغمز : يا ريت و الله وحشتني الفسح بتعتنا، بس هنعمل إيه في أبوك وجدك إللي كتموا علي نفسنا
عز الدين : وله إحترم نفسك شويا وبعدين هما سافروا انهارده
عمرو : أيون بقي يعني هنهيص ونجيب الناس تهيص
عز الدين : أها يا خويا بس خلصنا يله قوم إلبس عشان نعدي علي البيت عندي أجهز عشان منتأخرش
عمرو : فوريره
عمرو السمري مصري مقيم بباريس يعمل مساعد طيار وهو المساعد الخاص بعز الدين تعرف عليه عز الدين من أكثر من خمس سنوات وأصبحا أصدقاء جداً بحكم العمل و انهما مصريان مثل بعضهما فكان عمرو شاب متوسط القامة يتميز بشعره الطويل نسبياً وبشرته البيضاء و أما عن عينيه فكانت سمراء كاحله ويتميز بأهداب طويلة أنه عمرو طيب القلب ويحب عز الدين جداً
.........................
كانت عائشة تبحث عن ذلك الصبي المحبب إلي قلب عاصي إنه " يوسف " الفتي المدلل إبن أحد المزارعين حضرت عاصي ولادته فكان لولادة يوسف ذكري محببه علي قلب الجميع فلقد ولد يوسف يوم ولادت " مطر " ومن يعرف عاصي جيداً يعرف مطر أيضاً ومطر هي فرسة عاصي التي ولدت علي يديها و في تلك اللحظة عرفت عاصي بولادت أحد العاملات في حقول القمح فأسرعت إلي هناك فوجدت أحدي الفلاحات تعطيها طفل صغير وتبتسم و تبشرها بيوسف فابتسمت عاصي ومن ذلك اليوم و أصبح يوسف محبب إلي قلبها وهو يحبها ويراها مثله الأعلي ، أخذت عائشة تبحث عن الصغير فوجدته يلعب مع الصغار في أحد الساحات التي خصصتها عاصي للعب و
عائشة : يوسف ... يوسف
يوسف وهو يتجه إليها : نعم يا أبلة عائشة
عائشة : تعاله عاوزه منك خدمة
يوسف : طيب ما تسبيني شويه ألعب وبعدين أبقي أجيلك
عائشة : مش هينفع تعالى بقولك
يوسف وهو يخاطب الأطفال : خلاص يا عيال بكره نكمل تدريب بقي
عائشة : يله يا إبني
يوسف : جيت أهه نعم
عائشة : بص أنا عاوزه منك خدمة أنت الوحيد اللي هتقدر تعملها
يوسف : خدمة إيه يا أبلة عائشة
عائشة : تروح تودي الورقة دي لعاصي ، وقولها دي أبلة عائشة بتقول دي وصلت من المصنع
يوسف : أبله عاصي عند إسطبل الخيل روحي وديها أنتٍ
عائشة بتهرب : لا أصل مش فضية أسمع الكلام بقي يا يوسف عشان خطري وأنا هقف أستنك وراء شجرة الجميز عشان أشوفك عملت إيه بس أوعي تعرف عاصي مكاني
يوسف : حاضر يا أبلة عشان خاطرك بس هسيب المَشت وأروح
عائشة بعدم فهم: مَشت إيه إللي هتسيبه ده يا يوسف
يوسف : المَشت المَشت مع أصحابي
عائشة بفهم : اه أنت قصدك الماتش مش توضع معلش يا يوسف أصل الموضوع مهم يله بقي روح لعاصي وأديها الورقة
يوسف ببراءه : حاضر
في ذلك الوقت كانت عاصي في خلوتها نعم فهذا الساعة المُخصصة لإختلاء بنفسها وبمطرها المُحبب أوقات تصعد علي ظهره وتترك لهُ الطريق لكي يُسرع هو إلي حيث لا تدري ويظل مطر يجري حتي يأخذها لمكان خاوي ويبقي هو وهي فقط تهمس له وتخبره بكل همومها تعانقه وتبكي مطر هو سر عاصي وفي العاصي حرية مطر وعلاقة عجيبة يتعجب لها بني البشر ، كانت تنظف جسد مطر بالفرشاة المخصصة لذلك العمل وهي مُبتسمة حين دلف إلي الداخل يوسف و
يوسف : خالة عاصي خالة عاصي
عاصي : تعال يا يوسف أنا هنا ، عامل إيه
يوسف : أنا الحمد لله كنت بلعب مشت مع العيال عشان أبقي شاطر وأنتٍ تلعبٍ معايا زي ما قُولتٍ
عاصي : بس كدا من عنيه يا يوسف هنظم ليكم ماتش ونلعب فيه كلنا بس بعد مُوسم الحصاد
يوسف : وتلعبٍ في فريقي
عاصي : حاضر يا حبيبي بس تذاكر الأول و تبقي شاطر
يوسف : حاضر، أها نسيت الخالة عائشة بعتالك دي معايا و وسلام حالاً بقي عشان أروح لها عشان هي مِستنيه عند شجرة الجميز
أخذت عاصي الورقة من الصغيرة ، حين أسرع هو بالخروج من الإسطبل ، نظرت إلي محتواها فاتسعت حدقة عينها وإرتسمت علامات الغضب علي وجهها ، و أسرعت عاصي بالخروج وإتجهت مُسرعه إلي مكان وجود عائشة وهي تتفوّه بكلمات غير مَفهومة.
....؛.................
في ڤيلا كامل مهران جلس الجد مصطفي وبجانبه آدم وعلي قرب منهم جلس ماجد وبجانبه كامل حين دلفت أم السعد وهي تحمل بعض المشروبات وأخذت تبتسم وترحب بهم بسعادة و
أم السعد بفرحة : الدنيا نورت يا سيدي
مصطفي بابتسامة : تسلمي يا أم السعد عامله إيه وولادك عاملين إيه
ام السعد بشكر : الحمد لله يا سيدي بيدعولك ربنا يطول لنا في عمرك
مصطفي : تسلمي يا أم السعد
وهنا سمع الكل هتاف عالي فرح ينبعث من الأعلي و سلمي تسرع في نُزول درجات السلم و
سلمي بفرحة : ياااه جدي هنا جدي حبيبي
وأسرعت إليه وهي تضحك بشدة نعم فهي مدللة الجميع حقاً سلمي فتاة عائلة مهران وللقلب الطيب علامات فأصحاب القلوب الطيب دائماً تكون سماهم علي و جوههم وهكذا كانت سلمي مرحة طيبة القلب محبوبه مُتواضعة وبشدة، إحتضنت سلمي جدها ثم قبلت يده و
سلمي : الحمد لله علي السلامة يا جدي
مصطفي بحنان : الله يسلمك يا روح جدك عامله ايه
سلمي : بخير طول ما أنت بخير
كامل : مفيش بوسة وحضن لبابا ولا أي حاجه
قاله كامل مزحاً في حين جرت سلمي علي أحضان وألدها وهي تضحك بمرح و
سلمي : وحشتني يا بابا جداً
كامل : آه ما أنا لاحظت أه
سلمي : أنت حبيبي يا بابا ، والله
ثم سلمت سلمي علي آدم هو الأخر ونظرت إلي أخيها ماجد بفتور فإستعجب ماجد لهذا ولكنه إلتزم الصمت من أجل جده وبعد قليل دلفت السيدة إيمان هي الأخرى وأخذت تسلم عليهم ببرود مصطنع فنظر لها كامل بغضب وبنظرات مُحتقنة و
كامل : من فضلك يا إيمان ممكن دقيقة
حركة رأسها بقبول ثم قامت وقفت وسارت إلي الخارج بصُحبة زوجها و
كامل : دي مُقابلة تقبلينا بيها يا ست هانم
إيمان : عاوزين أقبلكم إزاي يعني و أنتم جايين من غيره يا كامل ده وعدك أنت وبابا ليا فين إبني فين يا كامل
كامل بغضب : أبنك يا هانم مش عاوز يبقي معانا وبيتحجج نعمله إيه يعني
إيمان : تتصرف يا كامل عز لازم يجي ويبقي معانا وينسي الغربه
وهنا دقت عصا مصطفي مهران بأرض فنظروا إليه فكان غاضب فزوجة إبنه ترفع صوتها في حضرته والأَدَهْىَ أمام زوجها وهذا لا يليق و
مصطفي بغضب وهو يقف وخلفه أحفادة وبجانبهم آدم : صوتك ميعلاش يا بنت حسن المرشدي ولدك مش صغير ولدك راجل
إيمان : أنا تعبت من بعده يا بابا وأنتم السبب في بعده عني
مصطفي : إبنك اللي إختار طريقه واحده ومحدش سبب غربته
إيمان : لا أنتم السبب لما محدش رضي علي دراسته فسافر عشان يدرس اللي بيحبه أنتم اللي ضيعتم إبني من بين إيديا
كامل بغضب : إحنا ولا تحكماتك أنتٍ وسيطرتك هي اللي بسببها فضل أنه يبعد عن الكل
مصطفي : ولدك هيكون عندك عن قريب بس ياريتك تعرفي تحافظي عليه ، يله يا آدم بدي أرجع بلدي
كامل : إزاي يا بابا بس لازم نتغدي سوا
مصطفي : ملوش لزوم يا ولدي عاوز أرجع المزرعة قبل الليل
سلمي : عشاني يا جدي خليك معانا
مصطفي : معلش يا غالية لازم أرجع وأنتٍ تبقي تجي تعدي معايا يوم أجازتك وأنا هخلي ماجد يجيبك ليا، يله يا آدم
كامل : يا بابا ..
مصطفي : بلا منهده يا كامل بقول عاوز أرجع بلدي
كامل : خلاص يا بابا برحتك بس أهم حاجه متتعبش نفسك
مصطفي : ماشي يا ولدي يله أشوفك علي خير
حزنت سلمي لان جدها سيرحل ويعود إلي مزرعة كانت تود أن تجلس معه تستمع إليه و إلي نصائحة و تستمتع بحنانه وها هو سيرحل جاء ليرحل نظر مصطفي إلي صغيرته و
مصطفي بحنان : أنتٍ عرفه چدك زي الطير اللي ميقدرش يبعد عن عشه ، ثم إبتسم و هتف بس هستناكٍ تنوري البلد وتقعدي مع جدك يومين
سلمي بحب : هخلص إمتحان وأجيلك علي طول
مصطفي : هستناكٍ يا قلب جدك
ورحل رحل مصطفي مهران من أرض لأرض ومن سماء إلي سماء كي يستقر وأخيرًا علي أرضه ..أرض شرفه وعرضه و دفئ روحه
............................
وبعد رحله دامت ساعات هبطت طائرته في مطار باريس كان هو قائدها كابتن طيار عز الدين كامل مهران يهنئهم بسلامة الوصول إلي بلادهم بسلام، حلمه الذي تحقق رغما عن الجميع أن يطير وقد صار كابتن عز يحب عمله كثيراً و يحب السماء يحبها لهدوءها و نقاءها و سلامها يعشق سكونها عز الدين كامل مهران شاب في السابع والعشرين من عمره أعطاه الله الكثير والكثير ليصبح مميزاً نعم مميزاً عن غيره من الشباب فعز الدين صاحب الشموخ والعزة يمتاز بالجاذبية المُدمرة علي قلوب بنات حواء صاحب الرقم القياسي في الصداقات والفتحات و الغزوات ولكن ليست في حروب مُقننه مُعترف بها لا فأرقامه و انتصاراته كانت في صداقات الفتيات والعلاقات، لقد خلت الطائره من ركابها ، في مكان يُشبه القُمره كان هو يقبل أحدي الفتيات التي وقعدت أسيرة بجاذبية إبن آل مهران، وبالخارج كان عمرو صديقة يبحث عنه حين توجه إلي تلك القُمره بخطوات حذره ثم فتح بابها بسرعة فتفاجئ بما يحدث وإستدار سريعاً فاضطربت الفتاة بشده وتتحنح عز الدين بمكانه و
عمرو : أسف .... أسف
أستأذنت الفتاة سريعاً وخرجت من الغرفة بخطوات مُسرعة بينما نظر عز الدين إلي عمرو بغل ممزوج بغضب و
عز الدين ساخراً: أنت دائماً كده بتيجي في وقتك
عمرو : ربنا يخليك يا عمهم، دا أنا قالب عليك الدنيا من الصبح
عز الدين : ليه الدنيا خِربت ولا إيه
عمرو : لا يا عم مخربتش بس عاوز نشوف هنسهر فين انهارده أنت أيامك بقت معدودة هنا ثم غمز بعينه وأكمل ولازم نستغل الوقت ده
عز الدين : أيامي بقت معدودة الله يخربيت لسانك أنت بتفول عليا يا زفت
عمرو : لا يا عم دا أنت حبيبي المهم أنت كُنت بتعمل إيه مع البنت روز
عز الدين : كان عندها مشكلة وبحاول أحلها لها
عمرو وهو يغمز له : وحلتها
عز الدين بإبتسامه: عيب عليك أنت عرفني مفيش مشكلة تقف قدامي
وأخذ يضحك ضحكة عالية شاركه فيها صديقه وهما يتصافحان ، والأمر كله بالنسبة لهم عادة أن يبقوا محور أنظار بنات حواء واليوم مع هذه وغداً مع هذه وهكذا إعتادوا
.................
نظرت عاصي إلي عائشة بغضب فهي تشعر أنها تتعامل مع طفلة صغيرة لا تعلم مقدار الكارثة التي أوقعهم هذا البغيض ماجد هذا الذي لا يفقه شيئاً في حياته سوا عجرفته وغروره ذلك المغرور أوقعها وأوقع نفسه بمشكلة كبيرة و عائشة تستهين بذالك ف
عاصي بغضب : مُمكن أعرف إيه اللي في الورقه دي، وإزاي حاجه مُهمه شكل دي توصل ليا مع يوسف إحنا بنهزر صح
عائشة : أأسفة بس صراحة كُنت خائفة من رد فِعلك و كمان الفاكس ده ينرفز جداً زي صحبه بظبط
عاصي : هو كده جاب آخره معايا وقسما بالله لعرفه مين هي عاصي
عائشة : ط طيب أنتٍ ناويه علي إيه
عاصي بتوعد : علي كل خير أن شاء الله....؟
↚
من مِنه يعيش في سلام، من مِنه لا يجادل نفسه وينعتها، من مِنه خَلا من نقاط داخل وجدانه تُضعفه فكلنا مرضا لان النفس مُنهكه من التفكير بين فعل ورد الفعل كلنا تائهون لا نعرف السبيل للراحة ، ولكن يوجد من هم أضعف من الضعف ذاته والمشاكل تبدأ بهفوات و تتراكم وتتراكم لنجد أنفسنا نقتل النفس بالنفس والكل ضال وكلنا مصابون بالمرض النفسي منه مصاب بالنرجسية ومنه مصاب بالاضطراب ودعوني نذكر الشيزوفرانيا و أخر يدعي الوسواس وبينما صديق الكل يدعي الاكتئاب ولا ننسي القلق وحب الامتلاك والنقطة الاولي في سطر البداية هي التشخيص والاعتراف
عاصي بتوعد : علي كل خير أن شاء الله ، أنتٍ هتردي علي الفاكس ده ب( ناسف لا نتمكن من تأمين الكمية المطلوبة من الماشية و نتأسف أيضاً لوقف التعامل بيننا لفترة غير معلومة لوجود بعض المشكلات لدَينا وشكراً إمضاء البشمهندسة عاصي منصور غنيم ) الفاكس ده يتبعت بعد يومين أو بعد استعجال الطلب مره تانية
ثم تجاوزت عائشة و سارت باتجاه بيت مصطفي مهران
حين هتفت عائشة بخفوت
عائشة : دي شكلها هتولع ، ماجد مش هيسكت ربنا يستر
ودائماً يحدث مثل تلك المناوشات والنزاعات بين عاصي وماجد فهذا مغرور متكبر في عمله وتلك عنيدة مُدافعة عن عملها الذي تعشقه والأن لقد اشتعلت الحرب وبقي علينا إعلان الفائز فَلننتظر
.....................
علي هذه الأرض نسير من هذه الأرض خلقنا نتشابه في الصفات الحياتية ولكن نختلف في الصفات الذاتيّة والحب كلمة يقولها بعضنا مرارًا وتكرارًا بدون حساب لها والبعض الآخر يهابها والبعض يتمناها و البعض يستشعرها والبعض و البعض والكثير والقليل ودوما أولها معلوم وآخرها مجهول وربما ملعون فهي كلمة ولكن معناها كالتعويذة السحرية فتُسحر و تُسكر وتُذيب وربما تُدمر و تخرب و تُميت ، ورنين الهاتف يجعل دقات قلبها تتزايد و أنفاسها مضطربة للغاية ولكن تشتاق إلي صوته ، تشتاق إلي رؤيته التي أصبحت مُحرمة عليها وقلبها يعلن تمرده الأن و يطالب بحقه بسماع صوت حبيبها و مازالت تستمع إلي رنين الهاتف بصمت حتي هتف بصوته لتشعر أنها تُحلق في السماء وسباق بين أنفاس هاربة ودقات قلب مضطربة ودموع تهبط من العين بدون إرادة وآهات هو يشتاق وهي مُشتاقة
أحمد : ألو
سلمي : ........
أحمد : ألو ......... سلمي ردي
سلمي بعد صمت طال : أحمد أنا تعبت أقسم بالله تعبت
والدموع بدأت تهبط من عينيه ، وقلب يصرخ وينادي بالرحمة وعقل ينهر بشدة وروح تخرج من بين الضلوع و
أحمد بتصنع القوي : سلمي مش هينفع أنتٍ أخت ماجد وعز مش هينفع اللي بيحصل ده
سلمي ببكاء : أحمد إحلف...... أحلف إنك مش بتحبني أحلف أنك مش بتتعذب بالبعد ده أحلف أنْ أنا مش فارقة معاك أحلف
أحمد بخفوت : سلمي إرحميني قُلتلك مش هينفع نتكلم مع بعض تاني وإمسحي الرقم ده من عندك وإنسي
وأغلق .... أغلق طريق الأمل لاستكمال الحياة أغلق نور الحياةٌ بنسبةٌ لهَا ولهُ ... فأين الأحلام الوردية التي رسمتها و لونتها بألوان زاهية لماذا تحولت الأحلام الوردية إلي واقع مر و تحولت الألوان الزاهية إلي ألون داكنة تشبه اليأس وللحكاية بداية وبدايتها كانت هو ونهايته ستكون هو ، وتقسم لنفسها أنها ستحارب تلك العوائق بكل قوتها حتي إذا كانت أقرب الناس، والعائق هنا هي السيدة إيمان المرشدي التي لا توافق علي زواج ابن أختها أحمد من ابنتها وحجتها هي مستوي المعيشة المتوسط وابنتها لا تستطيع العيش في مستوي أقل من مستواها فابن أختها يعمل محاسباً في شركة زوجها وهذا لا يناسب مكانتها و أختها حزينة لأجل أبنها الوحيد ولكن ما باليد حيلة فالأب كان موظفاً صغيراً وهي لا تمتلك الكثير من المال لتساعد ولدها و تعلم أنْ أختها لا يهمها سوأ المظاهر والتباهي وهي لا تقدر علي كل هذا وبقي الحزن يخيم علي حياة أثنين جمعهما ميثاق الحب
...؛.................؛......
فرحة أطفال يجرون وعمال يهتفون لقد عاد الحاج مصطفي إلي داره مُنصف للمظلوم معين للمحتاجين درع منيع يحتمون به ، وصلت السيارة إلي باب القصر و العمال يقفون يرحبون بالغالي علي قلوبهم و هند وعائشة ينتظرون توقف السيارة ، ولحظات و نزل آدم ثم ساعد الجد مصطفي فأسرعت هند إليهم واحتضنت أخيها الذي حملها و دار بها جنيته الصغيرة التي يشعر انها ابنته و
هند بفرحة : وحشتني وحشتني يا دومي
آدم بحب : أنتٍ أكتر يا روح قلبي
ثم أنزلها لتسرع باحتضان الجد مصطفي وهي تضحك بفرحة عارمة
هند : شوفت يا جدي الدنيا نورت إزاي أول أما وصلت
الجد مصطفي : البكش هيشتغل آه يا بكاشه
هند : أنا كده يا جدي أبداً والله أنا حتى فرحانة أنك رجعت بالسلامة
الجد مصطفي : الله يسلمك يا بنتي
أخذت عائشة تسلم علي آدم ثم علي الجد بحب شديد وبينما أخد بعض العمال يحيون الجد مصطفي ويعبرون لهُ عن فرحتهم الشديدة بعودته سالم، قليل من الوقت وقلب مصطفي يشتاق للقاء العاصي بينما كانت هي تركض بسرعة حتي تلقاه ، وصمت يخيم علي الأجواء ونظرات تتحدث تنظر إلي أغلي الناس ينظرون إلي أحب الناس وأطهرهم و دموع عين العاصي لا تهبط إلا للغالي ، ألقت نفسها في أحضانه ثم قبلت يديه باشتياق و الدمع يهبط و يهبط ثم وقفت لثواني معدودة أمام أخيه تبكي فمن يعرفهم يعلم أنْ عاصي وأدم روح وأحده مُقسمة علي شخصياً ، أسرع هو بمسح دموع الغالية ثم احتضنها بشدة بشوق بعاطفة والمشهد محزن آدم و عاصي وأسرعت إليهم الصغيرة تحتضنهما ليكتمل المثلث بزواياه و اضلاعه ومشهد يبكي له الحجر فالعاطفة هنا صادقه لا تعرف كذب ولا خداع طفل صغير في السابعة من عمره أجاد دور الأب وابنة لم تتعدي الرابعة أجادت دور الأم وطفلة صغيرة في المهد أصبحت لهم ابنة وهذا هو حكم القدر عليهم منذ الصغر ، دلف الجميع إلي داخل القصر بعد كثير من المباركات بالعودة كانت حنان قد أعدت لهم كل ما لذ وطاب من الطعام فجلس الجد يترأس المنضدة وبجانبه آدم وعاصي وحنان وفي الجانب الأخر علي وهند وعائشة والسعادة لا تفارقهم بعد غياب و
هند : ها يا جدي جبتلي إيه حلو معاك بقي يا حلو أنت
عاصي : مش وقته يا هند
الجد مصطفي بمرح : سبيها يا عاصي مش بقولك هو ده كل همك
هند بتصنع : كدة يا جدي أنا زعلانة منك تقول علي نودي كده أهون عليك
الجد مصطفي : لا يا حبيبة چدك مقدرش علي زعلك أخوكٍ چبلك حچات كتير
هند بخفوت : آدم يلهوي، كده ضمنت إنْ كل حاجه هتروح لعاصي هو آدم بيعرف يجيب شراب
آدم وهو يحاول كتم ضحته: يتقولي حاجه يا هند
هند : اه.. بقول ربنا يخليك يا آدم
آدم بمرح : متخفيش يا هند مش أنا اللي اشتريت الحاجه
هند بتعجب : أمال مين !!
آدم بحظر : عز الدين ، أنا ماكنتش فاضي أشتري حاجه
هند بفرحة : الله ، عز الدين أكيد حجات تحفه
واضطراب مفاجئ ظهر علي ملامحها مع ذكر اسمه لا تعلم ما يصيبها فهو مجرد إسم والشخص غائب مُستتر دائماً عن الواقع فلما الاضطراب ، و
الجد مصطفي : وعشان إكده أنا مش مطمن يا بنتي، ولازمً عاصي تشوف اللبس ده قبل ما تلبسيه
عائشة بخفوت لهند : يا فرحة ما تمت خدها الغراب وطار
هند بهمس: إسكتي يا بنت ، ثم قالت بصوت عالي، وعز جه معاكم يا جدي ولا إيه والله واحشنا
ودقات قلبها تتسارع وتخاف أنْ يسمعها أحد من شدة قوتها وتخاف أنْ تهبط دموعها يجب أنْ تتمسك بالصلابة فأين سبيل الهرب و
الجد مصطفي : قريباً هيكون هنا معانا ومش بعيد علي نفس السفر دي كمان
فرحة من الجميع ومباركات من حنان وزوجها لعودة الحفيد الغائب الذي أنشق قلب مصطفي مهران لأجل غربته الغير مقبوله ، وأما عندها لم تتوقع هذا الأمر هل سيعود مجدداً إلي هنا بعد غياب دَام لأكثر من سبعِ سنوات لماذا كلما تسير في طريق حياتها يأتي هو ويتعمد إيقافها؟.
وبعد العشاء جلسوا يتحدثون عن بعض الأمور حتى أستأذن الجد مصطفي ليصعد إلي غرفته لكي يرتاح من مشقة السفر وصحبه آدم ليعطيه أدويته، استأذن علي ومعه حنان و عائشة وهند لكي يذهبوا إلي القصر الخاص بهم وكانت معهم عاصي التي غيرت وجهتها إلي الإسطبل
...........................................
- موسيقي مرتفعة و نساء عاريات و جو فاسد يملئ المكان وهو يجلس بجانب أحدي الفتيات التي تبتسم له بحب وهو يهمس لها بكلماته المعسولة والآخر يرقص في أحضان أخري فحياة عز الدين وعمرو ملخصه في بعض الحروف وهي الجنس الآخر اليوم مع هذه وغداً مع تلك و بعد قليل مع آخري وما أجمل الحياة وما اجمل التجديد و تسير الليالي ولابد من وجود أنسه في ساعاتٍ الليلٍ الطويلة وفي الصباح ترحل هذه وتأتي آخر وهكذا وهكذا و هي ثقافة مجتمع هربوا إليه رافضين طباع مجتمع آخر ينعتونه بالتخلف والتراجع أي تخلف وأي تراجع في مجتمع مازال يحتفظ بعقيدته .
.....................................
ومكان أخر بجانب مزرعة مصطفي مهران كانت قرية فقيرة البعض من سُكانها يعمل داخل مزرعة مصطفي ومهران والبعض الأخر يعمل بمزارع أخري، وفي أحد بيوت تلك القري بيت متوسط الحال تجلس مجموعة من البنات الصغار يلتهمون طعامهم وإمرأة تسير ببعض الأطباق وتضعها أمام رجل ملامحه شديدة يجلس بعيد عن الأطفال بينما أخذ يرفع صوته بنبرة حادة و
مختار : قولتي للمحروسة بنتك عن العريس
كريمة : لسه يا مختار، أنت مش شايف أنْ هو كبير اوي عليها
مختار بغضب : كبير إيه وزفت إيه بنت خرسه وكل عارفه انها مش بتسمع معيوبه يعني مين هيرضي بها وبعدين الحاج سعيد غالب بنفسه طلبها يعني مال ومستوي عمر أبوها الله يرحمه ما يحلم بِه ، وانا مش هفضل مستحمل قرف بنتك أكتر من كده
كريمة بحزن : يا مختار اعتبرها بنتك وأستحملها شويه وبعدين بنتي بتسمع
مختار وهو يمضغ الطعام : أنا زهقت مش كفاية كل خلفتك بنات مستحمل قرفك هستحمل قرف بنتك كمان بقولك اه تعرفيها أنْ هي هتتحوز الحج سعيد ومش برضاها ده غصب عنها وبعدين بتسمع إيه يختي
كريمة : باستسلام حاضر يا مختار
وهنا خرجت من الغرفة فتاة لا بل ملاك بملامحها بشرتها البيضاء المختلطة بلون الوردي وعينيها السواد شديدة الاتساع ورموشها الطويلة التي تكمل جمال عينيها وشعرها البني الطويل أما عن جسدها فجسدها ذات قوام رشيق ومتناسق تكاد تقول من الوهلة الأولي أنها عرضة أزياء شهيرة وأجمل ما بها هي ابتسامتها التي تزين وجهها يالله ما هذا الجمال و ما عيبها وذنيها في صنع ربها فداء فتاة في الرابع والعشرين من عمرها صديقة عاصي الوحيدة فقدت النطق في عامها الخامس نتيجة صدمتها بموت والدها ، تخرجت من كليه التجارة بعد أنْ توسط لها مصطفي مهران و حصلت علي شهادة تخرجها و تعمل الأن بالمزرعة، ابتسمت لامها وزوجها الذي تفوه بكلمات غير مفهومه بينما ابتسمت الأم وأشاره لها أن تجلس لتأكل مع أخواتها فابتسمت بحب وجلست تربت علي رأس أخواتها وتطعمهم بحب وتأكل هي الأخر والابتسامة لا تفارق وجهها كم أنتٍ مُتصالحة مع نفسك يا فتاة وأخاف عليكٍ من أناساً تصالحوا مع شيطانهم ليسعوا في أرض الله فساداً ويقتلون خضار قلوب من مثلك
...........................
- أعطا آدم مصطفي الدواء ثم نظر إليه بتردد تابع مصطفي نظراته ثم إبتسم لذلك الصغير الذي لا يقوي علي الكلام و الجد مصطفي : مالك يا آدم، في إيه يا ولدي
آدم بتردد : أأنا كُنت... كُنت عاوز أفكر حضرتك بموضوعٍ
الجد مصطفي بتصنع النسيان : موضوع إيه يا ولدي
آدم بحزن : أنت نسيت يا جدي موضوع خطوبتي
الجد مصطفي : لا يا ولدي متخفش أنا فاكر بس مين سعيدة الحظ
آدم بفرحة : وحده زميلتي دكتورة معايه في المستشفى أسمها سلوي
الجد مصطفي : بنت مين يا ولدي
آدم باضطراب : بنت حامد الشافعي
الجد مصطفي : حامد الشافعي صاحب مصانع الأسمنت
آدم بحزن : أيون يا جدي
الجد مصطفي : وقد فهم سبب حزن آدم حدد معهم معاد يا آدم و أنت واثق من نفسك هو حامد الشافعي يا ولدي وانت آدم غنيم و حفيد مصطفي مهران
فرح آدم بشهد وقبل يد جده و خرج وهو يرسم أحلام وأماني مع حبيبته التي أختارها قلبه وأحبها بشدة
.............................
وفي طريقها إلي الإسطبل كانت تفكر وترتب أمورها فأوقفها صوت العم جاد أحد العمال المسؤولين عن حماية المزرعة " غفير "
جاد : مين هنا
عاصي : أنا عاصي يا عم جاد
أسرع الرجل إليها وهو يبتسم بحب و وقف أمامها و
جاد : معلش يا بشمهندسه العتب علي النظر
عاصي : مفيش حاجه يا راجل يا طيب ، أنا هشوف مطر
جاد : ماشي يا بنتي وأنا في الجهة القبلية لو احتجيت حاجه
عاصي : ماشي يا عم جاد
وصارت بالاتجاه الخاص بمطر ثم أخذت تصدر أصوات بفمها فأسرع مطر إليها فابتسمت عاصي واحتضنت رأسه وأخذت تهمس له ببعض الكلمات التي لا يسمعها إلا هو ثم جلست علي القش الموضوع بجانب الإسطبل و أخذت تتحدث معه و
عاصي بحب : عارف جدي وأدم رجعوا إنهارده وصحة جدي بقت كويسة يا مطر وأنا فرحانة جداً الحمد لله ، حرك الفرس رأسه، فابتسمت عاصي أه فعلاً مش فرحانه أنت عارفني أكتر من نفسي أنا مستنيه اللي اسمه ماجد ده أما أشوف هيعمل إيه عشان يبطل يتحداني وعرفت كمان أن عز الدين راجع ماجد وعز الدين الإثنين دول دائماً يا مطر يستقلوا بيه ماجد في الشُغل دائماً يقول أنْ أنا مش بفهم إلا في البهايم والأرض هي حاجه مش وحشه بس يا مطر يمكن شُغلي أنا أصعب من شُغله وأخوه من طفولتي كان بيخلي كل اللي حوليه اصحاب ومعارف يتكلموا عليا ويقل من قيمتي ويضحك عليا ويتجاهلني وكأن انا مش ليا وجود ، تساقطت الدموع من عينيها ثم أكملت، كان كل لما يجي المزرعة يخلي كل الولاد يضحكوا عليا ولما أجي ألعب معاهم يزعق ويقولي مش بلعب معاكي و كله يفضل يقولي الكلام اللي بيقوله ، عارف يا مطر أنا بجد بحس أنْ أنا مش حلوه وأنْ كل البنات أحلي منٍى مع أنْ بشوف علي طول نظرات الإعجاب في عينهم بس بجد بحس أنْ هما أحسن عز الدين ضيع مني الثقة في نفسي ...،
هحكيلك علي سر يا مطر من سبع سنين بضبط يوم حفلة نجاح عز الدين وآدم في الثانوية كُنت لسه في الإعدادي كُنت فرحانه عشان آدم و عز نجحوا و عشان هروح مصر وأحضر حفله هناك واشتريت فستان جديد بس عز الدين وصحابه البنات فضلوا يضحكوا عليا وعلي فستاني وماجد عمل فيه مقلب ووقعني في الطين الكل ضحك عليا حتي آدم وجدي كُنت عاوزه ماما وقتها بس ماما عند ربنا خدتني سلمي ولبست فستان من عندها كان جميل أجمل من اللي كُنت لبساه بس وأنا نزله شفت عز الدين مع صحبته كان بيغازلها و.. بيبوسها و لما شفني جري ورايه وقالي لو قولتي لحد هقولهم أنْ .. أنْ بوستك أنتٍ وهجم عليه و.... تسارعت أنفاسها بشده كأنها رجعت إلي تلك الذكري
سبع سنوات و أخذت الدموع تهطل من عينيها وحين همت لتكمل ولكنها سمعت صوت وكأن أحداً ما معها بالمكان ف اضطربت بشدة و
عاصي بتوتر : مين هنا.... عم جاد
لم يأتيها الرد فنظرت حولها وأقنعت نفسها بأنه أحد الأحصنة يتحرك ، وأنفاس أخري تتسارع بغضب أنفاس غريبه عن تلك الأرض ولكن تتسلل كل ليله لتراها في جوف الليل حتي يطفئ من اشتعال قلبه المشتاق وهتاف وصراخ للقربان... فمن كان؟؟
↚
وبين الضعف والقوي تضاد يبرذ المعني ويقويه والأثنان منبتهم واحد هو القلب .. فالقلب أما أنْ يتسم بهذا أو بذلك و الفرق هي الروح
سمعت صوت وكأن أحد ما معها بالمكان ف إضطربت بشدة و
عاصي بتوتر : مين هنا.... عم جاد
لم يأتيها الرد فنظرت حولها وأقنعت نفسها بأنه أحد الأحصنة يتحرك ، وأنفاس أخري تتسارع بغضب أنفاس غريبه عن تلك الأرض ولكن تتسلل كل ليله لتراها في جوف الليل حتي يطفئ من أشتعال قلبه المشتاق وهتاف وصراخ للقربان ثم أسرع بالإبتعاد عن الإسطبل بل الإبتعاد عن أرض مصطفي مهران برمتها والدخول إلي حدوده التي أصبحت أمامه ضيّقة رغم أتساعها ، نظرت عاصي لمطر مره أخري و قالت كانت أخر مره أشوفه فيها وأهُ راجع تاني يا مطر و ماجد بدأ يقلل منيٍ تاني وخايفه يا مطر يرجعوا يضحكوا عليا الناس تاني ويقلوا من صورة عاصي قدام الناس زي ما خلوني قليلة قدام نفسي ثم تسطحت علي القش و أغمضت عينيها بتعب
كان آدم يتكلم مع حبيبته لكي يطلب منها أنْ تقوم بتحديد معاد لهُ مع أبيها وبعد أنْ إنِتها من حديثهٌ معها قابل العم جاد الذي أخبرها بوجود عاصي بالإسطبل فتعجب جداً ثم صار بإتجاه الإسطبل ودلف إلي الداخل فكانت عاصي مُتسطحه علي القش و تغلق عينيها فذهب باتجاهها كانت قد إسِتسلمت لسلطان النوم وأنفاسها مُنتظمه فنظر آدم لها بحب ثم أنحني وقام بحملها شعرت عاصي به فكانت مازالت في مرحلة اليقظة ففتحت عينيها بثقل فتفاجأت بأخيها يحملها ف
عاصي : آدم
آدم : متخفيش يا حبيبتي نامي
عاصي : نزلني يا آدم ظهرك هيوجعك
آدم بابتسامة : متخفيش يا روحي أخوك جامد هتيجي إيه أنتٍ جنب اللي بشيلة في الجيم بس كان لازم عم مطر في الليل كده
عاصي : بلاش هزار يا آدم نزلني ، وبعدين مطر في كل وقت
آدم : لا يا ستي مش هنزلك أنا بتمرن بعد العشاء وبعدين قوليلي إنتٍ عديتي الميه أمتي
عاصي بغضب : ميه في عينك و أنا اللي خايفه عليك، طيب شيل بقي وأنت ساكت
آدم بضحكة عالية : شايل أه يختي وساكت
عاصي بغيظ : طيب روح يا آدم يا أخويا إلهي يرزقك بوحدة ميه ميه وخمسين وتحكم عليك تشيلها ليل نهار
آدم : أعوذ بالله لا يا أختي أنا خلاص ربنا رزقني بحاجه كده شبه هيفاء ورايح أخطبها كمان كام يوم جهزي نفسك
عاصي بحزن خفي : جدك وافق
آدم بفرحه : أيون خلاص هخطب سلوي فرحان جداً أدعيلي
نظرت له عاصي بضيق و : ربنا يفرحك يا حبيبيٍ و إسكت بقي عشان أكمل نوم أه وحطني في أوضتي وأبقي أقفل الباب وراك
آدم : أكونش شيال الهانم
عاصي : احم ربنا يخليك يا دوما
آدم بابتسامة حب : ويخليكي يا روح دوما
وعشقي لك يا أخي يتعد العشق بكثير وعشقي لك يا أخي تفنن الأدباء في وصفه فكيف يصفونه و لقد عرفتٌ حبك في مع أول دقه و تركته في آخر دقه ، و فداك عمري يا حبيبي لتحيي و فداك قلبي يا حبيبي لتسعد وفداك روحي يا حبيبي لتدوم
.............................
تشرق الشمس بصباح جديد علي أبطالنا، أستيقظ باكراً كعادته حتي يتجنب الحديث مع أمه السيدة إيمان أرتدي حلته ثم أسرع بالخروج من غرفته ثم الخروج من المنزل و سار باتجاه سيارته ولكنه توقف حين استمع إلي صوت شهقات عالية تصدر من الحديقة فذهب إلي مصدر الصوت فوجدها أخته تجلس تحت شجرة كبيرة الحجم وتتبكي بشدة نظر لها بعدم فهم ثم أسرع إليها و جلس أمامها و
ماجد بخوف : سلمي حبيبتي في إيه
نظرت لهُ سلمي بحزن ثم أرتمت بين أحضانه وأخذت تبكي وتبكي بينما هو لا يفهم شيء فرتب علي ظهرها بحنان
ماجد بعطف : سلمي في إيه يا حبيبتي بتعيطي ليه
تسارعت أنفاسها و أخذت تبكي ثم تكلمت من بين دموعها و هي تبتعد عنه
سلمي ببكاء : مفيش حاجه
ماجد بتعجب من أوضها : لاء في وأنا لازم أعرف بتعيطي ليه
سلمي بغضب : أنت أنت جاي حالاً تسأل في إيه روح روح لشُغلك وحياتك وبابا في شُغله وماما مع صحباتها ولو مش صحباتها تبقي بتفرض رأيها عليا و أخوك... أخوك مسافر عشان يريح دماغه من المشاكل و يبقي علي كِيفه محدش فيكم حاسس بيه ولا كأن أنا هنا ولما حبيت شخص وحبني ماما رفضته وهو حالاً بعد عني روح روح يا ماجد روح شُغلك وسبني وحدي
ماجد بتفاجئ : سلمي أنتٍ بتقولي إيه
سلمي بغضب : روح يا ماجد روح
تبكي وتبكي بشده تشعر بالوحدة تشعر أنها وحيدة يبتعد عنها الجميع حتى حبيبها أستسلم إلي الأمر الواقع دون جهاد و حكم عليها وعليه بالإبتعاد ، بينما نظر إليها ماجد بمشاعر لا يستطيع تفسيرها ثم إحتضنها بشده وهو يقول
ماجد بحزن : سلمي أنا أسف.... والله أسف لو أنا السبب فى وجعك أسف
سلمي وهي تنظر إليه : أنا تعبت يا ماجد ومش عارفه أعمل إيه
ماجد بحب : أحكيلي يا سلمي وأنا أوعدك أن أعمل المستحيل عشان أشوفك فرحانه
نظر إيه سلمي بحب فهز رأسه لها وأخذت هي تقص عليه قصة حبها التي نمت داخل قلبها من صغرها ودعت الله كثيراً وحين استجاب الله لها وجاء أحمد لخطبتها كانت السيدة إيمان هي العائق فبعد أحمد عنها حفاظاً عليها
نظر ماجد إلي أخته بعاطفة صادقة مع تعجبه لكونه يستمع إلي هذا الأمر لأول مره فنظر في عينيها و
ماجد : سلمي أنا أسف أنْا معرفتش الموضوع إلا متأخر بس أوعدك أنْى هقف جنبك و هعمل كل حاجه في الدنيا عشان أفرحك ، حبسها داخل أحضانه ربما يعوضها عن ابتعاد دام كثيراً لم يدفع ثمنه إلا هي ، يعوضها عن خذلانه لها يعوضها عن ألم ذاقته
............................
وصل إلي مكتبه وهو يشعر بالضيق علي حال أخته التي يعشقها هل عشق أمه للمستوي الإجتماعي و تسلطها سيؤدي إلي تعاسة أخته لا هو سيقف أمام الجميع من أجلها طلب من السكيرتيرة أن تستدعي الأستاذ أحمد من قسم المحاسبات وبعد دقائق دلف بعد السماح لهُ بالدخول كان شاباً في منتصف العشرين من عمره كان ذو جسد متناسق وشعر ناعم عينيه باللون البني نظر إلي ماجد ثم تنحنح وقال
أحمد بجديّة : تحت أمرك يا بشمهندس
ماجد بنظرات احترام : أتفضل يا أحمد وبلاش ألقاب أحنا هنتكلم في حاجه غير الشغل
أحمد باضطراب : خير يا ماجد
ظل ماجد ينظر إلي أحمد للحظات بينما انتظر الثاني أن يتكلم فهتف ماجد
ماجد بجدية : من غير لف ولا دوران يا أحمد عاوز أعرف كل حاجه
أحمد بعدم فهم : موضوع إيه يا ماجد
ماجد بتحكم : يبقي أنت عوزني أنا اللي أتكلم ماشي ..... سلمي يا أحمد
نظر أحمد إلي ماجد بتفاجئ ثم وتنهد بحزن ثم رفع يده ومسح قسمات وجهه بإرهاق
أحمد بتعب : مالها سلمي
ماجد باهتمام : أنا عاوز أعرف كل حاجه منك أنْا سمعتها منها وعاوز أسمع منك
أحمد بتنهيده : الحكاية طنط إيمان حسمتها وانتهت قبل ما تبدأ، أنا حبيت أختك ودعيت ربنا أنها تبقي زوجتي بس لما ماما راحت تفاتح طنط إيمان رفضت الموضوع بشل نهائي و إحنا تقبلنا ده العين ما تعلاش علي الحاجب بردك وأنا بعدت عن سلمي عشان أحافظ عليها وعشانك أنت وعز الدين
ماجد بغضب : ماما ترفض مترفضش دي بتاعتها أما سلمي ليها أب وأخوات وقبل ده كله كبير اللي هو جدها هما اللي يقرروا وأنت غلطت يا صاحبي أنك ما كلمتش بابا أو جدي أو حتى أنا
أحمد بحزن : مش هينفع يا ماجد وطنط عندها حق أنا فين و أنتم فين وأنا
أهم حاجه عندي راحة سلمي وعشان كده بعدت
ماجد باحترام : سلمي راحتها معاك أنت وصدقني أنا متأكد أنْ أنت اللي هتسعدها لو لسه عاوز أختٍى أنا معاك وأنْ شاء الله هتكون ليك
أحمد بفرحه : بجد يا ماجد
ماجد بجديّة : أيون يا أحمد
لم يصدق أحمد كلام ماجد في بداية الأمر ، كان يظن أنْ حبيبته ضاعت من يديه وحمد ربه علي ذلك و رب العالمين عادل دائماً يعطي بغير حساب الشاكرين الحامدين في السراء والضراء وها هو يعطي له فرحة من حيث لا يحتسب
.............
جلس مصطفي مهران مع علي لكي يقص عليه علي كل الأحداث التي دارت في المزرعة في غيابه بينما أخذ مصطفي يتابع بصمت فتوقف علي عن الكلام للحظه قبل أن يتنحنح بإضطراب و
علي بتردد : في حاجه كمان حصلت يا حاج وعرفتها بالصُدفه
مصطفي بإهتمام : قول يا علي
علي بحذر : أنا عرفت أنْ الأستاذ ماجد بعت علي طلبيه جديده بس... بس عاصي موفقتش عليها و كمان بعتت تنهي التعاقد بين الشركة والمصنع عشان الطلبيه كانت غير مُطابقه للشروط
صمت مصطفي قليلاً ثم تنهد بحزن : وماجد مش هيسكت وهتقوم حرب بينهم ويحصل اللي أنا خايف منه يا علي
علي : ربنا ما يجيب شر يا حاج بس عاصي والكل عارفها بتراعي شغلها ولازم يكون مظبوط
مصطفى إبهدوء : وماجد أهم حاجة يثبت نفسه ومش هيسكت
علي برجاء : ربنا يسترها أنْ شاء الله
نظر مصطفي في الفراغ وأخذ يفكر في الصراع الذي يخافه منذ سنين الاشتباك بين أحفاده و أحفاد صديق العمر فيحب أنْ يقوم بعمل شيءٍ يحد من هذا الأمر فصداقتهما كانت أقوي من ترابط الدم يجب أنْ تظل هكذا إلي النهاية
....................
وتمر الأيام وما أسرع xxxxب الساعة والصفقة مهمة للمصنع ويجب السرعة صاح بنبرة عالية بالواقف أمامه هو غاضب من التقصير بالعمل الذي ربما يؤدي إلي خسارة الكثير والكثير، بينما اضطرب الموظف وبشدة فرب عمله منزعج ولكن ما ذنبهُ هو فالتأخير مُتعمد من المزرعة ف
الموظف : يا ماجد باشا إحنا مش مُقصرين للأسف مزرعة المواشي هي اللي ماخرة الطلبية
ماجد بغضب : أنا مليش فيه أتفضل أبعت لهم فاكس تاني أنا عاوز أبدأ بعد يومين في الصفقة
الموظف : حاضر يا باشا
خرج الموظف بخطوات سريعة بينما أخذ ماجد يتمتم بكلمات غير مفهومه ثم أمسك هاتفه وأسرع بطلب عدت أرقام وفي الجانب الأخر أخذ هاتف عاصي يرن فنظرت إليه فوجدت أسم ماجد فابتسمت بانتصار و أغلقت المكالمة نظر ماجد إلي الهاتف وانصدم من فعلتها و
ماجد بغضب : بتفصلي في وشي والله لوريكي اصبري عليا لا أنا لانت يا بتعت البهايم
.....................................
جلست فداء بجانب عاصي وأمامهم الأراضي الزراعية الفسيحة والطبيعة الخلابة أخذت فداء تنظر إلي عاصي تشعر أنها مضطربة بعض الشيء فأشارت لها تسالها ما الخطب
فداء :وهي تأشر لها ...مالك
عاصي بتنهيده : مش عارفه مخنوقة
فداء وهي تخرج من جيبها ورقه وقلم وأخذت تكتب : مخنوقة من إيه!!
عاصي بحزن : من نفسي يا فداء حسه أنْ أنا علي الرغم من اللي أنا وصلة ليه حسه أنْ ولا حاجه حسه أنْ عمري ما هفرح
فداء بحزن علي حال صديقتها فكتب لها : كل أحاسيسك دي سببها قلة لثقتك بنفسك يا عاصي أنتٍ مش قدرة تحبي نفسك عشان كده مش قدرة تحسي بحب حد وحسه بالتعاسة دائماً
قرأت عاصي ما كتبت فداء ثم تنهدت بحزن شديد وهي تنظر أمامها ثم قالت
عاصي بشعور مرير : لأسف كلامك أنا عمري ما حبيت نفسي أنا بكرهني يا فداء والسبب هو كرهني حياتي
نظرت لها فداء بنظرات ممزوجة بحنان وحزن علي صديقتها التي تفتقد الحب وهي التي تعطي للجميع المحبة الصادقة العاصي كفراشة تصارع الرياح العاتية سلمت قلبها منذ زمن لرجلاً علمها الضعف فباتت كسيرة مُهشمه
...................................
دلف الوظف مره آخر إلي مكتب ماجد وعلي وجه معالم الذعر والخوف كان يحمل ورقه بيضاء فنظر لهُ ماجد بجديه فهتف الموظف بجديّة
الموظف : الفاكس ده وصل رداً علي استعجال الطلبية يا ماجد باشا
أخذ ماجد الورقة و قرأ ما فيها فاتسعت مقلاة عينيهُ بغضب و كور قبضت يده بغل ووقف بسرعة
ماجد بغضب : والله لعلمها الأدب .....!!
↚
في باريس صوت الهاتف يتعالى وهو مازال نائم ويحتضن احدي الفتيات بينما استيقظ هو بخمول ثُمَ نظر حولهُ بكسل والتقط هاتفهُ من علي المنضدة و رد علي المتصل بدون أنْ يري من هو و
عمرو بمرح : يا صباح الصباح
عز الدين بكسل : هو أنت أخلص
عمرو بجديّة : وكمان لسه نايم شكلنا هنترفد علي ايدك. ...الرحلة فاضل عليها ساعة ونص يا كابتن وأنت لسه في السرير
ظفر عز الدين بقوة ثُمَ هتف : راحة عليا نومه أنا هلبس وجاي أهُ يله اقفل
عمرو بموافقة ثُمَ أسرع بقول : طيب يا عمنا هستناك تعدي عليا تخدني في سكتك يله سلام
كان يود لو يرفض ولكن قفل عمرو الهاتف بسرعة فنظر عز الدين إلي الهاتف ثُمَ همهم بكلمات بذيئة في سره ونظر بعد ذلك للمتسطح بجانبه وظفر بقوة وأسرع بالقيام ليغتسل و يرتدي ملابسة ليستعد لرحلة جديدة و فتحات جديدة
......................................
كانت تعمل مُنذ الصباح تقف بين العمال تارة وتعمل معهم بيديها تارة آخر وتحاول عدم التفكير إلي في عملها نظرت إلي أختها التي تتقدم باتجاهها وعلي وجهها معالم غضب و تتمتم بكلام غير مفهوم وقفت هند أمامها وتكلمت بضيف
هند بضيق : عاصي أنا عوزه أتكلم معاكٍ ضروري
عاصي بتفهم : طيب يا هند تعالي نروح نقعد هناك عند شجرة التوت ونتكلم
هند بخفوت : يله
وجلست عاصي وبجانبها هند التي باتت الكلمات ثقيلة علي لسانها فنظرت عاصي لها فهي تفهم حركات الصغيرة هند هي طفلة عاصي التي تحفظ تفصيلها تعلم بما تفكر سمحت لها بأن تتكلم في أي شيءٍ تريده فهتفت فهي تعلم ما الذي يزعجها هند غاضبة :
- بصي أنا مش عوزه آدم يتجوز البنت دي، أنا مش موفقه دي واحدة متكبرة و مغرورة وحسه الناس أنهم عبيد عندها
عاصي وهي تُهدئ من روعها طفلتها الصغيرة تغار علي أخيها هي الآخر لا تحب تلك السلوي ولكن لأجل أخها وإسعاده ستتقبلها و لكن تلك النظرة التي تنظر بها سلوي لها نظرت استحقار وتعالي تلك النظرة التي تهابها وتخافها يجب أنْ تكون قوية أمامها حتي توقفها هي عاصي غنيم تكلمت عاصي مع هند بحنان أموي :
- آدم عوزها يا هند وبيحبها وأحنا ميهمناش إلا سعادته صح
نظرت هند لها بتعجب وهتفت غاضبه :
- ما أنتٍ لو حكيتي عن اللي هي قالته وعملته كان زمانةٌ سبها من وقتها ، لما تشتمك وتقول عنك مش ليقه أنك تكونٍي أخت الدكتور آدم عشان طريقتك وشكلك زي الخدم وقالت كده من حالاً لما يتجوزها هتعمل إيه أنا لازم أقوله عن كل ده مش هسكت
هتفت عاصي صائحة في وجه هند :
- إياكٍ يا هند تعرفي آدم حاجه طول ما هو فرحان ده كفاية وجهزي نفسك عشان نروح مع اخوكٍ بليل و إياكٍ يا هند تعملي حاجه كده ولا كده أنتٍ وعائشة
ثم صارت عاصي إلي الأرض مرة آخري هي تعلم أنْ أختها الصغيرة علي حق هذه الفتاة لا تناسب أخيها ولكن سعادته هي الاهم الآن، اسرعت لتساعد الفلاحين في أعمالهم حين أخبرها العم علي أنْ الجد يريدها الآن فلقد حضر إلي هنا الأستاذ ماجد ويستدعيها حين نظرت عاصي إلي نقطة بعيدة ومن ثـَمَ صارت بخطوات متباطئة إلي القصر
.........................................
نظر كامل إلي زوجتهُ وهي جالسة أمامه تقرأ أحد مجلات الموضة بينما ابنته معتكفه في غرفتها مُنذ بداية اليوم كانت إيمان هي حب كامل الأول والأخير إيمان المرشدي ابنة أحد المزارعين متوسطين الحال كانت عائلتها تسكن بمنزل قريب للمزرعة كانت عائلة طيب تتميز بالأخلاق الحميدة وهو ما دفع منصور سالم غنيم أنْ يتزوج منهم فتزوج ب أمال والتي أنجبت لهُ آدم وعاصي والصغرى هند تذكر يوم فرح صديقة منصور حين رأي إيمان كانت مثل القمر الساطع أعجب بها بشدة فإيمان ابنة عم العروس و شقيقة رضاعتها والأقرب إليها و عرض كامل أنْ يتزوجها فوفق الجميع معاد مصطفي مهران نفسه الذي كان يقرر أنْ يزوج ابنة من عائلته ولكن آثر كامل عليها وتزوجها بمساعدة عمه سالم و صديقة منصور وأمال زوجته هو الآن يتفهم إيمان وبشدة علي رغم أفعالها هو يتفهمها هي تريد إن تثبت لمصطفي مهران أنها ليس أقل منه تريد أن تكون سيدة من سيدات المجتمع الذي رفضها في البداية ولكن هي في وسط كل هذا كانت الضريبة هي أولادها ويجب أن يتحدث معه من أجلهم فالآن لابد أن تترك تلك الحرب التي شنتها علي نفسها فقط من أجل مصطفي مهران نظر كامل لها ومن ثُم تنحنح فنظرت لهُ و فهتف بنبرة عقلانية :
- إيمان إحنا لازم نتكلم بخصوص سلمي وأحمد
نظر هي لهُ نظرة مطولة يكاد يقسم أنها تعاتب نفسها الان
- كامل أنا خلاص نهيت الموضوع سلمي لازم تتجوز لحد في مستواها مش واحد موظف بمرتب يعذبها معه
- بس يا إيمان سلمي بتحبه متغلطيش غلط مصطفي مهران القديم
أتسعت عينيها بشده و هتفت غاضبة و :
- عشان مغلطش الغلط ده رفضه، لازم بنتي تتجوز واحد من عائلة عشان أبوك يعرف أنْ أنا نجحت ووصلت ولادي لقمة النجاح مش ذي ما كان بيقول أنا اللي هفضل منزله مستواك طول العمر فاكر يا كامل وبعدين أنا رفضة أحمد عشانه هو تفتكر مصطفي مهران هيدي حفيدتهُ لابن أختي ولا هيسمعه الكلام اللي كان بيسمعهُ ليا
- أبوي أتغير يا إيمان موت عمي سالم ومنصور كسرة
- كسرة بعد ما كسرني أنا بعد ما هان كرامتي كسرة بعد بعد فوات الآوان بعد ما أبوي مات وهو غضبان عني عشان أتجوزتك من غير رضا أبوك إنكسر بعد بعد ما خلاني مسخ ليه
نظر لها نظرات حانية ثم :
- إيمان عشان خاطري فكري تاني في الموضوع مش صعبان عليكٍ سلمي خلينا نلحق عيلنا
- لو عاوز أوافق أبوك يوافق الأول ويرحب كمان ، أما أهانه تاني مش هقبل لا ليا ولا لابن اختي و عائلتي
ثم قامت مسرعة وأتجهت إلي الخارج بخطوات مُتسارعه حتى لا تهبط دموعها أمامه
..............................................
كان غاضب جداً كَيف لهذه الفتاة أنْ تفعل هذا كله كَيف لها أنْ تقوم بعمل كَهذا و نتيجتهُ إفساد وتخريب أحلامه نظر الجد مصطفي إلي حفيدة الثائر بغضب الذي قص عليه الأمر سريعاً وهو الآن يجب أنْ يفكر جيداً في حل ليخلصهُ من هذا المأزق فهو لا يعلم في أي أتجاه يسير هل يرضا حفيدة ويأخذ صفه إم يرضا عاصي ويكون معها لا هو يجب أنِ يكون محايداً بين هذا وتلك حتي لا يخيب رجاء أي منهم ، صارت بخطوات متسارعة إلي حدود قصر مصطفي مهران كان مصطفي وحفيدة يجلسان في شرفة القصر الواسعه ، لمحتهم عاصي ينظرون لها سلطة أنظرها علي ذلك الماجد لتري نظرة توعد و غضب داخل عينه فإبتسمت بسخرية مُصتنعه والظاهر لا يخفي الباطن فقلبها يقرع بشدة هي خائفة نعم خائفة تخاف خسارة التحدي تخاف خسارة رهان هي من وضعته تخاف خسارة نفسها أكثر وأكثر تخاف النتيجة، وقفة أمام جدها ثُم تكلمت بحترام تقديراً لجدها و فتقدمة وقالت بخفوت وهي تعيد تثبيت وضع حاجبها :
- خير يا جدي في إيه حضرتك طلبتني
نظر لها ماجد بغيظ شديد فهي تتعمد تجاهل الأمر ثم هتف بغضب :
- يعني مش عارفة في إيه يا جبروتك
هتف مصطفي بحدة موجهاً كلماته لماجد فهو لا يريد مشاجرة بينهم وأمامه :
- أسكت يا ماجد أنْ هنا يبقي أنا اللي بتكلم وأنتم تسمعوا ليه بس ، ثُم نظر إلي عاصي و قال، ماجد جاي بيشتكي يا عاصي أنك أخرتي طلبيه كان طلبها للمصنع و أنك بعاتي ليه تلغي التوريدات ده صحيح يا بنيتي
نظرت عاصي لماجد بسخط ثم إلي جدها وهتفت :
- صح يا جدي، عشان أستاذ ماجد مخالف لشروط الإتفاق وعاوز عجول بتلوا وبأعداد مهوله وده هيضرنا جداً وكمان حرام ندبح المواشي وهما لسه صغيرين كده
- ماجد بسخرية : ليه هما كانوا أشتكولك يكنوش أخواتك
- عاصي بتهكم : لا أخواتك أنت ؛ الرحمه بالحيوان يا عديم الرحمة كمان دي خسارة لينا كبيرة
- ضربت عصا مصطفي بشدة علي الأرض وهتف غاضباً :
-إسكتوا ، مش عاوز أسمع صوتكم أنت وهي ثم نظر لماجد وقال عاوز العجول دي كلها ليه و إشمعنا بتلوا
- ماجد صفقة هتعلي إسم مصنعنا لفوق ومكسبها مية في المية ولو خالفت الشروط الشرط الجزائي بتعها كبير جداً عشان كده كُنت مستعجل علي الطلبية وللأسف مكنتش أعرف أن البهايم عينوا محامحية عنهم
نظرت له عاصي بغل وتوعد فهي لا تقدر علي الرد عليه في وجود جدها الذي نظر إلي حفيدة مٌحذراً ثُمَ نظر إلي عاصي وهتف :
- قولتي إيه يا عاصي هتسيبي سُمعت مهران تبقي في الوحل
نظرت عاصي إلي مصطفي بصدمة فهي إعتقدت أنه سيقف إلي جانبها يُساندها كيف يقول هذا و هو من علمها المشروع علمها الرحمة بالحيوان علمها أن ترعي الله، فكيف كيف يطلب منها مخالفة مبادئها ، ولكنها حسمت أمرها سريعاً و
- حاضر يا جدي هتصرف لأستاذ ماجد في الطلبية المطلوبة بس مش هتبقي من مزرعتنا لأن مش هبوظ شغلي وتعب سنين عشان مجرد أسم وفلوس
و إستأذنت لكي تعود إلي عملها بعد أن وعدت جدها بسرعة تأمين الطلبية للمصنع ولكن بداخلها بركان سائر يجب أن تخمدةٌ بركان سيمحي شخصيتها من جديد إذا أنفجر بركان قلة ثقة باتت تحاول إستعادها و عقل أخذ يحلف أن ينتقم من ماجد وقلب يستحلف ان يكون شامخ لا ينكسر مره أخري ، بينما جلس ماجد مع جدة يحاول ويحاول أنْ يجد مدخلاً لكي يتكلم مع جدةٌ في موضوع أختةٌ
..............................................
وفي أرض آخري بجانب أرض مصطفي مهران أرض ليست بالمثل فتلك جنه أبدعت العاصي برسمها أما هنا أرض نفوس أهلها إنعكست عليها في سعيد غالب معروف بطغيانه معروف بجبروته ولأسف تملك مِنه شيطانه لينعكس كل هذا علي أرضه فهناك أرضاً تشعر بالسكون و الإحتواء بها و أرضاً آخري تشعر بالنفور و التشتت بداخلها وهكذا كانت، جلس سعيد غالب يهتف بصوت عالي أجهش في رئيس العمال الذي يقف أمامه ينظر إلي الأرض من تحت قدمه بخزي والآخر يصيح ويصيح بصوت جهوري و
- أنت بتستهبل ولا إيه يا منير أنا بديك مرتب آخر الشهر عشان توفر للمزرعة عمال مش علشان شغلي يقف
نظر الموظف بخوف إلي رب عمله وهتف مرتبكاً :
- صدقني يا حاج أنا بعمل كل جهدي عشان أجيب العمال بس للاسف معظم الناس هنا بتفضل الشغل عن الحاج مصطفي أنت عارف كبر أرضة والإمكانيات اللي موفرها لعمالة وإحنا منقدرش نوفرها تكاليف كتير يا حاج إحنا مش قدها.
نظر سعيد إلي منير بغضب و أشتعلت عينه بلهيب حارق :
- طيب والعمل الوقت هنعمل إيه أتصرف يا منير أتصرف
لمعت عين منير بفكرة فهتف صائحاً :
- مفيش حل يا حاج غير أننا نجيب عمال أغراب ونتحمل شويا المصريف
تنفس سعيد و هو ينظر في الفراغ أمامه ثم :
- أتصرف يا منير أهم حاجه تتصرف
خطوات واثقة تتقدم بإتجاه سعيد غالب ومن لا يعرف تلك الخطوات أما عن النظرات فدعوني أتحدث فالإسم جواد سعيد غالب إبن الحاج سعيد غالب يتميز جواد بالثقة والنظرات الثاقبة والطول والهيبة و الرجولة و الكرم صفاتة فإذا عرفت جواد ستعرف أنْ جواد رجل بكل ما تعني كلمة رجل فالناس يحسدون أبيه علي ذلك الشاب العاقل و كل من عنده فتاة يدعي الله ليرزقها جواد و الظاهر معلوم لنا والباطن كان ربك بهٍ عليماً.
نظر سعيد إلي بفخر فاقترب الآخر منه وجلس بجانبة و هو ينظر إلي العمال الذين يعملون بجد علي بعد مسافةٌ من مجلسهم و تكلم وعينه مازالت عالقة بالعمال :
- المزرعة عملة إيه في غيابي يا حاج
نظر سعيد إلي إبنه ثم تكلم بنبرة ماكرة :
- عاوز تبقي المزعة أخبارها إيه وبنت منصور ممشية مزرعة مهران أكيد حالة في النازل
تكلم الاخر بنبرة أكثر مكراً وثم أردف ومازالت أنظارة تتابع العمال :
- أنا رجعت وكل شيءٍ هيتغير
ولقد عاد جواد مره أخري نزل إلي أرض المعركة فارس جديد
...........................
والكلمات شاقة تفتت خلايا القلب والدمع يسيل علي وجنتها و هي تلمس وتهمس لفرسها و الدمع يسير من عين مطر كانه يشتاق كما هي تشتاق و غناك باكٍ شاكٍ منه وإليه للقدر والصوت هنا عذب هذه المرة ليست للمطر وليتها للزرع هذه المرة للقلب الذي يشتاق الكلمات كا الاتي،
هذه الروح تشتاق إليك هذه الروح لك تشتاق
ومضيت وكأنما اعجبك الفراق
وتركت الذى كان بينا للنار والاحتراق هى الروح
هى الروح
هى الروح
تشتاااااااااااااااق
↚
ما بال تلك الأيام تشتت خطاوينا نتعثر و نقع ونقوم نبكي لننسي وننسي لنعيش وهكذا هي لنا وإلينا والجميع مشتت ويريد الوصول للمنتهي بالقليل من الخسائر
كانت تجلس علي فراشها وهي تتكور علي نفسها والدموع الحارقة تهطل من وجنتها و لا تستطيع أنْ الهتاف فالصوت مختنق بداخلها لقد أخبرتها أمها عن العريس الذي يريد أنْ يتزوجها فرح قلبها كثيراً في بدأ الأمر لقد آتي ذلك الفارس الذي سيأخذها من هذا العالم لكي يدخلها عالمة هو لقد آتي الذي سيرها مخلوق كامل بدون نقصان ستعيش وتبني بيتاً مع فارسها ككل فتاة ستنجب أطفال يتكلمون ويبكون ويصرخون ستتحقق أحلامها ولكن أحلامها الوردية تساقطه أمام عينيها فالفارس تحول لكاهل يشتريها بأمواله لأنه صورة ناقصة لفتاة معيوبة يبعوها بأبخس الاثمان ليتخلصوا منها ويربحوا من ورائها المال ، بكت أمها وهي تخبرها والفتاة أمامها تكاد تموت من الحزن والقهر لقد تقدم لها سعيد غالب الرجل الذي يجبرها بما يضاعف عمرها مرتين سعيد غالب أبو جواد الذي كان معه في أعومها الدراسية يا الله لما هذا الشقاء وزوج أمها الذي يوافق علي تلك الزيجة بكت وبكت قامت وقفت أمام مرآتها تنظر إلي نفسها شعرها الناعم الطويل وعينيها الواسعة يعجبها مظرها نظرت ودققت النظر ثم حاولت أنْ تتكلم حاولت أنْ تصرخ تخرج صوتها ولكن محاولتها كانت فاشلة أنهارت علي الأرض باكية لا حول لها ولا قوة وشيطانها يوسوس لها :
- أنت فتاة ناقص هذا هو ما أرسلة لكي القدر فوافقٍي وأخرجي من كنف مختار إلي الأبد
وهتاف اخر بنبرة حانية يهتف لها:
- لما يا فداء فالأمر ليس بيدك ولا بيد أحد الأمر من عند الله فلا تحزني وربك الذي خلقك قادر أنْ يريح قلبك فلا تخافي و لا تحزني فالله معكٍ ،ولا تهربي من كنف مختار الظالم إلي كنف رجل آخر ربما طاغية. ، نظرت إلي السماء الظاهر و عينها تبكيان و لسانها يردد ياااارب
............................
وفي هذا القصر الذب تهاب منظره فهو علي مساحة شاسعةٌ من الأرض ومظهرة يدل علي سخاء أهله جلس مصطفي مهران و آدم بجانبه و العم علي علي الطرف الآخر و بجانبه ماجد الذي أمرةٌ جدةٌ أنْ يذهب معهم في حين منع الجد عاصي وهند من التوجهٌ معهم لحين الاتفاق علي كل شيءٍ كان آدم ملامحةٌ السعيدةٌ المسرورة تنبعث من وجه ، فين حين غضب مصطفي من ذلك الرجل الذي لم يستقبلهم ولم ينزل حتي الآن لكي يرحب بهم ولكن كلما نظر إلي آدم تحمل علي نفسه من آجله هو فقط..... و بخطواط واثقة تقدم وكيف لا وحامد الشافعي هو من يخطوها نظر لهم وحياهم بإيماء من رأسه ثم جلس بتكبر وغرور وهو يرحب بهم وبعد بره نظر آدم إلي الرجل وبدأ يعرفه علي العائلة كان يتكلم بحب وثقه و
- أعرفك يا حامد بيه ده يبقي الحاج مصطفي مهران و هو في مقام جدي هو اللي ربانه أنا وأخواتي بعد أبويا وجدي وده الحاج علي بعتبرة أبويا و ده ماجد حفيد الحاج مصطفي نظر حامد إلي آدم بسخرية ثم قال :
- أهلاً وسهلاً البيت نور يا حاج مصطفي
نظر مصطفي له و :
- منور بأهله و ناسه يا حامد بيه
كانت الأوضع تسير بشكل هادئ كالعادة وبدأ الكلام في أول الأمر عن العمل وما شابة حتي بدأ الحاج مصطفي بالكلام والدخول في موضوع طلب بنت حامد الشافعي فتنحنح مصطفي قائلاً :
- إحنا جين النهاردة نطلب بنتك يا حامد بيه لحفيدي الدكتور آدم، نظر حامد الشافعي إلي مصطفي مهران ثم تكلم بنبرة جامدة :
- بس اللي أعرفه يا حاج مصطفي أن آدم مش حفيدك ومش معني أنْ حضرتك ربتهم بعد أهلهم يبقوا أحفادك اللي أعرفه أنْ أخوات الدكتور بيشتغوا في المزرعة عن حضرتك والصراحة يا حاج مصطفي مش معني كده إنك تقول عليهم أحفادك !!
علامات الصدمة باتت معلقة بملامح الجميع و كأن أحدهم ضرب آدم عددت أقلام علي وجه نظر مصطفي إلي الرجل بغضب و :
- آدم قبل أي حاجة دكتور جراح كبير في مجاله و بعد ده كله آدم حفيدي مش مجرد شغال عندي يا حامد بيه
تكلم حامد ببرود ممزوج بغلاظة :
- الدكتور آدم فعلاً شخص ممتاز علي النوع الشخصي ، بس أنا لازم أعرف أنا هناسب مين وبنتي هتعيش مع مين، ثم قال بنبرة ذات مغزي ، ما أنا مش هبقي عايش علي ظهر الدنيا وبنتي شغالة عن حد
نظر مصطفي مهران إلي الرجل بغضب هو يتعمد السخرية من آدم و نسبة فقال بصوت حاد:
- لو علي النسب يا حامد بيه أنت هتناسب منصور سالم غنيم شريكِي و الكل عارف كدة وعارف مين هو سالم غنيم و هتناسب مصطفي مهران وبنتك هتبقي فوق راسنا كلنا عمرها ما تتبهدل احنا بناتنا ملوك عندنا
صُدم الرجل في أول الأمر ثم تحدث سريعاً :
- بس بنتي مش وخدة علي عيشة الفلاحين و لا المزارع بنتي لازم يكون ليها فيلا في المدينة لوحدها
نظر مصطفي لآدم ثم قال بنبرة ذات مخذى :
- ده بقي آدم هو اللي يحدده لأن آدم هو اللي هيعيش
نظر الجميع إلي آدم الذي كان يتابع بصمت وحين سمح له التكلم بات تائهاً مصدوماً ما هذا لماذا يتكلم هذا الرجل هكذا وإذا كان يستقل به من الآن فماذا بعد هو رجل لا يقبل هذا لا يقبلة حتي وإذا كان قلبة هو الثمن ولكن ما حاجة للقلب في مكان قد دُهسَت فيه الكرامة فتكلم بنبرة جامدة :
- لأسف يا حامد بيه أنا بيتي وعيشتي ومكاني هو مزرعتي وشدد علي ياء الملكية ثم نظر إلي جدة بفخر، وأنا و أخواتي بنشتغل في المزرعة لآن مش حاجه تعيبنا ومرآتي هتبقي شكلنا وهتشتغل معنا لآن الحياة تعاون ومشاركة حتي لو كانت مرآتي بنت حامد الشافعي
نظر ماجد لآدم و ابتسم علي ذلك الشاب الذي أخذ حقه ورد الصاع صاعين و كما نظر مصطفي إلي الرجل بفخر و غرور و انتها الأمر هكذا بقتل مشاعر القلب و وانتصار قلب حفظ كرامته و عاد الكل أدراجه ، ونداء من الإنسانية أنظروا بداخل الشخص قبل أن تحكموا عليه
.............................
أنهت عاصي حوارها الخاص مع فرسها مطر فصارت باتجاه قصرها تمسك بيدها أحد أغصان الأشجار تسير و تجور الغصن خلفها ثم تذكرت أمراً هاماً عليها أنْ تقوم بعدت اتصالات حتي تأمن تلك الطلبية أخرجت هاتفها من جيبها وهاتفة بعض التجار ومن يقدر أنْ يرفض لها طلباً فهي تكاد تكون المتحكمة في السوق بأكملهُ أمنت نصف الطلبية وباقي نصف العدد ولم يبقي في يدها حل يجب أنْ تهاتف جواد سعيد غالب فهو من سيتمكن من تأمين الباقي هي تتعمد أنْ تبتعد عن سعيد غالب فهي لا تحب ذلك الرجل ولكن الآن هي بحاجه لمساعدة رفيق دراستها جواد فهو من سيساعدها قامت عاصي بمهاتفته، في الوقت ذاته كان جواد يجلس يتابع بعض الأعمال علي جهاز الكومبيوتر المحمول ( لاب توب) حين أضاء هاتفة ورسم علي الشاشة اسمه تفاجأ بشدة ثم أسرع بالرد :
- ألو ، أهلاً عاصي
ردت عاصي بنبرة عاديه ف :
- أهلاً جواد، سمعت أنك رجعت البلد
- أيون أنبارح
- حمد لله علي السلامة
- الله يسلمك يا عاصي
ترددت قبل أن تتحدث معه في الأمر فشعر هو بترددها وبعد بره تكلمت هي بخفوت :
- جواد كنت عوزه كمّية من العجول البتلوا ، عشان المصنع وأنا لأسف مش متوفر عندي ممكن تساعدني
- إنتظر قليلاً ثم تكلم : أكيد يا عاصي الكمّية اللي أنت ٍعوزها موجودة تقدري تبعتي يأخذوها بكره
تنفست بصوت مسموع ثم شكرته بسرعة و أسرعت بغلق الخط وها هي قد أمنت الطلبية وبقي أنْ تطمئن قلبها علي أخيها ظلت تجول بداخل المزرعة وتتفقد بعض الأشياء لكي تشغل نفسه حتي يعود أخيها، وعلي الجانب الأخر كان جواد يقف أمام نافذة عرفته و يتمتمم ببعض الكلمات
ولا نستمع منها إلا القليل... متي يا عاصي متي!!؟
................ .....
جلساً بغرفة نومه شارداً كلياً يفكر المدة التي أعطاها لهُ جده تقترب لابد أنْ يعود أرض الوطن ولكن لمن يعود لأمه لأبيه لأخوته الجميع هُناك بأوديه مُتفرقه ومع ذلك كله يريدون أنْ يعود هو إعتاد علي عمله هُنا إعتاد علي نمط حياته هُنا هو يشعر أنه أعتاد علي أغلاط أصبحت لهُ ملاذهُ ولكن عمله هُنا أصدقائه هُنا وذكريات وأهل هُنا لما أنت مُشتت هكذا يا عز هُنا غربة وهُناك ذكريات وأوجاع ذكريات بعضها يضحكه والأخر يسكرهُ حزنّ ولكن هو تمرد عن أحزانه منذ زمن بعيد وأقسم أنْ لا يكون في قلبة مجال لهذا المعتوه الذي يسمي الحب مرة آخري أقسم علي أنْ يكون قلبة متحرراً بعيداً عن المسميات و أنْ يكون طيار يرحل ويرحل ويسافر ويبعد ولا يستقر بمكان وكل هذا من أجل حبه الأول فالحب الأول أما أنْ يعلوا بصاحبه إلي السموات السبع أو يهبط به إلي أعماق الأرض ولقد هوي به، تذكر فتاة جميلةٌ كانت تقف خلف شجرة تضحك وهو يبحث عنها هنا وهناك وعندما وجدها كانت بين أحضان اخر تذكر ذلك الخوف عليها من كل شيء تذكر قلبه الذي تحطم من أقرب الأقربين ومن بعدها ترك كل شيءٍ باحثاً عن حرية لقلبة من وهم يدعي الحب والآن هو سيعود إليهم ولكنه لا يجزم أنه سيبقي هناك طويلاً فهو صقر شارد أعتاد أنْ لا يظل علي أرض واحدة طويلاً فهو طليق
......................
قص الجد مصطفي باختصار ما دار في منزل حامد الشافعي وكأنه يقص عقوبة القدر لهُ منذّ فهو منذّ زمن تمرد هو علي زوجة ابنه وكثير من الناس فوجد الآن من يتمرد عليه بصورة أخرة شبيه لذلك، نظرت عاصي إلي أختها التي نظرت لها بنظرات ضائعة أنها تلقي اللوّم علي عاتقها بينما نظرات عاصي باتجاه الطابق العلوي حيث غرفة أخيها الذي أنسحب إليها منذ أنْ وصل فتركت الجميع يتحدثون وصعدت إليه بخطوات متسرعة وحين أرادت الدخول إلي غرفته كان العائق الوحيد هنا أنْ آدم اختلي بنفسه وأوصد الباب خلفه اضطربت مشاعرها جداً خائفة عليه أخيها سندها لا تدري لما الآن شعرت أنها المتسببة في هذا كله كان يجب عليها حين اكتشفت معدن تلك الفتاة أنْ تقف أمامهُ تمنعهُ من الانجراف وراء مشاعر هوجاء كهذه ولكن ما بها تقول هذا الكلام وهي التي لا تقدر علي محوا تلك المشاعر التي أدت إلي سقوطها تحت أقدام مجهول يتأهل قلبها نظرت إلي الباب وطرقتهُ مره أثنان ثلاثة ولا تستمع صوته فهتفت به تكرر علي مسامعهٌ العهد عهدنا يا أخي الذي تعدنا به منذّ زمن القلوب تنزف و الجروح ملتهبة والأيدي تُداوي تعاهدنا أنْ نصبح لبعضنا الترياق الذي يشفي فكفي أحزان وأسرع لأحضاني هتفت عاصي بطريقة حانيه:
- آدم أنا عاصي
وكأنه كان ينتظرها ينتظر تلك النبرة فهرول إليها مثل طفل يسرع لأحضان أمه فتح بابه وألقي نفسه داخل أحضانه وجعه ليس من حبيبة ولا من شعور بالرفض وجع الإنسان الحر يكون مقتصر تحت كلمة ( الكرامةٌ) وجعهٌ بكرامتهُ التي يشعر الآن وكأنها تهشمت إلي فتات نظرت لهُ بنظرات حانية و الدموع ملأت عينها فأصبح لونهم قاتم مُموج باحمرار فأشار لها رافضاً تلك الدموع رافضاً أنْ تتوجع رافضاً دموع غاليتهُ و أخيراً أجبره لسانه علي الكلام
- كان بيبيع و يشتري ويساوم يا عاصي بيتكلم بغرور وكانه ملك الكون مهموش أنْ أنا مين لاء همه كله هدفع كام و ليه إحنا هنا في المزرعة وعيشين عادي ليه مش متصنعين حياة زائفة مهمش حتى أنْ بحب بنته وشريها لاء الأهم أنه يفرض شروطه بس أنا اللي رفضت يا عاصي جدك مصطفي قالها ليا قبل كده
( الإنسان كرامة يا آدم ممكن قلبه ينكسر ممكن يحصله أي حاجه كله يتعالج إلا الكرامة لو ضاعه يبقي الشخص بقي مسخ متصنع إنسانيته راحت منه) وأنا حفظة علي كرمتي يا عاصي حتى لو هتوجع بس كله يهون
نظرت لهُ و لا تتحمل سخونة الدموع الحبيسة بين جفونها فهطلت علي وجنتها و قالت بصوت متحشرج باكي :
- آدم هما اللي خسروا مش أنت وده نصيب يا آدم
نظر إليها بتفحص قبل أنْ يقول بنبرة حزينة :
- نصيب!! نفسي نبطل نعمل النصيب شماعة نعلق عليها أخطئنا، دي غلطة مني أنا يا عاصي أنْ اتغصيت عنّ حجات كتير مكنش لازم أتغاضى عنّها كان لأزم أعرف أنْ لما سمحت ليها مره تتعالي عليا أنها هتتكرر بس من أهلها
- آدم ده خير ليك، يعني تحمد ربنا علي كل حال
- اكتست نبرةٌ بيأس قبل أنْ يقول : أنا حبيتها
- وبنبرة عقلانية اعتادت عليها : ولو هي بتحبك هتحارب معك وهتبقي ليك ولو سبتك لوحدك يا آدم ، وكأنها تخاطب نفسها، يبقي متستهلش تفكر فيها
.................................................. ....
بخار الماء يتصاعد ويتركز علي المرآه بصورة ضبابية و صورتها التي تتجسد أمامها تغيب عن نظرها تدريجياً و تعاود محو الضباب بيدها وتتكون صورة أخري من الضباب وهكذا تتوالي والصورة تتحول إلي فتاة يائسة من مظهرها وجهها الشاحب يدل علي حالتها و كأنها تحفظ صورتها قبل أنْ تأخذ قرار مفارقتها الحياة برغبتها هي ستتركه فهي كدمية التي يضعونها في الموضع المختار لها ولكن ليس برغبتها لا رغبتهم هي التي تتحكم بها وحين قربت الشفرة المعدنية لكي تقطع شريانها لكي يتوقف ذلك النابض ليذكرها بكل ما في هذا العالم ولكن صيحات الخادمة أخرجتها من عالمها اليائس
- والصوت مهلهل مفرح : ست سلمي ست سلمي عز بيه رجع.......!!!
↚
والغائب قد عاد وأخيراً لأرض الوطن لحضن أمه وعلي الرغم من الخلاف معها دائما فهو يعشق ذلك المكان حضن أمهٌ وطنه بحق أما عن أبيه فقد سعد وبشدة بعد سلام و عناق دام لساعات وساعات كان عز الدين يشعر بشعور ألفه أفتقده كثيراً ولكن ما يستغرب لهُ حقاً تلك الصغيرة التي ألقت السلام عليه بفطور و نظرت له نظرات بارده لا تحمل أي مشاعر اشتياق ما بالها فهو يفتقدها كثيراً صغيرته لقد كبرت وأصبحت عروس فاتنةٌ ولكن ماذا بها يشعر أن حولها هاله من الحزن تحجب أشعة شمس عينها أن تنشر كانت إيمان سعيدة جداً هي وكامل بعودة ابنهم البكر تجاهل عز الدين غياب أخية لا يعلم هل هذا جفاء أم تجاهل أم كراهية هل وصل به الأمر أن يكره أخيه لا يعلم ما هذا الشعور الذي يسيطر عليه فماجد اخية الأصغر ويتذكر عز أن كان الأقرب إليه في طفولته الآن يشعر بالضياع ماذا سيفعل من أجل شعور اتجاه أخيه وأخته التي لا يفهم نظراتها و أمه التي من الواضح أنها بدأت أن تخططت له ماذا سيفعل في خلال الأيام القادمة وجدةٌ تنحنح بقوة وهو ينظر إلي أمه التي تعرض عليه بعض المخططات حول السفر معه ومع أصحابها للتنزه بالغردقة وبعض المدن الساحلية فقاطعها بنبرة جادة ومتزنة :
- أنا لازم أروح لجدي يا ماما أجلي كل ده الوقت
نظرت لهُ إيمان بعتاب وهتفت :
- أنت لحقت تيجي عشان تسافر لجدك يا عز الدين أنا عوزاك معايا
تابعة سلمي الحوار الدائر بسخرية ثم أنهت طعامها بصمت واستأذنت لكي تصعد إلي غرفتها فأخذ عز الدين يتابعها وهي تبتعد بينما نظر كامل إلي زوجته بنظرات استعطاف فهمتهٌ علي الفور و ظفرت بضيق و هتفت بصوت حاد
- مش قبل ما مصطفي مهران يوافق
ثم رحلت عنهم هي الأخرة وهو لا يفقه شيئاً مما يحدث حولةٌ وكأنه أغرب ما يكون عن تلك الأسرة فهم لكي يسأل أبيه عن سبب حزن سلمي فتكلم كامل قبل أن يهتف بالسؤال :
- عرفة ضريبة السفر يا عز أنك تكون غريب في وسط عشك بس أنا هحكيلك لأن أنت اللي ممكن تتصرف ، وبدأ يقص عليه القصة من أول
ها قصة سلمي و أحمد التي وشمت بلعنة الماضي
.........................................
يهتف بأعلى صوتً لهُ منذّ الصباح الباكر والجميع مشغول بالعمل لا يهتم أحد بأمره هو يريد المغادرة منذّ الصباح لكي لا يتأخر علي عملة بعد أن اطمئن علي طلبيتهُ ٌ، ولكن بفعل الأجواء في المزرعة هناك بعض العنزات اتخذت من السيارة التابعة لهُ مسكن فالبعض يقف عليها والبعض متسطح تحتها وهو سيجن حتماً حين لمحها تسير باتجاه الحقل وهي تعدل من وضع وشاحها الذي يلتف حول رأسها بصورة عمامة كالعادة فهتف صائحاً بغضب :
- أنتٍ يا حجه أنتٍ ، يا حجه عاصي
كانت تستمع له جيداً وتعلم أنه يهتف لها فتعمدت أن تتجاهله بسبب تلك السخرية ولكنها بعد لحظات من الصيحات الغاضبة فنطرت له ببرود واتجهت إليه بخطوات متمهلة وتعمدت أن ترد له الصاع والسخرية:
- نعم في حاجه يا حاج ماجد في حاجة
نظر لها بغيظ شديد من يتكلم معه عاصي نظر لها بنظرات ساخرة و :
- تعالي خدي بهيمك دول بدل ما أموتهم ليكٍ بالعربية
نظرت هي للعنزات وابتسمت بشدة لكي تزيد من غضبة و :
- دول بيرحبوا بيك يا ماجد ليه أنت مش بتفهم في الزوق كده ده بدل ما تخدهم بالحضن وترحب بهم
نظر ماجد لها بغضب وغيط ثم هتف :
نزلي الزبالة دول من علي العربية يا عاصي أحسنلك
اغتاظت هي الأخر فهتفت صائحة بغضب :
- حيث كده بقي يا ماجد باشا أتصرف أنت عنّ إذنك عندي شغل ، ثم نظرت إلي العنزات وقالت موصكوش علي عموا ماجد يا ولاد
ورحلت وهو يكور قبضت يده بغل و يصيح لكي يأتي من يساعده في هذا الأمر، حتى وقعت عينه علي تلك البائسة التي تسير حزينة فنظر لها بتمعن ثم اتجها هتف مسرعاً :
- يا أنسة لو سمحتي من فضلك يا أنسه
استمعت فداء إلي ذلك الصوت فنظرت إلي صاحبة وسلطت أنظارها عليه وابتسمت بعذوبة وسارت باتجاه ماجد الذي سلط أنظاره عليها من هذه الفتاة يا تري نظر لها بنظرات مطولة فأشارت له كل يفيق من شروده فنظر إلي العنزات وقال بصوت عذب :
- ممكن لو سمحتي تبعديهم عن العربية
ابتسمت له بعذوبة وذهبت وأبعدت العنزات تابعها ماجد في كل حركاتها ثم وقفت أمام تشير له أنها انتهت تعجب منها كثيراً لماذا لا تتكلم مع و
- شكراً يا...! أسمك إيه؟
- نظرت لهُ ثم أخرجت مفكرتها و كتبت إسمي فداء ، فهم ماجد علي الفور أن الجميلة الحسناء لا تتكلم حزن من أجل تلك الفتاة بشدة ولكنه تدارك الموقف سريعاً حتى لا يسبب لها الاحراج و شكرها مره أخري حيث هتف :
-شكراً يا جميل
وانصرف من المزرعة بينما تابعة هي السيارة وهي تبتسم كعادتها
.....................
في أحد مستشفيات العاصمة كان آدم يجلس علي مكتبهٍ شارداً حين دلفت أحدي العاملات وهي تحمل بيها كروبًا من الشاي الساخن وضعته علي المكتب أمامه كانت إمراة في العقد الستين فنطر آدم لها وتنحنح قائلاً :
- شكراً يا أم محمد معلش تعبتك
نظرت العاملة لآدم بحنان وهتفت : الشكر لله يا دكتور آدم تحت أمرك
- الأمر لله وحده، معلش هي الدكتور سلوي جت
نظرت المرأة لآدم بضجر و بنبرة مختنقة خافته : جت يا دكتور هي في مكتبها ، ثم قالت بصوت هامس حرباية
قام آدم علي الفور حين هتفت العامل واتجها ناحية الباب و خرج منه مسرعاً إلي تلك الغرفة غرفة الدكتورة سلوي حامد الشافعي دلف آدم إلي الداخل بغضب فانتفضت الفتاة التي كانت تجلس علي مكتبها ووقفت أمام آدم و :
- إيه مش تخبط ولا هي وكاله من غير بواب
نظر لها بتعجب قبل أن يلتفت خلفة ليراي هل كانت تحدثه مهو تقول له هذا الكلام أم لغيره لم يجد غيره هو وهي في المكان فنظر له وهو متعجباً كأنه ولأول مره يراها أمامه علي حقيقتها فهتف، أنتٍ بتقولي ليا الكلام ده ، ثم ضحك ساخراً و نظرت له بأعين محتقنه بالغضب ثم قالت:
- أنت عاوز إيه الوقت يا آدم مش انسحبت أنبارح من غير ما توافق علي شروط بابا و أحرجتني معه
- نعم أنا اللي أحرجتك ولا حضرتك، لما أنتِ عوزه وبتفكري تقعدي لوحدك وبعيد عن المزرعة معرفتش الكلام ده ليه قبل ولدك
- عشان أنا سلوي حامد الشافعي كان لازم تفهم ده لوحدك أنا عمري بقبل أقعد في مزرعة لاء ومع أخوتك إلي وحدة فيهم مش بتعرف تتعامل إلا مع البهايم والتانية عقلها عقل طفل في الروضة.
- نظر لها وعينه اشتعلت بفعل الغضب الذي يعتريه ثم تفوه : بصي بقي يا بنت الشافعي كلمه تانية وهتشوفٍ اللي عمرك ما تتخيليه وتعرفٍ أنا هشكر ربي كل يوم أنك بنتي علي حقيقتكِ يا دكتورة
وأسرع بالخروج من الغرفة بل من المستشفى ككل أحبها بل فوتنا بها منذ أن راها في أول يوم عمل لها واثقه جذابة ماهره يقسم أنها كانت جميع الأعين محدقة بها عندما دلفت إلي المشفى ولكن يبقي وراء كل إنسان وجه أخر نعلمه في الشدائد ووجه سلوي الخفي كان شيطان متقنع في صورة ملاك وهكذا ينخدع البعض منه وراء مظهر مُصطنع وتتوالي الصدمات بعد الخداع.
...................................
كانت تبحث عنها هنا وهناك من منذ الصباح ترسل لها تسأل عنها ولا مجيب فأين أنتٍ يا فداء عندما تغيب هكذا تعلم عاصي أن هناك خطب ما وفداء تعلم أنها ستغضب ومن أجل هذا تتهرب ولكن لمتي يا فداء نظرت كانت عائشة تسير باتجاه مزرعة الماشية فهتفت عاصي باسمها فأسرعت عائشة إليها نظرت عاصي إلي عائشة بجدية و :
- عائشة عوزاكِ تشوفي حساب جواد كام وتحضري المبلغ كامل أنتٍ وفداء عشان نخلص من الموضوع ده
- حاضر يا عاصي بس عندنا مشكلة أنتِ عارفه أن موسم الحصاد قرب والآلات عوزه يتعمل لها صيانة عشان مكنات حصاد القمح
- نظرت عاصي لها بجدية ثم قالت : هكلم عم علي يشوف حد شاطر يعمل لهم صيانه عليهم كويس أنك فكرتيني ، ثم صمتت و أكملت ، المواشي كده أتسلمت للمصنع
- أيون كل حاجه تمام المهندس جواد بعتهم وتأكدت من كل حاجه
- طيب تمام كدة ، يا ريت تخلصي موضوع الحسابات كمان مع فداء هي فين مش بينه إنهارده
- كانت من شوية عند الساقية
- نظرت لها عاصي ثم حركة رأسها بعدم اقتناع وقالت لها : طيب أنا هروح أشوفها
وسارت تبحث عن فداء تريد أن تعرف ماذا هناك لماذا تتهرب منها
..............................
بعد أن أنها عملة عاد إلي البيت متأخراً حتى يتهرب من تحقيق أمه فهو الأن لا يقوي علي فعل أي شيءٍ سواء الراحة يريد أن يأخذ قسطاً من الراحة حتى يفكر في مشكلة أخته يريد أن يساعدها باي شكل يجب أن تعود سلمي صغيرة من جديد كما كانت دواماً كان سيتحدث مع جدة ولكن موضوع آدم أوقف عقلة عنّ التفكير الصدمة الأولي له عندما عرف أسم الفتاة الذي رغب آدم بالزواج منها والثانية كلام حامد الشافعي لصديقة كان قاسي والأهم من هذا كله والذي يشغل فكرة كله كيف يمكنه أن يجعل المزرعة تحت سيطرته كيف يضمن هذا والمزرعة بيدها هي عاصي فكيف يجعل المزرعة ملك له ولكنه توقف عن التفكير عندما سمع صوت شاب يأتي من داخل حديقة منزله من هذا والوقت متأخر أقترب من مصدر الصوت يكاد يكذب أذنيه لا ليس هو بالتأكيد غيرة هذا مستحيل هل عاد؟ بينما كان الآخر يضحك بشدة وهو يتحدث في هاتفه ويعطيه ظهرة دقات قلب ماجد تسمع نعم تسمع هل عاد بعد كل هذا الوقت بعد كل هذا البعد بعد كل هذا الجفاء هل عاد بعد هجران أه يا أخي كم اشتقت لك ولكل أفعالك كم اشتقت لكل حماقتك اشتقت لك بينما أنها عز الدين اتصاله مع صديقة فرنسيا استدار عائداً حين وجده يقف خلفة ينظر له يعانقه بعينه والمشهد إنتها بعناق اجتماع شريدين عناق ولكنه عناق مميت كل منهم يدفن مشاعرة بداخلة ويتصنع البرود والفتور والاثنان طبعاً واحداً يتمسكون بالكبرياء والعناد هتف ماجد أولاً بعبارات باردة خالية من أي مشاعر فرد عليه بنبرة أكثر تبرداً وكأنه يقول له لا يا أخي الصغير فأنا أستاذك في كل هذا وهل يتفوق التلميذ علي معلمه!!!!
- الحمد لله علي سلمتك
- شكراً يا ماجد، عامل إيه
- الحمد لله كويس و إنت
- بخير
والصمت خيم عليهم فاستأذن ماجد راحلاً إلي غرفته لكي يستريح فوفق عز الدين و انصرف ماجد بينما نظر عز الدين إلي اتجاه أخر بينما كانت تراقب هي من شرفة غرفتها وتبتسم ساخرتاً من هذا الوضع فالأغراب يتعاملون بمشاعر عند الترحاب بالفرحة والحب لا بالبرود والخزن هل هذا سلام أخوه لم يشاهدان بعضهما بعض منذ زمن أم هذا عقاب من رب السماء أما ماذا ودت والآن لو تصرخ في وجههما ودت لو تقول لهم أنا بحاجه إليكم أرجوكم ودت ورغبت وهتف القلب معلن وسكات الجميع عندما أنسحب عز الدين من المشهد بعد سماعة صوت هاتفه وبقي الآخر يتابعه من بعيد وهي تتابع من منطقة أبعد فأين الإخوة و أين المدد
....................................
يسير عائداً إلي المزرعة يريد أن يختلط بالأجواء حتي لا ينتصر عليه شيطانة يريد أن يضع حل لهتاف يأتي بصوت متقطع بأن يستمر في حب فتاة خدعته بحب زائف يريد أن يجلس مع أخواته يريد أن يشعر بوجودهم لكي يصمد، علي قراره هم وفقط هو لهم ومن أجلهم وكفي كفي أيها الشيطان
...........................
وقف مختار أمام الحاج سعيد غالب يخبره بالموافقة علي الزوج ويبتسم ببرود والآخر سعيداً بهذا الخبر سيتزوج من فتاة صغير وجميلة بال هي تعددت مراحل الجمال فخور بذاته بينما الأخر يحادث نفسه فارحاً ببيعته والاثنان غير مهتمان بحل تلك الفتاة التي لا حول لها ولا قوة فشروط هنا هي المتعة بدفع الأموال وموت موت للإنسانية:
- هتف سعيد : خلاص يا مُختار يبقي الفرح والدخلة بعد أسبوعين.
- رد الثاني مسرعاً : اللي تشوفه يا حاج سعيد إحنا جاهزين
- أنا عوزها بالهدوم اللي عليها زي ما قولتلك و هسجل الأرض باسمك أول أما يحصل
التمعت عينة بفرحة : هيحصل يا حاج هيحصل
.........................................
أيام التوت فصل الربيع بدأ موسم الحصاد عمل شاق الكل يعمل بجد عمال المزرعة والفلاحين والكل يسعي و يشقي وهي عليها أن تقوم بكل تلك الأعمال تساعد العمال وتشق علي مزرعة الماشية و مزرعة الخيول ومزارع الفواكه وتقابل التجار الجميع يعمل بجد وأخيراً ستأخذ ساعة بأمر جدها لكي ترتاح ولكن عليها أن تبحث عن تلك التي تتهرب منها مُنذ أيام وها قد وجدتها جالسة تحت شجرة التوت شارده جلست بجانبها فأخرتها من شرودها نظرت فداء لها متفاجئ ثم ابتسمت لها بحب بينما كانت عاصي تنظر لها وتدقق النظر بملامحها المجهدة ولن تحتمل الصمت فقالت بنبرة مهتمة :
- فداء مالك أنتِ تعبانة وبتهربي مني ليه
نظرت الثانية لها ومازالت الابتسامة مرسومه علي ثغرها وأخرجت دفترها وكتبت :
- أنا كويسة ليه بتسالي وبعدين أحنا مشغولين
قرأت عاصي ما كتبت ثم : لا مش كويسة في إيه حد مزعلك وبعدين حتي لو كنت بشوفك علي طول أنتٍ مالك
نظرت فداء لها وأخذت تبكي وتبكي وارتمت في أحضان عاصي و الأخرى لا تفهم ماذا بها دموع فداء لا تهبط بسهولة فماذا بها
.....................................
منذ أن وصل وهي تمنعه من الذهاب لجده و هو طلب من الجميع أن يخفون خبر وصوله يريد أن يذهب إليه بنفسه ولكن فاض به الأن سيذهب إلي جده يشعر بأنه يختنق فمعاملة أخته تزداد سوءاً وكلما أراد أن يتكلم معها لم تستجيب بينما علاقته بأخية تزداد جفاء وأبية يشعر بالحزن من أجل أولاده وأمه لا يهمها أحد إلا صورتها هي وفقط يريد أن يذهب لجده لكي يغير تلك الأجواء حمل حقيبته علي كتفه ثم أسرع بالخروج قبل أن تعود أمه من الخارج فهو لا يحتمل أي مناقشات الأن وحين خرج من المنزل وجده أخته تجلس أمام حوض الزهور نظر إليه هو لا يفهم لما أصبحت هكذا فهي كانت كالفراشة صغيرة تحب الضحك والفرح فلماذا اصبحت هكذا تقدم إليها وجلس أمامها وتكلم بنبرة حانية : سلمي أنا مسافر
نظرت له بتعجب سيسافر مرة أخر سيتركهم ويرحل مرة آخر ويغيب انفعالات واضطرابات وهتاف مصطحب بدموع لا لا ترحل وتتركنا مره أخري أبقي معني : عز الدين بالله عليك متبعدش تاني خليك هنا أنا فرحانه أن كلنا مع بعضنا خليك بلاش تبعد
ولاول مرة تعانقه وتبكي علي كتفه هو لم يقصد ما فهمته هو يقصد ولكن ما بها اصبحت هاشه وهكذا نظرا لها ومسد علي شعرها و : أنا مقصدش اللي وصلك أنا رايح المزرعة لجدك
نظرت له و خجلت مما فعلت ولكن فاجأها هو بطلبه لها ان تذهب معه : إيه رأيك تيجي معايا
مسحت دموعها بكف يدها كطفلة صغيرة ثم قالت له : أه هاجي معك بس بشرط
نظر لها ورفع أحد حاجبه بحركة يتفنن بها هو : شرط إيه ده
- ماجد يجي معانا وبالمرة يوصلنا إيه رأيك
- اخذ يفكر للحظات ثم : طيب ، بس.
- عرفة علي الفور مقصدة ف: أنا هكلمة وهقوله هو مش هيقولي حاجه أنت عارف
- ابتسم علي تلك الفتاة التي كانت تبكي منذ قليل ثم : طيب يله بسرعة قبل ما ماما تجي يبقي مش هنروح
-طيب حاضر
هي حزينة تكاد تموت حزنّ ولكن عليها أن تستعيد فرحة من حولها هي واثقة أن أخويها بحاجه لها هي لإعادة علاقتهما التي كانت تعشقها وستفعل هذا من أجلهم
.................................
معالم غاضبة واحتقان حين قرأت ما كتبته فداء بعد أن هدأت و مفاجأة و صريخ محمل بغضب : أنتِ بتقولي إيه سعيد غالب عاوز يتجوزك وأزاي يوفقوا علي الكلام ده إيه الهبل ده ثم هتفت بصوت عالي نسبياً علي جثتي لو الجوازة دي كملت...........
↚
من هو المظلوم وما حاله؟ لعلكم تتخيلون شعور المظلوم شعور مهين مُميت وسلاح المظلوم دمعة ثم دعوة وقلب مفتور
بحروف مترددة ويد مرتعشة كتبت عنّ فجيعتها الكبرى والأخرى لا تصدق الكلمات هذا لا يصدق هل يمكن أنْ يكون هُناك شخصاً كهذا أمام العالم هو كأبيها ومن خلف الجدران يريد اغتصابها و بكاء صماء يوحي بالعجز وعين تصرخ من شدت المهانة وأنفاس تسحب من قوة الغضب و براكين الانفعال هي تري الض…عف في صورة أخري يتجسد أمامها تري فداء بكل نقائها و طيبة قلبها تباع كجارية في سوق الجواري فأين نحن هل العصر يتقدم أم يتراجع هتفت بانفعال :
- إنتِ ملكيش رجوع البيت ده تاني أنتٍ هتفصلي معايا
نظرت لها بانصعاق و بحركة سريعة كتبت :
- وأمي و هو مش هيسمح
غضبت وغضبت وتريد أن تصرخ بأعلي صوت لها :
- أمك أنا هكلمها وهو مش هيقدر يجي جنبك لهو ولا أي حد تخلصي شغلك وانا هعدي أخدك سمعتي يا فداء
حركة رأسها بموافقة حين سارت عاصي من أمامها بخوات سريعة تريد أن تبتعد عنْ هذا المكان تريد أن تختلي بنفسها تريد أن تبكي بدون أن يشاهدها أحد ولكن قبل هذا عليها أن تقوم بعمل ضرورياً لكي تحدد في أي اتجاه تسير
..................................
كان يتابع أعماله بدقه ويهتف بغضب يزلزل من حوله والجميع يهابه وبشدة :
-إزاي ابن كامل مهران يأخد الصفقة منه أنتم أغبيه مبتفهموش ، ولا لازم كل حاجه أنا أعملها بنفسي
- يا جواد باشا العرض بتعهم كان أقل منه ومعرفناش نعم حاجه
- علشان أن موظف عندي أشبه بهايم كان زمانه عرفين هو قدم كام ونزلنه عنه بس لا أنا لازم أعمل كل حاجه بنفسي إتفضلوا علي شغلكم مش عاوز أشوف حد قدامي
خرج الموظفين من المكتب مسرعين بينما بقوا هو ينظر أمامه بغيظ و
- ماشي يا ماجد لسه المشوار كبير عمري ما هنسي كل اللي عملته فيه أنت وأخوك بس اللعب لحد حالاً من تحت الطربيزا لسلامتك بس من شيطان جواد غنيم
رنين هاتفة بنغمه مخصصه لها هي وفرحه و ابتسامه علي ثغرة أخرجته من أفكاره السامه ، رد علي الفور وابتسامة تتسع ولكن توقفه حين شعر بغضبها و:
- أهلا عاصي
- أهلا جواد، أنت كُنت عارف اللي ولدك هيعمله ده
- أهدي يا عاصي وعرفيني في إيه أنا مش فاهم حاجه
- بص أنت فين لازم أشوفك
- أنا في القاهرة وهرجع بكرة
- خلاص بكرة هشوفك، سلام حالاً
- طيب استني فهم.... سلام
لم يستطيع أن يفهم منها الأمر لابد أن ينهي كل شيءٍ حتى يتمكن من معرفت ماذا هنا أبيه وعاصي وحلقه مفقودة يجب معرفتها وبالتأكيد الأمر خطير لا يتوقف فقط علي أتصال بالهاتف يجب أن يذهب بنفسه
................
عادة إلي منزلها غاضبة فلقد قابلة في النادي زوجة حامد الشافعي التي جلست معها هي وأصدقائها فأخذت السيدة تروي لهم عنّ الدكتور الشاب الذي تقدم لخطبة أبنتها وكان معه الحاج مصطفي مهران وتستمع لرفض زوجها له لأنه يعمل هو وأخواته في الزرعة كعمال حتى لو كان معه شهادة عالية مما أغضب إيمان وبشدة هي تحب آدم واخواته عاصي وهند تحبهم وتري فيهم أمهم أبنة عمومتها التي دعمتها في طفولتها وفي مراحل عمرها وجاء أبيهم منصور ووقف بجانبها حين تقدم لها كامل من أين تعرف تلك المرأة عنّ الأصل الطيب فلو كان هؤلاء بدون أصل طيب فمن أذا صاحب أصل من نظرها ووجدت نفسها تدافع عنّ آدم وكأنها تدافع عنّ نفسها هي أمام الجميع ووجدت نفسها تتفوّه بكلمات لم تتوقع أن تتفوّه بها يوماً إذا منذّ زمن وجدت من يقل من شخصها وكانت فقيرة وعلمت أنّ هذا هو السبب والأن يقلون من آدم وأخواته وهم معهم المال والعلم و الطيب والخُلق ولكن ليس معهم الغرور والتعالي إذا فهذا المجتمع من شيمه التعالي والتفاخر و التكبر ، دلفت إلي الداخل ولكن ما سمعت جعل غضبها يتضاعف أولادها الآن في طريقهم إلي مصطفي مهران لا تريد لأولادها أنْ يذهبوا إلي ذلك الرجل تريد أن تبعدهم عنه وعنْ طغيانه ولكن ما يسعدها الآن انهم معاً ثلاثتهم معاً كم تتمني أنْ يبقوا هكذا تريد أنْ يصبحوا روح واحدة يد واحدة لكي يتفادون الصعاب معاً فهي لا تعلم هل ستظل معهم أم ستفارقهم عما قريب .
.....................
وفي السيارة كان الصمت مخيم علي الجميع بينما بداخل كل منهم شعور مختلف اضطراب و قلقل انزعاج واشتياق وكانت هي التي أول من تكلمت حتى تقرب من أخويها هي تشعر أنْ البعد بينهم يزداد وتود أن تقرب بينهم عليها الآن تبتعد بتفكيرها عنّ مشاكلها هي وتهتم بأخويها ف :
- أنا فرحانه أوي أن أحنا مع بعض وكمان ريحين عن جدوا وهشوف البنات وهشوف عاصي
نظر إليها ماجد وفرح جداً بنبرتها المرحة تلك و أراد أن يسايرها بينما الآخر ومع ذكر الاسم خفق قلبه بشدة و ونظر إلي أخته بينما هتف أخيها:
- فرحانه عشان احنا مع بعض دي حاجه تفرح وأنك هتشوفي جدك ماشي ، نظر له عز في تلك اللحظة ودقق له النظر فأكمل الثاني، أنما فرحانه أنك هتشوفي كعبول هي دي حاجه تفرح ولا هند أم لسانين كمان ده بقي اللي مش يفرح
نظرت له سلمي بغضب وشراسة :
- أنت رجعت تاني تقول لعاصي يا كعبول حرام عليك ثم نظرت لعز الدين بغضب عجبك كده أنت اللي طلعت الاسم ده عليها حرام عليك يا عز أه ماجد بيقوله ليها علي طول
ضحك عز الدين بشدة وهو يتذكر ذكري بعيدة عندما أطلق عليها هذا الاسم :
- أنتم لسه فاكرين الموضوع ده والله أنا نسيت زمانها كبرت وأكيد أتغيرت
- أه كبرت ومش عاوزه أقولك بقيت قمر قمر قمر ولا كعبول ولا حاجه من الهبل ده بس ماجد بيحب يعندها أصلهم ناقر ونقير
هكذا هتف سلمي بفرحه عارمه من سير الحديث بينما رد ماجد :
- قمر إيه يا سلمي قمر بالستر يا أختي دي كائن التنحه والرذالة المتنقل فتات علمها البهايم و أكيد أنتٍ معجبة بيها ما أنتٍ فتاة النكد
نظرت سلمي لماجد بغيظ شديد بينما ضحك عز الدين بشدة فقالت له سلمي :
- ماشي يا بيدوا فاكر أنت الاسم ده والله لقوله لعاصي تقوله ليك ووحده بوحده بقي
- إياكِ يا سلمي إياكِ أنا وكعبول حالاً في حرب باردة وإياكِ تمسك عليا حاجه
نظر عز الدين إلي أخيه باستغراب فهو يتكلم بحماس شديد و شرد ذكرياته مع فتات الحقول خاصته عاصي دائماً كان الاسم يغيظها.... تلك العاصي رأسها يشبه تلك الجبال لذلك يصعب ترويضها كانت فتاة مشاكسة له متعلقة به في صغرها عندما وكبر هو كان هذا التعلق يزعجه فهي كانت تراقبه لتبقي بجانبه حتي ذلك اليوم الذي ابتعدت عنه بعد فعلته معها يتذكر ذلك اليوم وبشدة أنزعج من نفسه بعدها ولكن كان قد فعلها و سرق منها براءتها و رحل بعدها بدون أن يتأسف علي فعلته فهل نسيت الأن ما فعل وكيف ستتقبل وجوده و كيف سيتقبلها هو ذكريات معها الأن يسترجعها واحده تلي الأخرة خرج من ذكرياته علي صوت أخيه
- البنت دي إتجننت في عقلها وحسه انها بقيت حاجه وعوزه تعملي مشاكل في الشغل بس علي مين أنا وراها والزمن طويل
ابتسم علي كلمات أخية هل تلك الصغيرة تستطيع أن تزعج ماجد مهران يا لها من مشاغبة حقاً وهو يعشق المشاغبات و يشتاق الأن أن يري كعبول خاصته ليحيها علي إزعاجها لأخيه وعجباً عليك يا أبن عز أل مهران فانت الذي أزعجتها وجرحتها جروحاً عده والأن أنت تخطوا أول خطواتك إلي طريق كان أوله العاصي وأخرة المطيع للعاصي فعليك أن تخف من فرسه هادئة أصبحت مشاغبة بفعلك أنت وبفعل الأيام فويلك مما هو قادم أم يا ويلها هي
..................................................
كانت تعمل بالمزرعة بهمه ولكن بمبدأ من فضلك من بعيد لا داعي للمس هكذا هي هند تخاف من الحيوانات بشدة تقول أنهم بدون عقل ومن الممكن أن يفعلوا لها شيئاً وبطبع حيوانات كيف يمكن أن تعاتبهم ويقف بجانبها صبي يدعي كريم في الخامسة عشر من عمرة يعمل مساعداً لها في بعض الأعمال يضحك بشدة علي تلك الطبيبة التي تعطي لهُ الأوامر وهي تقف بعيداً وتخاف من أختها في العمل بشدة ومن بعيد كان يقترب هو يضحك علي الصغيرة يرها بأعين الأب تقدم أليها ووقف خلفها وأشار للصبي بأن لا يتكلم ثم وقف خلفها و مسد علي ظهرها فاتسعت حدقتها وصدمة في بادئ الأمر ثم صرخت ظنّ منها أنه حيوان بقربها و :
- عاااااااااااا
وجرت بعيداً ثم ألتفتّ خلفها فوجدت أخية يكاد يموت ضحكاً والصبي من أمامها لا يختلف عنه كثير فنظرت له بغيظ شديد وغضب ثم جرت علية وهي تُتمتم ببعض الكلمات وجهمت عليه تضربه بضربات متتالية علي صدرة فيضحك بشدة ثم حملها وسار بها بعيداً عن المزرعة وهي تركل برجليها حتي أستقر خارجاً وهو يضحك بشدة :
- يا جبانة وقال دكتورة قال
- عاااااا نزلني يا آدم أقسم بالله لعرفك تخضني كده كله من أختك عاااا والله لموتك
ظل يضحك علي أخته ثم أنزلها من علي كتفة فوقفت أمامه و :
- خلاص يا ستي معلش أصل كُنت فاكر أنك دكتوره بجد مش علي ما تفرج
- كده أنا دكتور غصب عنّ أيد المعتدين، بس اتخضيت بس
رفع حاجبة ونظر لها ثم قال لها:
- أها ما أنا عارف أن عضلاتك مقوية قلبك تعالي نشوف اختك لو عوزه مساعدة أنا جاي بدري أنهارده أه نكسب فيها ثواب
- تكسب فيها ثواب تخضني أه ما هي عاصي بقي الحب كله بدل ما تساعدني
نظر خلفها و أتسعت عينه فنظرت له بخوف ظل هكذا وهي خائفة من نظرات فهتف :
-زي ما أنتٍ يا هند أوعي تتحركٍ عشان ميعوركيش
- هو.... هو إيه ده عااااااااااا
وجرت من أمامه بسرعة فعادة لضحكة مرة أخري ومن غيرهم يرسم علي وجه الضحك هو أبيهم وأخيهم وهما له كل حياته.
.......................
الطريق طويل وشاق أخذوا، يتحدثون ويتسامرون في الماضي ورويداً رويداً بدأ الجفاء يختفي بينهم وعندما بدأت معالم أرض مصطفي مهران تعطلت السيارة بهم حاول ماجد، كثيراً أن يقوم بإصلاحها ولكنها لا تعمل فتأفف بحنق بينما تحدث سلمي بترقب :
- ها يا ماجد صلحتها ولا لسه !
-نظر لها بغضب ثم هتف منزعجاً : لسه يا أختي أصبري حد قالك عليا أن ميكانيكي سيارات
- أف الدنيا حر أوي أنا زهقت، ما تنزل يا عز تشوف فيها أيه
نظر لها ثم تكلم بانزعاج : مهو بيشوف أن ولا مش مالي عينك يعني
- لا مش قصدي بس أنت بتسوق طيارة أكيد مش هتقف قدام حتت عربية يعني
- ابتسم لها ثم هتف : أنا طيار مش ميكانيكي
جاء إليهم ماجد ومن معالم وجهه فهمة الأمر بالسيارة تعطلت وعليهم السير أو الانتظار
- أوعي تقول مش عارف تصلحها
- فعلاً مش بدور ومن عارف، أعمل أيه
- ألف طيب الحل إيه
- التف ماجد يميناً ويساراً ثم نظر خلفه فوجده فلاح يركب حمارة ويسير فتنحنح ثم هتف له وبنبرة مهذبة طلب منه المساعدة :
-لو سمحت يا ريس ممكن نطلب منك طلب
- أتفضل يا باشا
- معلش حضرتك عارف مزرعة مصطفي مهران
- إيهي وهو في حد ميعرفش مزرعة أبويا الحاج مصطفي أعرفه يا باشا
- طيب عظيم ممكن بقي توصل هنا وتقولهم ماجد بيه كامل عربية أتعطلت وتخليهم يبعتوا عربية علي المكان ده
- أي هي هو حضرتك أبن كامل بيه ولد الحاج مصطفي
- أيون أنا
- يا دي النور يا دي النور بس كده يا باشا من عينية دا أنت الغالي ولد الغالي وحفيد كبيرنا
- ربنا يخليك يا ريس...
- مجاهد مجاهد يا باشا فوريرة هروح أعرفهم وأجي
- كتر خيرك يا رئيس مجاهد
انصرف الرجل بسرعة بينما أستدار ماجد عائداً إلي سيارته ينظر مع أخواته حتي، يرسل لهم جدهم سيارة تحملهم إلي جدهم في حين أخذت سلمي تفتح مواضيع شتي حتى لا يتملك الصمت منهم .
..................
عقلها مشتت جداً لا تستطيع أن تكمل عملها وهي، بتلك الحالة فأرادت أن تنفرد بنفسها لدقائق تريد الابتعاد عنّ كل شيءٍ حولها فهي الآن بحاجة إلي الاختلاء بنفسها تجلس وحيدة وبالطبع ستذهب إلي مطر أو تصعد إلي أعلي. شجرة بالمزرعة وتجلس فوقها لتشاهد العصافير وتفكر هي غاضبة مختنقة وفضلت بأن تصعد على شجرة التوت فلقد اشتاقت لطعم التوت أيضا سارت باتجاه بعيد عنّ الفلاحين حين سمعت إلي الريس مجاهد وهو يتحدث مع احد العمال المزرعة يخبره بضرورة إرسال إلي البيه الصغير ويدعي ماجد كامل، سيارة لان سيارته تعطلت في بداية الطريق إذا فمرحاً لمن جاء له لكي تخرج من غضبها فأخذت تفكر في كيف سيكون انتقامها منه فهو جعلها تستمع إلي أمرة وتستكمل تلك الصفقة السوداء والآن لقد، جاء إليها والبادي أظلم......................!!
↚
أماني وأحلام عندما تتحقق لا نصدقها يتوقف الزمن في تلك اللحظة هل للمستحيل ان يتحقق ربما لا ندري هل تلك هي السعادة هل ستدوم هناك فقط حقيقة معلومة المستقبل لنا مبهم لا يعرفه سوآ الله
الجو مشمس جداً شديد الحرارة والضيق بدأ يتسلل إليهم و الغضب قد رسم علي معالم ماجد أما عز الدين فأخذ ينظر حوله لعله يري في الطريق في الطبيعة في الريف تُخلي الحقول من الفلاحين والمارة في ساعات القيلولة أ…ما سلمي فلقد استسلمت إلي النوم علي مقعدها نظر عز الدين إلي أخية ثم حمل حقيبة كتفه و خرج من السيارة فنظر له ماجد باهتمام و :
- أنت رايح فين يا عز الدين
- هعمل جوله كده لحد ما حد يجي ويمكن أقابل حد أخليه يروح لجدك عشان يبعت عربية مش هنفضل هنا طول اليوم
- ط... طيب مش ممكن تتوه
- ليه يعني هو أنا عيل صغير قدامك ما تخفيش عليا
نظر له ماجد متفهماً ثم رحل عز الدين من أمامه بينما ظفر ماجد بحنق وأخذ يتمتم بكلمات غير مفهومه
..........................
في الوقت ذاته استدعت عاصي كريم ذلك الصبي الذي يعمل مع أختها وأمرته أن يأخذ عربه حديدية مصنوعة لنقل طعام الماشية ويجرها حمار اي ( عربيه كارّوا) ويذهب بها إلي ماجد باشا لكي يصحبه إلي المزعة ولكنها همست له بشيءٍ ما فابتسم الصبي وذهب لكي ينفذ ما طلبته منه أما هي فذهب لكي تختلي بنفسها وشعرت أنها بحاجه لاحتفال فذهبت إلي شجرة بعيدة عن المزرعة كانت شجرة توت تحب عاصي تلك الشجرة وصنع لها آدم أرجوحة تحتها ولكنها وجدت هناك أحب الناس إلي قلبها كان ذلك الفتي الصغير كان يقف بقَامتُه القصيرة ويمسك في يده عصا طويلة وأخذ يقفز بها لعله يوصل إلي ثمار التوت لكي تقع ويقوم بجمعها والتهامها نظرت له وابتسمت ثم ذهبت إليه ووقفت خلفة و :
- مش أنا قولت كده غلط يا يوسف قبل كده
تفاجأه الصبي بشدة ونظر لها واخد يتكلم بارتباك :
- أبلة عاصي والله أنا...أصل الصراحة
- لا أصل ولا فصل أنا قولت كده غلط قبل كدة
- معلس بقي كان نفسي في التوت ومس بعرف أطلع السجر عسان لسه مس طويل
-ابتسمت لذلك الصبي وطريقة نطقه للكلام ثم تكلمت بجدبة :
- يعني تأكل من علي الأرض وتتعب وتروح للدكتور ينفع
نظر لها ببراءة وصمت لقليل ثم قال :
- لامس عايز خلاص دي عمو الدكتور بيدي عسل مرّ مس هاكل توت خلاص
- شاطر يا يوسف بس كول توت عادي بس مش من علي الأرض روح هات حاجه و أنا أجبلك توت كتير يله أجري
- بجد طيب هروح و هاجي علي طول أستنيني بقي
- طيب يله
نظرت إلي ذلك الصغير وهو يجري ناحية المزرعة بخطوات سريعة فارحة ثم نظرت إلي الشجرة ثم بحركة سريعة صعدت وجلست عليها بجانب العصافير والطيور حركاتها توحي بأنها خبيرة بالأمر معتادة علي ممارسته جلست وأخذت تنظر إلي الطبيعية الساحرة فسبحان المسخر و سبحان الخالق لهذا الكون وها هي العاصي بعادتها تفكر في رفيقتها حتي في وقت أرادت فيه الراحة ولكن موضوع فداء الآن أصبح شغلها الشاغل
............................
كان يبحث عنها ومعه أخته الصغرى البعض يقول كانت هنا والبعض يقول هناك و عندما يذهب إلي هناك يقولون رحلت فأين سيجدها الآن نظرت هند إلي أخيها بضيق وبنفاذ صبر قالت :
- يا بني يا حبيبي عاصي إيه اللي تلقيها حالاً في متاهة علي بابا دي
- يعني إيه إبرة في كوم قش
-فقالت بمزح : لا عاصي في مزرعة مصطفي مهران
نظر لها بسخط و :
- يا بنت ارحميني شويا دا أنتِ صداع أقسم بالله وخلينا نشوف أختك اللي هتموت نفسها من الشغل دي
نظرت له و قالت بأسف مصطنع :
- كده يا دومي وبتقولها في وشي ما أه عاصي حبيبة القلب وأنا صداع الدماغ
أنها طفلة اعتادت علي ذلك الأسلوب طفلة تغار من عاصي وتغار لأجل عاصي نظر لها بحنان هو يعلم أنها تتصنع ولكنه يحب تصنعها يحب تدليلها يحب طفلته وبشدة :
- خلاص يا نودي ما تزعليش حقك عليا بس بجد أنا قلقان علي عاصي، أنتِ عارفه أنها بتعب نفسها وممكن تكون تعبانة و بلاش تقولٍ كده فعشان كده قلقان
نظرت له بخوف و جدية ثم هتفت باضطراب :
- طيب تعاله نشوف عائشة يمكن شفتها ، أو فداء هما دول اللي عرفين مكانها
وأسرعت هي بالسير أمامه تريد أن تجدها والأن فهي بدأت أن تشعر بالخوف علي أختها وتريد أن تطمئن قلبها
.......................................
عين دامعه و معالم ليس لها حول ولا قوة في وفي المقابل نظرات صلبه لا تعرف رحمة ولا استعطاف قلبها ينشق علي ابنتها وجملها ينفطر علي شبابها ستتزوج من رجل أكبر من عمر أبويها آه يا بنتي ما في يدي لأقدمه قرباناً ليرجعوا عن تلك الزيجة نظرت إلي زوجها الجالس يدخن بشراسة فهتفت بنبرة مرتبكة :
- مختار
- عوزه إيه السعادى
- كنت عوزه اقولك يعني ك كنت
- أها مش هنخلص أنهارده وشكلك عوزه تخربي الدماغ اللي عملها ما أنتٍ صداع ، فا بقولك آه لتخلصي لتسكتي مش ناقص أنا
- دمعة عينها وهي تقول بالله عليك يا مختار بلاش فداء تتجوز سعيد غالب ده وليك عليا مش أخليها تقعد هنا هبعتها لأهل أبوها بس بلاش الرجل ده
أشعة الغضب التي تخرج من عينيه كفيله لترهيب أي شخص أسرع نحوها ودفعها فسقطت أمامه ثم أنحني و أمسكها من شعرها وأخذ يصربها علي وجهه بقوة فأخذت تهتف وتصرخ وهو بلا رحمة يضربها بشدة و يهتف بصوت غاضب :
- إياكِ أسمع منك الكلام ده تأني أنتِ فهمه أنا استحملت قرفك وقرفها ولازم أخد حقي وسعيد غالب هو اللي ها يعوضني عن كل ده
كانت تبكي بشدة هي الآن نادمة علي زواجها من ذلك الرجل تزوجه من أجل أبنتها وها هي ابنتها ستضيع من أجل طمع زوجها فلكي الله يا ابنتي لكي الله
...................................
تلك الأرض الخضراء والطبيعة الساخرة تبارك الله نظر إلي الأرض الفسيحة من حوله ثم نظر إلي السماء فالشمس محرقة فدقق النظر علي ما حوله فوجد شجرة كبيرة وتحتها أرجوحة و أسرع ليها لكي يقف تحت ظلها ليحتمي من أشعة في الوقت ذاته كانت عاصي جالسة علي الشجرة تأكل ثمار التوت بنهم حين لمحت أحد أعشاش العصافير كان سيسقط من علي الغصن ويوجد بداخله طيور صغيرة فأسرعت بمد يدها إلي هذا العش لكي تعدل من وضعه ولكن دائماً يحدث ما لم نتوقعه أختل توازنها بعد أن قامت بحركة خاطئة وقعت من علي الشجرة ولكن لوقعتها آثر أخري
.......................
نظر ماجد إلي العربة ثم نظر إلي الصبي الذي يقف أمامه ويبتسم له وكأنه يمازحه ولا يعرف ما بداخلة من غضب أي سخريه لاذعة تلك يسخرون منه فرحة سلمي جداً بهذه العربة فهي ولأول مرة في حياتها تركب مثل هذا الشيء من قبل فأسرعه إلي العربة وبمساعدة الصبي ركبت علي العربة وهتفت بسعادة :
- يله يا ماجد دي جميلة أوي
نظر لها ثم نظر إلي الصبي الذي مازال يبتسم وكيف لا وهو يري رب عمله في هذا الوضع المُشين وهي هي السبب تسخر منه وسيدفعها ثمن هذا غالياً و لم يبقي أمامه إلا هذا الحل أن يركب تلك العربة لأنه قرب إن يأخذ ضربة شمسية إذا ظل هنا في هذا المكان
....................
أخذت عائشة تعمل بجد مع العمال كي تنجز العمل بسرعة حتي لا تغضب عاصي نظرت عائشة علي الطريق فوجدت ماجد هو وأخته يركبان العربة الخاصة بنقل غذاء الماشية فابتسمت بشدة فها هو المغرور يركب عربة عادية ليست كسيارته الفخمة لا بل هي عربة بسيطة تساعد في حمل الأحمال أخرجت هاتفها من جيبها ثم و قامت بتصوير عددت لقطات إلي ماجد وهو يركب بجانب العامل كان منظرة مضحك وبشدة فهو يرتدي حُلَّة رسمية ويسوق كارّوا وتخليه يضع لافتة مكتوب عليها ( النبي بكرة تبقي همر) وضحكة بشدة وهي تتوعد أن تضع تلك الصورة علي صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بماجد بعد ان تعرضها عل عاصي وهند وفداء ليشاهده الحلو بعد أن تبهدله الأيام :
- واخيراً مسكنا عليك حاجة يا ماجد باشا يعيني عليك بجد هتنبهر
........................
كانت تجلس تتابع حسابات المزرعة تلك الأيام يتكاثر العمل علي الجميع وهي بطبيعة عملها يكثر عليها العمل كثير في عاصي لا تريد أن تعين أحد في قسم الحسابات إلا هي لأنها لا تستأمن أحد خاصة في هذا المكان ، وطبيعة فداء إذا أرادت أن تبعد بعيد عن هذا العالم فقط عليها أن تحسب بعض الحسابات فتنفصل عن العالم ككل وتظل مع عملها وفقط فمن مثل فداء بصفة عامة لهم صفات علي الجميع أن يعلمها درجة تركيزهم في عملهم تكون كبيرة جداً ودائما ينجحون في تنقيذ تلك الأعمال، بينما طلت هند وآدم يبحثان عن أختهم فرأت هند أن تذهب إلي مكتب فداء لكي تسالها هل رأت عاصي فذهبت هي وآدم إلي مكتب فداء وعندما وصلوا إلي هناك أخد هند تطرق الباب عددت مرات ولكن لا مجيب فطرقته مره آخري ولم يجيب أحد فنظر آدم إلي هند بعدم فهم :
- يمكن مش في المكتب يا هند
- لا هنا بدام الإقفال مش محطوطة يبقي جوه بس تلقيها بتشتغل
- رفع آدم حاجبة : بتشتغل ومش سمعه كل ده دا لو ميت كان صحي وبعدين أنتم مش بتقولوا إنها يعني مش بتكلم ممكن مش بتسمع بردك
- يا آدم أنت مش فاهم هي بتبقي مركزة في شغلها جداً وبعدين فداء بتسمع فداء بتسمع بس مش بتكلم
- آه ،طيب هنفضل وقفين كده ولا إيه
استمعت إلي همهمات تأتي من خلف الباب ونظرت إلي الباب واتجهت إليه لتري من المتكلم ثم قامت بفتحة و علي وجهها ابتسامة مشرقة تخطف الأنظار لها كانت أشعة الشمس متسلطة علي مدخل الباب فأغمضت عينها لأنها لا تستطيع أن تري وانعكاس الضوء مسلط عليها هكذا نظر آدم لها ووقف علي رأسه الطير من شدة بساطة تلك الفتاة و عذوبة تلك الابتسامة التي يرها نظرت هند إلي فداء التي فتحت أعينها بصعوبة فابتسمت هند لها و :
- أزيك يا فداء عملة إيه
أخرجة من جيبها مفكرتها و كتبت :
- كويسة يا نودي أنتٍ عمله إيه
- أنا الحمد لله ، مشفتيش عاصي
كتبت فداء : شفتها من شويا كانت عند حوض القمح
- ابتسمت هند لها وهي تقول : ما إحنا مش لقينها هناك
- كتبت فداء : ممكن تكون عن الجد مصطفي
- طيب أروح أشفها، ثم نظرت إلي أخيها الذي ينظر إلي فداء وكأنه أول مرة يرها فنظرت له وهتفت، يله يا آدم نشوف أختك ظل واقفاً ولا يتكلم حين نظرت فداء إلي هند بعدم فهم فنظرت لها هند بإحراج وقالت :
- معلش أصلة لما بيبقي قلقان علي أخته بيتنح يله يا آدم
فالق من شروده فتنحنح ونظر إلي أخته التي مسكت يده تسحبه بعيداً وللبراءة سحر يا سادة ولفداء سحراً أخر لا تستطيع معرفته فقط تحبها وتحب أن تنظر لها فلم يستمع إلي كلام أخته وهو يفكر في تلك الفتاة التي أخذ الله منها صوته وأعطاه لها في الهالة التي تتجمع حولها لتستطيع أن تسحر من أمامها
.................
بمجرد وصولة لتلك الشجرة استمع إلي صرخة قوية وفتاة تقاوم السقوط إلي أسفل ولكن لم تستطيع فتعلق حاجبها بين الأغصان وسقطت هي وسقط معها تلك السلاسل الطويلة إلي أسفل فألقي هو الحقيبة التي كان يحملها علي الأرض وأسرع ليكي ينقذها قبل السقوط علي الأرض وبالطبع سقطت في أحضانه وشعرها الطويل منسوج كسلاسل حرير يغطي وجهها و استكانة و صمت خيم علي الأرجاء وأنفاسها المتسارعة هي المُستمعة و لحظة فاصلة حين رفعة يدها لتعدل خصلات شعرها لتري من منقذها فلابد أنه آدمها دائما يأتي في تلك الأوقات ليصبح لها درع واقي من الصدمات ولكن عندما فتحت أهدابها وصدمة لا تستطيع تصديقها و لقد توقف الزمان .... ........!!
↚
أتستطيع أن تسرق من تلك الدنيا لحظة أتستطيع أن توقف توقيت الزمن و العمر أتستطيع أن تعود بنا إلي الماضي لا هل تتذكر ضحكاتك وهتفاتك هل تتذكر البكاء هل تستطيع أن تستنبط ما هو آت لا لا إنسان شارد في ذلك الزمن و الحياة يوماً تكون في قبضة يدك ويوماً تفر منك ولا تستطيع اللحاق بها وهكذا وهكذا واليسر يتعسر والعسر يتيسر وهكذا تكون الحياة رخاء وشقاء احزان و أفراح فراق والآن لقاء
فتحت أهدابها… ببطيء شديد ولكن صدمتها كانت قوية هو هنا وهي بين يدية لا أنه حلم من أحلمها بالتأكيد فكيف يكون هو لا لا هي غير مُستعدة لمقابلته أغمضت عينيها من جديد لو كان خيال فاليرحل وإذا كان حلم فلتستيقط أما إذا كان حقيقة فالتهرب لا بد من الهروب والأن ، أما هو لم يستوعب في بدأ الأمر ولكن عندما تحررت أهدابها من ذلك العناق وظهر لون عينيها المميز مع طول رمشها و تلك السلاسل أنها هي كعبول لا لا ليست كعبول والأن أنها أصبحت أنثي طاغية الأنوثة ما هذا يا عاصي ومتي اكتسبت كل ذلك الجمال وأين كنت أنت يا أحمق وهي تزداد جمالاً يوماً بعد يوم ولكن مهلاً فهو الأن هنا وعليه أن يتسلى قبل أن يرحل ارفعوا صوت الطبول الآن فلقد عاد عز الدين مهران إلي أرض التي أصبحت عامرة بما لذا وطاب ، ابتسم لأفكارة المُنحلة شفتاها مطلية بلون التوت الأحمر لابد أنها بنفس طعمة وهاتف آخر يهتف له أعقل يا عز الدين وتمهل فهي ليست بالطفلة التي ربتها بين يديك فهي أصبحت فتاة و لا يجب ارتكاب الحماقات الآن، تريد أن تفتح عينيها ولكن تخاف ولابد أن تتأكد من حقيقة الأمر هو أم هي تتوهم وعندما فتحت عينيها مرة آخري هبطت منها الدموع ولا تعلم لماذا الآن ما مصدرها لا تعلم غير أنه هدم قلعها منذ الجولة الأولي والسبب تلك الدموع البائسة و مع أول دمعه منها عاد شريط ذكرياتهم في لمح البصر طفلة صغير يحملها صبي ويجري بها والآخر من خلفه يهتف بغضب :
- نزلها يا آدم ومتشلهاش كده تاني
- وأنت مالك يا عز الدين دي أختي يعني أشلها ملكش فيه
- لاء ليا وبعدين هي مش بتحب تلعب مع حد غيري وحتي أسالها
- لا بتحب تلعب معايه أنا روح ألعب مع أخوك وسيب أختي
- لا هلعب معها بس وتعاله نتراهن ونشوف هي هتوافق تلعب مع مين
- ماشي نشوف
وضع أدهم الفتاة الصغيرة علي الأرض فنظرت لهم وضحكت لأنها تراهم عمالقة فنظر إليها آدم بحنان وعز بابتسامة وقال لها :
- عاصي عوزة تلعبي معاية عز ولا مع آدم
نظرت لهم بعدم فهم ثم ضحكة وهي تضع يديها علي شعرها وتقول بفرحة :
- إز
نظر عز الدين لأدم بفخر ومن ثم حمل الصغيرة لكي يلعب معها بعيداً ولكنها نظرت إلي الثاني الذي حزن وبشدة فهتفت :
- دم .... دم إز دم
نظر آدم لها وقبلها وأخذها ثم رفعها في الهواء وأخذ يتلقاها ويهتف بفرح لعز الدين :
- هي هتلعب معانه أحنا الإثنين ولو مش عاوز تلعب معانه روح ألعب مع أخوك
تذكرت أنه هو من علمها الصعود إلي الشجر و تذكر هو أنه من علمها ركوب الخيل وتذكر عندما كانت تبكي خائفة من الحصان فصعد آدم و أخد يعلم ماجد لأن ماجد كان دوماً مبهوراً بآدم فحمل هو عاصي و أجلسها علي ظهر الفرس و كان يسندها بيده ويثبتها و يرطب علي ظهرها بحنان كانت تبكي فكان يقول لها :
- متحفيش يا حبيبتي أنا معاكٍ أه محدش هيقدر يعملك حاجة وكانت دائما تحب أن تمتطي خلفة وهو يكون القائد فتضحك هي كلما أسرع بحصانه
علمها وتعلمت منه أشياء كثير وبقي هو ملازماً لها سنوات عده كان يهتم بكل شيءٍ يخصها ولكن مع دخوله المرحلة الثانوية كنت هي بالمرحلة الابتدائية تغير معها بشدة وكان ينهرها كلما أتقربت منه و أخد يسخر منهت ومن تصرفاتها وأصبح عز جديد جداً بنسبه لها أفقت من هذا كلة وأفاق من هذا كلة و هي تتحرر من أحضانه و دموعة أغرقت وجنتيها فنظر لها ولا يفهم تحررت هي وابتعدت لخطوات فأوقفها وهو يقول :
- عاصي أنتٍ كويسة؟
صمتت للحظات قبل ان تقول بصوت ضعيف : أيون كويسة ثم تقدمت لخطوات تريد أن تبتعد عن هذا المكان بسرعة ولكن صوت هذه المرة كان أقوي و :
- أستني عندك ، فوقفت مكانها ، فأكمل هو هتمشي أزاي من غير حجاب وبحركة سريعة أستطاع أن يمسك طرف الحجاب فسقط بيده وتقدم ليعطيه لها فأخذته وهي تبكي بشدة ثم قامت بلفة وهي تعطيه ظهرها و أسرعت بالسير بعيداً بعيداً عن هذا المكان تريد مطر لا تريد الصعود مره أخرة لشجرة عالية لا تريد وسادتها و سريرها لتدفن شهقاتها المتناثرة أما هو فتابعها وهي ترحل بمشاعر متضاربة
................ .... ....
لا تعلم كيف وصلت إلي المزرعة بتلك السرعة لحظات مرة عليها وكأنها لحظات وهم لا تري أمامها سوا ذكريات تحاول أن تبعدها عنّ ذكرتها وحصون تُهدم بداخلها وضعف و كسرة وسببها دمعه في الوقت ذاته وصل ماجد وسلمي إلي مدخل القصر ورأها ماجد عنّ بعد فتصاعد الغضب بداخلة و نزل بسرعة من علي تلك العربة و ذهب إليها هي لا ترى شيئاً أمامها و هو يعتقد أنها تتجاهله فنظر إليها و هتف بعنف :
- أقسم بالله ما هعديلك اللي عمليته ده والله لعرفك أزاي تتحديني هخليكي تندمي صدقيني
هل جربت شعور الاستسلام شعور المواجهة مقابلة النفس بالنفس معرفة حقيقة الأمر هل تعرف شعور احتضان الأرض والاستسلام لعناقها وهكذا أغمضت عينها علي صورة ضبابية وشكل ماجد الغاضب وهتافه ثم وقعت باستسلام ولكن ليست كما ودت وشعرة الآن هي بين أحضان ماجد و سلمي من بعيد تصرخ و من بعيد آدم يقترب وهند وقفت مصدومة و هو خلف أخية ينظر إلي المشهد و والجميع تجمع حولها و قد حملها آدم بسرعة و علم الجميع بعد لحظات أن عاصي وقعت بعد انهيار وصدمة وعدم فهمّ عمّا في الأرجاء
...............................
وصل جواد إلي بيته بعد سفر طويل كان دلف إلي المزرعة كان أبية يجلس وأمامه مُختار يتحدثون عن زواج وأبية يتكلم معه عن معاد مناسب ليوم الزواج و عرس وعروس وفداء زواج من وعرس من ولماذا مختار هنا تقدم إلي أبيه وألقي السلام عليهم ثم جلس لعله يفهم ما يدور فتكلم أبيه بعدما رحل مختار و نظر إلي ابنة :
- كويس أنك جيت يا جواد عشان في موضوع عاوز أكلمك فيه
- خير يا بابا موضوع إيه
نظر إلي ابنه ثم تكلم بثقة : أنا هتجوز الأسبوع الجاي
تفاجئ في بداية الأمر فكيف لأبيه أن يتزوج في هذا العمر ولكنه لم يعقب وسكت بعدم اقتناع فهتف أبيه :
- أيه مفيش مبروك ولا عاوز تعرف مين العروسة!
- مبروك يا بابا
نظر له أبيه وهتف له بحنق : مالك بتقولها من غير نفس كدة ، علي العموم العروسة تبقي فداء بنت مرات مختار
نظر له جواد بعدم تصديق هل ما يقوله أبيه حقيقة أم هو يتوهم الأمر هل حقاً هو سيتزوج فداء التي يعرفها أم أخري ف
- فداء يا بابا فداء اللي في مزرعة الحاج مصطفي
- أيون هي
-يا بابا أزاي بس دي دي قدي في السن و
- قدك في السن بس معيوبة خرسة وأنا محتاج وحدة شكلها تخلي بلها مني وبصراحة عز الطلب لا هتنكد عليا و لا هتتكلم عَمال علي بطال
- يا بابا بس كدة ظلم
- جواد أنت أزاي تتكلم كده أن لا هعمل حاجه عيب ولا حرام هتجوزها وبعدين أنا قررت وأنتها
نظر له ولا يعلم ماذا يقول فأبية مصمم علي هذه الزيجة الغير متكافئة إطلاقاً وأنسحب من أمامه في حين ظرب سعيد غالب بعصاه الأرض وهتف
- لازم أتجوزها في أقرب وقت وتبقي تحت أيدي
ولا نعرف سبب الجريمة التي ستقام ولأسف ستكون مع سبق الإصرار والترصد والقتيل هنا البراءة
.....................
جميع الفلاحين ومن يعملوا في مزرعة مصطفي مهران يقفون الآن أمام القصر و بالداخل كانت فرحة ظهر علي وجهه فأحفاده جميعاً يتجمعون وسعيد جداً وخاصة بعد عودة حفيدة البكر عز الدين ولكن الأن لا وقت للفرحة الجميع قلقك وبشدة هند تختبئ داخل أحضان عائشة والإثنين يبكيان وسلمي تجلس بجانب ماجد تنتظر بترقب و الجد يجلس هو علي أمامهم وهو يقف بجانبه و في الداخل كان آدم وحنان أخرج أدم حقنة من حقيبته ثم حقنها بداخل المحلول المعلق بيديها ثم قبل رأسها بحب و نظر إلي حنان برجاء وطلب منها بأدب :
- معلش يا خالة تغير هدمها
- حاضر يا حبيبي بس هي عندها إيه، وإيه الكدمات دي
- هي عندها ضعف عام أنتٍ عارفه مموته نفسها في الشغل والجروح دي لأسف مش عارف لما تفوق هنعرف ، أنا هطلع أطمنهم علي ما تغيري هدمها
- ربنا يطمن قلبك عليها يا حبيبي
نظر لأخته ثم استقام في وقفته ثم تحرك باتجاه الباب وخرج من الغرفة فنظر إليه الجميع فنظر إلي أخته التي تبكي بشدة فذهب إليها وعانقها وأخذ يرتب علي ظهرها بحنان ثم سمع صوت جده وهو يقول :
- عاصي عملة إيه الوقت يا آدم
- متخفش يا جدي دي شوية إرهاق أنت عارف عاصي ملعش يا عم علي أطلع طمأن الناس وخالي كل واحد يروح علي شغله ثم نظر إلي أخته
- وأنتٍ يا حبيبتي أدخلي للخالة حنان سعديها وبطلي عياط عاصي كويسة والله
- مسحت دموعها و أسرعت إلي غرفة أختها وهي تقول : حاضر يا آدم
نظر آدم إلي عز الدين و ابتسم بسعادة وهو يرحب به لعودته سالماً و ويرحب وأخذوا يتحدّثون عن مواضيع شتي في حين نظر ماجد إلي أخية بنظرات ذات مخذى فتجاهل الأخر الأمر وظل يتحدث مع جده وآدم
................ .........
انتهت من عملها بعد تعب وجهد كبير فهي أرادت أن تهرب من تفكيرها في المستقبل تفكر في تلك الزيجة التي تقف مكبلة بقيود من حولها لا تستطيع أن تهتف ترفض لا تستطيع أن تصرخ بهم لا تستطيع أن تقاوم والأن يجب عليها أن تتمسك بأخر أمل لديها عاصي فهي من الممكن أن تساعدها في التخلص من تلك الزيجة الشيطان يحرضها علي الهروب ولكنها تخاف من سُلطة هذا الرجل وتخاف علي أهلها منه و تهاب أن يذكر أحد أسم أبيها بسوء أو يحدث لها مكروه من زوجها الظالم المستبد ذئب بشري وشيطان يتجسد بصورة إنسان تذكرة كيف أقتحم غرفتها ليلة أمس وتذكرة كيف كان يتقرب منها و يهمس لها بكلمات كانت ستموت أرض حين
سمعتها هبطت الدموع من عينيها وهي تتذكر :
- خسارة الجمال ده كله يروح لواحد زي سعيد غالب لازم أستمتع أنا الأول
لولا دخول أمها وتصنعه بأنه يطمئن قلبه علي أطفاله لكن الوضع غير الوضع الأن ولكن الله حافظ لها خرجت من مكتبها وقامت بغلقة بإحكام ثم أسرعت باتجاه المزرعة لتري العاصي ولكنها سمعت العمال وهم يتكلمون ويدعون لها بالشفاء والبعض حزين وعندما وقفة أمام احد العمال بالمزرعة و أشاره له بيدها وهي تسالة أين عاصي فأجابها العمل :
- البشمهندسة عاصي تعبت والدكتور آدم روحها البيت أصلها أغمي عليها
أتسعت عينها من شدة المفاجأة وأسرعت باتجاه قصر آل غنيم وعندما وصلت هناك كانت متعبة أنفاسها مُتسرعة من شدة السرعة والخوف علي عاصي قابلة في طريقها الحاج مصطفي الذي كان يخرج من بيت آل غنيم متوجهاً إلي بيته بصحبة حفيدة الصغير و الآخر يا الله أنه عز الدين هل عاد بعد كل هذا الغياب هل هذا هو سبب تعب عاصي عز الدين عاصي وأه يا عاصي فلقد عاد من تسبب في كسرة قلبك وظهرت نفسك فلعل يكون هذا هو الخير ويكون. في رجوعه لكي حياة
......................
- ماما إمتي هيجي النونو عشان ألعب معه
نظرت المرأة لابنتها بحب شديد قبل أن تقول لها بصوت رقيق :
- قريب يا حبيبة ماما، بس مش أنتٍ بتلعبٍ مع آدم وعز الدين وماجد
- آه بس عوزه النونو بتاعي يجي قبل النونو بتاع أجد وأز
ابتسمت الأم لابنتها وهي تقول لها :
- أنتٍ بتحبيه
- أه حبه أوي بس خالية يجي علي طول
ثم وضعت رأسها بجانب بطن أمها المنتفخة و قالت بنبرة طفولية : تعالي علي طول عشان أكلك توت
و تسابق مع ذكريات و حزن مُخيم علي الأجواء و جدها يحتضنها هي وآدم و الخالة حنان تحمل الصغيرة وتبكي والجميع يبكي من حولها وببطء شديد تحركه باتجاه غرفة أمها فوجدتها مُتسطحة على فراشها ووجهها مغطى بشرشف أبيض فأزاحته من علي وجهها وابتسمت بحنان و قالت :
- النونو هنا يا ماما هي نونه بنت هي شطوره عشان جت قبل النونو بتاع اجد أنا هحبها وهلعب معها وأكله توتو بس هي عيط اوي و دوما بيعيط وأز كمان بس أنا شطوره مش أعيط ماما أفتحي عنيك بقي ويله قومي عشان أحكيلك طيب أديكي بوسة وتفتحي عينك ،اقتربت منها وقبلتها ثم قالت بنبرة غاضبة يلة بقي فتحي عنيكي لم تستجيب له ماما يله أصحي قالتها بنبرة عالية فدلف إلي الداخل علي الفور آدم والجد مصطفي و الخالة حنان و أسرع آدم إليها يسحبها بعيد عن أمه وهي تبكي وتمسك في يد أمها وتقول لها وهي تبكي :
- ماما خلي دم سبني عاكي
و الأخر يسحبها و يبكي و الجد مصطفي يحاول معها وهي متمسكة بيد امها حتي جاء هو لها بسرعة وهو يهتف بغضب بآدم :
- سبها يا آدم ثم تقدم منها و مسد علي شعرها بحنان و قال لها عاصي الشطور هتيجي معايا عشان نروح نلعب مع الحصان نظرت له و هتفت ببراءة بس أستأذن ماما عشان مش تزعق يا أز
دمعة عينة بشدة وهو يقول : حاضر يا قلب عز هستأذن ماما وهي مش هتقول لاء
وبعدها لم تستطع أن ترى أمها فقد رحلت وأخبرها الجد مصطفي أنها سافرت و من وقتها لم تعود
وذكريات تتلاحق وتتسارع و تتذكّر يوم ما كانت تلعب مع جواد ابن الجيران ففي أيام الدراسة يعود عز وماجد إلي العاصمة لان مدرستهما هنا فتظل هي وحيدة لان أخيه يدرس هو الأخر فوجدت ذلك الطفل يأتي لكي يلعب معها وفي يوم جاء إليها جواد و لكي يلعبان معاً كعادتهما ولكنه تفاجئ بوجود عز الدين وماجد وبمجرد أن شاهدوه يقترب من عاصي ويأخذها معه كي يلعب معها كما أعتاد هجم عليه عز الدين واخذ يضربه بشدة ثم أشترك معه ماجد بينما وقفت عاصي تبكي بخوف و الدماء تتساقط من رأس جواد و انتهاء ذلك الشجار بتدخل الجد مصطفي والعم سعيد الذي أخذ أبنه البكي ورحل بصمت بينما نظر لها عز الدين وماجد بغضب و كانت الصرخة الأولي لعز الدين وهو يقول :
- أنتٍ عارفه لو شوفتك بتكلمي ولاد تاني هعمل فيكي إيه هموتك أنتٍ فهمه
وكان الصغير يردد ما يقوله أخيه وهي لا تفهم لماذا يفعلون هذا معها
ظل يتحكم بها في كل شيءٍ اللبس الأكل اللعب كل شيء كان هذا الأمر يغضب آدم وبشدة وكانت هي دائما تمتص غضب آدم في سبيل أن ارضاء عز الدين ولكنه عندما ترك يديها في منتصف الطريق تعثرت ووقعة في منتصف الطريق ومن هنا بدأت مشاكلها الذاتية ذكري أخرى محملة برائحة وطعم التوت حين كان يعلمها كيف تصعد إلي شجر التوت بسهوله عندما سقطت كان هو من تلقاها بين يده فوقعة بين أحضانه والذكريات تتسارع بين ماضي وحاضر وقبلة سرقها منها و ذكري اليوم وذكري أمس و ذكري طفولة وضحك وبكاء و فرحة واشتياق وعين العاصي تفتح لتواجه المستقبل وقد عادت إلي الواقع بعد غياب .......!
↚
وعندما تنفصل بنفسك عن هذا العالم تتجسد الذكريات أمامك بصورة أحلام و تمتزج معها الأمنيات ويبقي هنا السؤال ماذا بعد هل ستتحقق أم ستكون أوهام
- فتحت عينيها ببطء شديد فرأت أختها تمسك يديها وتبكي وبالجانب الأخر كانت الخالة حنان و عائشة و أمام فراشها كانت تقف سلمي وبجانبها فداء فنظرت لهم واستغربت من هذا التجمع فنظرت لهم مره أخري وبدأت تسترجع ذكرياتها فرحة هند بشدة وأخذت تهتف بله…فة:
- عاصي، عاصي أنتٍ كويسة
ثم تقدمة السيدة حنان و قالت باهتمام :
- عاصي حبيبتي أنتٍ كويسة يا بنتي
نظرت لهم ثم ابتسمت بحب و قالت بنبرة هادئة مازحة :
- إيه يا جماعة في إيه أنا كويسة والله بس شكلي كترة في أكل التوت
نظرت لها هند بغيظ فهي تمازح وهي كانت ستموت منذ قليل : أنتٍ بتهزري أنا كان فاضل شويا وأموت
نظرت لها بحب و عاطفة تختصها هي بها :
- بعد الشر عليكٍ يا نودي
ونظرت إلي سلمي و ابتسمت لها وهي تحيها وترحب بها :
- الحمد لله علي السلامة يا سلمي المزرعة نورت والله
- الله يسلمك يا عاصي منورة بأهلها والحمد لله علي سلمتك
ظل الوضع هكذا يتكلمون ويمزحون أرادت أن تنسي وجوده بهم وبعد وقت ليس بقليل استأذن حنان هي وعائشة ثم سلمي وهند ولم يبقي غيرها هي وفداء التي أتصلت بوالدتها واستأذنتها أن تظل عندها الليلة فوافقت علي الفور بينما نظرت فداء لها بشدة وحدها من تستطيع أن تري عاصي الحقيقية عاصي الضعيفة الهاشة و عاصي تخرج لفداء كل شيءٍ دون خوف ولا زيف و انتظرت فداء من عاصي أن تتكلم وبعد نظرات اطمئنان هتفت :
- عز الدين رجع عز الدين هنا
وحكاية عاصي تتجسد في وجود وغياب عز الدين عنها وفداء أرادت أن تستمع إلي النهاية ومن غيرها سيكون مُستمع جيد
.......................................
ثلاثتهم يجلسون في حديقة المنزل يتحدثون ولأول مرة بعد غياب دام كثيراً من الوقت يجتمعون ماجد وآدم وعز الدين كان ماجد يريد أن يتحدث مع آدم منذ ذلك اليوم يوم ذهابهم إلي فيلا حامد الشافعي يطلبون يد ابنته سلوي كيف لآدم أن يقع في حب فتاة كهذا ولكن صُدم من معرفته لأمر وصُدم عدم رأي وجهه آدم الحزين فتلك هي سلوي تتصنع البراءة لتخطف القلوب وهالة الجمال التي دائماً تصاحبها هي من تساعدها علي هذا و هكذا أوقعت أخية منذ زمن أوقعت آدم الأن هو أصغرهم سنن ولكن في تلك الموضوعات هو أكبرهم عقلاً بعد أخية
- ماجد كامل مصطفي مهران الابن الأوسط لعائلة مهران منذ صغرة وجدة يري أن هذا الطفل يأخذ منه ذكائه حديث التخرج من الجامعة ولكن دائماً لا يضع التعليم أمامه هو يري أنها شهادة فقط ولا تصلح أن تكون أكثر من ذلك ولكن من صغر يعمل ويعمل تحت إشراف أبيه وجده حتي نال شرف إدارة مصطنع لحوم آل مهران و بعض الشركات ماجد شاب وسيم جداً عاش طفولته بين مزرعة جدة وقصر أبيه ولكن هنا وهنا كان هُناك شيئاً مشترك يجعله متعلق بكل مكان يذهب إلية هو وجود أخيه الأكبر عز الدين وما أجمل أن يكون عز الدين بصحبته شغف ماجد بأخيه كان يتعدى التصور منذ صغرة يري أخيه بطل مثل سوبرمان والبطل الخارق عز الدين يركب الفرس وحده عز الدين يسوق السيارة بدون علم أحد عز الدين يصعد إلي الأشجار العالية ويلعب جميع الألعاب المخيفة ولكن عز الدين يهتم بالدمية الصغير ويبعد عنه هو أخية تلك الدمية التي جات بعدة إلي هذه الدنيا أخذت من حب جدة واهتمام أمه وابيه وأخذت أخيه وآدم الكل أهتم لها كونها أول فتاة في العائلة إي فتاة هذه كانت صغيرة وحين تلعب معه تأكل أكله ويأتي عز الدين ويحملها ويتركه ولكن لا داعي للظلم هي طيبة القلب كانت تبكي لا جلة عندما وقع علي رجليه وبكي وبكت هي الأخر ولكن أخيه يدللها كثيراً فتقرب هو من أخية ليغضبها ولكن لم تغضب ولم تفكر في الأمر عندما رأي أخيه يضرب الفتي ساعدة في ذلك لأنه أخيه يضرب من أجله الأطفال المشاغبين وعندما علم أن كل ذلك من أجل الدمية الصغيرة غضب من نفسه وهتف يأخذها هذا جواد ويريحنا منها أيام طفولة عاشها ولكن كل شيءٍ يفعله أنظر لعاصي عاصي الاولي عاصي متفوقه عاصي عاصي ما خصه هو بفتاة الطين تحب اللعب بطين بشكل مُلفت فأطلق عليها فتاة الطين علها تنزعج ولكنها تضحك وتبتسم تلك العاصي أيام كثيرة تعود علي وجودها معه وتعود علي تعلق أخيه بها و يمكن أن نقول تعلق هو كمان بفضولها وتواجدها حول أخيه ولكن عندما دخل أخيه مرحلة الثانوية تغير كثير بعد يوجد عنده أصدقاء كثُر و يريد التحرر من كل شيءٍ عز يحب الطيران منذ صغرة متمرد علي الطبيعة تعرف علي سلوي حامد الشافعي كانت صديقةٌ في تلك المرحلة أحبها وتعلق بها وترك يد فتاة الطين تحرر من تعلقها وأخذ يسخر منها وهي تنظر له بضعف بينما ظل هو ينظر لها من بعيد وأصبح عز الدين عاشق يرسم الأحلام ويبني أماني مع حبه الأول أو بالأحرى انبهاره الأول كانت الفتاة تبحث عنّ آخر لتفخر بذاتها بعيداً عنه و أنجرح أخيه وأصبح طير مهاجر دائماً لا يتعرف علي هذه ويحب هذه ويهجر هذه والآن تعود تلك البائسة ولكن بصوره فتاة مصون وتلعب تلك المرة علي آدم الطيب العطوف يكره هؤلاء الفتيات
- نظر إلي آدم وتنحنح ثم قال جديه : وأنت يا آدم عملت إيه مع البنت اللي كُنت عاوز تتجوزها
أخذ عز الدين يتابع بفضول فنظر آدم إلي ماجد وابتسم بسخرية: تعرف بحمد ربنا علي اللي حصل لما بتبقي مع الشخص عمرك ما بتفكر في عيوبه عينك بتبقي مش شيفه أو مش عاوز تشوف عيوب بس لما بتبعد كل حاجه بتظهر وضحة والظلمة بتبقي نور ده حالي سلوي متنفعش تكون زوجه ليا والحمد لله
نظر له عز الدين بانصعاق عن ذكر الاسم ثم نظر لأخيه ومن نظراته علم أنها هي فتكلم ماجد
- الحمد لله يا آدم
دلفت سلمي إلي الداخل مبتسمة وأخبرت آدم أن عاصي استيقظت ففرح آدم و أستأذن ليذهب إليها لكي يطمأن قلبة عليها والآن للحديث بقية انسحبت سلمي هي تحت نظرات عز الدين المحب و ماجد الحزين من أجلها و الصمت ساد قام عز الدين ليرحل فأوقفه أخيه :
- أنت ليك دخل بلي حصل لعاصي ده
والصمت هو الصمت وغضب بدأ يتصاعد و نظرات مُتعمقة ومُتحدية ومازال علي وضعه
- وإيه اللي حصل لها
- عز الدين عاصي جيه بتجري وانت جيت بعدها من نفس المكان يا ريت ما تكنش السبب لتعبها ده
وبسرعة استدار لأخيه وهو ينظر له بنظرة غاضبة :
- وأنت يخصك إيه السبب
- لا ما يخصنيش في شيء بس حبيت أعرف بس
- أنا رايح أنام مش فاضي للكلام ده
- سلوي هي البنت اللي آدم كان عاوز يتجوزها
- ما يخصنيش
- طيب ليه الهروب و له نظرة بانصعاق و تفاجئ
- هروب من إيه وليه
- من نفسك وليه عشان متبقاش غلط
- أنا عاوز أنام سلام
- سلمي
ووقف لينظر لأخيه : سلمي ملها ؟
-لازم نقف جنبها أختك لازم تحس أن أحنا معها لازم نسعدها عشان تفرح
- نسعدها في إيه
- هقولك
...........................
- لم يخذلني أحد أنا من خذلت نفسي عندما رهنتٌ علي النسيان واصطنعت القوة وكان عقابي ضعف و دموع مُتساقطة وانهيار بين أحضانه منه و إليه يا عذابي منه وإليه
نظرت لها فداء لا تعلم ماذا تفعل هي لا تملك الكلمات هي فقط تملك النظرات ودفتر تدوين ولكن الشعور لا يصل إلا بالصوت بالنبرة الحروف صنعت لتُقال وتستمع فتصل من قلب لقلب وتبقي الكتابة باللغة هي أخر المحطات فما في يدي وأنا بكماء يا عاصي ما في يدي يا صديقتي تساقطه الدموع من عينيها وهي تستمع إليّ كلمات عاصي فنظرت لها الأخرى وانتفضت وكأن دمعة فداء غسلت أحزانها هي اعتادت علي ذلك الوجع هي اعتادت عليه والأن الأهم هي فداء كيف ستساعدها الأن
.....................
جاء آدم من الخارج مسرعاً إلي غرفة أخته يريد أن يتحدث معها و يطمئن قلبه ليستكن بين ضلوعه دق الباب و دلف إلي الداخل بسرعة وتفاجأ بأخته تحتضن فداء والأخر بين أحضانها تبكي نظرت له عاصي ثم أشاره له بأن يخرج بسرعة ففداء لم تشعر بدخوله وهي ترغب أن تبقي هكذا حتى تخرج ما بداخلها فلكي تفسل روحك وتطفئ شعلة أحزانك لابد أن تبكي، والأخر بالخارج يريد أن يعلم ماذا هنا أنتظر وأنتظر ودقائق ولحظات حتى خرجت عاصي إليه فنظر لها و وتقدم بسرعة و :
- أنتٍ كويسه
- أيوه يا آدم ما تخفش عليا
- عاصي يا ريت تخفي من موضوع الشغل ده و اهتمي بنفسك شويا
- يا آدم شغل ده حياتيّ
- عاصي بلاش عند حرام عليكٍ نفسك
- حاضر يا دكتور
نظر لها و ابتسم فهي غضبت منه فهتف : هي فداء ملها كنت بتعيط ليه
نظر إلي الأرض وهتفت في ضيق : مفيش يا آدم مفيش
نظر لها يفهمها ويعلم أنها مهمومة ولا تريد أن تتكلم فأراد أن يحترم تلك الخصوصية فعانقها بحب وأخد يمسد علي خصلاتها الطويلة بحب
.....................
هل جربت يوماً أن تصرخ بلا صراخ والأنين يكون مكتوم هل جربت نطق أبجدية الحرف بتحريك الشفاه والصمت هو المسموع هل جريت الهلع الخوف هل جربت الاشتياق والحنين هل جربت الفقدان و شعور بفقدان الأمان مع التعري هل سمعت هل رأيت هل شعرت انتظر سمعت ماذا ورأيت ماذا وشعرت بماذا فأنا سمعت أنين وصراخ ورأيت أحب الأشخاص إلي قلبك يسقط و لم ترى من القاتل لم تشاهد إلا أقدام وعصا برأس كالصقر تقع علي الأرض وشخص ضخم يلتقطها وشعرت بأقدام تبتعد بخطوات واثقة وبعدها يتم وفراق مصطحب بسكات إلي الأن حلم فداء الشهير حلم فداء المريب حلم فداء التي لا تتذكر منه سوأ طلامس و أستيقظ وحبات عرق منشرة وهكذا هي دوماً تفيق
..............
استيقظ باكراً بل سلطان النوم لم يكون صديقة في تلك الليلة فاستيقظ كانت الساعة التاسعة صباحاً وهذا الوقت عن ماجد يعتبر فجراً حمل هاتفة و جهاز الاب توب الخاص به و خرج إلي الحديقة ليعمل وأخذ يفكر في كلام أخيه فهو سيتولى موضوع سلمي ووعده أنه سيكلم جده في القريب العاجل وسيحل الأمر معه تنفس برياحة ثم طلب من أحدي العاملات كوباً من الشاي ولكنها جاءت إليه بكوب من الشاي الممزوج باللبن وقالت له تلك أوامر المهندسة عاصي أن لا نصنع الشاي منفصلاً لأنه يضر الصحة ويسبب الأنيميا نظر لها بعدم فهم عاصي تتدخل في كل شيء في هذ المكان حتى في مكان الكرسي الجالس عليه فأخذ يتمتم بكلمات غير مفهومه حين أعلن هاتفة برسالة نصية من أحد الأصدقاء و يا الله من سخرية القدر سيف الأسيوطي يرسل له رسالة في الصبح ما هذا هو بحاجه لشخص مرح كسيف حتى لا ينفجر وكان نص الرسال غير مفهوم وكانت كالآتي ( ما هذا يا صاح عربية كارّوا عقبال أما تقلبها توك توك امشن مطلع لسانه) والحاجب مرفوع و علامات عدم الفهم مرسومة علي وجهه بخطوة عريضة والإجابة كانت :
- الواد سيف أتجنن ربنا يهديه
وعندما جلس وأخذ يتابع عملة وبعد وقت أراد أن يتصفح موقع التواصل الاجتماعي ولكنه منذ اللّحظة الأول صدم صورته علي تلك العربة يا الله إنها فضيح وبعض الصفحات الإخبارية تنشر صور رجل الأعمال الشهير وهو يجلس علي عربة كارّوا و الغضب سيفتك بمن فعل هذا به بالتأكيد سيقتله ويجعله عبره لمن يعتبر
.......................
وفي ذلك الوقت كانت عائشة تسير هي وهند باتجاه الحقل و هما يضحكان وبشدة فعائشة قصت لهند ماذا فعلت بذلك الوغد ماجد ليعلم كيف يتعامل مع عاصي وحسرته علي من يقع مع حواء
.............
- يعني إيه مش عارف توصل لصاحب الأكاونت أنت أتجننت أتصرف أنا عاوز أعرف مين دي حالا مين يا أخويا بإسم إيه فتاة أبكها البصل أنت بتهزر علي الصبح أبعت الأكاونت ده خلصني
غاضب هو بشدة يستحلف ويوعد ومن الممكن أن يقوم بقتل أحدهما من تجرأ علي فعل هذا أمسك هاتفة وأخد يبحث عن صاحب الأكاونت وما هذا أنها صديقة مشتركة عند أخته وأخيراً ومن أحد منشورتها وبصدمة تلقاها عائشة سيفتك بها
...............................
الأمر مختلف تماماً الجميع يعمل بنشاط عائشة وهند و آدم الذي لم يذهب إلي عمله لكي يساعد أخته في عملها فهو يعلم أن في أيام الحصاد يكون العمل كثير فأراد أن يبقي بجانبها حتي لا تمرض مثل يوم أمس بينما كانت عاصي تقف في وسط العمال وتعمل معهم وهكذا آدم وعائشة وهند الجميع يعمل بنشاط حتى ينتهون من العمل قبل الظهيرة جاء سلمي إليهم وهي تضحك تريد أن تساعدهم فأخذت تعمل معهم وهي سعيدة جداً والجد مصطفي يتابع من بعيد وسعيد جداً بتلك الأجواء بينما نظرت عائشة إلي عاصي و هتفت:
- عاصي عوزه أطلب منك طلب وتوفقٍ
- قولي يا عائشة علي حسب الطلب
- غاني يا عاصي بالله عليك
فهتفت سلمي بسعادة : أهها يا عاصي عشانٍ
وبدأ الجميع يطلب من عاصي الغناء فابتسمت
- حاضر بس
- أغاني إيه
- اللي أنتٍ عوزه
وهنا نظرت الي جدها ولكنها وجدتها يسلم علي جده ويقف بجانبه يتحدث فهتفت بخفوت ها غاني و للحظة سكت الجميع و بقي صوتها هي ينتشر في الأفاق :
عادي نتظلم عادي
ونسألهم يقولو نصيب
محدش هامه مين ظالمه
ومين جارحه وفاكره حبيب
عادي نكون عارفين طريق
الصح لكن تايهين
بدايته منين
في ناس غلبانة
وناس لاعبة على الونجين
وأنا لوحدي هكون وهكون
وهتحدى بفعلي الكون
هحرك الأمل في الناس
وبالإحساس هساع الكون
راح اعمل خير في الدنيا
مش استني حاجة تانية
ده أكتر بكرا جوايا
وتبقى نهاية وانا موجود
و صمت صمت سكات ودمعة هبطت من عين العاصي لا إرادية ولكن صوت تصفيق جاء من خلفهم و الأنظار ابتعدت عنها لتتسلط فمن صاحب الصوت ومن سيكون من سيكون
↚
شجن صوتها شجن لحن عذب يتسلل إلي مسامعه يجعلهٌ يحلق في سماء واسعه آهً يا سيدة قلبي وكياني أنتٍ سيدة وجداني أنظري إليّ إنٍ أشتاق للون الشجر والطبيعة في عينيكِ أنظري إليّ و اعطفي بنظرة من عينيك لشحات غرامك
- الجميع مُتأثر بصوتها العذب و الكل مُحدق بها وهي تنظر لمن حولها باستحياء حين سمعت تصفيق حار نظرت لصاحب الصوت و الجميع ينظر له ابتسم وهو يتقدم و يُحيي الجميع ثم تقدم من و… سلم عليها وهو ينظر إلي عينها بنظرات غير مُفهومه لها و يبتسم :
- لسه لما بردة بتغني حزين
ردت عليه بمرح نعمل إيه بقي أكل العيش يا هندسة
- أكل العيش ولا أنتٍ اللي نكديه ولا إيه يا دكتور آدم
ضحك آدم علي كلامة ثم نظر إلي العاصي التي تنظر له بغيظ لضحكة فتصنع الجدية و
- في إيه يا عم جواد ما تخلي بالك من كلامك عاصي نكديه دي عاصي الضحك كله
- نظر جواد إليه وهو يتصنع الجدية ولكنه يعرف دواءه فقال بصوت عالي :
- إيه بتقول إيه هند نكديه
ضحكت عاصي ونظر آدم إلي جواد بانصعاق و الآخر جاءت علي الفور غاضبة :
- بتقول إيه يا آدم أنا نكديه ربنا يسمحك بجد مش مصدقة تقول عليا كده ماشي يا آدم ماشي يا آدم
ورحلت غاضبةً فنظر آدم إلي جواد بغضب و هتف :
- بتلبسنا في حيط ماشي يا جواد ماشي
وأسرع الخُطى ليلحق بالصغير المدللة و بينما نظر جواد إلي عاصي
- و أنا ها روح أسلم علي الحاج مصطفي بعدين تكلم
نظرت عاصي باتجاه الجد فكان مازال يجلس في مجلسه ولكنها صدمة ممن يتابعها بعين صقر ولكنها تجاهله الأمر و نظرت إلي جواد وابتسمت فذهب ناحية الجد وصافحة بحرار وجلس بجواره والأخر ينظر له بتركيز ويهتف بصوت لا يسمع أحد
- مين الأخ ده كمان
...............................
وصل إلي الأرض التي يعمل بها الجميع كما علم من أحد العمال وأول ما رأي جده وهو يسلم علي أحدهم فأسرع إلي جده والعم علي ليسألهٌ عن ابنته المصون تقدم و ألقي السلام عليهم فنظر جده إلي الشاب الذي يقف أمامه وابتسم وقال بفخر :
- أظن متعرفش مين دول يا جواد
تنحنح جواد ونظر إلي ماجد فهو يعرفهٌ ويعرفه بشدة ولكن تصنع عدم المعرفة و قال :
- لا لأسف يا جد
نظر الجد إلي عز الدين بتفاخر وقال :
- ده كابتن عز الدين حفيدي الكبير وده ماجد أخوه بس غريبة ما تعرفوش ده اللي ماسك كل الشغل اللي في العاصمة
- تشوفت بحضرتكم بس لأسف معرفنتاش بعض قبل كده
ابتسم عز الدين بابتسامة غاضبة ثم حرك ماجد راسة بترحيب فأكمل الجد المهندس جواد سعيد غالب ثم ضحك وهو يتذكر ذكري جعلته يبتسم :
- بس ازاي يا ولاد متعرفوش بعض دا أنتم كنت علي طول تلعبوا مع بعض وأنتم صغيرين
- هتف عز الدين بهمس :
-هو أنت
- يا أهلاً بالمعارك هكذا هتف
ماجد بخفوت ولكن البعض استمع له وعز الدين ينظر له هل الضربات التي اعطاها له ليست بكافية حتى لا يعبس بممتلكات غير إذا أنت من جئت بيدك يا هذا
والأخر ينظر لهم بنظرات عادية محمله ببسمة مجاملة و بداخله نشبت نار تحرق كل الأخضر واليابس
............................
- يا مدام إيمان حضرتك مش مهتمة بمرضك و ده حاجه خطر جد و ما ينفعش أنا سبق وعرفت حضرتك خطورة الوضع
- يا دكتور سبق بردك أن قولت لحضرتك أن مش عوزه حاجه تخليني مغيبة عن العالم و عوزه أعيش باقي حياتي بسلام
- بس ده انتحار
- وليكن بس بجد مش عاوزه العلاج ده
أيعقل أن يتخلى أحدهم حياته هكذا أي زهد في الحياة هذا بحق الله اي طريق تسلكين هل هو زهد أم ضعف وقلة حيلة أم يا ترى ما الأمر
.................................
وفي ساعات الراحة ذهبت لتجلس الجد الذي يتجمع الشباب من حوله ومن بينهم جواد يا الله نظرت لهم وأخذت تأشر لذلك الجواد حتى ينسحب من المجلس تريد أن تتكلم معه لا داعي لتضيع الوقت أكثر من ذلك فداء لن تتزوج ذلك الرجل حتى لو كان أبو جواد لاحظ عز الدين الاشارات التي ترسلها عاصي لذلك الابله فنظر لها ببرود ونظر إلي ذلك البغيض وتأفف وبجانبه أخيه الذي غضب بشده علي من حوله وأولهم من تلك المشعوذة الصغيرة التي تضحك مع هند بطريقة هادئة غير عابئة بما فعلت وهو يهدأ من روعة حتى لا يرتكب جريمة وبالأخص يريد أن يظل ليكون موجود إذا حصل مشدة بين أخيه وهذا الوغد ف غضبه الأكبر من ذلك السمج الذي جاء إلي المزرعة وأخذ يضحك مع هذا ويتكلم مع هذه وينسى تلك الندبة وآثرها الواضح حتى مرور كل هذا الزمن هل يريد أخري والبغيض أخيراً تنحنح و استأذن من الجد ومن آدم ليذهب مع الدُمية الكبير فتاة الطين ليتحدثوا في أمر مهم والأخ الأكبر يتابع ببرودة أعصاب ماذا هُناك هل بلاد الفرنجة بدلت العز بآخر أم ماذا دُمية أخيه مع آخر وتتحدث علي مرأي ومسمع من الجميع خاصة و العز يمر الأمر بسلام حقاً هذا عجيب !!
دائماً لا يقدر علي تفسير مشاعر أخيه فلو كان يحب العاصي لما تركها وذهب وراء غيرها والأن يتركها لغيره يا الله اعطيني العقل والصبر ... وأخيراً المشعوذة الصغيرة تسير وحدها والآن جاء وقت تصفية الحساب يا صغيرتي وليحترق عز الأن ببرود
...............................
- يعني إيه يا جواد الكلام ده
- يا عاصي صدّقيني أنا لسه عارف الموضوع ده و تكلمت معه بس هو مصمم علي الجواز
نظرت له بغضب شديد ثم هتفت بصوت جالي :
- يعني إيه مصمم فداء مش موافقه ، هو غصب وبعدين ازاي أبوك يفكر في الجواز من فداء دي في نفس سنك ليه عاوز يحرمها من السعادة
- عاصي أنا هعمل كل اللي أقدر عليه بس لأسف جوز أم فداء مختار هو اللي موافق علي الموضوع
- جواد أنا هعمل أي حاجه أي حاجه عشان فداء
هتفت بنبرة مُحذرة له وهو يفهمها يفهم غضبها فرد بنبرة جادة :
- وأنا يا عاصي هحاول أعمل اللي عليا لآن فداء تهمني أنا كمان ثم نظر إلي عينيها و هي تنظر له وقال :
- عوزك تثقي فيا
هزت رأسها وتنهدت بخفوت وهي تتطلع في الفضاء أمامها ماذا عليها أن يفعل الأن يا الله لُطفك
..........................
تسير بسرعة باتجاه الحظيرة عليها الاطمئنان علي المواشي ومراقبة العمال وهو وراءها يتمتم بحنق
- هي البنت دي مركبه إيه في رجليها دي بتمشي بسرعة خمسة وسبعين حصان ولحق بها أخذ ينظر إليها بحنق وهي تقف تعطي له ظهرها و من ثَمَ تتنقل هنا وهناك دون أن تلاحظ الوقف ف
- أنسة عائشة
صوته أفزعها وهي تلتفت له وتشهق بفزع
- بسم الله الرحمن الرحيم
- إيه شوفتي عفريت قدام
- احم لا.. لا حضرتك بس خضتني
- سلمتك ......بس أوعي تِبكي ولا أنا نسيت دا أنتٍ فتاة أبكها البصل ازاي تبكي حالاً من الخضة
- نظرت له في رعب و تأكدت من نظراته أنه أمسكها بالجرم المشهود فهتفت لنفسها وهي تنظر له :
- يلهوي ده شكله عرف أنا كده هروح في أبو نكله كنتُ طيب يا عائشة لازم البنت هند تعرف
كان ينظر لها بعينان غضبتان و أخذ يكور قبضت يده في غل و هتف
- أنتٍ ازاي عملتي كده و بعدين مين سمحلك بده
كانت يقترب منها فتبتعد وأخذت تقول :
- أنا ....أنا عجبني المنظر بس كان شكلك حلو
وقف مكانه ينظر لها ببلاهة ورفع حاجبه في عدم فهم فأكملت هي :
- أصل كان في أُلفه غريبه بينك وبين الحمار
اتسعت عينه و شعاع الغضب يشتعل أكثر وأكثر في عينيه :
- لا لا أقصد أن يعني كان شكلك حلو خالص ومتواضع كده ثم تسرعت في إخراج الكلمات ، تخليل الصحف بكره تكتب رجل الأعمال الشاب علي ظهر عربية كارّوا يله من متواضع مش بعيد إذا رشحت نفسك في مجلس الشعب تكسب
- تهزي أمامه ولا تعرف العُقوبات هو سيفتَك تلك الفتاة أرباباً هتف بها لتصمد :
- اخرسي مش عاوز أسمع صوتك والله لأندِمك علي اللي عملتيه ده
وأخذ يتقدم منها كادت أن تبكي ولكنها نظرت له بضياع ولكن هل نسيت أنت من قولت مشعوذة هتفت بقوم :
- يا ساتر يا رب إيه اللي ورائك ده
نظر ليراي عن ماذا تتحدث فلم يجد شيئاً فالتفت مرة أخره ولكنه لم يجد طيفها كأن الأرض انشقت و ابتلعتها وبينما هو أخذ يتوعد لتلك المشعوذة البلهاء فهي من أثارت به روح القتال فانتظر فهو لا يترك حقه يضيع يا صغيرة
...........................
ترك جده منذ لحظات وصار في أرض المزرعة الفسيحة ينظر إلي تلك الجنة بشغف لقد أصيب بالملل هُنا يريد أن يطير والأن ليتحسن مزاجهُ أو أو يريد أن يصعد علي ظهر حصان سرعته تعددت سرعة البرق ليترك لروحه العنان
وتوجه علي الفور إلي إسطبل الخيل كان الصبي كريم هناك يقوم بالاهتمام بالخيول وينفذ بدقه ما أمرته به عاصي دلف عز الدين إلي الداخل هناك الكثير من الخيول العربية الأصيلة ولكن من منهم مثل فرستهٌ الراحلة كان بيضاء كالثلج و يوجد بها بقعه سوداء كالليل كان يحبها ولكنها كبر سنها ورحلت نظر لكريم وابتسم بإشراق فابتسم الصبي بحب وأخد ينظر إلي الخيول بشغف حين وقع نظرة علي ذلك الفرس جميل يشبه فرسته أبيض كالثلج عينه مألوفة تقدم إليه السيرج الموضوع علي رأسه بطريقة مميزه جعلته مميز حقاً فهو كعقد الورد الذي يزينه، نظر كريم إلي عز بقلق وهو يقترب من الفرس وأخذ يتحسس رأسه فنفر منه و ارتفع صهيله فنظر عز الدين إلي علي و:
- هو ماله هو لسه مش مُروض
- نفي الصبي برأسه و : دا مطر يا باشا هو عنيد شويا
- مطر اسمه حلو وتابع عز الدين بنظراته فهو سائر متمرد
- فعلاً شكلة عنيد
- ضحك كريم وهتف ، هو عنيد بس مش مع الكل يعني مفيش حد يقدر يطلع علي ظهرة إلا المهندسة عاصي أصل ده الفرس الخاص بيها وعلي فكرة عربي أصيل من إنتاج المزرعة المهندسة بتقول أنه ابن ريحان كانت أشهر فرسه في المزرعة وهو أخذ منها كل حاجه بس المهندسة بس هي اللي تتعامل معه
- يتكلم الصبي ولا يعرف ماذا يفعل بكلامه هل يشعل في صدره نار التحدي مطر ابن ريحان، ومن هي ريحان الفرس خاصته إذا فمطر من حقه هو و تلك العاصي تبحث له عن أخر مطر سيصبح له ..له هو الآخر هو عادل سيشاركها به بدلاً من أخذه ولابد
ومع اقترابه منه وصهيله العالي و هذا السائر لا يقبل لا بالهمس ولا بلمس و لا حتي بالسكر ولكنه هدأ عن سماعة
- أبعد عنه يا عز الدين
نظر لها وهي تسرع وتقترب منه وتنظر إلي عينيه و شعاع عينيها يأمره بترك اللجام ولكن لا يا صغيرتي لا نظر لها و
- جميل أوي عجبني وشكله سريع
- هو فعلا جميل بس هو سريع معايه أنا بس مع غير مميت
- عاوز أجرب
- لا مش هينفع خالص كده خطر وبعدين مطر بتاع ٍ ومحدش يركبه غيري أقدر أجبلك حصان غيرة ومتميز
- لا يا عاصي عاوز ده هروضه ده عشان يبقي ليا زي ما هو ليكٍ
- مش ها تقدر يا عز الدين مطر ليا
- هروضه وهيبقي ليا في الأصل أصلا هو ليا وهيبقي كده علي طول ملكي أنا بس
تحدي بالنظرات وبالكلات ما هذا بحق رب السماء هذا كثير كثيراً جداً عليها دقات قلبها الأن تهدد كيانها بالسقوط و الأخر ينظر لها ينظر لها و بحركة سريعة أمسك ليجام الفرس ثم وقف خلفها لا يفصله عنها الا الهمسات يا الله ألطف قبض علي يدها بقبضة يده و رفعها إلي رأس الفرس وأخذ يرتب علي رأسه و يهمس بصوت عذب يهمس ويهمس ولكن هل يهمس في أذن الفرس أم يهمس في أذن صغيرة الأعماق و
- هروضه ويبقي ملكي و يد عاصي تحت يده و علي مطر والفرس استكن هو الأخر و عز يهمس هيبقي ليا زي مكان أصله ليا هيبقي ملكي عشان في الأصل هو ملكي عرفه ليه عشان صك ملكيته ليا
وأه منك يا أبن آل مهران خبير في كل شيءٍ حتي الهمسات و يا ويلاه علي تلك الفتاة التي تعشق بكل كيانها قويه كانت ام ضعيفة هي بين يديك تنهار قوها و تصبح مروضه لك و الوجع الوجع يا عاصي وجع الأيام والسنين وجع بعدد الثواني والدقائق أفيقي يا فتاة أفيقي يا عاصي
هتف بها عقلها ففتحت أهدابها وابتعدت عنه ابتعدت و هي تقول :
- لا يا عز مطر ليا أنا ولا كان ولا هيبقي ليك
- ولو حصل
- لا مش يحصل ولا عمره هيحصل
- نشوف وسعتها يا عاصي هطلع علي ظهر بس مش هكون لوحدي هتبقي ورايا زي زمان
وضحك ضحك وبشدة وهي تنظر لها متفاجئة وأين الجريئة التي كانت تتحدث منذ قليل، يا الله ما هذا وبحركة سريعة صعدت علي ظهر فرسها وصارت بسرعة لتبتعد هي بحاجه لإبتعاد الأن
......................
عادت إلي منزلها ليلاً بعد ليلة ابتعدت بها عن هذا المنزل الذي أصبح مخيف و تشعر بالاختناق فيه استقبلتها أمها بابتسامة عذبه فردت لها تلك الابتسامة آه أمها الحبيبة عانقتها أمها وبشدة و اخذت تقبلها و هتفت
- حبيبتي أدخلي غيري هدومك علي ما أحضر ليكٍ الأكل
ابتسمت لها وهزت رأسها بقبول و صارت باتجاه غرفتها فشاهدة أختها التي كانت وجلس بداخل الغرفة كانت الصغيرة حزينة فابتسمت فداء لها و أشارت لها إشارة مضمونها مالك!!
- أخذت الصغيرة تبكي وتقول وهي تشهق : بابا ضرب ماما انبارح عشان وفقه أنك تروحي عن الخالة عاصي و ضربها جامد أنا مش بحب بابا يا فداء
احتضنت أختها و لا تعرف هل تحتضنها من أجل الصغيرة أم من أجلها هي و أين كان لها هذا أين كان يا الله الرحمة سمعت صوت صرخات أمها بالخارج و دلف هو إلي الغرفة بوحشية ينظر لها و يخلع حزامة و يهتف :
- أنتٍ ازاي تنامي برة البيت مين سمحلك بدا
أخذ يقترب منها ثم ضربها يضربها بشدة بلا رحمه بلا قلب أين الضمير والأخرة تصرخ بصوت غير مسمع أي وجع مميت هذا الوقت يمر ومازال يضربها و الجسد أصبح دامي و ثم انتهاء من ما فعلة و خرج ليكمل طريقة إلي غرفة زوجته التي أخذت تصرخ وتصرخ من أجل ابنتها وهو الان يعاقبها
..........................
العشاء وللعشاء طقوس في حضرت الأحفاد أراد أن يجمعهم أمامه جلس الجميع علي تلك المنضدة الكبيرة في قصر آل غنيم لوجود حنان التي تصنع أصناف الطعام بما لذا وطاب و الجميع هنا معاد عائشة التي اعتذرت عن العشاء انزعجت هند بشدة ولكنها أرادت ان تبقي مع إخوانها لتلبية رغبة الجد مصطفي ولكن فهم ماجد علي الفور المشعوذة تتهرب منه ولكن إلي أين ساجدك عما قريب وأنتقم عما قريب الجميع سعيد جداً نظر مصطفي بحب إلي أحفاده وتمني من قلبه أن يبقوا هكذا يد واحدة قلب واحد يتمني كل هذا ولكن أمانيه بعيدة كل البعد عن الحقيقة ، كان يختلس النظرات إليها وهي تتهرب عز الدين بدأ في حرب النظرات فليرحمها الله طرق علي باب المنزل بوهن وضعت حنان ما بيديها من أطباق وهمت لتفتح الباب ولكن اوقفتها العاصي لتهرب من نظراته و
- أنا هفتح يا خاله خليكٍ
ليتها لم تفعل فتحت الباب فاتسعت حدقتها بصدمة فداء وصراخ استدعى الجميع وهروله من أخيه ليحمل تلك التي انهارت مع رؤيتها لعاصي ولا أحد يفهم شيئاً و بكاء بكاء من عاصي لا تعرف أن تنسي منظرها حين رأتها آه يا فداء آه يا حبيبتي ماذا علي أن أفعل والله لأكون فاعلة في الوقت واللحظة أنتهى أخيها من الإسعافات ونظر إلي أخته المنهارة و قال
- أنا عاوز أفهم مين اللي عمل كده وإيه الموضوع
نظرت له ومسحت دموعها و هو يجب أن يعرف ليدعمها آدم هو الدعم لها الآن وبدأت تسرد كل شيءٍ لهُ وهو يستمع ولا يصدق ويشفق علي تلك الفتاة ما هذا الوجع وحين أنهت احتضنها و أخذ يرتب علي كتفها لتهدأ
- اهدي يا عاصي عشان توقفي جنبها أهدي
- نظرت له بأعين دامعة ممزوجة بنظرة حب و هتفت وحين جاءت لتتكلم وجدت........!!
↚
تأكد أيها العبد أن لك رب أسم ونحميها ه الكريم تأكد أن بعد العسر سيأتي اليسر بإذن الله و ما بين ليلة وضحاها يبدل الله كل العسر بيسر الظلام بالنور الدموع بفرحة هل تعلم أن في كل لحظة تمر بحياتك رسالة ربانية من ربك تمسك بالصبر تمسك بالحمد تمسك بقول يا رحيم يا رحيم لأنه هو أرحم الرحمين .
ضائعة هي تحاول بشتى الطرق أنا تساعده ولكن ما الحِيلة استمع آدم لها قصت له حكاية فداء كاملةً… أخيها سيساعدها بالتأكيد ولكن تلك المُتسطحة لا حول لها ولا قوة بدأت تهمهم وتبكي و تنظر إلي من حولها بضياع أسرع أدم أليها وحقنها بمُهدئ وبعد ثواني معدودة نامت مرة أخرة وعاد آدم يجلس بجانب أخته ينظر بحنان فهي
خائفة وتائهة في أفكار لا يعلمها إلا الله نظرت إلي آدم و
- نقدر نساعدها يا آدم
- أن شاء الله يا عاصي سبيها لله
- فداء يا آدم غاليه عندي اوي
- عاصي أحنا مش في إدينا حاجه إلا أن نوصلها لأعممها وده اللي نقدر عليه
- نظرت له بغضب أول مرة تنظر له بتلك النظرات غضبها الأن بشده و بعصبيه مفرطة تكلمت وهي تنظر له :
- دي المساعدة اللي هتعملها توصلها لأعممها وسعيد غالب مش يقدر عليهم، أنا كنت فكره أنك أنك يا آدم
تتصرف و هتلقي حل هتعمل المستحيل عشان تساعدها
- نظر لها بعدم فهم هي تنتظر منه المستحيل ماذا يفعل في أمر كهذا هو ليس أبيها ولا أخيها فماذا يفعل الأن يذهب لسعيد غالب وهل الرجل سيسمع له ام يذهب لجده ويأخذ نصيحته يا الله عاصي تبكي لماذا يا عاصي لماذا
- تبكي و دموعها تهبط :
آدم عشان خطري ساعد فداء هي ملهاش غيري بالله عليك يا آدم سعدها
- أخذها بين أحضانه يحتضنها و يهدي من روعها الغالية تبكي :
عوزاني أعمل أيه وأنا أعمله يا عاصي
- خرجت من بين أحضانه و أخذت تنظر له ثم قالت و :
تتجوزها، أتجوز فداء
- نظر لها لا يصدق ما قالت ولكنها ارادت أن تأكد ما قالته فصاحة بها مرتان : أتجوزها!!
- أيون تتجوزها هي دي اللي تحافظ عليك تصونك وتكون ليك زوجة وأخت وأم وتكون ليك حياتك فداء هي اللي بتمنها ليك
- عاصي أنتٍ بتقولي إيه مستحيل اللي بتقوليه ده
- لا مش مستحيل يا آدم فداء هنا و المأذون ساعه ويكون هنا أتجوزها يا آدم عشاني وعشانك وعشانها هي
- أزاي أتجوزها وهي
- إيه مش بتتكلم مش تناسب الدكتور آدم مهي مش شكل بنت الشافعي هي عاديه ودكتور آدم لازم يكون زوجته بدرجة جمال عالية تكون دكتور وأبوها باشا ، آدم أنت شكلهم كلهم متفرقش عنهم أنت لأسف خيبت ظني فيك
صوتها العالي الممتزج بالحسرة والدموع كان يزلزل كيانه ونظرة الحزن في عينيها قبل أن ترحل عنه يا الله ما هذا هل عاصي تفكر فيه بهذه الطريقة نظر إلي المتسطحة أمامه لا حول لها ولا قوة وهتف
- أنتٍ جتيلي منين بس
وخرج يبحث عن أخته التي زلزلت خلايا جسده بكلمات وأحرف قاتلة
.......................................
الجميع يقف لا يفهم شيء من تلك الفتاة ولماذا انهارت عاصي هكذا والأن صوتها و صراخها بأخيه وعلامات التعجب عاصي تتحدث هكذا مع آدم كيف هذا حين خرجة من الغرفة كانت تبكي دموعها تهبط نظرت إليهم جميعاً كان عز الدين وماجد يقفون بجوار الغرفة و جدها يجلس الأريكة وحنان وهند و عائشة نظرت لهم جميعاً ثم هتفت بأعلى صوت لها وهي تنظر إلي عز الدين و ماجد و الجد و العم علي كأنها كرهت جميع أبناء آدم في تلك اللحظة و هتفت :
- أيه وقفين كده ليه عوزين تعرفوا الحكاية صح مين دي وإيه اللي عمل فيها كده عشان تقولوا يا حرام ولا عشان تتصنعوا شهامة مش فيكم أنتم كلكم واحد علي فكرة بس والله العظيم فداء ما هتكون ضحية ليكم ولا لشيطان ولاد آدم أبداً
وغادرت مسرعة و لا تعرف وجهتها ولكن كان هُناك من يتبعها والعقول كلها مُشتتة من هذه من تلك الفتاة التي كانت تقف وتتكلم بكل تلك القسوة هل هذه هي عاصي التي يعلمها الجميع أم هي أخري لا يعلمها أحد
.................................
خطوات متسرعة هي الأن علي لا تفكر لا تفكر هي ستقوم بالأمر وحدها ستقف بجانب فداء ستنصر تلك الضعيف و الوجهة كانت مزرعة سعيد غالب و وراءها كان هو يقسم أن يكون بجانبها أذا احتاجه دلفت إلي قصر سعيد غالب و هي تهتف بصوت عالي :
- يا جد سعيد ، يا جد سعيد
والجميع جاء من خدم و عمال في القصر و خلفهم كان هو يستند علي عصاه وببرود و أبنه يهبط بسرعة من الدور التاني و :
- عاصي في أيه!؟
وتجاهلت هي أتت إلي هنا لأمر محدد وأنظارها تتجمع علي الوقف خلف الجميع ويقول ببرود :
- أهلاً يا عاصي ، منور الدنيا
- أهلاً يا جد أنا جيه ليك أنهارده مش عشان طلب عوزه أطلبه منك
- عارف يا عاصي أنتٍ جيه ليه بس صدقيني مش هقدر أنفذلك يا بنت الغالي أنا هتجوز البنت دي
الأن هي تكلمه باللين كعهدها و لكن الأن هي لا تعرف سبيل للين هذا نظرت له و
- لاء، مش هتتجوزها يا سعيد يا غالب فداء مش هتكون للمتعة
و الكلمات خرجت من جواد الذي غضب ومسكها بقوه من معصمها ونظر لها و :
- عاصي أنت بتقولي إيه اللي بتتكلمي معه ده أبويا
ومن خلفه كان هو هو من غير عزالدين الذي يأتي ليدعمها ولكن دعمه يكون لها أمام الآخرين وحين توجهه هو يكون دعمه لذات فقط هتف بغضب
- نزل إديك
نظر جواد إلي المتكلم و التفتت عاصي وتفاجأت بوجوده و تقدم إليها أبعدها عنه فنظر له جواد بغضب لماذا يتدخل. وهي تسير خلفه فهتف سعيد غالب ببرود و :
- أنا هتجوز البنت دي يا عاصي بس ممكن ميكنش عشان المُتعة ذي ما انتٍ بتقولي ممكن عشان الحماية
- ونظرت له بعدم فهم ولكن هتفت :
فداء مش محتاجة حماية من حد
- لأسف أنتٍ نفسك محتاجة حماية يا عاصي لأن الخطر أول ما يطول هيطولك أنتٍ
والجميع لا يفهم كلام هذا الرجل ماذا يقصد أي خطر هذا نظرت له وهي تنفض رأسها من تلك الأفكار التي تشتت أمرها :
- فداء مش هتتجوز حد أكبر منها ولا حد هي مش عوزه فداء مش عوزه حماية حد وأنا موجودة
و ظهور أخر شخص انعدم من قلبه الرحمة والمواجهة الأن لا سبيل من الفرار منها أنه مُختار زوج أم فداء و :
- هي هتتجوز يا بشمهندسة و الفرح الخميس الجاي لأن أنا موافق وأنا في مقام أبوها
التفت له ونظر إلي عز الدين الذي يقف بجانبها فنظر لها فتقدمة ووقفت أمام ذلك الرجل مباشرتاً و نظرت له و :
- أبوها، أبوها اللي بيضربها و يشوه جسمها أبوها اللي يجوزها لراجل في عمر جدها أنت أحقر من كده يا مُختار و عارف أنا نفسي أعمل حاجه وهعملها
و صوت الصفعة التي تهاوت علي وجهه والشرار الذي يتطاير من عينه والمشهد لا يصدقه عاقل عاصي الحنونة عاصي الخجولة تضرب رجلاً لا ليس رجلاً هو شبيه لرجل و في لحظة كانت خلف ظهره يحميها ومختار يرفع يده ليرد صفعتها ولكن صوته هو المسموع الأن و هو يقول :
- إياك تفكر بس إياك
ثم جذبها وسار بها إلي خارج البيت بل إلي خارج المزرعة ككل وهي تسير خلفه بدون تفكير وحين دلفوا إلي حدود أرض مصطفي مهران أفلتها ليصيح بها غاضباً :
- أنتٍ ازاي تعملي كده وتروحي لبيوت الناس وتعملي اللي عملتيه ممكن أعرف
وتنظر إليه بدون كلمات تستمع وتخاف تخاف بشدة منه ولكن هي ستفعل كل شيء من أجل أنقاد تلك المظلومة
تنظر له بدون كلام تحاول أن تستقوي أمامه و الارتباك في نبرة صوتها طاغي علي قوتها:
- أنا.. أنا كان لأزم أروح و بعدين يعني أنتَ إيه اللي جابك ورايا
نظر لها بغضب لا بتشتت ممكن هل باستغراب نظرات لا توحي بشعور محدد ولكنه قال متسرعاً :
- وراكٍ إيه أنتٍ اتجننتي ولا إيه أنا كنت بتمشي بعد ما سمعت كلامك المجنون اللي قولتيه وبعدين شوفت سيادتك وأنتٍ دخله المزرعة دي قولت أشوف فيه أيه والحمد لله أنّ كُنت هُناك ولا محدش عارف كان هيحصل إيه
ليتك قولت أنك تتبعني ليتك قولت أنك تخاف علي يا الله لماذا أحببته لماذا هل يأخذ المرء من أسمة هل أحببتُ العاصي آه يا وجع قلبي هنا وقفة تقول له :
- مفيش حاجه هتحصل يا عز الدين أنا مش بحاجتك ولا بحاجة غيرك وشكراً علي اهتمامك رحلت هي كالسراب وهو ينظر إلي آثرها التي يختفي كلما ابتعدت ثم ظفرة بقوة هو الأن يريد أن يرحل من تلك الأرض التي شتت أفكره هو يريد الابتعاد إذا يريد الهروب
...........................................
جلس في غرفة مُشتت الأمر خطير في لحظات مطالب أنه يتزوج من فتاة هو يعرفها من صغرها ولكن بعيدة كل البعد عنه أخته الغالية تطالبه وقد حكمة بحكم قاتل فهل يقبل ويكون زوج لفتاة لا يعرفها و هل هو أصلاً سيكون زوج صالح أم ينقلب الحال ويصبح صورة أخري لزوج أمها زوج أمها سيقل ذلك الرجل بالتأكيد كيف يضربها هكذا وضع يديه علي رأسه يحرك شعرة بتشتت وأغمض عينه وهو يضع وجهه بين كفيه سمع طرقات هو يعرفها جيداً فسمح للطارق بالدخول أنها الصغيرة جاءت إليه نظرت له ثم قالت :
- عاصي رجعت يا آدم
- نظر لها وابتسم : طيب يا حبيبتي روحي أنتٍ نامي
سارت باتجاه الباب لكي تخرج ولكنه عادت له بعد خطوتان تنظر لأخيها الذي أغمض عينه وتقول :
- هو أنا ممكن أقولك حاجه
- نظر لها و هتف أكيد
- جلست بجانبه و قالت : آدم إحنا سمعنا اللي عاصي قالته بجد يا آدم فداء شخصية كويسه يا ريت توافق فاكر لما قولت أنك هتتزوج اللي إحنا نختارها اه إحنا اخترنا فداء صدقني يا آدم فداء والله طيبه جداً و لو بتدور علي الحب الحقيقي اللي تسلم ليه مفاتيح قلبك تبقي فداء يا آدم هي الأنسب وكمان صدقني عاصي لو شيفه أن فداء شخصية مش كويسه عمرها ما كانت تختارها زوجه ليك أنت عشان أنت أغلي أنسان علي قلب عاصي مش تزعلها يا آدم عشان خطري
- نظر لها متعجباً متي كبرت الصغير وأصبحت تنصحه متي أصبحت تتكلم بذلك المنطق أخذ يفكر في كلمها ولم يشعر بها إلا وهي تقبله وتخرج وتترك لفكرة العنان
من أصعب الليالي التي مرت عليهم جميعاً تلك الليلة أصبحت فارقه في كل ما هو آت
.........................................
قطرات الندي الصباح في وسط الطبيعة مختلف رائحة الخبز أوراق التوت و صوت الماء ومازال موسم الحصاد و لون الأراضي وهذا الفصل يكون لون الأرض اما بني مائل للسواد أو أخضر بلون الخضرة أو أصفر كلون الذهب اخذت تعمل منذ الصباح علها تنسي كل شيء بالعمل استيقظت مبكراً و ارتدت ملابسها ثم أمنت الخالة حنان علي فداء و ذهبت إلي العمل وكالعادة اخذت تكلم العمال بعمل كل منهم ، وبعد وقت في العمل الجاد جلست لتستريح فوجدت ذلك الصغير الذي يجري باتجاهها ويصيح :
- خالة عاصي خالة عاصي
ابتسمت له و احتضنته و هي سعيدة به فهو يوسف الذي يخرجها دائمًا من حزنها
- حبيبي عامل إيه
- أنا كويس بس زعلان منك
- طيب ليه يا يوسف
- أنتٍ قولتٍ هتجيبي توت ليا و قولتٍ هتعملي ماتس لينا كلنا وهتبقي أنتٍ في فريقي
- ضحكة بشده لتلك اللغة الغريبة و : حاضر هجبلك توت والماتش آخر الأسبوع اتفقنا
- ماسي بس بردك يوسف زعلان إزاي تبيعي مطر للراجل اللي البنات بيقولوا علية موز
- نظرت له بعدم فهم ماذا يقصد : لا مطر مش أتباع ومين الراجل الموز ده
- لا أتباع عشان مطر معه عند الساحة و البنات اللي بيشتغلوا بيقولوا علي الراجل قمر وحلو اوي و يا رب يبص ليهم
فهمة كلمة عز الدين بدا رحلةٌ مع مطر و الأمر قد اكتمل بهؤلاء الفتيات الغبيات نظرت للصبي و هتفت :
- يوسف يله روح أنت أكتب الواجب حالاً وأنا هبقي أجي أقعد معاك
- ماسي
وسارت باتجاه المكان الذي يتوجد بيه عزالدين الساحة المخصصة لترويض الأحصنة وعندما اقتربت منه اتسعت عينيها بشدة كان يقف في المنتصف يمسك بلجام الفرس الحر الذي يجري حوله و هو قام بفتح أزرار قميصه بالكامل الذي أظهرت عضلات صدرة البارزة ويرتدي سروال قصير أيضا ما هذا بحق الله !! ومطر مطر سعيد هتفت بغضب بالصبي كريم ليأتي مهرولاً فاستعمها عز الدين وضحك بشدة علي تلك الغاضبة التي تتشاجر مع الصبي وهو لا ذنب له لا ذنب له في أي شيءٍ
- أنا مش قولتلك مطر يفضل في الإسطبل بتاعه
- يا بشمهندسة كابتن عز هو اللي طلعة أنا .. أنا مليش ذنب
و الآخر يتكلم من بعيد و يتفوه بما يغضبها و :
كريم ملهوش ذنب يا عاصي أنا اللي خرجت مطر و بعدين أنتٍ عارفه إن محدش بيقولي لاء وأنا لازم لازم أقرب من مطر عشان التحدي وأنا بموت في التحدي.
- بالله عليكم لو اقتربت منه الأن وصفعته هل سيصيبها أذا والأكيد نعم فهي الأن وعلي بعد ربما عشرت او سبعة أمتار وتشعر بقلبها الغبي سيخرج الأن من بين ضلوعها فكيف لو اقتربت ما هذا عضلات سداسية هل هذا السمج ينقصه وسامة ولماذا يقف هكذا هل يتفاخر بذاته وتنظر له وهو ملاحظ لها من موقعة ويبتسم ببرود و تهتف في نفسها ( يخربيت حلوتك) و تضرب الأرض برجليها و تذهب بعيدا عنه
......................................
و في منحل العسل كانت تتفقد الخلايا و هي ترتدي قناع وقفاز و ترتدي ملابس صالحة لهذا المكان ، و بعد وقت ليس بقليل شعرت أن هناك حركة ما خلف ظهرها فالتفتت ولكنها ولم يكن هناك أحد فاهتمت بالعمل مرة أخرة و لكنها تجدد لها الشعور فلتفتت مره أخره وهي الوحيدة بالمكان فشعرت بالخوف و :
- بسم الله الرحمن الرحيم استر يا رب هو إلي بشوفه بليل في أفلام الرعب هيطلع عليا ولا إيه يجعل كلمنا خفيف عليهم
و يتكرر الأمر مره واثنان وثلاثة ماذا والدموع تهتطل من عينها من الخوف و تقول :
- يا رب تحميني يا رب هما بيقولوا في الأفلام أشتاتاً أشتوت بسم الله الرحمن الرحيم
و ضحكات من خلفها بصوت عالي تسمرت مكانه و هي تبكي وتقول : أنت مين يا عم و عاوز إيه
و تعالت صوت الضحكات فلتفتت وكان هو البغيض ماجد نظرت له بغضب من خلف قناعها و
- أنت مجنون إيه اللي أنت بتعمله ده
- كان مازال يضحك عليها وهتف ، كنت بشوفك قلبك جامد ولا لاء بس يعني عليكٍ طلع قلبك قلب خسيه وبعدين كنت عاوز أدوق العسل
- نظرت له بغيظ شديد هذا كان لزج هبط من السماء :
هو حضرتك جاي المنحل عشان تدوق العسل مش خايف من النحل وأنت لابس كده يعني ومن غير قناع
- لا أنا مبخفش من حاجه أنا ماجد مهران
- طيب يا أستاذ ماجد أتفضل دوق العسل
قامت بفتح أحد الخلايا لينتشر النحل بكثرة في كل مكان و خاصة علي جسد ماجد ووجهه وأخذ هو يصرخ :
- آه، إلحقيني يا بنت الهبله
- واصطنعت البراءة : حضرتك عيب تغلط في ماما و أنت قولت عاوز عسل يبقي تستحمل أرص النحل
و ذهبت من أمام وهو يقاوم حشرات النحل بشدة و هي تضحك علي زلك الازج وتردد بطريق كوميدية :
- سقوط سماوات علي رأس حضرتكم
....................................
منذ الصباح يبحث عنها هنا وهناك وفي كل مكان يريد أن يرها لم يأتي إليه سلطان النوم تلك الليلة فكرة منشغل ولكن توصل إلي قرار يرضي الجميع وخاصه أخواته يبحث عنها وأخيراً وجدها بجانب سقية المياه التي تسقي الأرض تنظر إلي المياه الجارية ما خطبك يا حبيبة بماذا تفكرين وندها : عاصي
نظرت له بنظرة كأنها تلومه مره تغضب عاصي من آدم أول مرة تنام غاضبه منه وللمرة الأولي تنظر له هكذا
أرادت الهرب فلحق بها و أمسكها من يدها يجذبها لأحضانه وهي تبكي يا الله ما هذه الدموع التي أصبحت لا تفارقني وحين هدأت نظر لها وقال :
- أنا موافق بس عندي شرطين والاثنين مهمين
نظرت له ولا تستطيع أن تخفي فرحتها فابتسم هو علي تلك الباكية الضحكة في آن واحد :
- قول وأنا أشوف هوافق ولا لاء
- لاء، لازم توفقي ده اتفاق
- ماشي اشرط مع أن المفروض أنا اللي أشرط بحكم أن هبقي في مقام أبو العروسة
- وضحك بشدة عليها و هتف :
ماشي ، اسمع يا عمي
- عمي في عينك يا آدم أنا بهزر
- طيب إسمعي يختي لازم فداء توفق الأول علي الجواز و تقول قدامٍ كده أقصد تكتب قدامٍ كدة
- ماشي
- تاني حاجة تفهميها أن أنا يعني بصي يعني
- أخلص يا آدم مفيش وقت
- تفهميها أن أنا هعيش معها علي انها خطيبتي يعني هتقعد عنك في الأوضه لحد ما ترتاح ليا وأنا بردك ونقرب من بعض لو ربنا أراد و بعدها نتمم الزواج بس لو مرتحتش او أنا يا عاصي سعتها هطلقها وصدقيني أنا هحاول أقرب بكل الطرق وأنا بعمل كده علشان مظلمهاش معاية و علشان أنا بتقي ربنا فيكم يا حبيبتي واللي مرضهوش عليكم مش أرضه علي حد
نظرت له بفخر بحب بأسف يا الله كم تحبه هتفت وهي تبكي :
- آدم أنا أسفه
و عناقه لها كان جواب و الله حين يرضا عن عبد يعطي له الرضا بمن حوله ربه كم أنت كريم يا ربه
.......................................
- بقولك جاي مصر
- وده ليه أن شاء الله
- يا عم هقضي الاجازه عندك بجد وحشني جداً يا عز
- ابتسم مرحباً : ماشي يا عمرو تنور بس خلي بالك مش هترتاح هنا دا أنا بفكر أجيلك
- يا عم اه تغير بقي الواحد عاوز يجدد المود
- ماشي يا عمرو بس افتكر أن قولتلك بلاش
- ضحك بشدة ماشي هفتكر يله يا عم أقفل بقي أنا فلوس أبويا مش كتير
- مادي حقير
وهكذا انتهت المكالمة فعمرو السمري سيأتي إلي أرض الجهاد مرحا يا أصدقاء ويله من حظ يا فتيات أبن السمري ها هو آت
..................................
- إيه اللي عمل فيك كده يا ماجد
هتفت سلمي متعجبة من منظر أخيها
- نحلة يا سلمي نحلة إلهي ربنا يخدها
- طيب وأنت إيه اللي وداك عن النحل
- كنت... كنت اه عاوز اكل عسل يا سلمي المهم معندكيش اي كريم مرهم اي حاجه تطفي النار اللي في جسمي دي
- مش عارفه تعاله أشوف بس تصدك شكلك كيوت خالص وأنت محمر كده
و ضحكة وهو يحاول أن يكتم غيظه بأعجوبة و يتوعد لتلك البلهاء الأخر
..........................
اجتماع مغلق في غرفة عاصي بين عاصي وفداء وآدم وهند والخالة حنان يترقبون النتيجة و لأسف لا يوجد صوت في الأرجاء وفي الداخل كان رفض فداء يحسم الأمر : لا لا لا
وعاصي تتحدث بحنان وحب :
- بتقولي لاء عشان حسه أنك بتظلميه معاكي بس أنا بقولك لاء يا فداء أنتٍ هتكوني لآدم زوجة كما يجب أن يكون وأنا متأكدة من ده فداء حبيبتي مفيش وقت للرفض وبعدين أنتٍ تفضلوا مخطوبين لفترة لحد ما تحسي بالقبول بس صدقيني آدم محتاجك زي ما أنتٍ محتاجه ليه وبعدين تعالي هنا كفاية أنك تبقي معايه وهتنامي علي سريري
ودقائق طال فيها الصمت و عاصي تترقب وخَطَ القلم كلمة : ماما
- مامتك موفقه يا فداء أنا كلمتها
و ابتسامة منها وإعلان و هتاف وصيحات وبعد ما يقرب من ثلاث سعات كانت فداء تجلس بجانب عمها الأكبر و المأذون في المنتصف وبجانبه آدم وأخوته الخالة حنان وعائشة وصوت يقول بارك الله لكما وبارك عليكم وجمع بينكم بالمودة والرحمة و مباركات من الجميع وفرحة تقدم آدم من عاصي و مسح دموعها و :
- إيه حكاية الدموع معاكي خلصت علبة المنديل
وابتسامة منها : مبروك يا حبيبي ألف مبروك
- الله يبارك فيكي يا روحي يا رب عقبالك
و سكوت منها ونظرت قلق منه فهمتها و
- مالك يا آدم
- عاصي جدك مش عارف هيتقبل الموضوع ولا إيه إحنا غلطتنا لما عملنا كده من وراءه
متخفش يا آدم سيب جدك عليا وعمو كامل في الطريق وأنا معرفه كل حاجه وهيقف معانه
بارك آدم لفداء التي كانت في قمة خجلها و بعد انتهاء كل شيءٍ رجع آدم بهم إلي المزرعة و لكن العائلة بعدما كانوا ثلاثة أصبحوا الآن أربع فآدم أصبح له زوجة و لكن حين دلفوا إلي القصر كانت المفاجأة.
↚
بارك آدم لفداء التي كانت في قمة خجلها و بعد انتهاء كل شيءٍ رجع آدم بهم إلي المزرعة و لكن العائلة بعدما كانوا ثلاثة أصبحوا الآن أربع فآدم أصبح له زوجة و لكن حين دلفوا إلي القصر كانت المفاجأة غير متوقعة لهم جميعاً ففي البيت كان الجد مصطفي و ذلك الوغد مُختار ينتظران قدومهم يجلسون معاً نظر الجد لهم وبينما نظر مُختار إلي فداء نظراته ماكره مثلة وهي خائفة منه تابع آدم ما يدور و علي… الرغم من تفكيره الآن كيف سيواجه جدة بحقيقة الأمر ولكنه عندما رأي تلك النظرات إلي فداء مد كف يده لها وقربه له ثم أرجعها خلف ظهر ليكون هو من أمام ومواجهاً له ، نظرت عاصي إلي آدم بترقب ثم إلي جدها فهتف الجد :
- كنتم فين من الصبح وأنا مستنيكم هنا
تنحنح آدم و قال بجديه:
- روحنا مشوار مهم يا جدي ، معلش
- ما حصلش حاجه ، ثم أستند علي عصاه و قال ، مختار جالي وعاوز بنته يا آدم وأعتذر علي اللي حصل منه و عوزها ترجع البيت وحلف أنه مش ها يمد ايده عليها تاني وأنا وافقت إيه رأيك يا آدم
- نظر آدم إلي ذلك الوغد مختار ثم إلي جده والواقفة خلفه تنتفض من الخوف ومن ثمَّ نظر إلي أخته التي قالت علي الفور :
- مش ها ينفع يا جدي
- ليه يا عاصي البنت بيتها أولي بيها والراجل وعد
- حتي لو وعد، معدش ينفع فداء تخرج من البيت ده
نظر جدها إليها ولا يفهم ماذا يقول ولا يعرف لمعني كلامها سبيل فقال :
- وده ليه يا عاصي دول أهلها يا بنتٍ
- عشان....... عشان..
- عشان بقيت مرآتي يا جدي ، أنا كتبت كتابي علي فداء أنهارده
نظر مختار منصعقاً إلي آدم الذي ينظر له بثقة والجد لا يفهم ماذا يقول الغلام هل تزوج وبدون علمه ولا يتكلم أحد تكلم مختار صائحاً :
- كتبت كتابك عليها ازاي هي مش ليها أهل ولا إيه
- لا ليه يا مختار و بعدين أهلها كانوا حضريين آدم غنيم مش ها يتزوج في السر يعني
نظر مختار إلي الجد مصطفي يستعطفه في التدخل ولكن الجد مصطفي لم ينظر فهتف مختار صائحاً :
- يرضيك الكلام ده يا حاج مصطفي أنا كده هتفضح في البلد
هتف الجد مصطفي صائحاً بهدوء غير معهود :
- أمشي أنت الوقت يا مختار
- بس يا حاج
- قولتلك أمشي الوقت
سار مختار بعد هتاف الجد وهو يتوعد ويتمتم بكلمات غير مفهومه و عينيه معلقه بتلك البائسة فداء التي اختبأت خلف آدم لتحتمي به نظر الجد مصطفي إلي ماجد وعاصي بغضب وهتف صائحاً :
- ممكن أفهم ليه عملت كدة، تتجوز من ورايا يا آدم والله كبيرة أه
- نظر آدم إلي جدة بندم ثم هتف : يا جدي ...
- ولكن تلك المتسرعة هتفت بدون تفكير :
- أنا السبب يا جدي كان لازم أحمي فداء ومفيش حل قدامنا اللي كدة
- مفيش حل إلا تخرجوا عن طوعي يا ولاد منصور
- لا يا جدي والله ما خرجنا عن طوعك بس
- مش عاوز أسمع حاجه أظاهر أن مهما أعمل هفضل غريب يا مربي في غير ولدك يا باني في غير ملكك
- تركهم وذهب وهم ينظرون إلي بعضهم لبعض مصطفي مهران حين ينجرح يجرح ولكن هو الأن أثبت لهم شعورهم باليتم الحقيقي فهذه حقيقي مره مصطفي ليس الجد الحقيقيّ وهم أحفاد بالاسم ليس بالدم هل إرداد الدين سيكون حجر رأيهم هم يعترفون بالخطأ ولكن هم يفعلون ما كان ينبغي أن يفعل فهم أشد درايا بمعتقدات مصطفي مهران
.......................................
كانت تسير شاردة في خياله تتصور حبيبها بجانبها تود لو تهاتفه وتستمع إلي صوته ولكن لا مجال للرفض تعيش داخل دائرة مُغلقة وحدها تود لو تصرخ تبكي تنهار ولكن لا مجال لكل هذا لم تكن تعرف أن الحب هو العذاب هي تشتاق وهو يشتاق ولا مجال للاقتراب جلست تحت ظل شجرة تحتمي بظلها المكان ساحر يريح شقاء النفس و ما هي إلا دقائق ووجدت من يجلس بجانبها ويربت علي كتفيها نظرت له بحنان ممزوج بفرحه لاقترابه منها:
- قاعدة لوحدك ليه يا حبيبتي
- مفيش يا عز الدين كنت بتمشي وتعبت قولت استريح
يقسم أنه لمح بعينها الدموع متحجرة الصغيرة تتعذب ، تتعذب وحدها نظر لها نظره مطولة ثم هتف :
- سلمي عوزك تقول ليا علي كل حاجة تعباكٍ أنا أخوكٍ الكبير اللي دائما هيبقي في ظهرك صدقيني أنا بحبك جداً أكتر من أي حد في الدنيا دي يا ريت يا حبيبتي تفتحي ليا قلبك
- أفتح قالتها بسخرية: عز الدين أنت فاتك كتير أوي هنا لأسف مش هتعرف تعوضنا بغيابك ده الوقت
- قامت لكي تسير مُبتعدة عنه ولكنه أوقفها بكلمات عجزت بها عن النطق :
- بس أنا عارف حكاية حبك لأحمد يا سلمي عارف أنك بتتعذبٍ عارف وجعك يا سلمي أنا كُنت مسافر بس عشان أثبت للكل أن عز الدين مش فاشل يا سلمي عز الدين يقدر يحقق اللي هو عوزه بعيد عن أبوه وجده بعيد عنكم يا سلمي الكل بيتهمني أن سافرت عشان أريج دماغي بس أنت سفرة عشان أحقق حاجه أنا بحبها حلم أن أبقي أنا يا سلمي وبعدين مش ذنبي أن أحنا في وسط أهل كل واحد فيهم بيفكر في نفسه سلمي أنا مش عوزك تزعلي أنا هحاول أسعدك علي قد مقدر صدقيني عشان أنا حاسس بيكي أوي ومش هقبل أنك تتوجعي
عاجزة هي عن الرد عن النظر إليه شعور بالخزي اجتاحها وهو من رحل عنها هو ينتمي لهنا لتلك الأرض ولكن يشعر بغربه شديدة الجزور ممتدة هنا ولكن روحة تتنافر بداخل صدرة و تنصحه بالابتعاد
....................................
أنباء زواج الدكتور آدم عنيم من الأميرة الصامتة انتشرت بين الناس كلمح البصر البعض لا يصدق والبعض يسخر و لكن الواقع واقع حقيقة مؤكده والأخبار تنتقل من هنا لهنا بسرعة كشعاع برق و قد علم سعيد غالب بالأمر والغريب في الأمر لم يثور ولم يغضب وجواد يقف بجانبه لا يفهم شيءٍ مما يقوله الرجل والعجيب رد فعل أبيه أنه يضحك وكأنه كان يعلم فنظر إليه و قال :
- هو حضرتك فرحان بالخبر ده
-نظر سعيد غالب إلي جواد بنظرات لم يفهمها الثاني وهتف :
- أنا كده هقرب من اللي أنا عاوزه ثم نظر إلي ابنة وأكمل مبروك يا جواد أنا هعمل اللي أنا عاوزه وأنت هتفوز بهدية حلوة أوي نفسك فيها من زمان
ثم تابع طريقة تركاً أبنه لا يفهم من مقصدة شيءٍ ماذا يقصد أبيه من تلك الكلمات!!
..........................................
الأيام تمضي بسلام في مزرعة مصطفي مهران منذ ذلك اليوم والأوضاع مستقرة بعض الشيء لقد انتها موسم الحصاد وبداء موسم الزراعة فالعمل يكون قليل بعض الشيء و مازالت الشمس حارقة منذ ذلك اليوم والجد لا يتكلم معهم يتعمد تجاهلهم حاولت عاصي أن تشرح له وجهه نظرهم ولكنه لم يسمح لها ولم يعطي له فرصة حتي العم كامل الذي حضر إلي المزرعة لم يقدر علي تصلحت الأمر بينهم وبات الجميع يعلم بالأمر عز الدين مازال يريد الرحيل وبشدة بينما يريد ترويض مطر ليثبت لنفسه أنه مازال سحرة غالب علي أي أحد و ماجد يتابع عائشة و يرتب لها المكائد و عند آدم و فداء فأدم من يومها وهو يتعمد أن لا يلقاها يذهب صباحاً إلي عملة ويعود في المساء ، ولكن بعد تلك الهدنه التي كانت للجميع لتهدأ من روع الجميع أنقلب الأمر رأساً علي عقب فالجد مصطفي و آدم غنيم مدعون لجسه عرفية يتزعمها كبار البلد من شيوخ وكبار العائلات لم يفهم آدم هذا الأمر إلا بعد استدعاء جدة له وكان سائراً جداً دلف آدم إلي القصر بعد أن هاتفة ماجد وطلب منه أن يأتي بسرعة لأمر هام وحين دلف إلي الداخل كان الجميع حاضر وعاصي تقف أمام الجد وتخفض رأسها و الجميع يحدق بآدم كانه قام بقتل أحدهم :
- خير يا جدي في إيه!
والجد يقول بسخرية غريبه علي، طبعه الجاد :
-كل خير يا دكتور آدم مفيش حاجه مهمه
- بابا أهدي هتف بها كامل يريد أن يرطب من حِدة الامر
وأدم لا يفهم لما كل هذا
- أنت بتقولي اهدي، أهدي أزاي ومصطفي مهران مُستدعي عشان طرف في نزاع وعملين ليه قعدة عرفية مصطفي مهران علي أخر الزمن يتحكم عليه وكل ده عشان عاصي تنقذ صديقتها اللي ملناش دخل بيها أصلا وآدم ينفذ اللي عاصي تقول عليه من غير ما يراعي أن في واحد رباهم ورعاهم لو جدكم كان عايش مكنش يستحمل الإهانة دي
- وجاءت لكي تتكلم أو تدافع عن نفسها ولكن تلقائياً نظرت لمنجدها الذي يفهم ماذا تفكر فنظر لها وأشار لها بالصمت عز الدين يأمر وعاصي تنفذ
- يا بابا دول ولاد وغلطوا
- وأنا اللي أدفع التمن صح، اسمعوا كلكم الليلة مش عاوز أسمع نفس حد فيكم أنا هروح أنا وكامل وعلي وآدم وعز وماجد و هيبقي معانه فداء وعاصي وأنا اللي هتكلم وحذاري حد يتكلم كلمه
- وليه يا جدي عاصي وفداء أختي ومرآتي ليه يروحوا هي مش قعدت رجالة أنا هروح وهقول علي كل حاجه حصلت ونشوف رأيهم
- نظر له مصطفي بسخرية ثم ابتسم بشدة واستدار باتجاه عاصي وقال :
- عاوز تعرف ليه، عشان اللي حصل يغلط مختار قدام المجلس بس ما يعفيش من غلطتك أنك أتجوزه بنت مخطوبة لغيرك يا دكتور وهنا محدش يغلط سعيد وعارف هيكون الثمن مين نظر الجميع إلي الجد مصطفي باهتمام حين تقدم إلي تلك الواقفة و أمسك كف يدها ورفعه أمامهم وأكمل الثمن يبقي عاصي و بحكم المقايضة وحدة بوحدة
- أتسعت عين الجميع من كلام الجد مصطفي و نظرات بين الجميع و الجميع مذعور والأن هم يسيرون بطريق مُبهم يا الله هل يعقل أن ينقلب الخير إلي شر و هتف آدم بغضب :
- مستحيل علي جثتي أي حاجة إلا أختي أو أن أطلق فداء حتي لو ادفع كل فلوسي
- لأسف يا دكتور آدم الغلط اللي اتعمل ملهوش إلا الحل ده الكل يجهز بليل بعد العشاء نروح بيت الحاج عبد الله
وحدة بوحدة وحدة بوحدة تلك الكلمة تتردد علي مسامعة من هي تلك التي ستكون بعاصي لا والله عاصي هي عاصي ولا هي بديل لأحد عاصي هي خاصة بعز الدين وفقط سيذهب معهم و إذا تكلم أحد أو ذكر اسمها سيقتله قبلها يقسم سيقتله وهكذا كان يفكر عز الدين اما عن ماجد
- كان يفكر في تلك الفتاة دائمًا تساعد غيرها وينقلب الأمر عليها عاصي فتاة يعترف بانه لم يري في طيبتها أحد هي تساعد الحيوان فكيف لا تساعد أنسان عاصي ستضيع لأنها قامت بمساعدة فتاة آخر وهو سيساعدها وسيقف بجانبها لأنه إنسانة في زمن كثر فيه الشياطين.
- وعن آدم الأمر الان تعلق بأخته حبيبته لا والله بل هي الروح التي يعبش بها من هذا الذي سينظر لها بنظرة واحده والله سيكون آخر نفس له في تلك الحياة عاصي خط أحمر
ولا سبيل للفكر في ما هو آت فالقدر هو الذي سيخط الأن أين ستكون عاصي ومع من ستكون و يا له من قدر يرسل لنا ما لم يكون في الحسبان......
↚
أنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يريد انسحبت من بينهم جميعاً و ذهبت له لمطرها تريد أن تبقي بمفردها تريد أن تبتعد عن الجميع و الوجه كانت بلوك مطر و الأمر مختلف هي الأن تريد أن تشعر بانسحاب الهواء من بين أضلاعها تريد أن تشعر بالحرية وهي الآن علي ظهره وتتركه يختار وجهته كما يريد وكأنه يفهمها جيداً آسرع بها ليبعدها عن آثار هذا العالم وبعد قليل وصل بها إلي أرض خالية و ما كان عليها… أن تنظر إلي السماء وأخذت تبكي وتبكي هي تخاف من ما هو آت و لكنها تثق أن الله سبحانه وتعالي عادل لا يقبل إلا بالعدل هي فعلت ما كان عليها أن تفعل وأنتها الأمر هي الأن ستنظر لتري حصاد فعلتها وهي ستتقبل الأمر أيً كان
..................................
طرقت الباب عددت مرات فسمح لطارق بالدخول دلفت بسرعة وعلي وجهه ابتسامة حزينة كان يجلس حزيناً شارداً يفكر في أخته وما هو آت فنظر لها أول مرة تدخل غرفته نظر إليها متعجباً فهو منذ أن تزوجها يخاف تلك اللّحظة ويتهرب منها دائمًا لحظة التعامل معها كيف سيتعامل معها الآن نظرت له ثم أخرجت مفكرة صغيرة من جيبها وكتبت بها :
- لو حضرتك مش مشغول ممكن نتكلم
لو تكلم من الممكن أن يخجلها فماذا يفعل الأن حرك رأسه موافقاً فكتبت :
- شكراً أنكم وقفتوا جنبي بجد مش عارفه أقولك ليكم أيه بس ماينفعش يحصل مشاكل ليكم بسببٍ أنا مش هقبل دة صدقني مش أقصد بس ممكن حضرتك تنهي الموضوع ده وأنا مُتقبلة أي حاجة ممكن تحصل بس أهم حاجه عندي عاصي مش تتأذى .
وأعطت له المفكرة وهي ترسم ابتسامة خلابة علي ثغرها الصغير فقرأ ما كتبت تم نظر لها بعدم تصديق وما هي إلل لحظة حتي تقدم منها وأخذ القلم من بين يديها وكتب تحت تلك الكلمات :
- طيب أنتٍ عوزاني أنهى الموضوع ده ازاي يا فداء
نظرت له بنظرات ضائعة ولكن حسمت أمرها وكتبت :
- أن حضرتك تطلقني، شكراً جداً لحضرتك علي اللي عملته معايه
- ابتسم لها بحنان و بدون مقدمة لما سيفعل تقدم منها و احتضن رأسها ووضعها علي كتفة و رتب علي رأسها في تلك اللّحظة كانت فداء ستموت خجلاً ولكنها قال لها :
- الموضوع عمرُ ما هيتحل بالطلاق علي فكرة ولو هيتحل بده أنا مش هعمل كده يا فداء أنتٍ بقيتي زوجتيّ ومحدش هيقدر يغير ده و بصراحه بعد كلامك ده أنا بشكر ربنا علي أنه أنعم عليا بيكٍ
والدموع الأن تسيل علي وجنتها بدون سابق انذار فداء تبكي ولا تعلم هل هو بكاء حزن أم بكاء فرحة أم تبكي لتشكر الله علي عطاءه الذي لا يعد ولا يحصد
......................................
خرج لكي يبحث عنها في كل مكان لا يعلم أين يذهب و بعد وقت ليس بقليل وجدها نزل بسرعة من علي ظهر الفرس و جري باتجاهها كانت تجلس علي الأرض وتضع رأسها بين يديها وتبكي جلس بجانبها و نظر لها و هتف :
- بتعيطي ليه يا عاصي ليه الدموع
تفاجأت من وجوده بالمكان فماذا آتي به إلي هنا هي اختارت أبعد مكان لكي يستطيع أن يصل إليها أحدهما و لكنه وصل إليها بسهولة ربه ماذا تفعل في هذا الرجل هل ستكون هي الحياة هكذا تبحث عنه فيهرب وعندما تهرب هي يكون وراءها بالمرصاد نظرت له بنفور وهتفت بصوت غضباً عالياً بعض الشيء :
- أنت أيه اللي جابك ورايا يا عز الدين أنا عوزه أبقي لوحدي ممكن!!
- لا مش ممكن أنتٍ خايفه من ايه ممكن أعرف أوعي تكوني خايفة من موضوع الحكم ده أوعٍي تخافٍ يا عاصي أنتٍ سمعه محدش هيقضر يعملك حاجة
- أنا مش خايفة علي فكرة أنا عملة الصح وأي كان العقاب أو الحكم ده أنا هنفذة ، ونوبة من البكاء اجتاحتها الأن كانه تقوي نفسها بنفسها وهو لا يعرف ماذا يقول فنظر لها و هتف :
- عاصي أنا جنبك متخفيش من حاجه محدش هيقدر يجي جنبك
يا الله ماذا يقول لا هذا ليس عز الدين بالتأكيد دقات قلبها تتزايد وهو يمسك كف يديها الصغير و يضغط عليه بتملك ليثبت لها أنه بجانبها ويثبت لنفسه أنها ممكن أن تضيع هذه المرة ولكن إلي الأبد
..................................
اجتمع الجميع في دار الحاج عبد الله رضوان رجل يقدرة الجميع فهو من كبار المنطقة وجاء أيضا الشيخ يونس أمام وخطيب لناس في تلك المنطقة و بعض الرجال و الشيوخ وحضر مختار بصحبة الحاج سعيد وجواد و جاء الحاج مصطفي ومن خلفه ابنه و أحفاده و عاصي وفداء و آدم وجلس الجميع و بداء الشيخ يونس يلقي علي مسامعهم خطبة افتتاحية وآيات قرآنية من الذكر الحكيم و بعد ذلك تنحنح الحاج عبد الله و قال :
- انهاردة اجتمعنا مش عشان نفض مشكلة بين الفلاحين او العمال لاء إحنا إجتمعنا عشان مشكلة حصلت بين ناس كبار إتعودوا أنهم يبقوا هُنا في المكان ده بس عشان يحلوا المشاكل والنهارده هم طرف في الموضوع الحاج ( سعيد غالب ) كان خاطب من ( مختار عفيفي ) بنت زوجتهُ اللي هي في حكم بنته وهو وافق و حددوا موعد للزواج كمان بس أتفاجئ أن ( آدم منصور سالم غنيم) عقد عليها و إتزوجها ، وكلنا عرفين أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال{لا يخطب أحدكم علي خطبة أخيه} و اللي ولد سالم غنيم عمله ده غلط ولازم يتحاسب عليه ودي كانت المشكلة يا حضرات وإحنا هنا عشان نحكم بينهم أتفضل يا حاج سعيد أتكلم :
- أنا كنت عاوز أتجوز علي سنه الله ورسوله وطلبت فداء بنت مختار وهما وفقوا بس بعد كدة جتلي المهندسة عاصي في بيتي وزعقت وقالت مش هتتجوزها وكلام كتير و بعدها بعد ما كنت حددت معاد لزواج سمعت أن آدم أتجوز فداء ولأسف جدة لما عرف سكت علي ده يبقي أنل ليا حق ولا إيه يا رجاله
ًتعالت الصيحات و الهتافات من الجالسين بأن الرجل له الحق بل كل الحق ولكان هكذا هو الحل عندما تستمع من طرف وتضع حكمك دون الاستماع الي كل الأطرف يكون الحكم تحت خانة البطلان
- أحنا كدة سمعنا للحاج سعيد عوزين نسمعك يا أدم يا أبنٍ
- أنا اللي هتكلم يا حاج عبد الله
- أتفضل يا حاج مصطفي
تنحنح مصطفي مهران ثم قال :
- مختار هو اللي غلط في الموضوع ده يا جماعة ضرب بنت مرآته وقال أنها قبلت الجواز من الحاج سعيد و لأسف البنت لظروفها مفيش حد كان هيكتشف ده و ضرب البنت كان هيقتلها والبنت لجئت إلي عاصي عشان تساعدها وعاصي عشان أنتم عرفين قد إيه عاصي وفداء اصدقاء و عاصي عشان تنقذ صديقتها اقترحت الزواج آدم يتزوج من فداء آدم وفداء رفضوا بس بعد إلحاح من عاصي وهند إتجوزوا وده بموافقة أعمام فداء يعني أهلها فهل يرضي حد أن بنته تتجوز غصب عنها بعد ضرب ومهانه
- نظر الحاج عبد الله إلي فداء التي كانت تبكي وأشارت للحاج علي بالموافقة فإلتف الرجل إلي مختار ونظر له غاضباً ثم هتف :
- دي الأمانة اللي أنت صينها مفيش عندك خوف من ربنا أنت السبب في كل ده والله حسابك عندي
- تنحنح سعيد غالب و هتف قائلاً :
- أنا ماكنتش أعرف الموضوع ده ولأسف لو كنت أعرف كان هيبقي ليا تصرف تاني بس بردك ما مينفعش اللي حصل ده كان حد فيهم يعرفني مش أبقي لعبة بين الجميع كده
- عندك حق يا حاج سعيد دي حاجة مأخوذة علي آدم يا حاج مصطفي ولازم يكون فيه عقاب لده
- وعقابٍ إيه يا حاج عبد الله
- يا آدم يا أبنٍ ده مش عقاب بس ده حق إنسان لأزم يترد ليه و الحل هنا هي المقايضة وأكيد أنت عارف لازم وحدة من أخواتك تكمل الجوازة
- وده إزاي يعني بأي حق تحكمي علي حد وإزاي أخواته يتجوزوا واحد أكبر منهم هتف به عز الدين غاضباً
نظر الجميع له فهو بهكذا قد أخطاء في حق المجلس و تؤخذ عليهم تلك الكلمات تنحنح مصطفي مهران ثم ابتسم ليمتص غضب الجميع وقال :
معلش يا جماعه ده عز الدين حفيدي لسه معاود من بلاد برة ميعرفش عويدنا
- مفيش حاجه يا حاج مصطفي بس يبني ده قانون و عوايد أجددنا زمان حطوها لينا نهج نمشي عليه
هتف سعيد غالب بانتصار وقال يا جماعة أن عاوز المقايضة دي تتم بس هتبقي بين آدم و جواد أنا طالب عاصي لجواد
- فرح قلب جواد بشدة عاصي ستصبح زوجته أمام الجميع ستكون له و سيعبر لها عن حبه عاصي يتصبح فتاته
و الجميع يتحدث بخفوت واصواتهم تتعالي وهي تنظر إلي آدم ثم نقلت بصرها إلي عز الدين الذي ينظر لها بغضب هل اشتعال عينيه يدل علي اشتعال نار غضبة ربه الرحمة
ولكن الصمت الآن كان من حق الجميع والهتاف كان من حق الجد مصطفي الذي قال :
- لأسف يا جماعة أنا كنت جاي انهارده أعزمكم علي كتب كتاب أحفادي عز الدين وماجد علي عاصي و هند ولاد منصور غنيم يوم الجمعة الجايه بس الموضوع ده اللي عطلنا
- بس لازم المقايضة دي تتم يا حاج مصطفي هتف بها سعيد غضباً
- هتم يا حاج سعيد بس مع اللي مفروض تتم معه أنت لازم تقايض مختار مش آدم لأن اللي غلط في حقك مختار يبقي ابنك يأخد بنت مختار زوجة ليه بحكم العرف
الجميع يوافق الحاج مصطفي بين مؤيدي ومعارضين داخل المجلس و نظرات بين جواد وعز الدين الذي كان مبتسماً بانتصار حسمَ الحاج عبد الله الأمر و إنتها حكم المجلس بتقايض مختار مع جواد وأنتها الامر ولكن اشتعلت الحرب فوقف عز الدين أمام سعيد وولده و :
- أن شاء الله نستناكم يوم الجمعة أن شاء الله
والأمر كله كان متفق عليه من قبل فماذا حدث منذ ساعات في مزرعة مصطفي مهران
↚
يقول الله عز وجل في سورة الأنفال : ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) وهكذا كانت انقلب السحر علي الساحر عاد سعيد غالب مع ابنه إلي بيتة يجر خيبته وخسارة رهانه الرابح كما كان يزعم و لكن الله بعباده بصير فداء تلك المسكينة كانت ستكون هي الضحية لمكرهم ولكن كل شيءٍ ضع هبأن نظر جواد إلي إبية بحسرة ثم اشتعل بعينه شعاع الغضب وهتف :
- عاصي راحت من بين أيدي بسببك أنت خسرت الإ...نسانة اللي بحبها
نظر له سعيد بنظرات مُشفقة والأخر قد ثار بشدة كالبركان وبدأ يهلوس بكلمات غير مفهومه ثم وضع يديه علي أذنة وأخذ يصرخ :
- عاصي مرآتي أنا وحبيبتي أنا لوحدي هي ب تحبني أنا بس و أنا هخدها و أسافر بعيد عن كل اللي هنا عاصي ليا صح ليا
وفي لحظة أنقلب الوضع و جلس جواد علي الأرض واضعاً يديه علي أذنيه و يتحرك بشدة وسعيد أمامه ينظر له ويستمع إلي هذيانه وعندما عالي صوته هتف سعيد صائحاً بأحدهم :
- يا عوض أنت يا عوض
ورجل شديد البنيان يأتي من خلفهم فيشير سعيد إلي ابنه الذي أنفصل كليا عن الواقع مع وكأن الرجل يعرف مهمته أخرج من جيبة حُقنة وقام بتعبئتها بxxxx ما ثم حقنها بيد جواد الذي كان مستسلماً كلياً له ثم سار معه إلي الطابق العلوي ، ظل سعيد غالب يتابع الأمر حتي أختفي ابنه بعيداً عن أنظاره ثم قال بخفوت حذر :
- ماكنتش عامل حسابي لكل اللي حصل ده يا ابني بس أوعدك أن أحقق كل أحلامك قبل ما موت ، وأفرح يا مصطفي يا مهران بانتصارك بس اللي أنت مش عارفه أنك بأيدك دقية أول مسمار في نعشك وأنت مش حاسس !!
................................
وفي القاهرة كانت السيدة إيمان في أشد مراحل مرضها فلقد تضاعفت الالام بشدة متسطحة علي الفراش لا حول لها ولا قوة والغريب أنها لا تريد أن تخبر أحد عن مرضها رن هاتفة فنظرت له بثقل ثم مدت يدها وحملته كان المتصل زوجها يهاتفه لكي يطمئن قلبة عليها فردت عليه بضعف و:
- يا حبيبي مش عوزاك تخاف والله أنا كويسة
قلقاً عليها وبشدة فالأيام الأخيرة كانت ساكنة لا تتكلم ولا تعقب علي شيءٍ لا يعلم ماذا بها وعندما يسأله تزعم أنها بخير :
- طيب يا إيمان أنا جاي بكرة وهقولك علي أخبار يا رب تعجبك
- توصل بالسلام يا حبيبي
هي الأن بأمس الحاجة اللي أخبار مفرحه تساعدها علي الحياة لتتشبث بها ربه هل من الممكن أن يكون مصطفي مهران وافق علي زوج ابنتها من ابن أختها ليته يفعل الأن كم تتمني أن تطمئن قلبها علي ابنتها قبل الرحيل
.................................
أرض الوطن مصر منها وليها نعود تجهدنا هي تتعبنا هي ولكن تبقي الغالية أرض لسحرها سحر خاص ولأهلها نكهه خاصة مصر فلنسافر يا بلدي سنذهب هنا وهناك سنتجول بأرض التحرر و سنذهب إلي أرض العلم و سنعيش في بلاد الحرية وسنسافر إلي بلاد وبلاد ونجول ونثور ولكن هل ينجح النبات في أرض غير أرضه هل يكون ولا يكون الجزر هو أصل النبتة و المنبع هو نهر النيل واللون بلون طيبة و مهما كان فيكي عادات فيكي الجهل فيكي خراب بس بقولها مضافة لياء ملكية البلد دي بلدي ومليش غيرها
وأخيراً جاء إلي أرض الوطن بعد طول غياب عمرو السمري وحيد أبيه الحاج ناصف عبد الغفار الذي توفي منذ زمن بعيد بعد أن ربي أبنه عمرو حتي وصل إلي المرحلة الثانوية ثم توفي لحقاً بزوجته وبقي عمرو وحيداً في هذا العالم ولكنه فضل السفر إلي بلد أخري ليتحقق حلمه بسهوله وقد كان ذهب إلي بلاد لا يعرف فيها إلا هويته و بقي هناك من وقتها وتعرف هناك علي عز الدين صديق عمرو الذي أعتبره عمرو أخ له كتعويض من الزمن علي سنين الوحدة و النقصان ابتسم إلي صديقته التي تقف بجانبه كانت شقراء شديدة البياض وعينيها كلون السماء وعن ملابسه فهي ملابس متحرره بعض الشيءٍ لا بل نقول متحرره عن كل شيءٍ هتف ماجد لها معبراً لها بلغتها التي لا تفهم غيرها :
- دي بلدي يا هيلين إيه رأيك
- أنه جميله حقاً يا عمرو
- بالطبع
- ولكن كيف سنري عز الدين هنا
- لا عز الدين في بلدته سنذهب إليه فيما بعد
- واو أشتاق أليه من الآن
- وبالتأكيد هو كذلك لا تقلقي
وسار بها إلي أحد أشهر الفنادق علي نهر النيل علي أمل بملقاة صديقة قريب
ونحن نقول في تلك الحالة يا قاعدين يكفيكوا شر هيلين
.........................
عاد الجميع إلي مزرعة مصطفي مهران واجتمع الجد بالأحفاد مجددًا كانت هند مازالت تبكي بأحضان حنان و بجانبها سلمي وعائشة التي هتفت بسخريه :
-يا حظك الإسود يا هند بقي يضيق بيكي الحال و تتجوزي الكائن السمج اللي أسمه ماجد ، ثم لأحظت وجود سلمي فقالت، معلش يا سلمي بس أنتٍ عرفاني بحب أقول اللي في قلبي
- نظرت سلمي لها بغيظ و:
- أنتٍ ليه بتقولي كده أنتٍ تعرفي ماجد أصلاً ، علي فكره ماجد أطيب وأحن أنسان في الدنيا
- كانت تبكي بشدة ولكنها قالت من بين دموعها :
- طيب مش طيب أنا مش عايزة أتجوز وبعدين مش لقين ألا أخوكِ
كانت سلمي سترد عليهم فهم يتكلمون علي أخيها بكلام لا يوجد له أصل من الصحة ولكن أوقفها دخول الجد مصطفي إلي المنزل فجرت هند باتجاهه و قالت بعين دامعه :
- أنت قولت لما ترجع هتفهمني أزاي عايزني أتجوز ده وأشارت علي ماجد الواقف خلف جدة يرفع أحد حاجبيه
- نظر الجد لها و قال بجدية وهو يرتب علي كتفيها :
أنتٍ مش بتحبي جدك مصطفي، أشارت له بموافقة فأكمل،
يبقي تسمعي كلامي، لأن أنا عارف مصلحتك.
- نظرت هي إلي آدم الواقف خلف الجد بجانب آدم ولكنه تخطي الجميع وصعد إلي غرفته فنظرات هند لهم بنظرات راجيه و عاجزة و في غرفته أغلق باب الغرفة وجلس علي مكتبة يسترجع ما مرة عليه منذ عددت ساعات و
{ استدعاء الجد مصطفي له و كان العم كامل قد وصل سلم عليه آدم مُرحبًا وبعد قليل دلف ماجد ومن بعده عز الدين جلسوا جميعاً يستمعون إلي ما يقول الجد الذي قال بنبرة جدية :
- أنا لقيت حل للمشكلة دي والحل ده هيحل مشكلة آدم مع المجلس و هيحل ليا مشاكل كتير كنت في غني عنها و كمان هيريح قلبي لو أنا غالي عليكم بجد هتوفقوا عليه وهترحبوا لأن ده الحل الوحيد إلي هيبعد عاصي عن المقايضة وكان الأسرع هو فهتف آدم مُسرعاً :
- إيه هو يا جدي أنا موافق علي أي حل ينقذ أختٍي من الموضوع ده
- الجواز يا آدم الحل هو الجواز
ونظرات عدم الفهم و الغضب وعدم التصديق كانت مُسيطرة علي الأجواء الجواز هتف ماجد مُتعجبًا :
- جواز مين يا جدي عاصي
- أيون يا ولدي عاصي ومش عاصي بس هند كمان
- هند قالها آدم بعدم فهم
- هند زي عاصي يا آدم الإثنين أخواتك و الإثنين ينطبق عليهم المقايضة
- يعني إيه يا بابا وعاصي وهند يتجوز مين!!
- ولادك
- نعم ، والتعجب كان من نصيب ماجد وعز الدين وبصحبتهم آدم
- بجد يا بابا ده أنسب حل و أنا موافق مش هلقي عرايس لولادي أحسن من ولاد منصور الله يرحمه
- بس يا جدي أنا لا يمكن أقبل كده لأخواتي قالها آدم رافضًا
- لا يمكن تقبل لو مقبلتش حالاً بعد ساعة هيبقي غصب عنك وبعدين يا آدم أخواتك دول مسؤولين منٍ أنا اللي هقول هيتجوز مين وميتجوزوش مين
- بس يا جدي
- مفيش بس يا آدم
و أنتم رأيكم أيه أشار مصطفي مهران إلي عز الدين وماجد فنظر لهم آدم ثم ترك لهم المكان بأكمله وخرج وهو لا يدري أين يذهب فالدنيا أمامه ضيقه ولا يعلم ماذا يفعل}
وعاد إلي الواقع وهو يتنهد بقوه و يهتف متمنيًا :
- يا رب أسعدهم يا رب لو الموضوع ده ليه خير ليهم يا رب أبعد عنهم كل شر وحزن
..............................
كان يجلس بالحديقة ينظر إلي السماء و يبتسم سعيد هو اليوم كان الحظ حليفة وبشدة فتذكر سؤال الجد له هو وأخيه :
{ - وأنتم إيه رأيكم بالموضوع ده
الزواج أبعد الأفكار عن مخيلته هو يحب الحرية يعشقها ولكن مع الزواج لا يعلم كيف سيكون الوضع نظر إلي أخيه عندما هتف الجد ولا يعلم لما الأن تذكر ذلك المشهد عناق ماجد وعاصي في حديقة قصرهم هل أخيه يفكر بعاصي هل أخيه يحب عاصي ولكن أوقف ماجد تفكيره وقال:
- أنا الموضوع ده ماكنتش بفكر في الموضوع بس بدام يا جدي أنت شايف أن الموضوع فيه مصلحة الجميع يبقي أنا موافق هتجوز البنت هند هي صداع أه بس تحس كده أنها شبهي خالي عز الدين يتجوز عاصي بتعته
- ضحك الجد مصطفي هو وابنه علي كلام ماجد ولكن نظر إلي عز الدين و :
- وأنت، إيه
- أنا هسافر يا جدي، شغلي هناك وحياتي
- وده يمنع أنك تتجوز عاصي يا عز الدين ولا أنت مش عاوز عاصي أصلاً
- لا يا جدي بس أنا عايز اعرف أن أنا كده كده هسافر
- وقتها نتكلم يا عز الدين
- ماشي، يا جدي
- ماشي ، إيه
- أنا موافق بس بشرط قاله بجديه
- رفع مصطفي مهران حاجبه و نظر لحفيدة بغضب :
- شرط أيه يا ولد كامل
- توافق علي زواج سلمي من أحمد أبن خالتي ولو حضرتك مش موافق أنا مش هوافق علي الزواج
الصمت والتفكير والتنهد مصطفي مهران يفكر يحسم الأمر وبعد ترقب هتف :
- موافق يا عز الدين }
وقد كان ما كان وستقام الأفراح في مزرعة مصطفي مهران لأيام فهذا زواج آل مهران وآل غنيم
يجلس أستطاع أن يساعد أخته الحبيبة و حلمه حلمه سيتحقق عاصي نكهة التوت ستكون خاصته ولكن ذلك المشهد الذي كلما فكرة يدور في ذاكرته لا يستطيع نسيانه و كأن القدر أرسل له المنجد من السماء أخيه الذي جلس بجانبه و :
- مالك يا عم عز الدين مش فرحان دا أنت عملت اللي محدش يقدر يعمله بس هتتجوز عاصي لك الله
نظر له بغيظ وهتف :
- بطل تقول عليها كده، أنا بس اللي كنت بقولها كده وبعدين ده كان زمان
- الله أحنا بدأنا دفاع من حالاً يا عم أنا مالي خليني في الصداع اللي جبته لنفسي شوفت البنت شوفت وهي بتقوله ده تقولش جوز أمها كان نفسي أضربها قلم
- ضحك عز الدين تضرب مين هند دي أرّقُّ من الورد
- نعم وإيه كمان
- يا عم روح من هنا أنت جاي تصدعني قالها
عزالدين ساخرًا ولكن نظر ماجد له وهتف قائلاً :
- تعرف يا عز الدين أنا من يوم حفلة تخرجك وأنا حاسس أنك بتبعد عني ومعرفش ليه بس اليوم ده مشيت حتي من غير ما تسلم عليا ومفهمتش ليه بعدت بعدها كده
- نظر له عز الدين ماذا يقول له أنه الأن كلما تذكر شعر باختناق ولكنه تماسك :
- أنا مابعتش أنت اللي بتفكر كده أنا كنت عايز أروح لحلمي
- يمكن بس أنسي كان يوم كئيب الصراحة يومها أفتكر كعبول قصدي عاصي تعبت و أغمي عليها وشلتها و ظهري أتكسر وطلعت نمت ولما صحيت قالوا عز سافر
- شلتها تعبانة وذكريات و آلام و أوجاع طول سنوات و هو يظن السوء والأمر كله كان اعتقاد منه و لكن فاق من شروده علي صوت أخيه الذي هتف بمرح :
- يا عم أنت بتروح فين تفتكر البنت أختك هتعمل أيه أول أما تشوف أحمد وأبوك وأمك هتموت كن عرفنها كام هيبقي أحسن
- لا خليها مفاجأة أحسن
- خلاص يا عم أنا هطلع أنام وربنا يستر بقي من بكرة أنا أخايف أنام و أصحي أبقي أبو العيال
- ضحك عز الدين وهتف متخفش لما تشوف هتعمل إيه مع أمهم الأول أبقي فكر في العيال
- علي رأيك
ورحل عنه وتركه يفكر ويفكر وبطريقة لا إرادية نظر إلي شباك غرفتها المغلق و أخذ يفكر بلُعبته فهي باتت وستظل لُعبته
.........................................
هربت من الواقع إلي النوم ولكن لم يتركها حتي في منامها وصوت الجد مصطفي يهتف وهي تجلس أمامه :
- أنتم هتتجوزوا عز الدين وماجد
- ضحكة هند بشدة وصاحة:
إيه الهزار ده يا جدي قول كلام يتصدق
- هند أنا مش بهزر صاح بها غاضبًا ، لو الكلام ده متنفزش هتبقي وحده فيكم زوجه لسعيد غالب الليلة
- والصدمة ألجمتها و لم تتفوه وظلت تتابع أخته والجد الذي قال وهو ينظر لعاصي :
- أنت طلبتي من أخوكً يتجوز فداء وأنا بطلب منك تتجوزي عز الدين و ده طلب من أب مش من جد أو شخص في خانه مركونة فياريت تريحي قلبي
- موافقة ، عشان أنت مش خانه مركونة أنت الجد والأب وكل شيءٍ بس أسمعها منه يا جدي
- موافق يا عاصي مش مصطفي اللي هيرخص عاصي
واستيقظت ولا سبيل لنوم حلمها يتحقق دعائها أستجاب و دموعها ستمحي و أمانيها ستتحقق أم ماذا!!
وفي الصباح حلاوة لا يعرفها إلا المفكرون و صباح جديد علي أرض بات الجميع فيه ينتظر القدر فهل منصف هل مخزي لا نعلم غير أنه سيأتي وأي كان سنعيشه.......!
↚
مع إشراق الشمس علي أرض مصطفي مهران وإعلان عن بدأ يوم جديد علي حياة أبطالنا فمنذ اليوم ستكون حياتهم مختلفة بعض الشيء أو من الممكن أن نقول ستتغير كليًا ستنقلب أحداثهم رأساً علي عقب.
منذ أنْ استيقظت ارتدت ملابسها علي عجله من أمرها كانت ملابسها بسيطة كالعادة مكونه من بِنْطَالٌ واسع بلون الأسود و بلوزة طويلة أيضاً من اللون الزيتي و ارتدت حجاباً بلون أسود وربطت أخر ولكنه عليه نقو...ش كعمامة لتحميها من أشعة الشمس الحارقة كم بسيطة هي رقيقة كورقة شجر بلون عينها ، تريد أن تشغل عقلها وتفكيرها كله في العمل ولكن ما عليها أن تفعل الفكر هو الفكر هي ستتزوج عز الدين ووجهتها كانت هي إسطبل الخيل تريد مطر ستختلي به هو من تشعر معه بالراحة اتجهت إلي البلوك الخاص به واقتربت منه و مسحت علي رأسه بحنان وبدأت تنظف ظهره وتتكلم معه وكأنه يفهمها كانت مندمجة فيما تفعل و لم تشعر بمن دلف إلي الداخل ووقف خلفها ويستمع لما تقول :
- مطر أنا مش فهمه حاجه كل حاجه جئت بسرعة أنا حسة إنْ بحلم والحلم بعيد عني بس .. بس مش عارفة هتعامل أزاي معه أنا خايفة اشوفه
- ليه بعبع!!
والمفاجأة كانت وجوده و الصدمة كانت استماعه لكل ما تقول و الارتباك والرهبة كانت منها والثقة و الابتسامة له ويبقي هو العز :
- ع.. ز الدين، هو.... هو أنت هنا من أمتي
وابتسامة علي ثغرة والغرور في عينيه الوضع مربك يحتاج للهرب الآن ولكن هو في الطريق يقف أمامها لتشعر أن الهواء ينسحب من حولها هل هذا هو العدل وبقانون عز الدين لا سبيل للهرب يا صغيرتي فقال بثبات :
- من شويا...... ها عايز أعرف خايفة من أيه
هل يقترب منها يا رب السماء لطفك هذا أكبر من تحملها والوضع أصبح خطر ... خطر جداً فهو يقف أمامها لا يفصلها عنه سِوَى بعض السنتيمترات و الأمر لا يحتمل :
- هخاف من إيه يعني ما أنا بخير أه وبعدين أأنت..... إيه اللي جيبك هنا
تجاهل ارتباكها و قال بمرح :
- جاي أشوفك مش خطيبتي ومن حق أي مواطن يشوف خطبته الدستور قال كده وبعدين متخافيش أنتِ مش لأزم تتعودي علي الوضع ده أصلاً لأن موضوع الخطوبة مش هيطول كتب الكتاب يوم الجمعة يعني يومين وتبقي حرمي المصون المدام ها المدام
وغمزه من عينه كفيلة باحمرار وجنتها و اتساع مقلتها و هروب اضطراري لأن الوضع أصبح مُمِيت
...............................
هل هذه زوجته التي عرفها وعاش معه ماذا بها لم يعتاد عليها هكذا السيدة إيمان سيدة المجتمع المشهورة عندما علمت بزواج أولادها فرحة بشدة هل هذا معقول تقبّلت الأمر وكأنها كانت تنتظره بل و طلبة منه أن تذهب إلي المزرعة لتشرف علي كل شيءٍ بنفسها كل هذا أثار استغرابه فزوجته التي يعرفها كانت ستفعل الأفاعيل لكي تخرب ذلك الزواج لأنها ترغب لأبنائها فتيات من المجتمع الراقي و العجيب أنها تقبلت أبن أختها أيضا فهل هذا كله لموافقة مصطفي مهران أم يوجد شيءٌ ما يجهله ولابد أن يعلم ماذا بها
..................
كانت تجلس بحديقة القصر صامته تتابع العمال في العمل و الاطفال الصغار وتجلس بمفردها والضيق ظاهراً علي ملامحها منذ ذلك اليوم وهي لا تذهب إلي العمل ولا تعلم ما الذي عليها فعله هل تقول تستأذن منه وتذهب إلي عملها أم تبقي هكذا أم تذهب بدون أن تقول لهُ و تكتفي بطلب عاصي بالرجوع إلي العمل وما هي إلا لحظات حتي وجدته أمامها يسير في طريقة إلي سيارته ولكنه عندما رآها غير طريقة وذهب إليها مبتسماً فبادلته الابتسامة و :
- بتعملي إيه لوحدك كده
نظرت له و سحبت مفكرتها وقلمها فهم دائما بصحبتها صوتها المسموع أمامهم وكتب :
- مش بعمل حاجه قعدة
تابع ما كتبت ثم هتف بحنان :
- طيب ما تدخلي تقعدي مع الخالة حنان أحسن ما تبقي لوحدك
هزت رأسها برفض ثم كتبت الخالة مش موجوده نظر لها وإلي ما كتبت ثم جدد النظر لها و:
- يعني أنتِ هتبقي هنا لوحدك
والإشارة كانت بنعم فكرة لثواني ثم ابتسم لها بحب و :
- إيه رأيك تجي معايه المستشفى أنا مش هتأخر نصف ساعه هُناك هديهم تقرير لحاله و أرجع بس لو جيتي معايه نبقي نتغدى برة
ويكاد يقسم أنه لمح في عينيها دمعه تحاول أن تمحيها من أمامه ولا يعلم هل أخطاء في ما قال هو يريد أن يتقرب له بحكم أنه أصبح زوجها ويجب أن يتقرب منها يعرفها ويفهمها ولكنه نظرت له وابتسمت ثم كتبت:
- لا أنا هقعد هنا علي ما الخالة تجي
ظل متحيراً في أمرها وهل هي تخجل من مصاحبته أم أنه لا تتقبله أم ... أم نظر لها ودقق النظر بها هل هي تخجل من نفسها هل ممكن أن يكون هذا هو سبب رفضها ف :
- إيه ده يعني بترفضي اول طلب أطلبه منك والله يا ستي أنا اللي هدفع
لا تعرف ماذا تقول دكتور جراح يصطحب زوجته البكماء إلي عمله هل من الممكن أن تصدق هذا وأصدقائه ماذا سيقولون و العاملين معه والناس ولكن هو حسم الأمر وهو يحضن كف يديها بكفه ويدفعها نحو المنزل لتغير ملابسها وترتدي بعض الثياب التي جلبتها لها هند وينتظرها هو بسيارته
...................................
ما تلك الطفلة هل هذه ستصبح زوجته الصبي الذي يعمل معها سيصاب بالجنون عن قريب من علي بعد أمتار تعطي له التعليمات و هو يفعل ما تقول وحين يقترب منها فرس أو مُهر صغير تجري وتصرخ صبراً يا الله يتابعها منذ الصباح يريد أن تبقي بمفردها لكي يتحدث معه ببعض النقاط التي يجب أن تتضح من الآن قبل الزواج ولكنها تعمل منذ الصباح وابتسم ساخراً هي تأشر لصبي منذُ الصباح ولكنها تتجه الآن إلي مكتبها حمداً لله علي الرحمة فستترك الصبي يرتاح وترحمه هو من الانتظار ولكن آي حظ له هذا أنها فتاة البصل تتجه إليه يقسم أنه سينتقم من تلك الفتاة ولكن حين ينتهي من تلك الطفلة المدللة فتاة الإشارات
وأقترب من الغرفة التي تجمعهما و لكنه توقف عند فتحت النافذة حين سمع فتاة البصل تقول :
- أشربي بقي قاعدتي تقولي عليه سمج وبارد ولازم ننتقم و أه هيبقي جوزك ويا سلام بقي لو عرف أنك أنتِ اللي شيرتِ الصورة علي الحساب الوهمي تصوري معايه ممكن يعمل إيه كده تصوري ولا بقي لو عرف اللي كنتٍ هتعمليه فيه عشان تربيه علي اللي عمله مع عاصي لو عرف ممكن يقتلك قبل ما يتجوزك .
نظرت لها بغيظ و الغضب في عينيها و تصيح بصوت صارخ أعتاد الجميع علي جنونها منذُ زمن :
- أسكتٍي يا زفت خالص قال أتجوز قال دا أنا كنت بحلم بمهند و أرناف و عمر يبقي أصوم أصوم وأتجوز ماجد أنا هكلم آدم وجدي مش هسكت لو وصل الموضوع هعمل بقي أن أغمي عليا و أنتٍ عرفه بقي الباقي اللي عوزه بيتعمل
قال ماجد قال
- ضحكة عائشة بشدة ثم هتفت :
يا بنت الإيه بس لو منفعش الموضوع بالله عليكِ يا هند لو هتدبسي يبقي سيشن بتاعك علي العربية الكارّو ونكتب عليها بكرة تبقي مرسيدس وأنتٍ وهو والحمار واو
وفي تلك الحالات الجري نصف الجدعنا و هنا في تلك الحالة الجدعنا كلها فهند ستقتلها من قوة غضبها و جرت الأخرة وخرجت من الغرفة وهي تضحك بشدة و الآخر مازال واقفًا بالخارج يشعر بالأرض تدور من حوله طفلة تلك هي الطفلة من هي الطفلة يا أبَله هذه الفتاة تستحق لقب رئيسة عصابه وبجداره فنظر لها من النافذة بينما كانت هي تجلس بداخل وتنظر للحاسوب وتبتسم فهتف هو بتوعد :
- صبرك عليا، أما وريتك أيام سوده
.............................
لا يعرف ما هي وجهته سيذهب إليها يريد أن يتكلم معها يريد أن يراها أسرع إلي بابا المنزل ولكن صوت أبيه أوقفه و :
- جواد أنت رايح فين
نظر له ثم أكمل طريقة وهو يقول له بعدم اهتمام :
- مشور
وابتعد و عن نظرة بسرعة ولكن سعيد غالب هتف بأحد رجاله الذي جاء علي الفور :
- وراه يا صالح شوفه رايح فين
ورحل الرجل أيضاً وسعيد غالب يتابعه بأنظاره ثم يهتف
- هتكون ليك يبني هتكون ليك حتي لو بعد مية سنه مصطفي مهران بيستعجل موته
...........................
يجلس مع أمه سعيد جداً منذُ أن أخبره العم كامل بالخبر الجد والخالة وافقا علي الزواج من الحبيبة الغالية ظن أنها قد ضاعت من بين يديه ظل يحافظ عليها حتي حافظ عليها من نفسه ابتعد عنها و اشتاق اشتا ولكن الله رءُوف بالعباد وعليم حفظها وتحمل الأحزان فسيكون الجزاء من جنس العمل بعد الأحزان فرح وبعد الفراق لقاء والحلال الحلال هو الحل لكل مشتاق و هو فائز فيقول الله تعال (( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ )) و الفوز كان الحلال وما أحله
....................................
دلف إلي غرفتها التي تعمل بها كانت تجلس علي الحاسوب الخاص بها لا تشعر بمن حولها فتنحنح هو فنظرت لها و ثم غضبت معالم وجهه علي الفور ثم وقفت وخبطت علي مكتبها بكفيها و بنبرة حادة قالت :
- نعم
نظر لها وابتسم بتصنع و دلف إلي الداخل فرفعة أحد حاجبيها و :
- هو أنا قولتلك ادخل
جلس أمامها علي أحد الكراسي الموضوعة أمام مكتبه و قال ببرود :
- مش لازم تقولي يا حبيبتي المهم يله
- حبيبتك ويله ...... هتف باستغراب و رفعة يديها و قامت بعمل حركة أمام رأسها و هتفت باستهزاء :
- أنت مجنون ولا إيه
- مجنون، كده يا نودي تقولي علي خطيبك مجنون بس أنا هستحملك لحد ما تكبري أصل جدي قال أنت يبني هتتعامل مع طفلة لازم تستحمل
والغيظ الشديد تريد قتلة الأن طفلة هي طفلة ما تلك المهزلة أحمرت وجنتها بغضب شديد و :
- طفلة مين دي اللي طفلة ولما أنا طفلة بيبلوني بيك ليه عشان يكنش هنلعب في الشارع في الطين مع بعض طفلة بقي.
ضحك بشدة منظرها غضبها هتافها بصوت يشبه الصراخ و :
- والله روحي اسأليهم بيقولوا عنك كده ليه أنا مالي
سارت باتجاه باب الغرفة بغضب ثم وقفت وقالت له :
- طيب أتفضل بقي من هنا حالاً
- لا مش هتفضل برحتي أنا حابب هنا يا طفلتي
خبطت الأرض بقدميها ثم هتفت بغضب و غيط :
- خليك أشبع بالوضة لوحدك أصل الجو هنا سقع يا..... يا بابا
- الله يكرم اصلك يا بنتي
وخرجت غاضبة وهو يضحك بشدة وصوت ضحكاته تصل إليه و يزيد من غضبها و تمردها
..........................
اصطحبها بعد رفض منها و تصميم منه أصحبها إلي غرفته كانت تسير بجانبه وتدعي الله أن لا يتكلم معها أحد و هو يشعر بالفرحة لأنها معه ولا يعلم ما سر هذا الشعور دلفت إلي غرفته فأعجبت بها كانت رقيقه ومنظمة فجلست علي كرسياً أمام المكتب حين حمل معصفة الأبيض و قام بارتدائه بسرعة كانت تنظر له بافتخار شديد وفتظر لها وابتسم ثم أستأذن منها وحمل بعض التقارير و خرج من الغرفة وهو يقول :
- هطلبلك عصير خمس دقايق وجاي
ولكن بعد خروج من الغرفة بقليل دلف أحدهم ونظر إلي فداء وأخذ يتفحصها وهي تنظر له بعدم فمهم و
.....................
كانت تسير باتجاه مزرعة الفواكه لتري كيف يسير العمل هناك عندما قابلة جواد في طريقها نظرت له وحيته كما تفعل ولكن ما به متغير بعض الشيء ينظر لها ولا يتكلم كأنه مريض تعجبت من نظراته وصمته فظنت أنه غاضب مما جري مآخرا في بيتهم ف:
- جواد أنت زعلان مني عشان اللي عملته عن.........
- أنتٍ هتتجوزيه يا عاصي !!؟
لم تستوعب السؤال ونظرت له بعدم فهم هل غاضب منها أم حزين أم ما به ولكنه صوته العالي أخرجها من صمتها و و لأول مرة يتجرأ يمسها من معصمهم هي خائفة المكان خالي من الناس وهو وهي بمفردهم و جواد غريب عن طابعه الهادئ و:
- ردي عليا هتتجوزيه متسكتيش كده
- جواد في إيه، سيب إيدي
- هتتجوزيه ليه يا عاصي ردي
و الدعم جاء من العدم علي حصانه لينجدها منه لعله لطف الله بها ولكن الامر أصبح الأن صعب للغاية ومن ينظر لوجه عزالدين يقول أنه سيقتل أحدهم الأن والآخر يبادله النظرات وربك العليم
↚
لا تعلم من تلك الفتاة التي دلفت إلي الحجرة دون أن تطرق الباب وتنظر لها هكذا نظرات مُتفحصة نظرت لها فداء وإبتسمت بحياء ولكن الآخري مازالت تنظر لها بنظرات إستنكار وتفحص ثم هتفت بصوت جامد : ...
- أنتٍ مين وبتعملي هنا إيه
بماذا تجيب من الواضح أن تلك الفتاة الجميلة تعمل هنا وبالتأكيد تعرف هي صديقة آدم في العمل هل تخرج مُفكرتها وتكتب من هي أم تلتزم الصمت و لكن الفتاة قالت تلك المرة بصوت عالي :
- بقولك أنتٍ مين
وتنفست برياحة حين سمعت صوته يأتي من خلف الفتاة الجميلة نعم جميلة حقا فجسدها يشبه عارضات الأزياء التي ترهم في المجلات التي تحضرها هند وشعرها طويل ولكنه ليس كشعر عاصي و عينها كسواد الليل و لكن ليست واسعة مثلها وجدت نفسها تقارن بين الفتاة مجهولت الهويه وبين كل من تعرفة ولكن لما صوت آدم غاضب حاد هكذا تابعت الحديث الدائر بين آدم الذي دلف إلي الغرفة ووقف بجانبها والفتاة التي تنظر له بعدم فهم وقالت :
- مين دي يا آدم !!
نظر إلي فداء بحنان ثم ابتسم لها و :
- دي فداء يا دكتورة سلوي مرآتي
و هنا تذكرتها فداء تلك هي سلوي الفتاة التي جاءت مع آدم إلي المزرعة ولكنها غيرت من لون خصلات شعرها إذن هي الفتاة التي يحبها آدم تابعة الفتاة وملامحها التي اشرقت بإبتسامة ساخرة و :
- أنت أتجوزت..... ومن دي تصدق هي دي اللي تنفعك أصلها شبه إستيل أخواتك
و غضب ملامحة غاضبة و نظراته مشتعلة و هي محرجة فماذا لو علمت أنها بكماء بالتأكيد ستسخر منه ومنها يالله العون وبنبرة متزنة خالية من غضبه الذي ظهر لها هتف :
- دكتورة سلوي حضرتك كُنتٍ عايزه حاجه ، أصلنا نزلين
- لا يا دكتور آدم كُنت جايه أشوفك ثم نظرت إلي فداء وقالت أصلك وحشتني
- اضطرب آدم بشدة وعينيه معلقه بفداء المبتسمة و كأنها تطمئنه فنظر لسلوي و :
- شكرًا يا دكتورة سلوي عن أذنك بقي ثم نظر إلي فداء وإحتضن كفها و سار بها مبتعداً تركاً الأخري تنظر لهم بسخط و غضب شديد
..........................
نظراته حارقه تكاد تقسم أنها لم تشاهد تلك النظرات في عينيه من قبل و قلبها يعلن الحرب عليها فدقاته تتسرع و الآخر ينظر له بتحدي و مازال متمسكاً بمعصمها وهي تحاول بكل قوتها أن تهرب من قبضته ولكن صوته العالي أفزعها وهو يهتف بجواد :
- سيب إيدها
والأخر لا يسمع ولا يتكلم كأنه غير متواجد ولكن عينه تتكلم بحق الله ستندلع الحرب وهو متبلد من الشعور و هي الصائحة هذه المرة عندما شعرت بالوجع من قبضته التي تزداد علي معصمه وبنبرة متألمة هتفت :
- جواد سيب إيدي ، إيدي بتوجعني سبني
ولكن عز الدين عندم سمع صوتها الموجوع من شدة الالم لكمه في وجهه بشدة وإضطر جواد أن يترك عاصي لأن وقع علي الأرض علي آثار ضربت عز له ف إبتعدت هي عنهما قام جواد واخذ يردد لغز الدين الضربات ولكن كات يتفداها بمهارت خبير ثم يضربه بشدة معركة محسومه من قبل لصالح عز الدين والدماء تسير من وجهه جواد بغزاره وهي تبكي بشدة خائفة هي وبعد لحظات إجتمع الرجال الذين وقفوا ليفصلون بينهم و
......................
- إلحق يا حاج سعيد جواد بيه وحقيد الحاج مصطفي بيتخنقوا في مزرعة الحاج مصطفى
نظر إلي الرجل الذي يلهث بأنفاس متسرعة ثم قال بصوت مرتفع وهو يسرع بالخروج من بيته:
- هات الرجاله وتعاله ورايا بسرعة
و السرعة مطلوبه في تلك الحالة و الله العليم بالوضع الآن
....................
الرجال يفصلون بينهم وعز الدين غاضباً بشدة من ذلك المعتوه الذي أمامه ينزف الدماء والآخري تبكي ، و بسرعة البرق أنتشر الخبر و حضر أيضاً الجد مصطفي الذي نظر إليهم بغضب ثم نظر لتلك التى تبكي ففهم أن الأمر يخصها وعمال مزرعة مصطفي مهران يقفون خلفة ينتظرون الإشارة للفتك بسعيد غالب الذي يقف ينظر بجانب إبنة يحتضنه و رجاله من خلفه وينظر إلي عز الدين ومصطفي مهران ثم هتف بحده :
- ينفع اللي حصل ده يا حاج مصطفي ولد ولدك يتعدي علي إبني كده
- أحنا لسه منعرفش اللي حصل يا سعيد ومنعرفش مين اللي أتعدي علي التاني خد ولدك وأعرف منه إيه اللي حصل ونتكلم بعدين
و الحكمة هي أن ينفذ و الأن وتحرك وإبنه وباقي الرجال منسحبين من معركة خاسرة محكوم عليها من بداياتها و نظرات موجهه من مصطفي مهران لأحفاد و رسالة لاحشد المتجمع :
- كل واحد علي شغله يله
والجميع يتفرق ولم يبقي سوا ثلاثتهم هي جدها ينظر إليها وهي تنظر إليه وهو يتهرب منهم ونظرات كانت لما هو أمامه و أم من الجد :
- تعالوا ورايا
و السمع والطاعة هما الحل وكان هو أول من أستجاب و هي خلفه تسير بخضوع
...................
منذُ الصباح و هو يتابعها يتلزز بنظرات الغضب من عينيها هو أقسم علي أن يجعلها تندم علي فعلتها ، أما عنها لقد تعمدت البعد عن أنظاره ولكن كان هذا كله لا ينجح هو يتابعها منذُ الصباح تود لو تلكمه في وجهه كم بغيض هو من أين هبت عليها تلك النصيبه وأي حظ لديها هذا الذي يرسل لها ذلك السمج فيكون هو خطيبها وزوجها المنتظر و أسفه علي تلك الأحلام التي ذهبت هبأن ، أتجهت إلي المنزل وهو يتبعها ويسير خلفها يقوم بفعل أصوات البلابل والعصافير ربه لا يليق به هذا الصوت يليق به هو يليق به صوت الغربان ،ألتفت له بغضب وهتفت بصوت حاد غاضب :
- أيه رايح فين وبعدين بطل الصوت ده صدعتني
- طيب الحمد لله
- نعم ! إيه هو اللي الحمد لله؟
- أنك صدعتي عشان تخليكي فكراني
ضغطت علي شفتيها السفليه بضيق وأحمرت وجنتها بشدة من شدة غضبها و سارت مسرعة بإتجاه منزلها وهو خلفها يضحك بشدة و التمتمه هي الحل الأن فسلاح بنات حواء هو التمتمه :
- بارد.. ساقع.. سمج.. تقيل..سفيق
.......................
- أنا عايز أعرف إيه اللي حصل بظبط
هتف بها مصطفي وهو ينظر إلي عز الدين بنظرات جاده فهتف الثاني غاضباً مُحتجاً :
- جدي عاصي خطيبتي حالاً و محدش ليه الحق أنه يبصلها بعينه واللي هيعمل كده يبقي هو الجاني علي نفسه و أي حد لازم يعرف ده
- و مين بصلها يا عز
- والله روح أسال الأستاذ اللي داخل ارضنا و بيتعدي علي حريمنا والمطلوب منه نرحب بيه
وحين الغضب تضرب العصا بالأرض الصلبة لتعلن عن الرفض الرفض التام لكلماته الأرض أرضه والعرض عرضه وهذا الشرف الشرف شرفه والصياح كان منه :
- أعقل الكلام اللي بتقوله يا ولد كامل أنت في أرض مصطفي مهران وكل هنا تحت حمايتي حتى أنت
- يبقي متلومنيش علي اللي عملته
نظر إليه مطولاً ثم إلي الصامته خلفه تستمع ولا تقاطع كعادتها ولا تعارض بشأن يخص جواد أذن فهو المذنب و عليه أن يتعامل فسند علي عصاه ثم سار بها مبتعداً عنهم و الوجه كانت محددا من قبل برأسه ولا أحد يمنعه
....................
تأملها وهما يجلسان في احد المطاعم المشهورة في المنطقة و التي يعرفها هو جيداً ظل يتاملها وهي تتهرب من مواجهة عينيه تنظر إلي ما حولها إلا هو هل هي حزينه أم تخجل منه أم هي استاءت من فعلت سلوي يالله كيف كان يتعلق بها وهي هكذا لماذا لا يري تلك المساوئ التي يراها الأن هل كان مخدوع هكذا و سبحان من أظهر له الحق قبل فوات الأوان و لكن تلك الفتاة التي أمامه لماذا ساندته أمامها تلك الفتاة التي كل يوم يجد نفسه ينجذب لها بدون فكر أو مجاملة كيف يكسر تلك الحواجز التى بينهم يا الله كم هي بريئة وجميلة مثل الطفلة الصغيرة ولكن لما الحزن في عينيها الجميلتين هتف بحنان :
- فداء
- وأخيراً اللقاء لقاء العينين و إبتسامة منها تكسر الصمت وترسم بسمه علي ثغرة لا يعرف سرها :
- مالك
أخرجت مُفكرتها من حقيبتها و كتبت بسرعة :
- مفيش حاجه
- أنت زعلتي من اللي حصل صدقيني أنا بجد مليش ذنب
- و الإجابه كانت: مفيش حاجه حصلت
ربه هل يوجد ملائكة علي أرض البشر هل يوجد رضا كهذا و ما السبيل للرّاحة سوا وجود أمثال تلك الفتاة بعالمك لتخبرك أن الحياة مازالت بخير وأن الشيطان لم يتجسد في كل أبناء آدم بل يوجد من هم مازالوا علي فطرتهم الأولي كما خلقهم الله .. إبتسم لها وقال :
- هو أنا ممكن اطلب منك طلب
- والسرعة كانت من رأسها التي تحركة بموافقه :
- أكيد
- ممكن لما تحب تقولي حاجه او تكتبي حاجه تكتبي علي كف إيدي
و العين مُتسعه و حمرت الوجه طغت علي وجنتها و أكمل هو :
- عايز أحس بكل حرف عوزه تقوليه عايز أقربلك تسمحيلي
الخجل ثم الخجل ثم الخجل والأن هي بحاجة أن تهرب او تنشق تلك الارض وتبتلعها او من الممكن تكتفي بكوب ماء بارد يطفئ أحمرار وجنتيها
......... ........
لم تشهد من العذاب مثل ذلك العذب كل ليلة منذُ زواج أبنتها يقوم بضربها وسبها ولا تعلم أين المفر من هذا الظالم نظرت إلي الصغار الذين يجلسون علي أمامها و قالت في نفسها :
- مش عارفه أعمل أيه في العذاب ده ربنا يخلصني أنا وانتم بس الحمد لله قلبي أطمئن علي فداء ربنا يهدي سرك يا بنتي ويبعد عنك كل شر ويا رب قويني علي اللي جاي
- دلف إلي الغرفة وهو يحمل زُجاجه من الخمر بيده ويترنجح هنا وهُناك ثم نظر لتلك الجالسه علي الأرض الصلبه بغل وهتف :
- أنتٍ وبنتك السبب في اللي أنا فيه سعيد طردني من الشغل ومصطفي مش راضي يشغلني وكل ده بسبب بنتك الخرسه بس والله لقتلها وأشرب من دمها
والظالم هو الظالم يتلذذ بالظلمه ويشعر أنه منتصر و من عرف باب الذنوب ولم يعرف باب التوبه إلي الله هو الخاسر
.........................
هي وهو وشجرة التوت والمكان خالي من حولهم بعد رحيل الجد مصطفي ونظراته لها تبحث بتفصيل وجهها و هي تنظر له دقيقة أثنان ثلاثة و الصمت ولم تتعالي سوا شهقاتها و هو يقترب وهي تبتعد بخطوات مشتته و :
- والله يا عز هو هو اللي كان عامل زي المجنون بس أنا مليش ذنب
وإشارة من يدة تمنعها من الكلام و يقول لها :
- اسكتي يا عاصي مش عايز أسمع كلمة عن الموضوع ده
وإتساع عينيها يديه مجروحه و الخوف في عينيهاتجسد و السرعة بفك ذلك الشال من علي رأسها و :
- عز الدين أنت مجروح
وبدون هتاف وصياح وإنتظار أمسكت كف يديه ولفت الشال عليه وهو يبتسم علي منظرها و
- متخفيش مش هموت من جرح زي ده
-بعد الشر....
و النظرات كفيلة بكتابة انشوده الحب هي تحب وهو لا يقدر علي الفراق مهما طال البعاد و لكن صوت آخر من خدم القصر يخرجهم من تلك اللحظه :
- عز بيه في ضيوف وصلوا وعوزين حضرتك
↚
منذُ دقائق فقط كان معها وينظر لها بحب وبنظراته يجسد لها أحلامها التي كانت ترها عندما تخلد إلي الفراش و الآن يعانق تلك الفتاة بحرارة والوقحة تقدمة أمام الجميع وقبلته علي ثغره ، وقفة بجانب أختها التي تفتح ثغرها وحدقتها بعدم تصديق بينما أخذت تنظر هي وتتابع لهفته علي تلك الفتاة وعلي ذلك الشاب الذي يقف بجانبه الآن تود أن تتوسل لأحدهم... أن يقتلها نعم يقتلها فالموت هو الحل لما تشعر به هي عينها تدمعاً ولكنها متماسكة تنتظر لقاء عينيه حين يتذكرها ولكن شيءٌ أخر بداخلها يدفعها بالتماسك يحسها علي ذلك و أختها تنظر لها ثم تنظر لذلك المشهد الذي لم تره إلا علي شاشة التلفزيون و الفتاة تتكلم الآن واللغة مختلفة كالوضع ولكن هي تفهم الحديث الفرنسية كانت أحب المواد إليها لا تعرف لماذا تعلمتها ولكن الآن علمت أنها مهمة جدًا و تلك الصفراء شبيهة صفار البيض تهتف :
- أشتقتُ إليك يا عز الدين وأشتقتُ لمغامرتنا المجنونة
و هو يحتضنها بين زراعة و يسايرها فيما تفعل و :
- وأنا أيضا هيلين
أشتياق وأشوق وهي تقف ألم يقل منذُ قليل أنها خطيبته ألم يتكلم و كلامه يكون مضموماً لياء الملكية خاصته و الغريب الذي أخذ دوره هو الآخر في الأشواق تلك والمُعانقة والترحاب أخذ ينظر إلي ما حوله بنبها و ينظر لها أيضا نظرات مطوله ثم أنتقل إلي أختها للحظات وعادة أنظارة لها مرة آخري و هتف ولكن أنه يتكلم المصرية و بطلاقة وصوته كان يحمل نبرة ماكرة :
- واو يا عز الدين المكان يجنن و عرفت ليه أنت قاعد هنا
والغمزة من عينيه فإستفاق الأخر ونظر علي ما ينظر و كانت النظره نارية لها ولهند وللواقف بجانبه الذي أكمل كلامة :
- بس مش هتعرفني
والفتاة أخيراً تركت أحضانه أم هو الذي تركها و الوجه كانت لها وقف بجانبها و إحتضن كف يدها بين قبضت يدة و هتف بتملك :
- دي عاصي مرآتي
و العين صديقه تتسع من المفاجأة و أختها تنطر له و هي آآه منها هي ضاعت هي و انتهت بكلماته فهل للرحمة بقلبها
........ ...............
مزرعة سعيد غالب تتشرف بوجود مصطفي مهران الذي لم يخطوها منذُ زمن طويل هُناك حقيقة مبهمه في الأمر لا يعلمها سوا الراحلون و الأن الماضي يتجسد و طرف الخائط عندهما سعيد غالب مصطفي مهران ما سرهما الدقين ينظرون لبعضهم بسخط و العين تحكي وتقسم أن تلك النظرات هي نظرات كره ونفور و دائماً البداية منه :
- أبعد أبنك عن اللي يخصني يا سعيد
- ولو مبعدش إيه اللي هيحصل .... هتقتله
وبنظرات سابته و جادة أجاب:
- خاف عليه في حجات كتير وجعها بيكون أقوي من القتل
و التحذير كان و النظرات قبل أن يغير وجهته و يضرب بعصاه الأرض و يسير عائداً من حيث آتي و لكن :
- أنت وافقة بتجوز أحفادك لأحفاد سالم عشان خايف الحقيقة تكشف وأمرك يتفضح
ثواني وهو واقف بمكانه و الأخر ينظر إليه ينتظر أن يلتفت ليري تعبير القلق في وجهه ، ومن مكانه ومن موضعه ولم يلتفت و بجديه صوته المعهودة :
- مصطفي مهران الخوف ميعرفلوش طريق وقولتلك أبنك يبعد أحسن ليه وليك أنا سكت زمان حالاً مش هسكت
و الآخر ينظر له حتي غاب عن مرمى بصره و الغضب والغل يعتري نظراته و :
- مش كل مره أنت اللي هتحط قانون اللعبه يا مصطفي ومش كل مره هتفوز
.......................
تجمع وتجهز الأغراض وتشتري المُشتريات و هو لا يفهمها بالتأكيد هذه ليست زوجته جلس يقرأ الجريدة وينتظر عودتها سيتكلم معها ويعرف كل شيء وما هي إلا لحظات و دلفت وهي تحمل الكثير والكثير من المُشتريات و خلفها الخادمة أيضاً تحمل بعضها نظرت له بهد أن وضعت الأغراض من يديها ثم جلست بجانبه وهي تبتسم و :
- بتعمل إيه يا حبيبي.
نظر لها بحب بخوف بعدم فهم حبيبته وأم أولاده من أفقدته التفكير والتعقل إيمان الغاليه وبنبرة حانيه :
- بقرأ الجرنان، وأنتٍ كُنت فين يا حبيبتي
إبتسمت بفرحة وأخذت تقول :
- كُنت بشتري حجات أنت ناسي أن يوم الجمعة قرب معدش إلا يومين سلمي هتنخطب و عز وماجد هيكتبوا كتبهم يعني لازم يكون كل شيءٍ جاهز
- إيمان أنت فرحانة بجد أن الولاد هيتجوزوا وخصوصًا أن ده أمر بابا يعني... يعني
- يعني كان لازم أرفض... صح
هز رأسه بموافقة فإبتسمت وقالت :
- كُنت هعمل كده لو أختار أي حد بس ده أختار عاصي وهند ولاد الغالية يعني ولادي أمال كانت أكتر من أختي صحيح أنا خايفه من الجوازة دي لأن عز وماجد مختلفين عن عاصي و هند بس مع ده فرحانه والأكتر فرحانه بسلمي هبقي مطمئنة عليها وهي مع أحمد صحيح كنت رافضة بس أنت عارف سبب الرفض. هو أحنا هنروح المزرعة أمتي ؟!
- المزرعة إيمان تريد أن تذهب للمزرعة بعد سنوات كثُر كانت ترفض أن تذهب إلي هُناك و بإستغراب قال:
- أنتٍ عوزه تروحي المزرعة يا إيمان!
- أيون عايزه أحضر كل حاجه بنفسي
- مالك يا إيمان
ضحكة بشدة زوجها يستغربها و عنده حق كل الحق له هي أيقنتْ أن الفراق قريب ويجب أن تكون لها ذكرى طيبة داخل عقولهم وتتمني ذلك من الله
........ ........
هي معه منذُ الصباح يعاملها بحنان وبحترام يقدرها و يبتسم لها اصطحبها إلي السينما وشاهدوا أحد الأفلام الرومانسية الذي أختاره هو جخلت كثيراً منه يحتضن كف يدها الصغير بكفه و يتعمد النظر إليها في أكثر المشاهد رومانسية فتفتح عينها باضطراب ثم تنظر إلي الأرض ووجنها مُشتعله بحمرة الخجل و هو يضحك بشدة و بعد أنتهاء ذلك الفيلم الذي لم تشاهد نصفه بسبب خجلها الشديد وبداخلها تدعوا الله أن تستمر تلك السعادة والفرحة التي تشعور بها وتشكر الله علي تلك النعمة، أستقلوا السيارة معاً حتي يعودوا إلي المزرعة ولكنه ظل جالسا ينظر لها ويبتسم ولا يعرف لماذا هو الآن يشعر بالراحة لوجودها ويريد أن تبقي معه سيشكر الله دائماً علي تلك النعمة وسيشكر عاصي أيضاً وعند عاصي تذكر أمر زواجها عاصي وعز الدين هل ينجحاً تنهد و هي تنظر له و لقد فهمت أن هُناك أمراً ما فكتبت له في مفكرتها ثم مدت يدها لها فنظر لها و قرأ ما كتبت و كان :
- معلش أسالك...... مالك؟
نظر لها وبمعالم غضب مصطنع فاضطربت هي فهتف بجديه :
- فداء أنتٍ مش مرتاحه معايه يعني شيفه أن مصلحش أكون زوجك وياريت تردي وبلا خجل أو خوف .
هزت رأسها بسرعة وهي ترفض الأمر هي سعيدة جدًا بالامر بل لا تصدقه أخذت المفكرة منه وكتبت بسرعة
-لا أنا مرتاحة و..... سعيدة
وترددت في كتابتها ولكنه دونتها بيدها وقلبه هو الذي يرشدها إبتسم بهو بفرحه و هتف :
- وأنا كمان فرحان أوي وبدام أحنا الحمد لله مرتحين لبعض و دي علامه ان طريقنا واحد أن شاء الله ، إبتسمت بخجل ، فأكمل هو لما تكوني عاوزه تسالي علي حاجه هتقومي شدة كف أيدي و تكتبي اللي أنتٍ عاوزه بدون مقدمات وده أتفاق و هنبدأ حالا .
وضع كف يده علي كف يرها الصفير و أشار لها أن تبدأ فنظرت له ثم كتبت وهي تشعر أن وجنتيها تحترق و كتبت بإضطراب :
- مالك
- نظر لها و قال : حول أوي كده قلقان عشان عاصي وهند هما كل حياتي مش هستحمل لو حاجه زعلتهم
- هل تقول له أن هي الوحيدة التي علي درايه بفرحة عاصي الأن تحقق أحلام باتت مستحيلة بنسبه لها ولاسف لا تري إلا عز الدين أمامها ونست ما كان و هذا هو المخيف تنساق وراء عاصفه و لا تري مساوئ ربما تنهي كل ما هو أخضر ويابس في قلبها .
وبحكمه عقلانية كتبت له :
- لا تخف من ما هو آت فكل شيءٍ مقدر من عن الله و ربك بيختار لنا دائمًا الخير فسبها علي الله .
- قبل يداها نظر لها وقال : ونعم بالله ربنا يخليكي ليا ويبارك ليا فيكي يا رب
اذاً فيجب أن تعتاد علي الخجل معه فهو لا يتعمد أن يخجلها ولكن هو بطبيعة يفعل هذا ظلت يداها بين يديه و شغل هو محرك السيارة و أسرع حتي يعودان إلي المزرعة
.................
رحب الجد مصطفي بأصدقاء عز الدين ولكنه كان ينظر إلي حفيدة بضيق شديد فتلك الفتاة الشقراء منذُ قدومها ولا يصح هذا الأمر أستاذنا منهم ثم ذهب لغرفته لكي يرتاح قليلًا ، جلس عز الدين وماجد ومعهم عمرو يتحدّثون
وكانت هيلين تجلس معهم بجانب عز الدين بينما جلست عاصي و هند وعائشة يجلسون بجانب بعضهم ويتابعون تلك الفتاة بغضب وحنق فهتفت عائشة بغيظ:
- عاصي أنت سكته ليه علي اللي بيحصل ده
ظلت تتابع بنظرها المشهد الذي يسير أعصابه ثم قالت :
- يعني أعمل أيه أروح أقعد جنبه أنا كمان
- محدش قال كده بس أعملي حاجه عشان يعرف أنك مش عجبك الوضع دا أنا نفسي أضربها
- عائشة اسكتي هتفت عاصي غاضبه
نظرت عائشة إلي هند التي تنظر إلي الفتاة بغل وحقد و كأنها زوجة أبيها فرفعت حاجبها و إقتربت منها وقالت :
- بتفكر في إيه يا كبير
- هتشوفي
- أستر يا رب
ولم تنظر إليها بل كانت تنظر للفتاة التي وضعت يدها علي لحيته و اقتربت من أذنه وتهمس له فإبتسم هو ونظر إلي عاصي التي تنظر له فقام وهتف بإسمها و :
- عاصي لو سمحتي ممكن ثواني
تقدمت نحوه بملامح جامدة عابسه و قالت :
- أفندم
رفع أحد حاجبيه و نظر لها لم يفهم سر تلك النبرة الغاضبة ف:
- تعالي معايه ثواني
و سار مبتعداً فلحقت به حتي خرجوا من الغرفه ، بينما نظرات هند وعائشة تتابع الفتاة التي أخذت تتحدث مع ماجد و تضحك معه فهتفت لعائشة :
- البنت دي جابت أخرها معايه وهوريها أيام جاز قبل ما أولع فيها دي جيه تتعلم هنا كيف تشقطين رجلاً
ضحكة عائشة بشدة و قالت :
- البنت مش هتستحمل و بعدين تشقط مين دي جيبه معها موز أنما أخر حاجة
- غمزة هند لعائشة و قالت : هو إيه النظام
- ولا نظام ولا غيرة يختي ركزي مع البنت اللي شكلها بترمي الشبك علي ماجد
- نظر هند لماجد و الفتاة و قالت ساخرة :
يا رب يختي يا رب تخده والله هشكرها وأديها جموسه هديه
وبينما هي تتحدث عن ماجد وتنظر إليه إلتقت أعينهم كان يبتسم فغمز لها بعين فأخرجت له لسانه و قامت بسرعة وتركت الغرفه ومن ورائها عائشة التي تضحك و......
↚
أخذت عائشة تضحك بشده عليهما ، بينما بالخارج وقف عز الدين ينظر إلي عاصي بحب ثم هتف متعجباً: ...
-أنتِ مالك
نظرت لهُ بغضب و ثم قالت بنبرة حادة :
- مالي يعني ما أنا حلوه أه
ابتسم لها ثُمَّ أخذ يتفحصها بنظراته التي أربكتها و هتف :
- ما أنا عارف أنك حلوه .
- ها
- وحلوه أوي كمان
وهذه الكلمات كافيه لتُشعل وجنتيها بلهيب حارق يجعلها تفكر في الفرار منه يربكها يخجلها وأمام تلك النظرة من عينيه فليذهب الخجل و الارتباك معاً إلي الجحيم ويصحبوا معهم تلك هيلين لكي تشعر بالسلام ظل ينظر لها للحظات قبل أن تهتف هي بارتباك :
- كُنت... كُنت عايز إيه
- اه صحيح هيلين كانت عوذة تعرف أوضتها فين عشان تغير هدومها
- نظرت له باستغراب ثم هتفت بنبرة حادة :
- نعم
- في إيه!
- هي هتنام هنا
- أها لسه هيمشوا بكرة ولا بعده
نظرت له بغضب هو لا يفهم شيء فقالت بغضب وبصوت مرتفع :
- وانا اللي أحضر ليها الأوضه، ما تشوف حد من الشغلين ، بص أنا عندي شغل لازم أخلصه سلام
وأسرعت راحله
ظل ينظر لها حتّي اختفت تمامًا من أمامه وهو مُتعجب من افعالها الّتي لا يفهمها، و ما هي لحظات وجد هند تقف أمامه وتنظر لهُ فنظر لها بعدم فهم فنظراتها كانت تحمل غضب شديد ثم هتفت :
- أنت كنت عايز عاصي تعمل إيه وانا أعمله وهي زعلانه ليه
- كنت عايز تشوف حد يحضر لهيلين أوضه عشان ترتاح معلش يا هند تشوفي الموضوع ده
- أنا أه أكيد من عنيه يا عز الدين
- شكرًا
و دلف إلي الغرفة مرة أخري وهو لا يفهم ماذا بها وجلس معهم ولكن عقله عندها هي ، بينما بالخارج أخذت هند تقول بخفوت :
- استعنت علي الشقي بالله
وسارت تدبر أمراً لا يعلمه إلا الله فليكن اللُطف من الله
نظر عز الدين إلي أصدقائه وقال :
- ثواني و هند هتجهز الأوض يا عمرو نظر ماجد لهُ و هتف باستغراب :
- هند مين!!
- نظر له عز الدين بسخريه و :
- هو في كام هند هنا يا عم
بينما تكلم عمرو مبتسماً : - مين هند يا عز الدين أنهي و حدة في اللي كانوا قاعدين أنا عرفت وحده فيهم إلي هي هتبقي مرآتك التنين بقي إيه النظام أصل البيضة اللي عينيها عسليه دي الصراحة أموره خالص شكلي هخطب من هنا
نظر عز الدين إلي عمرو ثُمَّ إلي ماجد الّذي ينظر لهُ بغضب فقال عز الدين :
- اللي أنت بتتكلّم عليها دي هند أخت عاصي وآدم اللي أنت عرفته لما كان عندنا في باريس
- بجد
- وخطيبتي يا عمرو
نظر لهُ ثم لعز الدين الّذي يبتسم بشده و قال بأسف :
- أسف يا ماجد ماكنتش أعرف
- أديك عرفت بقي ثم قال لأخيه أنا ثواني وجاي
- طيب
أسرع ماجد يبحث عن هند وهو يتمتم بخفوت :
- أستر يا رب
................
خرجت من المنزل بأكمله تختنق هُنا تشعر أنها لا شيء هو يقول أنها امرأته بمجرد أن يشعر بالخطر حولها و لكن هي لا تستطيع أن تقول عنها رجلها لا تستطيع أن تعترف بهذا فهي لا تصدق الحلم كان بعيدًا جدًا بنسبة لها حتّي شعرت أنَّهُ مستحيل والان هي تعيشه ولا تعيشه تودُّ لو تقف أمام تلك الفتاة وتقول لها أنَّهُ رجلها هي وحدها و لكن بدخلها شيء يشعر أن ذلك الأمر ليس من حقها هل يوجد شيء أصعب من ذلك في قانون الإنسانية أن يكون بين يديك ما تريد و لكن محرم عليك الاقتراب منه ، وبينما هي تسير قابلة آدم وفداء كانوا بطريقهما إلي البيت فرحت كثيرًا لتلك السعادة الظاهرة على وجههم وحمد الله، أسرع آدم لها ووقف أمامها وعانقها بشدّة ثُمَّ قبل رأسها بينما كانت فداء تتابع بابتسامة محببه فهتف :
- و حشتيني
- مش باين ياسي آدم مهو من لقي أحبابه نسي اصحابه
- ضحك بشدّة و هتف : أنتِ اللي بتقولي كده أمال هند هتعمل إيه نقول غيره دي
- لا فرحه يا قلبي ربنا يفرحك يا حبيبي
احتضنها بشدّة فقابلة نظراتها نظرات فداء الواقفة خلف أخيها تبتسم ولكنها لاحظت دموع عاصي المتحجرة بداخل عينيها لم تفهم في بداية الأمر ما خطبها ولكنها عندما تركتهم و دلفوا إلي الداخل فهمت الأمر سريعًا و أستاذة آدم لتذهب إليها بينما نظر هو إلي عز الدين بغضب و توعد له سراً
....................
كان يجلس بغرفته ينظر إلي صورتها بحب ممزوج بالحزن بينما دلف سعيد الغرفة فأسرع هو ووضع الصورة تحت وسادته ونظر لأبيه الّذي، قال لهُ :
- عامل إيه الوقت يا جواد
بنظرات زات مغزي ونبرة متوعده هتف :
- كويس و هبقي كويس يا بابا متخفش بس عايز منك حاجه
- إيه هي يبني
- أعرف كلّ حاجه تخص مصطفي مهران
صمت سعيد غالب لدقائق ثُمَّ قال باستسلام وهو يتابع ملامح ابنه الجادة :
- هقولك على كلّ حاجه بس أوعدني إنّك متعملش حاجه إلّا لما ترجعلي
و الموافقة كانت منه و لا نعرف كيف سنسير فمن الواضح أنّ النار الّتي أخمدها الزمن ستشتعل من جديد
.......................
طلب آدم من عز الدين أن يتحدث معه فوافق وطلب من أخيه أن يقوم بتوصيل أصدقائه إلّي الغرف الخاصة بهم و سار هو مع آدم إلي الخارج، جلسوا معًا في حديقة القصر وبعد لحظات ساد فيها الصمت هتف آدم :
- عز الدين أنا مش هتكلم معاك عن عاصي بحكم أن أنا أخوها وأبوها وكلّ شيء أنت لازم تعرف شخصية عاصي كويس بدام هترتبط بيها
ابتسم لهُ بغرور و قال بنبرة متحمسة :
- آدم أنت بتكلم عز الدين اللي يعرف عن عاصي أكتر منك أنا اللي مربي عاصي
- صح هي تربيتك وكانت متعلقة بيك أكتر من أي حد بس دي كانت عاصي الطفلة مش عاصي اللي قدامك أنت تعرف عاصي بتزعل من إيه تعرف أكتر حاجه تستفذها عرف إيه اللي يخليها تطمئن لا يا عز الدين عاصي أتغيرت أقولك علي حاجه أنا على قد ما أنا فرحان بجوازك منها علي قد ما أنا خايف عليها
- خايف عليها مني
- خايف عليها من نفسها هسالك سؤال عاصي بنسبة ليك إيه ورد بصراحة
- في أوقات يكون الصمت أسلوب وأوقات أخري يكون الصمت ضياع وطال صمته و عندما لمح بسمة آدم الساخرة أخذ نفس عميق وقال
- عاصي مهمه أوي يا آدم مش عارف أقولك أيه بس عاصي ليا مهمه أوي يمكن مش أقدر أوصف شعوري بها بوصف معين بس هي مهمه جدًا بالنسبة لي
- أقولك على حاجه مش المفروض تعرفها ، نظر لهُ عز الدين باهتمام ، فأكمل آدم بجدية لو قولتلك أنك أنت عند عاصي أهم من نفسها هتقول اني كداب لو قولتلك أن لو خيروا عاصي بينك وبين الحياة تختارك بدون تفكير ، اتسعت حديقتي عز الدين بدهشه ، فأكمل آدم أنت عند عاصي حب طفوله وحب مراهقة و حب شباب ولأسف غصب عنها الحب ده أتحول لكيان جوها حتّي هي مش قدرة تعترف بده
- آدم أنت
- هتقولي عرفت منين ولا هتقول مثلاً أن بتوهم ولا هتقول إيه، زمان لما كانت صغيرة وأنت تعلمها حاجه كانت طول الليل تفضل تقولي عز الدين قالي عز الدين جبلي و كنت أقولها عاصي أنا اللي أخوكٍ مش عز الدين كانت تقولي عز الدين حبيبي كانت بتقولها بطفوله ومش فهم في مرهقتها اهتمها كله كان عشان ترضي عز الدين اللي بقي يستنكرها تيجي تعيط وتقولي آدم هو أنا وحشه أنا مش زي صحاب عز أحضنها وأقولها أنتٍ أحسن منهم مش بيهمها إلا أنت ولما سفرت حسيتها بقيت وحيدةً سكته على طول و فضلت كده أيام وأشهر ومش مبالغ لما أقول سنين لحد ما تعودت و كان كل ما اسمك يجي في كلام أحسن أنها عايزه تعيط و لما كانت بتعب وتبقي في عالم تاني اسمك اللي كان يتنطق في مرضها و تنادي عليك، أنا بقولك الكلام ده حالاً عشان أنا خايف على أختي بس مش من الحب يا عز الدين خايف عليها من الجرح
- و كل كلمه كانت تخترق قلبه وتدميه وجعً وتحجرت دمعه بعينيه و هتف بحزن : الجرح
- أيون أختي على قد ما حبتك يا عز الدين بمقدار السنين دي كلّها لما تتجرح هدوس على كلّ شيء عاصي بتفضل تسامح وتنسي لحد ما بتنهي كلّ شيء جميل جوها ولو حصل وجرحتها هتشوف عاصي قاسية ومش هطول منها رحمه لأنها هتحول لعاصي فعلاً فكر في كلامي كويس و اعرف أنا وأنت هنفضل أصدقاء وأخوت بس لو حصل حاجه أنا مش بتمنها لأختي وهي أنها تنجرح وتتعذب وقتها هبقي عدوك الّلدُود
وهستناك بكره الصبح تعرفني رأيك .
ورحل عنه وتركه يفكر ويفكر وينظر إلي ما حوله بشرود ولا يعلم ماذا يفعل .....
..................
صعدت علي ظهر فرسها و أخذت تتجول بالأرض الواسعة و تتابع بعينها أحب الاماكن إلي قلبها ذلك المكان يمثل لها كلّ شيء ، نظرت إلي الشمس التّي ستغيب بعد دقائق و انتحت قليلاً لتقترب من أذن مطر وهمست :
- يله لازم نرجع بسرعه يا مطر قبل الليل
و لكنها حين استدارت لتعود من حيث أتت وجدته مقبل عليها بسرعة بفرسه وينظر لها بشدة فاضطربت بشدة وتذكرة ماذا فعله في الصباح وأسرعت بالابتعاد ولكنه كان خلفها بالمرصاد وكم هي خائفة الأن منه وهو من أوصلها لذلك ولكن هل سياتي من ينجدها الآن..........
↚
تهرب منه ولا تعرف لماذا و لماذا هذا الخوف فهو جواد صديق طفولتها ولكن ما فعله اليوم كان غريب جدًا جعلها تشعر أنها بعد كلّ تلك السنوات لا تعرفه و لكنه الآن يصيح ويهتف :...
- عاصي أقفِ ثواني
ماذا تفعل الآن ؟ جاهدة الخوف بداخلها و بحركة سريعة أوقفه مطر ووقفت تنظر له لحظات ولحق بها وأخذ ينظر لها بندم فهتفت :
- نعم يا جواد عايز إيه مش كفاية اللي حصل
ظل ينظر لها بندم ثم قال بنبرة بمحملة بالأسف
- أنا أسف بجد ماكنتش حسَّ باللي عملته ، بس صدقيني كلّ اللي عملته كان نابع من شعور ج...
كان عليها أن تنهي الحديث الأن فلا داعي لتلك الكلمات الَّتي من الممكن أن تكون فاصل في طريق النهاية فهي ستقبل الأسف بدون مُبرّر فهتفت بنبرة هادئة :
- جواد مفيش حاجه حصلت لكلّ ده الموضوع عدّى وحصل خير
والنبرة كانت بأسف مخجل و نظرت محزنه و تابعها شبيه باعتراف و لكن المقاطعة كانت منها لا سبيل لهذا الان هي تريد أن تحتفظ به كصديق صديق طفوله كسابق ولكن نظر لها و ابتسم ساخرًا هي ترفض الاستماع لما يقول عاصي ترفض حتّي الاستماع ، و لكنه نظر لها مره أخري و قال بنبرة جامدة :
- أنا مسافر أنا وبابا بكرة وكُنت عاوز أطلب منك طلب
نظرة لهُ بعدم فهم وتعقب ثم قالت بنبرة هادئة :
- طلب إيه يا جواد أتكلّم
- بلاش تكتبِ كتابك ألّا لما أكون موجود لازم أكون شاهد على القعد أنا هرجع قبل يوم الجمعة
ابتسمت لهُ بخجل واحمرت وجنتها بشدة وهي تقول :
- أكيد دي حاجه تفرحني
و ينظر لها بتفحص و نظراته تعكس ما بداخله من عاطفة ربما تكون صادقه وربما يخفي خلفها ما لا يستطيع أن يفكر به عقل وتحيه منها وانصرفت مُبتعدة يتابعها هو بنظراته و تختفي الابتسامة رويدًا ..رويداً ليحل محله نظرات الوعيد ولا ندري وعيد لمن والله الخبير
........................................
دلفت إلي أحدي الغرف المخصصة لاستقبال الضيوف بالمنزل تجولت في انحاء الغرفة بأنظارها ثُمَّ هتفت بنبرة ساخرة مُحمله بمزيج الغضب والغل و هتفت :
- اما أشوف بقي أعمل إيه يليق باستقبال بنت العم سام والله العظيم لأخليكٍ تحلفٍ باليوم اللي جيتٍ فيه هنا ، أخذت تفكر ثُمَّ اتجهت إلي النافذة وقامت بفتحها وهي تبتسم بغل أكيد ناموس بلدنا يحب يستقبل هو كمان البنت الصفرة دي و أخرجت من جيبها زجاجه بها ماده بيضاء وقامت بالنظر إلي الزجاجة بسعادة و هتفت ربنا يخليك ليا يا كريم أكيد بودرة العفريت دي هتجيب من الاخر ذي يوم ما حطتها في أفا البنت عائشة كانت ها تموت يله بقي هي اللي جابته لنفسه انتهت مما تفعل ثم وضعت الزجاجة الفارغة بجيبها مرة أخره ووقفت لبعض لحظات ضغطت علي شفتيها السفلي بضيق و هتفت لاء أنا لسه بردك عوزه اعمل حاجه كده تخلي البنت دي تحرم تقرب من رجاله بلدنا أعمل إيه أعمل إيه أخذت تفكر ثُمَّ ابتسمت بانتصار لقيتها بس يا رب كريم يعرف يجيبه بسرعه أما وريتك يا بنت الفرنجة
كانت عائشة تقف امام باب الغرفة لتراقب لها الاوضاع وكلما تذكرة ما عزمت هند على فعله تضحك بشدّة وبينما هي تراقب الوضع ظهر أمامها ماجد الّذي كان يتابعها وهي تبتسم بدون سبب فرفع أحد حاجبيه ووقف أمامها شهقت عائشة من المفاجأة وتمتمت بتردد وارتباك واخذت تنقل نظرتها بين ماجد و باب الغرفة و :
- م... ماجد بيه هو.... هو في حاجه حضرتك
نظر لها بنظرات متفحصة و بنبرة هادئة قال :
- لاء... مفيش حاجه ، كنت طالع أشوف هند جهزت أوضة الضيفة ولا لاء
- ها .... آه هي بتجهزها خمس دقائق ويكون كلّ شيءٍ تمام
وفي تلك اللحظة خرجت هند من الغرفة مبتسمة بانتصار و كأنها فتحت أحدي الدول أو ما شابه وهتفت بفرح و بنبرة ساخرة :
- خلاص يا عائشة والله لتحلف باليوم ده
لم تري هند ماجد الّذي كان يقف خلفها وهي تبتسم وتقفز ببلاهة كالأطفال نظرت لها عائشة بنظرات محذره فنظرت لها هند بعدم فهم و :
- مالك يا بنت بقولك خلصت اللي اتفقنا عليه
- هو إيه ده بقي أن شاء الله
انصدمت هند بشدّة ووقفة مكانها واغمضت عيناها لتستوعب الصدمة وبعد برهه التفتت هند إلي ماجد و هي تنظر لهُ بنظرات غاضبة و :
- هو إيه اللي إيه خضتني، وبعدين وحده وبتكلم أختها فيها حاجه دي يا كابتن
ابتسمت عائشة بشدّة بينما شعر ماجد بالغضب ونظر لها بانزعاج و:
- كابتن ليه كُنتٍ شيفاني ماسك صفارة وبعدين أنتٍ نويه على أيه مهو أكيد أنتم الجوز كده بدبّروا لنصيبه و أنا لازم أعرف قبل ما تعملوا حاجه كده ولا كده
رفعت أحد حاجبيها بغضب مصطنع و هتفت بغضب :
- يحول الله يا رب ليه عصابه ولا إيه بص عنّ أذنك أحنا نروح نجهز أوضه للموز قصدي الضيف وأنت أقعد هنا أبحث مع الشرطة لحد ما تلقي النصيبة واعمل نفسك المحقق كونان وحلها ، يله يا عائشة
تجمدت ملامح وجهه فهي تسخر منه ،وعقد ما بين حاجبيه بغضب وصاح بها بصوت ألجمها و أوقفها عن السير و فالتفت لهُ بسرعة فهتف :
-أعرفٍ أن صبري ليه حدود يا هند وأن بعديلك أفعالك بمزاجي إنما أقسم بالله يوم ما تعملي حاجه تيجي بيها على كرمتي سعتها بس ها تشوفي ماجد تاني خالص غير اللي قدامك
أنها كلامه و سار مبتعداً عنها وعن عائشة بينما وقف وقال مره أخري :
- عمرو هيفضل معانه في القصر التاني و مش عاوز أشوف وحده فيكم تحت وهو هنا و خصوصاً أنتٍ و عاصي معَكم
ألقي عليها كلماته ثم بدأ بإلقاء أوامره وعليها التنفيذ وخصوصًا هي ولكن إذا كان هو ماجد مهران فهي هند غنيم لم يخلق من يعطي لها قائمة اوامر وعليها أن تنفذ أنت أذاً بدأت الحرب و هي عليها القتال و أول الأمر أنها ستقوم بتخريب خططته و سنري أنا أم أنت
................................................
وفي طريقها إلي المنزل كانت تسير بشرود الأيام تقترب وستصبح زوجته عما قريب حقاً كم هي سعيدة طول سنين عمرها تحلم أن تكون بجانبه ولكن الخوف في قلبها يزداد يومًا بعد يوم ولا تعرف سبباً لهُ والان كثير من الاسئلة تدور بخاطرها لماذا سيتزوجها هل يحبها كما تحبه هل يحلم بهذا اليوم مثلها ام أنه كان مجبرًا عليها هل... هل ممكن أن يكون هكذا عز الدين مجبر كيف ذلك و شيء بداخلها يكذب كلّ هذا عز الدين لا يجبر على فعل شيءٍ يا عاصي أنتٍ ستصبحين زوجته نصفه الآخر كيف يجبر على أمراً كهذا و عندما، نفضت تلك الأفكار من رأسها و كانت قد وصلت إلي إسطبل الخيل نزلت من علي ظهر الفرس و مسكت اللجام وسارت به إلي البلوك الخاص به وأشارت لسائس أن يتولّى أمره ثم اتجهت بعد ذلك إلي منزلها و لكن عادت إليها تلك الذكريات المؤلمة الفتيات من حوله يتجمعون وهي تكاد تجن من هذا المنظر وهو يضحك ولا يبالي يا الله لما الحب موجع إلي هذا الحد واليوم وتلك الهيلين تقوم بنفس الافعال شعرت بالاختناق وبينما هي تسير في الطريق إلي بيتها شعرت أن أحد ما يسير خلفها و في لحظة وجدت من يمسك بيدها تفاجأت والتفتت بسرعة فكان هو ينظر لها بحنان ثم قال بإيجاز :
- تعالي معايا
يا الله ما هذا يسير بجانبها و كف يده يحتضن كف يديها بتملك و هل تستطيع أن تهتف الآن وتقول له الرحمة من فضلك فوجنتها اكتست بحمرة الخجل و توترها يزيد و قلبها تستطيع أن تقسم أنه يستمع إلي دقاته ، وفي الحديقة الخلفيّة كانت وجهته الحديقة الخاص بهم مُنذُ الصغر يا الله الذكريات تعود وتحت تلك الشجرة جلس و اشار لها بالجلوس جلست علي مقربه منه وها هي جلستهم المعهودة نظر لها بنظرات حانيه ثم قال بنبرة هادئة وهي تستمع إليه بإنصات و:
- عاصي إحنا أنا لازم أتكلم معاكٍ ، عوزك تسمعيني أسمعي كلّ حرف هقوله وافهميه
- عاوز تقول إيه يا عز الدين أنا سمعاك
عاوز أقول اللي لازم تعرفيه أنا وأنتٍ هنتجوز بعد يومين يعني هتكوني مراتي يعني بعد يومين أقدر أقول أن حققت كلّ أحلمي و أولهم حلمي بيكي ، ماذا يقول هل هذا صحيح هو ...... هو يحلم بها هو يريدها تستمع ودموعها تتساقط علي وجنتها وقلبها يعزف ألحان ، فأكمل من يوم ما جيتي علي الدنيا دي وأنا حسّ أنك ملكي حته مِني كُنت بخاف عليكٍ من كلّ حاجه ممكن تأذيكٍ وكان أي حد يجي جنبك كُنت أبقي عامل زي المجنون فضلت أعملك كلّ اللي أنتٍ عوزه لما كُنت ببقي في القاهرة كُنت بعد الأيام عشان تجي الاجازه و أجي أشوفك وكلّ مره اشوفك أبقي عاوز أخدك وأهرب بيكي لحد ما دخلت الثانوي وكلّ مدي وبتعلق أكتر بيكي حسيت أن لازم أبعد لان بقيت أشوفك قدامي كبيرة وخاصه بعد ما آدم لبسك الحجاب و عشان محدش يقرب منك كُنت أقعد أسخر منك و أخليهم يضحكوا عليكٍ كُنت سعتها بموت بس وأنا شيفك بتعيطي وزعلانه لحد يوم تخرجي يوم الحفلة يمكن تلوميني عشان كُنت بصاحب البنات بس ده كله كان عادي عندي أنتٍ اللي كنت مهمه بس ويوم اللي حصل صدقي ضعفت سعتها أن مخنوق و مش عارف أعمل أيه وشوفتك وأنتٍ في حضن ماجد ، نظرت لهُ بانصعاق فاكمل، قولت اكيد كرهتني و قررت أبعد و بعدت الأيام كانت شكل بعضها كنت بقضيها وأنا مش عايش سنين و ايام وشهور لحد ما جدي وادم كانوا عندي كنت بتكلمي آدم و أنا معه ، سعتها بس حسيت أن مش قادر أبعد أكتر من كده و جيت وشوفتك سعتها كان نفسي أحضنك بس مقدرتش و فضلت أشوفك من بعيد لبعيد بس آه القدر جمعنا لو كان هو ده الحب فأنا بحبك ولو كان عشق أنا بعشقك ولو ليه أسم تاني فده هو شعوري بيكي
والكلمة كانت أمام عينيها ينظر لها وتنظر له وقد بدأت لغة العيون وما أصدق منها من لغة وكف يداه على وجنتها يمحوا قطرات اللؤلؤ ليلة لا تُنسي يجب أن تكتب تلك الذكري بحروف من ذهب في كتاب العاشقين ليلة باتت الأماني حقائق والأحلام تتجسد و ليكن بعدها ما يكون فتلك القصة ستكون
........................................
سارت هيلين بصحبه ماجد إلي غرفتها فأشار لها بالدخول فابتسمت له بود ثُمَّ اقتربت من وجنته وقبلته قبله لتشكره على لطفه وفي ذلك الوقت خرجت هند من تلك الغرفة وهي تبتسم ولكنها تفاجأت بالأمر واشتعلت عينيها بغضب فأخذ تتنحنح :
- احم، احم ، أحم
أنتبها ماجد لها و ابتعد عن هيلين بسرعة و أخذ ينقل نظراته بينهم فنظرت هيلين لهم وودعتهم ودلفت إلي غرفتها وهي تبتسم بينما نظرت هند لماجد بنظرات غاضبة وسارت باتجاه غرفتها فأوقفها هو و قال لها :
- هند ممكن ثانيه وحده
التفتت له وهي ونظرت له بنظرات قاسية وهتف :
-نعم
يكاد يقسم أنه يتعامل مع طفلة في العاشرة ، نظر لها بنظرات متفحصة ثم هتف بجديه :
- ممكن نقعد نتكلم مع بعض بهدوء عشان لازم نتفاهم وبلاش عناد وصدقيني ده هيبقي أحسن حل
اخذت تفكر بكلامه و هو أمامهما يتابعها وبعد لحظات من الصمت هتفت :
- ماشي موافقة بس أتفضل أتكلم واخلص عشان ورايا مذكرة
يا الله هل هذه الفتاة تتعمد أن تخرج من أمامها عن طوره ، أنها مستفزه لأبعد حد ولكن هو يريد أن ينتهي من هذا الأمر هو رجل لا يستطيع أن يترك حياته هوجاء هكذا هو رجل يحب أن يفكر جيداً ويحسب خطواته يجب عليه أن يتكلم معها أشار لها لكي يجلسان في الشرفة المخصصة لغرفة الاستقبال فسار هو ثم تبعته وهي تتأفف كان هنا كرسيان و منضدة صغيرة فجلس ثُمَّ جلست هي أمام ف هتف هو بنبرة جادة :
- بصي يا هند أحنا مش ها نعرف بعض لسه أحنا عرفين بعض من زمان بس أحنا حالاً ها نبقي
زوجين يعني بيت وحياة ومسؤوليه يمكن أنتٍ رفضه الموضوع وصدقيني أنا بردك مفكرتش فيه بس الطروف اللي عملة كده يعني لازم نتقبل ده لكن أنا رغم كل حاجه بقولك أه أنتٍ عوزه إيه وأنا أعمله لو عوزه نأجل الموضوع أنا معنديش مانع ولو عوزه نفضل زي ما احنا صدقيني بردك أنا معنديش مانع ولو عوزه ننهي الموضوع أنا تحت أمرك فكري يا هند و معاكٍ فرصه للصبح تقولٍ قرارك قبل ما نقعد نتفق أحنا و أخوكٍ
ماجد مهران ، هل هذا الشخص هو ماجد مهران يخيرها و سيفعل ما تريده ويتكلم بعقلانية و يتكلم في صالحها نظرت في الفضاء أمامها و أخذت تفكر بكلامه ما عليها أن تفعل هو الأن ألقي الكرة في ملعبها وعليها الان أن تفكر جيداً
.................................................. ..........
تجلس في غرفتها تشاهد أحد البرامج التلفزيونية وحدها فلقد اعتادت علي تلك الوحدة مُنذُ زمن بعيد ولكن قطع عليها تلك الوحدة هو رنين هاتفها فتأففت ثُمَّ قامت من امام شاشة التلفزيون وذهبت إلي تلك المنضدة وأخذت من عليها هاتفه ونظرت إلي اسم المتصل ولكنها لم تصدق عيناها هو تلك الحروف التي تعبر عن أسمه رقمه هو بعد طول غياب هو بعد عذاب هو بعد دموع وشهقات أحمد و أنقطع الاتصال جلست مكانها علي الأرض الصلبة وتتابع رنين الهاتف مره أخري و تدعي الله أن يعاود الاتصال ولحظة أثنان و مكالمة مره أخري ولكن تلك المرة كانت السرعة منها و سكات مع همهمته :
- سلمي
يا الله كم الاشتياق موجع يا الله كم الاشتياق قاتل صوته لا تصدق و التلذذ بنطق أسمة كان هو الحل :
- أحمد
وما بعد الصبر هي الفرحة وما بعد الحزن هي الفرحة وما بعد البكاء سوآ فرحة ولقاء الأحبة فرحة و نطلب دائمًا من الله فرحة والله مجيب.... الله مجيب
.................................................. ........................
منتصف الليل الكلّ خلد للنوم ولكن صرخات الفتاة الفرنسية أفزعت جميع من في قصر آل غنيم و اجتمع الجميع امام الغرفة وأخذ آدم يحاول أن يكسر الباب ليدلف إلي الداخل و يري ما هُناك بينما إبتعدت عائشة وهند عن الجميع وأخذوا يضحكون بشدة وأخيرًا قام آدم بكسر باب الغرفة ثم دلف إلي الداخل وخلفه كانت عاصي و فداء و السيدة حنان ثُمَّ تقدمة هند وعائشة كانت الفتاة ترتدي قميصاً حرير يكشف أكثر مما يسطر غضي آدم بصره على الفور وتنحنح و خرج بسرعة من الغرفة بينما كانت هيلين في حالة لا يسري بها كانت تصوت بصوره هستيرية و تحرك يديها على جسدها و تصرخ نظرت عاصي إلي الخالة حنان بعدم فهم بينما أخذت عائشة وهند يضحكاً بشده وفي تلك و في الوقت ذاته كانت فداء غاضبه لان آدم راها هكذا ، أمسكت الخالة حنان بالفتاة التي تتكلم كلام غير مفهوم بنسبه إليها و أخذت تهدئها ثم أصحبتها إلي المرحاض وغابه بالداخل لبضع دقائق بينما نظرت عاصي إلي عائشة وهند بغضب و قالت :
- أقدر أعرف عملتم أيه
نظرات هند إلي عائشة ثم إلي عاصي و قالت علي الفور :
- بصي يا عاصي أنا كانت ها تشل لو معملتش في البنت دي كده وبعدين كلّ الحكاية شويه بودره عفاريت ومش عارفه عمله ده كله ليه أمال لو كنت جبتلها فار و تعبان ذي ما كنت بفكر كانت ماتت
ضيقت عاصي ما بين حاجبيها في ضيق و قالت لها بنبرة حادة :
- هند أنتٍ مش ها تبطلي لعب العيال ده أنتٍ اللي يسمع كلامك ده يقوا عليكٍ طفله ، أتفضلي حالاً روحي نامي وبكره لينا كلام تاني و أنتٍ معه
أشارت عاصي لعائشة هي الأخرى فسار الاثنين بسرعة مبتعدين عن الغرفة بينما نظرت عاصي إلي فداء ضحكوا بشدة
.........................................
منذُ الصباح وكلّ شيءٍ مختلف كلياً فتحت أهداب عينها و أخذت تبتسم ليلة أمس ربما أسعد ليله مرة عليها عز الدين يحبها ، سمعت طرق على باب غرفتها والخالة حنان تدلف إلي الداخل فابتسمت لها فهتف المرأة بنبرة حانيه :
- صباح الخير علي عيونك يا ست العرائس
- صباح الخير يا خاله
- يله يا عاصي فوقي يا حبيبتي عندنا شغل كتير
نظرت لها باستغراب و عدم فهم ثم هتفت :
- شغل ، شغل إيه يا خاله
- إيه يا عاصي أنتٍ مش عروسه يا بنتي وعوزين نطلع الهدوم اللي كنت بشتر يهالك و نضبطها ونشوف نقصك ايه نجيبه ، شوفتٍ كنتٍ بتزعلي لما اشتري حاجه وأشلها اه كل حاجه وليها وقتها ، يله قومي يا عاصي أنتٍ لسه نائمة ، حماتك جيه علي فكرخ لها بعدم فهم وبلاهه كل هذا كثير حقاً :
- حماتي مين
- مالك يا بنتي ست إيمان ام عز الدين
- طنط إيمان جيه المزرعة طيب... ازاي
- حصليني تحت يا عاصي بعد خمس دقائق
- حاضر يا خاله
وما بين يوم وليلة قد تتبدل الأوضاع بعد أيام ستصبح زوجته و الأن تجهز للعرس و بعد قليل السيدة إيمان ستصل إلي المزرعة بعد غياب قد طال ما كل هذا التوتر هي الآن بحاجه إلي الاختلاء بنفسها ستهرب إلي شجر التوت
.........................................
جلس بمكتبه يتابع بعض الأوراق أمامه حين طرق الباب ودلفت إلي الداخل سكرتيرة مكتبه وهتف
-جواد بيه المحامي منتظر سيادتك يا فندم
- دخليه يا دعاء بسرعة
- حاضر يا فندم
وما هي إلا دقائق و دلف المحامي إلي الداخل فرحب جواد به ثم نظر إليه بجديه وقال :
- عوزك تعرف كلّ المعلومات الممكنة يا أنور عن حادثه بس بقاله اكثر من عشرين سنه بس عاوز المعلومات دي في أسرع وقت
تنحنح الرجل ثُمَّ اعتدل في جلسته و هتف :
- أوعدك أعمل كل اللي أقدر عليه بس الحادثة دي كانت سنه كام والاسماء اللي ها تحري عنها
- الورقة دي فيها كل حاجه والاسماء منصور كامل غنيم و كامل غنيم
نيران الماضي تنبعث من جديد ولا نعلم هل ستكون برداً وسلاماً أم ستكون كالجحيم
.................................................. ....
- وصلتها يا عمرو
هتف بها عز الدين إلي صديقة الّذي جلس لتوه فرد عليه الآخر بهدوء :
- أيون وصلتها ، أنا مش عارف هي ليه مشيت دي كانت فرحانه وإحنا جين عشان ها تشوفك
- يمكن الجو مش عجبها ، كويس أنها مشيت أنا مش عاوز مشاكل مع عاصي
رفع عمرو أحد حاجبيه بتعجب وابتسم ابتسامه عريضة وهتف ساخرًا :
- الله هو في إيه عز الدين مهران بجلاله قدرة خايف من المشاكل ثُمَّ غمز له أنت بتحبها ولا ايه يا بص
- خليك في حالك يا عمرو. ..و يله قوم أوريك الخيل اللي هنا ، قبل ما أبويا وأمي يجوا
- يله يا كابتن أمال ماجد أخوك فين من الصبح
- مش عارف حالا يبان
.........................................
بأعجوبة استطاعة أن تهرب منهم ما هذا عاصي أختها لا تفقه شيئاً في الموضة والخالة حنان تجلب لها أشياء تقسم أنها من قديم الزمن وتريد أن تجلب لها مثل أختها و فداء ستذهب إلي عملها و عندما ستعود ستتصرف معهما عز الدين و آدم من الممكن أن يموتان ضحكا عندما يشاهدا فداء وعاصي و ثوب الفرخة البيضاء كما أطلقت عليه الفتيات يسعون دائماً ليكونوا مثل الدجاجات أخذت تضحك بشدة
بينما نظر لها الصبي الذي يعمل معها و قال :
- في حاجه يا دكتورة
رفعة حاجبها بغيظ الفصيل أخرجها من خيالتها فقالت غاضبه :
- مفيش يا كريم بضحك بلاش أضحك
- لا يا دكتورة أضحكٍ
- بعد إيه ما أنت فصلتني يله علي الشغل
وسارت مع الصبي وهي تتمتم بكلام ببعض الكلمات ومن بعيد تابع هو المشهد فوقف وأخذ يضرب كفوف يداه ببعضهم ويقول :
- البنت دي حاجه من إثنين لا هبله لا عبيطة ألطف بيه يا رب
.................................................. ..........
وأخيراً وصلت السيدة إيمان بصحبة زوجها و أختها و ابن أختها أحمد الأمر بنسبه لها موجع منذ موت ابنه عمها لم تحضر إلي هنا أرضاً تذكرها بالماضي بالطغيان والظلم أرض باتت لها جحيم ذكري زواج كان مرفوض و فراق لاحب الأشخاص و لكنها تتمني إذا رحلت عن هذا العالم ستوصي أن تدفن هنا في الأرض نفسها لتتقبلها حتي وهي جثه هامده بلا روح والان ستعيش الفرح وتزوج أولادها لتكون انتهت من رسالتها في هذه الحياة نقلت بصرها بين قصر مهران وقصر غنيم و هتفت لزوجها :
- كامل أنا عوزه أفضل في بيت غنيم عشان أبقي مع عاصي وهند
- اللي يريحك يا إيمان بس بابا كده ممكن يزعل
- أدخلي نسلم عليه وبعدين أقوله علي طلبك
ربما نقف هنا لبعض لحظات و دعونا نفكر هل السيدة إيمان لم تستيقظ مما كانت فيه إلا عندما اقتربت النهاية هل يظل الإنسان يبحث عن دنيا زائفة فانية، هل شغلك انزعاجك من طيران البعوض حولك عن التفكر كيف انها تحرك أجنحتها بسرعة فائقة تجعلك غير قادر على رؤيتها..؟ ..... وكلنا من صنع الله مخلوقات الله فتذكروا يوماً ترجعون فيه إلي الله
............................................
لكلّ قصة بداية ولكلّ بداية نهاية ولا يوجد مستقبل بدون ماضي وفي قانون الإنسانية كلنا نسير بين طريقين شر و خير شيطان وملاك ولهذا خلق التضاد والمعلوم مجهول للبعض والمجهول معلوم للبعض الآخر و يوماً ما نتساوى لكن ستكون هنا النهاية
- رنين هاتف مصطفي مهران يتكرر بإلحاح و الإجابة كانت من العم عليّ و الرسالة كانت مُختصره :
- أنا جمال المحامي يا عم علي بلغ الحاج مصطفي أن في حد بيفتش ورائنا
↚
مزرعة مصطفي مهران ستشهد فرحان كبيرًا الكل ينظر حفل زفاف الأحفاد و الكل سعيد فالأميرة المتوجه علي عرش القلوب ستتزوج عاصي أطيب خلق الله تحب الجميع وتعاملهم معامله حسنه يشعرون أنها منهم و الكل يدعي لها بالتوفيق ، واستقبال أخر في بيت مصطفي مهران لقد جاء اشتاقت له أحمد هنا يجلس أمامها لا تستطيع التصديق أخذ الجد مصطفي يرحب بأحمد و...والدته
بينما كان كامل ينظر لزوجته باستغراب ما بها لماذا تغيرت هكذا بين يوماً وليلة ما الأمر يا حبيبتي !! نظر الجد إلي زوجة ابنه وقال بجمود :
- سكت ليه يا مرت ولدي !
و النبرة منكسرة لا بعد حد و ارتسمت البسمة علي ثغرها و:
- لاء أبداً مفيش يا بابا، ثم نظرت حولها وقالت، أمال الولاد فين وفين عاصي وهند
- ولادك أكيد في المزرعة وأنا بعتلهم عشان يجوا و وعاصي زمانه جايه حالاً ومعه هند
حركة رأسها بتقبل ثم صمتت مره آخري حين نظر الجد إلي أحمد ثم نظر إلي سلمي و تنحنح ثم قال بصوت هادئ :
-تعالي جنبي يا سلمي وأنت كمان يا أحمد
ارتبكت سلمي بشدة ثم قامت و سارت بضع خطوات وجلست بجانب الجد بينما تقدم أحمد وجلس بجانبه من الجهة الأخرى فقال الجد بحنان وهو ينقل نظراته بينهم :
- أنا وفقت علي جوازكم عشان عرفت قد إيه هو جدع و ها يصونك وأنت يا ولدي أنا أعرف أنك بتاخد حفيدة مصطفي مهران الوحيدة يعني أوعاك تزعلها وصونها سلمي مفيش أطيب من قلبها أحنا في عويدنا مفيش حاجه أسمها خطوبه وعشان كده فرحكم يوم الجمعة ذي ما اتفقت مع والدتك و هاتاخد عروستك وتعاود بيتك بيها
- تنحنح أحمد ثم قال بنبرة هادئة :
- بس يا جدي الفرح في علي العريس يعني أنا اللي
- اسكت ساكت يا ولد إحنا هنا أفرحنا غير عنديكم ومفيش حد يدفع حاجه ومصطفى مهران عايش
- يا جدي أنا
- أحمد خلاص أسمع كلام جدك، هتفت به والدته هي تعرف طبيعة ابنها فهو لا يقبل المساعدة من أحد ولكنها تعلم أنا في حضرت مصطفي مهران لا مجال لناقش
وبوجه بشوش وابتسامة تشرح القلب تقدم كامل من ابنته واحتضنها بحب و :
- مبروك يا حبيبة بابا، ربنا يسعدك
- ربنا يخليك ليا يا رب يا أحلي أب في الدنيا
كم هي سعيدة الأن العصفورة الصغيرة تكاد تطير فرحاً قلبها يعزف الآن أنشودة الفرحة قلبها الذي ظنت أنه توقف الآن ينشد الأناشيد
..........................................
وأخيرًا انتهت منذُ الصباح والخالة حنان تعلن حالة الطوارئ و الحمد لله انتهت عليها الآن أن تتفقد العمال لتعود سريعاً فالسيدة إيمان هنا يا رب سلم فاليوم أول مرة ستتعامل معها علي أنه زوجة زوجها المستقبلي عز الدين كم تشتاق له الأن كم هي سعيدة سارت بسرعة باتجاه المزرعة و ظلت تتابع العمال ، وفي الوقت ذاته اتجهت فداء إلي عملها هي الأخرى ولكن كانت حزينة جداً فهي تشتاق لأمها كثيرًا تتمني لو تتحدث معها الان وتحكي لها عن ما تعيشه من سعادة وفرحة بجانب آدم ولكن كيف السبيل للوصل لأمها الآن ..... يا الله أنها ضلت طريقها وهي شاردة ولكن ما هذا المكان أنها الأن في مكان منعزل نوعاً وأمامها غرفة مقفولة ما هذا مكان مهجور في أرض كأرض مصطفي مهران نظرت فداء حولها بهلع و اضطراب ولكنها الأن تذكرت منانها الذي يرافقها دائمًا غرفة كهذه و سيارة ورجل يصيح و أخر يقتله و دماء وموت أبيها وصرخات وعند هذا الحد أسرعت بالابتعاد عن ذلك المكان وهي تلهث و تبكي .... لقد أنها عملة سريعاً حتي يعود فهذا اليوم الذي حدده الجد مصطفي للاتفاق علي كل شيء بخصوص زواج أختيه و أخيرًا وصل إلي المنزل بعد مشقة وتعب فالشوارع الأن مزدحمة ...سيذهب أولاً ليراي فداء ابتسامة عريضة شقت ثغرة فهو أصبح يشتاق لها كثيرًا ولا يطيق الابتعاد عنها فداء صاح بها وهو يراها تركض بسرعة وكأنّ هُناك من يلاحقها.... استمعت إليه وهو يهتف باسمها فها هو آدم أمامها ستشعر الان بالأمان آدم معها أسرعت الخطى باتجاهه ثم ركضت و كان مكانها بأحضانه مكانها الأن بين ضلوعه و بجانب قلبه فداء ما بكي و لقد ولحظات وربما استمرت إلي دقائق حتي شعرت هي و انتفضت بسرعة ولكنه ولم يسمح لها حاوط خصرها بيده و مسح دموعها باليد الأخرى وقال بحنان :
- مالك يا فداء في إيه
وماذا تقول عن ماضي يلاحق خطاها وهي لا تستطيع تذكره إلا بمنامها ماضي سرق منها أبها وسرق منها صوتها و الأن يسرق فرحتها ، باتت شاردة أمامه فتفهم هو ذلك بسرعة و قال :
- تعالي نرجع البيت حالا ولما تهدي تعرفيني في إيه
و لم يتخلى لم يتخلى عنها يديه ما زالت علي خصرها كأنه يقول لها بالفعل أنها ملكه أنها له أنها زوجته أمام الله وامام الناس
...............................................
منذ الصباح تفكر ماذا تفعل هي بين خيارات متعددة ولا تعرف هل توافق أم ترفض أم ترضي أم ماذا ووجدت نفسها تسير تبحث عنه ولا تعرف لماذا ، بينما كان هو يسير يتحدث في هاتفه مع سكرتيرة مكتبه راها فنظر ثم سار في طريقة فصاحة هي تقول :
- كابتن ماجد
في الوقت ذاته انتهي هو اتصاله ووقف يتمتم حين استمع إلي ذلك اللقب التي تطلقه عليه وبعد برهه التفت لها وقال بغضب :
- نعم
تقدمت إليه بخفوت و بنظرات مشتتة وقالت له بارتباك :
- بص.... بص يا كابتن أنا …. يعني
- بلاش كابتن وبعدين كملي و بعدين مالك مرتبكه كده ليه مش وأخد عليكٍ كده
يسخر منها اذا أنت البادي : لا مش مرتبكة ولا حاجه وكابتن دي أصل كل ما اشوفك أفتكر كرتون كنت بحبه وأنا صغيرة ثم ابتسمت وقال مش فكره بتاع كابتن ماجد ثم أخذت تغني كابتن ماجد.. كابتن ماجد عاد إليكم من جديد كابتن ماجد
- خلاص اسكتي أنتٍ مبتفصليش قال بغضب ثم هتف، كنت عوزه ايه
عدلت حجابها بتوتر ثم قالت :
- بص أنا فكرت ولقيت أن أمسك العصاية من النص ماشي وده قراري
نظر لها ببلاهة ولم يفهم شيء فهتف :
- يعني إيه ده مش فاهم
- يعني عصفورا في اليد أحسن من خمسه علي الشجرة
رفع أحد حاجبيه وتأفف وهتف غاضباً:
- يا بنتٍ أنتٍ حد مصلتك عليا تعليلي الضغط انا مش فاهم حاجه
نظرة له بسخرية وهتفت باستنكار :
- ده كله ولسه مفهمتش ، أنا موافقة ي موضوع الخطوبة نظر لها وابتسم فنظرت له هي واكملت ، عشان ده احسن حل كده أنا علي البر ولسه ما ادبستش ولان طبعاً محدش ها يقبل موضوع الرفض ده كمان لو كتبنا الكتاب وبعد كده أنا مرتحتش سعتها بقي أرفع قضية خلع و محاكم فا كده احسن الخطوبة ايه رأيك
إيه رايك في ايه هو لا يستوعب ما قالته تلك المجنونة لو انتظرت قليلاً من الممكن أن يتهور و يصفعها نظر لها ثم أغمض عينه قال :
- أنا ها عد من واحد لعشرة لو فتحت عينيه ولقيتك قدامي سعتها بس يعلم ربنا هعمل ففيكٍ ايه
- نعم أنت
- واحد، اثنين، ثلاثة
فسارت مبتعدة تلك هي لا تخاف ستقول ما تشعر به بدون تفكير ستشعر بالمرح طوال حياتها ستعيش مرحه أقسمت علي ذلك منذ اظافرها و ستكون هكذا حتي الممات
.................................................. ...................
علامات الانبهار تظهر علي وجه عمرو وكيف لا وهو بمزرعة مصطفي مهران للخيول العربية نظر إلي عز الدين بانزعاج وهتف :
- إيه الجمال ده، أنا لو منك أفضل في المكان ده طول عمري
نظر له عز الدين بسخرية ثم قال :
- أنت مش أنا ، أنا أسعد لحظات حياتي وأنا في الجو
- طبعاً ده شعور مختلف بس المزرعة فعلاً جميلة وأحلي حاجة فيها الفرس ده
نظر عز الدين إلي ذلك الفرس الذي يقصدها عمرو فابتسم وقال :
- مطر ده فرس عاصي
- مميز حتي في نظراته شكل عاصي انسانه رقيقة جداً عشان تختار فرس شكل ده
عبس بوجهه ثم قال بغضب :
- عمرو، أحترم نفسك احسن لك مالك أنت رقيقه ولا مش رقيقه
- مالك بس يا زيزو أنا بتكلم عادي يعني
- بلا عادي بلا مش عادي أخرس خالص ويله عشان نرجع
ضحك عمرو بشدة ثم قال له ساخراً :
- علي فكره يا عز الدين مش لايق عليك موضوع الجواز ده خالص
- ليه يا عم يعني ماشي بالمقلوب
- لا بتحب التجديد يا عز الدين وده جواز يعني سجن لمدي الحياه
- ولا سجن ولا حاجه يا عمرو يله يا عم بلا كلام فارغ
ضحك عمرو بشدة فهو يعلم عز الدين جيداً عز الدين كالصقر الشارد يحب الحرية و يعشقها فهل سيتأقلم مع فكرة الزواج
.................................................. ......
جلس شارداً يفكر كيف يستطيع أن يظهر الحقيقة فأبيه لم يقل له سوأ القليل عن الماضي ويوجد الكثير يجب أن يعلمه فالحرب الان ليست علي العاصي الرحب الان هي حرب دماء ويجب أن يأخذ كل شخص حقه
وهذا ليس حباً في سالم غنيم فهو أيضاً أحد الأطراف وسبب في وفاة أحب الأشخاص والان العين بالعين والبادي اظلم والنفس بالنفس و الفائز أعظم و المرأة بالمرأة وسيأخذ امرأته و بالتأكيد ستكون العاصي وبعدها ستكون وجهته المقبلة هي الأرض و ليحل الخراب ..... و رنين هاتفه برقم ينظره أخرجه من ترتيب أفكره واللهفة في نبرته و :
- ألو يا أنور وصلت لايه
- لسه يا جواد بيه بدور الموضوع من سنين
- بسرعة يا أنور المعلومات تكون عندي قبل يوم الجمعة
- حاضر
ووعدكم هو الجحيم الجحيم أيها السادة فابن ابيه سيكون لكم الحاكم الفاصل في أمركم فيا ويلكم
.................................................. ...................
الكل يجتمع بقصر مصطفي مهران و السيدة إيمان تبتسم بسعادة الأجواء مفرحه و الجميع يضحك و لأول مره ورغم وجود مصطفي مهران تشعر بالألفة تجلس تتحدث مع عاصي و هند وتشاركهم الحديث سلمي وأختها يضحكون و يأكلون عاصي تشبه أمها في الطباع كثير تشعر بالراحة معها ولكنه فتاة تقليدية عاديه جداً وهذا ما جعلها تخاف فهي تعلم أبنها جيداً متمرد لا يرضا بالقليل هكذا شعرت ايمان أما هند مشاكسة عنيدة طفلة ستناسب ماجد كثيراً ، سلمي سعيدة مع خالته و تتودد إليها كثيرًا هكذا ستكون مطمئنه نظرت لهم ثم ابتسمت وقالت :
- ها يا ولاد حضرتم نفسكم بقي ليوم الجمعة ولاء
نظرت سلمي إلي أمها بحزن ثم قالت :
-لاء يا ماما أنت عرفه الموضوع جه بسرعه شكلي كده ادبست ومش هلحق أجيب أي حاجه
نظرت إيمان اليها بنظرات حانيه ثم قالت برفق :
- سلمي أنت بتشتري المحلات كلها في ساعة وحده بكره ننزل نشتري اللي أنتٍ عوزه
- طيب والفستان يا ماما
- نكلم رامي المصمم يجيب أحسن تشكيلة نزلت عنده تختاري منها اللي أنتٍ عوزه
- هتف سلمي بحماس وقالت : yas
نظرت إيمان إلي عاصي وهند ثم هتفت :
- وأنت وهي جهزتم نفسكم
نظرت عاصي إلي هند ثم هتفت بثقة :
- أيون الخالة حنان أشترت كل حاجه عوزنها من وحده هنا
رفعة إيمان حاجبها و قالت بعدم تصديق :
- وحده هنا ، طيب ممكن أشوف الحجات دي
- أكيد طبعاً
ثم نظرت إلي أختها وعائشة وقالت لهم بابتسامة :
- ممكن تروحي يا هند تجيبي الحاجه اللي جبناها
اقتربت هند من عاصي ثم هتفت بصوت منخفض :
- ما بلاش يا عاصي تضحكٍ علينا الناس
- روحي يا هند قالتها عاصي غاضبة
فسارت هند تتمتم بكلام غير مفهوم و ما هي إلا لحظات وعادت تحمل هي وعائشة بعض الأغراض والأكياس ثم أعطتهم لعاصي التي بدأت تفرغ محتوياتهم و تبتسم ببراء ، تابعة السيدة ايمان بعينها ما قامت عاصي بشراء فمتعص وجهها بضيق شديد بعد ما انتهت عاصي بينما نظرت سلمي إليها باستغراب اما عن هند فهي تعلم أن أختها ترضى باقل القليل ولا تفهم في أمور المشتريات تنحنحه أم أحمد واستأذنت لتؤدي صلاة العصر بينما نظرت إيمان إلي عاصي و هتفت بنبرة هادئة :
- عاصي حبيبتي الحجات اللي أنت شريها دي متنفعش عروسة ، و لا حتي تنفع أي حد أنت لازم تجيبي حجات علي الموضة تناسب سنك إيه اللي أنت شريه ده وإيه الريش ده في بنت الأيام دي تلبس روب بريش
صاحة هند بفخر وسعادة وقالت :
- والله قولتها يا طنط بس هي مصممه تبقي فرخة
- ضحكة إيمان وسلمي بشدة ثم هتفت :
- وأنتٍ يا هند إيه
- لا أنا لسه قدامي فترة خطوبه الاول اتفقت انا وكابتن ماجد علي كده
ضحكة سلمي مره أخره وهتف :
كابتن ماجد ، علي فكره الاسم ده بيضيقه جدا
- بجد، طيب كويس أنك قولتٍ لي
- أنت مشكلة يا هند، قالتها إيمان ثم التفتت عاصي وقالت هتيجي معانه بكره يا عاصي عشان نجبلك كل حاجه نقصاكٍ و الفستان تختريه من نفس المصمم اللي سلمي هتشتري منه
نظرت لها عاصي بحزن ثم قالت :
- أنا مش هلبس فستان
انصعق الجميع من كلامها و حسم الأمر عندما قامت بسرعة وذهبت إلي غرفتها تبكي بشدة و الأمر هو الامو جرح العاصي الدفين
........................... ........
في حضرت مصطفي مهران اجتمعوا و في البداية كانت فاتحة الكتاب بينما قال الجد مصطفي بجدية :
- زي العادة يا آدم إيه طلباتك
- ابتسم آدم بشدة وهتف : طلبات إيه يا جدي أنا اهم حاجة عندي قدامكم أه عاصي وهند لو واحد فيكم زعل وحده فيهم أنا اللي قدامة
- ما تهدي يا عم نزعل مين بس
قالها ماجد مقاطعاً ، فابتسم آدم وقال :
- أنا متأكد أنك أنت اللي هتزعل
ضحك الجميع بشدة ثم هتف مصطفي مهران :
يعني كتب الكتاب والدخلة والوليمة يوم الجمعة
نظر ماجد إلي آدم وأشار له فهو تكلم معه قبل ان يجلسوا وشرح له الامر فتنحنح آدم وقال :
- بعد أذنك يا جدي يا ريت هند نصبر عليها لحد ما تخلص السنه دي وده طلبها يعني يبقي في إشهار للخطبة مش لجواز
نظر مصطفى مهران إلي آدم بعضب وقال :
- من أمتي عندنا خطيه بدون كتب كتاب
نظر الجميع بعضهم إلي بعض فصاح كامل متدخلاً :
- يا بابا الأيام دي مش ذي زمان والمسالة دي بقيت عادي
- فعلاً يا جدي. وانا موافق عشان هند تخلي بالها من الكلية
نظر مصطفى لهم ثم قال بثبات :
أنتم متفقين علي الموضوع من قبل كده يا ولد بس أنا موافق عشان خاطر هند دي الغالية بس
علي بركة الله الجمعة فرح عاصي وعز وسلمي وأحمد
وتعالت الأصوات العالية و هتفت النساء وصوت الطبول يقرع والبرود في السماء.....
↚
أمي أشتاق إليكِ يا غالية أشتاق لتلك النظر من عينيكِ هل تعلمي يا أمي يريدونني أن أرتدي رداء الأميرات وأنتٍ لستٍ معي أمي أشعر أن الفرحة منتقصة والقلب الأن أصبح منكسراً أحزاني تتجمع الأن أمام عيني مكانكِ خالي بالقلب واللسان يعجز عن الذكر أمي أشتاق إليكِ ...
- أخذت تبكي في غرفتها ، والدموع تتساقط علي وجنتها ، تشعر الأن أنها بحاجة إلي أحضان أمها تريدها بجانبه ألم تقل لها يوماً عندما كنت تصحبها لحضور عرسان في القرية و أرادت عاصي أن تلبس مثل العروس فقبلتها أمها وقالت لها :
- يوماً ما يا صغيرتي سترتدي مثلها و أنا من سأساعدك في ارتدائه .......
ولكن الأن الحلم يتحقق و صاحبة متغيب ، طرقات علي باب غرفتها وبالتأكيد هو تعلم تلك الطرقات جيداً أنه يشعر بها دائمًا ، أسرعت ومسحت عينيها ثم قامت وفتحت الباب ، دلف إلي الداخل بسرعة وهو ينظر لها بعينيه التي تشعر أنها تخترق روحها نظر لها بنظرات متفحصة ثم قال بحنان :
- هند بتقول أنك زعلانه و قولتٍ مش عوزه فستان، بس ده يوصلك أنك تعيطي ، عاصي تعيط وآدم موجود يبقي إيه لزمته في الدنيا يا عاصي
ولم يعد ما يقال يا أخي أقسم أنكَ سند الروح و أنك أقرب لي من أنفاسي وأغلي من روحي، و العناق هي اللغة الذي يفهمها الجسد البشري ذلك الاحتواء يعطي القوة للضعيف يداوي الروح ويجبر خاطر أنهكه الاشتياق ، و ماهي إلا لحظات و جلس بجانبها هو يفهمها روحها تتعذب وتتماسك مُنذُ زمن بعيد من أجله هو واخته الصُغرى ولكن هو لها يا غالية سيحمل تلك المتاعب عنكٍ ، نظر لها وقال بهدوء :
- حبيبتي إيه اللي مزعلك ، أوعي يكون الواد عز الدين أروح أقتله
وصوتها مخنوق مع شهقات مرتفعة قالت بحزن :
- لا مش عز ، بس انا يا آدم مش عوزه فرح ولا فستان هو كتب كتاب بس،
نظر لها بحزن شديد ثم قال بنبرة هادئة :
- عوزه تحرمني من فرحتي بيكي يا عاصي
نظرت له سريعاً ثم هتفت بخفوت :
- لاء يا آدم بس...... مش عوزه فرح أفهمني أفرح أزاي و أنا لا أم ولا أب و لا ..
ولم تكمل بكت مرة أخري ولكن بين أحضانه وهو يرتب علي رأسها و يهتف بنبرة حزينة ولكنها حادة نوعًا ما :
- أنا فين مش أنا أخوك ٍ و أهلك مش أحنا أتفقنا نكون كل حاجه لبعض ليه يا عاصي الكلام ده حالاً عشان خاطري بلاش، حزن أفرحي بفرحك يا حبيبتي وعيشي اللي حلمتي بيه وأنا جنبك
واستكنت ولملمت شتات نفسها هي تشتاق والاشتياق للراحلين يعني دعاء و ستتنحى عن حزنها الأن لعل فرحته تكمل علي خير لعلها تجد أمان في كنف من تحب لعلها تجد حياة مع من توقفت حياتها منه وعنده لسنوات ...... والأمل دائما في الله
( أنا أخوكٍ و أنا أبوكِ و أنا أهلك ومن دامي ...... أنا جانبك أسير ظلك أحميكِ من شتات نفسك ومن دمي ... أنا معاكِ ..... أهواكِ ..... و فداكِ .... يا روح الروح )
.................................................. ..............................
دعوة فرح للمعارف و الأصدقاء و فرحة من الجميع و مباركات و ربما مكائد و مُخططات و،
وفي مزرعة مصطفي مهران تجتمع النساء لتطهوا الطعام لإعداد الوليمة التي ستستمرّ لأيام
و الرجال البعض يقوم بذبح المواشي والبعض يرتب مكان الوليمة و البعض يحمل الأشياء ويقف الحاج علي يشرف علي الجميع، وعند العاصي كان الأمر مُرهق جداً يا الله شراء ومصممون و جلسات للاعتناء بالبشرة وذهاب هنا وهنا و الغريب الكل سعيد حولها معادها هي تري أن كل هذا هراء ولكن السيدة إيمان وابنتها يهتمون بأبسط الأشياء والبلهاء أختها سعيدة و تهما تبعهما هنا وهُناكَ والغريب أيضاً فداء تسير سعيدة بالأمر ومن يقول أنها جاءت معهم بألف يا ويله بعد أن تدخل أخيها و أصدر تعليمات أن تذهب معنا و نشتري لها كما سنشتري لأنفسنا ، هل هي الغريبة عنهم ماذا يفعل العمال بالأرض الأن بالطبع يتهاونون فهي لم تذهب إليهم عندما ستصل ستذهب لهم بسرعة وفاجأه أتسعت عينيها حين شاهدت السيدة إيمان تشتري لها بعض الأشياء الخاصّة ولكنها ما هذا يا الله هل سترتدي هذه الأشياء لا وألف لا فلتجلب ما تريد وهي سترتدي ما تريد أيضًا ........
.................................................. .
ولا يوجد مزيد من الوقت أمامه الزفاف غداً و يجب أن لا تتم تلك الزيجة نظر جواد إلي أبيه و هتف :
- مش عارف أوصل لأي معلومة تثبت كلامك يا بابا
نظر سعيد إليه بحنق ثم هتف بحدة :
- أنت بدور وراء مصطفي مهران مش أي حد
- و أوصل أزاي دليل يثبت اللي أنت قولته سعتها بس أقدر أروح أقول لعاصي
- قولتلك هدفك الأن يا جواد المزرعة مش عاصي ، ده كان هدفي و أنت قولت هتحققه
- بابا أنا هعمل كل شيء ، عشان أعمل لحضرتك اللي أنت عوزه بس بعد كل ده لازم عاصي تبقي ليا
نظر سعيد إلي ابنه بغضب عارم ثم قال :
- أنا أكيد عوزك تتجوزها بس مش حباً فيها لاء أنت لازم تتجوزها عشان تنتقم منها علي كل اللي جدها عمله فيه وعلي سنين عمري اللي قضيتها في السجن ظلم وعلي أمك اللي ماتت بسبب مرضها و محدش كان جنبها يرعها كلهم لازم يدفعوا التمن كلهم
- بس عاصي ذنبها إيه
- وأنت كان ذنبك إيه و أنا كان ذنبي إيه الكل لازم يدفع التمن زي ما ناس أبرياء دفعوه قبل كده
والحد في صوته تجعلك أن تقسم أنه أنسان يحارب بداخله أعاصير ، وأمامه كان أبنه يرتب خطواته في أي طريق يسير
..............................................
في الحديقة الخلفيّة لمنزل آل غنيم جلس آدم بصحبة عز الدين وعمرو و أنضم لهم ماجد و أحمد جلسوا معاً متحلين علي الأرض الخضراء وأخذوا يتحدّثون و يضحكون علي كثير من المواضيع ، فهتف عمرو بمرح :
- أنا لو منكم كنت عملت حفلة لتوزيع العزوبية علي الطريقة الفرنسية بدل ما أحنا قاعدين كده –
- ودي أزاي يعني يا عمرو، هتف آدم متحمساً
نظر عز الدبن إلي عمرو و ضحك بشدة بينما يتابع أحمد وماجد ما يدور حين هتف عمرو :
- فاكر لما كنت في فرنسا يا آدم الحفلة اللي حضرتها معنا يوم لما زعلت و مشيت
ضيق آدم ما بين حاجبيه في غضب ثم قال غاضبًا :
- أستغفر الله العظيم ، مش عاوز أفتكر اليوم ده منك لله أنت وهو
ضحك عمرو وعز الدين بشدة بينما هتف ماجد :
- ما ضحكونا معكم يا جدعاً ، و آدم راح فين
هتف آدم حانقاً :
- أسكت العيال يا ماجد مكان كده كله بنات أستغفر الله العظيم الواحد أتكسف لهم وربنا
ضحك الجميع علي حوار آدم بينما هتف أحمد :
- كان لازم تعرف كده ده عز الدين أنت كنت فاكر هيوديك فين
- البرج
هتف بها آدم ببراءة فضحك الجميع بشدة ، كانت الأوضاع مبهجه بشدة ، نظر ماجد حوله وقال بهدوء
- هو مال البيت ساكت كدة
- نظر له آدم ثم قال مازحاً : أقولك ولا تزعلش ؟
رفع ماجد حاجه بتعجب وقال : أزعل ليه !!
- أصل هند مش هنا لما تلقي البيت كده أعرف من نفسك أن هند مش هنا
ابتسم ماجد لأنه فهم مقصده ، فهتف عز الدين بتعجب !! :
- يا سلام وأشمعنا هند يعني يا آدم
- عشان هند هي روح البيت ده لما بتكون في الكلية أو في مشوار البيت بيقي كأنه ميت
كان يتكلم بحزن ثم نظر إلي ماجد وقال :
أحلي حاجه عملتها موضوع تأجيل الجواز ده ، مش هستحمل عاصي و هند مع بعض يبعدوا عن حضني
نظر ماجد له ثم قال بمرح ليهون عليه :
- يا عم خليها دي من يومين جننتني أمال لما أكون معها علي طول هعمل إيه
ضحك الجميع بشدة فهتف آدم بحنان :
- هي طفلة بس بتعرف تأخذ حقها ولما بتحب عمرها ما تكره بعكس عاصي ثم نظر آلي عز الدين وقال لما بتحب بتحب أوي ولما تكره .... تكره أوي..... ثم هتف أقولكم علي حاجه تفدكم بدام دخلين علي جواز
هتف أحمد بمرح : أيون قول وعرفنا اخوك داخل علي جواز:
- ابتسم آدم وقال : أختك .. أمك .. مراتك .. بنتك .. السِت بشكل عام .. لو لقيتها بتزعق وعصبيه وبتبكي وانت عاوز تهون عليها وتطيب خاطرها أو تخفف من حدية الموقف ... اتعلم من حبيبك النبي .. الحل بسيط يا معلم ، اقف قُدامها و شدها من ايدها وحُط راسها علي كتافك ومتتكلمش ولا كلمه .. طبطب بس علي راسها وقولها اٍهدي .. صدقني هتهدي خالص يا صديقي .. لا بأس ببعض الطيبة والاحتواء .. لان ربنا خلقها من ضلعك فصدقني هتحس في حُضنك انه وطنها والمكان اللي بتنتمي ليه .. رسول الله قال : رفقاً بالقوارير .. وكأن النبي عارف ان الست شكل الازازه بتتأثر بأي حاجه مؤلمه واي حاجه بتشُرخ روحها حتي ولو ف نظرك بسيطة .. وعشان رسول الله عارف انها مسكينه و بترضي بسهوله لما كانت زوجته تغضب كان يطبطب عليها ويحضنها ويدعيلها !
أنها أدم حديثه و هو يبتسم فنظر إليه الجميع وهتف أحمد بإعجاب :
- الله أكبر ربنا يفتح عليك
نظر عمرو إلي عز الدين وقال له :
- أتعلم بقي يا عز الدين الحجات دي هتفيدك ، أنت عاوز دروس كتير
ضحك الجميع بشدة، وبعدها بلحظات دلفت فداء وهند و أحد عمال المزرعة يحملون كثير من الأشياء فأسرع آدم إليهم وحمل معهم الأغراض نظر عز الدين لهم ثم هتف :
- هند عاصي فين هي مش كانت معكم
نظرت هند إلي ماجد الذي ينظر لها فعبست بشدة ثم نظرت إلي عز الدين وقالت بسخرية :
- عاصي راحة تشوف مطر ثم ضحكة بشدة مما أغضب ماجد وهتفت ، خد بالك لتسيبك يوم الفرح و تروح لمطر وتسيبك
ضحك الجميع علي ما قالته هند معاد ماجد الذي نظر لها بسخط بينما سارت هي ومن خلفها فداء وأمامهم كان آدم نظر عز الدين لشباب و قال بخبث بقول إيه يا جماعة :
- أنا هروح أشرف جدي بيعمل أيه كده يمكن عوزني
- جدك برده هتف بها ماجد
- أخرس خالص
ضحك الجميع عليه وأسرع هو بالسير باتجاه إسطبل الخيل وهناك كانت هي تجلس علي أحدي أكوام العشب في بلوك مطر و تنظر إليه وهتف في غضب :
- طول اليوم ألبسي يا عاصي تعالي يا عاصي روحي هُناك تعالي هنا لا الشعر عاوز يقصر البشرة عاوزه تتسنفر عز الدين بيحب اللون ده واتضح أن عز الدين بيحب كل الألوان تعبت يا مطر لا وهند والبت عائشة يضحكوا عليا يوم عمري ما هنساه بس بجد وحشتني أوي يا مطر
- يعني مطر بس اللي وحشك وعز الدين مالوش أي حاجه من الكلام ده
شهقت علي الفور وقامت بسرعة ووقفت تنظف ملابسها المتسخة وتنظر له بارتباك :
- عز .... عز الدين ... هو في حاجة جاي ليه
أخذ يقترب منها بخطوات مدروسة و عينيه مسلطة علي عينيها المطربتان و قال بحب:
- جاي أشوف مطر وحشني طول النهار
- ها
يقترب وهي تبتعد خطوه منها يتبعها خطوتان، فهتف هو بسخرية :
- قالوا بقي أنا بحب ألوان إيه ليكونوا ما يعرفوش
- هما هما...... أنا راحة أشوف هند بتعمل إيه
و بسرعة ابتعدت عنه و لكنه أمسك معصمها فنظرت له متفاجئة فأقترب يهمس لها بصوت هادئ :
- ساعات وتبقي مرآتي
ربه لم تشعر بنفسها إلا وهي تسرع لغرفتها و تتسطح علي فراشها و تبتسم وتقول :
- هيبقي زوجي
...........................................
منذ أن اعطا له المحامي ذلك الملف وهو يسرع لكي يصل قبل كتب الكتاب يسير بأقسى سرعة ويهتف بهذيان
- عاصي ليا مراتي هي بتحبني انا بس عاصي ليا، هبعد أي حد يقرب منها ليا هي ليا
ولكن القدر لم يساعده في الوصول فلقد خرجت السيارة عن سيطرته و واصطدمت بسيارة أخرة و انقلبت وكان وهو بداخل وأمره بين يدي الله
.................................................. ..
- بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، هتف بها المأذون بابتسامة حب
- فهلل الجميع حفيدة مصطفي مهران تم عقد قرانها و أصوات البارود ترتفع في السماء ومع كل المحاولات التي قامت بها ليحضر جواد ويكون شاهد علي عقد القرآن لم يأتي بعد وبدأ عقد قرانه هي الأخرة كان بحديقة المنزل والنساء داخل القصر ولكنهم الآن يجتمعون ليشاهدوا كتب الكتاب من النوافذ سمعته يقول :
- قبلت زواجها شعرت أنه يقولها بمنتهي الجمود فلو يشعر بها الأن من الممكن أن يبكي علي حالتها أه لقد أصبح زوجها حين قال الرجل بصوت حاني :
- بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، مبروك يا جماعة
أخذا الجميع يدعون الله أن يوفقهم و يبارك لهم ويرزقهم الذرية الصالحة يا الله أصبحت زوجتها هل سمعت يوماً عن فتاة كرثت حياتها لغيرها هي هل سمعت عن فتاة توقفت حياتها بسبب أحدهم هي هل سمعت عن فتاة ستموت من الحب هي
وحولها هي وسلمي تتجمع النساء والفتيات يغنون ويرقصون ، أميرتان بل ملكتان عاصي و سلمي بالفساتين البيضاء كانت سلمي تترك خصلات شعرها أسفل طرحتها الطويلة بينما ارتدت عاصي الحجاب و خبيرة التجميل التي جاءت خاصة لهم وضعت لها قليل من المستحضرات لكي يظهر لون عينيها أما أخذت السيدة إيمان تنظر لهم وتدعي ربها أن يجعل لهم من السعادة نصيب كانت هند ترتدي ثوب من اللون الأزرق بينما كان حاجبها مزيج بين الأبيض والأزرق معاً بينما ارتدت عائشة توب من اللون النيلي و ارتدت حجابها من نفس اللون أما فداء ارتدت فستان من اللون البنفسجي وطرحة تجمع بين لون فستانها و اللون الابيض كانت الفتيات يظهران في أبهي صوره لهم ، أخذت هند ترقص مع الفتيات بفرحة حين دلف إلي الداخل ماجد ومعه أحمد و عمرو ثم آدم وعز الدين ولكنه راها وهي ترقص كالفراشة ولكنه غضب لأن قد يكون أحمد و عز الدين رأوها ف توعد لها سراً ، تنحنح الرجال فاستكنت الفتيات دلف ماجد وبارك لعاصي ثم وقف بجانب أخته و قبلها بحب ومن بعده دلف آدم وعز الدين واحمد كانت أنظاره متعلّقة بها ولكن قبل أن يراها جيداً اسرعت الخالة حنان ووضعت وشاحاً علي وجهها غضب ولكنه صبر نفيه بنفسة فهي بعد لحظات ستكون بين بيديه. قبل اخته وبارك لها وسلمها هو وأخيه إلي زوجها الذي سار بها إلي الغرفة المخصصة لهم في قصر مصطفي مهران ، أما عن عاصي ظلت واقفة والجميع يبكي من حولها فتعلق بها آدم وأخذت الدموع تتساقط من عينه بينما أخذت شهقات هند ترتفع أراد عز الدين وماجد عدم التدخل في تلك اللحظة فهي خاصة بهم اقتربت الخالة حنان من آدم وقالت له :
- سلمها لجوزها يا حبيبي وأدعلها بصلاح الحال
- نظر إلي الخالة ثم قبل رأس أخته بحب وأخذ يدها وسلمها لعز الدين الذي قبل رأسها ثم اصطحابها إلي الغرفة الخاصة بهم و أحتضن هو الصغيرة الأخرى بينما جاءت فداء واقتربت منهم و رتبت علي كتفه بحنان ثم عانقته هو وهند معاً هو يحتضن أخته وهي تدعمهما معاً وقف ماجد يتابع هند للحظات وبعد أن تركها آدم ذهب إليها وقال :
- تعالي معايه يا هند عوزك
ولم يستمع لأي رفض أو اعتراض جذبها من معصمها وسار بها بعيدًا
نظر عمرو إلي الجميع فكل واحداً منهم سار باتجاه وهو الأن جائع نظر حوله فلم يجد ألا تلك الفتاة التي تتكلم في هاتفها وهو يعلم أنها من أهل البيت فاقترب منها وانتظرها حتي انتهت من مكالمتها الهاتفية و حبن انتهت هتف :
- لو سمحتي يا انسه عائشة
- نظرت له وابتسمت بخجل وقالت : نعم يا أستاذ عمرو
- بصي أنا جعان جداً ومحدش هنا سال فيه ممكن تقولي ألقي عندكم أكل فين
- أتسعت ابتسامتها وقالت : اتفضل معايه وانا أجبلك أكل
- ربنا يخليكٍ يا رب
..................................................
وعلي باب غرفتهما ، أنحني قليلاً وقام بحملها شهقت عاصي بخجل دلف بها إلي داخل الغرفة واتجها إلي الفراش و أنزلها برفق كان قلبها يدق بشدة رفع يده و أزاح ذلك الوشاح الذي حجب عنه روية عينيها نظرت له باضطراب فابتسم بحب انحني وطبع قبلة حانيه علي و جنتها ثم قال بحب :
- عاصي بقيت ملك عز الدين
واصبحت عاصي لعز الدين بالقلب والروح والجسد أصبحت له بكيانها كله و في يده اكتملت خيوط اللعبة ليتحكم بها كما يشاء ويبعدها عن. ما يشاء فهي أصبحت علي اسمه عاصي عز الدين مهران.....
↚
مهما حاولنا النسيان، إلا أنّ الذكريات تبقى محفورةً داخلنا ، حتى وإن كانت مؤلمة يبقى لها رونق خاص بالقلب ، فتلك الذكريات بحلوها ومرها كانت بدايةً للطريق ونهايتها هي تلك اللحظة الّتي نتعايش بها الآن وما سنكون عليه في الغد . ...
كانت تجلس علي ذلك الفراش الصغير تنظر لذلك الجسد الصغير المُتسطح أمامها وعندما تقترب أكثر تري أن ذلك الجسد لفتاة صغيرة من الممكن أن نقول أنها في العام الثالث من عمرها ذات بشره بيضاء صافية ولكنها ممتزجة بلون وردي يجعلها أكثر جمالاً ، أما عن خصلات شعرها فكانت مزيج بين الأصفر و البني لا تستطيع أن تحدد إلي أي لون ينسب ، وأمامها كانت هي تضع الكمادات علي جبهتها الصغيرة وتنظر إليها بحنان نابع من داخلها فالصغيران أصبحوا أملهم في الحياة و الصغيرة مريضة بالحمي وهي بجانبها مُنذُ الأمس ترفض أن تتركها حتّي يطمأن قلبها وتنخفض حرارتها
من هي ؟ أول ما يتردد في العقول من هي ؟
وكانت الإجابة عندما دلفت إلي الغرفة امرأة أخري ترتدي عباءة منزلية باللون الأزرق و خصلات شعرها الطويل منسدلة علي ظهرها و عينيها مُتسلط علي الطفلة المتسطحة اقتربت وجلست بجانب الفتاة ثُمَّ اقتربت بوجهها وقبلت الفتاة قبلة مطولة ثُمَّ قالت بحروف متقاطعة وبنبرة مطمئنة :
- ال.. حمد لله يا عاصي ح...حرارتها نزلت عشان خ ... خاطري روحي ارتاحي شويا طول الليل وأنتي.... سهرانه
ابتسمت إليها وحمدت الله سراً ثُمَّ قالت بنبرة هادئة وهي تنظر إلي الفتاة بحب :
- متخافيش
والإجابة بهدوء إنها العاصي وشيءً ما قد تغير فلو دققنا النظر لقد تغير كل شيء المكان ليس المكان و الزمن ليس بالزمان و الاشخاص أيضاً، فالمكان هو الأرض المقدسة مكة ، الزمن ربّما تقدم الزمن إلي ما يقرب الثلاث سنوات أو أكثر ، وعن الأشخـاص كانت تجلس تتابع الفتاة الصغيرة باهتمام شديد تغيرت حقاً فالجسد فقد من الوزن الكثير و الثياب أصحبت مرتبه إلي حداً كبير و اتضح الآن بياض بشرتها ولكن تلك الخصلات الّتي كانت بطول ظهرها وأطول أصبحت قصيرة جداً تكاد تحضن رأسها، وأمامها كانت تجلس فداء ببرأتها و إشراقتها المعتادة ولكن الّذي زاد عليها هو ذلك الصوت العذب الّذي عاد إليها بعد غياب طويل وعادت إليها ضحكتها المفرحة ، سنوات طول توالت عليهم وهم معاً أفراح وأحزان وكلّ شيء ينتهي ويبقي الإنسان ومن يحبه بصدق بدون مصالح أو مسميات مختلفة، وما هي إلّا لحظة ودلفت فتاة ترتدي منامة منزلية و كانت غاضبة تحمل طفل صغير أخر وتوجهت إلي فداء وأعطته لها وقالت بغضب :
- فداء ابنك ده تخليه معاكِ أنا عاوزه أنام حرام عليكم كده
تلقت فداء الصغير وهي تقبله بحب ثُمَّ قالت بنبرة حانية وبكلمات متقطعه:
- حبيب .. ماما يحب يفضل...عند عمتو هند
نظر الصغير إلي هند وعبس بوجهه ثُمَّ قال :
- هند وحشة
نظرت له ُ هند بحدة و هتفت بغضب مُصطنع :
- حالاً ... هند وحشه أقول إيه ما أنت أبن آدم ماشي يا سليم مفيش كرتون تاني
نظر الطفل لها بأسف ثُمَّ قال :
- هند حلوه سليم حب نودي
ضحكة هند بشدّة وهي وأخذت تخبط كفيها ببعضهم بطريقة ساخرة :
- أنتم تبعدوا العيال دول عن آدم شويا دول النسخة المصغرة منه
دلف إلي داخل الغرفة ووقف خلفها ثُمَّ حاوط خسرها من الخلف وقال بمرح :
- وماله آدم يا دكتورة هند مش عجبك
وضعت يدها علي قلبها بخضة وقالت :
- بسم الله الرحمن الرحيم ، أنت جيت أمتي
تركه هو واتجه إلي الصغير الّذي وقف وأخذ يقفز بفرحة فحملة وأخذ يقبله بشوق ثُمَّ أنحنى وقبل الفتاة الصغيرة هي الأخر وقال بسخرية وهو ينظر إلي هند :
- من ساعة أبعدوا العيال عن آدم
نظرت هند إليه وقالت بثبات :
- المفروض العيال بقول نسخة منك بعض النظر أن "عهد " متقدمة و طلعة نسخة مني في خفة الدم بس بردك وخده منك حجات كتير أولهم البكش يا حبيب أختك
نظر آدم لها وضيق عينيه قال بحزن مصطنع - أنا بكاش يا هند
وبنبرة مؤكدا قالت :
- طبعاً عندك شك
وبنبرة مرحة قال :
- لا
أخذ الجميع يضحك بشدة حين وقعت عين آدم على عاصي الّتي تنظر للصغيرة بقلق فتلك هي عادتها المستحدثة القلق وخاصة على الصغار فوقف أمامها و أمسك كف يدها فنطرت له بعدم فهم فقال بحنان :
- عاوز أتكلم معكِ في موضوع على انفراد
فنظرت له وحركة راسها بموافقه و قامت على الفور و سارت معه إلي غرفة أخري حين نظرت هند إلي فداء وغمزت لها و قالت : - إيه النظام
حركة فداء يديها بحركة تدل على عدم الفهم فقالت هند بنبرة ماكره :
- عليا بردك دا أنتِ أكيد عرفه كلّ حاجه بس يا خبر بفلوس بكره يبقي ببلاش
.................................................. .........................
لربما هو الزمن الّذي غير كلّ شيء و قلبه رأساً علي عقب فكلّ شيء هذه الحياة يتغير ولكن هو هل الزمن دار وجار لننظر إلي ذلك الرجل الّذي كان يتحكم بكلّ شيء من حوله بقرار بحكم بكلمة هل هذا مصطفي مهران متسطح على ذلك الفراش بلا حوله ولا قوة بلا تسلط و بلا جبروت يا الله مصطفي مهران ترك تلك العصا الّتي كانت يعلو صوت استصدامها بالأرض حين الغضب ويا له من زمن ولي وعهد فني وبقي بقي فقط جسد تسطح يحارب المرض ولكن حين تنظر لتلك الملامح تري رجل يرفض الاستسلام للضعف رجل يحارب من أجل الحياة رجل يفعل كل شيء ليرفع الراية من جديد ، وها هو رفيق دربه وذراعه اليمين الّذي يعلم خبايا وأسرار مصطفي مهران آت وهو يحمل له الأخبار الّتي ستكون لمصطفي مهران سلاحاً يحترب به من جديد
نظر عليّ إلي مصطفي مهران بنظرة تقدير ما و زال ينظر له تلك النظر نظر تجليل فتنحنح معلنا عن وجوده ففتح مصطفي مهران عينه ونظر لرجل الّذي يقف أمامه وكأنه كان ينظر وبنبرة هادئة قال :
- ها يا عليّ إيه الأخبار، عرفت مكانهم
نظر الرجل إلي العجوز يرسل له الطمأنينة بتلك النظرات ثم هتف بثبات :
- الحمد لله يا حاج عرفت العنوان الضبط ، ثُمّ قال وبارتباك ، بس متأخذنيش يعني يا حاج حضرتك هتعمل إيه
نظر مصطفي مهران إلي الرجل بنظرات حانية وقد لمعت عينه ثُمّ قال بهدوء :
- كفاية ثلاثة سنين بعد يا عليّ كفاية آن الآوان عشان يعاودوا
تفاجأه الرجل من كلام العجوز فقال بسرعة ملحوظة :
- أنت ناويت يا....
ابتسم مصطفي مهران علي منظر ذلك الرجل من أمامه فقال بنبرة حزينة :
- لأزم يا علي يعرفوا كلّ حاجه معدش في العمر بقية، لله الأمر من قبل ومن بعد أخرج يا عليّ وأبعتلي ماجد
وما كان منه سوأ الاستسلام فكما قال العجوز لله الأمر من قبل ومن بعد :
- حاضر يا حاج
...............................
الجد يطلبه لأمر عاجل وهو أيضا يريد أن يتكلم معه يريد أن يأخذ منه الدعم كسابق عهد هو ماجد مهران خليفة مصطفي مهران بكل شيء القوي الحاسم لا يهاب أحد ماجد مهران وهذا الاسم قاد على بث الخوف والرهبة لمن حوله ، وصل إلي تلك الأرض الملعونة كما يلقبها أرض المزعة المهجورة ولا يسكنها الآن إلا العم عليّ و الخالة حنان والجد مصطفي والقليل من الخدم والأرض الخضراء الحية أصبحت يابسة ميته أشبه بالخراب أرض الأحلام أرض الذكريات بفرحها وأحزانها نظر إلي ذلك البيت المهجور الذي غادرة سكانه تركين كل شيء خلفهم فقط غادروا ولكنهم هل حقاً غادروا المكان أم قتلوا روحه وحرقوا قلبه وأدموا أرجاء و أوجعوا كل شيء حوله حتى قلبه ، ولكنه تجاهل كل شيء تجاهر القلب الذي يدق بشدة وإلي العقل الذي يسترجع ذاكرته و الهروب هو الحل الوحيد وما كان أمامه سوى أن يسرع ليعلم ماذا يريد الجد ويسرع بالابتعاد عن هذا المكان الذي يُذكره بكل ما كان.
دلف إلي تلك الغرفة بعد أن سمع صوت الجد يسمح له بالدخول يا الله كم هو صعب أن يري مصطفي مهران مسطح على فراشه هكذا ، نظر مصطفي مهران إلي حفيدة الأقرب إلي قلبه يري نفسه عندما يري ماجد فخر عائلة مهران هو ذلك الشاب حقاً ، أم عنه فتقدم باتجاه جده بخطوات مسرعة ثمّ انحني وقبل يد العجوز بحب وهتف بحنان :
- أمرك يا جدي
حفيدة يسرع بتلبية الأمر لكي لا يستطيع أن يعاتبه على عدم مجيئه إليه فهتف مصطفي مهران بمكر :
- بدك الأمر يا ولد ولدي على طول كده، حتى مكلفتش خاطرك وقولت كيفك يا جد
تنحنح بحرج فهو يعلم أنه مقصر بحقه كثير ولكن ليته يعلم ان يجاهد نفسه وكيانه حتي يأتي إلى هذا المكان فقال بهدوء :
- أسف يا جدي بس أنا عارف أنك الحمد لله بخير وكنت عاوز أعرف حضرتك محتاج إيه عشان أعمله أو اجيبه لحضرتك
نظر مصطفي مهران إلى حفيده و أطال النظر ثم قال بنبرة هادئة متزنة :
- تقدر تنفيذ طلبِ يا ماجد ، تقدر تثبت لجدك العجوز نظرته ومتخيبش أمله فيك
لما يتكلم جده هكذا فلقد اعتادا منه على الأمر والطاعة فقط فلما هذه النبرة إذا فالأمر صعب لكنه سيفعل فمصطفي مهران يأمر وعليهم السمع والطاعة والجواب كان بسرعة بنبرة لا تقبل الشك :
- أمرك يا جدي
نظر الجد إلي نقطه بعيد امامه و سحر بفكرة بعيداً ثم قال :
- رجع آدم وأخواته يا ماجد قوله مصطفي مهران بيقولك أرجع وده أمر
ومعالم الصدمة التي رسمت علي صفحة وجهة والصمت الذي عم في المكان كان كفيل لكي ينظر الجد إلي حفيدة ليري حيرته فابتسم لحفيدة وهتف:
- هتبقي قد القول يا ولدي ولا هتخيب ظني
ماذا يفعل هل من الممكن أن يعودوا هل من الممكن أن يفعلها ولكن لماذا يقرب القدر اللقاء الذي يتهرب منه منذ زمن بعيد ومن الواضح ان حان الوقت ولا داعي لانتظار:
- أمرك يا جدي، بس وجودهم ملوش داعي المزرعة هتتباع بعد كام يوم هما ما عليهم إلا أنهم يمضوا بس ليه يجوا
غضب محل الابتسامة و ثورة وهتف بغضب :
- آدم واخواته يكون عندي يا ماجد، حتى لو وفقت علي بيع أرضي، بس هي لسه ملكِ و ملكهم
وملكهم .... ملكهم علم و أنت سيد القرار فألياتي آدم ومعه عاصي و بالتأكّيد ستأني هي الآخر إذا لتأتي وتري بنفسها ماذا صنعت فما وصل إليه ماجد الآن هي السبب فيه هند هي سبب الكسرة و الجرح الذي أنطلق منه ماجد مهران اذاً فلتأتي يا مرحبا ولكن هل قرر جده أن يبوح بذلك السر أم ماذا الأمر خفيا مقتصراً على معرفته هو وليته ولم يعرف
و التفت بعد الوداع لكي يرحل قبل ولكن أوقفه بمكانه مرة آخرة وهو يهتف :
- أخوك يكون عندي هو كمان الكل يا ماجد الكل
إذا مصطفي مهران يريد إشعال النار من جديد يريد أن يضغط علي تلك الجروح يريد أن يجمع الجميع ولا يعلم أنه بهذا الأمر ستزداد جنوناً واشتعالاً وتلتهم كل شيء من جديد
.................................................. .....
أجلسها على فراشها بتلك الغرفة التي تتشارك بها هي و أخته هند ثمّ نظر لها بحنان و قال :
- حبيبتي إحنا مش اتفقنا أنك مش تتعبي نفسك ليه سهرانه كده
ابتسمت له بحب آدم مازال يعاملها كطفله أو ربما يراها تلك المريضة ولكنها الآن هي بخير حال فقالت :
- آدم أنا كويسة وانت عارف ماكنتش أقدر أنام وعهد تعبانة
نظر لها هو يتفهم الأمر يتفهم ذلك القلق والخوف على الصغيران عاصي تراي أنهما المستقبل تراي الأمل بأعينهما فقال لها وهو يساعدها لكي تتسطح على الفراش :
- عاصي الولاد بخير يا حبيبتي كل مش عاوزك تقلقي عليهم يا حبيبتي يله نامي شويا وأوعدك هخلي بالي على عهد ذي ما أنا مخلي باللي على أمها
غمز له بعينيه فابتسمت هي بحب واغمضت عينيها بتصنع فطبع هو قبله علي رأسها ثم خفف الإضاءة وخرج، أما عنها فتحت عينيها من جديد ثم اتجهت إلي خزانة ملابسها وأخرجت علبه صغيرة ثُمّ تناولت منها شيء ما ووضعت في فمها ثُمّ اخفت العلبه بين الملابس من جديد و عادت إلي أدراجها ولكن أوقفها تلك الصورة التي ظهرت أمامها بمرآة الغرفة من هذه ؟ من تكون؟ ماذا تفعل؟ ولما تفعل هذا؟ و ما الذي أوصلها لتلك الحالة؟ هل تلك الفتاة هي عاصي آه والف آه على فتاة أنهاها العشق وقتلها الحب وأفناها والف يا ويلاه
..................................................
ما بين السماء والأرض من نظرة القيل من النقاط فهو عز الدين مهران في السماء غريب وعلى الأرض غريب وبينهما يجد نفسه عز الدين مهران يبقي ينتمي ولا ينتمي عز الدين مهران عالم لا تستطيع فهو شخصاً لا تسطيع فهمه مبهم حتى لنفسه يسير في الحياة بفوضى عارمة تجتاح كيانه و يا أسفاه عز الدين مهران لا يعلم ماذا يريد !!
جلس شاردا على تلك الأريكة التي تتوسط غرفة نومة حين هتف صديقه من الخارج وهو يقول بصوته المرح :
أنت يا عم عاوز القهوة سادة ولا مضبوطة
وتجدد النداء مره واثنين وثلاثة وهو شارد بعالمه فدلف صديقة إلي الغرفة وجلس بجانبه علي الأريكة وهتف بصوت مرتفع :
- عز الدين أنت يا ابني روحت فين
وأخيراً انتبه لمن حوله فنظر إلي صديقة وقال بغضب :
- إيه يا عمرو الجيران ها يطلبوا البوليس بسبب صوتك ده
رفع أحد حاجبيه بدهشة فصوته لم يكن عالياً لهذا الحد وقال:
- مهو لازم اعلي صوتِ عشان جنابك تفوق و ترد عليا
طال الصمت وعز الدين يدقق بصدقة ثم هتف بهدوء :
- تفتكر زمانها بتعمل إيه تفتكر نسيتني
ولا يعرف ماذا يجيب فالنقاش في هذا الموضوع ينقلب كل مرة إلي خناق و ربما تطاول بالأيدي واشتباك فهتف :
- أكيد عايشه حياتها يا عز الدين الحياة مش هتقف عليك
اتسعت حدقتيه وكأنه لا يصدق ما يقوله هو يتعمد أن يتكلم في هذا الماضي ليحصل علي إجابه تريح من شقاء نفسه فهتف :
- أنت بتقول إيه أكيد لأ
عز الدين و استخفافه بعاصي هي مشكلته ولكنه قال وقد فاض به الكيل و تلك الثقة يجب أن يدخلها الشك لكي يعترف بغلطه في حقها :
- وليه لأ أنت خنتها
وقف سريعاً وهو يجذبه من ملابسة غاصبا ثائرا و هتف بنبرة حادة قوية :
- أنا ما خنتش هقولها كام مره
والمقاطعة هي الحل يجب أن يمحي تلك الغمامة والتي تعمي عينيه :
- أنت خنتها الفكرة خيانة وانت تعديت الفكرة والسبب في كل ده سلوي حامد الشافعي .....؟
كم مره سيقولها وهو لم يخونها كم من مره يجب أن يقولها فهتف بقوة :
- أسكت يا عمرو مش عاوز اسمع حاجه
ولكنه رفض هذه المرة وأكمل كلامه سيقول له كل ما يريد لا يوجد مجال للصمت فقال :
- لأ أنت في نظرها خاين أنت جريت وراء سلوي من غير ما تفكر أن بنت الشافعي كانت عاوزه تنتقم من عاصي عشان فكراها هي اللي بعدت آدم عنها وأنت سهلت عليها المهمة دي عز الدين أنت لازم تعترف أنك غلطان ثلاث سنين بتكابر مش كفايه كده بقي
نظر إلي صديقة بغضب عارم ليدفع صديقة بعيدا عنه وهو يهتف بغضب :
- أطلع برة يا عمرو أمشي حالاً مش عاوز أشوف وشك أخرج
ثُمّ أنحني و أخذ أحد التحف من على الطولة و ألقاها بغضب علي أرض الصلبة فتهشمت إلي فتات و لا يعرف ماذا يقول في كل لحظة يتذكر فيها ما مرة عليه هو وهي أياً منهم و المخطئ في حق الأخر بينما نظر عمرو إلي صديقة وقال قبل أم يغادر :
- أعترف بغلطك الأول يا صاحبي بعد كده دور علي أخطاء الناس
جلس بمكتبه يراجع بعض الأوراق باهتمام هو جواد سعيد غالب لم يتغير مازال كما كان رجل الغموض والأسرار وحده جواد من يعلم من هو الجواد وماذا يريد وما هي إلا لحظات ويتعالى صوت هاتفه يسرعه هو بالرد فهو ينتظر تلك المكالمة منذ الصباح وعلي الجانب الأخر كان أحدهم يخبره بالأنباء المفرحة فهتف بنبرة حادة :
- عملت إيه
وعلى الجانب الآخر كان أحد الموظفين يقول بسعادة :
- جواد باشا مبارك يا فندم كسبنا المناقصة
اعتدل في جلسته و نظر إلي الفضاء من حوله و شبح ابتسامة على ثغرة و :
- ماجد مهران كان حاضر
ارتبك الموظف قليلًا ثم قال بخفوت :
- شركة مهران يا باشا انسحبت في آخر وقت
غضب بشدة وقام بأغلاق الهاتف و أخذ يضغط عليه بشدة غاضباً بشدة فلقد ضاع شعور الانتصار من جديد ماجد مهران قام بإلقاء الهاتف على المكتب أمام و يقول بنبرة كالفحيح :
- ماجد مهران آخرتك على أيدي أنت و أخوك
ثُمّ فتح درج مكتبه واخرج منه شيء ما و عند الاقتراب تصدم عاصي بثوب العرس وبجانبها هو ....هو! جواد سعيد غالب اي جنون هذا وهو هل هذا صحيح ؟ وهو يردد عاصي و يبتسم بسعادة ونعم هي عاصي بالتأكد
.................................................. .......
ماجد مهران الجميع ينظر له على أنه ذلك الشخص القوي الذي لا ينحني لاحد لا يوجد بمنهجه ما يسمي بالمشاعر والأحاسيس حياته للعمل والعمل فقط ما يستحق الاهتمام ولا داعي لضياع دقيقه واحدة في غير ذلك ولكن.......... ولكن كل شيء منها ولها وهي من رسمت ماجد الجديد تلك الصغيرة الحمقاء التي انحني لها يوماً يسترضيها ويرجوها لكي تبقي .... تبقي بجانبه تبقي من أجلهما ود لو تنظر فقط إليه ود لو تنسي كل شيء من أجلهما ولكنها أبت ورفضت و تركته خلفها ورحلت فتاته الصغيرة رحلت ولم تقف ولو للحظة تنظر إليه، وها هو الآن جاء يحثهم على الرجوع ومن اجل جده ولكن ماجد مهران الآن مختلف عن ماجد مهران السابق وعليهم أن يصغوا إليه سيقوله مره وكلمة ماجد مهران ترد ولاتعاد
كانت تلعب مع الصغيران ترقد خلفهما وتضحك كعادتها ، حين استمعت لجرس المنزل فجري الصغيران باتجاه الباب وهما يصيحان بفرحة :
- بابا جهه بابا جهه
ضحكت هي وذهبت خلفهم واخذت تصيح معهم بفرحة عارمة وهما يضحكان فجري الصغار باتجاه الباب يتسابقان وهي خلفهم تصيح بالتوقف ثم ذهبت بسرعه لتفتح باب المنزل وفي اعتقادها أنه آدم ولكن كان هو ..... هو والزمن يتوقف في تلك اللحظة هنا هي وهو وقد عاد الماضي هي هو و عاد الجراح والبكي.....
↚
ربما هو الزمن الّذي غير كلّ شيء و قلبه رأساً علي عقب فكلّ شيء هذه الحياة يتغير ولكن هو هل الزمن دار وجار لننظر إلي ذلك الرجل الّذي كان يتحكم بكلّ شيء من حوله بقرار بحكم بكلمة هل هذا مصطفي مهران متسطح على ذلك الفراش بلا حوله ولا قوة بلا تسلط و بلا جبروت يا الله مصطفي مهران ترك تلك العصا الّتي كانت يعلو صوت استدامها بالأرض حين الغضب ويله من ...زمن ولي وعهد فني وبقي بقي فقط جسد تسطح يحارب المرض ولكن حين تنظر لتلك الملامح تري رجل يرفض الاستسلام للضعف رجل يحارب من أجل الحياة رجل يفعل كل شيء ليرفع الراية من جديد ، وها هو رفيق دربه وذراعه اليمين الّذي يعلم خبايا وأسرار مصطفي مهران آت وهو يحمل له الأخبار الّتي ستكون لمصطفي مهران وسلاحا يحارب به من جديد و
هووالزمن يتوقف هووهي وقد عاد الماضي هو وهي و عاد الجراح والبكي
دوما ندور بها تارة تتشابك أيادينا وتارة تتفارق و لحظات من العمر تحسب علينا لحظة جددت جروح الماضي وذكرياته و مشاعر الحزن ممزوجة بدموع الشوق وألم الفراق وتحدي لنفسه فهو من أعدي لهذا اللقاء اًدق وأقوى المشاعر وغيرها من التجهيزات ولكن لا مجال لاحنين أو اشتياق فهو قد وضع القواعد منذ الفراق يتبادلان الأنظار نظرت تحدي مقابل حنين والقسوة مقابلها انكسار و الصغيران ينظران للغريب وهي تقف خلفهم لا تستطيع التحرك ولا الفرار ماجد مهران أمامها وفي بيتها قطعة الصغيرة ذلك المشهد وهي تقول :
- أند مين ده
وبصعوبة نظر إلي ذلك الصوت الضعيف وابتسم حين رأي الطفلان ينظرون إليه ببلاهة يشبهان بعضهم بشدة ولكن باختلاف لون العينين فالصبي عينة عسلية بشدة كأعين هند وآدم أما الفتاة فلون عينيها كلون عين العاصي خضار لا يري له شبيه كم هي جميله تلك الفتاة يعلم أن آدم رزقه الله بتوأم فهو أستطاع معرفة هذا بعد سفرة بمدة
، انحني ليقبل الاطفال ثم قال لطفلة بحب :
- أنا عمو ماجد بابا موجود
نظرت له الطفلة باضطراب ثم اختبأت خلف عمتها التي تتابع الأمر ومازالت علي شرودها فنظر ماجد لطفل وابتسم ثم قال لطفل الأخر وهو يصافحه ويقبله مرة آخري :
- طيب أنت راجل مش هتقولي بابا هنا ولا لأ
نظر سالم إلي ماجد ثم ابتسم وقال ببراءة:
- بابا عند الشغل اند وعاصي وماما هنا بس وانا وعهوده
أتسعت بسمة ماجد ووقف من جديد بعد ان قبل الطفل وقال بنبرة عملية خاليه من أي تعبير لما بداخله :
- ها يا دكتوره هنفضل واقفين كده كتير
واخيرا استطاعت أن تلملم شتات نفسها وتنحنحت وقالت بارتباك ملحوظ :
- أنت..... أنا آدم
نظر لها ماجد ورفع احد حاجبيه وهو يبتسم بسخرية لاذعة :
- أهدي بس وخدي نفسك أنا عاوز آدم يا ريت تبلغيه أني موجود
أنها بغبائها جعلته يسخر منها فنظر له بغضب وهي تهتف بصوت مرتفع :
- أنت هنا ليه وبتعمل إيه مين بعتك أخوك الخائن ولا جدك
- أسكتِ يا هند ملهوش لازمه أن تتفوهي بكلمه تانيه
عينيه جامدتان يلوح منها الغضب وتلك النيران الّتي اندلعت داخل قلبه من جديد فحمرت حدقته ها ي تتفوه بما يحرق قلبه و يدميه من جديد ولكنه يجب أن يتعقل فأخذ نفسا عميق ثم قال ببرود إعتاد عليه :
- من فضلك تقولي لادم أني هنا ولا وبلاش تتدخلي في شئون الكبار
كادت أن ترد علي ما قاله إلّا أن جاء صوت آدم الغاضب هو الآخر وهو يقول من خلف ماجد ينظر إلي أخته :
- وآدم هنا يا ماجد عاوز ايه
وبلحظة التفت ماجد إلي آدم يوجه آدم وماجد كلهما يعلم الآخر وقد نشبت حرب النظرات في تلك اللحظة وفي قانوا الأحرار النظرة كافيه لتزيد الحريق او تذيب الجليد
................................................
كان يجلس في تلك الغرفة الّتي يستقبل بها الفلاحين ويدير منها المزرعة وكأنه يدير العالم من حوله نظرت وهي تقترب تحمل صغيرها يقال أن يوماً لك ويوماً عليك تلك المزرعة الّتي أصبحت ذات صيت ذائع في المنطقة بعد هجران مزرعة مصطفي مهران وهو الآن يفعل كل ما يفعله الحاج مصطفي يتابع ويحل مشكلات العمال ويتكلم مع التجار اقتربت وهي تحمل الصغير بعد أن أخبرتها الخادمة أن تحضره إلي الحاج سعيد لأنه يريد أن يري الصغير تنظر إلي تلك الرجل وتقترب وكلما تقترب أكثر تسخر من كل ما حولها لا تحب ذلك الرجل ولا ذلك المكان تكره كل شيء هنا حتي الهواء من حوله تريد أن تهرب ترحل ولكن أين الطريق
أبتسم سعيد غالب وهو يلتقط الصغير من يد أمه ثم قبله بحنان وهو يقول :
- الغالي ولد الغالي حبيب جده
ثم نظر إلي عائشة بنظرات هادئة ثم هتف :
- كيفك يا مرت ولد
ردت إليه تلك النظرات ولكن ذاد عليه تلك النبرة الساخرة :
- حضرتك عاوزني أزاي، طبعاً أنا زي ما أنت وابنك عاوزين
ظلّ يرمقها بتلك النظرات الجامدة ثم قال بتهكم :
- كويس أنك فهمتي الدرس كويس و إلا المرّة دي ولدك هيبقي هو عقابك
اتسعت عينيها ورمشت بأهدابها للحظات تريد أن تكذب أذنيها ما سمعته غير صحيح هل يهددها بالصغير لا إلا انحنت تلتقطه من هذا الرجل و احتضنته بشده ونظرت إلي سعيد غالب ثم قالت بخوف :
- لا أبني لا إلا هو
ابتسم الرجل لها بانتصار و بين مخالبة وهو يقول :
- هكذا أحبك أن تكون يا زوجة ولدي
نظرت إليه لا تعرف ماذا تقول ولكن استجمعت شجاعتها وقالت :
- هذا ولدي وهو ليا أنا ، أنا من لي الحق به ، واذا أردت أن تحكم بحق الله يا حاج سعيد المغتصب لا يوجد لديه ولد وابنك مغتصب و مريض
اتسعت عين الرجل من جرأة تلك الفتاة الّتي بات يسمع صوتها كثير تلك الايام و اكتسي وجهه بالغضب وقال بنبرة حادة قاسية :
علي اوضتك ا مرت ولدي مش عاوز اشوف وشك يجي جواد هو ال هيربيكي
ارتجف جسدها انفعالا ازدردت ريقها ببطء وهي تتذكر ما يفعله بها و تجمعت الدموع بعينيها و عادت ادراجها من جديد إلي تلك الغرفة التي أصبحت منفاها الابدي لتنتظر عودته حتى يعاقبه بعقابه الخاص العقاب الذي لا يتحمله قلب بشر أخذت تردد :
- يا الله كن معي يا الله
......... . ........................................
نظر له يسترضيه فهو منذ ذلك اليوم الذي تشاجر معه وهو لا يرد علي هاتفه و لا تلك الرسائل واليوم كان موعدهم في العمل لكي يقومون برحلة سريعة ولكن عمرو مكتفي بالصمت و الصمت ليس من شيمه بينما دلفت إلي كبينة القيادة فتاة من طاقم الطائرة وهي تحمل أحد المشوبات الساخنة و أخذت تنظرت لعز الدين بنظرات جريئة اعتادت عليها في حين لم يبالي هو بينما اخذ عمرو يتابع الفتاة وهي تخرج وتجر تلك الخيبة وراء ظهر ثم تدلف فتاة آخرة وتتحدث مع عز الدين ببعض الكلمات الخارجة عن نطاق العمل فينظر له هو نظرة تلجمها فنظر عمرو إلي ما يحدث ثم أنجر ضحكاً فالفتيات لا يصدقون أن الدجوان و القائد المغوار عز الدين لا يبالي بهم نظر عز الدين بغضب من تلك الضحكة الساخرة وقال بتهكم بالغ :
- انت بتضحك علي إيه ممكن أعرف
نظر له عمرو ثم قال ببرود مصطنع :
- وهو الضحك ممنوع وبعدين برحتي ، يا صاحبي
و أكد علي أحرف تلك الكلمة يا صاحبي فقال عز الدين محاولا أن ينهى ذلك الخلاف :
- عمرو خلاص خلصنا أنا كنت تعبان و زهقان وملقتش غيرك قدامي عشان أطلع زهقي فيه
رفع عمرو أحد حاجبيه ثم قال بغضب مصطنع :
- نعم، ليه كنت الحيطه الواطيه بتعتك ولا إيه
- ما خلصنا بقي يا عم عمرو ما انا علي طول كده معك
ضحك عمرو وقد رجع لطبيعته :
- كويس أنك عارف أن أنا بستحمل بلاويك يا دنجوان ، بس إيه الوقار اللي نزل عليك فجأة ده اللهم قوي امانك يا شيخ عز
وتابع كلامه غمزة من عينه في حين نظر عز الدين أمامه متجاهلاً إيه و هو يقول لنفسه لماذا لا يتشاجر معه مرة اخري ليصمت نهائياً ثم نظر إلي ساعته و اعتدل في جلسته و أخد يبدأ تجهيز نفسه لإقلاع.
..........كان يجلس في تلك الغرفة التي بات لا يفارقها في تلك الأيام يحمل ذلك الألبوم العتيق ومع كل صوره من الماضي يبتسم وهو يراها تتجسد أمامه الصداقة بين مصطفي مهران و سالم غنيم والتي تجسد بعد ذلك لصداقة كامل و منصور ثم الزواج و الاطفال ومعارك الحياة ورحيل لسالم ومنصور في تلك الحادث و الأحداث بعد ذلك تتوالي حتى الفراق فراق لزوجته الراحلة وبعدها فراق لأحبه الأوفياء نظر نقطه بعيده من حول يريد أن يعرف من المخطئ في تلك الحكاية لو كانت إيمان المرشدي هنا الآن لألقت كل شيء على عاتق مصطفي مهران ولكن هو أدري الناس بابيه وهو يعلم وهو يعلم لماذا فعل أبيه كل هذا وليتهم يعلمون وما هي إلا دقائق ودلف أحب الناس إلا قلبه حفيدة الغالي عز الدين لا يعلم لما أسمته سلمي على اسم شقيقها الأكبر ولماذا عز الدين بذات وهو يري أنه المخطئ الوحيد هو من رسم معالم طريقة ليظل كما كان يلقبه جدة ( نسر شارد) وحقاً كان دائماً شارد ، أسرع الصغير و جري الي أحضان جدة و هو يحتمي به ويقول له :
- جدو عاوز افضل معك ومش عاوز أروح مع سلمي
ابتسم كامل و قبل الصغير بحنان واحتضنه وقال بحب :
- عز لازم تروح وماما هتجيبك ليا بكرة
نظر الطفل إلي جده بغضب ثم قال بنبرة حادة مرتفعة بصوته الطفولي :
- أنا عاوز افضل هنا مش اروح مع بنتك دي كل شويه كل يا عز نام يا عز زهقتم عز عوزه افضل هنا
كاد كامل أن يضحك علي الحفيد الصغير وطريقة كلامة رغم صغر سنه ولكنه يتكلم كشاب كبير ولكن دلفت ابنته الحبيبة بوجه غاضب و هي تصرخ بغضب :
- عز تعالي هنا
أختبئ الطفل بأحضان جده بخوف فضحك كامل وقال لابنته بحب :
- براحة عليه يا سلمي ده لسه طفل
نظرت سلمي إلي الطفل ثم إلي أبيها والرد لم يكن منها فالطفل بعد عن جده وقال :
- أنا راجل مش طفل
ثم جري إلي الخارج فنظرة سلمي إلي أبيه وضحكة وقالت :
- ده طفل ده، بس هقول إيه تربيه ماجد و أحمد ، هيجنني يا بابا
ضحك الاب بود فاقتربت سلمي من أبيها وطبعت قبله علي رأسه بحب و :
- أنا لازم اروح حالا وهاجي بكرة ان شاء الله
نظر الأب لها وقال برفض : سلمي أنا بخير بلاش تتعبي نفسك وبعدين أخوكِ مسافر وأنا هنا لوحدي وأم السعد هنا وصالح لو هعوز حاجه هطلبها منهم
هي تعلم أنه بحاجه لهم تعلم أن أبها بحاجه لأبنائه ولكن في ظل غياب عز الدين الدائم وسفر ماجد المفاجئ تبقي هي بجانبه إلي النهاية فهي عاهدت الله منذ رحيل أمها ان تبقي بجانب أبيها وترعه فنظرت له وقالت وهي تسرع لتلحق بالصغير :
- أنا هاجي بكرة يا بابا وكل يوم زي العادة فبلاش كلام وانت عارف أني عنيدة
نظر الي طيف ابنته الحبيبة حقاً الفتيات هم الحنان الدائم لأباء لو يعلم من يريد الصبي وضعه الآن لتمني أن تكون خلفته كلها فتيات واهً علي نسر شارد و نمر مقاتل و زهر بعبق يبقي في الأرجاء
.................................................. ........
التفكير في الأمر أو الأمر في حد ذاته هي بعض كلمات ولكن التنفيذ صعباً جداً و إذا بداء الأمر بعتاب هل له حقاً في هذا هو في نظرهم من أبناء القتيل والأمر صعب والكلمات تكاد تكون حد السيف ولا يعلم نقطة للبداية وأمامه كان آدم ينظر له بنظرات قاسية غاضبة وأطفاله يلتصقون به وينظرون إلي هذا الغريب كل شيء بات أمامه صعب و الأصعب أختار الطريق و فابتسم لعله يلطف من الأجواء و نظر إلى الطفلان وقال بحب:
- تحسهم واخدين منك حجات كتير حتى النظرات
نظر إلي الأطفال بحب وانحني وأعطي كل يوزع القبلات علي مقدمة رأسهم و قال :
- ولادي
آدم غنيم يريد أن يظل الحوار في إطار محدد ولكن في قانون ماجد مهران هو من يضع قواعد الحوار ويسير كما يريد وبنبرة هادئة قال :
- تصور لسه معرفش أساميهم
وهو يعلم تلك الطريقة جيد الحفيد يتبع طريقة جدة و ليكن ليسير الآن أبن مهران في الحديث فقال بخفوت :
- سالم و عاصي
رفع ماجد أحد حاجبيه و هو يقول بابتسامة محببه :
- وهي شكل عاصي فعلاً
ولكن قاطعه الصغير وهو يقول بهتاف :
- عهوده
ابتسم آدم لصغيرة ثم قال :
- واحنا بناديلها على طول عهد
- ربنا يخلي يا آدم
أمن آدم علي ما قاله ماجد ثم نظر إلي ماجد وأطال النظر ثم تكلم وقال :
- جاي ليه يا ماجد
لم يصدم ولم يمحي تلك الابتسامة فهذا كله متوقع من قبل ولكن رده كان مدروسا و النبرة كانت هادئة ومتزنة وقال :
- ها تعرف بس لازم في حضور أخواتك و بلاش تجادل يا آدم
هو فارس وخيال والكلمة لا بد أن يعرف متي تقال ولماذا تقال وتلك العادة من شيم الرجال وطلبه للحضور عاصي كان لغرض هو أعلم به أما لحضور المشعوذة الصغيرة فلا يدري لماذا طلب منه أن تحضر فمن الممكن أن تقلب كل شيء ، وما هي إلا لحظات و جلس الجميع من حوله عاصي أمامه هي وهند وبجانبهم فداء و آدم علي مقربه منه ويحمل الصغير و الصغيرة تجلس بجانب عاصي و هند نظر ماجد الجميع يا الله كم تغير الجميع هل الزمن يغير البشر هكذا فلقد تغير كل شيء في وقت قصير ليت الزمن يعود لا يدري ما يقول وكيف يوجه الحديث لعاصي بعد كل شيء ولكن وحد أن يدخل في ما جاء إليه هو الحل الوحيد أمامه فالجميع مترقب ويريدون معرفة سر تلك الزيارة قاطع تفكير صوت آدم وهو يقول :
- ها يا ماجد أخواتي قدامك أهم عاوز أعرف إيه هو سر الزيارة دي
الجميع ينظر وهو لا يعلم من أي نقطة يبدأ الحديث ولكن بشتي الطرق سيفعلها هو جاء لأمر ما وعليه إنجازه وبنبرة جاد قال :
إحنا بنمر بوقت صعب جدًا اصعب حاجه جدي تعبان جداً وطالب أنه يشوفكم ودي حريتكم محدش هيغصب عليكم الموضوع دي حاجه ممكن تقدروا تعملوها أو لأ دي حسب المقدرة
الوجع في القلب وتلك قلوب موجوعة حد الهلاك و كل منهم لا يستطيع وصف شعورة في تلك اللحظة مصطفي مهران مريض و يريدهم كلمات قليلة لكن قوية التأثير و أكمل كلامة بما هو أكثر وجعا :
- والمزرعة طبعاً من وقت ما أنتم سافرتوه وهي بتخسر وحالا بدأت الشركة تخسر كل حاجه حالا في خطر ولازم نبيع حاجه عشان ننقذ حاجه تانيه والحل هو بيع وطبعًا أنتم شركة في كل حاجه فلازم موفقتكم وكل حاجه الأوراق مع المحامي وده اللي جبني هنا بس طلب مني يا ريت تقدروا تيجوا تشوفوا الرجل اللي رباكم وعمل كتير عشنكم
الصمت الصامت هو الرد و لا دليل علي الملامح يدل علي الموافقة أو حتي والرفض ولكن بعد وقت ليس بقليل سمع صوتها وهي تقول بغضب :
- أنت عاوز نرجع نشوف جدك اللي هو اصلا قتل أهلنا صح أنا مش مصدقة اللي سمعته لأ وجاي حالا عاوزنا نبيع نصبنا اللي أنت ضيعته اصلا لأ بجد حفيد مصطفي مهران بحق
تتكلم وتتكلم وتنظر منه الرد و حالها ليس كحال الجميع هو وهي والجميع من حولهم و الرد الحاسم سيكون منه بالتأكّيد.
↚
العودة لتلك الأرض من جديد شيء بنسبه لها بالمستحيل أرض الاحلام الوردية أرض لحظاتها الجنونية أرض سقيت بدموعها وأرض دفن فيها قلبها والآن يريدون لها العودة من جديد فهي طول تلك السنوات تريد أن تنسي تتمني أن تفقد تلك الذاكره الذاكره التي تجسد لها كل شيء من جديد و تلك الأيام التي عاشتها معه وبين أحضانه صعد بها إلي السماء وأسكنها علي مقربه من النجوم ولكن سرعان ما أسقطها من بين يديه و لتستيقظ وتجد نفسها في اعماق الجحيم ، عز الدين مهران تفنن في أسعادها أيام وليالي يدللها و يسقيها من حنانه تتذكر تلك الخرائط التي كان يرسمها بلمساته علي وجنتها تتذكر قبلاته المسكرة تتذكر وتتذكر وكل شيء بات في خانة تسمي الذكريات فهي أحبته بعدد سنين عمر
فكفأها هو بأيام معدودة من الفرحة و الخيال ثم عاقبها بعدد الأيام التي ستعيشها ، وتتذكر جيداً بداية جحيمها ، فالبداية كانت بسفرهم إلي ما يدعي شهر العسل أخذت ترفض هي منذ أنا عرض عليها الأمر والرد كان قاطع ولا مناقشة حين قال وهو يتقرب منهم و و يمسد علي تلك الخصل التي يعشقها ويقول بحب :
- عاصي لازم نسافر نبعد عن هنا عاوز أبقي أنا وانتِ بس بعيد عن هنا
وحين يتقرب منها لا مجال للرفض ما تقول فأمرك كحد السيف يا مولاي فلا مجال سوا لسمع والطاعة ولكنها قالت برجاء :
- بس يا عز آدم و هند أنا عمري ما هقدر أبعد عنهم المده دي كلها وكمان المزرعة
وبطريقته المعهودة الإقتراب ثم الإقتراب ثم الإقتراب و مع أقتراب الأنفاس أبتلع باقي جملتها بشفتيه
وبالطبع في صباح اليوم كانوا في الطريق إلي إحدي القري السياحية بالغردقة ، وكانت تلك السفرية آثر كبير علي حياتها آثر الإستفاقة من الأحلام والإيمان بالواقع وأن لا يوجد رجل بتلك الحياة يقدس إمرأته، وعندما دبت أقدامها في تلك الأرض وجدت أمامها تلك الفتاة التي ظنت أنها أصبحت ماضي شخصاً عابر علي حياتها و إنتهت ولكن تلك الفتاة أبت كل هذا وكان له عامل التحول في حياة العاصي وكانت سلوي حامد الشافعي سلاحاً ذُبحت به العاصي، كانت تسير هي وهو علي الشاطيء يحاول أن يعانقها ولكنها كانت تفر هاربه من بين يديه فشعورها بالخجل وهي تسير هكذا بين الناس كان أقوي من أي شعور بداخلها وهو تقبل هذا بضحكة عالية آثرت قلبها ولكن بضع دقائق وأرسل لهم القدر كل شيء حين كان يجري خلفها وهم في قمة سعادتهم وتتعالي ضحكاته التي تصل لعنين السماء إصتطدم جسدة بتلك الفتاة وما إن نظر إليها متأسفاً حتي كان ما كان :
- أسف
أخذت تحدق فيه ثم إبتسمت له بود وقالت بمكر :
- علي إيه كابتن عز أنا اللي ما أخدش باللي
رفع حاجبه يحاول أن يتذكر تلك الفتاة حين وصلت عاصي إليه لتري ما الأمر والصدمة كانت سلوي حامد الشافعي أمامها وعز بجانبها والمشهد يعاد في ذهنها من جديد حين كان يقبل تلك الفتاة يوم تخرجه و بذلك الشعور المخذي هتفت بتعجب :
- سلوي !!
- عاصي !! أنتي هنا بتعملي إيه
و بتلك الأحرف تذكر تلك الفتاة سلوي حامد الشافعي أول حب لا بل أول عبس في حياته أول قبلة أول همسه ولمسه وشبح بسمه رسم علي ثغرة وهو يتفحص تلك الفتاة المثيرة أمامه المثيرة جداً وكان هو بخياله عن الأعين التي تراقبه وغيم الحزن عليها و بينما الأخر رسم فيها الفخر والتكبر وهي تتابع فنطق هو بسرعة :
- سلوي الشافعي معقول !! إيه الصدفه الحلوه دي
و إتسعت بسمتها و هي تنقل النظرات علي البائسة بجانبه وهي تهتف :
- لا معقول الدنيا صغيرة وحشني يا كابتن أنت رجعت أمتي وهنا بتعمل إيه
هي تعلم بالزواج وتعرف لماذا هو هنا ولكن تعمدت التجاهل وأمامه كان هو يتذكر أخيرا الواقفه بجانبه وتنظر إليه بتلك النظرات التي فارقتها الحياة فإبتسم بحب وقال :
- أنا اتجوزت من أسبوع، وبقضي شهر العسل، أعرفك عاصي مرآتي
وابتسامة صفراء رسمت علي صفحات وجهها وقالت بسخرية لاذعة:
- إحنا نعرف بعض كويس يا عز أنا كنت خطيبة آدم أخو عاصي
فلتذهب عاصي الآن وتتركه مع تلك الفتاة ولكن عند هذه الفكرة المتهوره أراد أن ينهي اللقاء وبداخله يدعي الله أن يتجدد فقال بهدوء :
- آه فهمت علي العموم فرصة سعيدة يا سلوي
و بنبرة ماكرة هتفت مع تلك النظرات الساخرة :
- أنا أسعد وفرحانه أن شوفتك وبتمني أشوفك تاني يا عز أنا هنا بقضي الأجازة بتاعتي هستني نتقابل ثم أخرجت من حقيبتها الصغير كارت صغير وأعطته لعز وقالت له :
- ده رقمي بتمني تتصل بيا ونتقابل
عندي كلام كتير عاوزه أقولهولك والشله كلها هنا
إبتسم لها بود وهو يلتقطه منها فنظرت هي لعاصي بنظرات غامضة غير مفهومة تكاد تجزم علي أنه نظرات تحدي ووعيد وقالت ساخرة :
- مبروك عليكِ عز يا عاصي
وحين أبتعدت كان هو يتابع خطواتها وطيفها ثم نظر لتلك التي تقف بجانبه وبدون كلمه واحده أحتضن كف يدها بيدها وصعد بها إلي غرفتهم وبتلك اللّحظة أيقنت عاصي أن شيئاً ما سيحدث فالفرح يلازمها منذ وقت علي غير عادة، و لو كان الأمر بيها لطلبت منه الرجوع ولكنه الأمر أمره و لقاءات بعدها و الأدها أنها تقع تحت مسمي الصُدف ولكن هي باتت متأكدة أن كل هذا بفعل بنت الشافعي
كانت تجلس علي فراشها في تلك الغرفة التي يعمها الظلام وهي تستند برأسها علي الحائط من خلفها تبكي بشدة فالذكريات باتت أمامها الآن كانها تشاهد أحد أشهر أفلام السينما ولكن كانت هي بطلة تلك الحكايات الشيقة سعيت أن تكتم صوتها حتى لا يصل لمن بالخارج و دموع تتساقط وحزن دفين واسترجاع لصوت ضحكة عاليه كانت تسعد خيالها، حين أراد أن ياخذها رحله بحرية من تنظيم أحد أصدقائه و لساعه كامل ظل يشرف كل ملابسها و يتحكم بأصغر التفصيل :
- لا مش حلو يا عاصي، غيريه
عقدت ما بين حاجبيها بغضب وبرفض :
- لأ بقي ده سابع مرّة أغير ومش عجبك ليه مش عارفه
ولا تعلم ما الذي أغضبه الآن وصوت حاد وعضب هتف :
- هيتغير أنت لازم تغير لبسك ده أحنا مش في المزرعة عشان تلبسي كده لازم تخلي بالك من مظهرك الخارجي أنت حالا مرأه عز الدين مهران ولو عاوزه تعاندي خليكِ هنا وانا نازل
اخذت تنظر إليه بذهول تام لا تصدق ماذا يقول هل هو يخجل منها أم يرغب أن تكون الأجمل وسط النساء ولكن كلماته لاذعة جارحة ولكنه أقنعت نفسها بما يريد قلبها و فعل كل ما يريد و القرار كان هو يريدك الأروع والأجمل فأطيعه ، وفي عرض البحر كانت الصدمة وسلوي أمامها تستقبلهم بضحكات رنانة والعجيب المبجل زوجها ينظر لها بنظرات هي تعلمها جيداً جلست تراقب من بعيد ذلك المشهد الذي يشعل نيران قلبها وللأسف هو غير مهتم بشعورها وبرغبتها ابعدت نظرها عن زوجها الحبيب و أخذت تنظر إلي تلك الأمواج والبحر الشاسع أمامها هو كهذا البحر لا تستطيع تحديد آخره يشعرك بالاحتضان والحب والحنين وحين الاقتراب يفنيك بإرادتك إلي عالم بعيد دوما ودوما ثم خروج من الحياة إلي عالم بعيد وهو كالبحر و هنا فقط نظرت إليه من جديد ولكن لم يكن موجود نعم اختفى نظرت مرّة آخر تبحث بين هؤلاء الناس عن طيفه ولكن لم يكُن والعجيب اختفاء مزدوج بين زوجها والحبيبة السابقة و بخطوات بطيئة اتجهت تبحث عنهم في ذلك اليخت الكبير وليتها لم تفعل فالمشهد يتجسد من جديد زوجها حبيب روحها معشوقها الأبدي يقبل إحداهن من جديد و الموجع أنها هي نفسها سلوي الشافعي أي جرح هذا أي غدر هذا ألم يعترف بحبها ألم يتفنن في وصف مذاق شفتاها ألم يتفنن في سحرها بكلماته فلماذا الآن لماذا القتل المتعمد والآن ..... وهي للعجب مازالت عروس
وفي سيل الذكريات توقفت هنا وتلك الصورة تتردد بذهنها لا تفارقها ففتحت أهدابها وهي تنظر حولها ثم انتفضت واقفه واتجهت بسرعة إلي تلك المرآة الجانبية وأخذت تقترب وهي تري صورتها أمامها تنظر إلي نفسها ثم هتفت بحزم و بقوة وهي تنظر لنفسها بغضب :
- لا لا لا مفيش رجوع، الماضي راح وانتِ احسن وتبقي احسن أقوي يا عاصي أقوي مفيش رجوع
تتكلم وتتكلم والغريب أن الدمع يسيل ويكشف عكس كل هذا ولكن من المؤكد ان الجرح عميق
.................................................. ....
وفي شرفة المنزل كانت تجلس تحتضن الصغيرة بين يديها وتنظر إلي النجوم بالسماء و الدموع تهطل من عينيها ولا تعرف سرها ولكنه تشعر أن قلبها ممزق تشعر أن تلك الروح ترحل من جسدها ولماذا الآن تشعر بتلك الأحاسيس الموجعة ألم تتركه خلفها مُنذ ما يقرب من ثلاث سنوات ، ولكنها تقسم أنها عشقته تقسم أنها اشتاقت إليه وتقسم أنها تعذبت وتألمت ومازالت ، ولم يكن بوسعها أن تفعل سوء الفراق وتلك هو حكم القدر ، والآن يأتي ويعاقبها وهو يعلم أن أكثر ما يوجعها هو التجاهل و اليوم تجاهلها تسلحت وتفننت لتتفوه بأشد وأقسي الكلمات لكي يحاورها يغضب يثور ولكنه تجاهلها و نظر لآدم وقال له ببرود :
- آدم أنا كلامي أنتهي و هستني قرارك يا ريت تبلغني بالتليفون
ورحل وهي خلفه تنظر إلي آثر رحليله بدون هتاف أو صراخ وتركها مشتاقه لكلماته لنظراته مشتاقة له و بشدة و عندما لمحت ذلك الشهاب المتحرك في السماء ابتسمت من بين دموعها وأغمضت عينيها ليظهر لها تلك الذكري من جديد، كنت تبكي فعز أخذ أختها و هي الآن ستبتعد عنهم ولكنه استمعت ذلك الصوت الذي قال ببرود قاتل :
- تعالي معايا يا هند عاوزك
كانت سترفض بالتأكيد ولكنها وجدته تقدم و جذبها من معصمها وسار بها باتجاه الحديقة الخلفية فأخذت تصيح بانفعال لكي يتركها :
- سيبني يا ماجد، بقولك سيبني، هو أنت ساحب جاموسة وراك
و ببرود قابل تلك الصرخات حتى وصل بها إلي تلك الحديقة وتركها ولكن ظلت تحت نظراته الغاضبة بينما أخذت هي تتمتم بكلمات غير مفهومة وهي تنظر إلي معصمها الذي صبغ بتلك البقعة من شدة الالم و يقسم انها بالتأكيد تسبه سراً وما هي إلا دقائق ورفعة أنظارها الغاضبة لتواجه وتقول :
- أنت إيه مش بتفهم، قعدة أقولك سيبني سيبني وأنت ولا كأنك سامع
وبكلامها أشعلت الغضب في عينيه أكثر وأكثر فكور قبضت يديه و أخذ يقترب منها بغضب بينما أخذت تبتعد عنه و ازدردت ريقها ببطء وأخذت تنظر إليه بخوف وكلما تقدم هو خطوة كانت ترجع هي إثنين وأخذت تقول برهبه بعد أن أيقنت ما تفوهت به :
- أصل، أيدي يا أستاذ ماجد وجعتني
وقف بمكانه وهو ينظر إليها بغضب عارم ثم قال بنبرة حادة :
- أخرسي، مش عاوز أسمع صوتك، و أقدر أعرف إيه اللي كنت عملاه جوه ده ؟
رفعة أحد حاجبيها و أخذت تنظر له ببلها وطال الصمت بينهم فقال هو بصوت مرتفع :
- ما تنطقي
- ما ترسي علي حل بقي أخرس ولا أنطق
تسخر الصغيرة تسخر منه ستصل به بالتأكيد إلي مستشفى الأمراض العقلية ولكنه يجب أن يكون حازما معها فهي تستخف به ومن الواضح أن الطريق أمامهم طويلاً :
- قسما بالله يا هند لو ما اعتدلتِ لعدلك بطريقتي أنطقي أيه اللي كنتِ عملاه
من شويه ده
- عمله إيه يعني مش فهمه!
و بغضب عارم قال وهو يتقدم إليها بسرعة فجرت هي لكي تفر منه و لكنه أوقفها بصوته الحازم :
- قسما بالله لو مشيتِ خطوه وحده من قبل ما أخلص كلامي لتكون مرآتي الليلة عشان اعلمك ازاي تسمعي الكلام وازاي ترقصي كويس قدام الناس
نظرت له بخوف وارتبك فهو كان قريب منها يفصله عنها خطوه واحده ولكنها قالت بهدوء :
- أولاً ما ينفعش تهددني أحنا في بينا أتفاق ثانياً بقي ده فرح أختي وبعدين كله كان ستات وبنات والكل كان فرحان وبيرقص أنتم اللي طلعتوا فجاه
- بس أنا شوفتك وافرضي حد تأني كان شافك
- يبقي العيب فيك بقي أنت واللي جيتوا فجاه من غير أحم ولا دستور
ستتسبب في أصابته بجلطة بالتأكيد و لكنه كان يريد أن يخرجها من حزنها وينسيها رحيل عاصي وتلك هي الطريقة مع امثالها وحين أراد أن يرد عليها ببعض العبارات والكلمات القاسية سمع تلك الصرخة ثم شاهدها وهي تقفز باتجاه وتقول بسعادة اشبه بسعادة الأطفال وتقول :
- شهاب ألحق أتمني أمنية
و وضعت كف يدها الصغير تغطي أنظاره وما هي لحظات وابتعدت ، فنظر هو لها فابتسمت وقالت وهي تغمز له بسعادة :
- ها يا كابتن ماجد اتمنيت إيه
- أنتِ
ولأول مرّة يخفق قلبها بتلك السرعة و لأول مرّة ينظر لها تلك النظرة ولأول مرّة لا تستطيع الرد، و فتحت أهدابها من جديد لتنظر إلي السماء وتشد الصغيرة إلي أحضانها أكثر وتقول :
- أنت
وفي غرفه آخر كان يجلس شاردا لا يعلم ماذا يفعل فالأمر متعلق بأخته هو لا يرفض تلبية نداء مصطفي مهران ولا يرفض العودة هو خائف فقط خائف
من تلك الأرض التي ربما تأخذ منه أغلي ما لديه فهو يتذكر جيداً أنه كان سيفقد أخته يوماً ما، ولكن بعيدًا عن ذلك كله الجد يريده مصطفي مهران ذلك الرجل الذي ضحي وربي وأفني عمره من أجله هو واخواته وعلى الرغم من كل شيء مضى وظهر لهم ولكن هو لا يصدق إلي الآن أن ذلك الرجل هو من قتل أهله وقد أكدت فداء له ذلك الأمر و يتذكر كلمات العم عليّ تلك الكلمات التي ألقاها علي مسامعه يوم الرحيل :
- آدم يا ولدي إياك والظلم والاستعجال في الحكم وحافظ علي اخواتك من الغربة و بلاش الكره يا ولدي
وعندما أراد أن يفهم كان إجابة الرجل أكثر غموض :
- مثيرك هتعرف يا ولدي كل شيءٍ بس كل شيء بأذن الله
لو الأمر بيده كان سيظل هُناك في تلك الأرض ولكن كان عليه الرحيل ببقايا امرأة خذلها زوجها والرحيل طال وعند تلك الخاطرة بدأت الذكريات تعود، استدعاء من عمله بسرعه فهناك حادث والمصاب صديق له طلبه شخصياً وذلك الأمر كان يوم حفل زفاف عاصي ، أسرع إلي هناك و تفاجئ بجواد وهو مسطح علي الفراش أسرع إليه وقال بذهول وهو ينظر إلي بعض الكدمات في وجهه يديه المجبرة و :
- جواد إيه اللي حصل
ولم يعبأ باي شيء سوى السؤال واحد :
- آدم عاصي فين عرفت أن أنا تعبان
نظر له آدم بعدم فهم و قال بنبرة هادئة :
- عاصي مع جوزها يا جواد و مكنش ينفع أقولها حاجه
و ارتفع صوته وهو يقول بغضب :
- أنت جوزتها..... جوزتها للي جده قتل أبوك وجدك
من قتل من هو لا يفهم هل جواد يهذي فنظر له وقال بعد فهم :
- جواد عاصي اتجوزت عز الذين كامل مهران انا مش فاهم إيه مشكلتك
و تعالي صوت الآخر وهو يقول بهذيان و هو يقول :
- أنت جوزت عاصي، للي قتلوا أبوك وأهلك
أسرع آدم ونظر إلي جواد بغضب عارم وهو يقول له :
- أنت مجنون ولا إيه، اظاهر أن الحادثة آثرت عليك ، أنا هبعتلك أبوك يا جواد وهمشي حالاً وهطمئن عليك لما ترتاح
والتفت لكي يرحل ولكن توقف مكانه بعد أن استمع إلي كلام الآخر وقال :
- أنا معايه الدليل اللي يثبت أن مصطفي مهران هو اللي قتل أبوك وجدك
والتف إليه بصدمة ، و الصمت خيم على المكان، وما هي إلا لحظات و حتى تدارج آدم الأمر وهتف :
- قصدك إيه!!
- أقصد اللي أنت فهمته، مصطفي مهران هو اللي قتل اهلك ومعايا الدليل.
وعند هذه الذكر شعر بتلك التي تجلس بجانبه فاسرع إليه ووضع راسه علي رجليها ، كم مهموم فنظرت إليه فداء بحب وهي تمسد علي شعره بحنان و قالت بحب :
- آآ... دم مالك
- تعبان أوي... وخايف أخد قرار
احتضنت كف يده بين يديها ثم قبلته وقالت بحنان :
- إحنا معاك... يا آدم كل شيء هيعدي
هي عونه في هذه الدنيا امانه يشكر الله ليلاً نهاراً عليها يقسم يفديها بحياته وكيانه هو مدين للماضي بها هي فقط وحدها من شعر معها بالسكينة والعشق
.................. ..............................
أخذ يقبل الطفل الصغير بشوق ولهفة بينما هي تتابع كل حركة من حركاته بلهفه ونظرت بخوف شديد وحين تقابله النظرات وضع الطفل في فراشة واقترب منه ببطي شديد ثم احتضنها بشدة و أخذ يمسد على تلك الخصلات وهتف بما اعتادت عليه :
- عاصي وحشتيني يا حبيبتي اتاخرت عليكي أنا عارف
و يديه بجانبها و الدموع تفر هاربة من عينيها و هو يحررها لينظر إلي عينيه الباكيه ويقول بخوف :
- أنت بتعيطِ عشان أنا أتاخرت
وفاض بها كل شيء من حولها فقالت بصوت حاد وهي تبتعد عنه :
- أنا عائشة أسمي عائشة عاصي سافرت مش موجوده أنا عائشة
نظر لها و صورتها تتجسد أمامه صوره عاصي و عائشة مره إثنين وحين دقق النظر وجد أمامه عائشه أمسك بخصلات شعرها وأخذ ينهال عليها بالضرب المبرح وهي تعلم جيداً ان الأمر سينتهي ببعض الآلام والكدمات التي تترك تلك الآثار على جسدها و اغتصاب لتلك الروح من جديد
...............................
.................................................. .......
والوجهة الآخري كانت تلك البلد الذي أخذت منه أخيه من زمن بعيد وعليه الآن أن يعيده والأمر صعب فرجعته قبل ثلاث سنوات كانت مفرحه ولكن باتت موجعه ما مرّ عليهم كان شديد تلم النظرة التي كانت في عينه يوم سفره رحيله نظرت انكسار وكسر الرجال ليس قليل ندم شديد و الآن عليه أن يتعقل ويتحكم في كل شيء لكي يكسب العودة من جديد
..................................
صباح يوم جديد جلس آدم و أمامه كانت عاصي و هند وبجانبه فداء كل منهم ينتظر قرار الآخر ولكن قاطعتهم هي وهي تقول بإصرار :
- آدم أنا مش هرجع مصر، وده قراري
نظر إليها يتفهم شعور الخوف بداخلها وبجانبها الأخرى تنتظر أن قرار أخيها الأكبر تود بداخلها لو تهتف مثل عاصي وتقول أريد... أريد الرجوع ولكن ما بيدها فالأمر يرجعلهم وقرار آدم هو الحاسم والنهائي
وفي غرفة أخري تحديدا غرفه عاصي كان الأطفال يلعبون بتلك الخزانة التي يوضع بها الملابس واخذوا يضحكون وما هي إلا دقائق حتي وقعت تلك العلبة الصغيره علي الأرض فأحنت الصغيرة ظهرها و التقطت بين يدها و قامت بفتحها فنظر سالم إلي أخته و قال :
- دي شكولاتة يا عهوده
فأومات الصغيرة ببراءة وهي تبتسم :
- أنا أكلها كلها ليا أنا وحدي
و التقط أحدي الحبيبات وقربتها من فمها و.................. ؟!
↚
جميعنا عشاق ولكن للعشق الوان !
فمنا من يعشق بقلبه وعقله واذنه ولسانه
ومنا من يعشق ليرضى رغبه بداخله
ومنا من يعشق من اجل الانتقام
ومنا من يعشق ليطفئ نار مشتعلة بقلبه
ومنا من يعشق بعينه فقط
ومنا من عشقه سبب عيشته
ومنا من يموت بحسرته
ومنا من عشق ولم يجد من يعشقه بجانبه
ومنا من كره معشوقه لأنه خانه واهان كرامته
ومنا من أبكاه المعشوق دماء من الحسرة على ايام اضاعها مع من لا يسوى
شيء ما حولنا يسير عكس إرادتها هي لا تريد العودة إلي هنا لا تريد الاقتراب من تلك الأرض مره أخري تخاف تلك المرة أن تفقد شيء كما فقدت قلبها من قبل وهي لا تتحمل الفقدان تقسم أنها لا تتحمل.
- يا آدم ما فيش سبب واحد يخلينا نرجع
قالتها بنبرة حاسمة بصوت واثق من القرار، ولكنه نظر لها و قال هو الآخر في محاوله لتغير رأيها
- عاصي، البلد دي مش بلدنا ومهما بعدنا هنرجع تاني ياريت تواجهي ضعفك وخوفك ده وكفيانا غربه لحد كدة
نظرت هند لأختها التي صُدمت من كلمات أخيها ثم قالت بنبرة حادة :
- آدم أنا مش ضعيفة
ثم طال الصمت للحظات وقالت مرة أخري أنت عاوزنا نرجع صح وابقي جنبهم هنا وممكن يعرفوا كل حاجه ساعتها هعمل إيه وأنت عارف إيه اللي هيحصل بعدها أنا مش هرجع
لا يعرف ماذا يقول هو يشعر بها جيدا تتهرب من المواجهة تريد أن تظل هكذا بعيده عن الجميع فلقد أصبحت بعيده عنهم جميعاً وكأنها وحدها في تلك الحياة ويخاف عليها من تلك الحال والصغيرة أمامه تنظر إليهم تريد أن تعرف قرارهم كثير من الأحيان يشعر أن يظلم هند في كثير من الأشياء فأعطي لعاصي القرار وسلب من هند الاختيار فنظر لهند وقال بحب :
- وأنتي رأيك إيه !
نظرت له بتفاجئ ورأيها هل هذا صحيح فلما الآن يريد أن يستمع لها وهل رأيها سيسمع واذا فهو لا يجدد في الأمر شيء فقالت بخفوت :
- إلي أنت تشوفه أنا معاكم فيه
- وأنا شايفه أن ملناش ........
قطع حديثها مجيئ الصغيرة تبكي وهي ترتمي في أحضان آدم وتقول بشهقات متقطعة :
- بابا مليش دعوة عاوزه شكولاتة تعتي سالم أخدها مني
نظر آدم إلي الصغيرة بعدم فهم ولكن أخذ يقبلها بحب و قال :
- حبيبة بابا بلاش عياط ، سالم مش معه حاجه ثم نظر إلي فداء وقال لها بعتاب، أنا قولت بلاش حد يجبلهم شكولاته
نظر فداء له وعقدت ما بين حاجبيها ثم قالت :
- م... محدش... جاب.. حاجة
- هو أخد علبه من دولاب عاصي يا بابا ومش راضي يديني
أتسعت عين عاصي بصدمة وما أن أفاقت من صدمتها حتى أسرعت إلي الغرفة ومن خلفها الجميع بينما كان الصغير يجلس علي الأرض ويفترش تلك الحبيبات أمامه وبينما أخذ احداهم و قربها من فَمه الصغير وفي تلك اللحظة دلفت عاصي إلي الداخل وما أن رأتها حتى اتجهت إلي الصغير وحملته بسرعه وهي تقول بخوف :
- سالم حبيبي أخدت حاجه من الحبوب دي
دلف الجميع إلي الداخل بسرعه فنظر آدم إلي الصغير بينما نظرا فداء هي الأخرى بريبه و احتضنت هند الصغير والكل يترقب كلمات الصغير الذي قال بخوف :
- شكولاتة تعتك وقعت في الأرض
- أنت أكلت منها حاجه
- لأ مش كلت هي وقعت
احتضنته بعاطفة صادقة وأمطرت وجهه بالقبلات بينما تقدمت فداء وأخذته من بين يديها و تراقب وجهه بحنان واحتضنته بشدة وخوف وآدم بتابع بصمت و بعد لحظات وبأمر من آدم أن يخرج الجميع من الغرفة ويتركه هو وعاصي فقط ، وبعد وقت قصير كان ينحني يجلب تلك الزجاجة الصغير ليعرف أنه أحدي العقاقير المنومة فنظر لها مرّة أخري بغضب غضب منها ولها غضب من تلك الضعيفة التي أمامه أين أخته أين هي لما محى الضعف القوة ولماذا يجسد الضعف بأقرب الناس إليه وما هي إلا دقائق وهتف بقوه أفزعتها :
- منوم تأني عاوزه تدمري نفسك إيه مش همك نفسك ولا أنا ولا أختك أنا مش قولتلك الحجات دي هتدمرك أكتر أنت ليه بتعمل في نفسك كدة
نظرت له بخوف لا تستطيع الرد أو الحديث هي تعلم أنها تسير في طريق الخطأ ولكن ماذا تفعل وهي تشعر به قلبها الهزيل ما زال يقف هناك عند تلك النقطة ما زال ينزف بشدة فماذا تفعل تلجئ لكل هذا لترحل من هدا العالم ربما لبضع دقائق لعلها ساعات لا يفرق معها سوى الرحيل عن ذلك العالم الذي يتجسد فيه الرحيل فقط الرحيل فقالت بخفوت :
- آدم أنا مش بقدر أنام إلا بالمنوم صدقني مش بقدر
نظر لها و طالت نظراته و حين هتف بتلك العبارات كانت فجعه بنسبه لقلبها و بصوت غاصب قال :
- عارفه يا عاصي أنا غلطت غلط كبير في حقك، نظرت له وعقدت ما بين حاجبها، فأكمل يوم ما وفقت أن أحنا نسيب أرضنا ونبعد عشان أمنعك من المواجهة أمنعك أنك تعيش التجربة بكل وجعها عشان تفوقي بعدها بس لا أنا بعدت بيكي ولأسف كان غلط أنت لسه عايشه بس عايشه بذكريات عز اللي هتنهيكي في يوم من الأيام وعشان كده لازم نرجع و تواجهي وأول واحد تواجهي عز نفسه إحنا هنرجع و في أقرب وقت
نظرت له برجاء ولكن نظراته كانت حاسمة ثم أسرع بالخروج و تركها انهارت جالسه علي الأرض وبدأت الدموع تتساقط من عينيها وهي تقول بوجع :
- أواجهه عاوزيني أواجه
القاتل ما ينفعش يواجه القتيل
ثم أخذت تبكي وتقول بصوت موجع بلا حياة :
- وهو قتلني
.... وفي تلك الزاوية كانت تجلس متكوره محتضنه ركبتيها لصدرها وتضع رأسها عليها
ويصدر عنها أنين ضعيف ثم شهقة متقطعة وما هي إلّا لحظات ورفعت رأسها لتستند علي الحائط الصلب خلفها وعينها المتورمتان من آثر البكاء وتلك الكدمة الزرقاء بجانب شفتيها لا تستطيع الحركة وتدعي الله سراً أن لا يستيقظ الصغير فهي لا تقوي علي حمله أو إطعامه ، تنظر إلي كل شيء حولها والدموع تتساقط من عينيها الجميلتين، أين لها كل هذا فهي مدللة أبيها وأمها هي لقد عاشت طفولة مبهجه الجميع يحبها ويدللها فهي جاءت إلي والديها لتقر اعينهم بعد عذاب و عندما ولدت و شعرت إنها وحيده بدون أخوه رزقها الله بفتاة صغيرة تشاركها في حليب أمها لتكون لها بعد، ذلك كنصف لروحها هند أختها وصديقتها و عاصي الأخت الكبرى التي تراعهم دائمًا و آدم الأخ وسند و الدرع الواقي كم كانت حياتها مُبهجه مُفرحة كالزهرة تتفتح أوراقها منذ ذلك اليوم بدت تعشر بشيء غريب تخلل إلي قلبها يوم زفاف عاصي يا الله علي تلك الذكري حين تتجسد امامها تشعر أنها تريد أن تعود وتظل حبيسة بين جدران الماضي تظل حبيسة داخل تلك الذكريات المفرحة فقط المفرحة .... ( دلفت إلي مطبخ القصر ومن خلفها ذلك الغريب وأخذت تبحث عن أمها لتساعدنا في وضع الطعام له ولكنه كانت مشغوله على الأرجح أسرعت وجمعت بعض الطعام ووضعته على أحدي الصواني وو ضعته أمام عمرو الذي كان يجلس ينتظر علي أحد الكراسي وامامه تلك الطاولة الموضوعة بجانب حائط المطبخ وحين رأي عائشة تسير باتجاهه وهي تحمل تلك الصانيه الكبيرة أسرع إليها ليأخذها من بين يديها ويضعها علي تلك الطاولة ثم بداء يأكل بنهم شديد بينما أخذت هي تنظر له وهي تقرب بين حاجبيها بذهول وما هي إلّا لحظات و انتهاء من الطعام بل نهى عليه تمام و رفع كوب الماء الموضوع أمامه يتجرع منه ثم نظر إلي تلك التي تنظر له باستغراب فابتسم وقال :
- إيه يا بنتيِ بتبصي كده ليه عُمرك ما شوفتي وأحد بياكل
تنحنحت بأحراج ثم رفعت يديها لكي تعدل من وضعية حجابها وهتفت :
- إحم..... لا.... بس يعني حضرتك ما أكلتش من أمتي
نظر لها ثم قال بجديه وهو ينظر إلي ساعة يده :
- من يجي يا ستي ساعتين وخمسه دقائق وسبع ثواني
نظرت له ببلاهة وهي تفتح ثغرها علي وسعه فكان منظرها مضحك بشده وعندما نظر لها أنفجر ضحكاً على منظرها وما هي إلّا لحظات و تكلم من بين ضحكاته :
- هحكيلك يا ستي أنا من ساعة ما سافرت وأنا مقضيها أكل مطارات وجاي بقي أجازه فبعوض بقي
غريب جدًا هذا الكائن يتكلم بعفويه مطلقه وكأنه صاحب مكان ، ابتسمت بخفوت وانحنت لكي تحمل تلك الصانيه الفارغة حين اوقفها عمرو وهو يقول بمرح :
- أنسة عائشة
وقفت قليلًا ونظرت له مبتسمة، فقال هو بابتسامة محببه :
- شكرًا ، على تعبك
- لا شكر على واجب أنت هنا ضيفنا
اتسعت ابتسامته وهو ينظر لها بنظرات متفحصه :
- حيث كده بقي أعمليلي شاي
أتسعت حدقتيها وهي تنظر له بعدم فهم و :
- نعم
- أعمليلي شاي وزودي السكر يا سكر
سارت مبتعدة ما ان رأت تلك الغمزة التي صاحبة عباراته ما هذا الشخص من أين جاء إليها لا تدري أما هو فجلس مره أخري و وضع قدمة علي الآخر وقال :
- لا الواحد لازم يتجوز وحيث أن بقي أقرب طريق للراجل معدته البنت دي دخلت معدتي خلاص )
وعادت من تلك الذكريات على صوت بكاء الصغير فنظرت إلي فراشه البعيد عنها وقلبها ينبض بشدة ووجع طفلها يبكي وهي من كثر الكدمات في جسدها لا تقوي ، أخذت تجاهد وتضغط علي نفسها ودموعها تتساقط بوجع وكلما تعالت صرخات الصغير ضغطت علي تلك الجروح أكثر وأكثر ربه كم هذا موجع كم هذا يدمي القلب أخذت تتقدم وهي تتمسك بكل شيء أمامها حتى وصلت أخيراً بعد جهد إلي ذلك الفراش وبسرعه انحنت لكي تلتقط الطفل فخرج منها أنين ضعيف فضغطت علي شفتيها السفلي وجلست بجانب الفراش علي الأرض مجدداً فهي لا تقوي علي التحرك وأخذت تهدئ الطفل بحب وحنان وهي تقبل وجهه :
- ما تخفش أنا جنت وهتحمل أي شيء عشانك ثم قبلته مره أخري وأكملت، بدعي ربنا أنه يديني القوة عشان أنا جنبك يا نبض قلبي
بينما أخذ الصغير ينظر لها وكأنه يفهم ما تقول وأخذت هي تطعمه وتتذكر كل تلك الذكري التي جلبتها إلي ذلك المكان وجلبت معها أغلي الناس ولكنها سلبت الروح وقتلتها
( دقات قلبها تتزايد في حضرته عندما رحل عز الدين بعاصي لكي لقضاء شهر العسل آثر عليه أن يبقي بالمزرعة و ببقائه هذا كان لها الفرحة من العدم تقرب منها بشدة وهي أيضاً كان يساعدها في العمل ودائماً تصطحبه إلي أراضي المزرعة كم كان شغوف هو بكل شيء وفي ذلك اليوم كان ستائر الليل ستغطي السماء بسوادها الداكن فكانت ليه يغيب بها القمر قاحله بدت بأروع الألحان وانتهت بأبشع الأفعال وقف عمرو أمامها يقول بحب :
- عائشة في حاجه عاوز أخد رأيك فيها
نظرت له بعدم فهم وقالت بمرح اعتادت عليه معه :
- وبتستاذن أنا مش وخده علي كده أبداً
ضحك بمرح ثم قال بجديه :
- لاء الهزار هزار والجد جد..... بصي يا عائشة أنا... أنا عوز أتقدملك
- نعم
قالتها متفاجئة وكأنها لا تعي كلم
فاكمل هو :
- أنا مش هكدب وهقولك حب لا بس أنا معجب بيكي جداً و أنا عوز أستقر وشيفك زوجة مناسبه ليا إيه رأيك
أحمرت وجنتها خجلاً و نظرت إليه بخفوت فابتسم هو بحب وقال بعد دقائق ليمحي ذلك الحرج :
- السكوت علامة الرضا زي ما بيقولوا ومن الواضح أنك موافقه عليا صح
ولم تعطيه جواب وهي تجري باتجاه المزرعة وهو يقف يتابع ظلها ويبتسم بخفوت وكم كانت أسعد لحظات حياته ولكن السعادة ربما لا تبقي طويلاً فذلك الذئب الذي أظهر عن أنيابه كان يتابعها حين جرت فاسرع خلفها وبسرعة نمر ينقض على فريسته أمسك بها كاتماً شهقاتها و ذهب بها بين الأشجار العالية ليتقرب منها بخطر وهي لا تفهم شيء وتشهق بخوف ودموع تتساقط رعباً وفي ذلك المكان الخاوي حررها فالتفتت لتري من هذا الذي تجرأ ولكن أتسعت حدقتها وهي تري جواد من خلفه وبعض الكدمات علي نظرت له بعد فهم وقد اطمأنت بعض الشيء فهي تعرف جواد جيدا وقالت بغضب :
- أنت أتجننت يا جواد ازاي تعمل كدة
وكأنه لم يسمع ما قالت والصور في مخيلته تخطلت بين عاصي وفتاة آخري تلازمها دائمًا وآخر تعانقها فنظر إلي من أمامه وقال بهذيان :
- عاصي أنت أتجوزتي عز ولا لسه مستنيه حبيبك جواد
نظرت له عائشة بعدم فهم و أتسعت عينها وهي تقول :
- عاصي مين أنا عائشة أنت مجنون ولا شارب ولا إيه يا عم
وجاءت لكي ترحل فأمسكها بقوه من حجابها وقال :
- عاصي استني ماتسبنيش أنا بكلمك
آنت بضعف من قوة قبضته وقالت بغضب :
- إيه الجنان ده أنا عائشة أنت مجنون ولا إيه وبعدين عاصي سافرت مع عز الدين جوزها بطل هبل بقي بدل ما أصوت وألم عليك الناس )
و عادت مجدداً إلي الواقع وهي تبكي بقوه و تشهق و أخذت تقول وهي تكلم الرضيع بين يديها
- دبحني هو دبحني ما قدرتش أحمي نفسي صدقني نفسي تكبر عشان تبقي سندي وظهر وتأخذ ليا حقي
ولا تقوي علي فعل أي شيء فتشعر ان عظامها تهشمت بداخلها كما قلبها فتسطحت علي الأرض ثم سطحت الصغير علي صَدرها بحنان وهي تحتضنه و لا تعرف لماذا تسترجع ذاكرتها تلك الأحداث
( ظلت تقاوم إلي أن غابت عن الوعي تماماً وحين استيقظت وأخذت تنظر حولها لا تفهم لماذا هي هُنا ولكن ما هي لحظات وقد تذكرت كل شيء وبمجرد أن حاولت أن تقوم وهي تنظر إلي هيئتها صرخة صرخة مُداوية لقد علمت ما حل بها فأخذت تلملم ما تبقي لها من ثياب وهي تهذي وتقول :
- هو.. هو أنا لا لا هو ليه..... مش عملت....حاجه
ولا تدري كيف تحملت على نفسها وأخذت تتفقد الطرقات حتى وصلت إلي بيتها ويا أسفه على تلك النظرة التي مازالت تتذكرها حين فتحت الغالية حنان الباب آهً يا أمي علي تلك الكسرة والظهر الذي تم كسر والمرار العار الغير مقصود ولا تعرف ما الذي جري بعد ذلك حين استيقظت كان متسطحة علي فراشها نظرت إلي ثيابها فكانت بُدلت بآخر ففرحت واستغفرت ربها كابوس هو كابوس ولكن تلك الكدمات المتفرقة اشارت لها أن تنظر لأنه وأقع مسلم به شهقت وأخذت تبكي تصرخ حين دلفت أمها مسرعة ونظرت إليها فانكمشت الأخرى علي نفسها وقالت ببكاء وخوف عميق :
- هو... والله هو مش أنا مش أنا
تساقطه الدمع من عين أمها الحبيبة وهي تنظر إلي زهرة بيتها التي قُطفت و لكن تصاعد الغضب أمام عينيها الباكيه فمسحت عينيها بقوه واتجهت إلي ابنتها وقالت لها بغضب حاد :
- أنطقي قولي مين عمل فيكي كده أنطقي ثم هتفت بنبرة مهزوزة قاتله وكان.... كان برضاكِ وإياكيِ تكدبيِ..... إنطقي
اتسعت عين الفتاة وأخذت ترتجف ولكن مع تلك الصيحة التي هتفت بها حنان جعلتها تسرد كل شيء مرّ عليها
وحين انتهت الفتاة الباكية بانهيار نظرت الأم لها وقالت بقوة :
- إياكيِ أبوكِي يحس بحاجه أنتِ فاهم و مفيش طلوع من عتبه البيت
اومت الفتاة برأسها وهي تنظر لأمها بخوف بينما التفت حنان إلي باب وهي تقول بغضب عارم :
- أبن سعيد غالب ...... و الدم واحد
ولا تعلم ما الذي حدث بعد ذلك فتفاجأت بابيها وهو يخبرها بعد يوماً أن جواد أبن سعيد غالب تقدم إليه والصديق عز الدين ذلك عمرو السمري بكت وبكت وأخذت تنوح وتنوح و القرار ليس منها بل من أمها التي أمرتها أن توافق علي جواد بدون كلمة وهي تقول بكلمات مجرحه مميته خاليه من العاطفة :
- الموافقة للعار يا بنت بطني وأبوكِي مش حمل عارك
ما ذنبها ماذا فعلت لا تعرف هي حقاً لا ينقلب الحال علي الحال وبين يوماً وليلة خطبة لأبعد الرجال لقلبها وعقلها خطبة لمنتهك روحها وجسدها والحكم كان قاطعاً و يا ويله على الآخر الذي ظنها تسعي وراء المال ولكن ماذا تفعل لا تستطيع التبرير وبالأخير استطاعت الأم أن تقنع الجميع الكل متحير في الأمر ولكن مع أوامر الجد مطفي وسعي سعيد غالب و ترحيب حنان بالأمر سكت الجميع مرغوبين أنفسهم على الاقتناع وربما هي أيام معدودة اصطبحت زوجته والمضحك المبكي في أمر أنه مازال يظنها عاصي و يستحل تشويه جسدها وعندما عادت إلي الواقع ضحكة ساخرة والسؤال يتردد بعقلها :
- لو كانت عاصي بمكانها هل كان جواد سيعاملها هكذا !!
تريد أن تبتعد تريد أن تتحرر ولكن هي مكبله راضخة من أجله هو فقط من يبقيها هنا طفلها لا تستطيع أن تفارقه و إبليس الكبير الذي يجلس بالأسفل يخطط للعالم من حوله يهددها بالطفل ، فرضية مجدداً من أجله و بقيت حياتها كما يقولون يبقي الوضع علي ما هو عليه وعلي المتضرر اللجوء إلى خالق العبيد
صوت الطلقات النارية تفزعه كل ليلة ذلك الحلم الذي لا يتذكر منه أي شيءٍ سوى صوت طلقات النار التي تكون على مقربه منه ولا يعلم من أطلقها حلم غريب هل الانسان يستطيع أن يحلم بصوت غادر فقط و بين اليقظة والحلم أستمع إلي ذلك الجرس أحدهم قادم بالتأكيد ذلك المجنون عمرو ولكن لماذا يدق الجرس هو معه مفتاح و بتكاسل تجددت الطرقات فقام بتكاسل لا يرتدي إلا سروال من القماش ولم يعبئ بأي شيء سوي أن يقوم وينتقم من هذا السمج الذي، يطرق هكذا وسار خطوات متكاسلة ثم فتح الباب وهو مغمض العينين ثم ترك الباب مفتوح واتجه عائداً لغرفته وهو يتمتم بتلك الشتائم البذيئة وهو يقول :
- أدخل يا زفت ومش عاوز أسمع صوت عشان أنا عاوز أنام
- وأنا جاي تعبان من السفر وعوز أنام
وقف مكان بصدمة هل هذا هو صوته أم هو الذي يتوهم والتفت لكي يتأكد وانه أخيه أمام عينه ينظر له تقدم منه فعانقه ماجد بود وبعد كلمات الترحيب ما هي لحظات وكان عز يجلس أمام أخيه و سؤالاً واحداً يتردد بعقله لماذا جاء أخيه الآن !؟ وماذا هنا وما وراء تلك الزيارة!؟ ولكن الأخر كان متعب بشدة فطلب الراحة أولاً ثم الحديث بعد ذلك بينما جلس عز الدين يفكر ثم قال :
- يا تري إيه اللي جيبك في الوقت ده ً يا ماجد وإيه السر إنك تيجي من غير ما تقولي حتى
...وفي تلك الاثناء كان مسطح علي فراشة في تلك الغرفة التي تحجبه عن كل شيء ها هو مصطفي مهران في كهفه البعيد لا حول له ولا قوة المال الآن لا يفيد صاحبه فهل أفاده الآن وهل استطاع المال فيما قبل أن يدفع الموت عن سالم غنيم كل شيء فآن ، وأمنيه وحيده فقط يريد أن يحققها قبل الرحيل يريد أن يجمعهم مرّة أخري يريد أن يرحل وهم يد واحد لكي يقابل صديقة هُناك برأس شامخة ويرقد بسلام ولكن يجب عليه قبل الرحيل أن يعترف بذلك السر ليقابل الله تعالى وهو راضي يدعى الله ان يقبل توبته و كل شيء سيتلخص في ذلك ( السر) ..............!
↚
وفي تلك الاثناء كان مسطح علي فراشة في تلك الغرفة التي تحجبه عن كل شيء ها هو مصطفي مهران في كهفه البعيد لا حول له ولا قوة المال الآن لا يفيد صاحبه فهل أفاده الآن وهل استطاع المال فيما قبل أن يدفع الموت عن سالم غنيم كل شيء فآن ، وأمنيه وحيده فقط يريد أن يحققها قبل الرحيل يريد أن يجمعهم مرّة أخري يريد أن يرحل وهم يد واحد لكي يقابل صديقة هُناك برأس شامخة ويرقد بسلام ولكن يجب عليه قبل الرحيل أن يعترف بذلك السر ليقابل الله تعالى وهو راضي يدعى الله ان يقبل توبته و كل شيء سيتلخص في ذلك ( السر) الذي دُفن في تراب القبر مع صديق كل ذلك مازال يقبع في الماضي و لكن يشعر أنه سيفارقهم عما قريب ويجب أن يخبرهم بعدوهم الحقيقي قبل الرحيل يجب أن يخبر الجميع وبعدها يرقد بسلام و تعود أحداث الماضي أمامه من جديد أحداث مرّ عليه أكثر من نصف قرن محمله بتلك الأوجاع يا الله كم من أناس رحلوا وكم من أناس ولدوا وهو مازال يرها كأنها أحداث يوم أمس
( في تلك البلدة كانت المنشأة مصطفي مهران وسالم غنيم كلاً منهم يعرف صاحبه منذُ الصغر فهم أولاد تلك القرية الصغيرة التي بات الفقر يعشش في كل شبر من أركانه الحياة صعبه و العمل شاق ولا أحد ينظر لتلك القرية لأنها بعيدة عن العمار صغيران يلعبان معاً في أرض القرية و شابان يرحلان معاً ليبحثانا عن العمل الذي يغير مجري الحياة و كل منهم بقلبه أمنيه وأحلام يريد أن تتحقق و لكن جزء من تلك الأحلام علي أرض القرية ، و بمجرد الوصول لتلك المدينة الكبيرة التمعت الأعين بتلك الأضواء المنبعثة و الشوارع الواسعة و السيارات الفاخرة نظراً كل منهما للأخر وبدأت من هنا رحلت البحث عن التغير وتحقيق الهدف والعمل في كل شيء و اكتساب المال ولم تمضي سنه واحدة بعد كل تلك الأعمال و الادخار إلا وبدأ حلم واحداً منهم يتحقق أمام عينه حين قرأ مصطفي مهران في الجريدة ذات يوم ذلك الإعلان لقد أعلنت الدول عن بيع بعض الأراضي الصحراوية فجري مصطفي مهران إلي صديقه وهو يهتف بحماس :
- وأخيراً يا سالم أخيراً حملنا ها يتحقق
نظر إليه بعدم فهم ثم قال بابتسامة ومرح :
- إيه لقيت كنز عليّ بابا ولا لقيت المصبح
قرب ما بين حاجبيه بغضب وقال :
- لا يا خفيف لقيت ده
أتسعت عين الأخر وهو بقول :
- جرنان لقيت جرنان
- لأ يا خفيف لقيت ده بص كده
قال بسخط وهو يعطي له تلك الجريدة فأخذ سالم يقرأ ثم نظر إلي صديقة ورسمت معالم الجديدة على صفحات وجهه ثم قال :
- لو بتفكر تشتري أرض دي صحراء يا مصطفي هنضيع تعب السنين في صحراء وبعدين اللي معانه مش هيكفي
- وإيه يعني يا سالم الأرض دي هتبقي أول مشورنا نتعب فيها وبعدين نشتري على قد فلوسنا
يتكلم بجدية تامه و لقد عقد العزم ولا مجال لمجادلة يا صديقي فنطر إليه سالم وقال بتفكير :
- إحنا حلمنا نرجع بلدنا ونشتري هُناك مش في الصحراء وبعدين ما سمعتش أن في بدو بيبقوا وخدين الأرض دي خلينا بعيد عن المواضيع دي يا مصطفي
ولكن لا حياة لمن ينادي بجانبه وما هي إلا أيام من إصرار وعزيمة من مصطفي مهران حتى بدا الأمر ينتقل لصاحبة و بتلك العزيمة تم شراء تلك الأرض ، كانت فرحتهم كبيرة جداً وكل منهم ينظر لأخر بحماس كبير وأخيراً أول قطعة أرد لهم معا ولكن ضاعت تلك الفرحة سريعاً عندما توجهان لتلك الأرض في الصحراء الفسيحة ولكن الصدمة أن الأرض كانت مزروعة ويوجد عليها حراسة مشددة من بدو و غيرهم نظر كل منهما إلى الأخر ولم يفهم منهما شيء في ذلك الحين وما هي إلا دقائق وتقدم سالم غنيم إلي الأرض و أخذ ينظر إلي هؤلاء الرجال فتقدم أحدهم منه وهو يضرب بعض الطلقات النارية في الهواء و الأخر لم يتحرك من مكانه بل تقدم صديقة ليقف هو الأخرى بجانب صاحبه فهتف الرجل وهو يقول :
- أنتم مين وإيه اللي جيبكم هنا
و بحزم وقوة هتف سالم غنيم بخشونة :
- أنتم اللي مين الأرض دي أرضنا أنتم اللي وقفين عليه
وشجار عنيف أوصلهم إلي ذلك الرجل الذي يجلس أمامهم أنه كبير البدو في تلك المنطق فقال الرجل بشدة :
- أنتم مين وازاي الأرض اللي بزرعها ونرعيها من سنين ملككم
أخد مصطفي مهران ينظر إلي سالم بخوف وكأنه يقول بنظراته لتعتذر من هذا الرجل ولنرحل بهدوء ولكن قال لأخر بصوت مرتفع قوي لا يخاف شيء :
- أسمع يا شيخ العمر واحد والرب واحد الأرض أرضي ودي ورق الملكية وعمري ما هفرت فيها لأنه جيه بتعب سنين وصبر عمر مش هفرط فيها .
ثم قص عليه كل شيء بعد أن أمرهما الشيخ الكبير بالجلوس فجلسان أمامه أستمع الشيخ لهم بإنصات ثم نظر إلي ذلك الشاب الذي يتكلم بجديه لا يخاف ولا يهاب الموت الآخر الذي ينظر إلي صاحبه بخوف خوف نابع من القلب اتجاه صديقة فتكلم الرجل بعقلانية :
- اسمع يا ولدي إحنا بنزرع الأرض دي من سنين وملناش صالح بالحكومة ثم نظر قليل فاشتعلت عين سالم غنيم من أمامه فأكمل الرجل بس الرجال معادن يا ولدي وأنا شايف رجال قدامي ومعدنه طيب لو عوزين الأرض ليا شرطين وليكم الأرض إذا وفقتم
نظر مصطفي إلي سالم سريعاً ثم قال بسرعة :
- إيه هما يا شيخ
نظر الرجل إلي الشابان أمامه ثم قال بحزم وهو يرفع يديه ويحركها أمامهم في الهواء :
- الأول هو النسب يا لدي تتجوز من الجبيلة
نظر سالم هذه المرّة إلي مصطفي ثم فرأي بعض علامات الرضى فأكمل الرجل :
- والثاني إحنا لا يهمنا الأرض أحنا أهم حاجه الزرع و انتم ملكم صالح بالأرض ولا الزرع إحنا هنزرع ونراعي وليكم نصيبكم من الزرع وده اللي عندي لآن مقدر تعبكم في المال بس لو طلبتم الأرض في يوم هيكون ده خلاف للكلمة وتتحملوا الخلاف
وسار الأمر كما حكم العجوز وبعد أن كانوا اثنان عادوا أربعة أفرد كل وحدا منهم وبيده زوجته التي لم يرها إلي تلك اللحظة وفي شقتهم الصغيرة تعرف كل واحد منهم علي، زوجته فكان نصيب سالم زوجه بجمال لم يري مثله من قبل بدأيه من سلسل شعرها الطويل إلي عينيه التي لم يري لها مثيل ذات لون مميز من الخضار و الجسد الممشوق و الروح المحببة المرحة ، أما مصطفي مهران فنصيبه كان بفتاة ذات قوارير العسل بتلك العينين ذات العسل الصافي و الشعر الكرستيان والجسد الممتلئ والقلب الطيب، ولكن ما هي إلا أيام وقد فهم كل منهم سبب تلك الأموال الكثيرة التي ترسل لهم فكانت أموال تستطيع أن تشتري كثير من الأراضي و عرفي أن الأرض تزرع تلك النبتة ( البانجو) كانت الصدمة باديه عليهم و لكن وصل إليهم التهديد من الشيخ الكبير أذا خلافا الكلم فهو سيأخذ بناته وأحفاده و الأرض له بالأصل و العهد شريعة المتعاقدين ولأسف لا يستطيعان المخالفة لزوجة أحدهما وضعت طفلاً منذُ وقت قصير والأخر تحمل الأخر ومن هنا بدا الاستسلام والخضوع وتحقيق الأحلام، والحلم الأول شراء تلك الأراضي التي تصل بين القرية والمعمار ثم عمل مزرعة كبيرة ثم ذلك المصطنع ثم الشركات ثم تلك الإمبراطورية
و تقسيم الأعمال فسالم استلم الأرض المزرعة ومصطفي الشركات والمصانع كل شيء في يكبر أمام أعينهم و لكن ذات يوم أكتشف سالم غنيم أن هُناك أحد الفلاحين يسرق الأغلال ويبيعها لصالحه فسار جدا واستدعي ذلك الشخص وما كان إلا ( سعيد غالب) شاب من عمر أولادهم يعمل كا مزراع بسيط يعمل بالمزرعة هو وزوجته ولكن الطعم يغير النفوس و عندما وقف أماما سالم غنيم أنكر كل شيء :
- مش أنا يا حاج سالم أنا راجل في حالي وعمري ما أخد حاجه حرام
والسماح تلك المرّة كان أمراً مطلوب لعدم وجود دليل و لكن تكرر تلك الأعمال كان كفيلا للفت الأنظار إليه و سرقة الماشية والدواب كان أمراً خطيراً وهناك شاهدا على كل هذا شاهدا عورض عليه المشاركة في أموال المسروقات ولكن رفض وما كان إلا (صالح عاشور ) ذلك الرجل الذي كان يحب الحاج سالم كثيراً ويخاف الله عندما علم سالم غنيم بالأمر طلب الشرطة وبعد ثبوت التهمه سجن (سعيد غالب ) وبدأت المزرعة والقرية كلها تنهض وتزدهر بسبب أهمام مصطفي وسالم بها وسنه وراء سنه والزمن يسير وأولادهم أمام أعينهم يكبرون و سنين كُثر و يجلبون لهم الأحفاد و لكن في يوم وليلة يعود سعيد غالب و الجميع يعرف أنه خرج من السجن مُنذ زمن ولقد فقد زوجته وهو داخل جدران السجن فقد اصيبت بمرض خطير و تركت له ذلك الصغير ولكن الأمر المدهش أن سعيد غالب أشتري مجموعه من الأراضي الزراعية وبني عليها مزرعة كبيرة ولم يهتم سالم غنيم بالأمر في بداية الأمر ولكن بعد تلك الحوادث كان لابد أن يهتم للأمر وأولها هو حريق في محصول القمح و بنفس تلك الليلة كان مقتل( صالح عاشور ) أحد العمال بالمزرعة أمام أعين أبنته الصغيرة التي فقدت النطق نتيجة الصدمة و الشكوك كلها كانت تدور حول واحداً بعينه سعيد غالب ومن غيرة كان مصطفي مهران بعيد في تلك الفترة عن المزرعة يباشر العمل بالمصانع والشركات بالقاهرة هو وولدة كامل و كانت هُناك بعض الأوراق المهم التي يجب أن يطلع عليها مصطفي ولأسف من كثرت العمل أستدعي مصطفي صديقة إلي القاهرة وعندما حضر أخبره بتلك الحوادث وأنه يشك في سعيد غالب و سيعمل علي كشفه وسجنه مرّة أخرة ولكن كل شيء ضاع هباءً برحيل سالم غنيم وابنه منصور في طريقة للعودة إلي المزرعة ، الحزن خيم علي الجميع و الصاعقة كانت عن الاستدعاء الذي جاء إلي مصطفي مهران من النيابة وهناك علم ان :
- يا سيد مصطفي الحادث ده في شوبها جنائية مفتعل لأن الفرامل بتاع العربية اللي كان فيها الضحايا منزوعة
بفعل فاعل مفتعلة والتحقيق في الأمر أخذ وقتاً كبير والأقاويل تتكاثر و البعض يتهم مصطفي مهران بقتل صديقه من أجل المال و بين ذلك وذلك هو يعي تماماً من هو القاتل وفي بضع دقائق كان بمزرعة سعيد غالب ينظر له بشراسة و الأخر ينظر له بسخريه ولكن من المؤكد أنها هي حرب واندلعت و القول كان قوله و :
- أقسم بالله لندمك على اليوم اللي انولدت فيه
والأخر لم يصمت أو يتجنب الهتافات فقال والسخرية بصوته :
- مش فاهم يا مصطفي بيه حضرتك بتكلم عن أيه
- لأ فاهم كويس أنا بتكلم عن إيه وصدقني أنا اللي هحسبك علي كل حاجه
قاله بشراسه تتطاير من عينيه و الغضب يتمكن من صوته المرتفع حين ضحك الأخر بصوت عالي و قال :
- مصطفي مهران وسالم غنيم أصدقاء من وهما عيال و عدايل متجوزين أخوات ولاد شيخ قبيلة...... اللي بيتعملوا معه في زرعة المخدرات لحد ما كبروا وبقوا أصحاب شركات و اراضي وجاي الباشا يهددني مش عيب ترموا الناس بالباطل .
صعق الآخر بشدة ولكن حاول رسم البرود فهو يجب أن يتمهل ضيق ما بين عينيه وقال وهو يضحك بسخرية لاذعة :
- أوعى تفكر أن الكلام اللي بتقوله يحشني عنك غلطان يبقي ما تعرفش لسه مين مصطفي مهران
- لأ عارف كويس أوي و صدقيني يا بيه ذي أنت ما ليك ناسك أنا بردك ليا ناسي .
وحين خرج مصطفي مهران مع مساعدة عليّ قال له بغضب عارم :
- عوز أعرف كل حاجه عن سعيد غالب كل حاجه
تلك الحرائق المندلعة و القتل و النزاعات التي نشبت كانت أيام لياليها كاحله رجال ونساء و صرخات وعويل و لكن اصبح الأمر لمصطفي مهران واضح كالشمس الساطعة سعيد غالب يتاجر بالسلاح وبعض الاعمال الغير مشروعة إذا أنه التعادل و لكن ما أرجع مصطفي مهران عن كل مخططاته هي تلك الحادث إطلاق النيران و علي من علي أطفال في السابعة عز الدين مهران وآدم غنيم مصطفي مهران بكل كيانه خائف أن يفقد الاطفال وعلي تلك الأرض وقف سعيد غالب ينتظر مصطفي مهران حين وقف أمامه و قال بتحدي وبنيرة قاسيه :
- اسمع أحمد ربك أنك لسه عايش يا سعيد وصدقني أنا هسيبك عايش عشان ابنك بس و اللي عندك كلام مالوش أثبات أما اللي عندي أدله توصلك للمشنقة
وتركة ورحل ولأسف لا وجود لدليل ولكن كل شيء أصبح في حالة رقود الجميع يعمل بصمت قاتم ولكن الكراهية تعشش في القلوب و سعيد غالب يعود بعد كل تلك الأيام يكشف الحقائق أمام الصغار ولكنها بعيده كل البعد عن الحقيقة و كأن أمام أمران أن يصارح الجميع بالحقائق و ستجلب الدم والخراب أو يصمت و ينتظر حتى تظهر الأيام ولكن يشعر باقتراب موعد الرحيل ويجب أن يعرف الجميع كل شيء كان ونهيدة قوية من صدرا صلب تحمل مرار الأيام ودعاء يتردد :
- يا رب مدّ في عمري عشان أكمل الرسالة
.................................................. .............
ابنتها وردة البيت المتفتحة ابنة قبلها وروحها قبل رحمها ، تشتاق لها منذُ زمن طويل لم تقر عينيها برؤيتها ، و القرار كان من الطاغية المستبد لكي يحكم على ابنه أن يتزوجها كان الشرط عدم رؤيتها و وافقة ، لجأت إلي الجد ليساعدها ولكن يكفيه ما يحمله على عاتقه وهي وزوجها أدري الناس به ولكن هي تشتاق و ستذهب إليه ولتراي من منهم يستطيع أن يمنعها سارت و لحظات كانت في ذلك البيت تنظر إلي المرأة التي تقف أمامها و :
- بقولك إيه يا أم محمد أوعي من طريقي عوزه أشوف بنتي
ولكنها مازالت تقف أمامها تمنعها وهي تقول بخفوت :
- يا حنان دي أوامر الحاج الكبير تردي عيشي ينقطع
- لا ما ارضهاش بس دي بنتي وأنا عوزه أشوفها
ولم تتحرك الآخر وهي تنظر لتلك المرأة بقلة حيله ولكن ذلك الصوت الساخر الذي انتقل إلي مسامعها جعلها تشتعل غضب أكثر وأكثر :
- إيه اللي جابك هنا يا حنان
- جايه أشوف بنتِ ولا خلاص أنت افتكرت أن اهلها ماتوا يا سعيد
وبضحكة منتصرة تكلم ليظهر عن أنيابه :
- لا عارف أنها ليها أهل بس كان في أتفاق ما تجيش حالاً تخلفي
- وأنت تعرف الاتفاق يا سعيد بقولك إيه لو كنت فاكر انت كده بتنتقم من جوزي و مني لا فوق كده زمان أنت اللي مدية أيدك الحرام وكان لازم تأخذ جزائك كنت عوزنه نعمل إيه نقف جنبك وانت
- اخرسي واطلعي من بيتِ مالكيش بنات هنا
وبصوت مرتفع جعل جميع من بالقصر يتجه إلي مصدره :
- اخرس أنت وخلي الطابق مستور بدل ورحمة الغالين ما هتكلم وافضح الدنيا، بنتِ عندك وهشوفها ووريني هتعمل إيه وسعي يا ست انتِ من قدامي
وأسرعه إلي الطابق العلوي والانظار تتبعها، وهو يقف مكانه يشد علي عصاه ولا يستطيع أن يتكلم ، وفي الطابق العلوي توجهت إلي تلك الغرفة التي تعرفها جيدا بخطوات مسرعة تكاد تكون تجري إليها و حين سمعت ذلك الانين الضعيف يسمح إليها بالدخول فتحت الباب و يا ليتها لم تفعل فالفجيعة كانت كبيرة وهي تراها بذلك الوضع شهقت هي الأخرى واقتربت منها ببطء فرفعت الأخري أنظارها إلي من يقف أمامها وهنا انقطعت الأنفاس حين احتضنتها بشوق وحب و حنان كانت تفقد وعويل .... عويل تبكي من أجله الصخور :
- أه....... أه يا أمي مش قادرة نفسي أموت وارتاح
والأخرى كانت تبكي من رجل وردتها التي تنزف أمامها تنزف وجعاً تنزف ألماً فنزيف الدماء أهون بكثير
- قلب أمك عملوا فيك إيه........ يا روح أمك
والصمت ...الصمت الموجع كم جارح هو حين شهقت و هي تقول :
- ذبحني.... وبيذبحني ...... بس ده اللي كنت أنتِ عوزه تداري العار اللي ماليش ذنب فيه صح.... أنا كويسة كل وجع وكل ألم وكل دمعه بتغسل العار ببقي كويسة
نظرت إليها الأم والدموع تتساقط من عينيها وتقول :
- مش بأيدي مش بأيدي كان لازم الناس ماكنتش هتسبنا في حالنا
نظرت لها ثم أغمت عينيها بألم بقوة قد فارقتها يا ويله جسد منهك من أين له بالقوة ربه الرحمة رحمة يا الله و ما هي إلّا لحظات و كانت ترقد داخل أحضان أمها وكلما خارت قواه وذهبت في نوم عميق استيقظت تنظر إلي صغيرها فترتب الأخرى عل ظهرها تطمئنها وهي تبكي بحزن :
- كان مكتوبلك ده فين يا بنتِ يا رب
.................................................. ......
كثير من الأيام تنتهي بلا شيء فراغ وحدة سكنية وتأتي غيرها مذبذبه غير مستقرة وتلك السكينة يتعقبها زلزالاً قوياً يغير معالم الحياة، نظر إلي أخيه ينظر له فقط ينظر لمعالمه وكأن مصطفي مهران يجلس أمامه كأنه عاد بالعمر لتلك الأيام التي يريد أن يعود إليها ، أخيه يطالبه بالعودة ولكن أي عودة بحق الله و أفاق من شروده علي أخيه الذي تنهد بعمق وقال :
- مش أنت الكبير ليه رامي كل حاجه عليا أنا مابقتش قادر أحل كل الأمور، الشغل والعيلة وجدك أرجع شيل معايه حاجه أرجع يمكن تعرف ترجع حاجه من اللي، ضاعت منك
عقد حاجبيه ثم هتف باتزان :
- ماجد أنا حياتي هنا مليش حاجه هنا ولأسف مش هعرف أرجع حاجه أنت هنا وأنا واثق أنك قدها وقدود
وبغضب غضب سنين وبمرار مرار الايام هتف بصوت مرتفع:
- يا أخي أنت طول عمرك أناني كده ما بتفكرش إلا في نفسك فوق بقولك جدك بيموت وعوزنه كلنا حوليه، وأنا محتجلك تبقي جنبي الأخوة مش بالكلام، بس أنت أهم حاجه نفسك عز الدين هو .... هو عزالدين من أربع سنين هو عز الدين اللي من عشر سنين أنت إيه ما بترجعش نفسك خالص عارف لو كنت رجعت نفسك لو لحظه.... ما كنتش على الاقل خنت مراتك ودمرت حياتك
وبتلك الكلمات فاض به من كل شيء حوله وبسرعه تقدم إليه وبغضب عارم من هذا الحديث فقبض علي مقدمة ملابسة و قال بصوت مسموع :
- ما لكش دعوة بحياتي، والأخر مرة هقول أنا ما خنتش حد بس لو عوزين تطلعني خائن عادي بس أنا مش هارجع
وبعنف أبعده عن طريقة و أتجهه إلي غرفته..... يسير غاضباً ثم جلس على فراشة مستنداً على حافته و الدمع متحجر في عينيه والقلب ينبض بعنف وتعود تلك الذكريات أمام عينه ، تزوجها وأصبحت زوجتهُ قلبه يدق لمجرد قربها أصبح عبيرها هو ادمانه الذي لم يشفي منه إلي الآن عينيها هي وطنه الذي يشعر بالانتماء إليه وسلاسل الحرير المنسدلة بسواد ليل كاحل كانت مقوي لأنفاسه عاصي ابنة وحبيبة قلبه يقسم أنه أحبها بل عشقها ولكن لم يقدر على التأقلم مع طباعها هي تريد البساطة بل أقل منها تريد أن تفعل كل شيء وأي شيء من أجل الناس من حولها عاصي يعرف أنه تحبه بل تعدت تلك الكلمة بمراحل ولكن لم تفعل ما يثبت إيه هذا الحب وهو رجل يريدي أن يري الحب من أمراته ولكن عاصي جعلته كالأخرين بأحضانه وتفكر بأخيها واختها بين يديه وتفكر في عملها وهو في أخر اهتماماتها هي المخطئة الأولي عندما ظنت أنها بالزواج أنتها كل شيء أنتها اهتمامها بنفسه و به هو تذكر عندما كانت تريد في صباح يوم عرسهما أن تذهب إلي آدم وبعدها تمرّ علي المزرعة لتباشر العمل وهو من أوقفها ورفض أن تذهب ومن بعدة خططت إلي رحلة شهر العسل ولم يكن بتوقع أن يري سلوي الشافعي تلك الفتاة التي جاءت من ماضية الذي بدأ يكره وبشدة جاءت لتخرب حاضر كان ومستقبل سيكون ولم يستطيع عدم التفكير بها وبنظراتها له عندما راها علي الشاطئ مما أغضبه من نفسة وأغضبه من تلك التي ترتدي أي شيء تقع عليه عينيها لا تفكر يليق أم لا يليق و عندما أرض أن ينبهها شعرت أنه يبغضها وحزنت ولا تعلم أنه بحزها تحزن الدنيا من حوله
ولم يستطيع أبداً إلي الآن أن ينسي تلك النظر عندما رأته هو وسلوي يقسم أنه لو يتسامح نفسه على تلك اللمسة هو لم يكن يرغب ويتذكر ما الذي حدث وقتها عندما كان مُتجهاً إلي سطح اليخت ليكشف عن تلك المفاجأة التي كان يجهزها لكي يعتذر لعاصي علي ما فعل في الصباح فسمع صوت صرخات تأتي من داخل تلك المدينة وعندما دلف إلي الداخل كان هناك أحدهم يحاول أن يتعدى على سلوي وعندما أبعده عنها واخذ يتشاجر معه حتى هرب من أمامه وما هي إلا دقيقه وكانت سلوي بين أحضانه لم يعرف ماذا يفعل والفتاة تبكي ولحظات آخر و استمع إلي صوتها الضعيف وهي تقول :
- عز أنا خائفة ومش عارفه أعمل إيه خليك جنبي عشان خطري
ولحظات أخري من التقرب ووجدها تقترب كالأفعى ثم قبلته فأخذ يبعدها بقوه ولكن يا اسفه وجد عاصي امامه تنظر له بنظرات يقسم أنها قتلته و خرجت بصمت يقسم بانه ظن أنه لم تكن و لكن بلحظة كان خلفها هي تنظر إلي البحر الشاسع أمامها وهو ينظر له يريدها أن تتكلم تصرخ ولكن وجدها تقول :
- ممكن تروحني
- عاصي
- روحني
و ما أن وصل بها إلي الفندق حتى وقفت أمامه تقول بهدوء :
- أنا عوزه أروح المزرعة مش هنا
نظر لها و دقق النظر بعينيها التي يعشقهما ويقسم أنه يري تلك الدموع دموع حبيسه تريد التحرر ولكن صحبتها لا تريد وتكلم بحكم مختلفه عن طابعه :
- عاصي لازم تسمعيني قبل ما تحكمي عليا
- أحكم.... أحكم علي إيه أنا شيفاك بعنيه وانت ب...
نظر لها ثم قال بغضب عارم :
- عاصي مش هنتكلم هنا اتفضلي علي فوق ونتكلم الناس بيتفرجوا علينا
- وأنا بقولك أنا عوزه أروح بلدي عوزه
ظفر بقوة ثم نظر لها فوجد الدمع تتجمع بعينيها وبلحظه أنحني وحملها فأخذت تركل بقدميها وتصيح به ولم يحررها إلا داخل غرفتهم بالفندق ولم يتركها بل أحاط كتفيها بيده وقال بصوت مرتفع :
- اللي أنت شفتيه ده أقسملك بالله أن البنت دي هي اللي
عقدت ما بين حاجبيها وقالت بصوت غاضب :
- هي اللي إيه ما تقول إيه ولا الفعل عادي عندك والنطق صعب
- عاصي أسمعيني هحكيلك كل حاجه بس عشان خطري تسمعيني وتصدقي وحياتك يا حبيبتي وغلوتك عندي هقولك الحقيقة وقص كل ما حصل في تلك اللحظات البسيطة فنظرت له هي تعرفه عينيه تلتمعان بلمعه خاصه حين يصدق وطال الصمت وهو ينظر له وكأنه متهم بنتظر القرار فقامت علي الفور أتجهت إلي علبه المناديل الموضوعه علي المنضدة وأخذت منها أحداهما واقتربت منه وأخذت تنظر له ثم رفعت يدها وأخدت تمسح شفتيه بعنف وتبكي فاحتضنها بشدة فاستكنت بين أحضانه وحين رفعت رأسها إليه وهي تشهق ثم تابعة ما كانت تفعل وهي بقوه وهي تتمتم بغضب فقال هو :
- يا بنتي هتعوريني تعالي وأنا أقولك دي بتتمسح أزاي
وعمزة من عينيه كفيلة لتخبرها ما ينوي عليه وأغرقها بعد في القبلات ليخرجها معه من هذا العالم إلي عالمه هو وحده
وابتسم علي تلك الذكريات التي تتحسد أمامه تكوي روحه من جديد و تعذبه بلآلام ، و حين أسودت معالم وجه بذكري آخري فبعد عودتهما تغير كل شيء أنشغلت عنه في العمل وأخوتها وكانه هو صفر علي شمال العدد معها وليس معها وحين يريد روئيها يذهب إليها ويبحث عنه داخل الأرض الفسيحة ليسرق معها الدقائق و الثواني المعدوده علي ظهر مطر أو يجلسان بين الأشجار وحين طلب منه أن يرحلان إلي القاهرة لكي يستطيع أن تبقي معه أكبر وقت ممكن كان ردها :
- لأ يا عز مش هسافر على أي مكان
نظر لها ثم قال بعقلانية غير معهوده :
- عاصي أحنا هنسافر القاهرة أما هتعملي إيه لما نسافر فرنسا
اتسعت عينيه وصدمة بشدة ثُمَّ قالت بسرعة :
-إيه فرنسا
- أيون فرنسا
- مين قال أن هسافر فرنسا
- أنا اللي قولت
وارد كان
↚
و الصاعقة هتفت بصوت مرتفع وهي تقف أمامه :
- عز الدين أنا مش هسافر لأي مكان ده بيتي ودي أرضي وأخواتي هنا و انت أجوزتني علي كدة
و بهدوء حذر وهو يعقد ما بين حاجبيه :
- أقدر أفهم من كده أيه
- عز بجد أنا مقدرش أبعد عن هنا ولو انت عوز تسافر تشوف أهلك وتيجي دي حريتك
نظر لها بنظرات قاسية وقال :
- يعني أنت عوز تبقي أنت في مكان وأنا في مكان
هزة رأسها وهي تقول بصوت هادئ غير عابئة بنظراته الغاضبة :
- عز أنا مش قصدي كده بلاش تفهم كلامي على مزاجك أنا بقولك مش هقدر أسافر هنا عالمي وأخواتي وكل شيء
- وهناك هيبقالك أنا
وارتفع صوتها أكثر وأكثر وقالت :
- مش هسافر مش عوز
وقد حسمت أمرها أذاً هي حرة و هو من الأحرار و بسرعة أتجهه إلي تلك الحقيبة التي يحملها علي ظهر و اتجه إلي دولاب ملابسه وأخذ بعض الأشياء بسرعة وهي تتابعه بنظرات متفحصة مضطربة قليلاً ثم قالت :
- أنت... أنت بتعمل إيه
وما هي لحظات حتى انتها وحمل الحقيبة على ظهر وأجابها بثبات :
- مسافر ..... أرضك شغلك أخواتك هنا وهناك أنا أختار والقرار ليكِ... سلام يا عاصي
وابتعد عنها خارجاً من تلك الغرفة بل من المنزل و للعجب من تلك الأرض برمّتها وفي الطريق كان حزين فهي لأول مرة يشعر أنها تخلت عنه مع ابسط المواقف وتخلت عنه يا الله فبعهد عنه الآن والشعور الذي يشعر به من اصعب الأشياء التي ممكن أن تمر على الأنسان ، وعودة من حديد إلي الواقع فاعتدل في جلسته وتنهد بتعب شديد وهو يهتف بخفوت :
- بتحسبني على غلطها هي أه يا عاصي أنت السبب في كل اللي وصلنه ليه
شهر.... ثلاثون يوماً وهو بالقاهرة يشتاق إليها وتشتاق إليه وكل منهم يمنعه ما يدعى بالكبرياء يقضي أوقاته مع أصدقائه القدمي و زاد عليهم عمرو عبث وسهر و سفر وهي بين أسرتها تزرع وتقلع و تهتم بمن حولها زوجته تبتعد عنه والأخرى تتقرب وتعتذر وتطلب السماح وتهتم وهو رجل والرجل لا يقبل الاهمال ولكن القدر هو القدر من أراد فك النزاع، السيدة إيمان المرشدي مريضة و جميع الأطباء يجتمعون على رأي واحد فقط عددت أيام وستفارقهم راحله و الأغرب أنهم يحثوهم بالدعاء لها بالرحم هل يدعي لأمه لكي تفارقة و بالفعل عرف الجميع وبالطبع الزوجة الأصيلة هنا جاءت لتقف بجانب زوجها الحبيب وجدها بينهم لا يعرف متى جاءت وكيف تنظر له بنظرات حزينة ولكنه ردها إليها بقسوة ولو تعلم فقط تعلم شعورة الآن لو تعلم فقط تعلم حاجته لها منذ علم بهذا النبأ لو تعلم فقط تعلم ماذا ينظرها من عقاب لرحلت فقط ترحل و كل شيء بات مستحيل فهي الأمام أمامه وفي غرفته تنظر له وينظر لها ولكن عقد العزم علي التجاهل ، أخذ منشفته واتجها إلي الحمام الملحق بغرفته في حين تابعته هي بأنضرها كادت أن توقفه ولكن أسرع إلي الداخل ، جلست تنتظره وما هي إلا لحظات وكان يقف أمامها يرتدي سروالاً منزلياً فقط لتظهر عضلات جسده العارية أمامها من ما زاد ارتباكها و التزم بتجاهلها وكأنها مازالت غائبة فاتجهت من بعدها إلي فراشة ولكنه اعترضت طريقة وهي تقف أمامه وتقول :
- عز أنت هتفضل مش بتكلمني كده كتير
نظر لها ببرود مصطنع فهو في تلك اللحظة يظهر ما يخفيه صدرة ويتجاهل هتاف قلبة ولكنه يجب أن يعاقبها فقال :
- عوزاني أقولك إيه يعني ، ممممم، إيه جابك ولا جية ليه يا عاصي
عقدت بين حاجبيها وهي تنظر إلية بتعجب :
- إيه جبني وجيه ليه مش عوزني أبقي جنبك في وقت زي ده
ضحك ضحكة ساخرة وهو ينظر له ويردف بغضب منها :
- أنا من شهر ماشفتكيش يا عاصي هتفرق أنك تكون جنبي ولا لأ روحي يا عاصي لمزرعتك وشغلك وروحي لخواتك وسبيني لوحدي
نظرت له بحنان و بأسف وقالت والدموع تملأ عينيها في حين نظر إليها هو بمزيد من الغضب فهي تبكي ولكنه سمع صوته الحزين وشهقاتها المتقاطعة :
- صدقني أنا عمري ما اقدر أبعد الشهر ده عدي عليا كأنه سنه بس بس أنا كان لازم اطمئن علي أخواتي والمزرعة بعد سفرنا ومكنش ينفع أن اسافر تأني واحنا لسه رجعين ده مالنا والله أنا كنت بموت من غيرك أنا كنت بعد الأيام عشان ترجع بس أنت حبيت هنا ونسيتني و حتى ما اتصلتش بيه أنت نستني
نظر لها وإلي تلك الدموع التي تتساقط من عينيها و تلك الشهقات المتسارعة منظرها هذا يذكره بذكريات الطفولة ولكن تلك الدموع تحرق خلايا جسده وتلك النظرة الحزينة تقتله فلم ينتظر و هو يقترب منها تلك الخطوة التي تفصلهما ويعانقها عناق طال الاشتياق له وأخذ يوزع القبلات علي صفحة وجهها بحب بتملك بحنين وهي بين يديه تستسلم إلي أمواجه عاطفته ليغرقان معاً ويبعداً عن ذلك العالم
و عاد للحاضر يحاول أن يبعد ذهنه عن الخوض في تلك الذكريات حتى لا يموت الآن من الاشتياق فنظر إلي تلك الساعة المعلقة علي الحائط يجب أن يذهب إلي العمل الآن وماذا عن أخية فهم لكي يرتدي ملابسه وعندما هم بالخروج كان ماجد يخرج هو الأخر ليوقفه و :
- عز أنت رايح فين
رفع أحد حاجبيه وقال وهو يشير إلي الحلة التي يرتديها وقال :
- لابس كده يبقي أكيد يعني رايح شغلي
نظر الأخرة له بنظرات مضطربة وقال :
- معك وقت ولا مستعجل
وبنظرات مدققة عرف أن هناك أمر فأتجه إلي تلك الأريكة وجلس ينظر لأخيه :
- لا معايا وقت
فتقدم الأخر وجلس أمامه وأخذ ينظر له بتمهل وقال :
- طيب أسمع أنا جاي ليه
.............................
- أنا صح ولا غلط يا فداء خائف أكون بظلمها بقراري بس عاصي لازم تواجه عاصي لازم تشغل نفسها عشان تبطل تفكير في الماضي
نظرت له بنظرات حانيه وهي تمسد على رأسه بداخل أحضانه ثم قالت بنبرة هادئة وكلمات متقاطعة:
- آدم ..اللي حصل كله مقدر ومكتوب كان لازم يحصل ولازم نمرّ بيه كانت فطره صعبه على الكل وعاصي لازم ذي ما قولت تفوق عشان نفسها واللي حوليها اللي حوليه
تطلع إليها بحب ثم سحب يديها و طبع عليها قبله ثم ابتسم :
- فداء أنا عارف أن الرجوع هيبقي صعب عليكِ بس صدقيني لازم نرجع عشان ولادنا قبل أي حاجه
ابتسمت له بحب ودققت النظر في مقلاة عينيه التي تشع الصدق والحنان وهتفت بشرود:
- حبيبي كله مقدر ومكتوب وهما ربنا يرحمهم وأنا معك في أي مكان هتكون فيه
ولم يكن يستطيع فعل شيء الآن غير أنه عانقها وبشدة يحتويها هو وهو يعلم جيداً أنه تلك الكلمات عكس ما تشعر به ،وحقاً بداخل أحضانه كانت تحاول أن تمنع تلك الدمعة من السقوط وهي تتذكر جيداً منظر أمها وأخواتها وهم أمامها جثث هامدة لا حول لها ولا قوة فذلك الحادث كأن أشهر حادث وقتها حادث قتل الزوج زوجته وأبنه ثم توفي إثري تناوله جرعة مكثفه من المخدرات ربه كيف ينتهي كل شيء هكذا كيف تموت الطيبة والحنان والمتجسدة في أمها وأخواتها ، ولكن سرعان ما تعالت صوت شهقاتها فرتب علي ظهرها بحنان وقال :
- ادعلهم يا حبيبتي ربنا يرحمهم
-ربنا يرحمهم
ذكري الآلام ذكري الوجع ذكري رجوع الفقدان وذكري رجوع المفقود رحيل أبيها أمام عينيها عندم وقع بجانبها يسبح في بحر من الدماء وهي تبكي من الخوف و الفدان وفقد صوتها على آثار تلك الحادث و كأنها لعنه أصابتها أنه تفقد كل عزيز وغالي أمام عينيها و تمرّ تلك السنوات و تجد نفسها تقف أمام جسد أمها المتسطح أمامها وبجانبها أخواتها الصغار ولكن أجساد فقط بلا أرواح..... أرواح قد ذهبت للذي خلقهم هو رحيم بهم ولكن تلك الحادث بكل ذلك الألآم أرجعت إليها ذلك المفقود تريد الصراخ تصرخ بوجع مكتوم تصرخ بشده حين خرج ذلك الصدى الذي أنتشر في المكان لينظر لها الجميع بعد تصديق وهي لا تصدق لا تصدق أن سمعت صوت يخرج من تلك الحنجرة الأشبه بالأرض البور و الآن صالحة .. صالحة لكل شيء {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} وكل شيء كان خير حتى لو كان موجع مميت ولكن الحصاد هي بين أحضانه الآن زوجها وأولادها هم الحصاد
..................................
نظر إلي الحامي الذي ينظر له بخفوت و الصمت بينهم طال وأول من كسر الصمت هو :
- تتصرف المزرعة دي لازم نشتريها بأي تمن
- يا جواد بيه مش ممكن ماجد بيه مش هيرضى
نظر الأخر له بغضب ظاهر وهتف بصوت مسموع :
- أتصرف أنا معملتش ده كله عشان في الآخر المزرعة تروح لحد غريب
- يا جواد بيه أنت عارف أن القرار في أيد ماجد بيه وهو مستحيل يوافق بسبب المشاكل اللي، بينكم بس في حل واحد
نظر إليه جواد بترقب وهتف بسرعه :
- إيه هو؟
نظر إليه الرجل بنظرات مدققه وأخذ يسرد إليه ذلك الحل الذي سيحقق له حلمه بامتلاك مزرعة آل مهران لتكون ضربه قاضية لهم ليتكمن بعدها من الحصول علي كل شيء
......................................
- أنت بتطلبِ مني أيه يا هند عوزه نرجع مصر و المزرعة
- أيون يا عاصي نرجع بلدنا أنت عجبك اللي إحنا فيه ده
نظرت بنظرات غاضبه ثم قالت بقسوة :
- وحالنا ماله ممكن أعرف؟
و النظرات كانت من الأخرة متزنة تحمل عقلانية على غير عاداتها و
- عاصي أحنا هنا في البلدي دي أغراب ملناش حد علي طول في البيت مش الخروج بحساب ولو خرجنا بتبقي كأن كل مكان ضيق قدامنا فكرة مطر و الزرع و المزرعة والعمال و القعدات بتاع البنات و الاغاني والاحتفالات اللي بنعملها واحنا بنزع الزرع وموسم الحصاد ليه نبعد مع أن اللي المفروض يبعد لو بالعدل يبقي مصطفي مهران القاتل وابنه
كانت هند تتكلم وتتابعها عاصي بنظرات حانية و هي تتذكر كل شيء تذكرة أختها كأنه أمامها و لكن بهتت ملامح وجهه تماماً عندما ذكرت هند الجد مصطفي فنظرت عاصي لها وقالت :
- هند أنت صدقتي صحيح أن جدك مصطفي اللي نعرفه هو اللي قتل بابا وجده
نظرت لها الأخر وعقدت ما بين حاجبيها و قالت بغضب :
- هند أنا كنت مصدقة في الأول كل اللي قاله جواد ولما شوفت الورق اللي يثبت أن هو الوصي علينا بس يا هند أنتِ تبقي غلطانه لو لسه مصدقة ده أنا لما فكرت عرفت أن أنا غلطانه مصطفي مهران اللي أعرفه عمرة ما يعمل كدة اللي شالك وانتِ صغيرة ودلعك لو تفتكري إنك لما كنت بتطلبي حاجه كانت بتبقي عندك قبل ما تكملي طلبك الراجل اللي أمي رفضت ترجع لأهلها بعد موت بابا و جدي وفضلت في المزرعة وكنت بسمعها تقول يا عمي تفتكري ممكن يكون قاتل الرجل اللي يتبره من حفيدة عشان خان مرآته و خله يطلقها عمرة ما يكون قاتل هو لما عرف كلام جواد سكت يا هند وقال لآدم أنه في يوم هيجي هيعرف فيه الحقيقة كاملة و سعتها هيعرف أن هو سكت لمصلحتنا يعني في حاجة مخبيها علينا
هتفت الأخرى بغضب عارم وهي تنظر لأختها :
- ولحد اليوم ده هو في نظري القاتل هو قتل وبعد كده جاي يعوضني ثم ارتفع صوتها وقالت وعشان كدة لازم نرجع لازم نعرف الحقيقة لازم أعرف أنا ليا حق ولا عليا حق وجرت من إمام أختها تحتمي في أحد الغرف وتبكي بشدة و تتشنج و يعود إليها كل ما مر عليها وأولهم ذكري الفراق ……؟
↚
نظرت إلي آثر أختها الصغيرة هي تفهمها هند تريد أن تلقي الخطأ على عاتق تريد أن تبرر فعلتها فهند وماجد هما من دفعا الثمن في تلك القصة أختها الصغيرة المتهورة اختارت الفراق و ألقت بكل شيء وراء ظهرها وتريد الآن أن يكون هناك شخص تحمله كل شيء هند وماجد هما حقاً من دفعا الثمن ولكن القرار كان قرار هند في النهاية عندما قررت أن تنهي كل شيء مع ماجد بسبب افعال أخية و تلك و الادعاءات علي جدة تنهدت عاصي علي حال أختها الصغرى و كلمات أختها تخترق مسامعها مرّة اخري :
- لازم نرجع عشان نعرف الحقيقة
حقاً يجب أن يعودون ليتوصلوا إلي الحقيقة ولكن في الرجوع وجع ذلك المكان الذي يحمل كل ما كان يحمل أنفاسه ذكريات طفوله معه ومراهقة وشباب ثم أسعد الأيام تعلم أن كل شيء يتأصل في ذلك المكان وهي تخاف الرجوع فالرجوع يعني الحنين والاشتياق ولكن .. أين العهد أين عهدك يا عاصي أين هو هتفت لنفسها فعهد العاصي لا رجوع فيه، لكن كل تلك الأيام ولم تستطيع النسيان فلماذا لماذا كل شيء خاص به يحفر بداخلها و الجزور تمتد لأعماق ،وكل شيء أصبح باللون الأسود أمام عينيها العويل والبكاء والعزاء لقد رحلت السيدة إيمان رحلت تلك المرأة التي كانت تعاملها بكل حب وود الجميع حزين من أجلها حتي الجد مصطفي مهران كان حزينا جدا لرحيلها و أمام عينيها كان هو حبيب روحها يقف يأخذ العزاء و ينظر إلي من حوله بنظرات ضائعة تشعر به تود لو تذهب إليه و تعانقه بشده لتهون عليه ذلك الحزن تريد ان تستطع اختراق العادات وتذهب إليه لتكون بجانبه و لكن عندما نظرت باتجاه مدخل حديقة المنزل حيث يقام سردك العزاء رأت تلك الفتاة التي تتقدم إليه وتنظر إليها بنظرات غير مفهومه لماذا جاءت إلي هنا بعد ما حدث نظرت لها فوجدتها تعانق سلمي وتقول لها :
- البقاء لله يا سلمي
وردت الأخرى بهمهمات فنتفلت إليها لتقف تنظر إليها وتنظر لها بتلك النظرات المعتادة لتحمل السخرية والاستهزاء و تقول لها :
- البقاء لله يا عاصي ممكن تنادي عز عشان أعزيه
- الدوام لله وحدة، بس عز مع الرجالة
- ممم يا خسارة خلاص أو هبقي أعزيه لما يجلي بقي
قالتها بنبرة ماكرة فعقدت عاصي ما بين حاجبيها و قالت بعدم فهم :
- نعم، مش فهمه يجيلك فين
ابتسمت إليها ابتسامة خفيفة ثم قالت بنبرة خبيثة :
- شقتي مهو أكيد ها يجلي
وسارت مبتعدة و ابتسامها تتسع أكثر فأكثر و عاصي تتابع طيفها وهي تبتعد ولا تفهم شيء مما تقول تلك الفتاة ، ولكن بالتأكيد تهزي نظرت إلي من حولها و أخذت تفكر في كلام تلك الفتاة ولا تعلم شيء بداخلها يحثها على عدم التجاهل وأخر يهتف بضجيج أن تفكر جيدا بكلمات تلك الفتاة ولكن كان عليها التجاهل فالوقت غير مناسب بالتأكيد في التفكير بتلك المواضيع .
أيام تمرّ عليها بذلك البيت وهي وحيدة لا تفعل أي شيء تجلس فقط وهذا يذيد حنقها فزوجها منذ وفاة والدته و قد تغير بشكل ملحوظ طيلة ساعات النهار يظل نائماً وفي الليل يخرج مع أصدقائه وحين تتفوه بكلمة واحدة تطلبه أن يظل معها يهتف بصوت مرتفع وغاضب ويقول :
- أنا أعمل اللي أنا عوزه يا عاصي أنت سبق وعملتِ اللي أنتِ عوزه يبقي أنا كمان برحتي و بعدين أنت شيفه جو البيت عامل ازاي
- يا عز بس أنا بزهق لوحدي وطول اليوم قعدة في البيت لا شغله ولا مشغله
نظر لها بنظرات تحمل شيء غير مفهوم بالنسبة لها عز الدين ينظر له نظرات تحمل ندم لا تعرف لما ينظر لها هكذا ولكنه قال بنبرة هادئة :
- خلاص يا حبيبتي تعالي نخرج أنا وانتِ نسهر في أي مكان أو ممكن نسافر في أي حته
عقدت ما بين حاجبيها بضيق وقالت بتهكم ملحوظ :
- مش عوزه أسافر يا عز ولا أسهر مش بحب الجو ده بص أيه رأيك نروح المزرعة على أقل نبقي بين أهلنا
ولا تعرف ماذا قال لكل ذلك الغضب الذي صاح به وهو يقف أمامها و يمسك ساعدها بغضب عارم:
- أنت ليه كده ليه دايماً عوزاني أنا اللي أبقي في عالمك و أنت عمرك ما جربتي تبقي معايه أنتِ عوزاني على كيفك بس أنا مش هروح المزرعة أنا حياتي كدة يا عاصي هنا في مصر شهور في السنه والباقي برة عشان شغلي لازم تتعودي على كده تهتمي باللي أنا بحبه مش مطلوب أن أنا اللي أهتم بس أنتِ مراتي أفهمي
نظرت إليه بذهول و ثم هتفت وهي تقول بنبرة حزينة :
- أنا يا عز الدين أنا بعمل كده وبعدين أنا بحاول أقربك أنت اللي بعيد عني وعلى طول برة لنايم أنما في المزرعة كنت بتبقي معايه أكتر من كدة و أنا بشغل نفسي وببقي جنب أخواتي كمان
أحمر وجه بشدة ثم هتف بصوت مرتفع يكاد تقسم أن كل من بالمنزل سمعه :
- تقربِ مني هناك في المزرعة ثم ضحك بشدة أنت هنا بتنسي أنك متجوزه أصلاً لأ وانا ببقي ولا حاجه جنب أخواتك و شغلك وبنسبه لخروجي بخرج يا عاصي تعالي بصي لنفسك كده شوفي شكلك أنتِ علي طول قعدة قدامي كأن راجل غريب عباية وحجاب ولما أجي أتكلم معاك لا بتكلمي عن آدم لهند ويوم ما بتحني عليا وتفتكري أن أنا جوزك بتغير العباية ببجامة و تتكلمي عن الخيل الأرض أخر اهتمامك هو أنا مش كدة
وصرخت هي الأخرى بصوت مرتفع لترد عليه وتقول :
- لا مش كدة أنت اللي مش عجبك شكلي ولا لبسي و لا كلامي أنت اللي أي حاجه بعملها مش بتفرق معاك بس أنا كدة ده لبسي وده كلامي و دي طريقتي
- أفهمي أنا كان ممكن أضعف وأخونك في وقت من الأوقات
الصمت الآلام الجرح الدمع الجميع أجتمع عليها الآن نظرت له و فرت من عينيها هربت بعد ذلك الصمت ونظرت له وهو ينظر لها بألم يحبها يعشقها ولكن يشعر بالغربة بجانبها يشعر بآنه بلا أهميه معها عز الدين بجانب أمراته بلا هوية و أكمل وكأنه لم يتفوه بشيء أبداً :
- أنت لازم تتغيري لازم تحسي بيه لازم تعرفِ أنك متجوزة عز الدين مهران لازم تبعدي عن جو المزرعة والأرض لازم كل الناس عندك تبقي بعدي أنا
وبكل الالام والوجع هتفت بقوة :
- أنت أنت كنت هتخوني وجاي حالا تقولي اتغير طيب ليه ليه أنت ما تتغيرش عشاني
- أنت الكلام معكِ بقي مستحيل
نظرت له وهو يبتعد عنها فقد رحل وتركها تنظر إلي طيفه فجلست مكانه علي الأرض الصلب تحتضن جسدها و تبكي علي عمرو ضاع على حبه تبكي على حبيب لا يفهمها تبكي على حالها و هتاف يتردد بنبره ماكرة في أذنيها :
- كنت هخونك
- لما يجيلي هعزيه
وضعت يديها رأسها و أخزت تهتف بكلمات متقاطعة :
- لأ مستحيل
...............................
و ازداد البعد بينهم أكثر وأكثر هو يعاملها بجفاء واصبح يعمل كل شيء فقط ليزعجها ولكنه قررت أن تتجاهل هي الأخر فما بين العناد والكبرياء سواء أنين روح محطمة كم غافله فزوجه ما هو إلّا طفل يريد كل شيء لذاته لا يقبل بشريك كم غافله هي عن تلك الأفعى التي تحوم حول زوجها تريد أن تكشف عن أنيابها و تستخرج ذلك السم الذي سيصل إليها حتماً لينهي حياتها لما لا تفكر أنها هي الترياق الوحيد ففي قانون الأنساء منذ أبجدية الحياة أنها هي ولا تقبل دخيله و القانون موثق أن الأنثى تستطيع الاستنباط لما هو آت و قانون الأنثى يحتم عليها الجهاد ولكن أنثى كعاصي لا تعرف حق نفسها فكيف ستعرف حق الاسترداد لزوجها ولكن تعلم هي تعلم أن عز الدين في الطريق للفتك بقلبها فرائحة ذلك العطر تندلع من بين خلايا جسده و لو ما يسبغ الشفاه علي ثوبه و والجراح على الجراح تعجل .... تعجل بانتهاء صلاحية القلب.
أرادت أن تكشف الحقيقة بنفسها تريد أن تمحو تلك الشكوك من رأسها عز الدين لا يخون العاصي عز الدين لا يستطيع فعل ذلك وخلف كانت هي تتعقب سيارته وهي جالسه بتلك السيارة التي أوقفتها من الطريق تدعى الله ان يكون شكوكها لا مجال له من الصحة ولكن وقف أمام ذلك المكان الذي يشع منه الأنوار الاغاني العالية وبعض النساء العارية وأشباه العارية دلفت إلي دخل بعدما رأته يدخل إلي ذلك المكان قلبها ينبض بشدة كلما تقدمت خطوة تشعر أنه تبتعد عن الحياة بما يعادل ألف خطوة و البلد الداخل كان المكان أشبه بالملهي الليلي وكان هو يجلس على طوله دائرية الشكل و حوله مجوعة من الفتيات والشباب ولكن الفاجعة أنه هي التي نجلس في أحضانه سلوي حامد الشاذلي تجلس ملتصقه به وتقترب من وجهه تقبله ثم تبتعد وبهذا المشهد كفي انطلقت عائدة إلي منزلها و لكن كانت غافلة عن من يتابعها ، سترحل ستبتعد أكتفت من كل شيء اكتفت من الحب والعشق ومن الجراح هو يريد تلك الحياة وهي لا تريدها لا تريد.
أخذت ملابسها ووضعتها في تلك الحقيبة ثم ذهبت لا تريد أن تره وفي الطريق إلي المزرعة كانت تستعيد كل شيء مرّ عليها لماذا تحققت تلك الأمنية التي كانت مستحيلة ولماذا الآن بعد كل هذا العذاب ينقلب الحب والعشق إلي طعنات غادرة أدت إلي جرح مدموم ، ولكن تلك الرسائل التي وصلت إلي هاتفه واحدة تلي الأخر جعلته تخرج من شرودها و ذكرياتها الآن ونظرت إلي هاتفه والصاعقة كانت صورة لزوجها مع ابنة الشافعي في أوضاع حميمية أغمضت عينيها والدموع تنهمر كأمواج البحر الهائجة و رسائل آخر لبعض المحادثات عبر أحد مواقع التواصل الاجتماع و بداخله شيء يهتف كفي... كفي بالله لم أعد أحتمل أريد أن أرحل أريد الموت ليكون أسهل
كان آدم وزوجته يجلسون يتناولون طعامهم ويشاركهم الطعام هند وماجد يضحكون ويتسامرون لقد أصبحت فداء زوجة آدم أمام الله وامام الناس منذ تلك الليلة التي رحلة فيها عاصي لتقيم مع زوجها بالقاهرة ومنذ ذلك الوقت الأجواء بالمزرعة هادئة وأصبحت علاقة هند وماجد في تقدم مستمر ، كان العشاء لا يخلي من كلمات هند و تعليقها على أفعال ماجد بينما كانت فداء تتابعهم وتبتسم أما عن آدم كان شاردا يفكر في أمرا ما حين رن دق الباب فذهبت الخادمة لتراي من الطارق بينما كانت السيدة حنان تتقدم وهي تحمل بعض أطباق الطعام حين هتفت الخامدة بفرحة :
- البشمهندسة عاصي وصلت
ولم يكون أحد منهم أستفاق من تلك الصدمة لتدلف إلي الداخل وحين نظرت إلي أخيها بعينين تفيض منها العجز تفيض منها الالام وبحر الدمع الهائج و هنا فقط تركت لنفسها العنان لتسقط على تلك الأرض الصلبة ولكن آدمها آبا ذلك فاسرع إليها ليلتقطها بين أحضانه ويحميها إلي غرقتها و الجميع من خلفه يكادوا يموتون قلقاً
شهقات تتبعها شهقات و جروح تتبعها الالام و انتهاك لحرمة قلب عاشق وحراما من حياة رغبتها و حرمان من لذت عوض الحياة ........ حرمان من لذت عوض الحياة .
.................................................. .......
نظر إلي أخية وهو يعقد ما بين حاجبيه بشدة ثم قال ببرود :
- أحنا تكلمنا في الموضوع ده قبل كدة وأنا قولتلك مش ها رجع روح قول لجدك ينساني
يعرف أنه من الصعب إقناعه ولكن يجب أن يعود كما أمر الجد يجب أن يعود ربما بعودته تتفتح طرق العودة ويعود كل شيء :
- جدك تعبان أفهم طلب مني أرجع و أرجع أدم وعاصي وهند عوز يشفكم و انا جاي من هناك على عندك أف احنا وضعنا بقي صعب المزرعة وهتتباع و الشركة في خطر وجدك عوز يحث ان أحنا يد وحد
عاصي.... عاصي ستعود تلك التي رحلت وتركته خلف ظهرها ستعود من جديد كيف حالها ؟ ماذا تفعل؟ هل استطاعت الصمود وهو ليس بجانبها؟ نظر إلي أخية الذي يدقق النظر بمعالم وجهه وقال :
- وهما.... أقصد يعني ها يرجعوا
هي كل ما يهمه بالأمر ولا يهمه كل ما هتف به عزالدين هو عزالدين نفسه وكفي ولكان هذا جيد فهو قد سلك معه الطريق الجيد :
- مش عارف لسه آدم هيرد عليا يعد ما يأخذ رأي أخواته و يقرروا – أنت شفتهم ، يعني أقصد قبلتهم كلهم
- اللي يهمك عاصي مش كده ، أنا شوفتها هي كويسة ويمكن أحسن من الأول بس مش عارف أتجوزت ولا لأ
غضب أخية اصبح كتله من الغضب فنظراته حارقه وعندما أخذ يتابع حديثه وجد أخيه أمامه و يقبض على مقدمة ملابس و يهتف :
- تتجوز أنا كنت أقتها وأشرب من دمها
نظر إلي أخيه و هو لا يفهم المعني الحقيقي لجملته فهتف :
- وأنت مالك مش انت طلقتها
والغضب يتضاعف في مقلاة عينيه و نبرة صوته أصبحت شديدة قاسيه وهتف بالجنون ذاته :
- عاصي لسه مراتي أظن الطلاق الغصب بيكون باطل وأنا طلقتها غصب ولما جدك صمم طلقتها وردتها بعدها ويسألوا المأذون
أتسعت حديقتي الأخر حين افلته عز الدين فاختل توزنه وهوي علي الأريكة خلفه بينما أخذ عز الدين سترته والكاب الخاص به وتلك الحقيبة ورحل دون أن يتفوه بكلمة آخري
.................................................. ...
جلست خلف باب تلك الغرفة تحتضن جسدها و تشهق والدموع تنهمر من عينيها تنوح على فراق كان بيديها فراق كان أصعب عليها من الموت تبكي على قصة بدأت لتنتهي فبعد كل ما فعله لكي يصل لقلبها تركته ورحلت ماجد مهران ذلك الرجل الذي خُطبة له بدون موافقتها ذلك الرجل الذي ترك شغله وبيته و أخذ يبحث عن كل طريقة تقربها منه فماجد مهران أستطاع في مدة قصيرة أن يمتلك قلبها وعقلها تذكرت حين كان يقف أمام باب الجامعة ينتظرها وحين كانت تهتف بغضب :
- اللهم طولك يا روح أنا مش قولتلك متجيش الجامعة زميلي يقولوا أيه
أبتسم بسخرية وقال بنبرة مرحة :
- ها يقولوا خطيب وجاي يأخذ خطبته عادي
- ما تقولش خطيبته
نظر لها ورفع حاجبة ثم هتف ساخراً :
- خلاص أب وجاي يأخذ بنته
وضحك بشدة جعلته تكاد تقتله وتكررت زيارته أكثر من مرّة ثم كانت تتصنع الغضب ولكن بداخلها تكاد تموت فرحان وهي تراه يهتم بكل شيء يخصها و في تلك الليلة عندما هاتفها بعد منتصف الليل غضبت كثيراً منه فكانت في سابع نومة عندما هاتفها فقالت له :
- في إيه حد مات ولا إيه
- لأ يا هند
- أمال في ناس طبيعيين يتصلوا بحد في الوقت ده
- أها انا أصحي كدة وفوقي كدة وأنزلي قدام الباب شوفِي أنا جيبلك ايه
وعندما نزلت إلي الطابق السفلي وفتحت الباب المنزل وجدت شيء ما موضوع وعندما انحنت لتلتقطه اكتشفت أنها حقيبته بها حلوة البسبوسة التي تعشقها ولكن ما اغضبها هو معاد جلبها لها فهما بعد منتصف الليل فصاح الأخر يقول بالهاتف :
- إيه عجبتك
- يما جاب الغراب لامة
ولكن لم يرد فلقد اغلق الهاتف في وجهه وهو يتمتم بغضب فنظرت إلي الهاتف وفتحت ثغرها بتفاجئ وهتفت:
- بتقفل في وشي ماشي يا ابن إيمان أما وريتك
وذكري أخري تشرق علي قلبها عندما كان الصبي الذي يقوم. بمساعدتها مريض عرف ماجد منها أثناء محادثتها الليلية كانت خائف كيف ستتعامل وحدها كيف سيكون الأمر عليها و لكنها في الصباح وجدته أمامها يرتدي ملابس رياضية و يقف ينتظرها أمام العيادة نظرت له وهي تعقد ما بين حاجبيه بضيق و :
- أنت بتعمل هنا إيه
- جاي أسعدك
- أحلف
ابتسم لها بابتسامة محببه بينما نظر هي له بوعيد وأقسمت أن تستغل تلك اللحظات في الفتك بابن آل مهران وفي حظيرة المواشي وقفت هي تملي عليه الأوامر بينما أخذ هو يسب ويلعن تلك الساعة بينما تبتسم وتضحك بشدة علي ما يقول :
- هو حد ضربك على أيدك وقالك تيجي تسعدني
- أيون تصدقي أنا غلطان و أحنا فيها كملي بقي لوحدك
نظرت له و ازدرد ريقها بخوف سيتركها وحدها وأسرعت إليه وتمسكت بكف يده وقالت بارتباك :
- لا لا ما بلاش تمشي وتسبني نظر إليه وإلي كفها يديها التي تحتضن كف يده ثم غمز له بمرح وهتف :
- لو كده بقي أنا مش همشي لو هقضي حياتي كلها هنا
ولكن ذكريات المرح جميعها ابتعد عنها مع ابتعاده ولم يترك لها سوى ذكر الجرح والفراق والتخلي ذكري ضعف النفس والتخلي عن أمانها به ذكري ستظل تذكرها أنها هي من تسببت له ولها بالآلام، عندما رأت أختها تسقط مغشيه عليها أمام عينيها و الذعر الذي بدي على الجميع ولكن حين خرج اخيه من غرفة أخته وهو غاضب .. غاضب جداً لم تري آدم هكذا من قبل عندما نظر إلي الجد مصطفي ثم ماجد و هتف بنبرة حادة :
- أتصل علي أخوك خليه يجي حالاً ، لازم أعرف ايه اللي حصل لأختي سبب لها انهيار عصبي حاد ثم نظر إلي الجد قال بصوت عالي، والله لو كان هو السبب لقتله وأه يبقي تار من اللي عندكم
شهقة وهي تنظر لأخيها لا تفهم ما يقول بينما خيم الصمت على الجميع حين نظر لها آدم وقال له بنبرة أمرة :
- أدخلي جوه مع أختك مش عوزه اشوفك وقفه هنا
يتكلم وينظر لماجد وجده... و بِحث الاثني بداخلها علمت أن هناك أمراً سيكون بنسبه لهم مثل الطوفان فليحميهم الله وما هي إلا ساعات ودقائق معدودة وسمعت هي و فداء تلك الاصوات صوت آدم يصيح :
- عملت فيها إيه يوصلها للحالة اللي هي فيها دي
بينما صوت ماجد يقول له :
- إهداء يا ماجد خلينا نفهم
وعز الدين يصيح بأعلى صوت لديه :
- أنا عاوز أشوفها
وبينما تتعالي الأصوات نظرت هي خلفها على فراش أختها فوجدها قد فتحت عينها وتحاول أن تقوق أسرعت إليها هي وفداء و قالت لها برجاء :
- عاصي أنتِ راحه فين
وكأنها لم تسمعها وكأنها في عالم أخر تستند هنا وهناك تريد أن تصل إلي ذلك الصوت تريد أن تره أمام عينيها تريد أن تسمع ماذا يقول جيدا فأسرعت هند إليها فاستندت عليها و أسرعوا بالخروج وفداء تعاونهم ، كاد آدم أن يفتك بعزالدين حين أسرع عز الدين إلي درج السلم ليصعد ويري عاصي فأسرع آدم وراء و أمسك به ثم جذبه من يقط قميصه وقال بغضب :
- مش هتشوفها قبل ما تقولي عملت إيه وقسما بالله يا عز الدين لقتلك
- بقولك معرفش هي مالها ولا فيها إيه أنا سيبها كويسة وبعدين وسع إيدك عوز أطلع أشوفها
- سيبه يا آدم ماينفعش الطريقة دي
↚
هذه المرة مزقتكَ عمدًا
الألم الذي أصاب صورتك بشرخ صغير في المرة الماضية صار شرهًا، التهم تفاصيلها من أدناها إلى أقصاها، استحالت صورتك فتات، ولم يشبع الألم!
ولأن النسخة الوحيدة المتبقية منك معلقة فوق جدار نابض بقلبي؛ قفز الألم إليها، واستأسد بسطوته عليها. دافعتُ عنك ببسالة جندي يرى في الوطن شرفه، وفي الزود عنه عزته. تشتت أركاني، وبترت أطرافي، وفقدتُ آخر قطرة من دمائي، وبقيت صورتكَ ترفرف كالعلم في وطن ينازع سكراته الأخيرة.
بعثتُ إليك بألف رسول يطلب المدد، ويحكي لك عن كسر لا يجبره إلا قوتك؛ فامتطيتَ أقوى خيولك، وتسلّحتَ بسيف بتّار، ثم مضيت تحارب في صفوف الألم !
عندئذ جمعتُ ما تبقى من شتات قلب، وحلم مبتور، وكبرياء مكسور، ومزقتكَ إلى ثلاثة آلاف قطعة، ثم نثرتُكَ تحت الصخور وفي الجحور، فوق الجبال وعند التلال.
فالوطن الذي يتحالف مع الألم لا يستحق أن نحارب من أجله.
( الكاتبة مني سلامة لرواية أحببت العاصي )
.................................................. ...........
تلك الصيحة جعلتهم جميعاً ينظرون باتجاه صاحبتها و لكن أنظار مختلفة فيوجد من ينظر لها بلهفه ويوجد من ينظر لها بغضب وآخر بترقب.
- آدم، سيبه
- عاصي
قالها ملهوفاً مندفعا يريد أن يعانقها لتكون بجانب قلبه النابض لها وبها يريد أن يحتويه ولا يهم ماذا يقولون فدفع آدم و أسرع إليها وخلفه كان الآخر و عندما وصل إليها وأراد أن يحتويها كانت الصاعقة أنها تبتعد عنه كلما تقدم منها خطوة تراجعت إثنين وهو لا يفهم لماذا تنظر له هكذا لماذا تبتعد هكذا لماذا تهبط الدموع من عينيها الجميلتين فهتف متعجباً:
- عاصي
رفعت يديها بوهن تحث على عدم الحديث تريد أن يتوقف تريد ان يرحل تريد و يا ويلة تريد أن تعانقه تريد ان تبكي داخل احضانه تريد أن تضع كفها على قلبه النابض تريد أن...... تصرخ نعم ستصرخ هي قادر ليست عاجز
- أسكت...... أبعد
هتفت بنبرة حادة لا تخلي من الحزن ، عاصي انقسمت عاصي الصلبة تهشمت عاصي أصبحت فُتات بداخلها جانب يصرخ آخر يخضع و آخر عاشق وبجانبه كارة ربة أي وجع هذا الذي أشعر به فبعد تلك الصراخ والهتاف صمت طويل فأين صورته تشعر أنه محمل بقطرات دماء وواجع و حصرة تتبعها شهقة و هو الحبيبي الوحيد ولكنه ليس حب هو كان عشق أم تره أصبح أبعد من العشق ولكن تشعر الآن انهع أصابت بالمرض الخبيث ومكانه القلب والمرض يدعي الخيانة و يا له من وجع بدون ترياق بدون بترّ بدون وصف سوى موت..........
- عاصي في أيه ؟
قالها بحنان و عاطفها لمظهرها الشاحب :
- طلقني
- نعم !
- طلقني
- أنت اتجننتي
- أنا موت …
نطقتها من بصوت متقطع كانه صدقت قولاً وفعل ، وكان هو ينظر لها بغضب مصحوب بعدم فهم و الجميع لا يعي ما الذي وصل الأمور لها ولكن كان عليها التدخل الآن يجب أن يحافظ على العائلة التي أصبحت الآن على طريق الانشقاق فدبت تلك العصا التي توحي بالحزم وهتف من الأسفل وهو يتابع بعين صقر :
- عاصي أنت أزاي تقولي كده الطلاق أبغض الحلال إلي الله ومش كل المشاكل تتحل بالكلمة دي هات أختك وجوزها يا آدم وتعاله نقعد ونتفاهم
اه..... و ألف أه يريدون أن يعذبوها أكثر وأكثر بنطقها يريدون أن تذبح نفسها بنفسها حقاً ماذا بها الآن تشعر أنها مغيبة أنها رحلت العالم ولكن تشعر بجزء من خلايا جسدها مازال علي قيد الحياة هل هي طلوع الروح إذا فمرحي هذا رئفه بحالها و بدون تفكير هتفت بغضب بحدة مصحوبه بتلك الدموع المتساقطة مع وجع بأحشائها لا تعلم مصدرة :
- هو خاني....... خاني والله يا جدي خاني ذبحني........ اااااه.......... آدم
قالتها ولا تعلم ماذا حدث بتلك اللحظة كانت تقولها مغمضة العينين تحاول التغلب عن الالام ولكنه زاد عن مقدار تحملها فصاحت بأنين من مقدار ذلك الوجع ولكن أنسحب أنفاسها و شعرت أن العالم يتوقف من حولها حين رأت آدم ينقض على عز الدين يلكمه بوجهه وغابت عن ذلك العالم حين سمعت أختها تهتف بصوت عالي لا يخلوا من الشهقات :
- آدم ألحق عاصي
.................................................. ...........................................
الوضع كان صعب على الجميع والجميع يترقب آدم والطبية التي أستدعها آدم لتساعده بالكشف وتعرف سر هذا النزيف الذي أصاب عاصي في ، لأول مرة تري أخيها هكذا غاضباً قاسياً يتعامل مع الجميع بقسوة حتى الجد مصطفى لم يرحم من قسوة آدم و أماهم عز الدين كان في حاله بين الوعي والا وعي ويقف بجانبه ماجد مهران ذلك الكائن الذي تسلسل إلي قلبها و محور الفكر في عقله يقف بجانب أخية الخائن الذي وصل بأختها إلي هذا الحد من الانهيار لا تعلم لماذا نزعت نفسها من أحضان فداء اتجهت إليه و وجدت نفسها تنظر له بقسوة ثم هتفت :
- انت السبب في كل اللي حصل، جاي حالاً ليه يله امشي مش عارفة ايه البرود اللي عندك ده يا اخي
- هند ، احترمي نفسك
وبالطبع المتحدث هو ذلك السائر ماجد مهران ينظر لها وكأنها أخطأت فيما تقول و لم تكن هي هند غنيم إذا امتنعت عن الرد :
- احترم نفسي ، والله اخوك اللي المفروض يحترم نفسه و يروح يشوف اللي خان اختي معها و بعدين أنت زعلان عليه ليه آه ما انت أخوه يعني عينا وحدة
صدم من ذلك الكلام ونظر لها بغضب عارم شعرت به من نظراته و بلحظة وجدته يشد على معصمها ويهتف :
- لا الوقت ولا المكان يسمح ان هرد عليك بس وقسما بالله يا هند لنتحاسب على كل حرف نطقتية
- اسكت منك ليها خالص مش عاوز اسمع صوت لحد ما نطمئن على العاصي
هتف الجد مصطفي غاضباً فبتعد ماجد عنها وعاد أدراجه بجانب أخيه ولكن، ظلت تلك النظرات الغاضبة تنبعث في المكان و ما هي إلا لحظات وخرج آدم تتبعه الطبية ينظر إلي الجميع بآسي ويحمل نظرة الغضب و القسوة والعتاب لذلك العز فاسرع عز الدين إلي الطبيبة وهو يتجاهل نظرات آدم يسالها عن حال عاصي :
- عاصي عمله إيه يا دكتورة أنا جوزها
نظرت له الطبيبة ثم نظرت إلي آدم وقالت وهي تنهي الحوار وتبتعد :
- دكتور آدم هيشرح لحضرتكم حالتها الف سلامه عليها
ورحلت والانظار تتعلق بآدم و لحظات تحمل لحظات وآدم ينظر للجميع فقط حين هتف الجد :
- طمئنا يا ولدي أختك عملة إيه
نظر باتجاه عز الدين وتجاهل الجد وقال بنبرة خاليه من التعابير :
- أختي........
وابتسامة ساخرة تتبعها...... نصيبة وفاجعه ثم قسوة وغضب :
- أختي..... كانت حامل و لأسف نتيجة الضغط النفسي والانهيار فقدت الجنين
صودم الجميع من الامر وتعلقت انظار الجميع بذلك الذي اختلا توازنه وهوي جالسا على الارض الصلبة و أخيه يرتب على رأسه المنحني. بينما نظرت هند إلي أخيها والدموع تنهمر من عينيها و ما كان أنها جرت لكي تختبئ داخل احضانه فاخذ يرتب على ظهرها بحنان ثم تركها و سار خطوات معدودة باتجاه الجد مصطفي وقال بحزم :
- أنا عارف اللي فات بس مستني أتأكد عشان احاسب الكل بس ذي ما كنت السبب في جواز أختي خالي حفيدك يطلقها بدل بشرفي ما اقتله و الكلام حالا بينه بعدين هيبقي بالمحكمة. وهتحكم لينا من اول جلسة
ثم نظر إلي فداء وهند نظرات تحسهم على الدخول إلي غرفة عاصي ثم دلف هو الآخر وأغلق الباب خلفة وكأنه يحسم أمراً ما
تتذكر جديده ما مر بعد ذلك اليوم المشؤوم وكانه الحقائق كلها اجتمعت لتظهر كلها في وقت واحد، أمرة الطبيبة انا تظل اختها في المستشفى ايام معدودة حتى يتم الاطمئنان على صحتها، عاصي الحبيب اخوتها التي تقتضي بها ولكم من تلك المسطحة علي هذا الفراش وكأنها ناهزت من العمر اضعاف لا تتحدث ولا تتحرك إلي للضرورة و فقط تنتفض مذعورة حين تسمع ذلك الصوت بالخارج صوت عز الدين و والخناق الدائم بينهم. تلك الأيام تريد ان تمحيها من ذاكرتها ولكن كيف والشيء الموجع أيضا هي تلك الحقيقة التي اخبرهم آدم بها بعد زيارة جواد لعاصي وكلامه هو وآدم مصطفي مهران هو القاتل مصطفي مهران هو من حرمها من ابيها مصطفي مهران الجرم ومصطفي مهران هو جد ماجد..... وعند هذه الفكرة بكت والبكاء سار صراخ ثم قتل .... قتل القلب بالنفس وأد الروح بالفكر و قرار.... بالثائر
وتحت تلك الشجرة التي كانت تجمعهم معاً وقفت تنتظره و عزمت على انهاء القيد لتكون الحرب خاوية من المشاعر المستحدثة و يبقي فقط الجرح الدامي. تقدم وهو ينظر لها بتلك النظرة التي تعرفها و تجيدها فهي كانت لها معبر يوما ما و عندما وقف امامها ثم تحث ساخراً :
- بعتيلي.... نعم أمرك جنابك
و بكل جمود هتفت غير عابئة بسخريته :
- دي امانتك اللي معاية وسحبت كف يده ووضعت به ذلك القيد خاتم الخطبة ثم اكملت كل شيء نصيب يا ابن كامل مصطفي مهران
وسار مبتعدة عنه وما هي لحظه ووجت شيئاً قوي يطبق على معصمها بقوه و يهتف بغضب شديد :
- أنت اتهبلتي ولا ايه ... إيه الجنان اللي بتقوليه ده
- أحترم نفسك انا مش هقبل باي تطاول وكفاية اوي لحد كدة
قالته بلهجة صارمة للغاية و لكن صوته جعلها ترتعد خوفاً وتنصت له :
- تطاول أنتِ جاية حالا تقولي نصيب هو كان لعب عيال .... وكله بأمرك و انا بقي إيه قدامك
- والله سميها زي ما تسميها
ابتعدت عنه لعدت خطوت ثم نظرت له وهتفت بنبرة حاده :
- ايه عوزنه نكمل بعد ما اخوك خان اختي ولا بعد ما عرفت ان جدك وابوك اللي قتلوا اهلي انت متصور لو للحظة ان ممكن افكر فيك بعد كدة لا فوق كده انا لو هفكر فيك هيبقي عشان اخد بتاري منك بس سامع
- انتِ بتقولي ايه أكيد أنتِ اتجننتي ، أبويا وجدي ازاي قتلوا اهلك
- والله اسألهم بقي أزاي، اللي اعرفه حالا أعداء بس كل شيء انتها
نفضت أيديها إمامه وهي تهتف بكل ثقه وكأن ما كان لم يكن و استدارت راحلة ولكن تلك الكلمة التي كانت القشة الأخيرة لنهي تلك القوة المصطنعة كانت منه حين هتف صائحا :
- هند أنا بحبك بلاش الغضب يعميكِ عن كل حاجه جميلة بيني وبينك
وقفت مكانها تنظر إلي الفضاء من حولها والدموع تذرف من عينيها الجميلتين ثم هتفت بنبرة حزينة :
- أخوك كان بيحب اختي وخانها مفيش حاجه اسمها حب فوق من الوهم ده
وسارت راحلة ولم تنظر خلفها ويقسم القدر أنها إذا طاوعت هتاف قلبها في ان تنظر إليه لكان كل شيء ما كان ولكن هي لعنه .... لعنه عصيان أصابتها مسيرها أنها احبت والقدر وهي من عاصَا والعصا لمن عصا
شهقات ترتفع وهي تتذكر الآن كل شيء والجرح ما زال ينزف حتي الآن جرح لها وبيدها هي من عملت علي الجرح ليكون عميقاً خارقاً والآن يثبت لها الجميع أنها هي من نهت كل شيء وهي فقط المسؤولة عند نهاية حكايتها ....... ولا نعلم ما هي خبايا القدر
................ .............................
يريدون أن يعود من جديد مرة أخرى يتجدد كل شيء أمام عينيه و لكن هل يعود بعد ما حطم وتحطم يعلم العقل يرفض والقلب يقبل بكل شيء في سبيل رأيت الحبيب ..... خائن خيانة يتهمونه وينعتونه وهو لا يعلم عن أي خيانة يتحدثون يقسم أنه لم يخن و لم يتقرب إلي إحداهنّ منذ أن تزوج بها لم يفكر إلّا بها هي كان يريدها يريد أن يعيش معها كما تمني يريد أن يريد أن يرها تلك المرأة التي تخجل من نظراته يريد أن يشعر بها كفتاة مجنونه بصحبة حبيبها يريد أن تكون له زوجه والصديقة والعاشقة والمعشوقة هو رجل يريد أن يري امرأته أمامه بكل أشكالها........... ولكن هي ظلت كما هي تنظر له من بعيد تشغل نفسها بأناس أخيرين وفي الوقت ذاته يلتف حوله الكثيرات ...... خائن هو من كان قبلها يبدل الفتيات كثيابه وفراشة لا يخلي منهن ولكنه لم ينظر إلا لها هي ففي قانون القبلة والاحضان كالسلام بالأيد أي عناق وأي قبلة تحكي عنهم العاصي وتنعته بالخيانة فهو هذب نفسه من أجلها فقط من تحكي عنها سلوي الشاذلي موضعها شمال العدد لدية ولا شيء الأخر إذا كانت تريد أن تحاسب أحد تحاسب نفسها على تلك الحصون التي شيدتها بفعلها ولك ويحها عقابها كان تلك الفترة التي ابتعد فيها والآن سيذهب و يرد قلبه المسلوب ويرد روحة المنتزعة ويعود الدراجة وكفي من كل هذا العويل بتلك الكلمة ابتعد عنها طلقها ..... فهي له منذ أن خلقت و معه صك الملكية …………..
نظر عمرو لصديقة طول تلك الرحلة وهو شارد ولا يعبئ بمن حولة ولا بحالة الجو المضطربة التي من الممكن أن تؤدي إلي مشكلة ما إذا لم ينبه فأعاد النظر إليه وقال ساخراً :
- سمعت أخر نُكتة يا عز الدين
نظر إليه عز الدين بغضب بعد أن أفاق من شروده ، فالوضع الان خطير وهو ولأول مره منذ زمن بعيد يكون مُضطرب إلي هذا الحد ولا يدري ماذا يفعل ؟
- عمرو بمرح : هقولها وأمري لله عشان لو موتنا نموت وإحنا بنضحك بيقولك إيه بقي
بعد اقلاع الطائرة: الكابتن في الميكروفون يرحب بالركاب ويقدم لهم النصائح!!! وفجأة..... صرخ مذعورا...يا ساتر يا رب.
معقولة المصيبة دي؟؟؟ ... ساد الصمت في الطائرة بين الركاب لاحس ولا خبر.. ثم سمعوا صوت الكابتن مرة ثانية وهو يقول : انا اسف يا جماعة المضيفة دلقت كوباية الشاي عليا وبهدلتلى البنطلون .
صاح احد الركاب وقال: . ... .. .. .. ابوك على ابو بنطلونك تعالى شوف بنطلوناتنا واللي حصل فيها
نظر له عز الدين وشرارة الغضب تخرج من عينية فنظر له عمرو و ابتسم ببرود وهتف :
- كنت بضحك معاك يا كابتن
.................................................. ................
يسير في تلك والشوارع ينظر هنا وهناك مناظر مُبهرة و حياة الحرية كل شيء كاملاً متكاملاً ولكن أين تلك الروح التي تتأصل ببلادة أين هؤلاء الأشخاص التي ترتسم على صفحات وجوههم الحب والطيبة حقاً هي بلاد طيبه بلادة بتلك المناظر التي يراها هنا الآن يعذر أخية هناك في تلك البلاد التي ينعتونها بالتخلف يوجد عرف و عادات وتقاليد محكومة و الكثيرين يعتزون بها أما هنا فكل شيء مباح و أخية عاش هنا لفترة طويلة وقبل ذلك كانت أفكاره عز الدين متحررة و الجميع كان يسعد بتلك الحرية و لكن الآن هل سيوافق على الرجوع هل سيوافق الصقر الشارد الرجوع لبلادة و إذا فما هي الخطوة التالية هل..... سيعود عز لعاصي بعد كل شيء سار...... هل ستوافق أم ستندلع النار مرة أخري في السابق النار اشتعلت بقلبة فاحترقت جدرانه وابتعد سكانه وهو كما هو يقف الآن ينظر فقط ولكن ذلك القلب المشتعل يهتف ويصيح ويقسم أنه محرم وسيحرم على من هجره بختيارة
جلس على تلك الأريكة ينظر إلي من حوله مشاهد متعددة عجوز تجلس بجانبه تقرأ في أحد الكتب و بعض الفتيات يرقدون و أطفال يلعبون و.... حبيب يعانق حبيبته من الواضح أنه زوجته فبطنها ظاهرة تحمل في أحشائها قطعة منه والآخر ينظر لها بحب... نظر لهما و ابتسم ماجد مهران المغوار يجلس يشاهد ذلك المنظر ويبتسم كم كان يشتاق ليعيش تلك اللحظة حلم لأيام و الحلم فارقة سنين وبسببها هي هند غنيم وحدة تنهد بخفوت و أغمض عينيه و صورتها وهي تضحك وترقد تظهر أمامه يتذكرها ويتذكر لحظاتهم ويقسم أن مع تلك الذكريات يشعر بألم لا يحمل في ذلك المطعون ...... فهو رجل نزل من عرشه لأجلها ولا يعرف كيف ولا متي استطاعت هي أن تحتل ذلك العرش لتصبح ملكة علي عرش قلبه ولكنها رحلة بعيداً ولم تنظر خلفه للذي قالها لها هي من دون النساء ولكنها رحلت ولم تهتم بمن خلفها فتح عينيه لينبعث منها تلك الشرارة الحارقة و بنبرة وعيد هتف بخفوت :
- والله لكل لحظة وجع و ألم عشتها لتعيشي شكلها يا..... يا بنت آل غنيم
.................................................. ....................
دلفت إلي تلك الغرفة بخطوات مثقلة تنظر لصغار بحب اتجهت إلي فراش الصغير تعدل الغطاء و الوسادة ثم قبلته بحب وعي تبتسم ثم نظرت إلي الصغير واتجهت إليها بخطوات مثقلة وقد غلبتها دموعها و هي تجلس بجانبها تمسد علي شعرها الطويل بلونه الذي ورثته عنه هو كل شيء بها يشبه معاد لون عينه المحبب له كما يقول كان يعشق ذلك اللون فهي مزجت كل شيء بينها وكان القدر يسبت لها انها هي وهو سيظلون في ربات إلي الأبد ....... احتضنها في أحضانها و هي تتمتم و :
- أنا أسفه يا روح ماما ماكنش ينفع أعرف حد خبيتك عن الكل عشان تبقي قدام عينه بس صعب اوي صعب أن أعملك بحساب عشان محدش يعرف خايفة اوي يعرف ويخدك مني خايفة يا روحي تبقي انتِ السلاح اللي بيحربني بيه عشان كده مش قدرة أرجع مش قدرة
احتضنت الصغيرة بين ضلوعها وأخذت تنظر لوجها الحبيب و تتذكر ذلك اليوم حين أخبرتها الطبي أنها حامل و............ !!
↚
احتضنت الصغيرة بين ضلوعها وأخذت تنظر لوجهها الحبيب و تذكرت ذلك اليوم حين أخبرتها الطبيب أنها حامل.
- عاصي
قالها بنبرة حزينة على أخته التي يراها أم عينه تنهار باكية بأحضان الصغير .
نظرت إلي مصدر الصوت فكان أخيها يقف على بابا الغرفة ينظر لها بنظرات حانية فمسحت وجنتيها بسرعة حتى لا يري تلك الدموع المتساقطة من عينيها ولكنها لم تستطيع أن تمنع حزن عينيها من الظاهر ولا تلك الشهقات المرتفعة ولكنه هو حسم الأمر بتقدمة إليها و النظر في تلك العينين التي يعشقهم ، عينيها عندما تنظر لهم تشعر أن الله خلقها هكذا لتكون مميزة عن جميع النساء الأرض وللعجب أبنتها مثلها في كل شيء ، تقدم إليها و لم يتكلم بل أنحني إليها و مسك يدها وسحبها إلي الخارج.......... جلست أمامه فنظر لها بحزنها ثم تكلم وهو يسلط أنظاره عليها و :
- عاصي
نظرت له ومازال الحزين يخيم علي قسمات وجهها فأكمل :
- ليه الدموع ليه مصره تحسسيني بالعجز .
- لا يا آدم ، أنت مش عاجز ، أنت كل حاجة لنا، بس.... بس أنا يا آدم خايفة من كل حاجه وخايفة من اللي جاي خايفة على بنتِي و حسة أنها ممكن تروح من بين إيديا بعد كل اللي عملته عشان تفضل جنبِي وفي حضني أنا خايفة يا آدم خايفة
اقترب منها بسرعة وعانقها بشدة وهو يرتب علي خصلاتها القصيرة ويقول بعاطفة :
- محدش هيقدر يخدها منك يا عاصي دي بنتك صحيح أنا ماكنتش موافق على الموضوع من الأول بس صدقيني لو آخر نفس فيا محدش هيقدر يخدها منك متخفيش أنا جنبك
واحتمت في أحضانه وهي تتذكر جيداً ذلك القرار الذي حسمت قرارها به علي الرغم من رفض آدم لهذا القرار ولكنه ظل بجانبها إلي تلك اللحظة.
حين استطاعت أخيراً أن تفتح عينها لتتذكر ما مرّ عليها تذكر ذلك الجرح النازف و تلك الأوجاع وكل شيء ومن رجل عشقته بعدد ساعات عمرها كانت مسطحة علي ذلك الفراش فنظرت حولها كان آدم يقف مع الطبية يتكلمون بصوت هامس ومعالم وجهه تدل علي الغضب عندما نظر إليها ابتسم بخفوت وتقدم إليه وبجانبه تلك الطبيبة الشابه التي ابتسمت بحب وقالت بنبرة مرحه :
- ماما صحية أهي ، الحمد لله علي سلامتك
نظرت عاصي لآدم بعدم فهم فنظر لها بحنان وهم يقبل يديها فأكملت الطبيبة :
- الدكتور آدم عرف تفاصيل حالتك لازم تاخدي بالك من نفسك أكتر من كده وتحاولي تبعدي عن أي ضغط نفسي لأن ده غلط علي البيبي
اتسعت عينيها بشدة وهي تنقل عينيها بين أخيها و الطبيبة ووجدت الدموع تهبط من عينيها ولا تعلم سرها هل هي دموع فرحة أم دموع صدمة أم دموع من تلك الآلام الحارقة كلما تذكرت ذلك المنظر و تذكرته هو زوجها المعذب لقلبها و لا تعلم كيف نظرت إلي الطبيبة وقالت :
- ممكن لو سمحتي مش عايزة حد يعرف أن حامل
نظرت الطبيبة بعدم فهم حين نظر آدم لأخته التي نظرت له بترجي فقالت الطبيبة مقاطعه :
- بس زوج حضرتك لازم يعرف لأنه كان مُصير أن يبقي معاك وشكله قلقان جداً و
- من فضلك مش عاوزة حد يعرف ان حامل
- بس
أبتعد آدم عن أخته وهو ينظر إلي الطبية ثم اتجه إلي أخر الغرفة فنظرت الطبية لها ثم ابتعدت هي الأخرى تلحق به وبعد لحظات خرج آدم ولحقت به الطبية، وأخيراً لها الحرية المطلقة فيما ستفعل وجدت نفسه تكتم تلك الأنفاس الحارفة بتلك الوسادة ثم تصرخ صرخات مكتوبة موجوعة صرخات مدوية تريد أن تشفي تلك الجراح تريد أن يمحي كل شيء من تلك الذاكرة تريد... تريد.... تريده هو تريد أن تبشره بطفلة الأول تريد أن تكتم أنفاسها داخل أحضانه تريده هي الآن بحاجه إليه وصوته الآن يصل لها
يريدها يريد أن يراها لا بالله هي لا تريد أن تري تلك
النظرات التي تضعفها وتجعلها ضعيفة هاشة هي لا تريد شيء الآن سوى أن تغيب عن تلك العالم وتصحب معها طفلها ...... تلك الأيام تتذكرها جيدا تتذكر نظراته ذلك اليوم الذي جاء بأمر من جدة كان يوم حافل بالأحداث بدائيةً من مشاجرة عز الدين وآدم الذي طلب منه أن يطلقها بدلاً من اللجوء للقضاء والمحاكم و النهاية ذلك الشجار بينهم و تلك الحقيقة حقيقة مصطفي مهران التي، ما زالت لم تصدقها بعد فحين هتف عز الدين بوجهه آدم :
- مش هطلقها يا آدم عاصي مرآتي هي عافية
- احسبها زي ما تحسبها بس هتطلقها و انهاردة يا عز
- مش هطلقها واللي عندك اعمله
- يبقي أنت اللي جبته لنفسك
و شجار عنيف حين انقض آدم علي عز الدين يلكمه بغضب و يدافع الآخر عن نفسه بعدت لكمات متتالية و يحاول ماجد والعم علي والجد أبعادهم فهتف آدم وهو ينظر إلي الجد :
- أنت المسؤول قدامي تخليه يطلقها بدل ما قسما بالله أقتله وافتكر ان أحنا لازم تأخذ بتارنا منك دم أبويا و جدي عندكم وأتأخر اوي
شهقت هند واتسعت عينها بعدم تصديق و كذلك نظر ماجد لجدة الذي يقف أمام آدم ولم يتفوه بكلمة واحدة و ذلك الأخر الذي يقف فقط ينظر إلي زوجته التي تأكد الآن أنه يعشقها ولكن تلك باتت عازمة علي الفراق و السكون كان من الجميع حين أصدرت عصا الجد صوتها المعتاد و قال بصوت أجهش :
- لو في تار يا ولدي يبقي أنا أوِلي بيه ، أنما تلميحك ده يدل أنك رأسك أتعبا كلام والله هو الشاهد أن الدم ده دمي وليا مش عليا أما بخصوص غلط حفيدي في حق حفيدتي وأغلي حفيدة علي قلبيِ يعني وجعها وجعي فخلاص اللي عاوزه عاصي هو اللي هيكون عز الدين هيطلق عاصي ...
اتسعت عين عز الدين بتلك النظرات نظرات الغضب والرفض نظرات التحدي و السخط نظرات التمرد فقال آدم بسخرية لاذعة :
الطلاق مفروغ منه بس بنسبه للكلام اللي سمعته ليه دليلك يا حاج مصطفي أنه كدب وافتري
- آدم
نطق بها ماجد بغضب حين لاحظ تلك النبرة التي يتحدث بها آدم فأشار له الجد الصمت وقال :
- كلامي دليل يا ولدي و لو أنت مش مصدق جدك اللي رباك تبقي دي مشكلتك بس لسه مجاش اليوم اللي مصطفي مهران يجيب دليل علي صدقة يا ابن منصور
عز الدين ، نظر إلي جده بهمام ، أرمي اليمين طلق عاصي يا عز
- مش هطلق دي مرآتي
- وده أمري ولو عرضت ملكش ديه عندي ليوم الدين هتبقي غريب وملكش مره عندي
- لا مــ
- طلقني
وصيغة الملكية لصاحبه الصوت ونظرات الثبات في عينيها و الغضب كل الغضب لها واليها و الجد يهتف بكل قوة :
- هي كلمة طلق العاصي
- طلقني
ونظرات عينيها المشتعلة والصمود أجبره علي قول :
- هطلقك بس صدقيني عمرك ما هتبقي لغيري
نظرت له بغضب والدمع خان العهد و بدأ يتساقط علي وجنتها وهتفت بثقة :
- عهد عليا لمحي أي ذكري ليك عهد عليا لافتكر كل اللي حصل عشان أقتل أي حنين ليك جوايا عهد عليا لامحيك من قلبي
ولكن الصاعقة واتساع الأعين المحيطة بهم من فعلته ابن آل مهران أقترب أمام الجميع وأبتلع باقي كلماتها بشفتيه بقبلة كانت الأعمق والأقوى وهي تحارب تريد الفرار من أمامهم وأمامها كان أخيها الغاضب الذي كاد يقتله
حين أبتعد عنها وقال بثقة
- أنا بينك وبين أنفاسك
و تركها و رحل وهو يلوح للجميع بيده ويقول بنبرة باردة يجاهد لتكون هكذا :
- ورقتك هتوصلك يا اغلي ما عندي
( يا منبع أحزاني كفي بالله يا مشتت كلماتي كفي بالله يا مُلحد في هواء قلبِ كفي بالله هل كتب علي أن أتعذب في عشقق و أن أقتل بجرح وإليك أسعي وإليك أهرب وبك ادفن فكفي بالله )
احتبست أنفاسها داخل أحضان أخيها الذي جاء بها إلي تلك البلدة وسعي أن يكون بجانبها في كل شيء وأي شيء و آخرهم كان أن يكون الأب لابنتها وتحمل أسمه هو و بالطبع تلك الصدفة هي من سعادتهم علي هذا ولادتها هي بنفس يوم ولادة فداء في ذلك المشفي الذي يعمل بها أخيها فكتبت سالم آدم غنيم و عاصي آدم غنيم أخوه أشقاء وأسمها أخيها العاصي هي الأخرى علي الرغم من اعتراضها الشديد ولكن أسر آدم علي الاسم فأطلقت عليها هي عهد لتتذكر كلما نظرت إليها و ساقها الحنين إلي الدماء المختلطة بدمها في جسد أبنتها تتذكر جيدا عهد العاصي نظرت إلي أخيها بنظرات خوف وقلق فرتب علي ظهرها بحب و قال :
- عاصي آدم غنيم منسوبه ليا بنتِ ، محدش يقدر يمسها يا عاصي لازم نرجع عشان ولادنا يتربوا علي الأرض اللي أتربينا عليها لازم نرجع عشان حقنا وأرضنا
- بس....
- أنتِ أقوي من أنك تهربي أنتِ قوية أوي يا عاصي
- آدم خليك جنبِي
القرار بالعودة كان شبيه بالمستحيل .... ولكن الآن ستعود إلي أرض المطر أرض الغناء أرض المحبة العودة إلي أرض الأوجاع العودة حنين الوطن
.......................................
نظر إلي صديقة الذي ينظر له بنظرات متفحصة قبل أن يهتف و :
- كويس أنك أخدت القرار ده يا عز الدين دي أكتر حاجه صح هتعملها في حياتك أنك ترجع تحاول من جديد يمكن تصلح اللي عملته
- أنا راجع عشان أبقي جنب ماجد في موضوع الشركة بس وكله شهر وهتلقيني هنا تأني ما تفكرش في حاجه تانيه
ابتسم عمرو ابتسامة جانبيه وقال :
- علي الاقل هترحم نفسك من السفر هنا وهنا عشان تلمحها من بعيد، وتابع كلماته بغمزة من عينيه وهتف أه هتبقي قدامك
- عمرو
هتف عز الدين محذراً له فاشتدت ضحكة الأخر وقال :
- بس ليه مسافرتش مع أخوك وخلاص هيفرق ايه حالا من بعد أسبوعين
- أنا حر يا أخي وبعدين مش يجوز تغير رأيك وتيجي معايا
ضاعت ضحكة سريعًا و رسم علي صفحة وجهه الحزن الشديد وقال بنبرة حزينة :
- لا يا عم أنا جيت بلدكم مرة طلعت منها بحزن و جرح عمر ما عرف لقلبِ طريق ، أروح تاني برجليا هناك صعب
- يا عم عمرو أنسي بقي دا انت كنت لسه في مرحلة الإعجاب وبعدين يمكن المرة دي تطلع بعيل
قاله مازحًا بنبرة مرحة فضحك عمرو بشدة وهو يقول :
بلدكم دي سرها باتع ما تستبعدش أي حاجه ربنا يستر
غمز له عز الدين بعينه و قال :
- أفهم من كده انك معايا في الطلعة دي
- طبعًا، ابتسم عز الدين بشدة فأكمل عمرو ، ما أنا مش هقدر أقعد هنا ومجيش أتفرج علي الأكشن والدراما اللي هيحصل هناك من آدم وعاصي لما يعرفوا انك رديتها بعد ساعه من الطلاق أنت عارف أخوك بيحب يشوف كل حاجه حصري انقض عليه عز الدين ولكن لم يستطع الامسك به فجري الأخر من أمامه وهو يضحك بشدة
..................................
نظر ماجد إلي محامية بملامح متهجكه غاضبة ثم هتف قائل بصوت حاسم :
- أنا قولتلك كلمة المزرعة مش هتبقي لابن سعيد غالب
- يا ماجد بيه عارض، سعر كويس ما ينفعش نرفض عرضه معني كده أن المزرعة هتتباع لصالح البنك في المزاد
نظر له بنظرات قاسية ثم هتف :
- تتباع مكان ما تتباع لازم أعمل آي حاجه عشان أنقذ الشركة دي بس لو حكمة تروح الشركة في داهيه ولا أن عدوي يا خد المزرعة مني
صمت المحامي بعدما أنهي ماجد الحديث بقراره الحازم وجمع أوراقه وهو يقول لماجد :
- كده البنك ها يحدد معاد لبيع وممكن يكون في أقرب وقت حضر نفسك يا باشا
ثم خرج بعد ذلك و ترك ماجد يفكر فتلك الظروف التي يمر بها في تلك اللحظة المزرعة ستباع فهو لا يعرف كيف يديرها و الشركة بوضع خطر ويجب عليه أن يتعامل و القرار الآن بين يديه أما المزرعة أو الشركة تنهد بإرهاق وهو يعلم جيدا أن المزرعة مكان خاص بالجميع ولكن ماذا يفعل إنقاذ ما يمكن إنقاذه فهو يتحمل وهو المسؤولية كامله وعليه فعل الصواب
.................................................. ..
كانت تسير وهي تحمل الصغير تنظر هنا وهناك بنظرات خاليه من التعابير كالمسجونة مسجونه داخل تلك الأرض تتسأل لماذا سارت حياتها هكذا ماذا فعلت لتكون نهايتها هنا بجانب ذلك الرجل الذي يشعرها أنها لا شيء مسلوبة بلا هويه حتي هويتها كأنثى سلبها منها ليراها أمام عينه امرأة أخري يراها عاصي .....
اي وجيعه تلك شيء ما بداخلها يلوم عاصي علي كل شيء يضع علي عاتقها كل ما تمر به لآن هي السبب بتعلق جواد بها إلي تلك الدرجة وشيء أخر ينهرها عاصي ماذا فعلت لتتحمل أفعال غيرها تتحمل جنون هذا الجواد بها تتحمل غدر الأيام لها عاصي كانت بمثابة أختها الكبرى دائما بجانبها واثقه بشده أن عند عودتها ستكون دعم لها. والحمد لله ستعود قريباً كما أخبرتها أمها ولكن عند تلك الخاطرة أتسعت عينيها عاصي وجواد يا الله كيف سيتقبل جواد الأمر وهل سيسعي للوصول لعاصي و يقلب كفتي الميزان لينالها ام عليها ان تحذر العاصي من خطر آت ولا مفر منه سواء بالاحتراس كانت تسير وهي تفكر وتفكر في امور شتي ولكنها توقفت في مكانها عندما نظرت إلي من يسير أمامها وهو يتلفت حوله ثم دلف إلي تلك الغرفة المهجورة توقفت مختبئة تتابع ما يجري بالداخل و سمعت.........
↚
كانت تسير وهي تفكر وتفكر في امور شتي ولكنه توقفت في مكانها عندما نظرت إلي من يسير أمامها وهو يتلفت حوله ثم دلف إلي تلك الغرفة المهجور فوقت مختبئة تتابع ما يجري بالداخل و سمعت ما يقال
كان جواد يقف أمام مجموعة من الرجال ينظر إليهم وينظرون إليه وبجانبه ذلك المحامي الذي يأتي إلي زوجها مراراً وتكراراً في تلك الفترة لا تعرف لماذا شعرت بانقباض قلبها وهي تستمع إلي كلام أحد الرجال :
- كل تمام يا جواد باشا اللي أمرتنا بيه اتنفذ
ضحك بشدة ثم قال بنيرة ساخرة ممزوجة بالمكر و التشفي :
- تمام كدة سعر المزرعة هينزل أكتر ومحدش هيشتريها وأكيد مش هيبقي قدامه إلا أنا ويبقي يوريني أبن كامل مهران هيعمل إيه
ابتسم المحامي نصف ابتسامة وقال بنبرة واثقه :
- أكيد يا باشا المزرعة ليك
نظر إلي الرجال وقال بنبرة حادة أمراً :
- المرة دي سممتم المواشي المرة الجاية عوزكم تحرقوا المحصول لحد ما ابن مهران يرفع الراية استنوا مني الاوامر
ثم رفع يده في إشارة لانصراف فأسرعت هي واختبأت بين الأشجار حتي اختفوا عن الأنظار ثم نظرت إلي أبنها النائم بريبه واتجهت مرة أخري تستمع إلي كلام زوجها بالمحامي لم تستطيع سماع بدأ الحديث ولكن تلك الجملة استوقفتها وانقبض قلبها بشدة حين سمعت :
- هقتله
اتسعت عينيها بشدة وشعور بداخلها يحثها علي الفرار وأخر يجعل أقدامها متيبسة بتلك الأرض وأكمل :
- لو رجع يبقي رجع لموته ليا معه تار ولازم أخده حربِ مع أخوه حرب برده انما حربِ معه شعل هو فيها نار .... نار و تاري مع عز الدين مهران مش هيطفيها إلي دموع حصرة وبحر دم
عز الدين يقصد عز الدين هل سيعود هو الآخر والنار هي نار العاصي يا الله ما هذا هل سيقتل عز الدين هل سيصل إلي العاصي ربه لطفك بعبادك أرتجف جسدها بشدة ودموع خوف وحسرة وندم فرت من بين جفونها مع شهقات سعت لتكون مكتومه لا تسمع وخطوات عازمه لا تعرف من أين صابها أسرعت تبتعد عن هذا المكان و هي تتمتم :
- يا رب استرها من اللي جاي
وتضارب في افكرها هل تخبر اولاد مهران ام تخبر عاصي أم تنتظر لتري أين ستصل بيهم الأيام ....
.....................................
دلفت تلك السيارة إلي الفيلا الواسعة كل شيء كما هو وكأن السنوات لم تمر كلما اقتربت السيارة من الفيلا كلما اتضحت معالم من تقف علي ذلك السلم تنظر إلي السيارة وهي تقترب حتي أوقف أخيه أخيراً ، ولم يكن يستقل منها حتي وجد أخته تندفع إليه وتحتضنه بشدة فعانقها بشوق قد طال سلمي كم اشتاق لتلك الفتاة التي قالت بنبرة مشتاقه :
- عز الدين وحشتني... وحشتني يا حبيبي
وحين جاء يبادله عبارات الشوق بأشد منها اشتياق وجد شيء صغير يظهر من خلفها يقول بنبرة حادة يغلب عليها المرح :
- أيوه يا ماما ثم نظر إلي من استقل من السيارة وقال وهو يتخطى والدته و يهتف بمرح :
- ماجد جه يحي العدل ماجد جه
ضحك ماجد بشدة وهو يفتح درعيه ليحمل الصغير ويقبله وهو يضحك علي تلك النبرة تابع عز الدين المشهد وهو يحتضن أخته وينظر إلي ذلك الصغير فقالت أخته بحب وهي تهتف بالصغير و تقول :
- عز الدين تعالوا سلم علي خالو عز
نظر عز الدين لأخته ورفع أحد حاجبيه وقال بدهشه :
- أنت سميتي أبنك عز الدين علي اسمي
ابتسمت وهي تحرك رأسها وتبتسم ولكن سمع صوت الصغير وهو يقترب منهم ويقول غاضباً :
- انت اللي اخدت اسمي بس ماما مش هتقول لحد زيزو إلا انا .... أنا عندي خمس اسماء أنت واحد
تقدم عز الدين من الصغير ثم جلس امامه جلست القرفصاء لينظر له بحنان ويقول :
- طيب ممكن اعرفهم
نظر الصغير لماجد الذي ابتسم له ثم نظر الي عزالدين مره اخري وقال وهو يرفع سبابته محذراً :
- هقولك بس ما تغشش تاني وتاخذ اسم كما
ضحك عز الدين بمرح وهو يقول :
- متخفش
فقال الصغير ببراه :
- عز الدين و عز و زيزو و فرقع لوز، ابو نص لسان، واسم النبي حرصه
ضحك عز الدين وماجد وسلمي بشدة وقال ماجد من بين ضحكاته :
- دول سته يا لمض
- ولمض
حمل عز الدين الصغير وقبله وقال : مين بيقولك كده بقي
- جدو بيقول عز الدين ماما فرق لوز بابا قول نص لسان تيته تقول عز او اسم النبي حرصه ماجد قول زيزو سعات قول علي عز لمض والرجل اللي في جنينه وسعه الكبير ماما تقوله جدو هو كمان بقول انتم علي اسم الغالي يووه حيرترني بقي
اسم الغالي اكيد هذه كلمة... كلمة مصطفي مهران يا الله هل مازال غاليا بحق ام ذهب كل شيء من بين يديه كا ألقابه قبل الصغير مرة أخري ثم انزله وهو ينظر إلي أخيه ويقول :
- بابا وجدي فين
نظر أخيه إلي أخته بنظرات خوف وريبه ثم قال وهو ينظر إلي أخيه :
- هناك
المزرعة يقصد المزرعة طال الزمن وطال وسيذهب إلي هناك لا محال إذا فليفعلها الآن و يذهب إلي هناك و ينهي ذلك الصراع فقال بصرامه :
- عوزه اروح هنا
.................................................
وعودة حميدة علي أرض مجيدة يشعر أنه ليست تلك الأرض العمرة أين الروح أين الطمأنينة اين تلك النسمة المعطرة هل.... ذهب كل شيء معها حتي عمار الأرض مسطح علي فراشة مصطفي مهران تملك المرض منه ام هي تلك الأحمال فأين تلك الهيبة واين ذلك الشموخ واين العصا التي تعطي تصدر ذلك الصوت الرنان وكأنها تهتف العصا لمن عصا و امامه يجلس أبيه أه كامل مهران هو الأخر تضاعفت سنوات عمرة في تلك الفترة ..... بداخله شعور الآن لا يفهمه هل هو شعور ندم شعور ألم أم هي حسرة علي كل ما فات هتف بصوت حاني :
- بابا
نظر الاب إلي مصدر ذلك الصوت و لكن لمعت عينيه من المشهد الذي ود يوماً ما ان يره وكان... أولاده يقفون أمامهم الأكبر في المقدمة و خلفه كان بنته تمسك بابنها و بجانبها كان أخيها الأخر لقد اشتاق لذلك المنظر يقسم انه قد طال شوقه له بما يساوي اشتياق لأكبرهم ذلك الذي طالت غربته واشتد الاشتياق لحضرته ذلك الفتي الذي جري عليه وتعلق بأحضانه وكأنه عاد ذلك الصغير والمشهد تجسد أمام الجميع لتبكي العين ألمًا وندمًا وما هي إلا حلاوة روح تصدر علي هيئة تلك الكلمات :
- عز الدين الحمد لله علي سلامتك
- الله يسلمك يا بابا ... وحشتني اوي
- وأنت كمان ...
طال العناق لربما يقف سدا منيعاً أمام بحر الاشتياق ولكن ذلك الذي ينظر له بنظرات فاض الشوق منها جعله يتخطى كل شيء ليقف أمامه هو الأخر والصمت الجميع ينظر لهم وهم في وادي أخر بعيد وطال الحديث ولكن حديث خاص بينه هو وحفيدة حديث بلغة لا يفهمها سواهم لغة تجعل الجميع يراقب بشدة ليتكلم أخيرا بكلمات لم يفهم محورها إلا هو رساله لا يفهمها سواه هو مصطفي مهران بكلمات ستكون هي الشفرة الخاص بما هو آت ونبرة صوته كانت حادة كما هي :
- طول عمرك يا ولد ولدي نسر شارد عن أرضه ولما حبيت أربطك بيها ويبقي ليك عش هدمته ورحلت غريب من تأني بس المرة غريب في سماء أنت جفيها وتغربت وسافرت ولفيت بحور وطلعت جبل بس هي دي الأرض اللي مسيرك ليها الارض ارضك و الدم هنا دمك ونار الماضي مش رايده تخمد ولازم يا ولدي الحق يرجع وسامح في حقك لو ليك عشان الناس تسامح يا ولدي الراية مش هتبقي الا ليك يا عز لتعديلها وترفعه لتضيعها يا ولدي وتضيع معها كل شيء وفقيهم عمر جدك ،ثم نظر لماجد واشارة له بالتقدم فتقدم منه …. فمسك يد عز و بيده الأخرى يد ماجد ووضعهم معا واكمل انتم ثلاثة نقصكم الغائب اللي بتمني ان ربنا يمد في العمر لحد ما القيه احفروا قبر عدوكم بأيدكم و أنتم معكم الحق و الحق حق ..... بيعتم المزرعة او الشركة هيجي يوم وعدوكم هيظهر كيف قرص الشمس سعتها افتكروا أنكم واحد مش ثلاث و الحمد لله عشت لحد ما الدم اتوحد بيني وبين الغالي ......
نظر عز الدين الي ماجد بعدم فهم وايضا كانت سلمي تنظر لجدها بريبه لم يكن احد منهم يعلم مقصد الجد سوي ولده كامل و لكن اوامر ابوه لا ترد الصبر الصبر وكل شيء سياتي يوماً ما
.................................................. ........
وبعد جدال قد طال أقنع ماجد عز الدين ان المزرعة يجب ان تباع هو لا يفهم بالزراعة و تتوالي الكوارث ولا يستطيع حلها ولا يوجد اخبار عن آدم وعودته وهو لابد أن يتصرف في الامر الان يزايد علي المزرعة لينقذ الشركة غدا سيزايد عليهما معا صوان ضخم بتلك الارض واجتماع كبير من أكبر رجال المنطقة والتجار و يقف علي مسافه قليله العمال والفلاحين ينظرون مصير غير معلوم و كل منهم يداري حسرته ويقف ماجد بجانب ابيه الذي ينظر إلي ذلك الجمع بحسرة و هو ايضا يقف يستنكر كل هذا هو غير راضي عن هذا الامر ولا عن طريقة البيع ولكن كما قال اخيه هم مجبورين لكي يحصلون علي أعلي سعر لها ...... وبداء المزاد والكل يزايد عليها والسهر يرتفع ثم يتوقف ثم تلك المفاجأة يرتفع ولكن من بشدة ولكن من شخص غير محسوب سعيد غنيم حضر و بخلفه ولده الذي يبتسم بتلذذ و يرد السعر ويقول :
- عشرة مليون جنيه ... دي مزرعة الحاج مصطفي لازم تتباع بقيمتها
نظرات حارقه بين عز الدين واخيه الذي يحترقان الان من ذلك المستفز ولكن ماذا يفعلان فكل شيء خرج من ايديهم وحين جاء اعلان انتهاء المزاد و حسم الجوله لصالح سعيد غالب وجواد جاء المدد من السماء فظهر آدم غنيم ومن خلفه عائلة
هلهله الفلاحين فرحان بعودة آدم واخواته وصاح آدم وقف المزاد لو سمحت البيع باطل لان أنا ليا انا واخواتي اكتر من تلت المزرعة ومش موفقين علي البيع و...........
↚
هلهله الفلاحين فرحان بعودة آدم واخواته وصاح آدم:
- وقف المزاد لو سمحت البيع باطل لان أنا ليا انا واخواتي اكتر من تلت المزرعة ومش موفقين علي البيع
تهلهل أسر الجميع وأخذ بعض الحضور يهمهم والبعض الآخر يهتف برفض في حين أخذ المحامي يتابع الأمر كان آدم يقف وخلفه هند وبجانبها فداء تحمل سالم و تتابع زوجها و في الماخرة كانت هي تحمل الصغيرة وتنظر إلي الجميع بشيء من الريبة الارتباك خوف لا تدري فعلي بعد خطوات كان يقف سعيد غالب وبجانبه صديق طفولتها جواد و هناك في تلك الناحية كان العم كامل و بجانبه ماجد و...و ..... هو.... هو هنا نظرت إلي الذي يقف ينظر لها هل هو أم أنها تتوهم هل عاد ام لم يغادر ولماذا ينظر لها هكذا لما تلك النظرات مازال كما هو لالا ربما تغير في الشكل قليل فلقد نمت لحيته و قل وزنه بعض الشيء تشعر الآن بشعور ما يعتريها شعور يجعلها صلبه قويه تريد ان تكون بالمقدمة شعور بقوه خفيه لا تعرف مصدرها تقسم الله انها لها هي لها الارض لها والحرب حربها وتلك ابنتها وهذا ابسط حقوقها وكان ما كان فليذهب الماضي بتلك العاصي للجحيم و لتظهر تلك العاصي الأبية التي ستكون فهذا الوقت العاصي حقا فهذا الوقت تكون او لا تكون
وعنه هو كان بعالم أخر غادر المكان بفكر غادر إلي تلك التي تنظر له بتشتت ثم تعقل ومن بعده طوفان من غضب جارف أهً لو يستطيع أن بسرق من الزمن ربما لحظة ولكن سيكون متواضعًا يريد أن يخطف من الزمن وهله يريد عناقها فقط يريد تقارب الارواح يريد ان يدخلها بداخله كم اشتاق لها واشتاق لنظر إلي لون الطبيعة بعينها حبيبته وطفلته ويوما ما كانت زوجته والآن هي معشوقته
و آخر تهلهل آسر من فرحة عارمة برجعتها عاصي عادت لتكون أمام عينه و عقله المريض بها صور له انه عادت من أجله و لكن تنظر لغيرة ذلك الذي يأخذ منه ألعابه ولكن تلك المرة ستكون له هو والا سيجعلها لا تصلح لغيره هو سيصبح جوادها هي وحدة وهي ستكون بين يده وما والهلاك لمن يقف أمامه
وبين ذلك وتلك يقف هو ينظر لمتمردة الصغيرة التي تتجول في المكان بعينيها و تمنع التقاء عينيهما الصغيرة تظن انه مازال ذلك الفتي الذي أحبها في يوماً كان ودللها كابته و تمنها زوجته ولكنها رحلت زاهدة دون أن تنظر تحت قدميها إلي ذلك القلب الذي تهشم ولكنه يقسم أنها ستذوق يوما من نفس ذلك الكاس فالمزاق كان كالعلقم و وجع كان هالك فلتجني حصاد آلامه آلاماً ولتعرف أن آدم مهران أستاذاً شرح تلك الجراح و طبيبا في علاجها مريضا بوجعها فليجعل لها نصيب من جرح قلبه وهي جاءت بأقدامها
بعد أن خططت لكل شيء وحقق ذلك الناجح الذي كان يتجرع مزاق نخبه طوال سنين طوال سعيد غالب خططت ودبر والنجاح كان باهر فراق وخراب ولكن كل شيء بات الآن في ضياع في الغائبون عادوا اخيرا ليقفون تلك المخطط بعد أن كانت أحلامه أماما عينه اصبح الأن أمامه اولاد ال غنيم وعليه ان يتخلص منهم بشكل او باخر حتي لو حياتهم هي القربان لأطماعه
لحظات تمر تحمل الكثير و تجلب لنا الكثير تارة خير و تارة أخرة شر ولكن ربما ذلك الشر هو الخير بذاته مسطح علي ذلك الفراش امامهم ويقف الجميع من حوله عجزت الكلمات عن وصف الشعور الذي يشعر به كل منهم الآن فتنحي كل شيء إلا حديث النظرات كانت تروي الكثير والكثير من الكلمات بعضها محمل بالغضب والبعض محمل بالندم وأخري خجل و هنا كانت نظرته هو يتفحص الجميع بعين شيخ كبير عارف ليس بجاهل عن ما تخفيه النفوس صمت طال ثم قطعه بقوله و هو يقول بحزم :
- ماجد قول لعلي و حنان يجوا عوزهم يبقوا معانا
وما هي الا دقائق ووقف الجميع امامه نظر إليهم وهو يتمعن بتعابير كل منهم ثم قال بصوت ضعيف :
- عاودتم يا ولاد سالم غنيم بعد غربه أنا سبتكم تعملوا وقتها اللي انتم عوزينه وقتها مقدرتش اقولكم علي الماضي اللي عهدت نفسي محدش يعرفه وانه يدفن تحت التراب مع اغلي الناس وسيبتكم تهملوا كل شيء وتسافروا وقتها كنت عارف أن اللي حصل مش هين وان الشيطان بداء يوسوس في دماغكم وتنين ادعي ربنا يطول في عمري عشان نتقابل وكل حد يعرف اللي ليه واللي عليه والشهاد علي كلامي علي و مرته حنان هما اللي عرفين كل اللي حصل وكانوا معايه في كل لحظة وعشوا معايه في الحزن والفرح اللي هتعرفوه ده الحقيقة ويشهد ربِ عليا و اللي هقوله لازم يقربكم من بعض وتبقوا يد وحدة عدوكم معرف واقف قدامك راسم الحب علي وجهه وهو جوه قلب اسود بركان غضب اللي هتعرفوه واعر وحملته فوق ظهري سنين وايام وجه الوقت اللي كل واخد فيكم يعرف مين عدوا ومين حبيبه
قاتل سالم غنيم وولدة هو سعيد غالب
نظر آدم إلي الشيخ الكبير ثم إلي أختيه الواقفتان خلفه كانت علامات التعجب والصدمة مرسومه علي صفحات وجههم صاحت عاصي بصوت جاهدت ان يخرج متزن وهي تقول :
-ازاي يا جدي سعيد غالب هو اللي قتلهم ازاي
زي الشمس الساطعة في السماء يا عاصي نظر لها بقوة فهي لم تصدق جدها هل ستنحاز لسعيد غالب و تكذب جدها أم هي الصدمة حقا جعلها تتفوه هكذا كالمغيبة
وصاح أخر بكلام متزن بعد الشيء ربما عقله يفكر بالأمر فمن الواضح ان آدم أصبح يزن الأمور بقعله قبل كل شيء وكيف لا وهو أصبح أبًا. لطفلين في غاية الجمال يا الله ذلك الطفل الذي يشبه الملائكة ويشبه آدم كثير وتلك التي خطفت انظر الجميع تلك الفاتنة الصغيرة وكان الزمن قد عاد بهم إلي قبل حوالي وأحد وعشرون سنه لتتجسد فتاة شبيه لتلك الصغيرة و يبتسم علي تذكرة لتلك الطفل الكبيرة التي تقف و تتجاهله الآن علي مرمي ومسمع من الواقفين وكانه لم يكون ولكن تلك الصغير فاقت العاصي حقاً فهي تشبها كثير ولكن ملامحها رسمت لتكون لها هي وحدة وسحرها الخاص يجعل الجميع يحبها حين ينظر لها فكم محظوظاً آدم بفتاة مثلاها والصغير الذي ينظر للجميع بعدم فهم وينظر لهم بغرابه حقاً عندما نظر الي هؤلاء الصغار و معهم صغير أخته يشعر بتلك الأمنية التي كان يتمنها منذ ذلك اليوم الذي أرتبط فيه بالعاصي بالطفل الذي سيأتي ليكون رابط بينهما وليكون هو الشعاع الذي يخترق قلبه ليعلن عن بحور عاطفته التي يتمني أن تكون لصغارة
ويتهاون تكلم الجد ليقص عليهم تلك الحقيقة وذلك الماضي الذي يشكل عبئاً علي الحاضر والمستقبل والجميع يستمع بإصغاء يكادوا لا يصدقون ما يقال الاشتراك في اعمال غير مشروعة وسرقة ثم قتل و عقاب حداث واحداث والجميع مندهش مما يقال ولكن الحقيقة ان مصطفي مهران بريئاً وبشهادة علي وزوجته حنان الذي شهدا هذه الاحداث اكدوا ذلك وعدوهم اصبح الآن معلوم و السكون عم بالأرجاء حين أنها الجد كلماته فهتفت هند بدهشه :
- مش ممكن!! مش قدرة اصدق معقول اللي بتقوله ده يا جدي .
تنهد بتعب و قال بخفوت وهو ينظر لصفحات الوجه من أمامه :
انا عرفتكم كل حاجه عشان تعرفوا انتم المفروض بتحربوا مين كان علي عيني ان أنا اسيبكم ترحلوا من ارضكم بس وقتها مكنتش قادر اوقفكم بس حالا أنتم اهنه ومعكم الارض حافظوا عليها صحيح كانت هتتباع وكان ده علي عيني بس كان هيبقي صعب ان احتفظ بيها وهي مش لقيه اللي يرعيها عوزكم يد وحدة وانهم خلافتكم وراعوا الارض والدم عشان تقوم ... ثم نظر إلي الفتاة الصغيرة ونظر لها بحنوا و قال بشرود الدم بقي واحد
.................. ..............
ينظر إلي الرجل الذي يقف امامه بغضب شديد ثم قال بصوت قاسي و هو يتجه إلي كرسيه الضخم الذي يتوسط تلك الغرفة :
- عاوز اعرف كل حاجه بتحصل في مزرعة مصطفي مهران عاوز اعرف دبة النملة كل حاجه هنا توصلي
نظر له الرجل و قال بصوت يكاد يسمع :
- حاضر يا سعيد باشا بس ليه اجلت الموضوع اللي كنت كلمت الرجال وعنه
دب بعصاه علي الارض الصلبة وقال بنبرة حادة :
- عشان كان ملهوش لازمه كان كل حاجه هتبقي ملكي لولا ان ولاد سالم غنيم وصلوا وخربوا كل شيء
- طيب ليه ماننفذش حالا ونندمهم انهم رجعوا
ابتسم سعيد غالب بمكر ثم قال بنبرة ذات مغزى :
- كل شيء في وقته حلو..... والاكيد انهم هيندموا علي اليوم اللي رجعوا فيه
.................................................. .......
شروق الشمس له طابع خاص هنا تشعر قطرات الندى والهواء البارد صوت الطيور اشتاقت لتلك الاشياء استيقظت باكرًا لكِ تستطيع ان تستمتع بتلك والاجواء سارت وسارت والطريق كان متوقع إلي ذلك الكائن الذي تشتاق إليه بشدة. تشتاق إلي مطرها الوفي تشتاق إلي صديق دام لسنوات تشتاق وتشتاق وما هي إلي دقائق وكانت أمامه تنظر له بحب واشتياق وصهيله هو الأخر يعبر عن طول العناق حوطت رقبته بحب شديد بلهفه لا تعبر عن عما بداخلها ورغمن عنها خالفت ذلك العهد وبكت بكت بشدة علي ذلك الوجع بكت علي كل شيء بكت علي مازال تره هو كل شيء بنسبه لها بكت علي اشتياق لذلك المكان وهؤلاء الاشخاص من حولها بكت علي كل ما فات و القلب خائف من ما هو آت وبين شهقة ودمعه كان يقف يراقبها يريد أن يذهب لها يعانقها يريد أن يقف أمامها وينظر في عينيها ويقسم أنها لو طلبت روحه قربان لقدمة لو طلبت عمرة للأمان لأعطي فقط تنظر له وتكف عن البعاد
وبين قلوب أدماها العشق وقلب عذبها الفراق قلوب أخري قتلها المرض وحاوطها الخبث يقف يتابع من بعيد لا يري في ذلك العالم سواها هي عاصي وكفي عاصي ووفي عاصي ستكون له مهما كلفه الأمر
.................................................. ............
عاد الجميع ورحل هو جمعهم في ذلك المكان ليرحل بصمت تام مصطفي مهران أراد أن يرحل الآن تاركًا كل شيء خلفه هو اخبرهم بكل شيء وعليهم الآن أن يسلكون الطريق الذي سلكه هو من قبل وعليهم ان يكون يد واحده أما عدوهم خيم الصمت والحزن علي المكان بأكمله ولكن حالها هي مختلف عاصي كانت مع الجد في تلك اللحظة هي من شاهدة آخر لحظاته و منذ ذلك الوقت وهي تجلس وحيدة لا تتكلم مع احد ولكن طال الامر و كان عليه التدخل كانت تجلس في حديقة المنزل تنظر إلي الفضاء من حولها حين تقدم آدم وجلس بجانبها وانتظر قليلاً ثم هتف
- وبعدين يا عاصي هتفضلي سكته كده كتير
نظرت له ثم نظرت أمامها، مره اخره و ساد الصمت لدقائق ثم قالت :
- جدي كان عارف يا آدم
- كان عارف إيه !
- عارف أن أنا عندي بنت من عز الدين عارف كل حاجه
نظر لها بعدم فهم ثم قال :
- عارف ازاي مش فاهم محدش يعرف الموضوع ده غيرنا
- مصطفي مهران كان اخبارنا عنده اول بأول ماكنش محتاج نقرب او نبعد عشان يعرف اخبارنا
- طيب قال حاجه لعــ...
- لأ...... مقلش وأخد عليا وعد أن أقول لعز الدين و.....
وهنا لمحت عاصي أحدهم يقف خلف أحد الاشجار فسكتت ثم أشاره لآدم فنظر إلي حيث أشاره واتجها إلي ذلك المكان ولكن لم يجد أحد فعاد إليها وقال:
- مفيش حد يا عاصي
- لأ انا شوفت حد وراء الشجرة
- اكيد بيتهئلك مفيش حد
نظرت له باضطراب ثم قالت
- آدم لو حد سمع !!
- عاصي مفيش حد بلاش قلق
نظرا له بقلق ثم قالت وهي تنظر إلي ذلك المكان :
أأنا هروح اشوف الولاد
نظر إليها بتفهم ثم قال بحب حبيبتي استني جاي معاك
ومن خلفهم كان ما كان يتابعهم من قليل يستمع إلي كل ما يقولون و علي وجهه لا يوجد معالم بانه تفاجئ بالأمر و كانه كان يعلم و.............
↚
حَمل الصغير بين يديه واتجها به إلي تلك الغرفة ثم أخرج مجموعه من المفاتيح من جيبه وقام بفتح باب الغرفةفتلاشي الظلام من تلك الغرفة و عم الضوء داخل ذلك المكان وبالداخل كانت هي متكوره علي نفسها تجلس علي الارض الصلبة ولكنها عندما رأته يقف أمامها ويحمل الصغير انتفضت من جلسته و هتفت برجاء : - جواد الولد ملوش ذنب هاته أأكله
نظر لها ثم أعطاها الطفل بصمت و أشاره لها ان تطعمه فأخذته وبدأت في إطعامه وهو يتابعه ثم هتف بصوت مرتفع :
- كنت وقفه بتصنتي علي أبويا وصلت معاك لهنا
ظلت تنظر إلي ابنها يصمت ثم هتفت :
- هما كان صوتهم عالي انا ما اتصنتش علي حد
ضحك بسخرية ثم قال بنبرة حادة :
- أمال كنت بتقولي لامك ايه لما انا دخلت عليكم
- والله انت أدري أنت اللي سمعت ثم نظرت له وهتفت، انت ليه مش عاوز تطلقني لما انت بتخططت لعاصي
احمرت عينيه بالغضب ثم اتجها إلي المكان الذي تجلس فيه ولم يعبئ بالطفل الذي بين يديها وهو يسمك خصلات شعرها بقوه ويهتف :
- أسم العاصي ميجيش علي لسانك و انت هنا خدامه لحد ما تيجي ستك اللي هتبقي ليها خدامة ذي ما كنت ليا
بكاء الطفل مع انفاسه المشتعلة من الغضب دفعتها لان تقول ما تمنت ان تقوله منذ زمن:
- انت مجنون عاصي مش هتبقي ليك عاصي طول عمرها بتحب عز حتي حالا مش مراته بس هي قلبه ليك انت ملكش مسمي ولا مكان في حياتها انت فاهم انت يا جواد بتحلم بالمستحيل
و كلمها دفعه لاحد نوباته عاصي.... عاصي هي من تمناها عاصي زوجته عاصي له ستكون له زوجه ستكون له صديقه ستكون أم لأولاده ومن بين كلماته شعاع غضب يضرب ما بين يديه بقوه أضعفتها فرأسها كان هو الضحية و لم ينجوا الطفل من جنونه حين اصيبه بركله من قدمة في احد زراعيه و لم يفق من تلك النوبة إلا عندما دفعه ابيه ليحمل الصغير الباكي وعائشة تصيح غير عابئة بما اصيبه فهي تصرخ من أجل أبنها :
- أبني الحقوه بالله عليكم ابني
......................................................
نظر كامل إلي أولاده ثم نظر إلي ذلك الباب الذي فتح منذ لحظات و دلف إلي الداخل آدم واخوته ومعهم زوجته وأطفاله دلف الجميع وبإشارة من كامل جلس الجميع في حين نظرت سلمي لفداء وقالت :
- تعالي يا فداء بالولاد معايه نقعد برة ونسبهم هما يشتغلوا
نظرت فداء في بدء الامر إلي آدم الذي حرك راسه بموافقة، ولكن ذلك الصوت الصغير الذي صدر عن الطفل الذي كان يجلس بأحضان ماجد وهو الصغير عز الدين حين هتف :
- يا سلام هروح العب مع البنت الحلوة دي وسع يا ماجد
ابتسم ماجد وعز الدين واستطاع كامل ان يكتم ضحكته بصعوبة بينما نظرت هند إلي ذلك الصغير ورفعة أحد حاجبيها وهي تتمتم :
- ماجد.....
لم تعطي عاصي وآدم اي انفعال علي الامر إلا عندما سمعت سلمي تصيح بالصغير : - عز الدين عيب كدة
نظرت عاصي علي الطفل بسرعه ثم هتفت بصوت منخفض عز الدين و بصوره لا اراديه نظرت هذه المرة له هو عز الدين و التقت الانظار وطال الحديث بينهم وهتاف وعناق واشواق و تردد ثم تجاهل منها وما هي الا لحظات وعاد الامر كما بدا الجميع جالس يستمع الي ما يقوله كامل في حين هتف هو :
- احنا عوزين نتفق ونشوف هنعمل ايه في موضوع المزرعة والشركة عشان نعرف هنعمل ايه فيما بعد الحل اللي قدمنا نبيع حاجه منهم لا المزرعة لا الشركة عشان نعرف نقف تاني علي رجلينا
- يبقي الشركة
هتفت بها هند بسرعة فنظر الجميع اليها ، ولكن بادر بالكلام هو ماجد مهران بغضبه وثوراته الان وقال
- وليه مش المزرعة ..... المزرعة ممكن نعوضها اما الشركة لأ و علي ما اظن الشركة دي تعبي انا وجهدي محدش فيكم تعب فيها ليه عوزين حالا تضحوا بيها اول حاجه
- والله انتم اللي قولتم حاجه من الاثنين وبعدين انت كنت هتبيع المزرعة من غير ما نوافق زعلان ليه حالا
- والله الشركة هي اللي هتبقي شيء كويس بنسبه لينا و لمظهرنا العام ونقدر نشتغل فيها كلنا
هتف بها عز الدين وهو يدعم اخيه في الامر في حين نظرت عاصي لهم بغضب وقالت هي الأخرى :
- والله احنا ملناش دعوة بمظهر حضرتك احنا بنتكلم في شغلنا واللي افيد لينا كلنا وبعدين المزرعة هي اساس الشركة كون حضرتكم مش فاهمين حاجه زي دي يبقي ملناش فيه و كفاية ان احنا نتمسك بحقنا
رفع حاجه بغضب و هتف بها بصوت غاضب :
- انتم اللي هو مين يعني وبعدين تعالي هنا لما تتكلمي معايا توطي صوتك ماذا والا هتشوفي مني اللي عمرك ما شفتيه
- زي يا عز الدين وريني كدة
كان ذلك ما قاله آدم بصوت غاضب وهو يتقدم من عز الدين ويقف أمامه و اشتعلت شرارة الغضب فهتف كامل بحسم :
- حلو اوي ده محدش عمل حساب اني واقف لا وهتخقوا قدامي
- يا بابا........... عمي هو
- اسكتم خالص وافهموا المصلحة حالا وحدة فكروا ان الموضوع ده هيقف عليه صير اولدكم ادمكم يومين علي ما ارجع من القاهرة واعرف رايكم اتفضلوا يله
نظر الجميع إلي بعضهم بنظرات قاسية ثم رحل كل منهم وهو متشبث بقراره
..................... ...........
ضحك سعيد غالب بسعادة وهو يتلقى تلك الانباء التي وصلت إليه ثم نظر إلي ابنه وهتف بنبرة ماكرة :
- احنا لازم نستغل الفرصة دي و نخلي الخلاف بينهم يذيد اكتر
- وده ازاي يا حاج
نظر أمامه في الفضاء وهو يبتسم بمكر شديد ثم هتف قائل:
هقولك ازاي.......
........................................
كان يسير بخطوات متمهلة لعله يسعد بلقيها نظر إلي ذلك المنزل التي تختفي هي بين جدرانه ود لو يستطيع ان يصل اليها يريد ان يغتنم من الوقت ما يتيح له الفرصة ليصل اليها ويتحدث معها ومن بعيد شاهد الاطفال يلعبون و بجانبهم جلست هند تتابعهم وحين تقدم منهم رن هاتف هند فحملته و رحلت نظر عز الدين الي الطفلين ثم جلس بجانبه وهو ينظر لتلك الفتاة التي تنظر اليه وتضحك فنحني وقبل الصبي ثم تلك الساحرة الصغيرة وهتف :
- ازيكم أنا عموا عز انتم اسمكم ايه
رفع سالم رأسه اليه ثم قال بنبرة محببه
- انا سالم دي ليها دول واشار الي ثلاثة بيده عاصي قولوا ليها عهد انا قول عهوده بقي
نظر عز الدين لصغير ثم الي الصغيرة وابتسم بحب وقال :
- اسمك عاصي .
- ايون .
قالتها الطفلة ببراءة وهي تبتسم لعز بحب فقال لها :
- اسمك حلو اوي يا حبيبتي ثم قال بخفوت علي اسم الغالية
- انت اسمك ايه
- اسمي عز الدين
نظرت له الطفلة بغضب ثم قالت :
- أنت اكذب علي عاصي عزالدين اسم ولد تاني صغنن
ضحك عز الدين بشدة وهو يحمل الطفلة في و يقوم برفعها في الهواء ثم التقاطها :
- ايون انا خاله هو علي اسمي
جري سالم وهو يهتف بفرحه :
- وانا كمان يا عمو اعمل سالم زي عهوده
اخذ عز الدين يلعب مع الصغار حتي سمع من خلفه ذلك الهتاف بصوتها الغاضب وهي تهتف بأسماء الصغار ثم تنظر له و
- عاصي سالم تعالوا هنا
نظر عز الدين لها وركد الصغار باتجاهها فجلست بمستواهم وهتفت بغضب
- أنتم ازاي تكلموا حد غريب ومتعرفهوش...... أتفضلوا ادخلوا جو مفيش لعب
نظر سالم إلي الصغيرة التي بكت برعب ثم امسك يدها ودلف إلي البيت وهم يبكون بحزن لان عمتهم غضبت منهم بينما نظر هو لها بنظرات قاسية ثم هتف
- الوقت بقيت غريب مش كدة بقيت غريب عنك يا عاصي حالا
نظرت له بفتور ثم استدارت لكي ترحل وهي تتجاهل كلماته فغصب من فعلتها ولحق بها بسرعه كانت بين يديه وعلي مقربه منها تكاد تكون في أحضانه وهتف بصوت مرتفع :
- لما اكلمك توقفي تردي عليا لامتي...... لامتي هتفضلي تتعاملي معايا كده مش مكفيك طول السنين دي و أنا صابر عليك لسه عوذه تبعدي كفاية يا عاصي أنا.. أنا مش قادر ابعد عنك اكتر من كده وحشتني يا عاصي
كانت تعطي له ظهرها وهو يحتجزها بين يديه وأنفاسه قريبه جدا منها وعطرة الطاغي فأغمضت عينيها هي الآن في أضعف حالتها وتقسم أنها لا تستطيع فعل شيء حتي الفرار ولكن وجدت من يجذبها من بين يديه وتقسم انها الان في طريقها لفقدان الوعي تمامًا ولكن صوت آدم الجهوري الذي اخرجها من شرودها ومن تلك الحالة وهو يصيح بعز الدين ويلكمه عددت لكمات والاخر يردة إليه في
- حرمت بيتي خط احمر يا ابن مهران وانت معدش ليك حاجه هنا
- مش انت يا آدم اللي هتقول اللي ليا فين
- عز آدم ابعدوا عن بعض
كان ذلك صوت ماجد الذي أخد يفصل بينهم ولكن اشتد بينهم الشجار وتدخل بعض الفلاحين حين هتف آدم بصوت غاضب
- لو شوفت يا عز بتقرب ليها هقتلك اللي بينا الشغل حالا وبس انت سامع
- هقرب يا آدم عشان اللي بينا اكبر من الشغل وبس اللي بينا عاصي سمعني يا آدم اللي بينا عاصي
قالها وهو يبتعد في حين نظرت عاصي لآدم وأخذت تردد كلمات عز بهيستريا اللي بينا عاصي من منهم يقصد عاصي هي ام الصغيرة هل عز الدين يعلم يعلم
...................................................
- بتقول ايه يا علي الولد حصله ايه
- بقول دراعه انكسر ده اللي عرفته من فلاح هناك
جلست حنان وهي تضرب علي صدرها بحزن وتهتف
- يلهوي... يلهوي حصل ازاي يا علي وبنتك فين ولا ايه حصلها
نظر الرجل الي زوجته بغضب ثم هتف بصوت مرتفع :
- مش عارف اتاحتي كده سترتيها يا حنان اديني قاعد اه زي الولاية ومش عارف بينتي ولا ولادها صابهم ايه عند الناس اللي ميعرفوش ربنا دول
- بس انا هعرف اتصرف
همت حنان بلبس حجابها ثم اتجهت الي القصر وهي تتمتم بحسره
- الحل عن عاصي..... عاصي اللي هتعرف تتصرف معه
........................................
استمعت عاصي لكل ما تقوله الخالة حنان لم تصدق ما قالت في بادئ الامر جواد يعذب امراته كيف هذا فهو انسان خلوق بعيد كل البعد عن والدة وبالطبع هذا رأي العاصي فحنان لم تقص عليها إلا ما يخص ابنتها مع تركها لبعض التفاصيل المخزية ولكن رد فعل عاصي كان المتوقع حين قالت
- متخفيش يا خاله احنا هنروح حالا نشوف الولد و نقابل عائشة و هناخد هند معانه وأنا هكلم جواد عشان يوافق ان عائشة تيجي تقعد معانه يومين
- ربنا يخليك لينا يا بنتي
- خاله بلاش الكلام ده عائشة اختي زي هند
........................................
مكالمه هاتفيه غير معروف مصدرها وصوت يكاد يكون معلوم يهاتف احدهم و يقول
- نفذ اللي اتفقنا عليه بس إياك تتاذي
- متخفش عليها
.........................................
نظرت عاصي الي عائشة الذابلة امامها ورده بهتت الوانه لم تعد عائشة التي اعتادت عاصي عليها اصبحت صامته لا تتكلم حتي مع والدتها التي خملت الطفل واخذت تبكي من اجله بينما نظرت عاصي إلي جواد وقالت بترجي
- لو سمحت يا جواد عوزه عائشة تيجي تقضي معانه يومين فب المزرعة
رفعت عائشة انظارها الي عاصي ثم الي زوجها الذي نظر اليها بتحذير من يعلم ما تعرضت له سواها تهديد ووعيد بقتل احب الاشخاص لها اذا قصت ما سمعت علي احد وتتمني الان ان يوافق ان تذهب مع اهلها تناجي الله سرا ان يوافق، في حين تنحنح جواد وقال بنبرة هادئة :
- مفيش مانع يا عاصي بس معلش سبيها يوم ولا اتنين وانا هجبهالك لحد عندك انا ملاحظ انها عوزه تغير جو بردك
نظرت عاصي الي عائشة ثم إلي جواد مرة اخري و لكن قطع كلمهم صوت الغفير الذي دلف بسرعه وقال
- الحق يا جواد بيه في حريقه في مزرعة الحاج مصطفي الله يرحمه....... !!
↚
الكل يجري الي ذلك المكان الرجال يسرعون لإطفاء الحريق الذي اندلع في غرفة تخزين المبيدات الزراعية وعندما وصلت شاهدة اخيها وبعض الفلاحين و معهم ماجد يسعون في اطفاء الحريق نظرها يتابع اخيها بخوف وعقلها وقلبها يبحث عنه في كل مكان حولها اين هو نظرت بجانبها فوجدت الجميع اهل المزرعة و جواد جاء ايضًا ومعه بعض طفايات الحريق والعمل استطاعوا اخماد النيران في وقت قصير بينما اخذا ماجد وآدم يتفقدون العمال كان الأحداث سريعة جدا نظر ماجد الي جواد الذي جاء لمساعدتهم وشكره بخفوت فهو يعلم ان تلك العملة بالطبع سعيد غالب من خلفها و بالتأكيد الابن يكمل خططت ابيه هدأت الأمور قليلًا وعاد الجميع أدراجه نظرت عاصي إلي أخيها و ماجد ثم هتفت :
- تفتكروا ايه اللي وصل النار للاوضة دي
نظر ماجد إليها ثم الي مكان الحريق و ضحك بسخريه و قال :
- مش عارف بس لو بفعل فاعل يبقي مجنون لأنه اختار المكان الغلط
بينما قال آدم بشك وهو ينظر الي ماجد:
- وليه تفكر انها بفعل فاعل ما يمكن حد من العمال نسي حاجه مولعه او ماث كهربائي
- وتفسر بأية وجود جواد باشا
نظرت عاصي الي ماجد سريعًا ثم هتفت :
- لأ جواد ملهوش دعوة انا كنت في المزرعة عندهم لما جه الخبر وعشان كده جه معايه
قاطع كلام عاصي وصول سيارة عز الدين الذي نزل منها مسرعًا وخلفه صديقه الذي حضر زفافهم عمرو السمري كان اسمه وبلهف نظر للجميع وقال
- ايه اللي حصل انتم بخير
- الحمد لله يا عز
كان ذلك رد ماجد علي اخيه ثم رد علي كلمات عاصي :
- حتي لو جواد هنا عشانك انا لسه شاكك فيه وفي ابوه
- وليه متقولش ان حد من هنا هو اللي عامل الموضوع ده
كان ذلك رد آدم الذي قاله بنبرة حادة بينما نظر له ماجد وقال بنبرة هادئة
- قصدك ايه
نظر عز الدين بعدم فهم فاكمل آدم
- اقصد
ولكن صراخ وبكاء هند التي تجري وتصيح بأخيها جعل الجميع ينظر لها بينما اتجهت عاصي لها واخذت تهدي من روعها علي اعتقادها ان هند تخاف عليهم
- اهدي يا حبيبتي مفيش حاجه اهدي
نظرت لها هند وهي تبكي ثم هتفت بأخيها بصراخ :
- مش لقينها يا آدم مش لقينها قلبنا عليها الدنيا
نظرت لها عاصي واستشعر قلبها الخطر ، فتقدم اخيها واحط هند بيده وهو يهتف :
- اهدي يا هند وفهميني
كان ماجد يتابعها وقلبه ينفطر يود لو يأخذها هو بين يديه ويهدئ من روعها ود لو يحوطها بين احضانه ويطمئنها ولكن كلماتها جعلت الجميع ينصدم لما قالته :
- آدم مش لقين عاصي كانت هي وسالم بيلعبوا وبعد كدا اختفت ودورنا عليها ومش لقينها
نظر الجميع إلي بعضهم بينما نظر آدم الي من تنظر له بضياع ثم نظرت الي من حولها و فقدت وعيها بلا حول لها ولا قوة ....... تفاجئ الجميع فجري آدم علي اخته وحملها بينما عينين عز الدين تلاحقه ولكن لا يستطيع أن يقرب منها الآن .
..................................................
الجميع يبحث عن الصغيرة هنا وهناك و مع ذلك لا وجود لها جلس آدم بتعب أمام زوجته التي تبكي وهند والخالة حنان و سلمي ثم دلف من الباب ماجد وخلفه عز الدين وصديق و عمرونظر عز الدين الي النساء فلم يجد من يبحث عنه فجلس بجانب آدم احطهم الرجال في حين جري سالم علي ابيه وقال بصوت باكي :
- بابا عهوده سالم مش لقيها انا عوز عهوده يا بابا
- حبيب بابا بلاش عياط هي زمانها جيه حالا
- هي كانت بتلعب معايه ومشيت من غير تقول سالم
نظر آدم الي طفلة الذي يتحدث وهو يبكي بشدة فأحاطه بين احضانه حتي يهدئ من روعه في حين تكلمت هند هي الآخر
- آدم انا كنت معاهم والله يدوب دخلت اجيب اكلهم لقيت سالم دخل وراية اخدته وطلعت ملقتهاش والله
- اهدي يا هند حالا هيجي عمك علي ويطمنا
هتفت بها السيدة حنان ، فساد الصمت للحظات قبل ان تتعالي تلك الصرخة وياه اسفه كانت من تلك التي تهبط درج المنزل كالمجنونة غير عابئة بشيء سوى بغياب روحها وقلبها عنها كانت بدون حجاب و ترتدي ملابس نوم البستها لهاو هند وفداء بعد ان اعطاها آدم xxxx منوم لكي ترتاح جرت علي اخيها وهي بذلك الوضع فاخفض ماجد وعمرو انظارهم علي السريع بينما استشاط عز الدين غضبًا وهو يراها تسير هكذا غير عابئة بالموجودين والذي ضعف غضبه هو اكتشافه بانه قصت خصلات شعرها الطويلة التي كان يعشقها فستحلف لها سرا ثم اشار للخالة حنان ان تجلب لها حجاب و ملابس وفي حين هتف هي
- آدم..... آدم عاصي فين
احاطها ادم بيديه وقال بصوت حزين علي حال اخته
- اهدي يا حبيبتي والله هلقيها متخفيش
نظرت الي اخيها بعين دامعه ثم هتفت بصوت مرتفع وكأنها تهذي :
- هتلقيها هتلقيها هي.... ضاعت عاصي ضاعت
تعجب الجميع من حالة عاصي فأم الفتاة لا تفعل ما تفعله هي بينما اسرعت حنان اليها وقامت بمساعدتها لكي ترتدي عباءتها ولكنها تحررت من الحجاب وهي تنظر الي اختها وتقول:
- مش انت قولتي هتخلي بالك منها ليه يا هند ليه سبتيها
ثم نظرت الي فداء وهتف ببكاء هستيري :
- أنتِ كنت فين سبتيها ورحتي فين
بينما دلف العم علي وهو مخفض الرأس وعلامات الحزن علي وجهه فاتجها اليه آدم وعاصي ايضا وهتف :
- ايه الاخبار يا عم علي لقيتوها
- لأ يبني الفلاحين مخلوش مكان هنا والمزارع اللي حولينا و لأسف مفيش فايدة
نظرت للرجل ثم الي أخيها والي من حولها واستمعت الي شهقات اختها فأحاطها آدم بيده وقال بحنان :
- عاصي اهدي يا حبيبتي انا هلقيها
نظرت له بغضب وهتفت وهي تتحرر من بين يديه و اخذت تضربه بصده وهي تهتف وقد خانتها قوها وبداء عليها التعب :
- أنت... أنت محفظتش علي الأمانة امانتي أنتم ضيعتوا بنتي ...... بنتي فين يا آدم عاصي فين
نظر الجميع الي بعضهم فكلام عاصي وانفعالاتها يدل أن .... أنها علي حق بينما نظراته هو وهو يتابعها و عينيه معلقه بذلك المشهد وآدم ينظر له و الجميع تبدل حاله ولكنها هدأت عندما سمعت هتافه باسمها وهو يردد لنفسه :
- عاصي
سمعته فتوقفت ونظرت له ثم سارت وكأنها لا تري سواه في هذا المكان وتوقفت امامه ثم قالت ببكاء وصوت متحشرج تسارع لكي يخرج لعنان :
- عز الدين.... بنتي هي بنتي جبهالي انت...... انا قلبي بيوجعني اوي هي زمانها بتعيط صح .... هتهالي يا عز الدين عشان خاطري هو.... هو ده عقاب ربنا صح عشان خبيتها عنك ..... بس ربنا شاهد انا كنت قد ايه موجوعة عشان خطري عوزه بنتي ...... يا رب عوزه بنتي اشمعنا بنتي انا
اخذ الجميع يبكي علي حالها في بينما وقف عز الدين ينظر لها والي آدم وامامه وقف ماجد وعمرو ينظرون له ينتظرون منه ردت فعل علي ما سمع ولكن هو مازال علي حاله..... فقدت وعيها مره آخري وهي تهزي باسم ابنتها فحملها آدم بينما أسرع عز الدين بالخروج من المكان ولحق به اخيه وصديقه
..................................
اسرع واسرع الي اسطبل الخيل وبسرعه امطي احد الفرس وبأقصى سرع اتجه به الي طريق غير معلوم يريد ..... ان يطفئ تلك النار التي اندلعت في صدرة ولم يعبئ بأخيه ولا بصديقة الذي يصيحا باسمه فقط يريد ان يبتعد عن هذا المكان و أصوات كثير تتردد في اذنيه :
- زوج وزوجه..... طلقني..... عاصي .... هبقي عدوك .... عقاب ربنا صح عشان خبيتها عنك....... بنتي ........ وصور للفتاة تضحك له امام عينيه وصهيل الفرس مع استضامة بحجر كبير مما جعله يتعثر فانزلق عز الدين من علي ظهرة وحبات العرق تتكاثر علي وجنته بينما وضع هو يده علي اذنها وبصوت انشقت له اسماء هتف :
- عـــــــاصي
................................................
وقف ماجد امام آدم ينظر له بغضب عارم ثم هتف بصوت غاضب في حين تعامل الأخر ببرود تام :
- آدم أنتم ازاي تخبوا علي عز الدين ان هو عنده بنت
- اللي حصل يا ماجد وبعدين اخوك بعد اللي عمله عوزني اجي أقوله تعاله اختي حامل
- لأ تقوله ازاي تخبوا عليه وتكتب البنت باسمك و كان شيء لم يكن
- والله دي كان رغبة اختي واظن من حقها بعد اللي حصل احترم رغبتها
- يعني لو الظروف دي وخطف البنت عز مكانش عرف
نظر آدم إلي ماجد ثم قال له بغضب عارم :
- يعني البنت انخطفت ..... انا اصلًا كنت شاكك انكم انتم وراء كل ده. وبما فيهم اختفاء البنت وكل ده عشان نوافق علي بيع المزرعة
صدم ماجد و عمرو من الامر فاتسعت عينيه بشدة وقال له :
- أنت بتقول ايه انت اكيد مجنون
- لأ كلامك وافعالك واختفاء اخوك ساعة الحريقة كل ده يدل علي انكم
- أننا أيه
نظر الجميع إلي مصدر الصوت فكان عز الدين الذي وقف خلف آدم فاستدار اليه آدم وقال ببرود ونبرة قاسيه :
- أنكم انتم اللي خطفتم البنت، و حرقتم المزرعة
لم يعطي له فرصه لكي يستكمل حديثه فلكمة بشدة وانقض عليه وهو يلكمه ويصيح بغضب :
- اني معرفتش ان ليا بنت الا أنهارده..... وان البنت اللي كنت بحسدك عليها تطلع بنتي ان كنت بموت ومراتي بعيده عني أن كنت باخد اجازة واسافر من بلد لبلد عشان المح حد منكم يطمني عليها ان حالا بنتي مش لقيها و مش عارف هي فين ولا ايه حصل... كنت بحلم دائمًا بولادي اللي من اختك و هما موجودين ومتحرمين عليا وجاي تقول حالاً انك شاكل فينا لو انت اللي مكاني كنت عملت ايه
- استمع اليه آدم ثم أزاحه من امامه ومسح قطرات الدم المتساقطة من جانب فمه وقال بهدوء :
- لو أنا مكانك كنت هصون الإنسانة اللي حبيتني وحفظت عليا الإنسانة اللي طول عمرها مش شايفه غيري اللي اول ما بقت في ايدي بعتها وشوفت غيرها انت السبب ان حياتك بقية كده .... انا قولتلك هتشوفني عدوك لو جيت عليها وانت جيت عليها بالقوي .... وبنتك اللي بتكلم عنها دي بنتي انا وعمري ما فرقة بنها وبين ابني
- اظن يا جماعه انتم بتخانقوا في الوقت اللي لازم ندور علي البنت لحد ما نلقيها لان دي اهم حاجه
هتف بها عمرو وهو ينظر إلي صديقة الذي اول مرة يره بتلك الحالة بينما اكد ماجد علي كلام وعمرو وقال :
- عمرو عنده حق واحنا لازم نبلغ البوليس ….. دي اول خطوة لازم نعملها
............................................
- أنا عوزة ماما عوزة بابا
- اسكتي مش عاوز اسمع صوت
نظرت الصغيرة اللي الرجل بخوف وهي تقلب شفتيها ثم اخذت دموعها تتساقط في حين رن الهاتف فاسرع الرجل الي الهاتف وقال
- ايوه يا باشا
- ......
- لا والله متخافش عليها
- ......
- أزيها ايه بس متخفش اها جبتلها اكل والله مخلي بالي منها
- .....
- حاضر يا باشا
ثم نظر الي الطفلة وقال بخبث :
- واضح انك انت مهمه عن الباشا اوي دي دفعلنا قد كدة عشان العملية وعشان تبقي سليمه
............................................
وقفت امامه لا تصدق ما استمعت اليه جواد بنفسه يأمرها بان تذهب الي المزرعة
لتكون بجانب عاصي و اخيه في تلك النصيبة التي حلت عليهم نظر له ثم هتفت :
- يعني انت عوزني اروح عند ماما
- ايون
- بجد شكرا..... مش عارفه اقولك ايه ثاني بس
- استني اسمعي كلامي لأخر
نظرت له بعدم فهم فقال لها بخبث :
- انت هتروحي هناك عشان تبقي عنيا هناك يعني كل حاجه تعرفيها او تشفيها اعرفها ثانيا اي حاجه سمعتيها او شوفتيها هنا وحد عرفيها سعتها قسمً بالله يا عائشة لها خليكِ تموتي بحسرتك علي ابوك وامك ومش بعيد ابنك وانت عارفه جواد ممكن يعمل
دق قلبها بخوف شديد ثم نظرت له قالت بنبرة حزينة خائفة :
- لالا متخافش والله هعمل كل اللي تامر بيه
............................................
ابتسم بشدة وهو يسمع تلك الاخبار فالأخبار التي تأتي له من المزرعة تدل علي ان كل شيء يسير كما يخططون نظر إلي من دلف إلي الغرفة وقال له :
- كل حاجه ماشيا ذي ما احنا عوزين يا جواد قلبوا علي بعض بس عوز افهم ليه البنت بذات كنت هات الولد عشان تبقي ضربه قضيا ليهم
- لآن البنت دي باختفائها موت ليهم بالبطيء
- تفتكر هيحصل اللي احنا عوزينه
- اكيد ثم هتف بخفوت واللي انا عوزه البنت دي طريق لموت عز والوصول لعاصي...... !!
↚
أربعه وعشرون ساعة والصغيرة مازالت مختفيه خيم الحزن علي المكان الجميع حزين للغاية حتي الفلاحين بالمزرعة الجميع يشعر بالحزن والآسي علي الصغيرة الضائعة وامتلأ المكان برجال الشرطة بعد مرور تلك الفترة يسألون الفلاحين ويبحثون في امر الحريق و يشاهدون الكاميرات القريبة البيت ومكان الحريق وبعد عددت ساعات من البحث جلس الضابط المسئول امام عز وآدم و ماجد و عمرو وبجانبهم بعض نساء العائلة ليقص عليه ما توصل اليه :
- فعلاً الحريق كان مفتعل وده طبعاً خلانا نحط في اعتبرنا ان يكون الحريق ليه علاقة باختفاء البنت الكاميرات اللي في المكان القريب من القصر و اللي حصل فيه الحريقة لأسف كانت تالفة ودة من فترة لأنها لم تعرض علي الصيانة ودة اللي عم علي قالوا بس في كاميرا علي بعد خمسة متر اللي في مزرعة الفاكهة صورت شخص ما ملثم دخل من الجدار الخلفي للفيلا بضبط السعه ثلاثة ظهرا وخرج بعدها بساعه وكان حامل شوال ودة طبعا استنتاجي انه الطفلة وتم ارسال الشريط عشان يتلحق بملف القضية دة اللي توصلنا ليه لحد حالا ومازالت عملية البحث
- يعني لسه ما وصلتوش للمكان البنت
قاله عز الدين غاضبًا وهو يقف اما ضابط الشرطة فهتف الضابط ممدوح بهدوء
- يا كابتن عز احنا حاليًا بنجمع معلومات حولين الحدثة وحضرتك لازم تكون عارف احنا بندور علي مجهول لغاية حالا منعرفش مين اللي عمل كدة ولا غرضه ايه
- وامتي ان شاء الله هتعرفوا
صاح بها آدم الذي نظر الي الضابط فغضب فاسرع عمرو وتكلم
- احنا اسفين يا حضرت الضابط، بس حضرتك عارف الظروف
- مفهوم مفهوم يا استاذ عمرو بس لازم كابتن عز ودكتور آدم يعرفوا ان احنا شغلين ومش سكتين
- قاله الضابط ممدوح وهو يقف امامهم ثم نظر اليهم واستأذن لكي يرحل فقام ماجد بتوصيلة ثم عاد سريعًا اليهم وهو ينظر الي عز وآدم بغضب ثم هتف بحدة :
- يا ريت تهدوا شويه ممدوح بيعمل اللي يقدر عليه وملهوش ذنب في كل دة
- امال مين اللي ليه ذنب حد، يعرفني مين اللي ليه ذنب انا اللي يوم ما عرفت ان ليا بنت يوم ما اعرف انها اتخطفت وان مراتي و اخوها مخبين عليا
- نظر آدم الي عز الدين بغضب ثم قال بصوت مرتفع:
- اول ده كان نتيجة افعالك وخيانتك واوعي تقول ان عاصي مراتك في فرق بين مراتك وفي فرق بين طلقتك
توقف عز الدين امامه و نظر في عينه ثم بصوت جعل جميع من في البيت يستمع الي صوته :
- ايون انا خونتها وغلطت و اخدت عقابي سنوات فراق عنها مش كفاية كنت بموت كل يوم مش كفاية عذاب في بعدها مش كفاية انحرمت من بنتي وان اكون شاهد علي وجودها وان اكون اول مين يشوفها مش كفاية انحرمت من ان اسمها يكون علي اسمي وانحرمت منها يوم معرفة بوجودها مش كفاية يا آدم كل ده عقاب يا آدم وانا انسان من لحم ودم و عندي قلب وبعدين اختك مراتي وقدام العالم ده كل عاصي مراتي لحد حالا مراتي الكل لازم يعرف ده حتي هي انها لسه مراتي ومعايه كل الاوراق اللي تثبت ده
نظر الجميع الي بعضهم بعدم فهم بينما نظر آدم الي عز الدين وقال بهدوء بعكس ما بداخله :
- يعني ايه كلامك ده ممكن افهم
- اظن مش وقته يا آدم خلينا حالا في اختفاء البنت
هتف ماجد لانه يعرف تمامًا عواقب ما تفوه به اخيه في غضبة سيحملهم الكثير من المشاحنات التي هم بغني عنها الآن كاد آدم ان يتكلم قبل ان يسمع نداء زوجته تقول :
- آدم ... تعال عاصي صحيت
نظر إلي عز الدين ثم الي ماجد وقال بحنق :
- هشوف اختي وارجع لا الكلام اللي اخوك قاله ده يطير فيه رقاب
وتركهم ورحل وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة بينما نظر ماجد الي عمرو الذي هتف :
- اتسرعت يا عزالدين لا الوقت ولا كان مجاله انه يعرف بالطريقة دي
اندفع عز الدين باتجاه باب المنزل وهو يقول بصوت هادئ :
- سبوني لوحدي مش عاوز حد ، يجي ورايا
..................................... ............
دلف آدم الي داخل الغرفة التي ترقد بها عاصي فوجد الجميع حولها كانت جالسه علي فراشة تبتسم بخفوت وهي تنظر إلي البوم الصور الخاص بالصغار واخذت تحمل صور الصغيرة وتشرح لجميع الموجودين بعض الاشياء التي تجعل الجميع يحزن من اجلها و تتعال شهقات الجميع نظرت لهم وهي تحمل صور الفتاة بيوم ولادتها وقالت وهي تنظر لعائشة وسلمي و الخالة حنان :
- دي يوم ما اتولدت سبحان الله اتولدت بعد سالم بكام ساعه كانت نزله يا خاله شعرها طويل اوي آدم اول اما شالها قال هي عاصي
- بصي دي يا عائشة كانت بتعرف صوتي وتميزه عن فداء وهند كانت علي طول تكون بتعيط تسمع صوتي تسكت
- هنا دي كان في السبوع بتعها كانت شبه العروسة بضبط هند خافت عليها وجابت ليها طوق ازرق ومصحف كنت علي طول معلقه في هدمها
- عارفه يا سلمي وخدة منك العصبية كل شويا كانت تتنرفز علي سالم بنفس طريقتك وخدت من عز الدين شعره و خدت من خالها ادم وهند بنتي كان اللي بصلها يقول ملكه نظرت الي باب الغرفة فوجدت اخيها يقف ينظر لها بحسرة فابتسمت له وقالت ادم تعالى يا حبيبي فنظرت له بنظرات ترجي انا مش عوزه مهدأ تاني يا آدم انا كويسه وحيات عاصي انا هنام لوحدي. عشان احلم بها المهداء مش بيخليني أحلم وعوزه كمان سالم هتوه ليا
تعالت شهقاتهم علي حال اكثر خلق الله طيبه بينما هي سكنت في احضان اخيها وقالت انحرمت من كل حاجه حتي كلمة ماما وحالا منها عوزه يا آدم عوزها في حضني
نظرت عائشة الي حالة عاصي و فلقد اغرقت عينيها بالدموع من اجلها وحملت ابنها ودلفت. خارج الغرفة ثم اتجهت خارج القصر بالكامل وجلست في حديقة القصر تبكي بصمت تبكي علي حالها وحال عاصي وحال الجميع هنا تبكي بقهر علي مصير محتوم لا تعلمه بينما وقف هو ينظر لها وهي تجلس تعطي له ظهرها فاستمع لشهقاتها ولم يستطيع يمنع صوته الذي خرج بخوف واضطراب :
- ليه الدموع يا عائشة
استدارت برأسها لتتأكد من مصدر الصوت وهتفت :
- عمرو
............................................
هم حزن جراح لا يدري ما سر ذلك الوجع ولا يدري لماذا تبدل حاله من حال لحال يقسم انه ردت لو يعلم بوجودها من قبل لكن جاء اليها سيرا علي قدميه وتوسل لامها وطلب منها ان تسامحه من اجلها يقسم لو يعرف بوجودها لكان فداها بروحه يقسم بروحه ركل الحجر الصغير بغضب يعتري صدره ومع كل هذا تعال صوت الهاتف برقم غير مسجل فيتأفف بصمت ثم يضغط زر الهاتف ليسمع صوت بكاء علي الطرف الآخر فتتسع مقلاة عينيه ثم يستمع إلى ضحكة عالية وصوت رجل خشن النبرة يهتف :
- البنت دي صدعتني بس دي أمانة الغالين عندي يعني لازم احافظ عليها
احمرة مقلاة عينيه بشعاع غضب و ضغط قبضة يداه بقوه وهتف :
- انت مين يا بن.......... اقسم بالله لو لمست شعره منها هقتلك
تعالت ضحكته علي الطرف الاخر وقال وهو يهتف بنبرة ساخرة :
- انا ماضيك الاسود وحاضرك اللي في ايدي ومستقبلك اللي نهيته علي ايدي
تضاعف غضب عز الدين اضعاف مضاعفه ولكنه بدأ يهدا من روعة ثم قال بأنفاس لهثه :
- لو انت راجل حقك تخده مني مش من طفله انا قدامك اه
تعالت ضحكات المجهول ثم قال بصوت ماكر :
- هيحصل وجهز نفسك في اي وقت وحذاري حد يعرف ان كلمتك
- البنت اهم حاجه
هتف بها عز الدين بلهفه قبل ان يغلق الخط فصاحي غاضبا :
- استني استني يا حيون
ثم اخذ يعاود الاتصال لأكثر من مرة ولكن كل محاولاته باتت بالفشل وهو يستمع الي صوت المرأة التي تقول الهاتف الذي طلبته مغلق او غير متاح
.......................................
كانت تسير بين الأراضي المزروعة ودمع عينها يتساقط تشعر بالحزن علي خال اخته قلبها ينفطر عليها من الحزن ولكن ماذا تستطيع ان تفعل جلست تحت شجرة متفرعة لتحتمي بظلها وبدأت شهقاتها ترتفع اكثر واكثر و لكن توقفت عن البكاء عندما شعرت بأحدهم يقترب منها فالتفت بسرعة فوجدته يقف امامها يحدق بها بحزن فهتفت بغضب مصطنع لأنه راها بتلك الحالة :
- أنت جاي وراية ليه الوقت عاوز مني ايه
نظر اليها ثم جلس علي مقرب منها وحمل في يده عصا ملقه علي الارض وبدأ يحركها في اتجاهات متعددة وهو يقول :
- لسه مش بتحبي حد يشوفك وانتِ بتعيطي
نظرت له بعينين متورمتين وقالت :
- ممكن تسبني لوحدي محتاجه ابقي لوحدي في الوقت ده
- لا مش هسيبك بحكم الاخوة اللي بينا عيطي برحتك انا قاعد اه
قالها ساخراً فنظرت له بغضب ثم هتفت بصوت مرتفع :
- أنت مالك بيا اتفضل يله من هنا ولا اقولك انا هسيبلك المكان و امشي اشبع بيه
واسرعت تسير أمام عين في حين هتف هو :
- لسه عنيدة ذي ما انت لسه مش عوزه تحسي باللي حوليك لسه بدوسي علي الجرح وتمشي
.................................................. ..
تمر الساعات وياتي ليل جديد ومازال الحزن يعم علي ذلك المكان بينما
جلس هو بغرفته امام هاتفه ينتظر ان يهاتفه ذلك الرجل من جديد وعندما دقت الساعة الثالثة صباحاً تعال صوت الهاتف فاتجها اليه بسرعة وقام بالرد فاستمع
- لو عاوز تشوف الطفلة عايشة تعال بعد ساعه عند................
↚
ذهب غير عابئاً بالمخاطر من سيقابل ماذا سيواجه كل هذا لا يهم المهم عنده فقط ان ينظر لها ولعينيها يعانقها يتنفس انفاسها يشعر بقلبها النابض وهي بأحضانه أليست ابنته أليست روحها من روحه مزيج يجمع بينه وبين حبيبته ولهذا سيذهب عير مبالي باي شيء فيكون ما يكون ويحدث ما يحدث ومرحبا بملاك الموت في سبيل شعرة واحده من رأسها ترك سيارته و تقدم للمكان المنشود ووقف يلتفت ليري هل يوجد أحد منهم او لعله يري اي شيء حوله ولكن كل شيء ساكن تمامًا وما هي الا دقائق وشعر أنه مراقب من احدهما و ظهر امامه مجموعه من الرجال الملثمين اصحاب البنيه القوية فحوطه بسرعة فنظر لهم وهتف :
- أنا جيت اه البنت فين ؟
- ها تشوفها بس مش هنا
قالها احدهم فكفهر وجه عز الدين بغضب عارم ثم قال :
- أمال فين ؟!
- حالاً هتعرف
قاله أحد الرجال الذي اخرج محقن من جيبه ثم اسرع بصوره فجائية وحقنه بداخل زراع عز الدين فحاول هو ان يبتعد او يقاوم ولكن لا مجال فعددهم اكبر كما انه بدأ يشعر بتراخي شديد بعضلات جسده ثم شعر بتضارب بين الوعي و الا وعي ثم فقد توازنه واغشي عليه ف قال احد الرجال بصوت مرتفع :
- هتوه بسرعه البيه مستني علي نار .
...................................................
الجميع غير مدرك للفجيعة اختفاء الصغيرة ومن بعدها اختفاء عز الدين الذي اثار الجدل بين الجميع و الرعب مصطحب بالخوف في النفوس اين ذهب الي اين ومتي؟ هو مستحيل ان يغيب بتلك الظروف التي يمرون بها هاتفه مغلق دائماً
نظر ماجد إلي آدم وهم يجلسون ينتظرون الضابط المسؤول لكي يخبرهم عند بعض المعلومات التي توصل اليها اخيراً فهتف ماجد :
- انا مش عارف افكر وكل مدي والموضوع يتعقد البنت وانخطفت عز الدين كمان انخطف
- تفتكر مين بضبط وراء كل ده؟
هتف بها عمرو وهو ينظر الي ادم وماجد فهتف ادم وهو يمسح علي صفحة وجهه بإنهاك:
- انا المهم عندي البنت اللي بقالها كام يوم لا حس ولا خبر أما اخوك فأكيد في حاجه شغلته او راح يريح نفسه يومين
هتف ماجد بغضب شديد وهو ينظر اليه :
- عز الدين مش ممكن يبعد في الظروف دي.... وخصوصًا ان اللي مخطوفة دي تبقي بنته اللي معرفش بوجودها الا الوقت
ابتسم آدم بسخرية ثم قال بتهكم :
- لا والحقيقة واضح انه خايف ومش بينام عشان بنته
- آدم..... اسلوب السخرية ده بلاش تتكلم بيه علي عز الدين وبلاش نتكلم عشان لو اتكلمنا الكلام مش هيعجبك
- لا اتلكم
كادت ان تتكلم حين دلفت الخالة حنان إلي الداخل وقالت :
- الضابط جه برة يبني
نظر ماجد الي آدم بغضب ثم اتجها الي الخارج بخطوات متسرعة فاتبعه آدم وخلفه عمرو فوجد الضابط يقف في ردهة المنزل ينتظرهم وبعد ان رحب به آدم وماجد اخرج الضابط من جيبه هاتف ما و حافظت نقود ثم نظر الي ماجد وقال :
- احنا لقينا الحاجات دي في مكان قريب من هنا
نظر ماجد الي الاغراض التي وضعه الضابط امام عاينه ثم نظر الي عمرو فهتفا الاثنين في صوت واحد
- دي حاجه عز الدين ... انتم لقيتوا الحاجه دي فين وفين عز الدين
هتف بها ماجد فنظر الضابط له وهتف بخوف انت لقيتها فين ! ... وزع الضابط نظراته عليهم ثم نظر الي ماجد و قال :
- انت متأكد
- ايون
قاله بإصرار وثقه فنظر له الضابط مرة اخره وتنفس الصعداء وقال الحجات دي كانت موجودة ضمن متعلقات احد الضحايا اللي لقينه مقتول برصاص ناري وكانت الحجات دي اللي في جيبه
انصعق الجميع و هتف ماجد بحدة :
- قصدك ايه ممكن افهم، اوعي يكون قصدك ان عز الدين اتقتل انت بتقول ايه
وفي ظل الحالة التي اصيب بها ماجد لم يكون آدم يعي ما قيل كان ينظر ويستمع الي كلمات الضابط ولا يفهم وهذا كله من هول الصدمة علي الجميع والذي اربك الوضع وذاد من اضطرابه تلك الصرخة التي صدرت عن سلمي اثناء استماعها الي حديثه وهي تمر بجانب الغرفة فأخذت تصرخ بشدة وتنوح وتبكي بشدة :
- لا عز الديـــن لا اكيد بتهزروا اخويا انتم كدبين عز الدين
ارتفعت الاصوات كثير و ضج المكان كله كانت شاردة في روحها التي سلبت منها ابنتها التي ارسلها الله ليعوضها عن كل شيء اين هي، الان الي اي مكان ذهبت ومن هذا الذي يريد ان يقتلها مع سبق الاصرار اها يا بنت قلبي يا بنت عمري يا فرحة حبي اين انت ..... عز الدين لا اخويا لا.... بكاء واصوات مرتفعة وشهقات جعلت قلبها ينبض بشدة لذكر اسمة بين صخرة واخر جعلت تقف تتحمل علي نفسها وتسير بصعوبة لتري ماذا هنا وكلما اقتربت شعرت بقلبها ينتفض خوفاً و اطرفها تتهاون توقفت علي بعد خطوات من تلك الغرفة التي تستمع الي صوت سلمي يصدر من داخلها وتعالت الصرخات و الصوت الغاضب وما سمعته الجمها :
- يا جماعه اهدوا في احتمال ميكنش هو انا الوقت عاوز حد يجي يتعرف علي الجثة وان شاء الله يكون بخير
- جثة...... رباه.... عز الدين حبيبي لا بالله عليكم لا هي ليست بتلك القوة التي تحمل كل هذا هي هي..... بدونه وهو بعيد، تشعر انها بلا هويه وبرحيله هكذا ستموت تقسم ستموت افترشت الارض من تحتها وهي تحسم الامر لا لحياة بدونهم فلتنهي حياتها هي الاخرة لتنهيها وضهت يدها علي أذنيها تمنع وصل تلك الصرخات اليها و ما هي الا دقيقه وخرج ماجد ومن خلفه عمرو وآدم ولكن منظرها اوقفهم نظر ماجد اليها بإشفاق علي حالها بينما تقدم آدم وجلس امامها وقال بصوت حزين :
- عاصي........ بلاش تضعفي كل شيء هيعدي و بنتك هترجع
نظرت له وكأنها نست ما كانت وهتفت وهي تنظر لأخيها ثم لماجد وقالت :
- مش هو والله ما عز الدين
نظر ماجد اليها وقال بإشفاق :
- ان شاء الله اهدي يا عاصي
جاء ليتوجه للخارج ولكن صوتها اوقفه وهي تقول بصلابه متناقضة مع شعورها ومنظرها بثقه تلجم من امامها وبقوة محيرة :
- انا هاجي معكم
....................................
رد علي هاتفه بعد ان تعالي صوته بشدة بينما كان هو يجلس علي كرسي مكتبه العتيق ينظر الي الصورة التي امامه ويبتسم بحب وحين رفع الهاتف لاذنه استمع الي الطرف الاخر وهو يبشره باتمام ما امر به فاتسعت ضحكته و اخذ يمرر يديه علي الصورة التي امامه وكأنها تجسدت الي انسان حقيقي امامه وتعالت ضحكته اكثر واكثر ثم أخذ يقول :
- كل شيء انتهاء كل شيء واقف بيني وبينك محيته وهمحيه
.............................................................
تلك الغرفة بأخر الممر الضيق الذي يضم الكثير من الغرف كانت تسير بجانبهم تكاد تقسم أنها تشعر انها تسير علي جمر من نار مشتعل انفاسها تتسارع وبجانبها اخيها واخيه وبداخلها جزن سنين فارقتها وجرح دامي بالقلب ينزف ولكنه علي قيد الحياة يتنفس و يعيش وتعلم تحت اي سماء هو أم اذا فراق تلك الارض كما يزعمون فلا سبيل لأي شيء من بعده هي تعيش بجراح بحزن ولكن يبقي... يبقي حبيبها الابدي وعز ايامها وابو أبنتها اها.... اها ابنتي اين انت حبيبتي انت وابيك غادرتم من حولي وتكتم لي الشقاء يا الله...... هون يا الله وبتصميم تكلمت بصوت خافت :
- مش هو عز خليك معايا
ينظر من حوله ويسير كالمغيب اخيه الحبيب هل كتب الفارق عليهم هل هو فارقه فارق الحياة دقات قلبه تتسارع بخوف ماذا سيقول لهم ابيه اخته عز الدين فارقنا لا رباه.... يشعر انه يسير مغيب ان العالم نصف يتمني ونصف يتصور ودقات متسارع ترتفع و اماني وادعيه يناجي بها الله.
عز الدين مهران صديق طفولته وزوج اخته وابو ابنتها و عدوة و قريبه وصديقه هل لابد ان يغيب الفرد عن العالم او نشعر بفقدانه لنعرف قدرة ينظر الي اخته التي تسير كالمغيبة كأن في نهاية هذا الطريق حياة او موت هل عز الدين بهذه الأهمية هل مازالت تحبه.. . هل عز الدين سيفارق سيذهب ابنته عز الدين لم يعانق ابنته بعد اي فعل فعلته يا آدم في صديق طفولتك اها من فضب يعمي صاحبه اهً من ذلك الوجع رباه ..... ارجوك اناديك ادعيك ان يكون اخر غيرة
منذ ان تعرف عليه وهو رفيق دربه كان له كالأخ والاب والرفيق عز الدين مهران صديقة الذي اهدته له ليالي الغربة المريرة أنيس وحدته كان له كل شيء واصبح صديقه الوحيد هو خلق وحيد ابويه وبعد وفاتهما اصبح وحيد بالكامل لكن عز الدين هو من هون عليه كل ذلك وعمل ان يكون اخ له تعاهدا عهدا اقوي من عهد الدم تعهدا علي ان يكونا معا في كل شيء والآن لا يصدق ما يقوله مات لا عز الدين لا يستسلم بهذه السهولة عز الدين يحارب يقاتل من اجل الحياة من المستحيل ان يتركها بعد ان علم بابنته واصبح قريب جدا من تحقيق احلامه... ولكن ان كان هو كيف.... كيف ستكون الحياه بدونه كيف .... هل ستكون حياة ام ستكون منفي بداخل تلك الحياة عز الدين لا تتركنا
..................................................
وقف يظفر بحنق وهو يهتف بعدم صبر:
- يا عاصي هيبقي صعب خليكِ انا هدخل
- لأ يا ماجد معلش لازم ادخل معك واكد لك انه مش هو
قالتها بترجي ثم قالت بحزن ودموعها تفر من عينيها
- انا عوزه ادخل معاك بلاش، تنسوا ان ده عز الدين اللي كان في يوم من الايام جوزي وابو بنت
- عاصي
قالها آدم بتبره هادئة فقاطعه ماجد وهو، يقول بنفاذ صبر :
- خلاص، يا آدم لو هي عوزه تدخل سيبها بس خلك عارفه يا عاصي احنا ..... وسكت لبره من الوقت ثم اكمل... احنا مش عارفين دخلين علي ايه ممكن يكون ... وسكت لكي يلتقط انفاسه في حين هتفت هي بترجي وقالت بنبرة واثقة:
- مش هو اكيد مش هو
سقيع يسير في اطرافها تشعر ان كل ما فيها يصرخ وطبول قلبها اعلنت الحرب وكل شيء حولها ساكن بلا روح تقدم امامها ذلك الرجل الذي، يعمل بالمكان و بجانبها كان ماجد تشعر الآن باسترخاء في اطرفها تشعر ان قدميها مثبتتان في تلك الارض الصلبة لا تستطيع للسير ولكنها قومت كل شيء بشعور اقوي وبثبات قالت ليس هو بالطبع ويجب ان تتأكد من ذلك دلفت هي وماجد الي تلك الغرفة التي تقبض الروح نظرت حولها فشعرت ان المكان خاوي بشدة تقدمة بخطوات مترددة تقدمت والقلب يهتف يجنون والدمع يتساقط من عينيها و حين سمعت ضابط الشرطة ينظر الي الرجل الذي يقف علي بعد خطوات فتنحنح وقال له :
- افتح الثلاجة
دقات قلبها تتصاعد و تقسم انها لم تمر بذلك الشعور من قبل ولكن يا ويله لا مفر من تلك اللحظة وما هي الا ثواني معدودة و نظرت الي الجثمان الذي ظهر امام عينيه فاتسعت عينيها وشعرت ان كل ما يدور من حولها وهتفت :
- عز الدين
و سقطت مغشيا عليها بينما نظر ماجد لذلك الجثمان والمفاجأة ألجمته
↚
نظر ماجد لذلك الجثان ثم نظر للفتاة التي انهارت امامه و المفاجأة ألجمته جسد مسطح امامه بلا انفاس ولكنه ولله الحمد ليس اخيه تمتم بالحمد ثم نظر الي عاصي و اسرع بحملها وهو يحمد الله انه ليس بأخيه كان يعلم انه ستضعف وستكون تلك اللحظات صعبه عليها وبشدة ولكنه عنيدة ابيه وسقطت مغشيه عليا من شدت ذلك الموقف وسؤال يخطر بباله لو كان هو فكيف سيكون الوضع ..... خرج بسرعه من تلك الغرفة التي تشبه القبر فاسرع آدم وعمرو وهما ينقلون الانظار بينه وبين عاصي باضطراب في حين اسرعت ممرضه كانت تمر بجانبهم بمساعدته بوضعها علي كرسي استراحة حتي يجلبوا لها السرير النقال اضطرب ادم بشدة بينما نظر عمرة الي ماجد وهتف :
- ايه يا ماجد طمني ايه اللي، حصل وسكت لبرهة ثم اكمل باضطراب هو...
- لا.. قاله باقتضاب وهو ينظر الي الضابط الذي يقف بجانبه ثم اكمل بإسرار مش هو اخويا لسه عايش ولازم تلقوه يا حضرت الضابط لازم
نظر الضابط له ثم هتف بنبرة حازمه :
- ان شاء الله يا استاذ ماجد بس لازم تعرف حاجه احنا لسه لحد الوقت مش عارفين اختفاء كابتن عز ده عادي ولا الموضوع فيه شُبه جنائية
- اخويا غيابه مفتعل انا واثق من ده و ياريت حضرتك تمشي علي الاساس ده ومش بعبد اللي خطف البنت هو اللي خطف اخويا
- اكيد هنحط كل الاحتمالات قدمنا يا ماجد بيه وان شاء الله خير
غياب وفراق وانهيار و ارواح مترابطة وشعور باختناق كان هذا شعورها تشعر ان كل شيء موله ينقلب رأساً علي عقب بداية من اختطاف ابنته و نهاية اختفائه هو من كان زوجها كم هي كلمه صعب عليها تكاد تشعر بطعم كالعلقم بين شفتيها طليقها هل هو كذبك هل اصبح تلك هي صفته ولو كانت فلماذا بكاء القلب لما دموع العين لما انشقاق الروح هل كرهته ما زعمت لالا فشعورها الان يثبت ما يمكن اثباته عز الدين مازال عشق القلب وروح الروح عز الدين مازال حبيب الروح والوجدان وسيبقي الي الابد ... افاقة من اغمائها وهي تنظر الي ما حولها فوجدتها غرفه بسيطة واخيها يجلس امامها ويمسك يديها نظرت له وارادت ان تتحرك فاسرع هو اليها وهتف بخوف :
- عاصي
نظرت له ثم هتفت بثقة ودموعها تتساقط عينيها :
- مش هو يا آدم مش هو
....................................
قطرات دماء واسلاك و بجانبهم حبال ظلام مخيف المكان يشبه بمقبرة تحت الارض او ما شابه فالمكان ساكن هادئ ولك يقطع ذلك السكون انين .... انين مكتوب لوحش ما يمكن ان نقول اسد يزأر بصوت مكتوم ينازع بضعف مجبور وكلما تعامدت الشمس ينتر الضوء رويدا رويدا لنري اخير من... من بالمكان رباه دماء و وكبال تكبل احداهم يقف بوهن يستند علي يديه المكبلة بسقف الغرفة ينازع بضعف غير متعارف عليه ضعف ليس بقلة قوة او بضعف ذات لا انه كثرت عدد انهت علي ارادة كثرت عدد كبلته عز آل مهران هي هو فبتلك الدماء التي تلطخ وجهه و بعض الكدمات التي تغير من معالم شكله تجعلنا نفكر ما هذا ولك انينه يا له من عجب يزعم علي طفلته و كأنه يراها أمامه و بضعف و هون يهتف :
- عاصي .
وشعاع نور من بعيد يؤكد له أنه مازال علي قيد الحياة مازال في ذلك المكان معها هي هنا بجانبه كثير من الاوقات يستمع الي بكاءها وفي بعض الاحيان يستمع الي ضحكاتها تأتي من بعيد يا الله بداخله شعور وليد يدفعه لكي يحارب.... يحارب من أجلها يدفعه للعيش وعدم الاستسلام يتنمى فقط لو يعنقها ويستشعر وجودها بجانبه واذا اراد وفقه الله يساعد لكي يردها الي أمها هي سترعها هو يعرف ستحميها من اي شيء ومن كل شيء وامانه كان القدر يسخر منه اين الان عز الدين واين بطولاته وفتوحاته مع النساء اين الكبرياء والي اين ذهب الغرور ولا طريق لندم ورجوع
................................
دلفت الي ذلك البيت بخطوات متباطئة تقسم ان ما من مكان علي تلك الارض تكره كهذا المكان ويا اسفه منزل ما يدعي زوجها ولكن كان عليها ان تأتي لتوفي بوعدها له وتقص عليه بعض الاخبار الوهمية لكي يتركها وشئنها وتأخذ بعض الملابس والاغراض التي تلزمه نظرت حولها ما من احد هنا اطمأنت للاحظت وسارت مسرعة الي غرفتها لتجلب الأغراض وهي تناجي ربها ان ترحل من هنا قبل ان تراه او يراها وبعد لحظات معدودة كانت تسرع للخروج بل نقول الهروب ولكنها توقفت مكانه تنظر الي باب الخروج بتشتت فذلك الصوت الذي استمعت إليه جعلها ترتعد ... صوته هو نعم صوته وهو يتكلم مع ابيه جعلها تنتفض هلعا بخطوات خافتة اخذت تقترب وبداخلها شيء ما يحثها علي الاقتراب اكثر فاكثر والصوت يخترق مسامعها و دقات قلبها تتسارع و عينيها تتسع اكثر فاكثر وهي تستمع الي حديث سعيد غالب و ابنه و وقفت بمكانها مصدومة بتلك الكلمات و كانت
- اللي انت عملته ده جنان اذاي تقتله ده احسن رجلتنا
كان صوت سعيد غالب وهو يتكلم بصوت غاضب وامامه كان جواد ينظر له ببرود ساحق وهو يهتف
- كان غبي واسئلته كتير وكان لازم يموت
- انت اللي غبي وهتضيعنا بجنانك ده تقدر تقولي ليه اللي انت بتعمله انا قولتلك الف مره بلاش تهورك .... انا لازم افهم واعرف كل حاجه انت ناوي عليها
كان سعيد غالب يتكلم بصوت غضب بشدة وهو ينظر إلي ابنه الذي يجلس امامه يتكلم بنبرة بارده كالثلج :
- ناوي اخد حقي و أعملك اللي انت عوزه وده اللي يهمك غير كده لاء
نظر اليه نظرات باردة و لم يتفاجأ بما تفوه به وهو يقول :
- انا عارف انت ناوي علي ايه.... هتقتل ابن كامل مهران صح و تلبسها لآدم صح يا ابن ابوك و مش هيبقي فضلك الا ماجد وكامل ودول امرهم سهل وبعد كده كل حاجه ها تبقي في ايدك بعد ما ترجع البنت لعاصي صح يا جواد
تفاجأ جواد بما قاله والدة فكانه يجلس بداخل عقله و لكن ما يفكر به ابعد من ذلك بقليل فقال بابتسامه باردة :
- صح... بس بإضافة تعديل صغير .... ماجد مش سهل زي ما انت بتقول ماجد اقوي من الاستهانة بيه وعشان كده لازم ماجد يتسجن او يموت وعشان كدة هقتل آدم و اللي هيلبسها ماجد مهو ماجد مش هيسكت علي حق اخوه وبكدة فعلا كل حاجه هتكون في ايدي.
تعالت ضحكات سعيد غالب وهو يامن علي كل ما قاله ابنه اما بالخارج كانت تكتم شهقاتها العنيفة بيديها و الدموع تهبط من عينيها بغزارة شديدة و انفاسها تتسارع وعند هذا الحد طرقت المكان بسرعه كالرياح و كلماته التي سمعتها للتو تتردد علي مسامعها و امام عينيها تتجسد الصور عز الدين والدماء من حوله و آدم وهو يسقط امامها وماجد وهو ينازع خلف القضبان اها كم هذا حارق موجع و أخيراً وصلت الي أرض مصطفي مهران وقفت لكي تستطيع التنفس و لكنها لم تسطيع الوقوف علي اقدامها فسقطت وهي تلهث والصورة تتجدد لأطفال يلعبون و صغيرة تجلس علي الأرض تبكي واخرة ترتب علي شعرها بحنان اخوي و بينما كانت تبكي بشدة لان احد الاطفال قد ضربها وجدت آدم يهرول اليه من بعيد وهو ينظر إليها ثم الي هند التي تقف بجانبها وما ان وصل اليهم و جدها تبكي فنحني وحملها واخذ يهدئ من روعها و هو يقول :
- عائشة مالك بتعيطي ليه؟
اخذت تبكي بشدة ولم تستطيع الرد حين هتفت هند بطفوله محببه الي قالبه :
- الولد اللي هناك ده ضربها يا دومه بالكرة وهي بتعيط عشان مش عندها ولد اخ يضربه
نظر آدم إلي هند ثم إلي عائشة واخذ يرتب علي شعرها الطويل :
- مين قال كده أنا اخوك وانت اختِ ذي هند وعاصي يله بطلي عياط ثم انزلها و ما هي الا دقيقة وكان الواد امامها يعتز علي ما بدرا منه
شهقات عالية وقلب نابض يصرخ لماذا يفعل بها القدر كل هذا سيقتل آدم وعز الدين و ينفي ماجد الم تتشارك معهم الطعام يوما الم يدافع عنها عز الدين ذات مرة ألم يطعمها آدم بيده آآآه صدرت عنها وهي تشعر انها الآن تهفو من علي قمة جبل عالي و لا تعلم لماذا وصلت لها اصوات العويل وهند تبكي وهي تحتضن فداء وعاصي..... عاصي ستحتضر بالتأكيد وكل هذا تلاشي وهي تري امامها صورة الصغير ابنها وهو بين ذراعها و أمامها كان هو يقف بطوله الفارع و يقوم بضربها وضربه تلي ضربة حتي نزلت يده علي صدر ابنها فلم يستطع ان يأخذ انفاسه... صرخت بخوف شديد وهي تضع يديها علي أذنيها و أخذت تهز رأسها بشدة ترفض كل هذا وهي تهتف بصوت ميت بلا حياة : مش هيحصل مش هيحصل
.................................................. .......................
كان يسير منذ الصباح لا يعلم وجهته... يشعر بالضيق فصديقة الوحيد مختفي ولا يعلم عنه شيء وتلك الطفلة المختفية وكل تلك المشكلات نظر امام عينه إلي اتساع تلك الأرض و مع جمالها يشعر بالنفور منها كلما جاء الي هنا يحدث الكثير والكثير من الأحداث الموجعة طاقة سلبية تعم هذا المكان تنفس بعمق وهو يقول :
- أنت فين يا عز الدين
و لكنه وقف مكانه وهو ينظر إلي تلك الفتاه التي تجلس علي الأرض بوسط الطريق و صوت شهقاتها يتعالى بعنف ولكنه لم يستطيع التعرف عليها فاقترب منها وقال بخفوت :
- في حاجه يا أنسة أقدر أسعدك
رفعت رأسها و الدموع تنهمر من عينيها ولكنها صدمت حين وقعت عينيها علي ذلك الشخص واتسعت عينه هو الأخر :
- عمرو
- عائشة
لحظة واثنين و لا يعلم ماذا يقول او يفعل لم يراها منذ زمن ولكن ما بها لماذا تغير هكذا لماذا أصبحت بتلك الصورة ما بها لكي تبكي بالطريق هكذا و لماذا يضخ قلبه الدم بتلك الصورة و تتعالي طرقاته ولكنه ترد كل ما يفكر فيه بهذه اللحظة و هو ينظر لها و يقول بصوت جاهد أن يكون طبيعياً :
- عائشة في حاجه ليه قاعدة كده..... وبتعيطي ليه
نظرت اليه هو نعم انه هو عمرو السمري يقف أمامها و يسالها ما بها هل يعقل هذا ما بها..... حقا ما بك يا عائشة اين أنت واين أصبحت نظرت إليه مجدداً لا تعلم اين صوتها حين هتف هو بخوف ملحوظ
- عائشة في حاجه مالك وبتعيط وقعد كده ليه... ثم سكت واخذ ينظر له و قال... زوجك في حاجه... اوعي اوعي يكون ضربك
نظرت له ثم اخدت تضحك بصوت مرتفع وهي تحاول الوقف امامه ثم اخذت تتنفس بسرعه و قالت وهي تنظر لعينه :
- بتسالي مالي....... ممممم غريب انا بموت عندك دواء
و سارت مبتعدة عنه وهو خلفها ينظر اليها وتلك الكلمة تتردد علي مسامعه ( انا بموت ) عائشة
...................... ..........................
نظر الي تلك الصغيرة النائمة وهو يبتسم بتلذذ وانتصار هو الآن يسير باتجاه حلمة يسير باتجاه العاصي وتلك الصغير هي بداية الطريق و ذلك الذي ينازع بالغرفة المجاورة وهو يستمع اليه بتلذذ ه و نهاية الطريق لقد انتظر لسنوات حتي يحصل علي ما يريد وبقي القليل ..... القليل فقط يطوق الآن ليعرف كل الاخبار في ذلك المكان يريد ان يعرف ماذا تفعل الآن و السبيل الوحيد هي تلك الفتاة التي ذهبت إلي تلك المهم ولم تعود اشتعلت عينيه بغضب اسود في لحظة ثم قال بنبرة شرسة:
- لازم بعد ما اخلص من اللي وقفين في طريقي اخلص منها هي كمان....... و عشان افضي لعاصي لازم احسب كل خطوة للوصول ليه هنبقي انا وهي وأولادنا ... بعيد عن كل الناس انا جواد وعاصي و بس
حين طرق احدهم باب الغرفة ثم دلف الي الداخل وهو ينظر الي الطفلة بنظرات بها بعض الشفقة ثم نظر الي الجالس بجانبها و تنحنح ثم قال بنبرة هادئة :
- امرك يا باشا
نظر اليه ببرود ثم هتف بقسوة :
- مات ولا لسه بيعافر
ابتلع الرجل ريقه بخفوت ثم قال :
- لسه في الروح يا باشا لو أمرته بقتله كان احسن
ابتسم جواد و عينيه تزداد بريق مخيف وهو يقول بقسوة :
- لا انا عاوزة كده يموت بالبطيء .... عوزه يدوق العذاب بكل معني الكلمة قبل ما اقتله
نظر الرجل له و لم يتكلم بل اشار اليه جواد بالانصراف واخذ يهمس
- قربت يا عاصي قربت
.................................................. ...
جلس في الحديقة ينظر الي السماء يشعر بانه مكبل بقيود من حديد لا يستطيع عمل شيء كل ما حدث مبهم .... واختفاء اخيه يجعله يشعر بالكثير والكثير اين هو ومن وراء كل هذا التقط نفسه بصعوبة وهو ينظر الي السكون من حوله يفكر لماذا انقلب كل شيء علي عقبيه ولماذا حدث كل هذا ..... يتمني ان يملك القدرة لإعادة الوقت الذي مر يرجع الي تلك الفترة التي بدا فيها كل شيء يسير علي خير حال هل يستطيع ان يصلح كل تلك الامور فقط لو يستطيع...... وبينما هو شارد في عالمه وجدها تسير امامه ببطء تضم جسدها بوهن ووقفت امامه تنظر الي السماء لم تراه الي الان ولكنه حمد ربه علي انه يستطيع الآن ان يروي شوقه وهو يتطلع اليها فقط لو تستدير لينظر الي ذلك الوجه الذي يحفظ كل تفصيله به ولم ينسي منها شيء علي مدار كل تلك
السنوات تنهد بخفوت و هو يتذكر ما فعلته و العهد الذي قطعه علي نفسه يوماً ما بان يقتلعها من قلبه ويسير بعيدا عنها فنظر اليها مرة اخرى ثم استقام بوقفته وهو ينوي الرحيل من ذلك المكان ولكنه وقف بمكانه لا يستطيع الحركة عندما استمع الي صوت بكائها فتهد بقوة و هو يغير طريقه اليها ليقف خلفها يستمع الي تلك الشهقات المرتفعة ويشعر بانقباض صدر ولم يستطيع منع نفسه وهو يتكلم بهدوء يعكس ما يشعر به :
- بتعيطي ليه
انتفضت من مكانها وهي تنظر له بزعر بينما تسارعت دقات قلبها و معدل تنافسها بشكل ملحوظ وهي تقول :
- أنت... أنت هنا بتعمل ايه
ابتسم ساخرا وقال :
- ايوه انا بعمل ايه ممم اظن شيء ما يخصكيش
نظرت له بنظرات مصدومة من ذلك الرد فأخذت تحاول منع شهقاتها ثم قالت بنبرة حزينة :
- واظن ما يخصكش تعرف انا بعيط ليه
نظر اليه ثم ابتسم بسخريه وقال ببرود شديد يعكس ما في صدرة :
- عندك حق
وسار مبتعداً عنها بينما تعالت شهقاتها بشدة وهتفت بصوت مختنق :
- ماجد عاصي الصغيرة هترجع مش كدة هبقي انا السبب لو حصل ليها حاجه انا هموت لو حصل ليها حاجه انا خايفه يا ماجد
وقف مكانه واستدار اليه وهو ينظر الي وجهه الباكي و قال :
- البنت هترجع بالسلامة يا هند بلاش الكلام ده ... وانت مش السبب في حاجه اجمدي يا هند وبلاش تضعفي
واستدار مره اخري لكي يبتعد عنها رافض الانصياع لتلك المشاعر الهوجاء ويقسم انه لو انتظر للحظة واحد واسرع اليها و عانقها لكي تبكي بأحضانه وعلي صدرة هو لكن توقف مكانه لأخر مرة و قال بقوت مسموع :
- وعوزك تعرفي حاجه يا هند محدش بيموت وراء حد
و ذهب بعيداً عنها اما هي فاستقبلت كلماته و فهمت ماذا يقصد فهتفت ببوجع وبكاء:
- بس انا موت يا ماجد يوم ما بعدت عنك بكل غباء
.................................................
كان يقف بتهاون و الدماء تتساقط من جسده ولكنه كان يحملها ويضمها الي صدرة بحنان ابوي يستنشق عبيرها الطفولي و يرتب علي ظهرها بحنان ، ثم اخذ يتحرك ببطء الي خارج ذلك المكان المهجور بحرص شديد عليها ولكنه توقف استمع الي أحدهم يأمره و:
- اقف مكانك.... وهات البنت
ولكنه لم يستدير ولا ينظر الي ما يتكلم فير عابئاً به فسمعه يقول مرة اخري :
- اقف مكانك بقولك وهات البنت
ظل يسير مرة اخره رافض ان يستسلم رافض ان تترك احضانه ولكنه استمع الي صوت اطلاق النار وما هي الا لحظة بعقاب الساعة وشعر بجسده يترنجح وهو يتمسك بها رافض ان يستسلم لارتخاء اطوافه ومع الطلقة الثانية سلم امرة وصوت بكائها كان اخر ما استمع.....
↚
ظل يسير مرة اخره رافض ان يستسلم رافض ان تترك احضانه ولكنه استمع الي صوت اطلاق النار وما هي الا لحظة بعقاب الساعة وشعر بجسده يترنجح وهو يتمسك بها رافض ان يستسلم لارتخاء اطرافه ومع الطلقة الثانية سلم امرة وصوت بكائها كان اخر ما استمع دماء تسير بغزارة وبكاء الطفلة يتعالى … كانت تشاهد من بعيد كل ما يحدث وهي مكبله بقيود من حديد تعافر لكي تقوم بفك تلك القيود ولكن هيهات تلهث بتعب و تصرخ باعلي صوت لها حين شاهدته وهو يحمل الصغيرة و يتجه اليها شعرت بانه في امان عي وابنتها ولكنها صدمت واخذت تصرخ بشدة وهي تري عز الدين يسقط علي الارض أمامها:
– عز الدين ….. عاصي
تحاول وتحاول وهي تصرخ بشدة من الألآم وكان تلك الرصاصة اخترقت صدرها ولكن للعجب حين شاهدة عز الدين يقع علي تلك الارض الصلبة تحررت من قيوده ولا تعلم كيف حدث اسرعت وسرعت لكي تصل اليه وحين وصلت اخيراً كان هناك اخدهم يحمل ابنتها اخذت تدقق النظر لتعلم من هو ولكنها لم تستطيع ان تري ملمحه فقط كانت تستمتع لصوت ضحكاته العالية نظرت الي عز الدين الراقد امامها فانحت لكي تستطيع اسعافه وهي تصرخ بشدة وعينيها علي الصغيرة التي تبتعد مع الرجل وحين اخذت تحرك عز الدين لكي يفيق وينقذ صغيرتهم ففتح عينيه بوهن واخذ يقول :
– عاصي…… حاولت يا عاصي اهرب بيها معرفتش حاولت اجبهالك ومقدرتش عاصي عرفيها ان حبتها من اول ما شوفتها عرفيها ان كان نفسي احضنها اكتر واكتر ثم صمت وهو يأخذ انفاسه باضطراب ملحوظ ع….. اصي ب..
اغمض عينيه و بدا جسده ساكن فنظرت له وهي تشهق تحرك و تمسد علي لحيته الطويلة عله يفيق ويتحدث معها ولكن لم يفق و صوت ضحكات عالية ارتفعت من جديد و صدي صوت يقول من بعيد
– إنتها حكاية عز الدين لابد مات يا عاصي مات
اخذت تهز راسها برفض وهي تصرخ بصوت مرتفع منهك :
– لا لا عز الدين فوق عز الدين يله قوم نجيب بنتا يله عز الدين
عـــــز الدين
واندفعت من نومها وحبات العزق تتساقط من وجهه و الدموع تسقط من عينيها حلم مميت لا بل كابوس نظرت حولها فوجدت فداء تجلس امامه علي احد الكراسي ولكنه نائمة نظرت مرة اخري الي الغرفة وهي تأخذ انفسها بصعوبة بالغة وهي تتذكر ذلك الكابوس مجدداً وبدأت تبكي حلمها يجمع بين عز الدين والصغير هل هما حقاً معاً ؟ الآن اخذت تبكي وتبكي وهي تشهق ثم قامت من فراشها ولكنها لم تستطيع وهي تري الغرفة تدور من حوله فجلست مرة اخري .. وفي تلك اللحظة فتح فداء عينيها فوجدت عاصي علي تلك الحالة فأسرعت اليه و هي تقول بخوف :
– عـــاصي أأنتِ بخير
نظرت إليه وهي تمسح دموعها ثم قالت بوهن :
– بخير… سعديني عشان اتوضاء
– حاضر
وما هي الا دقائق وكانت تسجد للربها و تبكي بشدة وبعدها جلست ترفع يديها الي السماء وتقول من وسط شهقاتها( يا رب احفظ بنتِ وردها لحضني يا رب ردها ليا وفرح قلبي بيها يا رب ) ثم وجدت نفسها تدعي باسمه ( يا رب احفظه يا رب ) اخذت تردد ذلك الدعاء بخشوع ولكنها وجدت آدم يرتب علي ظهرها فنظرت له وهي تبكي فاحتضنها بشدة و اخذ يقرأ لها بعض الآيات القرآنية لكي تهدأ
…………………………………..
كنت تجلس تحتضن صغيرها وتنظر له بحب و تتكلم معه وكأنه يسمعها هو قطعه منها رغم كل شيء تحبه بل تعشه ولكنها تخاف عليه من ظلم تلك الحياة تخاف ان يكون ظالماً حاقد تنهدت وهي تهمس له بصوتها الحاني :
– انا استحملت علشانك كل شيء وهضحي عشان احميك بكل شيء وصدقني أن من يوم ما عرفت بوجودك وأنا بحارب عشان ارحمك وارحم نفسي من الوجع اللي في الدنيا دي صدقني موجعه اوي الظلم فيها كتير والشر اكتر عشان كده لازم نبعد عن هنا بسرعة قبل ما يمسك ظلم البشر لازم انقذك من وحوش البشر عشان تفضل ملاك زي ما انت ملاك يا ماما
اخذت تبكي بأحضانه بخفوت تشعر ان ما عزمت عليه لها وله راحه تريد ان تبتعد و تبتعد عن اي شيء وعن كل شيء فما هو السبيل غير ما عزمت عليه…… تعال صوت هاتفها فوضعت الصغير في فراشة ببطء ثم قبلته مره اخري وهي تعرف هوية المتصل جيداً وسارت ببطء باتجاه هاتفها وكأنها تحسب خطواتها ولكن ساد الصمت مرة اخري للحظات وهي تبتسم ببرود شديد وهي تحمل الهاتف بيديها و ما هي الا لحظة وعاود صوت الهاتف مرة أخري فاتسعت ابتسامتها بل تعالت لتصير ضحكه وهي تفتح الاتصال وتستمع الي انفاسه قبل ان يقول :
– أنتِ فين…… اتصلت قبل كده ومردتيش…… و ايه الاخبار عندك عاصي اخبارها ايه
تعالي صوت ضحكتها وهي تقول له :
– مم أنا في مكاني الصحيح يا زوجي العزيز….. كنت مع ابنك فكرة… اما الاخبار في عندك انت مش انت اللي خطفت البنت وابوها…. اما عاصي عرفش تعالي انت شوفها بنفسك او اخطفها .. وده ملخص التحقيق اه
اتسعت حدقت عينه بغضب عارم وهو يضغط علي الهاتف بغضب وقال بصوت مرتفع :
– عائشة الكلام اللي قولتيه ده ها تتعقبي عليه وعقابك هيكون شديد واخر مرة تنطقي بحرف من اللي انت قولتيه ده……. ثم ضيق عينيه وهو يقول عرفتِ منين موضوع عز الدين
– تعالت صوت ضحكتها اكثر وهي تقول باحتقار :
سهل تعرف اوي لما تكون عارف مين هو شيخ المنصر…. ويا تري عقابك هيكون ايه هتكسر دراعي ولا ها تحبسني ولا ها تغتصبني
– عائشة….. كل حرف من اللي قولتيه بحساب وحسابك عسير ترجعي البيت انت والولد حالا وعقابك انك مش ها تشوفيه لمدة طويلة والمدة دي هتكوني في جحيم
قالها ثائرا ولكنها لم تخف او تتزلزل بل هي عزمت وانتهت :
– جواد…. انت بتحب سعيد يعني بتحس انه وحشك عوزه في حياتك … صدقني لو فكرت لو لحظة هتعرف انه مش فارق معاك صح….. جواد انا مش هخاف منك تاني ومش هرجع ليك وصدقني في كل كلمة تقولها انت… انت مريض… وهمت نفسك بقصص من خيالك وضيعت نفسك و ضيعتني و هتضيع ناس كتير وانا مش هسمحلك بده انا مش خايفة منك انا مش خايفة والطفل اللي انت بتتكلم عنه ده ابني انا انت اغتصبتني والمغتصب ملهوش ولاد ده ابني .. ابني
ثم انهت المكالمة وهي تبكي بشدة واسرعت الي مهد الصغير وحملته ثم الي احد زوايا الغرفة وجلست تحتضن الصغير بيد مرتجفة و هي تقول :
– انا معاك متخفش مش هيوصل لنا مش هيقدر
…………………………………………………
– هقتلك والله لقتلك يا عائشة هخليك عبرة هقتلك
اخذ يردد تلك الكلمة بصوت عالي وهو يسير ذهابا وايابا في تلك الغرفة ثم دلف احد الرجال الي الغرفة ووقف ينظر له وهو بتلك الحالة فنظر اليه جواد وقال بغضب :
– عوزها تكون هنا …… عائشة و الولد عوزهم يكونوا هنا وبسرعة
– غلط يا باشا نقرب حالا من المزرعة… خطر
– انا قولت حالا
……………………………………..
كانت حنان تستعد في الصباح لتذهب لمنزل آدم لكي تطمئن علي عاصي حين استمعت الي هتاف عائشة فوقفت علي الفور واستدارت تنظر لها نظرت الي امها بحب شديد وابتسمت لها ثم اتجهت باتجاهها ثم اعطتها ظرف ورق وقالت بحب :
– ماما ادي ده لعاصي ده.
نقلت حنان نظرتها لابنتها و لذلك الظرف بتعجب و :
– ايه ده يا عائشة !؟
ابتسمت برضا وقالت :
– ورق مهم يا ماما اديه لعاصي
– هي عاصي فايقة يا بنتي خليه معاك حالا لحد ما ربنا يصلح الحال وابقي اديه ليها
قبلتها بحب وقالت لها بإصرار :
– لا يا ماما هي مستنيه الورق ده اديه ليها بس
– حاضر يا بنتي خالي بالك من نفسك ومن ابنك علي ما ترجع
احتضنتها بشدة و قبلتها وهي تقول :
– متخفيش علينا هنبقي بخير
نظرت حنان الي ابنتها باستغراب وشعور غريب اجتاحها ولكنها كذبت ذلك و امنت علي كلامها وهي تقول وهي تتجه الي الخارج :
– ان شاء الله يا حبيبتي ان شاء الله
نظرت الي ظل امها وهي تبتعد و لهذا الحد لم تستطع ان تمنع دموعها وهي تغلق ذلك الباب و تتجه الي صغيرها.
……………………………………
نظر آدم الي الضابط الجالس امامه بينما هتف ماجد بصوت مرتفع :
يعني ايه يا حضرت الضابط مش فاهم
تكلم الرجل وهو ينظر الي ماجد بأسف :
– الموضوع ذي ما قولت لحضرتك احنا لحد حالا موصلناش لحاجه في القضيتين وده ادنا احتمال ان فعلا اختفاء كابتن عز والطفلة ليه علاقة ببعض و كمان ان الجاني مش عاوز فديه او فلوس اللي قام بالأفعال دي هدفه حاجه وحده هو الوصول ليكم انتم واكيد قريب اوي هيظهر ونعرف هو عمل كده ليه
ضحك آدم بقوة ثم قال ساخراً :
– يعني احنا المفروض نستنا لحد ما حاجه تظهر والشرطة لحد الوقت مش عارفه توصل للبنت ولا حتي لعز الدين وحضرتك بقاعد تحط احتمالات وانا المفروض اعمل ايه حالا استني صح
– يا دكتور آدم احنا بنعمل وعملنا كل وسعنا
– هتف ماجد بغضب :
– انت بتتكلم عن بنت مكملتش اربع سنين مخطوفه من بيتها و خلينا حالا نسيب موضوع اختفاء عز الدين كمان
– يا ماجد باشا ازيد من ثمانين في المئة اختفاء البنت ليه علاقه بموضوع كابتن عز
دلف عمرو الي الداخل وهو يقطع حديثهم و:
– ها في جديد
ذي ما قولت لحضرتكم احنا بنعمل كل ما في وسعنا
………………………………..
في ذلك الوقت كانت الخالة حنان تنظر الي عاصي الجالس علي سريرها تنظر الي شيء بعيب …. بحب واخذت ترتب علي شعرها بحنان و فداء وهند امامها ثم تذكرت الظرف الذي يجب ان تعطيه لعاصي لان به اوراق مهمه فقالت لهند :
– خدي يا هند الظرف ده في اوراق عائشة بتقول انها تخص عاصي ومهمه لما تفوق كده يا بنتي ابقي اديه ليها احسن تضيع مني
نظرت هند لحنان بتعجب من الامر ثم اخذت الظرف من وهي تقلبه بين يديها وقالت باستغراب :
– ظرف ايه ده وورق ايه
– بتقولي مهم شوفيه
قالتها حنان بعدم اهتمام فقامت هند بفتحه علي الفور فلم تجد غير ورقة مطوية ففتحتها واخذت تقرأ ما بها قبل ان تصرخ بأعلي صوت لها :
– عائشة…… عاصي … عائشة
جرت فداء وحنان اليها وهي مذعورا و :
– مالها يا بنتي في ايه في ايه يا هند
ولكنها كانت ترتجف و تصرخ باعلي صوت لها
– عائشة……. عائشة
…………………………
وفي الوقت ذاته كانت تحمل زجاجه معبئة بالبنزين و تقوم بتفريغها علي اغراض الغرفة وامامها الصغير ولكنها كانت تتكلم وكأنها في تلك اللحظة لا تعي اي شيء فاخذ تضحك وتبكي في انن واحد و تكلمه لتهدئة :
– متخفش انا معاك صدقني ده الحل الوحيد محدش كان هيرحمنا لا هو ولا هما انت هتفضل في نظرهم ابنه من دمه وانا… انا مراته اللي جيت اتجسس عليهم انا اللي جبتك الدنيا ولازم نسبها انا وانت الدنيا دي ملهاش مكان لينا لازم نسبها بكل ما عليها بشرها ذي ابوك وبخيرها ذي ذي امي مكنتش طيبه علي طول يوم ما استقوت كان عليا عاصي وليها اخطاء هند وليها اخطاء كل انسان فيه خير وشر حتي انا بس الخير فيك يا قلب ماما وعشان كده لازم نهرب من كل حاجه الي من ارض الخطيئة الي ارض الفضيلة لازم الحق…..
وعملته وهي ترتجف ثم اشعلت عود الثقاب ببطء ورمته علي الأرض فاشتعلت النيران بالمنزل بينما احتضت علي الصغير وجلست في تلك الزاوية وهي تبكي بصمت تنتظر مصيرها
…………………………………….
( عاصي…… انا تلك الطفل التي كانت تجري خلفك كظلك انا تلك الطفلة التي كانت تعلب في ارض بيتك انا تلك التي كنت تقصي اليها الحكايات … ولكن اليوم لم اعد طفل بل كبرت لأبعد حد أُختااه و شاهدت العالم علي حقيقته بعد كل الذي كان انا من اغتصبت بأيد احدهم علي ارض الامان ودفعتي امي في سبيل الستر والكتمان و دفن العار بالعار فتعايشت مع قاتلي بعقد موثق بميثاق ولكن انتهك كل شيء بي حتي ادماه كنت اعيش بين الاشواك كان يراني انت كان يحبك انت يعاملني كورده علي انني العاصي وكحشرة عندما يفوق من نوبات مرضه لو تعلمين عن الوجع بالوجع لو تعليمين عن الانتهاك بالمهانة فقط لو تعليم لقد ربه ابيه علي كره اسود ورغبة متوحشة بامتلاك تلك الارض ومرضة بامتلاكك انت نعم اتكلم عن ما يدعي زوجي اتكلم عن جواد سنوات يخطط عن امتلاك كل شيء وبما فيهم أنتِ حبيبتي لقد ابعدك القدر عن ذلك الشر ولكنك واسفه رجعت الي هنا فدبر ودبر عاصي ابحثي عن ابنتك عند جواد كنت اعلم منذ البداية انه هو الخاطف ارسلني اليك لا تجسس عليك وانقل له اخبارك وصدقيني حبيبتي كنت افعل لكي انقذ نفسي وابني ولكن ذلك اليوم الذي سمعته يدبر لقتل زوجك الذي يحتجزه وقتل اخيك و ادخال ماجد السجن ليكون كل شيء بين يديه لم اقدر علي التضحية بآدم اخي الاكبر و بهم ولكن لم اقدر علي المواجهة حبيبتي في ذلك الوقت سأكون قد رحلت ومع ابني الصغير لم اقدر علي ترك ليتعرض لما تعرضت له نعم سأرحل عن ذلك العالم الذي ينتهك حرمة الغير ينتهك الحقوق ينتهك البراءة عاصي ان راحله فدعي لي بالمغفرة وصيتك امي واتمني ان تسامحي انسان لم يكن لديها شجاعة وقوه اتمني ان تكوني سعيدة بعد ان تجلبي ابنتك لأحضانك الي اللقاء حبيبتي الي اللقاء ….. عائشة )
شهقت حنان واخذت تصرخ بعد ان انتهاء آدم من قراءة الرسالة ولكن الجميع في صدمة مما عرفه لتو بينما بكت عاصي و ماجد وآدم وعمرو ينظرون الي بعضهم بعد تصديق اما فداء فاحتضنت هند واخذت تبكي هي الأخرى ولكن مر الوقت وحكم القدر فتعالي هتاف الفلاحين من الخارج وهم يجرون وصيحات عالية بشدة :
– اجروا يا ولاد بيت الحاج علي فيه حريقة كبير اجووا
– يا دكتور ادم يا دكتور بيقولوا بيت الحاج علي في حريقة ومحدش عارف يطفئها……..
↚
اخذ ينظر الي ذلك الباب المغلق يريد ان يراها لكي يطمئن قلبه الذي يتألم من اجلها ولكن عقله يرفض ذلك الضعف يرفض الاستسلام والاشتياق وبعد تفكير تقدم وتقدم حتي وقف امام باب تلك الغرفة مباشرتاً ولكنه لا يستطيع اذا راها الآن ستنهدم حصونه المنيعة التي عزم علي بنائها لماذا يرجع الان بقرارة هو قرر أن ينسي ويتنسى ويعيش ولكنها ما زات تطارد أفكاره و هو رجل دهس قلبه تحت قدميها ولا سبيل عنه لضعف و الخذلان وبالداخل كانت هي تشعر به تشعر بقربه فنظرت إلي باب الغرفة باشتياق وتقدمت هي الأخرى لتقف امام ذلك الباب وتنظر له هو هنا هي تشعر بذلك و المسافة بين الاجسام قريبة ولكن أرواحهم بعيده و القلوب تهتف بأسمائهم
( استحلفك بالله حبيبي ان تقترب فان الآن في حاجه اليك اشعر بالوحدة و اليتم اشعر باليأس اريدك بجانبي لأطمئن بوجودك و اشعر الآمن بين يديك)
( عن اي كلام تتكلمين عن اي شعور تتحدّثين هل تناسيتِ ما كان لم تنظري خلقك يومها تركتي قلبي ينزف دماءً فرقة والم اشتياق تطلبي الامن تطلبي الحنان تطالبيني بالنسيان لا حبيبتي لابد أن تشعري بذلك الشعور الدامي لتتعلمي النظر الي جراح غيرك ولتتعلمي أن الحزن للحزن والجرح للجرح الوجع للوجع دواء )
هي تنتظر وهو ينتظر و القدر كان هو الحكم في تلك المعركة معركة قلوب منهكه لكليهما حين رن هاتفه برقم ينتظره منذ عددت أيام فابتعد بسرعة وهو يفتح هاتفه ليرد علي المتصل و :
- ايون يا ماجد احنا وصلنا
- تمام ثواني واكون عندكم
و ما هي الا لحظات معدودة وكان يقف في حديقة المنزل يستقبل ذلك الزائر المنتظر ولحظة و شاهدة تلك السيارة التي تقترب وتقترب ثم وقفت علي بعد خطوات منه و خرج منها شاباً يضع نظارته الشمسية علي وجهة مما فتخفي الكثير من ملامحة فتقدم ماجد الية مسرعاً وهو يبتسم ابتسامة ترحيبية و يقول:
- الدنيا نورت يا عم آسر وربنا
ثم عانقه بمودة فبادله الاخر العناق وهو يقول بخشونة معتدة :
- تسلم يا ماجد، بس عاوز اعرف ايه الاخبار
- مفيش جديد يا آسر.... ارتاح الاول من المشوار و بعدين هحكيلك علي كل حاجه
قالها ماجد بخفوت فكاد آسر يتكلم حين استمع الي صوت من بعيد يعرفه جيد فاتسعت عينه وهو ينظر الي السيارة البعيدة التي تقف علي مسافة قريبه و تطل منها تلك المبجلة زوجته بتلك البطن المنتفخة أمامها و تتشاجر مع احد الفلاحين استغفر سرا وسار باتجاهها وهو يتمتم ببعض الكلمات ومن خلفه ماجد الذي يتبعه بعدم فهم .... كانت تتشاجر مع ذلك الفلاح الذي قطع عليها طريقها بأغنامه وحين لا حظت القادم من مسافة ليست بقريبه ولا هي تلك البعيدة والغضب ظاهر علي وجهه فابتلعت ريقها بخفوت و اسرعت كي تستقل سيارتها لترجع من حيث أتت ولكن صوته المرتفع جعله تقف مكانها فوقف خلفها وهو يقول يهتف بغضب من بين اسنانه :
- استني عندك …. ايه اللي جابك هنا
وضعت يديها علي بطنها بحركة تلقائيه توحي بالحماية و هي تستدير تنظر له بتعاطف :
- اصل ... اصل كنت يعني
تسارعت انفاسه وهو يتقدم نحوها فابتعدت بسرعه وهو يقول :
- كنت ايه انطقي
نظرت حولها فلم تجد غير طريقة واحدة لكي تتخلص من هذا الموقف اي وهي البكاء فأخذت تبكي بصوت مرتفع فتغيرت ملامحة من الغضب الي المفاجئ و هو يسمعها تقول وما زالت تبكي :
- أنت.... متجوز عليا أنا عارفة من يوم ما عملت عملتك و خلتني اسيب شغلي وابقي عاملة زي الكورة... وبعدين تسبني بعد ما اخدت اجازة اسبوع عشان تتجوز ده اللي مش هسمحلك بيه يا انا وبنت يا الجوازه دي واتفضل اوعي من سكتي عشان اعدي
كان ماجد ينقل نظراته بين آسر و زوجته وهو يستمع الحوار ببلاهة أما عن آسر أخذ نفس عميق ليهدأ من شدة غضبه وقال :
- ربنا يصبرني عليك عشان انا خلاص فاض بيه منك وتعبت
- أنا....
- اسكتي مش عاوز اسمع صوتك
ثم اخذ يفكر ماذا يفعل الآن فهو يخاف يتكرها تعود وحدها في ذلك الطريق الطويل و لا يستطيع ان يترك صديقة في تلك المحنه فهو في حاجه اليه ….فنظر الي ماجد وقال معلش يا ماجد ها تستقبلني أنا وقدري اقصد عملي يوووه مراتي كان يتكلم وهو يضغط علي اسنانه بغضب ثم فنظر اليه ماجد وقال :
- عيب اللي بتقوله ده اتفضلوا
نظر آسر الي زوجته وهو يقول لها بصوت أمر :
- اتفضلي يا عملي
ضيقت ما بين حاجبيها فتحت فمها لكي تتكلم ولكنه امرها بالصمت و هتف :
- من غير ما اسمعلك صوت يله
صارت امامه وهي تتمتم بكلام غير مفهوم وهو خلفها يكتم ضحكته بصعوبة فمنظرها وهي تسير كان مضحك للغاية و لكن توقف الجميع مكانه وهم يرون آدم قادم بفرسة وخلفه كانت عاصي تمتطي نفس الفرس و علي حصان آخر كان عمرو فنزل آدم أولا ثم أنزل عاصي بغضب وسحبها إلي البيت فأسرع عمرو خلفة يحاول تهدئته فيما اصطحب ماجد آسر وزوجته الي الداخل بسرعة بينما كانت قمر تنظر إلي آدم وسارعت لتدافع عن الفتاة التي يعاملها ذلك الشاب بهمجيه وقسوة.
....................................
وفي ذلك الوقت نظر عز الدين إلي الرجلان اللذان دخلا الي الغرفة وهم يحملان فتاة فاقدا للوعي فألقوها علي الأرض الصلبة ونظر أحداهم لغز الدين بغضب ثم خرجوا من حيث اتو بدون ان يوجه له أي كلمة ... نظر عز الدين إلي تلك الفتاة وقلبه يخفق بشدة من هي تلك الفتاة هل هي... عاصي اتسعت عينه وانتفض قلبه بالخوف و وببطء شديد اقترب منها ثم مد يده لينزع ذلك الوشاح الذي يغطي عينيها فاتسعت عينيه وهو يهتف بذهول :
- عائشة
.................................................. .............
- الشخص ده خد مني اغلي ما عندي يا آدم وانا اللي هختار الطريقة اللي هتعامل بيها معه عشان ارجع بنتِ وابوها
قالتها بغضب شديد والاصرار في عينيها التي تشبه أوراق الشجر وقت الربيع بينما كان هو يكاد يجن جنونه عندما سمع منها هذا الكلام فهتف غاضبًا :
- أنتِ أكيد مش في وعيك عشان تقولي الكلام ده
- لا يا آدم انا مش صغيرة عشان اجري استخبي علي ما أنت تجبلي حقي انا حالا بقيت أعرف اخد حقي وازي اقدر اوصل لبنتي
تعالي صوتها بشده فجعل من في البيت يتجمع في تلك اللحظة حتي اختها قررت التخلي عن خلوتها لتعرف ماذا يحدث ، تعالي صوت آدم مره أخري وهو ينظر اليها ويقول ساخراً :
- من أمتي يا عاصي من امتي كانت فين قوتك لما كنت عايشه علي المهدئات كانت فين وانت بتنهاري يوم عن يوم كانت فين لما قررتِ تنهي بيتك وحياتك ودخلتيني لعبتك كانت فين
نظرت له بصدمة و الدموع تتجمع بعينيها و قالت :
- أنت بتعيرني يا آدم
تجمع الدموع في عينيه جعل تلك الثورة بداخله تهدئ قليلا وقال :
- فصحيك يا عاصي ...... ابعدي عن جواد وانا هتصرف معه
وبقوه وصوت مرتفع قالتها وهي تنظر له وكأنها حسمت امرها :
- البنت بنتي أنا اللي هرجعها لحصني ، واساعد ابوها وانا اللي هتصرف
ضحك ضحكة ساخرة وقال بلهجة أكثر سخريه :
- هتتصرفِ ازاي بقي ها اقدر اعرف
نظرت له ثم قالت بعد برهه :
- لو طولت حتي يا آدم اسلمه نفسي في سبيل بنتِ هعمل كده وأضن هو هيبقي سعيد بده
اتسعت اعين الجميع حين رفع آدم يده لتسقط علي وجهه وكانت المرة الاولى التي يقوم آدم بضرب أحداهم ولكن هي من أوصلته لذلك جرب ماجد وعمرو وآسر معهم وأخذوا يبعدوا آدم عن عاصي التي نظرت له بعدم استيعاب حين اخذ يقول :
- هقتلك يا عاصي لو قولتي كلمه من دي علي لسانك هقتلك تسلميه نفسك قدرتي تقوليها .... لما تبقي في حكمك يا عاصي لما تبقي في حكمك... أنتِ لسه مرات عز الدين مراته شرعاً وقانونا وقلبك وروحك معه مراته يا عاصي مراته
نظرت له ولمن حولها وكلمات آدم تتردد داخل أذنيها مره واثنان وثلاثة ولأسف ظلت تنظر له بعدم فهم لعله يفيق من نوبة غضبة ليؤكد لها ذلك الكلام
............................................
نظر عز الدين إلي باب الغرفة التي فتح علي مصرعيه ثم ظهر شخصاً ما فاتسعت عينه وهو يقول متفاجئاً :
- جواد
نظر اليه وهو يبتسم بسخرية لاذعة ثم قال :
- كابتن عز الدين مهران اهلا وسهلا بيك وحشتنا يا راجل ... رجلتي عملوا معاك الواجب ولا ايه طمني
- أنت اللي بتعمل كل ده فينا
تكلم عز الدين باندهاش فتعالت ضحكات جواد وهو يقول :
- هو بذاته والهدف شيء واحد اكيد عارفه... عاصي
نظر له عز الدين بغضب وقال له بصوت جهوري :
- اياك تجيب سيرتها
ضحك بشدة وقال بسخرية :
- لالالا بلاش الغضب ده والعصبية دي اهدي كده يا راجل وعلي العموم انت لسه حسابك بعدين بعد ما احاسب بنت..... دي هنتكلم ونصفي حسبنا
ثم توجهه الي ذلك كوب الماء واخذه ثم ألقه بوجه عائشة فتحركه أهدابها ثم فتحت عينيه بعدم استيعاب وما هي الا لحظتها جعلتها تستوعب كل ما كان لتشاهده يقف امامها ويضحك بجنون فعلمت أنه الآن ليس بحالته الطبيعية وان مصيرها المحتوم بين يديه ….
- اهلا بيكي يا مراتي في المكان اللي هيبقي فيه جحيمك... ونهيتك ……..
↚
اخذ ينظر الي ذلك الباب المغلق يريد ان يراها لكي يطمئن قلبه الذي يتألم من اجلها ولكن عقله يرفض ذلك الضعف يرفض الاستسلام والاشتياق وبعد تفكير تقدم وتقدم حتي وقف امام باب تلك الغرفة مباشرتاً ولكنه لا يستطيع اذا راها الآن ستنهدم حصونه المنيعة التي عزم علي بنائها لماذا يرجع الان بقرارة هو قرر أن ينسي ويتنسى ويعيش ولكنها ما زات تطارد أفكاره و هو رجل دهس قلبه تحت قدميها ولا سبيل عنه لضعف و الخذلان وبالداخل كانت هي تشعر به تشعر بقربه فنظرت إلي باب الغرفة باشتياق وتقدمت هي الأخرى لتقف امام ذلك الباب وتنظر له هو هنا هي تشعر بذلك و المسافة بين الاجسام قريبة ولكن أرواحهم بعيده و القلوب تهتف بأسمائهم
( استحلفك بالله حبيبي ان تقترب فان الآن في حاجه اليك اشعر بالوحدة و اليتم اشعر باليأس اريدك بجانبي لأطمئن بوجودك و اشعر الآمن بين يديك)
( عن اي كلام تتكلمين عن اي شعور تتحدّثين هل تناسيتِ ما كان لم تنظري خلقك يومها تركتي قلبي ينزف دماءً فرقة والم اشتياق تطلبي الامن تطلبي الحنان تطالبيني بالنسيان لا حبيبتي لابد أن تشعري بذلك الشعور الدامي لتتعلمي النظر الي جراح غيرك ولتتعلمي أن الحزن للحزن والجرح للجرح الوجع للوجع دواء )
هي تنتظر وهو ينتظر و القدر كان هو الحكم في تلك المعركة معركة قلوب منهكه لكليهما حين رن هاتفه برقم ينتظره منذ عددت أيام فابتعد بسرعة وهو يفتح هاتفه ليرد علي المتصل و :
- ايون يا ماجد احنا وصلنا
- تمام ثواني واكون عندكم
و ما هي الا لحظات معدودة وكان يقف في حديقة المنزل يستقبل ذلك الزائر المنتظر ولحظة و شاهدة تلك السيارة التي تقترب وتقترب ثم وقفت علي بعد خطوات منه و خرج منها شاباً يضع نظارته الشمسية علي وجهة مما فتخفي الكثير من ملامحة فتقدم ماجد الية مسرعاً وهو يبتسم ابتسامة ترحيبية و يقول:
- الدنيا نورت يا عم آسر وربنا
ثم عانقه بمودة فبادله الاخر العناق وهو يقول بخشونة معتدة :
- تسلم يا ماجد، بس عاوز اعرف ايه الاخبار
- مفيش جديد يا آسر.... ارتاح الاول من المشوار و بعدين هحكيلك علي كل حاجه
قالها ماجد بخفوت فكاد آسر يتكلم حين استمع الي صوت من بعيد يعرفه جيد فاتسعت عينه وهو ينظر الي السيارة البعيدة التي تقف علي مسافة قريبه و تطل منها تلك المبجلة زوجته بتلك البطن المنتفخة أمامها و تتشاجر مع احد الفلاحين استغفر سرا وسار باتجاهها وهو يتمتم ببعض الكلمات ومن خلفه ماجد الذي يتبعه بعدم فهم .... كانت تتشاجر مع ذلك الفلاح الذي قطع عليها طريقها بأغنامه وحين لا حظت القادم من مسافة ليست بقريبه ولا هي تلك البعيدة والغضب ظاهر علي وجهه فابتلعت ريقها بخفوت و اسرعت كي تستقل سيارتها لترجع من حيث أتت ولكن صوته المرتفع جعله تقف مكانها فوقف خلفها وهو يقول يهتف بغضب من بين اسنانه :
- استني عندك …. ايه اللي جابك هنا
وضعت يديها علي بطنها بحركة تلقائيه توحي بالحماية و هي تستدير تنظر له بتعاطف :
- اصل ... اصل كنت يعني
تسارعت انفاسه وهو يتقدم نحوها فابتعدت بسرعه وهو يقول :
- كنت ايه انطقي
نظرت حولها فلم تجد غير طريقة واحدة لكي تتخلص من هذا الموقف اي وهي البكاء فأخذت تبكي بصوت مرتفع فتغيرت ملامحة من الغضب الي المفاجئ و هو يسمعها تقول وما زالت تبكي :
- أنت.... متجوز عليا أنا عارفة من يوم ما عملت عملتك و خلتني اسيب شغلي وابقي عاملة زي الكورة... وبعدين تسبني بعد ما اخدت اجازة اسبوع عشان تتجوز ده اللي مش هسمحلك بيه يا انا وبنت يا الجوازه دي واتفضل اوعي من سكتي عشان اعدي
كان ماجد ينقل نظراته بين آسر و زوجته وهو يستمع الحوار ببلاهة أما عن آسر أخذ نفس عميق ليهدأ من شدة غضبه وقال :
- ربنا يصبرني عليك عشان انا خلاص فاض بيه منك وتعبت
- أنا....
- اسكتي مش عاوز اسمع صوتك
ثم اخذ يفكر ماذا يفعل الآن فهو يخاف يتكرها تعود وحدها في ذلك الطريق الطويل و لا يستطيع ان يترك صديقة في تلك المحنه فهو في حاجه اليه ….فنظر الي ماجد وقال معلش يا ماجد ها تستقبلني أنا وقدري اقصد عملي يوووه مراتي كان يتكلم وهو يضغط علي اسنانه بغضب ثم فنظر اليه ماجد وقال :
- عيب اللي بتقوله ده اتفضلوا
نظر آسر الي زوجته وهو يقول لها بصوت أمر :
- اتفضلي يا عملي
ضيقت ما بين حاجبيها فتحت فمها لكي تتكلم ولكنه امرها بالصمت و هتف :
- من غير ما اسمعلك صوت يله
صارت امامه وهي تتمتم بكلام غير مفهوم وهو خلفها يكتم ضحكته بصعوبة فمنظرها وهي تسير كان مضحك للغاية و لكن توقف الجميع مكانه وهم يرون آدم قادم بفرسة وخلفه كانت عاصي تمتطي نفس الفرس و علي حصان آخر كان عمرو فنزل آدم أولا ثم أنزل عاصي بغضب وسحبها إلي البيت فأسرع عمرو خلفة يحاول تهدئته فيما اصطحب ماجد آسر وزوجته الي الداخل بسرعة بينما كانت قمر تنظر إلي آدم وسارعت لتدافع عن الفتاة التي يعاملها ذلك الشاب بهمجيه وقسوة.
....................................
وفي ذلك الوقت نظر عز الدين إلي الرجلان اللذان دخلا الي الغرفة وهم يحملان فتاة فاقدا للوعي فألقوها علي الأرض الصلبة ونظر أحداهم لغز الدين بغضب ثم خرجوا من حيث اتو بدون ان يوجه له أي كلمة ... نظر عز الدين إلي تلك الفتاة وقلبه يخفق بشدة من هي تلك الفتاة هل هي... عاصي اتسعت عينه وانتفض قلبه بالخوف و وببطء شديد اقترب منها ثم مد يده لينزع ذلك الوشاح الذي يغطي عينيها فاتسعت عينيه وهو يهتف بذهول :
- عائشة
.................................................. .............
- الشخص ده خد مني اغلي ما عندي يا آدم وانا اللي هختار الطريقة اللي هتعامل بيها معه عشان ارجع بنتِ وابوها
قالتها بغضب شديد والاصرار في عينيها التي تشبه أوراق الشجر وقت الربيع بينما كان هو يكاد يجن جنونه عندما سمع منها هذا الكلام فهتف غاضبًا :
- أنتِ أكيد مش في وعيك عشان تقولي الكلام ده
- لا يا آدم انا مش صغيرة عشان اجري استخبي علي ما أنت تجبلي حقي انا حالا بقيت أعرف اخد حقي وازي اقدر اوصل لبنتي
تعالي صوتها بشده فجعل من في البيت يتجمع في تلك اللحظة حتي اختها قررت التخلي عن خلوتها لتعرف ماذا يحدث ، تعالي صوت آدم مره أخري وهو ينظر اليها ويقول ساخراً :
- من أمتي يا عاصي من امتي كانت فين قوتك لما كنت عايشه علي المهدئات كانت فين وانت بتنهاري يوم عن يوم كانت فين لما قررتِ تنهي بيتك وحياتك ودخلتيني لعبتك كانت فين
نظرت له بصدمة و الدموع تتجمع بعينيها و قالت :
- أنت بتعيرني يا آدم
تجمع الدموع في عينيه جعل تلك الثورة بداخله تهدئ قليلا وقال :
- فصحيك يا عاصي ...... ابعدي عن جواد وانا هتصرف معه
وبقوه وصوت مرتفع قالتها وهي تنظر له وكأنها حسمت امرها :
- البنت بنتي أنا اللي هرجعها لحصني ، واساعد ابوها وانا اللي هتصرف
ضحك ضحكة ساخرة وقال بلهجة أكثر سخريه :
- هتتصرفِ ازاي بقي ها اقدر اعرف
نظرت له ثم قالت بعد برهه :
- لو طولت حتي يا آدم اسلمه نفسي في سبيل بنتِ هعمل كده وأضن هو هيبقي سعيد بده
اتسعت اعين الجميع حين رفع آدم يده لتسقط علي وجهه وكانت المرة الاولى التي يقوم آدم بضرب أحداهم ولكن هي من أوصلته لذلك جرب ماجد وعمرو وآسر معهم وأخذوا يبعدوا آدم عن عاصي التي نظرت له بعدم استيعاب حين اخذ يقول :
- هقتلك يا عاصي لو قولتي كلمه من دي علي لسانك هقتلك تسلميه نفسك قدرتي تقوليها .... لما تبقي في حكمك يا عاصي لما تبقي في حكمك... أنتِ لسه مرات عز الدين مراته شرعاً وقانونا وقلبك وروحك معه مراته يا عاصي مراته
نظرت له ولمن حولها وكلمات آدم تتردد داخل أذنيها مره واثنان وثلاثة ولأسف ظلت تنظر له بعدم فهم لعله يفيق من نوبة غضبة ليؤكد لها ذلك الكلام
............................................
نظر عز الدين إلي باب الغرفة التي فتح علي مصرعيه ثم ظهر شخصاً ما فاتسعت عينه وهو يقول متفاجئاً :
- جواد
نظر اليه وهو يبتسم بسخرية لاذعة ثم قال :
- كابتن عز الدين مهران اهلا وسهلا بيك وحشتنا يا راجل ... رجلتي عملوا معاك الواجب ولا ايه طمني
- أنت اللي بتعمل كل ده فينا
تكلم عز الدين باندهاش فتعالت ضحكات جواد وهو يقول :
- هو بذاته والهدف شيء واحد اكيد عارفه... عاصي
نظر له عز الدين بغضب وقال له بصوت جهوري :
- اياك تجيب سيرتها
ضحك بشدة وقال بسخرية :
- لالالا بلاش الغضب ده والعصبية دي اهدي كده يا راجل وعلي العموم انت لسه حسابك بعدين بعد ما احاسب بنت..... دي هنتكلم ونصفي حسبنا
ثم توجهه الي ذلك كوب الماء واخذه ثم ألقه بوجه عائشة فتحركه أهدابها ثم فتحت عينيه بعدم استيعاب وما هي الا لحظتها جعلتها تستوعب كل ما كان لتشاهده يقف امامها ويضحك بجنون فعلمت أنه الآن ليس بحالته الطبيعية وان مصيرها المحتوم بين يديه ….
- اهلا بيكي يا مراتي في المكان اللي هيبقي فيه جحيمك... ونهيتك ……..
↚
- أنتِ لسه مرات عز الدين مراته شرعاً وقانونا وقلبك وروحك معه مراته يا عاصي مراته
- نظرت له ولمن حولها وكلمات آدم تتردد داخل أذنيها مره واثنان وثلاثة ولأسف ظلت تنظر له بعدم فهم لعله يفيق من نوبة غضبة ليؤكد لها ذلك الكلام ولكن كيف فهو طلقها امام الجميع منذ ما يقارب اربع سنوات هل كل هذا كان سرب نظرت لآدم بصدمة و قالت :
- مراته ازاي وهو مطلقني قبل ما اسافر
- ايون مراته عشان هو ردك بعدها غيابي
هتف ماجد لكي يوضح كل شيء ثم أكمل بس مش ده المهم حالا المهم انك تبعدي عن جواد لحد ما نعرف مكان عز الدين و بنتك بلاش يا عاصي تتصرفي من دماغك
مصدمة هي لا تعرف ماذا تقول وماذا عليها فعله وهل هناك حقائق ما زالت مخفيه عنها.
- أنا لازم أعرف كل حاجه يا ماجد وفي اسرع وقت
هتف آسر وهو ينظر للجميع وبجانبه كانت قمر تنظر لتلك الفتاة نظرات مبهمة فكيف لا تعلم بأمر كهذا فهناك عددت أمور يجب أن تعرفها واين عز الدين هل أصبح أب وهم لا يعرفون
تنحنح ماجد وهو يقترب من آسر ليقف أمامه ويقول له :
- أطلع أرتاح أنت الأول عشان مراتك وبعدين هحكيلك كل حاجه
نظر آسر إلي تلك التي تقف بجانبه ببطنها المتكور فتأفف بغضب و هو يعاود النظر إليه حين أشار ماجد إلي فداء لتوصلهم الي غرفتهم بعد أن رحب بهم آدم .. سارت مع زوجها وهي تنظر الي الفتاة التي جلست الأرض تنظر الي الجميع بعدم فهم و لمعه الماسه في عينيها هي التي تدل علي مشاعرها فأقسمت أن تعرف كل شيء وتساعدها فهي قمر الاسيوطي والقسم عندها شهادة
...............................
نظرت عائشة حولها بخوف ورهبه لماذا لم يتركها لماذا لم ترحل يا الله هل هذا الشخص مقدر لها مقدر أن يقف بينها وبين الحياة و يفصل بينها وبين الموت ولكن ما شل أترافها من الخوف هو منظر نظراته و ذلك المكان أين هي وأين صغيرة ربه هل.... هل تأذى لا لا ستموت حقا أن أصبه مكروه ولماذا تركه وخرج ولم يخبرها عنه لماذا يا الله أين ويلدها و ما هي الا بره وسمعت صوت بجانبه تعرفه جيدًا أنه هو... عز الدين
- عائشة أنت بخير ايه اللي جابك هنا
نظرت حولها فالمكان لا تستطيع أن تري فيه شعه من النور ولكن الصوت قريب جدا فقالت بسرعة
- عز الدين أنت هنا.. انا بخير بس أبني مش عارفه ودوه فين... أنا خايفه عليه
- بصي انا هنا في نفس المكان اهدي واحكيلي كل حاجه حصلت وايه اللي خله الجبان ده يجيبك هنا
حاولت أنا تجلس بوضعية صحيحة واخذت تنظم أنفسها وراحت تقص له من هو جواد وماذا تعرف وما هي خطته فاخذ يستمع لها بإصغاء وترقب
.....................................
جلس علي ذلك الكرسي وهو يتبادل النظر مع رجاله ثم هتف بقوة :
- عينكم الايام الجايه علي المزرعة كل حاجه توصلني وخليكم مستعدين لتنفيز اوامري وخالو بالكم من آدم عاوز اعرف اخباره بيروح فين وبيجي منين أول بأول
- أمرك يا جواد بيه.... طيب هنعمل مع الواد اللي جوه ده و و ست عائشة
قالها أحد الرجال بتردد فنظر إليه جواد وقال :
- أول ما الوضع يهدي عاوز اخلص منهم وبنفس الطريقة اللي اتقتل بيها برعي يله كل واحد يروح يشوف هو بيعمل ايه
انصرف الرجال بسرعة فنظر هو في الفضاء امامه ابتسم بفخر فقريبا جدا سينتهي من كل شيء يبعد بينه وبين عاصي وستصبح له هو وهي والطفلان و عندما تذكر الطفلان هتف بصوت مسموع باسم أحدهم و
- ماهر...... انت يا زفت
اسرع اليه احد الشباب ونظر اليه وهو يهتف بسرعه
- أمرك يا جواد باشا
- عوزك تخالي بالك من الولد والبنت واياك اياك تهمل فيهم
نظر الشاب لجواد ثم تنحنح بخفوت وقال باضطراب :
- البنت كنت بخلي باللي منها يا جواد باشا بس الولد إزاي بس اقدر اخلي باللي منه ده لسه طفل بيرضع
نظر إليّه جواد بنظرات مريبة ثم هتف بقوه :
- أنا مالي اتصرف أنا جيبك و دفعلك فلوس عشان تخلي بالك منهم اتصرف
لا يعلم من أين آتي هذا الرجل بكل تلك القسوة والجبروت فهؤلاء اطفال ماذا فعلوا له لو يعلم ماذا فعل هو ليرزقه الله بطفل من صلبه لكان بقي طوال حياته يحمد ربه علي تلك النعمة ... نظر مرة آخري له وهتف بارتباك :
- طيب يا باشا انا عندي فكرة أوديهم لمراتي تأخذ بالها منهم
نظر إليه جواد بنظرات ثاقبه ثم قال :
- لاء هات مراتك هنا عشان أبقي مطمئن أكتر
اتسعت حدقتي عينه وهو يتظر لجواد بغضب ثم هتف :
- مراتي إزاي أجبها هنا يا باشا مش هينفع
- لا هينفع هتقعد بالعيال في الاوضه اللي هناك دي ولو مينفعش أنت هتخليه ينفع
ثم نظر إلي ساعة يده وهم بالوقوف وهو يقول له بأمر لا يقبل المجادلة
مش هوصيك عليهم ..... والكلب والكلبة اللي جوه دول تمنع عنهم الاكل والشرب أنت فاهم ثم تركه وذهب من أمامه أخذ يفكر بالأمر كيف له أن يأتي بها إلي هنا كيف له أن يعرضها لتلك الأخطار وهو من فعل كل هذا من أجلها من أجل أن يرها تبتسم بسعادة وهي تحمل أبن لهما حبيبته وزوجته التي كان سيفقدها ولكن من غيرها يستطيع أن يهتم بالصغيران فهو يشفق علي حالهم ولولا الحاجه والمزلة لكن له طريق أخر يسلكه بعد أن علم الحقيقة ولكن ماذا عساه أن يفعل الأن فهو لا حيلة له في الأمر ولا حول له ولا قوة فالأمر واجب ويجب عليه التنفيذ
.........................................................
في صباح يوم جديد كانت تجلس في حديقة المنزل مازالت لا تفهم شيء مما قاله آدم وماجد بالأمس هل حقاً هي ما زالت زوجته كيف له ذلك وكل تلك السنوات تريد أن تعلم كل شيء لتستطيع أن ترتب أفكرها ولكن هل إن كانت زوجته أو لا هل ستعدل عن تلك الافكار المجنونة التي أخذت ترتب لها فهي الآن لابد أن تصل إلي ابنتها واليه بشتي الطرق ولكن هل سيسامحها آدم إن علم ما تود أن تفعل فهو لا يتحدث معها من بعد تلك الليلة فالجميع مشغول مع ذلك الضابط صديق عز الدين ويجلسون لأوقات طويلة بداخل غرفت المكتب الخاصة بآدم ولا تعرف إلي ماذا وصلوا وفي هذه اللحظة تعال صوت هاتفها الخاص فنظرت إليه ثم نظرت حولها لتطمئن نفسها من خلو المكان ثم فأسرعت بالرد بنبرة باردة و
- أيون يا جواد خير وصلت لحاجه
وبنبرة ماكرة استطاعت أن تميزها وهي تسمع
- أيون يا عاصي لازم أشوفك وتكلم في حاجات كتير عرفتها ولازم تعرفيها
نظرت إلي الفضاء من حولها وهي تضم قبضة يديها بغضب وقالت
- صعب يا جواد الفترة دي أنت عارف الوضع
- أنا عرفت أخبار عن بنتك عرفت مين اللي خطفها
صمت سكون اتساع ضربات قلبها و رعشه تسللت لأطرفها هل سيرد إليها ابنتها هل عدل عن خطته و لم تعطي اي رد علي كلماته ولم تستطيع حتي أن تفرض احتمالا واحد فكيف لملاك أن يتعقب اثار شيطان وجاهدت لكي تتكلم مرة أخرة ودموع عينيها تهبط بغزارة أهً علي تلك الالام كل ذرة من كسدها توجعها وبأنفاس متقطعة هتفت :
- بجد يا جواد عرفت حاجه
وباتزان كان الجواب :
- أيون يا عاصي الكلام مش هينفع في التلفون لازم اشوفك ايه رأيك نتقابل بليل عند السقية بعد العشاء
والرد كان بسرعة فائقة فلا داعي بالتمهل :
- ماشي هستناك هكون هناك
وضعت يدها علي قلبها وهي تشهق بتقطع تقسم ان كل هذا فوق طاقتها بكثير اخذت تجاهد لكي تستطيع أن تتنفس مجدداً ولكنها استمعت إلي تلك التي تتحدث خلفها بغضب :
- أنا قولتلك بلاش تعملي حاجه الا أما ترجعيني... بس أنت ماشيه من دماغك فكرة انها لعبة هتستني فين ومع مين
استدارت لها بسرعة وقالت بأنفاس متلاحقة :
- ده قالي أنه عرف أخبار عن بنتي يا قمر و هيقولي عليها بليل
نظرت لها قمر بنظرات متمهلة ثم اخذت تفكر بكثب وهتف بتمهل
- أنا كدة لازم أرتب كل حاجه من جديد كدة في حاجة غلط أنتِ هتروحي بليل بس أنا هبقي معاك لازم أشوف اللي اسمة جواد دة
وبطريقة تلقائية اعتادت عليها أحاطت بطنها المنتفخ وكأنها تحمي طفلتها ونفسها واخذت تفكر وهي تبتعد عن عاصي
....................................................
دلف جواد إلي منزلة وهو ينظر هنا وهناك يبحث عن والده فهو لم يره منذ عددت ايام ولكن لم يجده فنادي بعلو صوته علي الخادمة و قال
- أمال الحاج سعيد فين يا سعدية
- لسه ما نزلش ف يا جواد بيه
نظر لها جواد ثم نظر إلي ساعة يده وقال بعدم فهم
- الوقت أتأخر مش عادة أبويا ينام لحالا
واستدار بسرعة صاعداً إلي غرفة والده وأخذ يطرق بالباب عددت مرات متتالية حتي سمع صوت سعيد غالب يسمح له بالدخول ، دلف جواد إلي الداخل وهو ينظر إلي ابيه الذي يجلس في علي سريرة وينظر أمه فاسرع جواد وقال بقلق واضح
- بابا ... في حاجه حضر تعبان .. ليه لسه منزلتش تحت
نظر له سعيد بغضب وهتف بعصبيه وبصوت قاسي :
- بفكر... في اللي انت عملته مش قادر اوصل للي في بالك تقدر تقولي ليه لسه ابن كامل عايش لحد حالا ليه خطفت البنت الصغيرة ودماغك فيها ايه لما انت موقف كل حاجه حالا ثم تابع بعلوا صوته كل ده عشان عاصي صح
نظر له جواد بغضب وقال :
- أنا عملت كل اللي انت أمرت بيه عشان احقق اللي انت عوزه بس في حاجه انا عوزها من كل ده أوصل لعاصي ..... لأنها هي اللي تهمني من كل دة عاصي وبس كون بقي ان الموضوع طول أو أن لسه ما نفذتش اللي اتفقنا عليه فده هيحصل بس كل حاجه في وقتها حلوة
غضب سعيد غالب بشدة و نظر إلي ابنه بنظرات قاسية وهتف بقوة :
- أنت تبقي غبي لو فكرة أنك هتوصل لعاصي... وتبقي غبي أكتر لو فكرة أنهم لحد حالا مش شكين فيك فوق و نفذ اللي اتفقنا عليه بأسرع وقت بدل ما أنفذ أن وسعتها هبعدك عن كل حاجه في أسرع وقت عوز أسمع الأخبار اللي مستنيها
لم يستطيع جواد أن يستمع إلي باقي كلام أبيه فأسرع وخرج من الغرفة بل من المنزل بأكمله وهو يفكر بكلام أبيه وفكرة واحدة تسيطر علي عقلة وهي الوصول لعاصي بأي شكل من الاشكل
................................
كلما ذهبت إلي أي مكان كان تتذكر تلك الذكريات تري أمام عينيها الذكريات تتجسد وكأنها اليوم هي وعائشة يجريان وراء بعضهما ويضحكان مع بعضهم و تتذكر أيضا عندما كانوا يختبان خلف تلك الأشجار خوفا من أن تراهم عاصي كانت أيام جميلة كل شيء كان مختلف حقا هي وعاصي وعائشة كل شيء حتي الهواء والماء وتلك النباتات الأرض نفسها أصبح ميته وكأنها هلكت وأقسمت علي هلاك من عليها نظرت إلي السماء والدموع تنهمر من عينيها أين هي أين روحها هل ماتت بموت عائشة واختفاء عاصي هل هي تلك الفتاة التي كانت تجري وتلعب اه أين تلك السعادة واين تلك الراحة.
كان يسير عائداً إلي البيت بعد يوم شاق فلقد بدأ بمتابعة المزرعة و متابعة العمل من جديد لعله يستطيع أن يشغل نفسه عن التفكير بتلك الفكرة التي تراوده منذ عددت أيام يريد أن يذهب ويقتله يريد أن ينهال عليه بالضرب حتي يعترف عن مكان أخية وابنته ثم يقتله ليأخذ بثأر عائشة و بعدها هو علي اتم استعداد أن يسجن فالجميع بعدها سيعيش بسلام ولكن وقف حين لمحها تسير يا الله من هذه هل تلك الفتاة هي هند هل يعقل أن الطفل التي كانت اجري وتلعب و تضحك باستمتاع أن تكبر بتلك السرعة وتتحول بروحها إلي إمراء ذابلة وكأنها تخطت سنوات عمرها لتصبح هكذا و بجاذبية لا يعرف مصدرها غير طريقة و ذهب إليها وبنبرة هادئة حاول أن يتكلم فنادي باسمها عذب المذاق و هتف :
- هند
وقفت بمكانه عندما سمعت ذلك الصوت وتلك النبرة هو نعم هو تخاف ان تستدير وتنظر له قلبه أصبح الآن ينبض بشدة وكأنه يقسم عليها أن تنظر له وهو خلفها يريد أن يرها وينظر له كم صعب ذلك الوجع عندما يكون نابع من اعماق القلب و تكرر النداء مرة آخر وكأنه يستحلفها أن تنظر له وبهمس مسموع لأذنيها هتف باسمها وكأنه يصبر ذلك الفؤاد المفطور :
وباللاحظة ذاتها استدارت والدمع تملأ وجهه و لكنها اسرعت إليه لتتعلق بأحضانه وقف الزمن وهي داخل أحضانه وقلبه ينبض بل يقرع كالطبول وعقله في تلك اللحظة وقف عن التفكير هند داخل احضانه هند قريبه منه تعانقه وتتعلق برقبته تبكي بشدة وكأنها تطلب منه الدعم وكأنه تريد منه أن يخبئها بداخله أغمض عينه ليستشعر تلك اللحظة هند بذلك القرب يا الله بينما أخذت هي تشهق وتبكي نعم تلك الدموع المتحجرة منذ ذلك اليوم أخذت تمطر كأمطار الشتاء تريد أن يقويها تريد أن يطمئنها علي ما هو آت تريد أن يحميها و تريد أن يضمن لها سلمة وسلام أحبتها رفع ماجد يده لكي يعانقها ولكن تذكرها وهي تسير أمامه وتبتعد بدون أن تنظر خلفها يوم كان هو بحاجه إليه وعلية الآن الاختيار هي أم الكرامة..........
↚
وباللاحظة ذاتها استدارت والدمع تملأ وجهه و لكنها اسرعت إليه لتتعلق بأحضانه وقف الزمن وهي داخل أحضانه وقلبه ينبض بل يقرع كالطبول وعقله في تلك اللحظة وقف عن التفكير هند داخل احضانه هند قريبه منه تعانقه وتتعلق برقبته تبكي بشدة وكأنها تطلب منه الدعم وكأنه تريد منه أن يخبئها بداخله أغمض عينه ليستشعر تلك اللحظة هند بذلك القرب يا الله بينما أخذت هي تشهق وتبكي نعم تلك الدموع المتحجرة منذ ذلك اليوم أخذت تمطر كأمطار الشتاء تريد أن يقويها تريد أن يطمئنها علي ما هو آت تريد أن يحميها و تريد أن يضمن لها سلمة وسلام أحبتها رفع ماجد يده لكي يعانقها ولكن تذكرها وهي تسير أمامه وتبتعد بدون أن تنظر خلفها يوم كان هو بحاجه إليه وعلية الآن الاختيار هي أم الكرامة..........
قبض يديده بشدة قلبه يريد أن يعانقها يقربها له والعقل يرفض ذلك القرار وكانت هي تنتظر ماجد مهران أقسم علي أن يكون هو أقسم من قبل علي تحطيم قلبه إذا نداها أقسم علي أن يكون العقل سيد القرار وكان ما كان وإنتصر العقل حين تركت هي أحضانه لتنظر إلي عينيه عندما سمعته يقول بتلك النبرة الباردة :
- اهدي يا هند كل حاجه هتتصلح وبلاش تعيطي عياطك مش هيفيد بحاجه
أخذت تنظر له بنظرات كان تأثيرها عليه الاحتراق ضائعة هي مشتتة لا تعرف أين السبيل للنجاة ولكن يا ويله قابله هو بتلك الثلوج الممطرة من نظرت عينه أه علي تلك النظر وأه علي الخذلان و همت بالرحيل ولكنه وقفت مكانها مرة أخري وقالت وهي تنظر له :
- أسفه مكنش قصدي كنت فكرة أنك الوحيد اللي هلقي عندة أماني وحمايتي
و مع أول خطوة لها تكلم بصوت منفعل لا حياة فيه و قال :
- كنت أمانك وحمايتك في وقت من الأوقات بس فاد في ايه يوم ما احتاجتلك كنت بعتي ولا بصيتي وراكي وجيه حالا تطلبي بمكانك بجد مش عارف اقولك ايه فوقي يا هند واتعلمي تقفي علي رجلك لوحدك مرة في حياتك حالا لا عاصي ولا آدم ولا عائشة ولا حتي أنا اتعلمي تقفي لوحدك مبقتيش انت مركز الكون يا هند ولا أنت البنت اليتيمة اللي كله عاوز رضاها وبيعطف عليها يا تري هتعملي أيه بقي مستني أشوفك وأنت لوحدك وريني الهمه
ورحل نعم هو الذي رحل وتركها وهي تنظر إلا ظله و خانتها قوها فجلست علي الأرض وأخذت تشهق بقوه وتبكي بأنين مكتوم ومن بعيد وقف هو بمكان يرقبها و لم يري أحد دمع عينيه المتساقط.
.....................................
منذ أن جاء الي هنا وهو يبحث عن هذا الرجل الذي يشتبه به او من السديد أن نقول ذلك الرجل الذي قام بتلك الأفعال جواد سعيد غالب علم قصته مع عز الدين وحبه الجنوني لعاصي علم كل شيء عنه وبأصغر التفصيل و لكنه إلي الآن لا يستطيع الوصول لعز الدين وابنته فهذا الجواد شخصيه من الصعب توقيعها فهو يراقبه منذ أيام عديدة ولم يصل إلي شيء حتي الأن ولكنه استطاع وأخيراً أن يزرع ببيت هذا الجواد عينن له لكي تنقل له كل أخباره .... دلف الي غرفته وصل إلي درجه كبيرة من التعب فلم ينم منذ أيام ولكنه أيضا يريد أن يطمئن قلبه علي حبيبته فهو منذ أن جاء إلي هنا وهو مشغول عنها كانت هي تجلس علي سريرها شاردة الذهن وتحاوط بطنها كعادتها المستحدثة فمنذ أن بدا انتفاخ بطنها بالظهور وهي اعتادت علي تلك الحركة وكأنها تحميها لم تلاحظ وصوله فخلع هو سترته واتجها اليها وجلس بجانبه ثم حاوط خطرها بيده فانتفضت هي بفزع ولكنه تدارك الأمر قبل أم تصرخ وهتف :
- اهدي يا حبيبتي أنا آسر
وضعت يديها علي قلبها وقالت بخوف ظاهر :
- حرام عليك يا آسر فزعتني
حاوطها من جديد لتجلس جواره وهو يضحك بخفة ويقبل وجنتها :
- قمر مخضوضة دة الجديد والله
نظرت له بغضب مصطنع ثم هتفت :
- ما انت اللي داخل تتسحب ولا أحم ولا دستور وعملي فيها شبح
ضحكة حتي ادمعت عينه وهو ينظر لها ثم قال ومازال يضحك :
- اخض مين وشبح أية اللي تخافِ منه هو أنا مش عارف مراتي مين قمر الأسيوطي
- طبعاً
قالتها بفخر و هي ترفع رأسها فاختضنها ومسد علي بطنها وقال :
- عمله ايه يا حبيبتي وحبيبة أبوها عمله ايه معلش مشغول عنكم
- متخفش احنا كويسين والجماعة هنا وخدين بلهم منه... ثم ضيقت عينها وقالت بس أنت وصلت لإيه عرفت حاجه عن عز الدين
تنهد بخفوت وبنبرة حزينة هتف :
- لسه يا قمر إدعيلي الموضوع صعب شويا ومش سهل ذي ما كنت متوقع
وبسرعة هتفت بصوت حماسي وكأنها علمت الطريقة وقالت :
- الموضوع سهل جدا يا آسر بس أنت لسه بتشتغل بالطريقة العقيمة بتاعة أبحث مع الشرطة دي في طرق ت..
قطع حديثها حين تركها وعدل وضعية جسده لينام باستقامة ويضع يده علي رأسه
- قمر كبري دماغك وخليك في صحتك وكل حاجه هتتحل متشغليش بالك
نظرت له بغضب من استهزاءه لها نفس فعلته حين عرضت عليه المساعدة من قبل تجاهل الأمر و ضعها علي الهامش تأكل و تنام أخذت تهتف بنفسها هل مازال لا يعلم أنه لم يتزوج إمراه عادية .... ونظراتها كانت أكبر دليل علي سخطها وهي تتمتم
- ماشي يا آسر هنشوف مين اللي هيضحك في الآخر
ثم قامت من جواره بعد أن لاحظت انتظام أنفاسه وأخذت هاتفها واتجهت نحو الشرفة لتقوم بعدت اتصالات ثم
ثم قامت بارتداء ملابسها بهدوء واتجهت إلي الخارج وهي
..................................
نظر إلي زوجته العافية التي تحتضن أبنه الصغير يشعر بها أنها خائفة علي سالم تخاف من ان يتعرض للخطر مثل عاصي فتأتي به لينام بغرفتهم كل ليلة و لا يغيب عن عينيها في الصباح وأصبح كل شيء علي عاتقها تهتم بهم جميعاً فالجميع الآن في حالة ضياع ولكن فداء أخذت دورها الدائم ان تكون المرشد للصواب فهي من أخرجت هند من حالتها و تهتم بسالم و تواسي عاصي ثم ترعي تلك الضيفة زوجة آسر ثم تأتي إليه هو لتكون سنداً له فداء اه يا فداء لولا وجدك أنت وخوفي عليك وعلي الصغير وأخواتي لقتلته بدون تردد هكذا سيرتاح الجميع ولكن يقسم لو أقترب من عاصي سيكون هلكه علي يديه حتمًا فنظر إلي سقف الغرفة وتمتم :
- أحسن ليك أبعد عنها يا جواد
.....................................
انتظرتها في حديقة الفيلا فهي لا تقوي علي أن تذهب اليه وحدها خائفة هي وبشدة تخاف المستقبل لا تعرف اي سبيل تسلك تجلس هنا وتنظر مصير احبابها ام تذهب و تسير في ذلك الطريق وحدها ولكنه بالعفل سارت فيه ولا تعلم كيف فعلة ما فعلت فمنذ أن علمت من آدم انها مازالت زوجته وهي تتخبط ولكنها تعلقت بتلك الفتاة التي أقسمت أن تساعدها قمر الأسيوطي تلك الفتاة التي تبعث في روحها نزعة الحرب والدفاع عن ما يخصها ولكنها تخاف ما هو آت فالتقرب إلي جواد بنسبه لها كصراع مهلك لروحها ولكن هذا هو السبيل ..... رأت من بعيد قمر وهي تسير باتجاهه تلك تشعر أنها تلك القوية الضعيفة في آن واحد نظرت لها قمر وقالت لها وهي تنظر إلي عينيه :
- بصي يا قمر عوزاك تبقي هاديه في تعملك معه و أنا هبقي معاك كأنك بتفرجيني علي المزرعة أو قولي أنك جبتيني معاك عشان تعرفي تطلعي وسيبي الباقي عليا تمام
نظرت لها عاصي بتردد وقالت بخفوت :
- تمام
- لا بلاش نبرة التردد في صوتك دي واعرفِ أحنا مش عارفين هيقول ايه لازم نبقي هادين يله
سارا معاً إلي ذلك المكان و كل منهم تفكر في شيءٍ مختلف ولكن يوجد نقطة مشتركة في التفكير أي جواد سعيد غالب
..............................................
- عاصي
هتف بها جواد وهو يتقدم إليها فالتفتت إليه لتواجه وتقسم الآن أنها تريد أن تقتله أخذت نفس عميق لتستطيع أن تضبط أنفاسها المضطربة و هتفت :
- جواد ازيك
- أنا تمام الحمد لله يا عاصي أنت أخبارك إيه
قالها بنبرة هادئه فهتف هي الأخرة بصوت متحشرج تريد البكاء ولا تستطيع أن تتوقف
- أنا الحمد لله هعمل إيه .... وبسرعة هتفت أنت عرفة حاجه عن بنتِ يا جواد
- أيون يا عاصي عرفت مين اللي خطفها بس عاوز أعرف منك أنت ليه معرفتيش حد أن البنت دي بنتك
نزلت تلك الدمعة الخائنة وهي تقول بنبرة حزينة :
- كنت خايفه من عز الدين ليخدها مني كنت خايفه من كل حاجه بتربطني بيه بس لاسف راحة ومش عارفة
أوصل ليها
- متخافيش يا عاصي أنا وصلت للي خطفها وهجبهالك لحد عندك
- بجد أمتي يا جواد
قالتها بلهفه فابتسم هو وهتف بنبرة هادئة :
- قريب أوي يا عاصي أنا عمر ما أسيبك حزينه علي حاجه أنا ممكن أضحي بعمري عشانك يا عاصي
- طيب مين اللي خاطفها يا أستاذ جواد
هتفت بها قمر وهي تنظر له التفت بسرعة إلي تلك الفتاة ليري من هي بينما كانت عاصي مرتبكة كلمات جواد فأسرعت وهي تقول :
- دي قمر ضيفه عندنا من مصر وكانت عوزه تتفرج علي المزرعة و جبتها عشان أعرف أخرج
قالتها بارتباك ملحوظ حين بينما كان جواد وقمر ينقلون النظرات بينهم ومع انقطاع تلك النظرات ليتوجه بها لعاصي علمت قمر حينها أنه شك بالأمر هذا الجواد مضطرب داخليا فنظراته تدل علي شخصيته قمر الاسيوطي دائما تصيب في قراءة من امامها ... وبسرعة حاولت إنقاذ الأمر فهتف بنبرة واثقة :
- اهلا يا أستاذ جواد عاصي حكيت عنك كتير بس مقولتليش مين اللي خطف البنت يا تري فعلا حضرتك ممكن توصل ليها
- أيون عن قريب هوصلها ثم نظر لعاصي وقال بس ليا طلب منك يا عاصي أوعي حد يعرف حاجه عن الكلام بتعنا ده لحد ما اشوف هعمل أيه
حركة رأسها بالموافقة وهي تنظر لقمر التي هتفت :
- يعني ايه مش فهمة المفروض حضرتك تعرف الكل و تقول للشرطة عشان يسعدوك لو انت عارف مكان البنت فعلاً
ارتبك جواد من تلك الأسئلة و لكنه قال بسرعة :
- عشان شاكك ان اللي وراء كل حاجه حد من المزرعة عندكم هو السبب في كل حاجه و سبب اختفاء البنت والحريقة اللي حصلت حتي موت ابني ومراتي
ودت لو تضحك هذا الجواد عقليته محدودة حقاً أو ما هو الا شخص ينفذ ما يملي عليه ولكنه قاطعته وقالت:
- مين يعني ده اللي إحنا عاوزين نعرفه
قالتها قمر بتهكم فغضب جواد من تلك المرأة و قال بغضب :
- أول ما أتأكد هقولكم ... ثم نظر لعاصي وقال اطمني يا عاصي بنتك هتكون عندك عن قريب
لم تستطيع أن تتكلم فهي غاضبه تود لو تصرخ به و تقول له اعطني ابنتي وارحل أيها الغادر ولكن الأخرى كان لها رأي آخر حين هتفت لكي يتضح لها كل الخطوط – طيب مفيش أخبار عن كابتن عز يعني اللي خاطف البنت مش هو اللي خطف أبوها
وفي تلك اللحظة نظرت عاصي لجواد بتعقب ووجدت الارتباك ظاهر علي قسمات وجهه وهو ينظر لقمر ثم هتف بارتباك .
- مش عارف لسه حاجه عن موضوع عز الدين اللي أعرفه هبلغة لعاصي بكرة
- تمام واحنا في انتظارك .... يله يا عاصي
- يله
قالتها عاصي ثم نظرت إلي جواد لتحية برأسها ثم تذهب هي وقمر وخلفهم كان هو ينظر لهم بنظرات قاتمة.
........ . . ............................
عاصي ستكون لي رغم كل شيء أنا من فعلت كل هذا من أجل وسأفعل المزيد عليه الآن أن يتخلص من ذلك الرجل الذي يقف بينه وبينها عز الدين كامل مهران أصبح الآن في تعداد الموت عليه أن يتخلص منه اليوم قبل غداً وعليه أن يجعل كل الأدلة تشير علي أنه من ارتكب كل شيء هو من اختطاف البنت والحريق وكل شيء و عليه أن يضع أصابع الاتهام كلها حول آدم وهكذا يكون انتهي ولكن تلك الفتاة الغريبة التي كانت مع عاصي هو لم يرتاح اليها تساله عن الكثير ونظرات عاصي أيضا يا تري ماذا في الأمر...... وعلي بعد خطوات كانت تقف تلك التي تظن أنها فقدت ابنتها بسبب ذلك الشخص المريض فهو الوحيد الذي أوصلها إلي ذلك اليأس هو وحدة السبب كانت تنتظره وبيدها تلك الالة ستقتله وتأخذ بثأر ابنتها الغالية ستقتل ليرتاح الجميع ....
↚
كان يسير يفكر بالأمر حين شعر أن هناك أحد يتبعه فاستدار بسرعه ولم يجد أحد فسار مرة أخر وهو يستشعر الأمر..... أخذت طريقها إليه وفي أقل من الثانيه كانت توجه له تلك الالة ولكنه تفاد الأمر و أخذ يحاول بسحبها منها ويقاوم وهي بين يديه تصرخ بألم و تهتف بحسرة :
- هقتلك والله لقتلك وأخد تار بنت منك...... هقتلك و اخلص الناس من شرك
ولكنه هو الأقوى سحب من بين يدها الاله الحادة و القاها بعيد ثم نظر إلي تلك المرأة هتف باستهزاء ملحوظ :
- حد يقتل جوز بنته يا حماتي و بعدين مين اللي قالك أن انا قتلت بنتك ما يمكن حد غير
نظرت له والوجع والحسرة يظهران بنظراتها وقالت من بين دموعها :
- أنت.... أنت السبب في كل حاجه عاوز منه ايه اغتصبتها و اتجوزها وكنت بتعذبها وتدبحها وانت بتفكر أنها العاصي وبعدين خطفت بنت عاصي وجوزها وبعتها تتجسس علي أخوتها ووصلتها انها تولع في نفسها وابنها كل ده ليه يا بن سعيد غالب ليه عشان توصل لعاصي اللي عمرك ما هتشوف دوفر رجلها عاصي عمرها ما هتكون ليك مهما عملت
نظر لها بنظرات مريبة جداً وتقدم إليه واخذ يهزها بغضب ويهتف :
- عرفتي الكلام ده منين يا وليه انت عرفتيه منين انطقي بدل والله ما اقتلك
ضحكة بشماته و هب تهتف بقسوة بالغة :
- الكل عارف حقيقتك يا ابن سعيد وعرفين مين انت حتي اصلك انت و ابوك الكل عارفه
- قصدك أيه يا وليه يا خرفانه
اخذت تضحك بشماته وهي تهتف :
- عاصي واخواتها وكلهم عرفين انك اللي وراء كل حاجه و قريب اوي هيلقوا عز الدين والبنت و هيرجع لعاصي وانت هتتعفن انت وابوك في السجن
اتسعت عينه و هو ينظر إليها ورفع يده و ضربه بكل قوه ثم تركها تسقط علي الأرض الصلبة وأخذ يتكلم بعدم أدراك عاصي عرفت كل حاجه عاصي ثم توقف وهو يتذكر كل ما دار منذ قليل ليضيق عينه و يضغط قبضت يده :
- يعني عاصي عارفه كل حاجه وبتلعب عليا ...... عاصي أنت بتعتي بس
...................................
- هذا الجواد عقلة مخضرم حقاً شيطان هكذا حدث ماهر نفسه وهو ينظر إلي تلك الأرض من حوله فلقد تم نقلهم من المكان الذي كانوا فيه إلي تلك الأرض وذلك البيت والعجيب أنها أرض ملك لمصطفي مهران فمن المؤكد أنه خائف ان يكون أحدهم علم مكانهم هناك بيت جبلي بأخر أرض مصطفي مهران الجبلية يطل علي الصحراء والجبل من جهه ومن جهه آخري علي تلك الأشجار التي حرق بعضها و تهالك الأخر ليقوموا بعمل صور ممتد يغطي ذلك البيت و أمر الرجال بمحاوطة القصر من جميع النواحي ولكن طلبه الغريب هو أن يأخذ الطفلان إلي زوجته بعد أن رفض وهو لا يفهم شيء لما كل هذا ولما كل تلك السرعة والآن تذكر زوجته حبيبة حين تلقت منه الأطفال بكل حب و أخذت تطعمهم ليناموا وبعدها أخذت تستمع إليه حين قص عليها كل شيء قد فعله منذ أن عمل مع جواد سعيد غالب لكي يقترض منه المال الذي سيساعدهم في علاجها وعمل تلك العملية لكي ينجبوا طفلا يسعدهم معها ولكي يري تلك الفرحة التي يتمني ان يرها ولكن يا ربه لما تلك الدموع وتلك النبرة التي تحمل اللوم و الحزن وأخذ يتذكر كلماتها له وهي تقول بنبرة حزينة والدموع تملأ وجهه :
- ليه يا ماهر ليه عملت كدة تمشي مع الراجل الظالم ده في الحرام وتعذب الناس لا وكمان تحرم ام من ضناها ليه يا ماهر ليه تعمل كده مفكرتش ان ربنا مش هيبارك لينا حرام عليك يا ماهر
نظر اليها وقال وهو يقرب منها ويتكلم بنبرة هادئة :
- حبيبة أنا معملتش اللي كان بيقولي عليه أنا كنت بعمل لناس دي اللي اقدر عليه وكل ده عملته علشانك يا حبيبة صدقيني
انصدمت من كلماته يفعل ماذا من أجلها يحرم أم من صغيريها ويساعد طاغية أين زوجها أين حبيب قلبها ذلك طيب القلب متسامح النفس شهقت من بين دموعها وهتفت :
- ماهر عشان خطري أبعد عن الرجل ده وساعد الناس دول لو أنت فعلا بتحبني عشان خطري يا ماهر خلاص أنا مش عوزه اطفال ولا عوزه حاجه أنا عوزاك أنت بس لو كان علي الفلوس هتصرف من اي حد و ندفعها للرجل ده ونبعد عنه خالص
حبيبته البريئة تظن أن الأمر بهذه السهولة ولكن يجب أن يطمئنها هو الاصل يريد للابتعاد ... ولكن أوصها علي الصغيران فهما هنا بأمن وعزم علي مساعدة وانقاذ ذلك الرجل وتلك الفتاة.
وبينما هو يفكر في الأمر أستمع أحد الرجال ينادي من خلفه باسمه فذهب إليه ليقول له :
- في إيه يا حليم
نظر اليه الرجل وقال بنبرة قاسية :
- الباشا طلب مننا أن نروق الواد اللي جوه ده لحد ما يجي وقالي أقول تجيب العياب هنا عاوز أما يجي تكون جبتهم
نظر له بعدم فهم وقال له لكي يستفهم عن الامر :
- هو في ايه وليه خلاني أوديهم وحالا عوزهم
هتف الرجل بنبرة حادة وهو يقول :
- من أمتي واحنا نعرف في ايه إحنا عبد المأمور بس شكل كدة نهاية الواد ده قربت يله روح أنت بسرعة عشان شكله جاي في الطريق
- ماشي وسار ولا يعلم ماذا يفعل الآن هل يجلب الطفلان ويسكت أم يخرج عن حالة الصمت تلك ويتحرك لعلة يساعد بها غيرة
.................................................. ...
كانت تجلس هي وقمر في ردهة المنزل و انضمت لهم فداء .. اخذت تنظر في ساعة يدها كل دقيقة عله يتصل بها الآن كانت تفكر في صغيرتها كثيراً ولكنها عن هذه النقطة تحديداً تتذكره أين هو فالحياة من دونهما كحياة بدون ماء وهواء كيف سيكون مصيرهما ومصير طفلتهما ..... بينما كانت قمر تفكر في ذلك الجواد لا تعرف كيف يفكر هذا الرجل هل يفكر بمنهج اجرامي مخضرم أم انه شخص سلك ذلك الطريق للوصل لهدف فقط وفي فكرها ألف علامة استفهام هل حقاً هو وراء كل هذا أم في تلك القضية طرف ثالث يساير الأمور من بعيد الألف والألف من الأسئلة ولكن قطع أفكارها خروج زوجها بسرعة من تلك الغرفة التي كان يجلس بها منذ الصباح ومعه ماجد وعمرو كان الاضطراب ظاهر علي وجوههم في حين أسرع زوجها بالصعود للطابق العلوي و هتف لماجد بنبرة حادة :
- كلم آدم وعرفه يا ماجد علي ما اجيب سلاحي من فوق
نظرت عاصي إلي ماجد وهتفت بسرعة وخوف :
- في إيه يا ماجد
استدار لها وسار باتجاهه و هو ينظر إلي عينيها بهدوء وقال :
- ده الضابط المسؤول عن موضوع عز الدين وعاصي الصغيرة اتصل بآسر وقاله أنهم جلهم اخبارية عن مكانهم وإحنا ريحين عشان نجبهم وان شاء الله هنجبهم وهيكونوا بخير يا عاصي
تسارعت أنفسها بشدة وتساقط الدمع من عينيها وهي تهتف بصوتها العذب :
- بجد يا ماجد..... يا رب يا رب
بينما اخذتها فداء في أحضانها وهي ترتب علي ظهرها :
- أطمني أكيد خير
ولكن الأخرى ظلت تسمع وهي تتمني أن يكون الأمر هكذا ولكن شيء ما يدفعها إلي عدم التصديق ولن قطع تفكيرها صوت عمرو وهو يهتف لماجد
- يله يا ماجد نسبق آسر ونكلم آدم نعرفه
- يله
نظرت إلي الطابق الأعلى فوجدته ينزل بسرعة وهو يشد أجزاء سلاحه ويضعه في جانب ملابسة فنظرت له وقلبه يزداد من دقاته وقف هو أمامهم وهتف وهو يقول لعاصي بثقة :
- كلها شويا و البنت وعز الدين يكونوا هنا ادعولنا
وهما بالخروج حين هتف هي بصوته لكي توقف وتجري في اتجاهه و تقول بنبرة مضطربة:
- آسر بلاش تروح مش عوزاك تروح
نظر إليها فوجده تنظر له بتلك النظرات التي يعرفها جيداً هي الأن ليست قمر الأسيوطي المتسلطة هي الأن تلك البنت التي قفدت اهلها منذ الصغر نظر إليه وسحبها بعيدا عن أنظار عاصي وفداء ثم عانقها بشدة وهو يحمله كطفلة صغيرة بين احضانه ويهتف :
- لازم أروح يا حبيبتي ده عز وبعد يعني الموضوع حاجه عاديه يا قمر علي اللي أحنا شفنه المهم بقي اهدي انت وادخلي نامي شويا لحد ماجي ومعايه عز وبنت و نسلمهم لناس دي واخدك الكام يوم اللي بقين من الاجازة ونطلع شرم الشيخ نقضي أحلي شهر عسل ببطنك المنفوخة دي
تركة عنقه ونظرت له والخوف يتزايد داخلها و لكنها علمت أنه يحاول أن يهدئها فهتفت بغضب :
أنا منفوخة طيب يله من هنا بقي وشوف مين هيجي معاك
ابتسم بمحبه ظاهر وقبل رأسها وهتف بحب :
- هنشوف الموضوع ده أول أما ارجع... يله يا روحي خليك معهم وانا شويا وهرجع
حركة برأسها فقبلها مرة أخري وذهب وتركها وهي تتبع أثرة وتحتضن بطنها بقوة و ذلك الوجع المستحدث يداهمها من جديد فسارت ببطء لتجلس أما عاصي التي تنظر لها وتطلب منها تفسير الأمر ولأسف هي من تحتاج تفسير
..................................................
- يا حبيبة أنا معرفش والله في إيه كل اللي قالوا هات العيال
علي بيت الجبل نظرت له بغضب وهتف وهي تحاول أن تتكلم بصوت غير مسموع حتي لا تقظ الاطفال :
- يعني إيه هاتهم ومتعرفش ليه ... أنا خايفة علي العيال دول ليعملهم حاجه ... ايه رأيك نروح نوديهم مزرعة مصطفي مهران و نسلمهم لأي حد هناك أنت مش بتقول ان البنت بنت استاذة عاصي
- يا سلام وفكرة جواد هيسبنا و لا هما حتي لو ودناهم هيخدوهم ويشكرونا مش هندخل في سين وجيم
قالها بتوتر ملحوظ فهو لا يعرف ماذا يفعل الآن فنظر لها وقال مرة أخري :
- اللي أعرفه أن جواد ده عمرة ما هيعمل حاجه تعرض العيال دي للخطر فا هوديهم و أشوف الموضوع إيه وربنا يستر ثم نظر إليها برفض فاقترب منها وهتف أوعدك يا حبيبتي هعمل كل اللي أقدر عليه عشان انقذهم
- ماشي يا ماهر أما أشوف
ولكنها كانت تفكر في أمر أخر ستقوم به هي وحده لعلها تقوم بإنقاذ الجميع معهم زوجها
.................................................. .....
تعال رنين هاتفها الجوال مره واثنان وثلاثة فنظرت إلي رقم المتصل وتسارعه
أنفسها من شدة التوتر ولكنها لم تقدر علي الرد فأخذت هاتفها وأسرعت إلي غرفة قمر لتطرق الباب ففتحت قمر وهي تنطر لها بعدم فهم فرفعت الهاتف بوجه قم وهي تنطر لها فابتسمت قمر باستهزاء وهتفت :
- كنت متأكدة أنه هيعمل كدة
ثم نظرت لها بنظرات قوية لعلها ترسلها إلي روحها المضطربة وقالت :
- ردي وافتحي السماعة الخارجية وخليك هادية
فنظرت لها ثم ضغطت علي زر الرد و كان الحوار كالاتي
..............................................
المكان بعيد عن المزرعة بعدت كيلومترات في منطقة مهجور وتقريباً مند ساعة يراقبون الوضع من بعيد والمنطقة ساكنة لأبعد حد حتي ذلك المنزل مظلم ظلام دامس ولا دليل علي وجود أحدهم بالداخل نظر آسر إلي الضابط للمسؤول عن تلك القضية وهتف بخفوت :
- مستحيل يا ممدوح يكون ده المكان
نظر له ثم نظر إلي المنزل و قال بنبرة عادية :
- البلاغ اللي جه قال أنهم هنا
- بلاغ من مين ... أكيد في حاجه غلط
- مش عارف يا آسر بس أنا مردتش أقول قدام الجماعة بس المكالمة جت بليل للنجدة و الشخص قال فيها انه هو اسمة عز الدين مهران و مخطوف وفي المكان ده وحددنا مكان الموبيل فعلا كان هنا
نظر آسر له بريبه ثم نظر حوله وقال :
- يبقي لازم نهاجم حالا نشوف يله
ونزل من السيارة وبدأت القوات بالاتجاه إلي البيت لمداهمة المنزل ولكن سار آسر باتجاه سيارة ماجد وطل عليهم وقال :
- احنا هنقتحم البيت حالا بلاش تنزلوا من العربية الا اما ابعت لكم
كاد آدم أن يتكلم فهتف آسر بقوه وقال :
-يا دكتور أنا فاهم هتقول ايه بس ده لمصلحتكم
وسار باتجاه المنزل و كان هناك ما توقعه تمام لا يوجد أحد بالمنزل نظر حوله و داف إلي الداخل بهدوء فكان هناك آثار دماء في تلك الغرفة وبعض ادوات التعذيب و بالغرفة الثانية يوجد مهد صغير خاص بالأطفال وبعض الملابس المتسخة الملقاة علي الأرض بإهمال وما هي إلي دقيقة حتي حضر ماجد وعمرو وآدم نظر آدم للمكان بشبه حصره وأسرع ليري تلك الملبس فاتسعت عينه أنه ملابس عاصي الصغيرة هو يعرفها جيدا فهو من أشترها لها فقال بصوت حاد :
- البنت كانت هنا ده لبسها
بينما نظر ماجد إلي تلك الغرف التي يوجد بها أدوات التعذيب فدلف إلي الدخل و نظر لها بحسرة وعند تلك الدماء جلس واقترب منها وهو ينظر له فانزلق من عينيه دمعة هاربه و هو يهتف بنبرة حزينة :
- عز الدين
بينما وقف خلفه عمرو ليدعمه فوقف ماجد وهو يضغط قبضة يده بغضب و حينها لمح عمر تلك القلادة فاسرع إليها أنها قلادة عز الدين تلك القلادة الجلدية التي كان يلبسها دائما و بداخلها كان لقبة النسر فنطق عمرو وهو يحمل القلادة :
- عز الدين كمان كان هنا
هتف آسر لممدوح وهو يبحث أيضا للعله يجد شيئاً أخر : -
- يبقي كانوا هنا فعلا ولما حسوا ان عز الدين اتصل بالنجدة هربوا ونقلوهم في حتي تانية
- هقتله والله لقتله
قالها ماجد بغضب جامح وهو ينظر لدماء في حين هتف آسر :
- اهدي يا ماجد فات الكتير معدش الا القليل ونوصل ممدوح لازم كاميرات المراقبة اللي علي الطريق وقريبه من المكان ده تتراجع والرقم اللي عز الدين اتصل منه يترقب
- ماشي يا آسر باشا
وخرج الجميع من هذا المكان وهم يجرون حسرتهم ولا يعرفون الي اي وجهه يتوجهون ولكن في مكان أخر كان الأحوال لا تنم علي خير.
............................................ ......
- خدي ده خليه معاك في جهاز تتبع و أنا هقدر أعرف مكانك منه و بدام هو طالب أن يشوفك في المزرعة مفيش خوف و بردك هقدر أسمعك منه بس أهم حاجه تكوني هادية و تعرف أن جواد ده مش سهل و حيات بنتك وأبوها في أيدك تمام
نظرت لها وهي تهتف بنبرة قوية خارجه من ذلك الوجع الكامن داخل قلبه :
- ماشي
- أنا هبقي وراك متخفيش ولو حصل اي حاجه هكون معك متخفيش يله عشان منتاخرش …ثم صمتت لوهله وقالت... في هنا سلاح
نظرت لها عاصي واتسعت عينيه و قالت لها :
- سلاح ليه
- مفيش.... بس لازم يبقي معانه للطوارئ
- أه فيه سلاح الخاص بآدم
- طيب تعرفي تجبيه
- أيون
استطاعت أن تعرف أن هناك خطر ما سيداهمهم هذا الجواد يلعب لعبه وعليها أن تكون حذرة لأبعد حد
............................................
وما هي إلا عددت دقائق وكانت تقف أمام جواد و هي تنظر و هو أيضا ظل الوضع هكذا لعددت دقائق ثم قطعت هي الصمت وقالت :
- جواد في أخبار عن البنت
ضحك ضحكة ساخر و هو ينظر لها ويقول بنبرة استطاعت أن تقرأ فيها سخريته أيضا فانقبض قلبها سمعته يقول :
- بخير البنت بخير .... هو مفيش أخبار من آدم ولا ايه
- أنت.... أنت عرفت الموضوع
قالتها بارتباك واضح ليرد عليها بثقه :
- طبعاً ما أنا اللي بعتهم هناك
- إيه
ضحك مره آخري وقال بنبرة مريبة :
- عاصي أنت وأنا عرفين كل حاجه فتعالي يا عاصي نلعب علي المكشوف عشان نقدر نساعد بعض
كاد قلبها أن يخرج من محله من الخوف و هي تنظر له وقالت :
- أنا مش فهمه حاجه
ضحك مرة اخرة بشدة وقال لها :
- طيب تعالي معايه وأنا هفهك
سارت خلف ولا تعرف وجهتها سارت ودقات قلبها تتسارع ولا تعرف ماذا ينظرها بينما كانت الاخرة تراقب من بعيد وتستمع إلي حوارهم و كان الأخر يتكلم برياحة و هو يسير و يهتف
- من زمان وأنا بحبك ونفسي أوصلك عملت كل حاجه عشان أوصلك كل حاجه بس أنت روحتي للي جرحك ومع ذلك رضيت و انتظرتك لحد الوقت اللي جيت فيه وجايبه معاك حتي منه كان لازم سعتها أتصرف مش هقف واتفرج عليك وانت رجعه ليه تاني
- فخطفت البنت ورجعت خطفت عز الدين
وكأنها لم تستمع إلي كل هذا هي فقط تستمع إلي دقات قلبة و فجاه وجدته بيقول
- بالظبط و حالا انت اللي في ايدك خلصهم
وصلوا إلي ذلك البيت المهجور كان بعض الرجال يقفون أمامه فنظر لها وقال عوزة تشوف بنت الاول ولا حبيب القلب
اتسعت عينه وهو ينظر إلي البيت و يضحك فأسرعت و إلي ذلك البيت و تخطت الرجال و هي تدلف إلي الداخل وهو خلفها يضحك بشدة و في الداخل وقفت تنظر أمامها واتسعت عينيها بشدة وأخذت الدموع تنهمر بغزارة وهي تري تلك الدماء و بجانبها.......... و علي مقربه منهم كانت قمر تنظر إلي ذلك البيت و هؤلاء الرجال....... وسيارة ماجد تدلف إلي المزرعة ...... وأمراء ترتدي عباءة الدين تسير ببطء باتجاه المزرعة وهي تتمتم ببعض الأدعية والآيات القرآنية.. ......
↚
اتسعت عينه وهو ينظر إلي البيت و يضحك فأسرعت و إلي ذلك البيت و تخطت الرجال و هي تدلف إلي الداخل وهو خلفها يضحك بشدة و في الداخل وقفت تنظر أمامها واتسعت عينيها بشدة وأخذت الدموع تنهمر بغزارة وهي تري تلك الدماء و بجانبها كان هو متسطح علي الأرض وأمامه رجلان يقمون بضربه وتعذيبه :
- عز الدين
وتلك الصرخة كانت بإسمة وهي تجري لتجلس أمامه و تمسد علي وجهه بخوف وهلع وبكاء :
- عز الدين... فوق ... حرام عليك ليه عملت فيه كدة
ومن بين الوعي ولا وعي كان يسمع صوته و يستنشق تلك الرائحة نعم رائحتها المميزة داخل صدرة حول فتح جفونه ولكن التعب يغزوا خلاية جسدة :
- عز الدين.... عشان خطري فوق وكلمني
كان ينظر إليها بغصب أما تزال تبكي من أجله بعد كل هذا تبكي ويتساقط دمع عينها من أجله إذا فهي له وسيعطي لها الاختيار
- فوقوه
قالها ببرود وهو ينظر لأحد رجاله فأسرع الرجل وأحضر دلولا ممتلئ بالماء و ألقه علي رأس عز الدين ففاق الأخر و هو يهتف بصوت منخفض :
- عاصي
أخذت تشهق وتبكي وهي تجلس أمامة وعندما رأت ما يفعله رجاله تسارعت وتيرة العنف داخلها وقامت بسرعة لتتجه بإتجاه جواد و تقوم بضربة بقوة لينزل ذلك الكف علي وجهه وهي تنظر إلي مقلات عينه ثم تقوم بضربه في صدرة عددت ضربات متتالية في حين مسك هو يديها بكفه ثم قربة منه وقام بلفها ليكون ظهرها مواجه له و وجهها ينظر إلي عز الدين الذي بدأ يعود لوعيه تدرحين وأخذ للرجال يساعدونه للوقف علي قدمة باعياء لينظر أمامه ويري ذلك المشهد جواد بقوب عاصي وهي تنظر له والدموع تسيل من عينيها بينما هو يبتسم بسخريه :
- عاصي.... أبعد عنها يا كلب
ضحك بسخرية هزت الأرجاء و ليهتف بعدها بسخط :
- أنت لسه قادر تتكلم وتلغبط كمان.... علي العموم أعمل ما بدالك قبل ما تخلع من هنا
حاولت التملص من احضانه ولكن كل مقومتها كانت تفشل فهتف هو ببرود شديد :
- إهدي يا حبيبتي بلاش عصبيه مش كويسه عشانك أنا لسه عملك كذا مفاجأه ..... هات البنت من جوه
هتف بها لأحد الرجال فأسرع إلي الداخل .... وفي تلك الأثناء كان عز وعاصي ينظرون لبعضهم وكأن العالم قد توقف عن هذه اللحظه ولكن بذكر أبنتهم انتبهوا لما يحدث ليقف الرمن عدم ظهور الرجل وهو يحمل الفتاة التي ضحكة عندما رأت عاصي....... بينما تسارعت دقات قلبه وأخيرا صغيرته أمامه منذ أن جاء الي هنا وهو يتشوق لسماع صوتها فقط و لكنه الان يراها أمامه.... أما عن عاصي ظلت تنظر لها وهي تحاول أن تخرج من بين يديه تريد أن تضمها لأحضانها تريد ان تشتم رائحتها... أخذت تهتف بنبرة منكسرة :
- سيبني يا جواد... سيبني عوز أحضنها
- أمرك يا حبيبة قلبي
وما هي الا وهله وكانت تجري وتسرع لتأخذها من بين يد الرجل وتحضنها بشدة و هي تشتم رائحتها وتقبل وجهه بشوق وحب بعاطفة وحنان... وبلحظة أسرع إليهم عز الدين وهو يقف بضعف ولكنه هما الأن مصدر قوته التي أندلعت بداخله ليسرع و يأخذ البنت من عاصي ويحتضنها بشدة و يقبله بحب شديد ثم لتزل دمعه من عينه في تلك اللحظة ثم مد يدة ليأخذ الأخري بين احضانه ليكونوا الاثنين في بجانب قلبه فأخذ يقبل أبنته تارة ويقبل رأس عاصي تارة أخري بينما غابت عاصي عن هذة الدنيا في تلك اللحظة هي وهو و ابنتهم فبالله عليكن تتوسلوا لxxxxب الساعة و دعوها تتوقف ولحظة أثنان و الثالثة كان هو يقتحم حضنهم ويفرقهم وهو يأخذ عاصي من يديدة لتصبح بين ذراعة هو بينما مازال عز الدين يحمل الصغيرة ويهتف بغضب :
- متقربش منها يا جواد ... اقسم بالله موتك هيبقي علي إيدي سبها أحسنلك
أخدت الصغيرة تبكي فأخذ عز الدين يهدئها بينما ضحك جواد وهتف بكره :
- أنت لسه فيك حيل تهدد الوقت ده يا عز الدين أنا اللي بقرر وانت اللي هتنفذ الامر حتي لو أمرت بموتك هتموت فاهم
أتسعت عين عاصي بشدة بينما أكمل جواد وهو يهتف لسه عندي مفاجأة ليك هتعجبك عشان بعدها هستني منك تعوضيني عن كل ده
ونظر الي الرجل ذاته وهتف له :
- هات البنت التانية والولد من جوه
وما هي إلا لحظة حتي ظهرت عائشة وهي تحمل صغيره ولكنها أنهارت جالسه علي تلك الارض الصلبه فهي لا تقوي علي الحركة جسدها كله يألمها .... نظرته لها عاصي بتفاجئ ثم هتف :
- عائشة أنت لسه عايشة بجد. .... عائشة أنت بخير
نظرت لها وهي تبكي وتحمل طفلها الصغير بين يديها وتشعر أن تلك الالام لم تعد تحتمل ولكن ستقاوم من أجل حمايته هو طفلها و بخفوت شديد محمل بالوهن والضعف اجبتها :
- ايون يا عاصي أنا كويسة
- والوقت بقي يا عاصي جه وقت أختيارك
تكلم وهو يأشر لأحد الرجال ليأخذ البنت من عز الدين بينما أخذ عز الدين يقاوم ربه ليضب الرجل بيده ويده الأخر تحتضن أبنه وتعالت صراخ الصغير بينما تجمع الرجال حول عز الدين لياخذوا الصغيرة ثم يقوموا بلكمة بقوة فترنجح هو ليرجع عددت خطوات الي الخلف بينما أخذت عاصي تصرخ ولكن كان جواد يحاوطها بقوة فأخذت تهتف :
- سيبه حرم عليك عز الدين
وكأن صراخة أحيا بداخلة الحياة فأستقام في وقفته واخذ يضرب الرجال ويتشاجر معهم بينما يتعالي صراخ الصغيرة و شهقات عائشة و بكاء عاصي و أنينها
..........................................
و علي مقربه منهم كانت قمر تنظر إلي ذلك البيت و هؤلاء الرجال وتستمع إلي صرخات عاصي فأخرجت سلاحها و سارت باتجاة المنزل فكان هناك ثلاث رجال يحاوطونه من جميع النواحي فنظرت إلي ذلك الرجل الضخم و أخذت تتسحب من خلفة ثم ضربة بسلاحها علي رأسه و سارت بإتجاة الأخر وقامت ضربه و لكنها عدم كانت تتقدم إلي الثالث شعرت بها فاستدار بسرعة و نظر لها ثم بدأ بضربها و اخذ هي أيضن تتفادي ضرباته ولكنه بدرها بضربه قويه ببطنها فشعرت بأن روحها تخرج من جسدة و لكنها تحملت وهي تلكمة حتي جاء المدد و كان ماهر الذي جاء من خلف الرجل وهو يحمل تدلك الخشبه الكبير وضربة فوقع علي الأرض بينما ظلت النظرات تنتقل بينه وبين قمر حتي شعر بتسارع أنفسها فسألها باضطراب :
- أنت بخير
- أيون...... ممكن تسعدني لازم انقذهم
- قوليلي أقدر أعمل أيه وانا اعملة
.................................................. .......
دلف ماجد وآدم إلي الداخل وما هي إلا لحظات وانضم إليهم آسر وعمرو أعدت فداء الغداء بعدما سألت زوجها وسمح لها وأخذ آدم ينظر حوله أين أخته فقد توقع أن تكون أول المستقبلين له لتعلم الأخبار وتطمئن قلبها ولكن وجد كل شيء ساكن ولا وجود لاخته وما هي سوا لحظات و رأي هند تدلف هي وسالم فقد كانوا في الخارج .... استاذن آسر للصعود لأعلي لك يري زوجته ولكنه عندما دلف إلي الغرفة وجدها خاويه فستغرب الأمر وسار خارجاً مرة آخري عندما لمح من بعيد تلك الورقه المعلقة علي المرآه فنظر إليها باستغراب و أخذ يسير إليها ببطء... و في تلك الأثناء سأل آدم عن عاصي فهتف فداء بخوف من غضب زوجها فعاصي خالفة أوامرة وخرجت بدون ان تقول له :
- عاصي خرجت تتمشي يا آدم من شويا و معها قمر
نظر آدم إلي زوجته بغضب من فعلت أخته ولكن أستغرب الأمر كيف لعاصي أن تخرج للتنزه وهي تعلم جيدا أنهم ذهبوا لاحضار ابنتها هناك شيء غير مفهوم ولكنه انشغل في ذلك الوقت بصغيرة الذي تقدم إليه ليحملة وأخذ يتكلم معه بحب و أشترك معهم ماجد وعمرو.... وفي تلك الأثناء دق جرس المنزل فأسرعت فداء إليه فكانت امرأه ترتدي عباءة سوداء تنظر أليها بتشتت فنظرت لها فداء باستفهام وهي تهتف :
- مين حضرتك
- أأنا حبيبة أسمي حبيبة ممكن اقابل أستاذة عاصي
ابتسمت لتلك الفتاة وقالت :
- هي مش موجودة
نظرت لها حبيبة بارتباك ثم هتفت بخفوت :
- طيب هي هتاخر.... أأصل عوزاها في موضوع مهم اوي
- هي مقلتش هترجع أمتي..... ممكن أقدر أسعد أنا في مقام أختها
وجدت حبيبة في تلك الفتاة بوادر الطيبة قفالت لها بنبرة هادئة :
- أصل يعني... أصل كنت عوزه اقولها أن عندي أخبار عن بنتها
اتسعت عين فداء وهتفت بسرعة :
- بجد... بجد ممكن تقولي ليا بالله عليك لو تعرفِ حاجة
- أيون أعرف
- طيب اتفضلي... اتفضلي جوه و احكيلي
بينما في ذلك الوقت أخذ تلفون آسر يعلن عن أتصال من أحدهم فكان ممدوح الضابط المتابع للقضية فنظر آسر للورقة من بعيد ثم رد علي هاتفه وهو يقول :
- أيون يا ممدوح
استمع إلي ما يقوله فتكلم مرة اخره وهو يرفه يده ليضعها علي وجهه بقلة حيله و
- تمام كان عندي امل نوصل من خلاص الكاميرات او الفون لحاجه.... خلاص ماشي هكلمك بعدين
ثم سار مرة أخري وهو ياخذ تلك الورقة و يقرأ ما بها و تتحول نظراته إلي غضب ساحق ثم يمسك هاتفه ويقوم بالاتصال بها و يهتف بغضب :
- مجنونه... عمرك ما فكرتِ الا في نفسك.... أعمل ايه حالا
بينما دلفت حبيبه إلي الداخل
فرأت ثلاث رجال في الردهاه فنظرت إلي فداء بخوف فنظرت اليها وقالت :
- دول اخوات عاصي اتكلمي لو تعرف حاجه متخفيش منهم
نظرت حبيبه بتوتر للرجال الذين ينظرون لها بعدم فهم وهتف :
- أنا جوزي اسمه ماهر عبد الرحمن هو هو كان بيشتغل في مزرعة الحاج سعيد وبعد كدة اشتغل مع ابنه ولاسف ابنه ضغط علي جوزي عشان يشتغل معه في السر في حجات مش مظبوطة و خله من رجالته اللي اللي بيرعوا اخوكم وبنته في المكان اللي خطفهم فيه وبدأت تقص عليهم ما قاله لها زوجها و كيف آت بالأطفال اليها وكيف بعدهم مرة آخري أخذت تقص عليهم كل شيء وأن زوجها هو الذي يساعد أخوهم و يقدم له العون علي قدر المستطاع و أنهت كلماتها وهي تقول :
- أنا جوزي بيعمل كل حاجه في ايده عشان أخوكم و بنته واختكم وابنها
قطع كلمها آدم وهو يسالها بعدم فهم :
- أختنا
هزت رأسها بموافقة وقالت بنبرة واثقة :
- مراته
نظر الجميع بعضهم لبعض فهتف ماجد لك يستفهم ما تقوله تلك الفتاة فقال ب
بنبرة هادئة :
- مرات مين احنا مش فهمين معلش فهمينا
- مرات الرجل اللي اسمة جواد
شهقت فداء واتسعت أعين الجميع فهتف عمرو بتشتت :
- عائشة
- أيون. ... وابنها كان مع بنت استاذة عاصي عندي وماهر جه اخدهم للراجل اللي اسمه جواد وطلعوا علي بيت الجبل اللي في أرض.....
وهنا قاطع كلماتها صوت آسر الغاضب كان يهبط بسرعة وينظر للجميع بغضب جعلها ترتعد في وقفتها بينما نظر هو لفداء و سألها بسرعة :
- قمر وعاصي طلعوا من هنا امتي
نقلت نظراتها بينه وبين زوجها ثم هتفت بخفوت :
- بعد ما أنتم طلعتوا
استمع إليها وهي يسير ذهاباً وإياباً ويتمتم ببعض الكلمات فساله ماجد باستفهام و
- في إيه يا آسر مالك
رفع يده ليضعها علي شعرة بغضب عارم وهو ينظر لهم عددت مرات ويفكر ماذا يستطيع أن يفعل ماذا عسه أن يقول فهتف
- عاصي راحت تقابل جواد و قمر راحت معها
- نعم
هتف بها آدم هو الآخر في حين قال ماجد بعدم فهم :
- إذاي يعني أنا مش فاهم
- بقولك راحوا يقبلوه ودي مش أول مره هما أصلا ب يلعبوا عليه من زمان عشان يسلم لعاصي و يديها البنت و يسيب عزالدين
- أنت مجنون أنت بتقول إيه
هتف بها آدم وهو يتعلق بعنق آسر فنظر له بغضب و هو يبعد يديه و يهتف :
- لا مش مجنون وده اللي حصل واحنا نايمين علي ودني
- يعني إيه طيب استني اما اتصل عليها اشوفها فين أقسم بالله هقتله لو جه جنبها.
أخذ آدم هاتفة و أخذ يتصل علي عاصي ولكن الهاتف مغلق
نظر لهم مرة آخري و قال
- التلفون مغلق
أخذا آسر يسير بغضب هنا وهناك فيما قال عمرو بسرعة : - - أنا هخلي عم علي يبعت حد يدور عليهم أو اروح ادور عليهم بنفسي
وأسرع بالخروج بينما نظر آدم إلي تلك المرأة وأسرع إليها وهو يهتف بغضب شديد و ينظر لها وكأنها المخطئة :
- أختي فين ..... أنطقي أختي فين
نظرت له بخوف واضطراب ثم نظرت لفداء وكأنها تطلب منها العون بينما نظر آسر إلي تلك الفتاة وقال باستفهام :
- أنت مين
قصت اليها الفتاة من جديد كل ما تعرفه فنظر لها آسر فالفتاة صادقة نظارتها وخوفها وانهت كلماتها وهي تقول :
- والله العظيم.. أنا معرفش عن اخت حضرتك
هتف آسر بسرعة بنبرة حزن :
- طيب ممكن تعرف المكان اللي هما فيه حالا من جوزك وهل جواد هناك و لا لاء
- هما قريبين في بيت الجبل بتاع الحج مصطفي ماهر قالي كده وهو بياخد الولاد
قالتها الفتاة بتردد و بخوف شديد وهي تنظر للجميع حين حلت الصدمة علي الجميع فهو علي أرضهم وقريب منهم و في أبعد مكان ياتي علي خاطرهم ولكن حان الآن الوقت ليدارك كل منهم الامر ويسرعوا قبل فوات الاوان
.................................................
كانت تتصبب عرقاً وهي تسير فلابد أن تدلف إلي الداخل فهي تسمتع إلا تلك الصرخات من الداخل كان ماهر دلف إلي الداخل كما امرته ليطع علي الأمر ويكون عون لها أخرت سلاحة ثم أخذت تاخذ بنفسها لم تشعر بشيء فقط تسارع غريب في إلتقاتها للهواء إستمعت إلي قوت ذلك الشيطان جواد وهو يقول ويوجه كلامه لعاصي وهو يحتضنها ويقترب إلي اذنها ويقول بفحيح كالافاعي :
- هسيبه يا عاصي بس الاول لازم اضمن أنك تكون معاية
نظرات له بصدمة ثم هتفت بصوت واثق وهي تنظر له :
- أنت بتقول إيه مستحيل اللي أنت بتقوله ده
تركها وهو ينظر لها بغضب ثم هتف بالرجال بصوت مرتفع غاضب :
- سبوه
كان عز الدين في حالة لا يحسد عليها فوجهه ممتلئ بالجروح و بعضها بجسد تنزف الدماء اقترب منه جواد وهو ينظر له ويقول :
- إيه رأيك أنت تسيبها وتفارق الحياة
- لأ....
صرخت بها عاصي وهي تبكي بشدة و لا تعرف ماذا تفعل فتكلم عز الدين بثقة :
- يله... اتفضل خلي رجلتك يقتلوني معنديش مشكلة
ضحك جواد بشدة وهو يهتف من بين ضحكاته :
- هتموت بلاش استعجال... أنت عارف انا مخليك عايش ليه عشان تشوف بعينك وانا باخد كل حاجة منك بينك مراتك بنتك أرضك
كان يتكلم وهو يقترب من عاصي بشدة ثم جذبها من يدها لتكون بأحضانه كليا تلك المرة فأخذت تقاوم قبل ان يهتف جواد ويستكمل كلماته بتلك الكلمة
- وعرضك
تلك الكلمة اشعلت النيران بجسد عز الدين فإعتدل بوقفته وسار باتجاة جواد بسرعه وأخذ يلكمه بوجه بقوة فترنجح جسد عز الدين فأسرع جواد إلي أحد رجال وأخذ سلاحة من يدة ثم أخذ الفتاة الصغيرة من رجل آخر ووضع برأسها السلاح..... فأخذت الطفلة تبكي بشدة فصرخت عاصي بقوة ووقف عز الدين ينظر لابنته بصدمة بينما كانت قمر تستمع من الخارج و ذلك الألم بدأ يداهمها بشدة ولكن تلك الرصاصة جعلتها تتجاهل كل شيء لتسرع إلي الداخل و..
↚
يتكلم وهو يقترب من عاصي بشدة ثم جذبها من يدها لتكون بأحضانه كليا تلك المرة فأخذت تقاوم قبل ان يهتف جواد ويستكمل كلماته بتلك الكلمة
- وعرضك
تلك الكلمة اشعلت النيران بجسد عز الدين فاعتدل بوقفته وسار باتجاه جواد بسرعه وأخذ يلكمه بوجه بقوة فترنجح جسد عز الدين فأسرع جواد إلي أحد رجال وأخذ سلاحه من يده ثم أخذ الفتاة الصغيرة من رجل آخر ووضع برأسها السلاح..... فأخذت الطفلة تبكي بشدة فصرخت عاصي بقوة ووقف عز الدين ينظر لابنته بصدمة بينما كانت قمر تستمع من الخارج و ذلك الألم بدأ يداهمها بشدة ولكن تلك الرصاصة جعلتها تتجاهل كل شيء لتسرع إلي الداخل وفي الداخل كان جواد يقف وهو يحمل الطفلة التي كانت تبكي بشده وتصرخ من شدة خوفها أما عاصي فكانت في حالة صدمة وهي تري أمامها عز الدين الغارق بدمائه فجواد أطلق عليه تلك الرصاصة التي اخترقت جسده وبينما كان هو مسطح علي الأرض وينظر لهم بوهن ....
كانت عائشة تبكي بشدة فذلك الرجل مختل بالتأكيد ماذا سيفعل بهم هذا الرجل الذي يسمي زوجها بينما كانت الأخرى تنظر إلي ذلك الجواد وصوت ابنتها و دمائه رباه دمائه عز الدين كانت هي صرختها وهي تنطلق و تجلس أمامه وتتعالي شهقاتها :
- عز الدين... أأنت كويس
نظر إليها بحنان و هو يلتقط أنفسه بصوبه ووهن :
- عاصي بنتنا .... عاصي أنا
اما عنه هو جواد مازال يقف وينظر إليهم ولم يستطيع أن يري تلك التي دلفت من خلفه لتنظر بسرعه إلي الجميع ثم تضع سلاحها علي رأس جواد لتقول بنبرة غاصبة :
- خليهم يسيبوا البنت وارمي سلاحك و يرموا سلاحهم ويرجعوا وراء وأنت معهم
أبتلع ريقة بخفوت ثم أنزل الطفلة التي سارت إلي عاصي ببطء شديد في حين كانت قمر تتصبب عرقً ولكنها لم تبالي فعليها الأن ان تتجاهل كل شيء للعلها تساعدهم و يخرجون لجميعًا من ذلك المأزق وبصوت استطعت أن يخرج محمل بثورتها علي ذلك المختل قالت :
- خلاص أنت انتهيت يا جواد بيه لعبتك الوسخة انتهت
ضحك بسخرية وهو ينظر إلي عز الدين ويشير إلي جسد الرجل أمامه ثم قال بسخرية :
- بالعكس ده أكبر دليل ان كل حاجه انتهت ، أنت فكرة أن أنا هخاف منك أنا خلاص عملت كل اللي انا عوزه فعمري ما هسمح أن حد يهده عاصي ليا
- أنت مريض
هتفت بها قمر بقوه وهي تنظر إلي عاصي وعائشة بغضب ثم هتفت :
- أتحرك أنت وهي و حده تأخذ الاطفال وطلعهم بره والثانية تحاول تكتم الجرح
لم يجيبها ... ثانية وأثنان هي تنظر له هل سيتركها سيموت سيرحل عن عالمها سيرحل هو.. هو عز الدين .. ومن هي من دونه نعم رحلت وابتعدت ولكن كان معها بأحلامها وذكرياتها وقطعه منه في أحشائها رباااه عز الدين يرحل سترحل هي الآخر فما هوية العاصي بدون قلبها والاخر تصرخ بصوت أعلي علها تفيق من ذلك الشرود :
- عاصي اتحرك هيموت
التفت إليها ورسمت علي ملامحها علامات تعجب موت من سيموت لا من سمح له بذلك هو سيبقي سيبقي حيً سيحى
من أجلها ومن أجل تلك الصغيرة المنكمشة في أحضانها وبسرعه قامت بخلع وشاحها لتكتم به جراحه ثم نظرت إلي قمر و ذلك الذي تكلم بغضب وكأنه خرج عن طوره :
- ابعد عنه يا عاصي... هو هيموت عشان نفضل أنا وانت مع بعض ونربي بنتنا
كان يتكلم بهستيريا عجيبة .. نظرت له عاصي بغضب في حين وضعت الصغير بحانب عائشة التي تنظر له هي تعلم جواد حين يدخل تلك النوبة من الجنون هو الان لا يشعر بمن حوله … جرت الأخرى عليه بسرعة وقامت بصفه عددت صفعات متتاليه وهي تهتف بغضب :
- حقير هقتلك لو حصله حاجه.. هقتلك
أخذ يضحك بشدة ولم يقاومها أو يتحرك فقط يضحك بهيستريا وفي هذا الحين كانت قمر لا تستطيع أن تقف فلقد تمكنت منها تلك الآلام ولكنها تكابر و يا ويله تكابر في ماذا.... كان رجال جواد ينظرون إليه فالرجل جن تماماً و حين لحظوا انشغال تلك الفتاة مع الأخر بدأوا يبتعدوا ليسرعوا في الهرب فذلك الرجل مختل تمامًا وعليهم الآن الابتعاد ولكن ظل هو ماهر الذي بحث بسرعه عن هاتفه ليخبر الشرطة ليستطيع أن ينقذ ما يمكن انقاذه
.................................................. .............................
وصلوا إلي ذلك البيت بسرعه أسرع آسر أولا ثم خافه كان ماجد و آدم ثم عمرو الضابط ممدوح وبعض عناصر الشرطة ... وتلك الصرخات تندلع من الداخل والمشهد كالآتي عاصي تضرب جواد بغضب وهو يضحك بهستيريا بينما كانت قمر تصرخ من الالآم و تتصبب عرقاً ... و من بعيد تنظر عائشة إليهم وكأنها تائهة لا تفقي شيء دلف آسر بسرعة فاتسعت عينه عز المتسطح علي الأرض غارقاً بدمائه والصغير تبكي بجانب عائشة الصامتة وعاصي تضرب جواد و تصرخ بغضب عارم و زوجته تحاوط بطنها المنتفخ و تتصبب عرقاً وتصرخ من الآلام ومن خلفه كان الجميع والصدمة هي الصدمة حين استفاق الأول وهو ماجد الذي جري علي أخيه يصرخ تارة ويبكي تارة آخري:
- عز الدين ... فوق عز الدين عمل فيك اية …. هقتلك يا جواد
جري ماجد ليحمل المسدس من جانب قمر ويصوبه باتجاه جواد ولكن أسرع إليه عمرو وممدوح وهتف قائلًا :
- اهدي يا ماجد هو هياخد جزاءه بالقانون أهدي وحق أخوك هيجي ركز حالا مع عز الدين هو محتجلك
نظر إليه ماجد بضياع فسحب ممدوح المسدس من يديه بصعوبة هو يهتف :
- حد يستعجل الاسعاف بسرعة .. بسرعة ثم اسرع ممدوح لينقض علي جواد ويكبل يده ليبعده عن هنا قبل أن يفقد أحد منهم اعصابه
بينما اخذ جواد يهتف بجنون :
- عاصي أنت بتعتي عاصي مراتي سبونا عاصي ... عاصي
أسرع آدم لامساك بأخته التي تركته بسرعة و أسرعت إلي عز الدين وهي تهتف بقلق وبكاء شديد :
- آدم عز الدين … هيسبني عز الدين هيموت
- جلس آدم بجانبه وأخذ يقوم ببعض الاسعافات الاولية عله يستطيع أن ينقذه فلقد نزف عز الدين الكثير من الدماء ولكن ما زال قلبه ينبض كاد آسر أن يحمل قمر لكي يسرع بيها إلي المستشفى و لكن اوقفه صوت سيارات الإسعاف و انتشار الأطباء وما هي إلا لحظات معدودة وكان الجميع بداخل المستشفى ..... فلقد نقل عز الدين و قمر و معهم عائشة إلي المستشفى بأقصى سرعة .
.................................................. ...
كانت تنظر إلي ذلك الباب الذي اختف الجميع خلفه وقلبها معلن الحداد ماذا لو يرجع الزمن لكي نصلح اغلاطنا ماذا لو نترك أحزاننا ماذا لو تركنا الكبر والتخلي وماذا سيكون مصيرها إذا فارق هو الحياة رباه لا
هي ضعيفة تقسم علي ذلك هي ارتكبت جرماً هي خاطئة هي معترفة ومتقبله للعقاب ولكن يكون العقاب لشخصها هي بعيد عنه وعن ابنتها التي وأخير أرتاح قلبها وهي تتركها الآن برعاية فداء و يبقي فقط أن يأتي أحد ويطمئنها فلقد غاب آدم معهم بداخل منذ أكثر من ساعتين وهي هنا تجلس أمام تلك الغرفة من وقتها و آثار دمائه علي يديها وملابسها رباه دماء عز الدين وتعالت تلك الشهقات و انهالت تلك العبارات من عينيه تريد فقط أن تبكي تريد فقط أن تستيقظ من ذلك المنام تريد أن تراه الآن أمام عينيها .. وامامها كان يجلس بجانب باب عرفة العمليات ينظر وينتظر فأخية بالداخل لا يعرف عنه شيء منذ مجيئه إلي هنا هو خائف... خائف علي عز الدين فلقد أخبره آدم أن حالته خطر ماذا سيقول لوالده ماذا سيقول لأخته والصغيرة.... عز الدين لم يحمل ابنته وتلك التي تجلس تبكي وتصرخ و ها هي الآن تُعلن للعالم بتلك الأفعال أنها مازالت تحب بل هي عاشقة فماذا سيكون مصيرها هي وابنتها وقف بغضب وتحرك بسرعة ثم كور يديه و ضرب بهم الحائط وهو يهتف بغضب :
- ليه محدش بيطمنا لحد حالا.... أن هتجنن
- أهدي يا ماجد مش كده أكيد أول اما يخلصوا هيطمنونا
قالها عمرو بهدوء فهو يكاد يجن علي صديقة هو الآخر ولكن عليه ان يبقي احدهم متعقلاً ليسيطر علي الوضع وما هي لحظات و خرج الأطباء وعلي وجههم معالم التعب والمشقة ولكنهم تركوا لآدم الأمر ليخبرهم به في حين خرج آدم فجري عليه الجميع ليهتف ماجد بسرعه :
- خير يا آدم عز بخير
نظر آدم لماجد ثم لعاصي بقلك ثم تحدث و معالم الخوف ترتسم علي وجهه وقال :
- احنا عملنا اللي علينا والباقي حالا علي ربنا .... عز الدين حالته كانت تكاد تكون مستحيلة ولما وصل كان فقد دم كتير جدا والرصاصة كانت في مكان خطر جدا ادعوله الثامنة واربعين ساعه الجاين هما اللي يحددوا حالته هو حالا اتنقل للعناية وانا هتابعه بنفسي
- عز الدين هيكون بخير مش كده يا آدم
قالتها وهي تنظر لأخيها وكأنها تستنجد به وكأن بكلمات آدم سيتحدد مصيرها هي خائفة بل هي أكثر من خائفة نظر آدم إليها ثم هتف ثائر بألم وهو يراها تبكي بقهر آلم قلبه :
- عاصي أدعي ان ربنا يقومه بالسلامة
بكت وبكت وهي تنظر إلي عين أخيه ثم قالت :
- عوزه اشوفه
- وانا يا آدم
هتف بها ماجد بقلق فنظر آدم إليهم و قال بإصرار لا يقبل التفاوض :
- مستحيل ممكن بعد أربعه وعشرين ساعه أخليكم تشفوه بس حالا مستحيل
تساقطت العبارات من عينيها وهي تنظر لأخيها و ماجد في جين هتف آدم وقال :
- عاصي روحي أرتاحي واطمني علي عهد وتعالي بكرة
- مستحيل …. مستحيل اتحرك من هنا
قالتها بإصرار وهي تعاود للجلوس علي ذلك الكرسي التي كانت تجلس عليه قبل قليل في حين نظر إليها الجميع بإشفاق ومازال الخوف ساكن قلوبهم
.................................................. ............
هي كما هي لم تتغير هو انتصر في كل شيء ولكن معها حقق خسائر ساحقه.... من قبل كان علي وشك خسارتها هي وخسارة نفسه معها ولكن تلك المرة جنانها أوصلها إلى خسارة حياتها و حيات الصغيرة معها ولكن الله لطيف به فلقد اخبرته الطبية أنها تعرضت إلي الولادة المبكرة و بفعل بعض العقاقير استطاعوا إلي تجنب الأمر و أخبرته أن عليها أن تنعم بالراحة التامة لحين تدارك الأمر نظر إليها فهي مازالت نائمة لا تدري بما فعلته به كم مرة لابد ان يشعر بذلك الامر بشعور انفطار القلب والخوف هل علي من يقترب من قمر الأسيوطي يعتاد علي ذلك .... ولكن كفي..... كفي عن كل هذا فمن الآن يقسم أن يتغلب علي ذلك العناد عنادها ليكونوا بخير جميعًا.. هو وهي وابنتهما نظر إلي انتفاخ بطنها أمامه ثم مسد عليها بحنان وكانه يطمئنها انه سيمنع أمها المجنونة من أي فعل طائش يؤذيها
.................................................. ..............
أخبارها آدم أن تجلب بعض الملابس لعاصي وتأتي بسرعة إلي المستشفى فأختها ترفض أن تذهب إلي البيت .... فقامت بجمع الأغراض وجاءت لكي تكون بجانب اختها لاتزال تصدق ما علمته من آدم عز الدين مصاب وحالته خطره و عائشة.. عائشة ما زالت حيه يالله هل يعقل هذا ماذا يكون هذا الجواد ليعيشهم تلك الأحداث انفطر قلبها علي عز الدين فهي الأن لا تحمل له اي ضغينة و سعدت لأخبار عائشة و جاءت لتطمئن قلبها علي أختها الحبيبة التي تدعوا لها الله أن ينهي تلك الاحداث بسلام و يقوم الجميع سالم أخذت تتنقل بين طرقات المشفى علي تصل إلي أختها او آدم او شخص ما من طرفهم ... وما هي إلا لحظة حتي توقفت لتنظر إلي ذلك الواقف بعيد كان ينظر لها بملامح محملة بالتعب يالله لو تستطيع أن تسير إليه تلك الخطوات وترمي بنفسها داخل أحضانه فقط لو تستطيع أن تكون معه في تلك اللحظات الصعبة تحتاجه ويحتاجها و الماضي يقف لهم بالمرصاد تقدمت بعض خطوات لتقف أمامه وتهتف بنبرة مترددة :
- أنا بدور علي عاصي..... و كنت.. اقصد ... يعني .... أنت كويس
احتاجك كان يود ان يقولها ولكن هو عاهد نفسه منذ زمن علي أنها تكون بعيدة دائمًا وابدا هي كنبته محرمة داخل أرض محرمة فهو الأن لا يريد أن يعيش داخل أحلام من نسج قلبها هو الأن اقسم أن يسير بفعل توجهات قلبه و بسخرية مريريه أستطاع رسمه وهتف :
- الحمد لله بخير... شكرا علي السؤال ثم سار مبتعداً عنها وهو يقول عاصي في اوضة آدم
وسار مبتعدا ولو نظر خلفه لرأي كم الأسي كم الحزن الذي رسم علي صفحات و جهها كيف أن يكون قاسي هكذا معها كيف يعملها بذلك التجاهل ماجد لا يريدها أذا وهي أيضا لا تريده و كفي بالتفكير في هذا الشخص فهو من الماضي وليظل ماضي كما كان
.................................................? ?................
نظرت إلي ابنتها المسطحة علي الفراش فمنذ أن وصلت إلي هنا و قام الاطباء بالكشف علي جحروها وهي نائمة وكأنها استسلمت لذلك الظلام استسلمت إلي السكون من حولها فهي الآن نجت بأعجوبة من ذلك الشخص الذي هزمها وقتلها منذ دخوله حياتها وهي تعيش في جحيم تقسم انها انهكت تقسم انها تمنت الوقت فهي تلك الطفلة التي كانت تجري وتضحك وتلعب اين هي من تلك المرأة المسطحة علي ذلك الفراش و جروحها تملئ جسدها الضئيل ... بكت السيدة حنان وهي تنظر إلي ابنتها بحنان وهي تردد :
- اشفي بنتي يا رب.. بنتي
.................................................. ............
تشعر ان تلك اللحظات هي عمر مر علي عمرها منذ الامس وهي منتظره تريد أن تره وتطمئن قلها المشتاق واخيرا سمح آدم لها أن تدخل إلي غرفة العناية وتظل بجانبه للحظات فتحت لها الممرضة باب الغرفة وعلي وجهها ابتسامه عذبه فسارت ببطئ بتجاهه رباه الغرفة كلها كئيبة لا هذا الراقد بسلام هو عز الدين لا عز الدين عندما يكون .. يكون المرح والبهجة من ذلك المتسطح من ذلك القريب البعيد دلفت لتنظر له جسده يمتلئ و رباه ماذا فعل به روحها تبكي بوجع تقسم انها تتألم أكثر منه جلست علي ذلك الكرسي القريب وهي تتأمل سكونه الغريب وتعالت شهقاتها ثم هتفت بصوت مضرب تجاهد أنفاسها المتسارعة لكي يخرج ثم قالت :
- عز الدين.......... أنا هنا جنبك... ممكن اطلب منك طلب... اجعلنا.... أأنا اسفه... اسفه لو علي كل حاجه أسفه عشان عاصي بس ... وقتها أنا كنت عوزه احميها واحمي نفسي انت جرتني بعد ما اديتني الامان دبحتيني يا عز الدين قلبي وجعني منك بس بنتنا هي اللي اديتني الأمل .... أنا كنت رفضة الرجوع كنت خيفة وكنت حسه أن في حاجه هتحصل بس مهما كان .. عمري مكنت اتخيل انك تكون بسببي هنا أن أعرضك لخطر.. عز الدين يمكن أحنا انتهينا بس عشان بنتك خليك معانا هنا فوق وارجع
لكن تلك الصافرة أعلنت عن الرفض القاطع سيفارق سيموت ويبتعد الحياة لها والموت راحة وعلاج للفراق هو يشعر بها ومن بين الوعي ولا وعي هطلت دموع عينه نظرت له واتسعت عينها وهي تصرخ وتهتف بصوت يختنق من البكاء:
- عز الدين..... لا عز الدين
دلف أحد الأطباء و خلفه مجموعه من الممرضين أخذ الطبيب يقوم بإنعاش قلب وفي هذه اللحظة دلف آدم بسرعة وهتف في إحدى الممرضات طلعيها برة كانت تسير مع تلك الفتاة وهي لا تشعر فقط تبكي تريد أن تبقي بجانبه تريد أن تظل هي تريده تشعر بروحها بروحها تسحب وأمام الباب كان يقف ماجد وهند وعمرو ينظرون لها بخوف يريدون تفسير وحين نظرت إليهم وهتفت بضعف وهي تحاول أن تقوي ولكن أين لها بالقوة هتفت بوهن :
- عز الدين
ثم سقطت علي تلك الارض فاقدة للوعي بلا حوله ولا قوة وتركت الصدمة للجميع
.................................................. ..........
- لأسف النيابة حولته إلي مستشفى الامراض النفسية و العصبية يا حاج سعيد مش في ايدينا نعمله حاجه
نظر سعيد غالب بغضب إلي المحامي بعد أن أستمع لما يقول جواد ابنه الأن في مستشفى المجانين وهو مكبل لا يستطيع أن يفعل شيء ولكن لا سيبحث في المستحيل سيجعل المستحيل ممكن من أجل انقاذ ابنه نظر إلي المحامي بغضب ثم هتف بغضب :
- معني كلامك ده إيه... أنا لا يمكن أسيب أبني يضيع من أيدي أنت سامع أتصرف واعمل أي حاجه وكل اللي عاوزه هتخده
- المسألة مش كده... الفضية خطيرة وكل حاجه بتدين جواد بيه يا حاج سعيد
- قولتلك اتصرف
الغضب كل الغضب في قلبه الأن هو سعيد غالب سينتقم من الجميع بلا استثناء كل من أوصل ابنه إلي هذا الوضع يقسم أن انتقامه سيكون لهم جهنم علي تلك الأرض
.................................................. ...............
تمر الأيام كلمح البصر ولا يبقي منها إلا الذكريات حقاً أيام مهلكه من الوجع والألم و الضياع التشتت والآلام ... أخبارها آدم عند استفاقتها أن عز الدين بخير الآن فجرت علي تلك الغرفة التي يقبع بها كانت الممرضة المسؤولة عنه تغير لها الضماد فنظرت لها عاصي في حين ابتسمت لها الفتاة فجلست عاصي علي ذلك الكرسي و انتظرتها حتي تنتهي مما تفعل ولكنها بادرت وسحبت يده ووضعته بين كفيها وهي تبكي حين هتف الفتاة بحزن :
- بلاش تعيط ... هيبقي كويس ان شاء الله
- أن شاء الله
وما هي الا لحظات حتي انهت ما تقوم به وابتسمت لها تحيها ثم انصرفت و شهقت عاصي و هتفت من بين دموعها :
- كنت هموت حسيت ان روحي انا اللي بتطلع فوق عوزه بص في عنيك أسفه أسفه عاي كل حاجه أنا تعبت صدقني تعبت مش عوزه حاجه من الدنيا دي الا أن اشوفك قدامي أنا بجد يا عز الدين عمري ما كنت اتخيل أن بحبك كل الحب ده أنا هموت لو حصلك حاجه عشاني عشان بنتنا افتح عينك
.................................................. ................
أخذها من آدم الذي كان يحملها بحب وهي تضحك بين يديه تلك الصغيرة ابنه اخيه اخذ يقبلها فآدم أخبره أن عاصي تريدها وحين وصل كانت عاصي بالداخل غرفة اخيه فتركها آدم معه وذهب ليتفقد حالة أخية أخذ يلاعبها بحنان ثم قال لها بمزح :
- أنا أسمي ماجد أبقي عمك قولي كده عمو ماجد
نظرت له بعينيه الواسعة ذات اللون الأخضر الداكن كلون ورق الاشجار كان بشرتها بيضاء ممزوجة بحمار بسيط رباه ما أجمل تلك الفتاة نظرت له ببلاها و هي تعقد حاجبها وكأنها تفك شفره فهتف مرة أخره وهو يضحك :
- هو أنا بكلمك إنجليزي قولي عمو ماجد
غضبت الفتاة بشده في تلك الحركة الشهيرة لدي أخيه عز الدين فهي تعقد حاجبها بشده ثم ابتسمت بسرعه وهي تنظر خلفه و تهتف بسعادة طفولية محببة :
- أند.... أند
نظر خلفه فوجدها تقف تنظر إلي الفتاه بحب ثم هتفت بفرحه :
- روح قلب هند حبيبة خالتو
نقل ماجد نظراته بين تلك الواقفة أمامه وتلك التي يحملها و قال بعبس جعل هند تريد أن تضحك وهي تسمعه يقول :
- ما أنت بتنطقي أه امال معايه محطوطة علي الصامت ليه يا بنت عز
- أز ... أند
هتفت الفتاة بفرحة و اخذت تردد تلك الأسماء فقال هو:
- أيون أيون يله ماجد... سهل خالص ماجد
- هي مش متعودة علي الاسم وعشان كده مش هتقوله بسهوله بلاش تزهقها يا ماجد عشان متكرهكش
هتفت بها مشاكسة وهي تبتسم للفتاة فنظر ماجد لها بحنق وقال :
- هي اشتكت ليك وبعدين تتعود ومش هتنطق إلا ماجد ماجد بس
كادت أن تتكلم حين بكت الصغير وهي تقول :
- أند.. عهد.. أكُل
أخذ ماجد يحاول معها لك يهدأ فنظر لهند وسألها بسرعة وهو خائف لم يفهم ما قالت :
-هي بتعيط ليه مالها
- اهدأ دي جعانه عادي يعني
- طيب هي بتأكل إيه وانا أروح أجبلها
أسرع بقول هذا فقالت له هند وهي تبتسم :
- زبادي و بسكوت
- طيب خليها معك علي ما اروح أجبها واجي خلي بالك منها
أعطها الفتاه بسرعه وهي تتمتم بموافقة ثم ذهب مسرعاً لكي يجلب لها الطعام وحين ابتعد هدأت الصغيرة واخذت تنظر لهند وقالت :
- اجد
اتسعت عين هند ببلاها ثم أخذت تضحك بشده علي تلك الفتاة اه لو سمعها سيفخر من نفسة بشدة و كأنه أنتصر في أحد المعارك.
.................................................. ......................................
تعلقت الصغرة بأحضان العاصي فضمتها لها و دلفت بها مره اخره اليه تريده أن يشعر بوجودهم يريد أن يحارب من أجلهما مسكت يده ثم وضعت يد الفتاة ويدها بين كفه العريض الشعر بالدفئ ثم نظرت الي الفتاه المبتسمة وقالت بحنان :
- قولي بابا
- بابا.... بابا
- اخدت نقول تلك الكلمة بمرح ومن بعيد كان يستمع لهم يبحث في كل مكان عن مصدر تلك الاصوات و هيصرخ بأعلى صوت له و يركض هنا وهنا ومع شعورها بقبضة يده التي احتضنت يدها هي وطفلته بشدة استمعت إلي تلك الصيحة الخافتة وهو يقول :
- عاصي
- بابا
تزامن ذلك مع قول الصغير بمرح وكأنها تلعب مع امها .. فاتسعت عينها وهي تستمع إلي صوته الحبيب وتسرع للخارج لتخبر الجميع لقد استيقظ رباه لقد نجى
.................................................. .......................
وأحيانا الوجع لا يجعلك تبكى فقط .. بل يحولك إلى شخص صامت ليس له أى صوت .. موجود بين الناس ولكنه ليس معهم كتب لها الطيب علي خروج من المستشفى ولكن عليها أن تتابع طيبيه نفسيه لكي تساعده علي العودة... العودة إلي الهوية المفقودة منها هويتها الحقيقة عائشة الصامتة الحاضرة البعيدة عادة هند تهتم بها هي وامها و آدم يتابع حالتها الجميع يهتم بها هي وصغيرها وكأنها ليست زوجت الجاني ولكن ذلك الشخص انتها كما قالت لها الطبيبة هي الآن عائشة بدون مسميات هي عائشة الابنة والام والاخت فقط بدون ذكر ذلك اللقب فبطبع هي ليست زوجه
...............................................
منذ أن استيقظ كان يتوافد اليه الجميع ليطمئنوا علي صحته وهي بصحبته لم ترحل و هو لم يسمح فمنذ أن استيقظ اخذ آدم يلح عليها أن تأخذ الصغيرة وتذهب الي البيت لترتاح ولكنها كادت ان تتكلم فهتف عز الدين بوهن :
- لا يا آدهم أنا عوزهم هما معايه
- بس.. يا عز مش
كاد ان يتكلم ويرفض ولكن تدخل ماجد بسرعة و قال فهو يعرف ان الأمر ما زال حساس بينهم فقال بسرعة :
- آدم خليهم مع عز الدين واحنا في مستشفى خاصة أكيد هنوفر لعاصي راحتها
ولكن تلك النبرة الراجية التي تكلم بها عز الدين جعلت آدم لا يتكلم ويتقبل الأمر حين قال :
- آدم أنا عاوز عاصي و البنت يفضلوا معاية ... أنا مش عوزهم يبعدوا عني ولا لحظة تاني آدم أنا أدفع عمري كلة بس والعمر يرجع بيه عشان أعوض عاصي علي كل اللي فات بس مش هينفع بس وعد مني أن مش هخلي لحظه وحده هتعدي علينا غير واحنا مع بعض
- الموضوع ده مش وقته يا عز ولو عليا أنا مش رافض بس القرار قرار عاصي في الاول والاخر
كاد عز الدين أن يتكلم حين دلف الطبيب المعالج لعز الدين بعد أن استأذن ورحب بالجميع وبدأ يطمئن علي عز الدين ثم قال بمرح اعتاد عليه :
- لا يا كابتن صحتك بقيت تمام الحمد لله
تكلم وهو ينظر لها تلك النظرات السمجة فمنذ دخول عز الدين إلي تلك المستشفى وهو المتابع لحالته ولكن وجوده يجعل الدماء تتدفق في عروق ماجد و الغضب كل الغضب يريد ان ينقض علي ذلك الشخص ليفقد له عينه التي تنظر إلي هند بتلك النظرات فهو لحظه منذ عددت أيام والآن يقف يمازح في أخيه و يلاعب الصغير و يتكلم مع آدم وينظر لهند ولكن بعد كل هذه الأفكار عن فكره وهو يسمعه يقول لآدم :
- دكتور آدم كنت عوزك في موضوع
تكلم بارتباك وهو ينظر إلي آدم فابتسم آدم بود وقال :
- اتفضل يا دكتور خالد
- ممكن نتكلم في مكتبِ
- اكيد أتفضل
وكاد آدم ان يخرج من الغرفة يتبع ذلك البغيض ولكنه نظر إلي ماجد وقال له بود :
- ماجد... ممكن توصل هند وترجع ليا عشان نروح المحامي
كادت أن ترفض ولكنه قال له بنبرة قطعت عبارتها و هو يوافق ويقول :
- ماشي ... هوصلها واجيلك علي طول
.................................................. ..................
وفي السيارة كان الوضع مختلف بينهما فأخذت هي تعبث في كست السيارة وتشغل الاغاني المختلة حني وجدت ضلتها وكانت تلك الاغنية الشهير التي تعلم أن ماجد يبغضها بشده
اللي يجيب لك سيرتي تقولوا إسألني على جديدك
واللي يقول لك طيب عملت إيه بتطوح إيدك
اللي يجيب لك سيرتي تقولوا إسألني على جديدك
واللي يقول لك طيب عملت إيه بتطوح إيدك
وكإني معملتش حاجة من واحد كان يوم ولا حاجة
وكإني معملتش حاجة من واحد كان يوم ولا حاجة
من حقك مكثير كبرتك كبرتك على سيدك
أخذت تدندن مع كلمات الاغنية و هي تتحرك بسعادة فنظر إليها بتعجب ثم مد يده وأغلق الكست بغضب فنظرت له وكأنه ارتكب جريمة ما بحقها فقالت بغضب :
- ليه كده..... قفلته ليه
- دماغي بتصدع علي طول وبعدين خليني اركز في الطريق
قالها ببرود شديد في حين رفعت هي حاجبها وقالت بسخرية :
- ولما تقفله هتركز طيب... ركز يا أخويا ركز
كاد يبتسم وهو يستمع إلي نبرتها الساخرة ولكنه استطاع علي ان يكبح تلك البسمة بصعوبة وما هي إلي دقائق حتي وصلت السيارة إلي المزرعة فكادت ان تستقل منها ولكن وجدت ان السارة مقفولة فالتفت إليه وعلي وجهها علامات التعجب فقال دون ان ينظر لها :
- مش عوزك تروح المستشفى تاني
- نعم
كانت كالبلهاء امامه وهي لا تفهم شيء ولم تفهم ما قال فنظر لها بغضب وقال :
- متروحيش المستشفى تاني... انتِ فهمه
- لاء هروح
قالتها بعناد وهي توجهه فنظر إليها بتحدي و هو يرفع يده أمامه وجهها محذرًا ثم هتفه بتمهل
- جدعة ابقي أشوفك في المستشفى تاني خلص الكلام اتفضلي انزلي
- أنت مجنون ولا حاجه
قالتها وهي تشير بيدها علي رأسه فنظر إليها غاضب وقال :
- هي كلمه ولا تحبِ تشوفِ الجنان علي حق
- اااان
- اتفضلي يله
وقالها وهو يعاود تشغيل سيارته فستقلت منها وهي تتمتم في حين استدار هو ليعاود فأخذت تهتف :
- اتنت بقيت مجنون رسمي
اما هو فكاد أن يصطدم بكثير من السيارات مازال كما هو معها يغار وبشده يردها ويعذب نفسه وبها ويقسم أنه سيبتعد عنها اي جحيم هذا واي عذاب هذا وما سبيل الخلاص واين ذلك الوعد الذي عاهد به نفسه
................................
تعالي صوت الهاتف ليعلن عن خبر ربما سار ربما محزن ولكن يبقي فجعه في قلوب البعض ومن الممكن أن يكون عقاب نظر سعيد غالب الي الهاتف واسرع بالرد فالمتصل كان محامي أبنه و حين هم بالرد كانت له الفاجعة التي قدت علي طغيانه قدت عاي الشر بداخلة قدت علي كل شيء فابنه الشاب الذي كان يتعكز عليه في تدبير كل شيء قد انتحر ورحل داخل تلك المستشفى رباه ابنه قد مات دون ان يساعده دون أن ينتقم دون أن يعيش انتظاره وامام تلك النكبة كان مصيره الانهيار سعيد غالب انهار علي تلك الأرض لا حول له ولا قومة
...........................................؛....
- انتحر أنت بتقول ايه
قالها ماجد وتلك المفاجئ مازالت تسيطر عليه فلقد أخيرهم المحامي بذلك حين قال آدم والحزن اكتسي صفحة وجهه :
- لا إله إلا الله أن لله وان إليه راجعون.
- لأسف الدكاترة اكدوا انه مختل الله يرحمه ... كده كل حاجه عليه من قضايا سقطت..... وحالا يا ماجد بيه معدش باقي الا موضوع المزرعة والمصنع هتعملوا ايه
تكلم المحامي بجديه وهو ينظر إلي ماجد وآدم بينما أخدوا ينظرون لبعضهم حين قال ماجد :
- بنسبه للموضوع ده بابا قال أنه هيبيع الفيلا اللي في مصر وبعض الxxxxات اللي هتسد للبنك جزء من الفلوس ونقدر نجيب منهم تأجيل للباقي علي ما نرجع نشغل المزرعة والمصنع و نسد الباقي
ابتسم المحامي بفرح وهو يقول بسرعة :
- بجد ده حل كويس أوي وأنا أقدر اخلص كل حاجه مع البنك
- خلاص يبقي علي بركة الله
هتف آدم وهم يهمون بالانصراف الامور تسير كما ينبغي لها بعد كل هذا التعب سيستقر كل شيء من جديد ويرتاحوا جميعا هو وزوجته و عائشة قد عادت اليهم و عز الدين والوضع الجديد مع عاصي لم يتبقي سوى صغيرته هل ستوافق علي ذلك الطبيب يعلم جيدا أنها مازالت تحب ذلك القابع بجانبه و لكن هو ماذا عنه هو وامام هذا تكلم وهو ينظر إلي خارج السيارة :
- كل حاجه الحمد لله ماشيه كويس ..... بس اللي خايف منه ايه هتكون رد فعل عائشة لما تعرف ان جوزها مات
أجابه بسخرية و هو يركز نظره علي الطريق :
- الموضوع مش هيفرق معها كتير... بجد الإنسانة اتعذبت جدا ربنا يعوضها خير
- يا رب ان شاء الله... تفتكر عاصي وعز الدين هيبقي عندهم امل جديد
قال آدم وهو يرغب لأخته ان تحيا بسعادة مع عز الدين فالاثنان ارتكبا أغلاط كثيرة في الماضي ويجب أن يبدئون من جديد والاخر هتف بحب وقال :
- حبيبة عمها هتخلي حياتهم ليها طعم تاني هديه القدر ليهم
- صح فعلا... متعرفش انا بحب البنت دي قد ايه
- وأنا حبيتها جدا ببقي عاوز اكلها والله
ضحك آدم بشدة ثم هتف وهو يتابع ماجد بتركيز :
- ثم قال أنا كده الحمد لله اطمنت علي عاصي فاضل هند واكيد ربنا هيكرم وهتوافق بالدكتور خالد و ابقي كده دوري معهم انتها
لم يعرف آدم ماذا حدث فهو وجد السيارة تصدر صوت شديد وهو ارتطم بالزجاج من أمامه وهو ينظر لماجد بغضب ثم هتف :
- أنت مجنون هتموتنا
لم يهتم بما يقول ولكنه قال بغضب وهو يجاهد أن يخرج أنفاسه الغاضبة :
-أنا كنت عارف كنت عارف هو عوزك في ايه بس متنساش هند خطيبتي
- كانت ... كانت خطبتك أنت اللي نسيت
قال آدم بهدوء ولكن ذلك الذي قال بصوت جهوري غاضب :
- لا خطيبتي جدي قرر خطوبتنا وهي قررت أنها تسبني عشان ذنب مش ذنبي.. انما حالا أنا اللي هقرر وحقي عليك أنك تبقي معايا أنا عاوز خطيبتي أنا بحبها بس يا آدم أختك جرحتني جرحت رجولتي ولازم كنت اعقبها بس مش هتروح من ايدي
ابتسم آدم براحه وأرجع رأسه علي الكرسي من خلفه وقال وهو يحمد الله سر :
- اتجوزها وعقبها زي ما انت عاوز … بس الاول أقنعها
هل هذه موافقه آدم موافق علي زوجهما وليكن سيتزوجها وستكون له زوجه وبعدها سيعلمها أن تعشقه أن تتعلق به حتي النخاع سيكون أقرب لها من الوتيد هند ستكون له و كفي
................................................
هو وهي وطفلتهما في مكان واحد هذا أحد أحلامها بعيده المنال وها هي تتحقق امام عينيها كان مسطح علي الفراش بتعب وبجانبه تلك التي تعلق بها لم يقبل أن تنام بعيده عنه علي رغم تعبه اما عنها فكانت مستكينه باطمئنان بينما كانت عاصي تجلس علي ذلك الفراش الذي طلب آدم أن يكون موجود في الغرفة بجانب فراش عز الدين كانت تبتسم وهي تري عز الدين يقبل طفلته بحنان ويمسد علي خصلات شهرها ثم نظر إليها و حاول أن يعتدل فأسرعت عاصي لتساعده ولكنه أمسك بها و حبسها داخل أحضانه و قال بحنان وهي تقاوم لكي تعتدل ولكنه يرفض بشدة ولكنها سكنت حين استمعت نبرة الحانية :
- عوزه أتكلم معكِ بس عوزك تكوني جنبي وبين أحضاني .... أسف علي كل حاجه يا عاصي أسف ان حطيتك في موقف صعب بس صدقيني عمري ما خنتك .. تعبت يا عاصي تعبت من بعدك كان نفسي أكون معك في كل لحظة كان نفسي اكون اول واحد يشيل بنتنا كان نفسي اوي يا عاصي أسف أو كنت سبب من أسباب بعدنا
استمعت له وهي تبكي.. علي ما مر تبكي علي عمر ضاع بعيد عنه تبكي علي انها حرمته من أن يعيش ذلك الشعر أه لو يعمل كم تتألم لأجله ولكنه تكلمت من بين دموعها وهي تقول :
- أسفة كنت حثه ان بنتقم لكرمتي ... كنت موجوع بس صدقني ندمت علي كل حاجه عز الدين زي ما انت غلط أنا غلط
-ششش لا حبيبتي كل حاجه انتهت أحنا حالا مع بعض وبنتنا معنا في وسط أهلنا عاصي أنا مش هسيب هنا هنفضل في المزرعة كلنا هنبدأ حياة جديدة مفيش فيها غرور ولا عند ولا كبر عاصي لازم ننجح عشان بنتنا وحيتنا وحبنا أنا بحبك اوي يا عاصي
ابتسمت وهو يمسح دمع عينيها و وتأكد علي كلامة و برأسها ثم قالت :
- وانا بح ..
لم تستطيع أن تهتف بما تريد فلقد بتر هو أحرف تلك الكلمة فعاصي وعز الدين انتصرا معاً لتكلل تلك القصة بإكليل من ورد المحبة
..................................
زم شفتيه الصغيرة وهو ينظر إلي أمه بغضب ثم هتف :
- عهوده عاوز عهوده سليم زعلان منها
كادت أن تضحك ولكنها تعلم جيدًا أن طفلها غاضب بشدة لانه أشتاق لأختها و كنها هي أيضًا اشتقت لصغير اشتقت للاستقرار حياتهم اشتقت لزوجها كم تتمني أن تنتهي تلك الأحداث ليستقر أوضاعهم نظرت إلي صغيرها وقالت بحنان :
- حبيبي هي هتيجي مع بابا ..كمان ...شوية ....بس لازم سليم زي الشاطر..... يخلص كل أكله
- فداء كدابه ….. هما عملوا عهوده عروسة وبعهوها
نظرت له فداء وهي متفاجئة من كلام صغيرها فهتفت بسرعة :
- ماما كداب... يا سليم..... وايه عروسة دي .... مين قالك الكلام ده
- عز الدين.... قالي أنها حلوه شبه العروسة فبعوها
ضحكت بشدة و ضحك من خلفها فكان بتابعهم من خلفهم وينظر لهم بحب فكم يعشقهم تعالت ضحكاتهم وهي تنظر له وهو ايضا عندما أقترب منهم ليحمل الصغير ثم يقرب رأسها و ليقبلها بحب وهو يهتف :
- بلاش تخلي سلم يقعد مع عز الدين كتير أصل الواد ده طالع لخلانه قال موزه قال خليه يقول كدة قدام خاله
...................................
كانت تسير وهي تنظر إلي الأرض من حولها ستحاول جاهدة هي وعائشة كما وذلك الكابتن عمرو الذي يتودد لعائشة فهي تلاحظ هذا وكم تتمني ان يستطيع إلي كسر ذلك الحاجز الذي وضعته عائشة في تعامل كل من حولها فهي تجاهد أن تعود ولكنها ليس عائشة المرحة وعلي ذكري ذلك هتفت :
- منك لله يا جواد... يالله ميجوز عليك الا الرحمة ومنك لله يا سعيد بس يتري هيحصلك ايه اكتر من أنك تتشل ... ربنا يسمحكم
- بتكلمي نفسك يا حول الله يا رب اتهبلتي خلاص
كان هو من ظهر أمامها من حيث لا تدري فوقفت أمامه وعلي وجهها معالم الفزع وقالت بغضب :
- أيه في أيه وبعدين أيه اتهبلت دي انت أصلا مالك بيه
رفع حاجبه ثم دار حولها ووقف أمامها وقال بتهكم واضح :
- لا مالي وحالي وكل حاجه دا أنت خطيبتي و علي بعد أسبوع كده هتبقي مراتي هو محدش قالك
- - نعم يا اخويا أنت بتقول ايه يا عم أنت
- قالتها بنبرة سريعة فقال هو مازحا ً :
- أيوه.. أيوه اظهري علي حقيقتك ... بيئة بس يله هتجوزك بقي هنعمل ايه
هي متفاجئة ماجد يقف أمامها ويقول أنه سيتزوجها كيف هذا بالتأكيد هي تحلم هل هو الذي يقرر هذا الامر من تلقاء نفسه وهي ما دورها السمع و الطاعة قالت غاضبةً :
- مش هيحصل يا ماجد اللي حصل المرة اللي فاتت مش هيحصل حالا
- هيحصل بتحبيني وبحبك عوزك وعوزاني ايه اللي مش هيخليه يحصل اللي فات نسيته والكل نسي بلاش يا هند تكبري أنا وانت لبعض غصب عن اي حد حتي عنك يا هند
كشفها واعترف لها فتك بحصونها هدم قلاعها هي تحبه حقيقة هو يحبها هو يحبها ماجد و باضطراب هتفت :
- وليه كل ده
وبثقة عمياء وتعب وضياع:
- عشان تعبت..... لا عارف أكرهك ولا عارف أبعد.. ونفسي أقرب هند أنا بحبك
ومع سماع تلك نبرة صوته العذب ارتمت داخل احضانه وقالت بفرحة مع تلك الدموع التي تتساقط من عينيها :
- وأنا بحبك
لحظة ولحظة ربما بعض الوقت و خرجت من أحضانه وحمرة الخجل تكسوا وجهها النقي و بعفويتها و مزاحها الدائم قالت :
- بصي يا ماجد أنت تجبلي ورده وتيجي تحت البلكونة وتقف وتقول شحات وان أقولك روح وأنت تقولي أشحت و أنا أقولك روح
نظر لها بتوعد و هو يرفع حاجبه :
- شحات وروح واشحت طيب تعالي بقي
وجرت بعيده عنه وهي تضحك بشدة وهو الآخر كأنت السعادة أحططت علي تلك الارض من جديد
..............................................
طلبت منها الطبيبة أن تذهب إليه فتلك الزيارة ستساعدها علي تخطي تلك المرحلة فكرت وفكرت وحسمت أمرها بأنها سوف تذهب إليه تريد أن تبدأ من جديد تريد أن ترحل عنها كوابيسها تريد أن تتوقف عن أفكارها السلبية و قد كان دلفت إلي ذلك القصر الذي خلي من سكانه كم هو كئب منذ أن دخلت إلي هذا المكان وهي تشعر أن يقبض علي روحها سارت ببطيء متحاشيه تلك الذكريات التي تعود إليها ذكريات الالام واحزان ذكريات جراح و واوجاع ذكريات خزلان
صعدت الي تلك الغرفة التي يقبع بها سعيد غالب ثم دلفت إلي الداخل وهي تنظر له كان مسطح علي فراشة و كأنه كبر أعوام اصبح كاهل نظرت له و لا اراديا بكت ومن امامها كان ينظر لها ولا يستطيع الحركة او الكلام فهتفت بحزن :
- ظلمتوني أوي انت هو دبحني وانت كنت شريكة أبنك يعمل اللي هو عوزه جواد بيه يغتصب يضرب يموت يسرق عادي في قانونك عادي هو بقي فين وانت حالا فين نسيتوا ان في رب لطيف بعبدة صدقني انا مش شمتانه لاء أنا زعلانه زعلانه عليك وعلي ابنك انا هعيش و هربي ابني هربيه في الارض الخضراء ارض فيها حب وخير مفيش فيها حقد وكره هخليه انسان مش حيوان ينهش في لحم غيرة وانت منك لربك يا سعيد يا غالب
كانت تبكي وتجري تريد أن تخرج من ذلك المكان تريد أن تبتعد حقًا شعرت بالراحة شعرت بتجدد الأمل شعرت بانتصار الخير شعرت بأن ربك حكم عدل وأخيرا وقفت تنظر إلي السماء وتقول ببكاء :
- يا رب سعدني أبداء من جديد
.................................................. ......
رن هاتفه برقم عز الدين فابتسم وهم بالرد فهو يحاول الاتصال به منذ عددت أيام وها هو يتصل به فهتف بمرح:
- الحمد لله علي سلمتك يا بطل خوفتنا عليك
ابتسم عز الدين بحب وقال مازحاً :
- ليه تخاف عمر الشقي بقي … يا آسر باشا
ضحكوا بشده حين هتف عز الدين بحب وشكر :
- شكرا يا صحبي علي كل اللي عملته
- بتشكرني علي ايه احنا اخوات يا عز الدين
قالها آسر بصدق حين هتف عز الدين :
- أكيد يا صحبي ..... هستناك تيجي فرح ماجد بكرة
وبنبرة معتزة هتف :
- معلش اعذرني مش هقدر اجي قمر علي وشك الولادة وانا مش بقدر اتحرك من جنبها ... بارك ليه بالنيابة عني
استشف عز الدين حزن صديقة فأراد أن يخفف عنه فهتف :
- آسر بلاش تحاسب قمر علي حاجه اتربت عليها قمر اطبعت بالطباع دي بلاش تقسي قلبك عليها
تنهد بحزن ثم قال بنبرة حزينة :
- مش بأيدي يا عز الدين بس صدقني عمري ما اقدر اقسي عليها قمر روحي بس انا بحاول احسسها بغلطها وهي حسه بيه وندمانة والحمد لله حصل خير وهي والبنت بخير ربنا يكملها علي خير وتقوم بالسلامة
- يا رب ان شاء الله..... احل شعور هتحسة انا ندمان ان مشفتش بنت لحظت ولدتها بس صدقني احلي احساس واحلي شعور
قالها محب حزين نادم حين احس آسر بهذا فهتف بحنان :
- من الاول كل حاجه مكتوبه ابدأ من جديد عيش حياتك و عوض نفسك ومراتك و امسح الماضي الكئيب ارسم السعادة بايدك و امحي غرورك وكبرك هتعيش سعيد
- هعيش سعيد
أمن علي كلماته ثم أغلق الخط وهو ينظر إلي ابنته الي تلعب مع سالم وعز الدين الصغير وبجانبهم يحبوا يجلس سعيد الصغير علي كرسي الطعام و من بعيد كانت تسير باتجاهه وهي ترسم ابتسامة عذبة وحين وصلت إليه مسك كف يدها ليجذبها بين احضانه وهو يهتف :
- أنت وبنتك اغلي ما عندي يا عاصي
- وانت حبيبي يا عز الدين
.................................................. ........
الهواء الرطب وصوت العصافير السلام محتضن المحبة واللون الأخضر علي مرمي الشوف للعين قد تجدد الاطفال يجرون و النساء يغنون لقد عادت الأرض أرض الجود بعد غياب و عاد الاصحاب وها هو موسم الحصاد اخذت الفتيات تغني اغاني الحصاد :
( القمح الليلة ليلة عيده يا رب تبارك وتزيده.. لولي ومشبك على عوده والدنيا وجودها من جوده.. عمره ما يخلف مواعيده يا رب تبارك وتزيد)
ابتسمت عائشة بحب وهي تساعدهم فكان صوتهم عذب وبجانبها كانت عاصي تدندن معهم بحب و علي بعد خطوات جلس بتعب بجانبها تحت تلك الشجرة الضخمة ثم هتف بسخرية :
- يختي يا بختك قعدة كدة ومريحة الكل شغال وانتِ ولا علي بالك
نظرت له بغضب ثم قامت بحمل تلك الجزرة التي كانت تاكلها وهتفت :
- أول مرة اشوف واحد عاوز مراته الحامل علي لخرها تقوم تشتغل يشيخ يخي حسبي الله ونعم الوكيل
- بتحسبني عليا يا هند دي اخرتها
نظرت له برعب ثم هتفت مرة أخرة وهي تعطي له قارورة الماء :
-بحسبن في العالم الظالم يا عم ماجد
ارتفع حاجبه وهو يحاول ان يداري تلك البسمة بصعوبة ثم هتف :
- الظالم ..... وعم... ربنا يصبرني
- يا عم ارحموني بقي من الخناق بتعكم ده .... مش بتفصلوا
قالها آدم وهو يجلس بجانبهم يستريح فهتفت هي بحب لأخيها:
- دومي حبيبي تعال استريح ثم اعطت له الطعام
- أنا اللي جوزك علي فكرة المفروض الحنان دة معاية
هتف بها ماجد وهو ينظر اليها بغضب وغيرة من تلك الافعال بينما ضحك آدم :
- دومي حبيبي مش واحد جاي يقولي قومي اشتغلي إنتِ تعبانة
- يا حبيبتي انا كنت عوزك جنبِ بس وربنا دا انت اللي في القلب يا نونو انا أقدر بردك اتعبك
نظرت له بفرحه طفولية ثم قامت بحمل سلة الطعام له بحب وهي تقول :
- خلاص كل أنت كمان..... كلوا مع بعض يا ولاد
نظر آدم إلي ماجد ثم ضحكوا بشدة فهند هي هند كما هي تلك الطفلة التي تقلب كل شيء لمرح دائم
ومن بعيد جاء عز الدين وبجانبه عائشة وعاصي و جلسوا بجانبهم ليستريحوا فأعطت هند لعز الدين الطعام ولكنه أعطه هو لعاصي أولا بحب ثم أعطي لعائشة ثم نظر إلي آدم وقال :
- عمرو راح فين يا آدم مش شايفه من الصبح
نظر عائشة لأدم الذي نظر إليها ثم قال :
- سافر القاهرة يومين كده وجاي
هي تعلم لماذا سافر هو يريد أن يعطي لها المساحة الكافية لتأخذ ذلك القرار وهي مازالت مشوشه ما زالت متعبه لا تريد أن تظلمه معها لا تريد أن تجني علي مستقبلة و لكنه تقسم أن تفكر في أمره ولكنها لم تأخذ القرار بعد فلعل في الأيام القادم تأخذ قرار ومن بعيد جاءت فداء وهي تسير ببطن منتفخة بعض الشيء وبيدها يسير سليم الذي جري علي ولدها وهو يبكي ويقول :
- عز الدين أخد عهوده
نظر عز الدين لسيم ثم الي فداء وقال مستفهماً :
- أمال عاصي فين يا فداء
- أنا بحسبها مع هند
نظر الجميع لهند فهتفت بسرعة :
- لاء انا جيت اجيب الأكل و سبتهم بيلعبوا مع بعض هي وعز الدين و سليم
ضح
ك ماجد بشدة فالتف الجميع له فقال بسخرية :
- الواد أبن أختك ده جبار محدش قادر عليه
في حين أكمل آدم بسخرية وهو يهدأ الصغير :
- تلقيه بيعلمها الخيل او طلوع شجر التوت.... عاصي وعز الدين يا سيدي
ضحكت بشدة وهي تحتضن عز الدين الوقف أمامها بغضب وأشارت له علي ذلك القادم وبيده الصغيرة وينظر له بسماجه حين تقدم عز الدين بغضب وحمل صغيرته وقبلها بحنان ثم مسك الصغير وقال له بغضب :
- كنت فين يا فرقع لوز هو أنا مش قايلك ملكش دعوة ببنتي
نظر الطفل بغضب إلي خاله وقال بتهكم :
- كنت بوريها الفرسة الصغيرة عند كريم وبعدين ليا دعوة بيها
ضحك الجميع علي عز الدين والصغير فربما هي قصة جديدة لا يعلم مصيرها أحد فكانت وستكون بين يد القدر
ثم إياكَ أن تحزني على فوات الأشياء!
هناك أشياء كان ينبغي لها أن ترحل إلى الأبد..!
وهناك أشخاص كان ينبغي لهم منذ زمن أن يعودوا غُرباء..!
وهناك مواقف مَريرة كانت لابد أن تمر عليك لتصبحي أقوى في مواجهة غيرها فيما بَعد..!
وهناك فرص لابد وأن تضيع لأنها لو لم تَضِع لَضِعتي أنت..!
وهناك أيام لابد أن تَخلُو عليك حتى تعلمي قيمة الأيام التي سوف تَحنُو عليك..!
لا تنظري لكل ما كان مُرًا على حقيقته!
بل انظري إليه على ما أدى إليه، وما غرسَ فيك مِن بعده ، وما أنقذكَ مِن الوقوع فيه ، وما سوف يفتح مِن بعده مِن أبواب كانت غائبةً عن أَعيُنِك..!
فلولا إصابتك بنزلات الإعياء والمرض صغيرًا، لما تكوّنَت مناعتك ضِدها الآن، فأصبحت تمر بها كل لحظة ولا تؤثر بك !
ثم واللهِ لو أنك لم تخرجي مِن كل درسٍ قاسٍ في دنياك الا بأچره عند الله، لكفاك ذلك وزاد..!
وتذكري عند كل فَقْد "فَأرَدنَا أن يُبدِلَهُما ربهما خيرًا منه" ، "واللهُ يَعلمُ وأنتم لا تَعلمون"..
لا يُمكن أن تعاني فقدًا دون أن تنالي عِوَضًا بعده يشفي لهيب روحك، بدايةً مِن شعور السكينة بقضاء الله والتسليم له، نهايةً بدمعة مِن عينٍ قريرة بچميلِ رزق الله..
تمت بحمد الله :
خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇